رواية سرداب غوانتام الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور
رواية سرداب غوانتام البارت الخامس عشر
رواية سرداب غوانتام الجزء الخامس عشر
رواية سرداب غوانتام الحلقة الخامسة عشر
راجو تجيب الصندوق بس وقف اتصدمت لما لقته بيطلع هدومه وبقا عارى الصدر
: انتى بتعمل اى
بس اتصدمت لما لقت جر.ح وقع إلى ف ايدها بصلها من الصوت جريت عليه قالت
: ما هذا، كيف حدث لك
: اخفضى صوتك
: الا يعلم احد، الن تتعالج من قبل حكيم
: ليس خطيرا
: ما الذى تقوله انك تنزف
: هل تعرفينى اكثر من نفسي
صمتت حين قال ذلك بجديه وهو ينظر إليها ثم قال : احضرى ما طلبته منك
: يحب أن يراكى الطبيب
بدأ الضيق على وجهه ثم قال : لن بصيبنى شيء
: لكن هذا جرح، لما تثق فى ذاتك بينما انت تنزف.. ليس وقت غرورك ساخبرهم ان يحضرون لى طبيب
وقفت لسميك يده يوقفها قال : إن كنت اريد ذلك لفعلت، تناسيت انر الجرح بذهابى لك، لم تكونى لتعرفي امره ايضا
صمتت وكأنه يخبرها الا تجعله يندم لانه اتى إليها قالت : الا تريد احد ان يعرف عن هذا
أشار على الصندوق تنهدت منه وذهبت لتحضر ما يرده وتضعه أمامه وجدت يفتح زجاجه ويغرق بها حسده لترى احتراق الجرح وعرفت انه مطهر، كانت تنظر إليه من ما يفعله وكأنه يمتلك مئة ازرع، لا يشعر لا يتألم لا يبد عليه الضعف.. نظرت إلى ظهره وكتفاه العريضه لتجد علامات قالت
: من اين هذه العلامات
: تدريب
: للملوك تدريب قاسي اذا، ظنيتها حياة رفاهية
: الرفاهيه التى تعيشنها انتى يا “لينا”
نظرت له ليقول وهو يكمل تضميده جرحه : كونك عاديه هذه رفاهية بحد ذاتها
لم تفهم مغوى كلامه لكن ماذا يقصد بالعاديه، هل ينعت نفسه بالمميز وهى فتاه يوجد فيرها الكثير.. لماذا لا تفهم كلامه عن ذاته وكأنهناك عائقا يمنعها من فهمه
: تحتاج مساعده
: فقط اجلسي
تنهدت منه وجلست تنظر إليه وتشعر بالحزن قالت : كيف حدث هذا
لم يرد تضايقت وقالت : اجبنى على الاقل، تظل تتباهى بنفسك وأنك لا تقتل بسهوله.. انظر ماذا حل بك
: حدث هذا بسبب “داغر”
انصدمت وقالت : هل هو من فعل بك ذلك
نظر اايها من ما قالته تعجبت وقالت : هل قلت شيء خاطيء
: لا تتحدثين بالهراء
: اخبرنى اذا
عرف أنه لا مجال فى النقاش معها فاخبرها بما حدث لتنظر اليه باهتمام قالت
: هل قتلته
طالعها ببرود قال : ليتنى فعلتها سابقا
: من اجلك ام من اجل شقيقك
: لو لم يتأذى ” داغر” لم تلهيت وارخي دفاعى
اقتربت وهى تنظر فى اعينه قالت : هل تتاذى بتأذى أخاك
: ان اصابه قرحا ذات القرح يصيبنى
رأت حبه الشديد له وكيف أخاه الاخر يحبه فلقد تصدى للجندى قبل ان يقتله، لكن يبدو حب “فرناس” له غير عادى.. انهم غير شقيقن لكن يبدوان اكثر من الاشقه
كان “بردله” لا يزال واقفا أمام الباب، تنظر “صفيه” الى المراه قالت
: هل كان يجب ان تتركيه
قال ” بردله” : كان أمرا
صمتت باحترام له قالت : فقط قلقه على جلالته
رأى من بعيد “داغر” برفقة حارسين ويده مضمده قال : عرفت ما حدث، اين مولاى
اشار “بردله” اليه نظر اليهم ودخل اتسعت اعينه حين رآه عاريا والأخرى مستلقيه وقريبان من بعضهم، خرج فورا مقفل الباب خلفه
نظرو اليه من معالم وجهه الذى تحولت، ذهب دون أن يتفوه بكلمه ليتبعه حارسيه
كانت “لينا” مستلقيه تنظر إليه وهو يضع يده على السرير بجانبها يعلو بجسده بعيدا عنها ويب،و انه يتألم من وضعته
: لقد رحل
التفت حين رأى الباب قد قفل، ابتعد عنها اعتدلت وهى تجلس كما كانت قالت
: هل كان يستحق الامر هذا العناء
اخذ الضماده ليلفها حول جس،ه المفتول بالعضلات كانت تتحاشي النظر اليه خجله، تردد داخلها بغض البصر قدر الإمكان
: دعنى اساعدك
قالتها وهى تقترب منه اخذته من يده لتسمع فى تضميده جرحه قالت
: لما تخفى الامر
: اكتشفت ان عدوى قريب منى
: ماذا يعنى هذا
: لا تدعى ثغره يتسلونمنها اليك، أن عرف احد انى جرحت من قبا جندى ستكون نقطة ضدى
