روايات

رواية إحتلال محرم الفصل الرابع 4 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الفصل الرابع 4 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الجزء الرابع

رواية إحتلال محرم البارت الرابع

إحتلال محرم
إحتلال محرم

رواية إحتلال محرم الحلقة الرابعة

سعاد معندهاش شغل انهردا و ولادها في المدرسه،وقالت لمامتها أنها رايحه تقضي شوية وقت مع ليله ،راحتلها البيت ومحمود قالها أنها في الشغل لوحدها، واطمنت عليه وسابته وراحت تقعد معاها، وكانوا بيضحكوا على عبد الستار وسعاد كملت وقالت:-بس لما هددته بمراته الاولانيه؟ من وقتها بقى كل مايعرف اني بسيب الخط وبروح أصلي مايقدرش يفتح بوقه بكلمه واحده.
ليله كانت بتضحك من قلبها وقالت:- يلهوي مش متخليه منظره وهو متهدد كده!
سعاد بشماته:- أحسن يستاهل؛ ده راجل مش محترم ماشي يعاكس ويرازي في خلق الله؛ امال لو ما كانش متجوز وبدل الواحده أربعه؟ كان عمل إيه!
ليله:- ده مرض يا سعاد؛ ده اسمه راجل عينه فارغه وما يملهاش أبدا غير التراب.
سعاد وافقتها على كلامها لكن كملت بتنهيده:- والله أنا صعبان عليا حالي يا ليله، بشتغل ولا كأني بشتغل، ده غير أني مش مرتاحه في المشغل.
ليله بتعجب:-ليه يا بنتي كل ده من اللي اسمه عبد الستار!! سيبك منه وما تركزيش معاه.
سعاد:- مش بس عبد الستار يا ليله؛ في المشغل ما فيش ست صافيه للتانيه أبدا، كأننا في حرب حريم ما فيش واحده بتحب التانيه كلهم بيتكلموا على بعض، وكل واحده عايزه التانيه تسيب الشغل وتفوز هي بالمكان، تقوليش هتاخد الأوسكار؟ عارفه!! نفسي بجد كل واحده تخليها في أكل عيشها وملهاش دعوة بحد، ساعتها هنرتاح.
وبصت ليها وكملت بتفكير:- ما تسمعي مني وتيجي تشتغلي معايا في المشغل، أهو هنسلي بعضنا.
ردت عليها ليله بحسره:- يا ريتني كنت بعرف اخيط يا سعاد؛ أنا أخري بخيط زرار مش افصل ومشغل وكلام من ده.
سعاد بمحايله:- بالله عليكي يا ليله اسمعي مني بس؛ وانا هعلمك، وخلينا مع بعض في الشغل وفي الجيره.
وكملت بضحكه:- وفي الحظ كمان احنا الاتنين مطلقات.
ضحكة ليله:- أيوه يبقى نحس وحظ ما فيش أحسن من كده؛ لأ يا اختي خليني مع بابا احسن هو في المحل، وانا ببيع دره، و واحده واحده هتفرج واعمل قرش حلو واعملي أي مشروع.
سعاد:- يعني ما فيش أمل تيجي معايا المشغل؟
ردت بضحكة:- أنتي عايزه عبد الستار يشقطني معاكي؟ لا خليني هنا أحسن.
سعاد:- طيب يا اختي لما نشوف اخرة الدره بتاعتك هتوصلك لفين؟
خبطتها في كتفها وقالت:- أنتي ما عندكيش دم ولا حتى نفعتيني.
ضحكة هي كمان وقالت:- دايما مستعجله على رزقك، انا كنت قبل ما امشي هاخد منك لامي والعيال.
ليله:- لا دي بقى عليا انا؛ هبعتلك ليهم كلهم، وامانه عليكي تسلميلي على خالتي ام سعاد.
ابتسمت وقالت:- يوصل ان شاء الله؛ بس ما فيش واحده للغلبانه اللي أنتي منشفه ريقها كلام من الصبح؟
ضحكة ليها وقدمت ليها ضيافه وقعدوا في المحل ياكلوا وضحكوا على ذكريات زمان، وكمان بيتكلموا على المستقبل ما بين رضا سعاد بالمقسوم ليها، واعتراض ليله على حظها وعايزه أحلامها الورديه تتحقق.
شركه الورداني في قاعة الاجتماعات، أنجي قاعده على رأس ترابيزة الاجتماعات وبتسمع لكل مهندس بتركيز، وبعد كده هي شرحت المطلوب منهم والاجتماع خلص، وراحت على مكتبها، المحامي دخل وراها وبيطلع ملف من شنطته واتكلم وقال بحماس:- دي حضرتك أوراق الصفقه اللي اتفق عليها وليد برهامي وابنه أمير، اتفضلي.