: تريد جعلهم يظلون يرونك فى قوتك لم يصيبك أذى برغم محاولاتهم
: هذا الجرح ليس شيئا لى، لكن بالنسبه لهم الكثير.. لا اريد ان يعرف احد وإن كان “داغر”
: انا اعرف الآن
: كنت مضطرا
تضايقت منه قالت : لماذا جئت اذا قبل ان تداوى جرحك قبل ان يظهر
: كنت قلقا عليك
دق قلبها وعادت بالجلوس جانبه وهى تنظر إليه خجلت من نظرته أعطته قميصه قالت
: ارتدي ملابسك، هيا
أخذه منها ليعيد ستر جسده وبعدما انتهى من هندامه جيدا التفت ليغادر اوقفته وقالت
: كن حذرا فى المره القادمه
اومأ إليها ذهب وقبل ان يخرج التقت عيناها ليقول : شكرا لكى
احمرت وجنتيها ليختفى امام ناظريها، وضعت يدها عن ايسر قلبها الذى يتواثب قلقا عليه وفرحا من شكره الاخير
” اوعى تقعى فى حبه يا لينا، مينفعش ده يحصل لأى سبب كان”
تذكرت تحذير العجوز إليها فتنهدت بقلة حيلة من مشاعرها التى باتت فى الظهور اكثر عن ذى قبل، لم يعد مجرد إعجاب بشكله الذى افتنها.. أنها مشاعر أعمق بكثير
فتح الباب دخلت “صفيه” لاشير إليها وقفت قالت
: سأرحل
: انها الأوامر
عرفت ان “فرناس” من أخبرها بذلك، عادت إلى غرفتها لتجد رفيقيها ينتظرونها تفجات قالت
: هل حدث لكما شيء
قالت “بشرى” : لا سيدتى، تأكدوا من سلامتنا لذلك قد عدنا لخدمتك
: لستما خادمين، اعتبرك اصدقائى
قالتها ببساطه لينظرون إليها وهى تجلس على السرير، نظرت إلى يدها لوهله استلقت على ظهرها لتغمض اعينها بتعب
اتى مشهد امام اعينها حين أطلقت السكين نحوه ليصبح كالريح التى انتقلت فى ميكرو ثانيه
وقفت بانزعاج : كفايه افكار بقا، عايزه عقلى يهدى لمره واحده
نظرو اليها باستغراب من تحدصها مع نفسها وكانت غاضبه، تلك الاصوات العاليه ظاخل راسها بدأت تجعلها تشعر بالتعب
سندت ايديها قالت : كيف فعلت ذلك
وكأن عقلها يستوعب حينما تكون مبتعده عنه، يعيد لها الاحداث باستنتاج، حركته كانت اشبه بلاختفاء لتجده خلفها وحين هاجمته خفيه من جانبه أوقف السكين وكانما بعوضه تعبث جواره
تذكرت حينما رأت مشهد له وهو يأكل من الطعام المسمم وتلقت صدمه حيث سالتت بخوف ” هل اكلت من الطعام”
” كيف اكل وانا لا زلت حيا”
كانت ايجابه منطقيه لكن العجوز أخبرها ا قد اكل بالفعل، لقد أكد على ما راته بكلامه.. كذب “فرناس” بل أخفى شيئا لا يريدها أن تعرفه، لعله لا يبدو كما يظهر لها
تريد ذلك العجوز، كيف تجده الآن.. اين تبحث عنه وكيف.. لا تعلم
سمعت صوت من النافذه التفت اليها وحين اقتربت بخوف راته فى وجهها انتفضت فزعه وقبل ان تصرخ أشار إليها
هدأت وقالت: انت بترعبنى
: اصرفيهم
التفت اليهم قالت : اريد البقاء بمفردى
ذهبو لتعود اليه قالت : انت بتسمع ندائى، ازاى بتيجى فى اى مكان زى ما انت عايز
: اختلافى عنك زى اختلاف السما عن الأرض يا “لينا”
: شكرا، لو مأنقذتنيش الصبح كان زمانى ميته
: رديلى معروفى
: ازاى؟!!
: متعمليش حاجه غبيه
تنهدت منه قالت : انت بس لو تفهمنى انا بعمل اى
: فهمتك متدخليش وبرغم كده ادخلتى، انتو جنس ادم بتحرككم مشاعركم منغير تفكير
قالت ساخره : وانت من جنس ابليس مثلا؟!
نظر إليها حين قالت ذلك لم تفهم نظرته قالت
: مين “رزان”
: شوفتيها يا “لينا” معقول مش فكراها
تعجبت منه اقترب منها حط ايدها على جبهتها قالت : اى تانى
: هخليكى تشوفيها
: خلاص مش عايزه
توقفت حين شعرت بسخونه قويه تحتلها لتغوص داخل راسها وترى ذات وجه الفتاه التى راته فى النهر، انها من تقابلها فى احلامها.. اتسعت اعينها لتتنهد بتعب مستنده على الحائط وتتعرق بارهاق قالت
: انت عملت اى
: شوفتيها
: دى “رزان” الساحره
: “رزان” مكنتش ساحره يا “لينا”، هما لقبوها كده عشان القدره إلى منحنالها
نظرت له وقالت: قصدك اى، يعنى اى منحتولها؟! مين انتم
: اسالى “فرناس” هو مين
: علاقته اى؟!
: متنسيش انك هنا عشانه
: بس لو ” رزان” مش ساحره لى بيقولو عليها كده، هى وحشه ولا طيبه
صمت تعجبت صمته قالت: انت تعرفها
: اكتر من اى حد
: هى مين؟!
: اختيار غلط
: يعنى اى
: متكونيش زيها، عشان كده امشي على منهاجك وبس.. ضلال الطريق هنا زى جحيم الآخره
اختفى امام اعينها لتتصنم ملتفه حولها بخوف قالت
: بدأ الموضوع يخوف؟!
كانت ستدخل لولا رؤيته واقفا فى شرفته يمسك يمامه بيضاء مربتا بانامله على رأسها وكانما يعجبها الأمر ليضع بين قدماها شيئا فعرفت انها رسول بينه وبين شخص آخر، ظلت تتابعه بعيناها لتجده يدفعها لتحلق فى السماء تشبه شهاب بين سواد الليل
بزخ نهار الصباح ألقت عليه نظره لكن لك تجده مكانه علمت انه قد دخل، يبدو هذا الشخص لا يحب رؤية الشروق
مر أسبوع كاملا عليها، الروتين المتكرر.. لا يوجد اى حدث فقط رغبتها التى تتزايد فى عودتها
كانت جالسه فى الغرفه لا تفعل شئ،تتذكر ذلك العجوز عن ذكر عدم عودتها، معقول هل كان جديا.. اخر مقابله لهم جعلها فى حيره اكثر، تناثرت جميع شتت افكارها، لا تقدر على الهدوء من بعد معرفة ان تلك الفتاه التى كانت تراه تحمل ذات الرمز انها “رزان” ، الذى جميع غوانتام تكرهها وتلعنها بالساحره التى ارهقت الكثير من الارواح، هل هذه معلومه خاطئه ام صحيحه، تريد المعرفه بشده
ايضا “فرناس” التى لم تعد تعلم حقيقته لكن تتذكر مة أخبرها “لست بشريا”
كان ذلك مزايا لماذا تتذكره الان، تعبت وكانما تريد ارضاء اسالتها بأى قدر كان
: يارب
نظر إليها رفيقيها من تنهيده العميقه وكلامها مع نفسها الذى اعتادو رؤيته
نظرت “لينا” اليهم وقالت : هل بإمكانى سؤالكم عن شئ
اومأو اليها بتأكيد صمتت قليلا لماذا وكأنها ارادت سؤالهم عنه لكن اتجه محور سؤالها قالت
: النهر
قالو متسائلين : اي نهر
: ذلك النهر، عند الضفه.. لماذا تنتظرون امطار لري ارضكم الجافه بينما تمتلكون نهر عذب كهذا
امتلأت وجهم بلاستغراب ينظران إلى بعضهم : عن ماذا تتحدث
قالت “نائله” : لا اعلم
قالت “لينا” : لا تمتلكون سوى نهر واحد
: يدعى النهر الاسود عزيزتى
: احل هذا هو، لكنه ليس اسود
: وهل رايتيه حتى
: اجل
نظرو إليها بشده قالت : لم يكن اسود، لم أرى فى صفاءه قط، كدت اشرب منه لولا سيده قامت بتحذيرى
قالت “بشرى” : هل تأذيتى سيدتى
قالت “نائله” : لقد انقذتكى من غدره يجب ان تشكريها
قالت “لينا” : لما تلقبونه بلاسود، ما قصته
: فى القديم هاج ذلك النهر وابتلع غوانتام ليغرق ما فيها حيا او ميتا، اتيت فتره دونت فى التاريخ عن بوم الغيام لم نكن نحتفل فيه يوما، بل كنا نخشي اقترابه بسبب الامطار التى تهدم بيوتا وتغؤقنا بفيضانها، كان الكثير يموت عطشا اما غرقا… لم يكو هنالك سلام هنا حتى تم حفر البئور من ملكنا، لتبلتع الاحفر جميع المياه كى لا يصيبنا مكروه، منها استفدنا شرابا ولم نغرق بسبب سقوط الامطار لاسبوع كامل
صمتت “لينا” لا تعلم كم عانى ذلك الشعب ليصبحو مشتقرين الان بل يتمتعون بالخيرات عن بقية البلدان، التفت اليهم وقالت
: لم تجاوبى.. لماذا تلقبون النهر بلاسود، هل لانه تسبب فى موت الكثير ام انكم.. ترون لونه اسود
كانت تنظر اليهم باهتمام منتظره اجابتهم، قالت “بشرى” بتساؤل : هل لونه غريب عندك
قالت “نائله” : انه اسود اللون ومخيف لحد البشاعه
تعجبت كثيرا وجلست بضيق قائله : لكن كيف ، كيف ترونه هكذا عداي، هل امتلك اعينكم غريبه مثل تلك القدره.. يا الله ما كل تلك العجائب الذى لديكم
: الله
قالتها “نائله” بنبره اشبه بالفحيح المتساؤل، التفت اليهم من نظراتهم فى انٍ واحد، يثقبوها بدهشه مزدوجه، وكانما راتها من قبل تشبه نظرات “غابينه” حين راتها تردد بالدعاء فى محنتها
قالت “لينا” : ما الأمر
: بماذا تقولين
: ادعو
: لمن تدعين
: لله
صمتا مجددا، عقدت زراعيها وقالت : لماذا تنظرون لى هكذا
قالت “نائله” : من انتى
تعجبت من سؤالها وتغير نبرتها، لتكرر عليها سؤال اخر ناظره إليها من اسألها إلى اعلاها
: من تعبدين؟!
انصدمت من سؤالها قالت : وهل يوجد عباده سوى عبادة الله الاعلى
: اجل
تلقت صاعقه وقالت : هل تمزحين معى
ابتسمت ساخره لتردف : ماذا؟! هل تعبدون الاصنام!!