حط الملف قدامها، أنجي فتحت الملف بسرعه وقراءته بلهفه وانتصار كبير لكن كشرت عينيها وقالت بإستفسار:- إيه ده؟! ورق الصفقه ده ناقص؛ أعرف منين الكميه المطلوبه وفين الشرط الجزائي؟ أنت جايبلي الصفقه من غير اهم بندين يا ناصر؟
ناصر بلع ريقه بتوتر وقال:- يا فندم إحنا حاولنا نوقع أي شخص يبيع لينا ضميره، لكن نبص لنص الكوبايه المليان، وعرفنا ايه هي الصفقه وهتم امتى؟
أنجي ما حبتش تبين إنفعالها قدامه وصكت على اسنانها بغضب مكبت وقالت:- وانا كده استفدت إيه؟ أطلع بره يا ناصر؛ بـــــــره.
ناصر خرج بسرعه ومسكت الملف حدفته على الأرض وقالت من بين اسنانها:- مستحيل أمير ياخد الصفقه دي مستحيل! وهعمل أي حاجه ولا إن الصفقه دي تكون ليك انت وابوك، يابن وليد برهامي.
سعاد خلصت قعدتها مع ليله وقامت وقالتلها:-يا دوبك كده يا ليله.
ليله بتحايل:- هتمشي دلوقتي اقعدي معايا شويه انا قاعده لوحدي زي ما أنتي شايفه.
بصت في الساعه وردت عليها:- الساعه 12:00 معلش بقى يا حبيبتي العيال قربت تطلع من المدرسه وهروح اجيبهم؛ وبعدين انا قاعده معاكي من بدري اعمليها أنتي بس وتعالي اقعدي معايا نص الوقت ده، هاتي بقى الدره علشان امي والعيال.
ليله غلفت ليها بعدد أسرتها وقالت:- خدي يا حبيبتي؛ تاكلي وتتهني ويا ريت تعدي على بابا تشقري عليه واتصلي عليا طمنيني.
سعاد اخدت منها وقالت:- ماشي يا حبيبتي يلا خلي بالك من نفسك؛ سلام يا ليله.
ليله ودعتها:- سلام يا سعاد.
سعاد مشيت وليله واقفه يمكن يجي حد يشتري منها لكن كان الطريق فاضي، وزهقت من وقفتها ودخلت المحل قعدت فيه وسانده على الحيطه ومغمضه عينيها، مروان كان سايق بيسابق الزمن وملهوف أنه يوصل ليها وأخيراً وصل ونزل من العربيه لكن ما كانتش موجوده إبتسامته اختفت وخاف أنها ما تكونش هنا وما يشوفهاش، لكن لفت نظره إن كل حاجه تخص شغلها موجوده جمب الكشك، وشك انها ممكن تكون جوه المحل اتحرك علشان يشوفها ووصل وبص من الشباك واتفاجئ بيها قاعده على الكرسي وشكلها نايمه، شعرها بيطير على وشها نسي نفسه ونسي العالم كله سند أيديه على الشباك وفضل يتأمل تفاصيلها وأبتسم بحب كبير لما حكت انفها وهي مغمضه، مترددش أنه يفتح فونه وصورها مش عايز يحرم نفسه منها طول الوقت ،نفسه ينده عليها وكمان مستمتع بأنه واقف يرسمها بحريه من غير قيود منها ولا اعتراض، في وسط سرحانه ليله فتحت عينيها وأول حاجه جت عليها هي عينيه! فضلت بصاله وكأنها بتحلم أنه قدامها لانها ما كانتش مستوعبه انها تفتح عينيها تشوف أي حد؛ اتقابلت عيونهم في نظره طويله من غير ميعاد ولا إدراك منها،غمضت تاني وفتحت يمكن بتحلم؟ لكن لأ هي في الواقع وحست بتوتر وبلعت ريقها لانه واقف قدامها باصص عليها وساكت، وأخيراً اتعدلت وقالت بحرج:- أنت؟!
رد عليها بإبتسامة:- ايوه أنا.
بعدها أنتبه لوقفته وانه باصص عليها وحمحم بحرج وحط فونه في جيبه وقال:- احم؛ أيوه أنا آسف؛ كنت جاي معدي على الطريق بالصدفه وناديت عليكي بس ما حدش رد، وجيت هنا في المحل لقيتك.
ليله ارتبكت وحمحمت هي كمان وقالت:- لا ما فيش حاجه؛ انا كنت قاعده ومحستش بنفسي و غفلت شويه.