: لسنا سخفاء لنفعل ذلك
: كلامك هو السخيف يا “نائله”، عن اى عباده تتحدثين
: الوثانيه
اتسعت عيناها وقالت : عباد الشيطان
: تقديس النفس عزيزتى
: لا افهم كيف تقديس النفس هذا؟!!
: هل يوجد افضل من الايمان بذاتك
: ما تتحدثين عنه ليس عباده وانما ثقة نكتسبها عبر خبراتنا
: جميعنا نقدس انفسنا، شعب ” غوانتام” يعبد نفسه، لا يعبد غير ذلك
وقفت بصدمه لتقل بحده : ما الذى تهذين به اجننتى، تعبدون أنفسكم
نظرت إلى “بشرى” بذهول قالت : انتى معهم، كيف لكم انت تكونو كذلك
قالت “نائله” : اليس افضل ان نعبد إله لا نراه ولا لدينا معرفة من يكون وقوته الالهيه إن كان اله بحق.. ولعل لا يوجد اله وكلها اضغاث حمقاء
: من خلقك اذن
نظرت اليها حين قالت ذلك بهدوء مكمله : هل خلقتى نفسك، ان كنتى تظنين نفسك اله اذاتك، اخلقى لكى اى شيء الان واعدك بان اصدقك
قالت بضيق : نحن نتجنا عن تطورات الكبيعه
: لا تتساخفين، حتى الكبيعه لم تخلق من عدم
اقتربت منه وهى تقول بهدوء : انتم لا حول لكم ولا قوه، كائن بشرى ضعيف امام الخالق الذى فوق السموات السبع ، ظننتكم كالجاهليه تلجاون إلى الاصنام
: نحن لسنا أغبياء لنعبد حجر سخيف
: انتم اغبياء لعبادتكم لانفسكم، عالم سفيه ، ما تفعلوه كفر ، كفر
: ان كان الاهك موجود، لماذا لا يعقابنا على كلامنا هذا، ها انا انكر بوجوده
شعرت بالحنق ناظره إليها قالت : استغفرى ربك يا “نائله” .. اللعنه عليكم
: لعل الاحمق هنا انتى
غضبت كثيرا وصاحت بها : للخارج، لا اريد رؤيتكم
قالت “نائله” : لا اود اذيتك يا “لينا”، انتى من احسنتى معاملتنا فى القصر، كنت اشعر بغرابتك لذلك اود تحذيرك… لا تعلمى احد عما قلتيه لى
ادارت وجهها بنفور منها، خرجا وتركاها بمفردها مصدومه من النقاش الذى خاصته والحق بها لأكبر صدمه… هل ارسلت الى شعب كافر… هل هؤلاء يقدسون انفسهم حقا ، اى نوع من الجنون هذا… انسان يعبد نفسه يالسخريه.. لقد تفوقو على الجاهليه لكن نفو فكره الاصنام لغباء من يعبدوها لكن يؤمنون بعبادة النفس.. يمتلكون عقلا لتتمييز لكن يستحيلون وجود الله
استغفرت داخلها بضيق وهى تجلس، تذكرت “فرناس” خلسه لتنصدم
: معقول هو كمان زيهم
تشعر بلاشمئزاز من وجودها الآن هنا، تريد الخروج من هنا تريد العوده الى وطنها
فتح الباب بالخدم حاضرين الطعام إليها اوقفتهم قبل دخولهم
: اخرجو من هنا
نظر إليها متعحبين قالت : لن اكل من طعامكم، عودو
اتيا رفيقها وطالعوها باستغراب، قالت : لماذا جئتم
قالت “نائله” : “لينا” ماذا دهاكى
: اقطعى حديثك معى من اليوم
: ماذا؟!
: سمعتى ما قلته جيدا
صمتت ثم نظرت إلى الخدم غادرو الغرفه وقفل الباب عليهم قالت : لماذا انتى متضايفه لأنى قلت لكى حقيقه التى لا تودين تصديقها
قالت بغضب : حقيقه اي؟!!!
نظرو اليها من انفعالها لاول مره قالت : اى حقيقه ذلك؟! انتى مجنونه..جميعكم مجانين تعبدون انفسكم
: التفس تستطيع فعل الكثير لسنا بحاجه لإله
: اصمتى بكلامك الحقير هذا، انكى تتنفسين من الهواء الذى خلقه الله لبقائنا على قيد الحياه
: ولما لا يظهر لنا
: انتى مجنونه هناك الكثير امامك لترى كم انعم عليك من النعم
: هراء
: انتى شيطانه
قالت ذلك بضيق فغضبت “نائله” قالت : لا تحعلينى اؤذيكى
: انتى ايتها الضعيفه تؤذينى؟!! انا اقوى منك بكثير سمعتى
: ساجعلك تقتنعين اننا لسنا ضعفاء، نحن أجناس النار.. وانتى الضعيفه والبلهاء من بين الجميع
غضبت “لينا” وتقدمت منها لتقف امامها مباشره وتقول : لا يعلو صوتك فوق صوتى، لستى سوى تابعه لى
انها أول مره تذكرها بمكانتها وهى التى اخبرتهم انها ليست سيده عليهم، نظرت اليهما قالت
: انتم قوم زرعت فى انفسكم الغرور لحد التقديس وليس بكم اى شى مميز
: نحن نعبد انفسنا لان لا يوجد اله، نحن قوم قوى نستطيع فعل الكثير، لكى بأن تكونى منا وترين ان كلامى صحيح
: اصمتى انا لست مثلكم انا اعلم دينى ونفسي جيدا، اخرجى لا اريد رؤيتك
قالتها بصيغة الامر لكنها توقفت ناظره اليها قالت : لتذكرى كلامى جيدا، ستندمين على تقليلك منى
غضبت “لينا” وصاحت بها : للخارج
غادرو لتبقى بمفردها تلعنها داخلها ، لماذا ارسلت لهنا؟! لماذا؟!!! وغابينه… اهي ايضا تعبد نفسها، من هؤلاء بحق الجحيم
كانت تجلس فى المساء تاهذ الغرفه ذهابا وايابا، إلى متى ستبقى.. لا تطيق، تشعر بلاختناق الشديد
طرق الباب قالت : لا اريد احد
: انها انا “بشرى”
: لا اريد انتى ايضا
لكن فتح الباب فتضايقت وقالت : الم امنعك من الدخول
: اود الحديث معك
: وانا لا اريد، اذهبى لا تصبى سمومك فى اذناى كتلك الافعى
التفت قاطعه الحديث لكنها قالت : لن افعل ذلك، اريدك ان اطعلك على سر
توقفت باستغراب التفت اليها وقالت : وما هذا السر الذى تخفضين صوتك هكذا من اجله
: ترين النهر صافى وعذب
تعجبت قالت : اجل
: اننى اراه كذلك أيضا
انصدمت لتأوما اليها بتأكيد قالت “لينا” : لماذا إذا تصفوه بلاسود
: لان ليس الجميع يستطيع يراه كما نراه نحن
: ماذا تقصدين
: أننا فقط من نستطيع رؤيته كذلك، مادامنا نعبد الله نرى صفاء النهر ومن يعبد غيره يلعن برؤية اكبر نعمه اسوم
انصدمت “لينا” وطالعتها بشده اومات اليها ايجابا وقالت : انا لا اقدس نفسي مثلهم، اننى اعبد الخالق
: ولماذا كنتى صامته كل ذلك؟! لماذا لم تقفى فى وجهها
: خشيت الاذيه
: ماذا تقصدين
: الم تسمعى ما قالته عن الوثانيه
: سمعت، انها تلقب علاكه بعباده اخرى
: على هذه الارض كان الانس والجن يعيشون سويا
توقفت لوهله ونظرت اليها بشده اومات ايجابا قالت : لم يكن احد يشتطيع معرفة حقيقته البشريه إلا من خلال قدرات الاخر، يتفوقون علينا قدره… سابقا
: ماذا تقصدين بسابقا
: بدأت الجن تتعالى على الأنس وشقت حياتهم الطبيعيه إلى غير وفاق، استعان البشر بالتعوايذ ليتمكنو من تسخير احدهم لخدمتهم، فغضب جنس النار على تلك الاهانه واصبحت حرب طائفيه بينهم لكن لم يفوز الجن لاستطاعة البشر على التسلط عليهم واستخدام قوتهم ضدهم هم ليعلم ان لا يوجد قوه اكبر من قواهم بعد تفوقهم على النار
: هل لهذا يقدسون انفسهم
: لعله اكبر سبب فى ذلك
: ماذا حدث للجن، هل ما أراهم إذ من الحمل انهم ليسو بشرا
: كلا، الملك “رسلان” منع إهدار الارواح
: من يكون
: جد الملك “فرناس”، منع استمرار تسخير الجن وعقد اتفاقيه شملت خروجهم من غوانتام إلى الابد لكنهم اشترطو قتل كل من وقف فى وجوهم والا سيعلنون حربا دمويه
: ثم ماذا حدث
: تم اعدامهم فى الساحه، لم يكن ليرفض ويخاكر بالاف الارواح.. لانهم سيكونو المتنصرين فيها، بعض الجن صعب تسخيرهم لقوتهم العاليه وهؤلاء كانو معهم لذلك الخساره كانت قريبه
: تلك الارض مليئه بكل ما هو عجيب، حتى تاريخكم يشمل العجائب… انس وجن معا على الارض واحده كشعب واحد
عادت بانظارها اليها متسائله : لماذا خشيتى من “نائله”
: يبدو أنها تتواعد لكى بلاذيه
: انها ضعيفه
: يبدو انكى لم تفهمى كلامى، هنا يمارسون السحر الاسود بكل انواعه.. انها كهوايه لديهم، كلما زادت قدرتهم بذلك العلم زاد غرورهم وتقديس انفسهم
: بماذا بالشياطين والجان والذى يقومو بتحضيرها
: اجل يظنون ان تلك قوه بإيديهم هم
: حمقا، لكن كيف اسنتجتى العباده بالنهر
: لم استنتج، اننى أظن هذا منذ سماا حديثك ويبدو انها الحقيقه