وبعدها افتكرت اخر مرة مشي فيها وما خدش فلوسه وقالت بعفوية:- أنت مشيت يومها وماخدتش باقي فلوسك، أنت جاي تاخد الباقي صح؟
وكملت بحرج لأنها ممعهاش فلوس تكفي وكملت:- بس أنا مامعيش فلوس دلوقتي معملتش حسابي لأني معرفش إنك جاي انهردا، أنت ممكن تاخد بيهم طلبات خد اللي أنت عايزه، أو عدي عليا بكره هيكون معايا فلوس.
حب برائتها وحب طريقة كلامها وضحك وقال:- لا انا مش جاي اخد الباقي يا ليله، ويا ريت بقى تخرجي بره المحل لأني بصراحه جاي وجعان ونفسي في الدره قوي ولو فضلتي مكانك كده أنا همـ.وت من الجوع.
ليله بإبتسامة عريضه خرجت بسرعه وقالت بعفويه:- عينيا يا بيه اللي انت عايزه هعملهولك، ها يابيه أنت عايز بالباقي كله دره؟ ولا هتاخد حاجات من الكشك!
واقف قدامها شاف عيونها عن قُرب يااااه قد إيه كانت وحشاني بشكل! عايز افضل باصص ليكي وما تكلمش أبدا، عندي حرمان وفقد كبير ونفسي اعوضه بيكي ياليله، بس هل ممكن تحبيني؟ هل فعلا ممكن يجمعنا بيت واحد!! ولا كل دي أوهام؟ رد عليها بنبره تحمل الحب:- عايز أي حاجه من ايديكي.
اتعجبت من طريقته وكمان نظراته اللي خلتها ترتبك وراحت تشعل الفحم وقالت:- من عيني يا بيه! عشر دقايق بس يكون الفحم ولع واعملك أحلا دره
مروان أبتسم ليها وبص حواليه وسألها بعمليه:- فين والدك يا ليله؟ مش موجود يعني!
ليله:- بابا تعبان شويه.
مروان:- سلامته ماله؟
كان حابب يفتح معاها أي مجال للحديث ومواضيع وشاف أنها فرصه يتكلم معاها عن أي حاجه، وردت عليه:- شوية برد وسخونه، أنت عارف الشتا وابويا راجل كبير ما بيستحملش ومقدرش ينزل معايا.
مروان كان اكتر واحد مبسوط انهم لوحدهم يعني باباها مش موجود، وكمان أنجي مشغوله واديتله تصريح انه ما يرجعش دلوقتي، رغم ابتسامتة قالها:- الف سلامه ربنا يشفيه؛ ما تقلقيش بكره هيبقى كويس.
ليله بتهوي على النار وقالت:- إن شاء الله.
مروان فكر في حل يكسب قلبها بطريقته وقال باهتمام:- تحبي أجيب لوالدك دكتور يطمنا عليه؟!
رفعت عينيها ليه واستغربت اهتمامه بيها، لكن في نفس الوقت هى حبت الإهتمام ده، وخصوصاً أن شكله وهيبته اكبر من احلامها بكتير، وردت بعرفان:- شكراً يابيه، ما لوش لزوم انا جبتله علاج وهيبقى كويس.
فونها رن وكان الفون قديم وقالتله:- أهو دي صاحبتي هتطمني على بابا؛ وردت على سعاد وكلمتها، ومروان مراقب كل كلامها وقفلت معاها بعد ما اطمنت وقالت:-الحمد لله بابا كويس ومش لوحده قاعد معاه واحد جارنا.
حرك راسه ليها بإيجاز، وساد الصمت بينهم وكان عايز يكلمها في اي حاجه تانيه بس محرج ومش عارف يبدأ منين وكمان هيقدم ليها الهديه دي ازاي؟ لكن هي كسرت الصمت ده وقالت:- تحب اجيبلك كرسي يا بيه بدل الواقفه دي؟
مروان بتلميح:- أنتي هتفضلي تقوليلي بيه كده كتير؟
ضحكت بعفوية:- أعمل ايه بس يا بيه! أنت مش شايف الفرق؟ أنا بياعه وعلى قد حالي،وأنت الله أكبر عليك يعني شكلك من رجال الأعمال، وكمان ما أنا ماعرفش اسمك.
مروان بحب:- مروان؛ اسمي مروان.
رجعت شعرها من على عينيها وهزت راسها بإبتسامة وقالت:- عاشت الاسامي.
قرب خطوه وقال:- شكراً؛ بس عايز أقولك إن مفيش فرق بيني وبينك ياليله.
ليله:- تقصد إيه ؟
مروان بتنهيده:- يعني كلنا بشر و ولاد تسعه زي ما بيقولوا، وسيبك انتي من بياعه ورجل أعمال، أنا مبفكرش بالطريقة دي أبدا.