تنهدت مكمله : عندما كنت اراه يثير جنونى من شمله وتناقض بين تحذير الناس عنه من شكله المخيف، لدرجه انى شعرت بأنى مسحوره لالقاء نفسي داخله والناس يرون حقيقته الكامله لتخذ حذارهم منه، لم ادرى اننى من ارى بالبصيره الحقيقه.. كنت أخاف الشرب منه، ولحد الان أن يكن ذلك تخيل وفور اقترابى سينفث سمومه فى وجهه
صمتت “لينا” من سماع كلامها إليه باهتمام شديد قالت
: اذا النهر وحده من يحدد جقيقة الشخص الذى امامك.. ومادمنا نراه كذلك فتلك هى الحقيقه… النهر عذب
ابتسمت قائله : اذا بإمكانى الشرب منه دون خوف
: لا اعلم يا “بشرى”
: فيما تفكرين سيدتى
لم ترد عليها ناظره إليها قليلا ثم وقفت : هل احضر لكى الطعام يجب ان تأكلى
: لا اريد
غادت من الباب. تعجبت: الى اين
: يجب ان اتأكد من شيء
سارت تسلك طريقها التى تعرفه جيدا وقد حذرها “داغر” منه سابقا فى السير من هنا، وصلت إلى مكان لقاعه كبيره مغلقه باحكام والحراس واقفين عندها ينظرون إليها متعجبين قالت
: الملك “فرناس” بالداخل
: انه فى اجتماع مع الوزراء، غادرى
: اريده فى امر مهم
: ممنوع، ستتعرضين للعقاب أن لم تغادرى من هنا.. وجودك بحد ذاته ممنوع
: متى سيخرج اذا
: لا اعلم سيدتى، انتظريه فى جناح جلالته
عادة بانظارها إلى القاعه ثم ذهبت بيأس، تتذكر كيف غضب حين اقتحمت مكان التدريب المكتظ بالرجال ولك تكن امرأه غيرها لتدخل هناك، لكنها كانت مضطره
بقيت عند جناحه تنتظره وسمح الحارس لها بالدخول لانتظاره فى الداخل، بقيت تنظر إلى أغراضه لا تريد العبث بها او حتى لمسها
فتح الباب التفت لتجده هو ناظرا إليها بهدوء اقترب منها قال
: هل اتيتى إلى المجلس
صمتت بتنهيده ثم قالت : لكنى غادرت
: لا تفعلى ذلك مجددا، للقصر حدوده يا “لينا” فلا تخربيها
: لكنى ذهبت
: اتحدث عن ذهابك لهناك
: لا تظننى ساضطر لهذا مجددا، بما انك قد جئت اريد ان اطلب منك طلبا
: اسمعك
: لن ترفضه
: ان كان باستطاعتى فعله، لنرى ما لديك
: اريد الخروج وذهاب لمكان ما
: لا اسجنك، تستطيعين الذهاب وقتما اردتى، ساعطيهم سماح بذلك
التفت اوقفته وقالت : لكنى اريدك معى
توقف لوهله ثم قال : هل تريدينى ان اذهب معك؟!!!
: اجل
: لماذا؟!
: ستعلم حين نصل
عقد زراعيه خلف ظهره باستغراب من طلبها قال : يجب ان تخبرينى بالمكان، لا أستطيع التجوال
: كنت تسير فى السوق متخفيا
: هذا احد مراقبتى كملم لمعرفة حال شعبى
: لتتخفى كما تفعل إذا، لكن لن تراقب احد..
نظرت إليه مردفه : لن نطيل، بضع دقائق، هل بإمكانك فعل ذلك لى
صمت ولم تعلم معنى هذا الصمت لكن اعطاها موافقته لتكن مقابلتهم فى الحديقه الخلفيه بعد تبديل ملابسها وارتداء رداء عنابى اللون، ذات قنسلوه تغطى راسها
واقفه تنتظر ليظهر أمامها بذات الرداء الأسود يخفيه عن اى احد اخر، لكنه ملك يستحق التخففى لماذا طلب منها ارتداء ذلك الرداء فوق ثيابها انها ليست ملكه فمن مَن تخاف
كانو واقفين امام بوابة القصر من الخلف والعربات فى انتظارهم مع حراسته المشدده منحنين اليه التفت اليها ثم قال
: هل يمكننى أن اعلم الى اين سنذهب
: ستعلم كل شيء حين نصل مولاى
نظر إليها من تلقيبها له لاول مره بينما تتحاشي النظر خوفا من الوقوع فى سحر عيناه، ام خوفا من ظنونها التى تريد نفيها
“فرناس” ستأعلم حقيقتك الان، غرابتك حول ذاتك وغرور هل هذا نوع من عبادة النفس.. انت منهم ام لا.. اتمنى ان اكون مخطأه، لاول مره اريد ام اخيب ظنونى من اجلك.. لا اريد كرهك والابتعاد عنك.. لا أريد ذلك حقا
كانت داخل العربه التى تجرها الاحصنة، تنتظر المواجهه الذى تخشاها وتنتظرها بفراغ الصبر.. انها مشاعر متناقضه لكن لا باس بها، لطالما التناقض يلاحقها منذ ان عرفته، لكن ان كان كما تخاف هى.. هل سيعاقبها، انه ملك تلك الارض الذى يستضيفها فيها، هى ليست سوى ضيفه تربطهم وصال لا يعرفوها.. لكنها لا تمتلك عليه حكما قط، لا هو ولا شعبه وما يفعله الناس هنا.. ليكن كذلك يا “لينا”، المعرفه والصمت هم الوسيله لإنهاء تلك المهمه الثقيله على قلبها
توقفت العربات ترجلت هى وكانت تبعد عن النهر أمتار، التفت إليه وهو يترجل متعجبا إلى أين احضرتهم هي، أشارت له باتباعها لتقترب من النهر ليعرف انه مقصدها من البدايه
كان الحراس معطين ظهورهم اليهم يحرسون المكان وهى لا زالت تقترب من النهر حتى وقفت عند حافته التفت لتجده توقغ على بعد أمتار محتفظا بحاجزه قال
: هل اخبرتينى ماذا نفعل هنا؟!
: لتقترب من النهر
نظر الى النهر ثم اليها وقال : تحدثى يا “لينا” ولا ترواغى
صمتت وقلبها ينبض باستدراك لتقول : هل انت خائف من الاقتراب
تبسمت بحسره داخلها : لماذا تشعرنى بلقلق من افعالك؟!