بصتله باهتمام:- اومال بتفكر إزاي؟
أبتسم وقرب خطوه و وقف جمبها وقال:- زمان كنت بفكر بعقلي، إنما دلوقتي سبت قلبي هو اللي يروح بيا زي ما هو عايز.
ليله جواها إحساس أنه بيلمح لحاجه في كلامه، لكن قالت:- بس خلي بالك القلب ده بيودي في داهيه لو علقك بحد مش من مقامك.
اخد نفس طويل واتكلم:- أنا قولتلك سبت القرار لقلبي، ولما نشوف هيوصلني لفين.
وحب يغير الموضوع وسألها:- تحبي اساعدك في حاجه؟
شهقت وقالت:- يا حسوتي تساعدني في ايه يا بيه؟
استغرب رد فعلها وقال:- إيه يا ليله وفيها إيه يعني؟
بصتله من فوق لتحت بتفحص واتكلمت بدهشه:- هو أنت مش شايف نفسك ولا إيه يا بيه؟ هدومك تتبهدل وتبوظ من الدخان.
اتضايق منها وقال:- بلاش بيه دي يا ليله؟ انا مروان, مروان وبس، وبعدين طيب ما أنا اول ما شوفتك وبقولك ليله عادي أنتي كمان،ف بلاش كلمة بيه دي.
هنا هو كان عايز يكسر اول حاجز عايز في المقابله دي ياخد اهم خطوه بما أنهم لوحدهم، وقدامه وقت كبير يقضيه معاها، يبقى ليه لأ؟ ليه ما قربش منها خطوه وافتح حتى طرف باب قلبها ليا، ليه لأ؟ اتعجبت ليله من هجومه الغير مبرر وقالت بعدم إهتمام:- خلاص يا بيه أنت حر، مروان مروان مع انه مش ماشي معاك خالص اني اقولك مروان دي، طب بص خليني اقولك مروان بيه.
رد باعتراض:- لأ يا إما أنا كمان هقولك ليله هانم.
هنا ليله ضحكت من قلبها وقالت:- ليله هانم مرة واحده؟ يسمع من بُقك ربنا.
ابتسم ليها وسألها:- نفسك تبقي هانم يا ليله؟
اخدت نفس طويل وقالت بحسره:- مش باين لها يا مروان بيه.
مروان:- ليه بس؟
ليله بواقعيه:- إحنا فين وكلمة هانم دي فين؟ مش هتتحقق غير لما يجيلي فارس على حصان من بلاد العجائب، يعني في الاحلام الورديه و وقتها بس هبقى هانم.
مروان بفضول:- إيه سبب طلاقك يا ليله؟
خبت دموعها وقالت بقهر:- هو لازم يعني كل شويه حد يفكرني بالهم ده؟
اعتذر منها وقال:- اعذريني أنا شكلي اندمجت قوي ونسيت نفسي، بس هي كانت مجرد دردشه بيني وبينك بما إننا واقفين لوحدنا، انا بسافر وبقيت باجي مخصوص علشانك، قصدي علشان أشتري منك ولسه بدري على السفر فقلت اتكلم شويه معاكي وأنتي شايفه الدنيا فاضيه وهقف لوحدي هعمل إيه؟ فبعتذر منك، ولو مش حابه تقولي حاجه خلاص انا متفهم طبعاً وده حقك ،وانا اسف إني تتدخلت في خصوصياتك، أنا هروح استنى في العربيه، لما تخلصي تبقي نادي عليا.
مروان كان قاصد يلعب على الوتر ده ويحسسها بالذنب وقبل ما يتحرك اتكلمت بسرعه:- استنى بس يا بيه انا مش زعلانه والله، تعالي بس وخلي البساط احمدي وزي ما أنت قولت اهى مجرد دردشة.
وكملت بهزار:- المهم ما قلتليش أنت عايز قد إيه دره؟ اتنين برده ولا تفك الكيس شويه؟
أبتسم بنصر لأنه توقع رد فعلها ولف ليها وقال بابتسامة عريضة:- اعملي اللي انت عايزاه.
هي كمان ضحكت وقالت:- الله يجبر بخاطرك يا مروان بيه.
وقف معاها واتكلموا مع بعض وبدأ الجو بينهم يهدى والتوتر راح من عند ليله وبعد فتره قالت:- أخيراً خلصت اغلفهملك؟
مروان اخد واحده منها وقدمها ليها واخد هو كمان واحده ليه وقال:- متغلفيش حاجه تعالي نقعد على الرصيف ده هنا، كلي معايا.
ليله بإعتراض:- لا يا بيه؛ احم قصدي يا مروان بيه ما ينفعش.
مروان قعد على الرصيف وبياكل واتكلم بمكر:- خلاص براحتك انا كنت هقولك ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي!
ليله فضولها بيزيد جواها وقعدت لكن بمسافه وقالت:- اهو قعدت قولي ليه بقى؟
مروان بمرواغه:- أقولك إيه؟!
ليله بضحكه:- ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي؟!
مروان ماحبش يفكر في أي حاجه من حياته، ومش عايز يفتكر أنجي كأن كل حاجه بقت من الماضي في وجودها معاه، وحب يبدأ معاها من جديد، واحساسه فعلاً انه لسه متجوزش وقال:- علشان كنت بدور على البنت اللي أحبها.
ليله بتعجب:- بتدور؟ وهى دي كمان محتاجه إنك تدور؟ أنت قولت إنك غني وعندك شركه، يعني بيجيلك بنات أشكال وألوان، واكيد عندك قرايب كل ده وما فيش واحده تحبها؟ أنت قافل عينيك بقى.
ضحك وقال:- مش شرط يا ليله؛ مش شرط تكون قدامي في الشركه، أو تكون من قرايبي لأني بإختصار! ماليش قرايب.
وكمل بمغزى:- ممكن تكون هي بعيد عني وما بشوفهاش غير كل فين وفين وبسافر ليها مخصوص علشان أشوفها.
ليله بترفض تفكيرها ف أنه بيلمح لحاجه وسألته:- هي مين دي؟!
مروان لحق نفسه:- أنا بقولك يعني مش شرط، بصي انا جاوبتك اهو ولسه عند كلامي أنا بدور على البنت اللي احبها، وشكلي كده هلاقيها قريب.
ليله اتخيلت إنها البنت دي وسألته بفضول:- ولما تلاقيها هتعمل ايه؟!
مروان:- بدون تردد هخطفها؛ هحتل حياتها واخدها ليا من غير تفكير.
ابتسمت لعمق كلمته وقالت بإعجاب:- تحتل حياتها؟!
مروان بص ليها بعشق:- ومش أي إحتلال يا ليله؛ ده هيبقى إحتلال حياتي كلها، وهتكون ليا انا وبس.
ليله ارتبكت وبصت بعيد وبتحاول تخبي ابتسامتها اللي مروان لاحظها وأبتسم هو كمان وسألها:- بس انت مش هتقوليلي بقى؟!
فاقت من أحلامها:- أقول إيه؟!
مروان:- سبب طلاقك!
بإبتسامة مكسوره جاوبته:- بسبب الخلفه.
مروان قلبه اتقبض واتعدل في قعدته وسألها بتوجس:- مين اللي عنده السبب! هو صح؟
حركت راسها بالرفض وعيونها لمعت وقالت بصوت مبحوح:- لأ أنا ،انا اللي ما بخلفش؛ وعلشان كده طليقي طهقني في عيشتي وبقى يضربني وانا ما اتحملتش ورفعت عليه قضيه خلع.
مروان بصلها كتير وسكت ومعرفش يقولها إيه، ده غير صدمته جواه لما عرف أنها مبتخلفش، واخد نفس عميق ودعك جبينه بحيره ونفخ بخنقه.
ليله مسحت دموعها وحست أنه مضايق وفكرت وحست بالندم أنها قالت السبب الحقيقي وأنها مبتخلفش وقالت:- معلش نكدت عليك انا عارفه حظي، بس مش بأيدي ده نصيبي هعمل ايه؟
حرك راسه ليها وقال:- أبدا ياليله متقوليش كده، وأنتي بأيدك إيه تعمليه؟
بصتله واتكلمت:- أصل حضرتك سكت مرة واحدة ومقولتش حاجه.
أخد نفس طويل واتكلم:- أبدا، أنا سكت لأني كنت بفكر.
ليله:- بتفكر في ايه؟
مروان:- بفكر في أنه إزاي قدر يتخلى عنك ويسيبك، هو مقدرش النعمه اللي كانت بين أيديه.
اترسمت إبتسامة على وشها ، وهو كمان حاول يبتسم وسكتوا شويه وبعدها مروان غير مجرى الكلام معاها، والوقت مر بيهم والضحكه رجعت ليهم من جديد ،وليله كانت مبسوطه بوجوده وبعد فتره بص في الساعه واتفاجئ وقال:- يـــاه الساعه 4:30!!
ليله مش عايزاه يمشي:- أنت وراك شغل؟!
مروان بصلها بحب:- ايوه ولازم امشي دلوقتي.
خاب أملها وحركت راسها وقالت بتنهيده:- ماشي.