تعجبت منها قال : “لينا”
: ماذا ترى ذلك النهر
اشارت باصبع السبابه امامها لكنه لم يأخذ وقتا مستغربه حيث قال
: ماذا تريه انتى؟!
نبرت غير اكتراثه وكانه ظن سؤالها كنوع من انواع العبث، وكانما الاعتيادى هو الاسوظ الذى دن انها تراه مثله، لكنه مخطأ تلك المره.. لقد كشف ورقه قبى سؤالها، هو ايضا يراه كذلك
شعرت بحرقه طفيفه فى اعينها وقالت : هل تراه اسود؟! هل يبدو لك كذلك ام..
: ام ماذا؟!
استعادت رباط جأشها وقالت: اجبنى ارجوك
: اراه كما يراه الجميع
تحجبت اعينها بشيء من الدمع الخفيفه ممتزج بالحسره، توقعت شي غير ذلك، انها ذكى.. عاقل.. لماذا تكن مثلهم
عادت بانظارها إلى النهر صافي اللون تطبع صورة السماء مزرقشه بالغيوم عليه، عادت للخلف بضع خطوات ثم قالت
: لنذهب لا يوجد داعى لبقائنا
اوقفها حين قال : انتى بخير
لم ترد عليه مبتعده اوقفها ممسكا بيدها : ماذا بك
: لا شئ، اتركنى
: هل جئتى بى هنا لتسألينى عن عبادتى
توقفت بصدمه رفعت وجهها إليه بشده، تركهاليقوى بهدوء
: اراه كم تريه يا “لينا”
: ماذا اراه انا، اريد ان اعرف منك
أقترب من اابنها مباشره ليقول : نهر عذب
زال ضيقها الى دهشه املأت وجهها قالت : “بشرى” من اخبرتك ام “نائله”.. تريد أن توقع بى الان
: لماذا لاوقع بك، هل اخبرك احد ان عبادتك امتلكها، هنا حباتك الشخصيه ليست لاحد غيرك
نظرت إليه لوهله قالت : اذا، انت تعبد الله، لا تقدس نفسك
: لا يوجد اله غيره لاعبده، اثق ان هذا الكون لم يخلق عبثا
تبدلت مشاعرها المضطربه إلى شيء من الطمأنينه، لكن ندرت إلى بحده واقفه امامها بقرب اكثر قالت
: اتقول الحقيقه؟
ابتعد عنها مقتربا من النهر منحنى عنده ليدخل يده محملا ماء بين ايديه شاربا منه اندهشت انها لم تقدر على الشرب منه
قال “فرناس” ينفض يداه : انا لا اكذب، لا احتاج للكذب يا “لينا”
صمتت لكن ظهرت إبتسامه من صدق كلامه الذى يدخل فى عقلها دوما لمصدقيته، قالت
: لست منهم اذا
: لست كذلك
خانتها سعادتها وتبدلت مشاعرها فى لحظه لحدوث ما ارادته، خشيت كثيرا ان يكون مقصد العجوز بشأن اختلافه عنها بذلك
قاطعها اقتراب انامله من وجنتيها فدق قلبها بسرعه كبيره نظرت اليه
: لماذا شعرت وكانك كنتى ستبكين
حين وقعت العين بالعين شعرت وكأنها تطفو داخل اعينه كشعور الغريق يناجى بمساعدته
عادت للخلف مبتعده ليعتدل فى وقفته ملقى نظرات عليها ثم قال
: لنذهب
اومات له التفت الى النهر بابتسامه خفيفه ثم تبعته متوجهين إلى العربات الذى ابتعدن عنها، لكن صدر صفير قوى فى اذنيها جعلها تتوقف من شدته وتطبق يدها على اذنيها لكن دون توقف، ثقل جسدها على ساقيها وكانم تحمل اضعاف اوزانها على كاهلها، شهقت حين شعرت بضيق عنقها وكأن هنالك من يعتصره خانقا ايها
حين سمع صوتها التفت اليها ليجدها كالذي تتحول امامه
: ما الامر
لم ترد عليه، غير قادره على النطق او الصراخ حتى، هناك من يكتفها، تلمس عنقها وكانها تزيح من يخنقها بينما تعبث فى الفراغ من عدم وجود شيء
وقف بقرب منها لتجس ارضا امام قدماه فى محاوله منها لاخذ انفاسها سريعا
: “لينا” ما بك
قال ذلك ف مجاولت لتفهم تعبيراتها المختلفه واصفرار وجهها، امسك يدى ليخفض رأسه لكن رات تلك الشفاه التى تتحرك متمتم بعض الكلمات، لم تكن قادره على سماع ما يقوله ولا فهم تلك حركه عذه الشفاه، لم تكن تستطع رؤية وجهه سوى شفاه،رفع يده عند عنقها لتجده يمسح للاعلى فالتقطت أنفاسها باستعاده جسدها اخيرا إليها، اختفى ثقل جسدها، الاختناق، وضيق صدرها
انها تتحرك الان بحركات صدرها المرنفعه والمنخفضت بتعب شديد، تسربت بغض حبيبات العرق على جبهتها وتشعر بارهاق اكثر عن ذى قبل، نظرت اليه وكان قد رفع وجهه اليها
قالت “لينا بصوت ضعيف : ما كان هذا؟!
: انتى بخير؟!