مروان بإبتسامة:- شايفك متضايقه اني همشي!
حست انها مكشوفه أوى قدامه وقالت بلخبطه:- لأ؛ لا وهضايق ليه أنت كنت جاي تاخد باقي فلوسك وتمشي.
ضحك من قلبه وضحكته آثرت فيها وفتحت باب قلبها فعلاً وبقى موارب للإحتلال وابتسمت وسكتت، وهو كمل:- فلوس إيه يا ليله بس!! أنا….! سكت وهرش في دقنه ومش عارف يجيبها ليها إزاي أو يقدم ليها الهديه بأي شكل! لكن قال:- أنسي الفلوس دي خالص يا ليله متتكلميش فيها، لكن أنا لازم امشي دلوقتي لأني بجد اتأخرت.
رايح عند العربيه ولف ليها وشافها مكشره وباين عليها الزعل وبقى عنده أمل انها ممكن قريب قوي يعترف ليها بحبه، ونده عليها؛ ليله بصتله باهتمام:؛ نعم؟!
مروان:- هشوفك بكره؟!
ابتسامتها وسعت وحركت راسها بسرعه وقالت:- ماشي يا بيه.
كشر عينيه ليها بحده وتحذير وهي لحقت نفسها بضحكه وقالت:- ماشي يا مروان بيه؛ هستناك.
فتح باب العربيه وقالها:- أنا سايبك بس تقولي بيه دي بمزاجي، لكن مش هستسلم غير لما تقولي يا مروان وبس.
شاور لها وهو بيركب وهي شاورتله وقلبها مبسوط، ركب ومشي وشغل ميوزك وكان فرحان جداً واتأكد أنه اكيد هيكسب قلبها قريب، وفكر في كلامها أنها ما بتخلفش، في الأول اتضايق وزعل علشانها وكمان كان زعلان لانه شاف أولاده منها لكن ابتسم لما اتخيل أنه ممكن يعيش معاها العمر كله وتكون حبيبته ومراته وبنته وبس، مش عايز حاجه تانيه، أي نعم هو هيمـ.وت على الخلفه لكن مع ليله كل القيود والعقد اللي في حياته ما لهاش اي اهميه وتهون كلها،قصاد حضن منها وقرر أنه يقدم ليها الهديه بكره.
أنجي لسه في الشركه، شغاله على اللاب توب الخاص بيها وجالها اتصال من احد موظفينها اللي بيجبلها أهم أخبار شركات برهامي واسمه أيمن، وفتحت الاسبيكر وردت بعملية:- بتتصل ليه! عندك جديد؟!
أيمن:- طبعا يا هانم؛ انا سمعت طراطيش كلام كده في قلب شركة برهامي؛ ومش عارف إن كان الخبر ده مهم لسيادتك ولا لأ! بس قلت لازم أنجي هانم يكون عندها علم.
عقدت حواجبها وقالت بتركيز:- بطل مماطله و قولي اللي عندك.
أيمن:- حاضر يا هانم، حفلة النهارده اللي عاملها المليونير توفيق العمري! عرفت إن وليد برهامي وابنه أمير معزومين على نفس الحفله دي وهيكونوا موجودين؛ وكمان عرفت سبب الحفله دي إن في شراكة جديده هتم بين برهامي والعمري، وهيعلنوا عنها قدام الصحافة والإعلام.
زفرت بحنق ،ورفعت حاجبها وابتسمت بتهكم وقالت:- تمام فتح عينيك على أي حاجه تحصل واي كلمه تسمعها او حركه تشوفها توصلهالي فاهم؟
أيمن:- فاهم تحت امرك يا هانم.
قفلت المكالمه واللاب توب وبصت قدامها وابتسمت وبتفكر، وبعد لحظات عملت مكالمه تانيه وقالت بوجوم:- أيوه! اسمع انا عايزاك تغير ستايل الفستان اللي انا هلبسه في حفلة النهارده؛ عايزه فستان ستايل محصلش، ويكون باللون الأحمر، هو بس اللي يكون ملفت لكل الانظار في الحفله فاهم؟
قفلت المكالمه وقالت بتوعد:- لما نشوف اخرتها معاك ايه يا برهامي أنت والآفه إبنك!
مساءً عند ليله بعد ما رجعت اطمنت على أبوها و جهزت العشا واتعشت معاه واخد العلاج وقاعدين يتكلموا على ترابيزة الاكل وسألها عن شغل النهارده ،حكتله عن اللي حصل بإيجاز وكملت:- وبعد ما سعاد مشيت بشويه الراجل بتاع الفلوس ده جه النهارده؛ واشترى مني…..
وشرحتله الباقي بطريقه مبسطه لكن مش كل حاجه قالتها، محمود كشر عينيه وقال بتعجب:- اللاه! هو الراجل ده إيه حكايته بالظبط؟
عقدت حواجبها وسألته بعدم فهم:- حكاية ايه يا بابا؟
محمود بحيره:- يعني راجل غني زي ده! يجيلك مخصوص علشان ياخد منك أنتي دره؟ أول مرة قلنا عادي راجل مسافر على الطريق ما فيهاش حاجه، تاني مرة ساب فلوس وقلنا يمكن مساعده منه، ودلوقتي كان عايز يجيبلي دكتور؟ واشترى منك بقد كده!!! مش غريبه دي يا ليله؟!
ليله ركزت في كلام باباها وكأنه وضح ليها الصوره كامله قدامها،وانه لما بيجي ممكن متكونش صدفه أبدا، واكيد في سبب قوي انه يجيلها مخصوص، لأن القاهره فيها ناس كتير بتبيع زيها اشمعنى هي وبس؟ لا وكمان مهتم أنه يعرف ايه سبب طلاقها واتكلم معاها كتير على غير العاده في كل مرة، وبعدين ده مش أسلوب ولا طريقة حد بيشتري وياخد طلباته ويمشي لأ!!! وظهرت عليها ابتسامه وتنهيده لما افتكرت وهو بيشاور ليها وقالها هشوفك بكره، حطت أيدها على خدها وسرحت في اسمه وصوته وشكله، والباب الموارب على قلب ليله بدأ يتفتح ويستقبل حب مروان.
محمود بتعجب:- اللاه؟ ليله يا بنتي أنتي رحتي فين؟ و سرحتي في إيه؟
انتبهت وفاقت وردت بلخبطه:- هــا!! احم، بتقول حاجه يا بابا؟
محمود بوضوح:- يا بنتي أنا بسألك عن تصرفات الراجل ده!مش غريبه؟
دارت ابتسامتها وقامت تشيل الاطباق وقالت:- ولا غريبه ولا حاجه يا بابا، أنت بس بتحب تكبر المواضيع، وبعدين وانا مالي وماله واحد جاي يشتري ومشي.
محمود بإستفسار:- يعني اشترى بس ومشي ولا فتح معاكي جر كلام!!! أصل انا عارف الرجاله عموماً؛ وخصوصا الناس الاغنيه دول؛ يفضلوا يدحلبوا على البنات الغلابه ويستغلوا فقرهم ويضحكوا عليهم،وفي الآخر يرموهم، قوليلي يا بنتي جر كلام معاكي؟
ردت عليه بدفاع:- لأ محصلش يابابا، مروان مقالش كلمه زياده عن اللي قلته ليك، وبعدين خلاص هو مشي ويعالم هيجي يشتري تاني ولا لأ.
محمود بيكح من البرد وقال بتعجب:- مروان!!!! أنتي كمان عرفتي إسمه؟
ارتبكت وفكرت بسرعه علشان متحطش نفسها في مشكله وقالت:- آه؛ اصل… أصله كان بيتكلم في التليفون وشكل كده إللي كان بيكلمه سأله على إسمه، وقال ايوه انا مروان، ومن وقتها عرفت إن ده إسمه، بس هو ده اللي حصل، وبعدين يا بابا إحنا في إيه ولا في إيه؟ واحنا يعني كنا هاناسبه علشان إسمه مروان ولا زيدان؟ احنا لينا رزقنا وأكل عيشنا وبس، مش ده كلامك يا حاج محمود؟
محمود حرك راسه بتنهيده وقال:- على قولك يا بنتي؛ إحنا لينا أكل عيشنا وبس؛ وخلي بالك على نفسك يا ليله؛ وانا هحاول اشد حيلي وانزل معاكي بكره؛ وربنا يقويني واقدر أقوم.
رفضت بسرعه لان مروان جاي بكره وبما إن باباها بدا ينتقد أفعاله! فأكيد مش هتعرف تتكلم معاه قدامه براحتها؛ وفكرت بسرعه وقالت:- تنزل فين بس وانت تعبان! دي حرارتك لسه ما نزلتش، اسمع مني، أنت مش هتنزل طول ما أنت تعبان خالص.
محمود بيكح وقال:- يا بنتي الشغل تقيل عليكي وايد على أيد تساعد برده.
ليله بضحكه:- يعني هو انا شايله الكشك على كتافي؟! أرتاح انت يا بابا وما تشيلش هم حاجه، لما ترجع صحتك زي الأول؟ انزل براحتك.
محمود بموافقه:- ماشي يا بنتي؛ وربنا يقدم اللي فيه الخير؛ انا هقوم انام وأنتي كمان نامي علشان تقومي فايقه.