نفيت له بتعب ظاهر، اقترب منها ليمد ايديه نحوها ليحملها على زراعيها لمقدرتها على عدم الوقوف او المشى حتى ولا تعلم من ميف له ان يعرف، استسلمت وغفت ملقيه راسها على صدره الصلب
توقف ليلقى نظره عليها من اقترابها منه ثم ذهب انحنى الحراس فورا لرؤيته وخافا ان يكون ملكهم اصابه مكروه لكنه قال
: الى القصر
ركب العربه وذهبو إلى واجهتهم حين وصلا نظر إليها سائلا
: تستطيعين السير
اومات له لتقف لكن عادت إلى مكانها ثانيا، حملها ثانيا على زراعيه لينظر اليه الحراس فتح الباب ليدخل للداخل ويقفل ثابت معطين أمرا لإغلاق البوابه ثانيا خلفهم
كانت متعبه بين زراعيه لكن قالت : انزلنى
: لا تستطيعين الوقوف حتى
: انا بخير صدقنى
: لا تعلمين بعد ما بك
صمتت بينما يسير بها بين الممر اذا مر بجوار قاعة الجوارى الذى دلفت رؤسهم فورا حين سمعو صيحة الحارس بوجود الملك، فاسرعو جميعهم ليروه خلسه لكن صدمو من مشهده وهو يحمل “لينا” على زراعيه، اتيت “صفيه” وقالت بحده
: ماذى تفعلون
لكن انصدمت من ما راته، حتى اختفى عن ناظريهم لتعلم هم هماتهم التى استطاعت “لينا” سماعها الذى برغم ضعفها تريد الوقوف على قدماها رغم عنها للابتعاد عنه، ليست مبتهجه كما يظنون هؤلاء.. لا يعلمون ما بها
وصل “فرناس” الى جناحه ليفتح الحارسان ويدلف بها ليقول الباب، سار تجاه ذلك السرير المبتعد لوضعها فوقه برفق
قالت “لينا” : لما احضرتنى لهنا
: ماذا فعلتى يا “لينا”
لم تفهم ليقول بتكرار : ماذا فعلتى ليحدث بك ذلك
: عن ماذا تتحدث انا لا افهم ما تقوله….
صمتت لتشعر بتخشب من جديد وكأن هنالك من يحاوكها بيده ضاغطا على فمها مانعا اياها فرصه لتكلم، تقيدت بقوه اكبر من ذى قبل ليصدر صوت فحيح صب فى كلتا اذنايهى ليقشعر بدنها خوفا
انتفضت حين تحررت فجأه لتتحسس جسدها قائله : ماذا يحدث لى
: اهدئى
احمرت اعينها وكأنها على وشك البكاء قالت : هل سمعت ذلك ايضا
: تلك الغرائب لن تحدث الا معك
: عن ماذا تتحكث، لقد صدر ما صوت مخيف
نظرت له مكمله : وكأن هنالك من يتحكم بى، صدقنى.. اشعر وكان هناك احد يجلس على كتفي.. انه يمنعنى من التحدث.. انت تفهم ما اقوله.. يجب ان تفهم… صدق ما أقوله ارجوك
: اصدقك
قال ذلك فتعلقت اعينها به قالت : حقا
: هناك من يقيم لك سحراً
نظرت له بصدمه ليكمل : انه يبعث اليك الان، لا يزال يمارسه دون توقف، سترين ما يخيفك اكثر من هذا… لذلك
: لذلك ماذا
: تحلى بالقوه
: اتخبرنى ان هنالك من يمارس السحر علي وتريدنى ان اكون قويه
: لا اريدك بل اعلم انكى قويه
صمتت حين قال ذلك، ابتلعت غصتها الخائفه قالت : انا تحت تأثير سحر إذا. هنالك من هؤلاء الناس يريد ايذائى
: لن يحدث لك شيئا
: كيف لك ان تكون واثقا هكذا، لانك تضع يدك فى ماء برد
: ما حدث لكى يغضبنى، ويصعب اغضابى لكن هنالك من فعل
لم تفهم ما يقوله لكن قالت : اريد العوده لعالمى، اريد ان اعود
امسكت يده بترجى وقالت : افتعل اى حدث، اننى اتى لهنا من اجلك، افعل اى شئ لاعود لمنزلى
: هل تثقين ان عودتك لهنالك ستكون فى صالحك
لم تفهم ليكنل موضحا : تثقين ان السحر سيزول لمجردك عودتك
صمتت بقلق فهى لا تثق فى ذلك البتا، لقظ كانت تتوظ بجروحها وتؤلمهة ذات الالم، هنا أن ماتت ستموت هناك ايضا، بى لن تتود.. حياتها واحده
قالت “لينا” : ماذا افعل
: احضرتك هنا لتكونى بجانبى
لم تفهم لكن نظر وقال بتأكيد : ما دمتى بجانبى لن يستطيع احد مسك بأى اذى، وإن كان جن
: كيف لك ان تقول ذلك
: لا اقول سوى الحقيقه، لكن ان افتعلت حدث جعلك تعودين سترسلين وانتى مسحوره مع اختلاف ممارسة الساحر عليك وانتى مبعيده عنه غير قاظره للوصول إليه، ستصيرى كالجسد الميت بلا حراك.. سترين، وتسمعين، وتدخلين فى دوامات الجنون والسحر الذى يتسلط عليكى
: ماذا افعل اريد العوده، ماذا عساك لتفعل انت.. انا هناك مثل هنا… سيأذوك بسببى، لا تغتر بذاتك.. كيف لا يقتربون منى وانت معى؟!!
رفع اعينه اليها وقال بصوت لم تعهده : لانى منهم
ابتلعت كلامها العالق فى حلقها لتلتفت اليه من ما قاله ودق قلبها من اعينه الذى زادت حده
: ماذا قلت؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)