ليله:- حاضر يا ابو ليله، سابها ودخل ينام وهي دخلت اوضتها وطلعت ايراد اليوم وكانت فرحانه جداً وبتعد الفلوس وخبت جزء في الدولاب علشان تشتري بيهم كميه اكبر وعندها طموح أن هي تبدأ من الصفر وتكبر، وبعدها رمت نفسها على السرير بضهرها ورجعت تفكر في كلام أبوها من تاني، و مروان واهتمامه بيها، ليه لأ! مش يمكن إحساسي صح! ايوه شكله مهتم بيا أوى ، مفيش واحد بيتكلم مع واحده كده إلا لو كانت تهمه! ليه مفكرش فيه وأحبه؟ مش يمكن ده العوض اللي هيجيلي بعد فتحي وقرفه! هو قال إنه مالوش قرايب وعايش لوحده، يعني مفيش حد ممكن يعترض عليا، أنا مش مصدقه مروان شكله حلو اوي اوي،معقول يا ليله؟ معقول ممكن تكوني في يوم مرات واحد بالجمال والعز ده! ياااااااه لو إحساسي طلع صح! يبقى طاقة القدر والحظ الحلو بقوا من نصيبك يابنت محمود صابر، وحضنت المخده وهي مبسوطه ومستنيه بكره بفارغ الصبر.
مروان في شقة اسكندريه قاعد على السرير بيتفرج على صورتها اللي صورها ليها وهي نايمه وقرب تفاصيل وشها وأفكار كتيره بتكبر جواه ومشى أيده على خدها وعينيها وشفايفها وبيحلم باليوم اللي يسمع منها انها بتحبه ومستني بكره بفارغ الصبر، علشان يقربها ليه اكتر.
في السهره
الحفله بدأت في جنينة فيلا العمري وكانت كبيره جداً، وديزاين الحفله على أعلى مستوى، وكل الضيوف الموجودين من الطبقه الراقيه وأهم رجال الاعمال وزوجاتهم، حازم برهامى كان واقف مع ابن توفيق بيتكلم معاه ورفع عينيه بالصدفه وشاف انجي وملامحه اتغيرت لأنه مابيكرهش حد قدها، أنجي وصلت وكانت لابسه فستان ملفت ومبهر جداً ولونه مع بشرتها خلا الكل ينتبه ليها،توفيق وزوجته استقبلوها وسلمت عليهم بكبرياء، وماشيه في وسط الضيوف مبتسمه والجارد وراها وكانت بتسلم عليهم بحركه من راسها، وشباب كتير جدآ ما نزلوش عينيهم من عليها، وهي ماشيه شافت أمير واقف مع ابوه بيتكلموا مع بعض ومندمجين، قربت منهم وقالت بنبرة تحمل سخريه:- مساء الخير؛ مش معقول سيد وليد برهامي بنفسه هنا؟! إيه المفاجاه الحلوه دي؟
أمير بصلها بكره دفين، قبض على أيده وأبوه شافه وربت على دراعه وقبل ما أمير يرد وليد سبقه وقال بهدوء:- أهلا أهلا أنجي هانم الورداني؛ منورانا وبتمنى تكون فعلاً مفاجأه حلوه بالنسبالك.
شافت حركة أمير وابتسمت بسخرية و تهكم وتجاهلته تماماً وردت بثقه وبرود:- اممم فعلاً سبرايز حلوه قوي.
وكملت بخبث مقصود:- اتمنى الشراكه اللي تمت بينك وبين العمري تستمر وما تحاولش ترجع في كلامك وتخل بالشروط معاه وتسيبه زي ما عملت قبل كده!!
أمير اتنرفز وزفر بضيق، ووليد كلمها بجديه وصرامه:- مش وليد برهامي اللي يرجع في كلامه ويخل بشروطه، واظن انتي اكتر واحده عارفه الكلام ده كويس يا أنجي، و أبوكي قبل ما يمــ.ـوت هو اللي فض الشراكه اللي كانت بينا في وقت ما انا كنت على وشك الإنهيار،وبص لمصلحته أولا وأخيرا، لكن…….!
قاطعته بإبتسامة ماكره وعينيها على أمير وكملت:- لكن أمير إبنك رجع بقوته واسترد أسهم شركتك من العملاء ووقف الشركه من تاني مش كده! مش دي القصه اللي أنت الفتها أنت وابنك؟ اممم ممكن تعملوها كتاب صدقوني هتجيب مبيعات حلوه قوي.
وكملت بسخرية أكبر:-اسكيوزمي بقى عندي ناس مهمه لازم اسلم عليها اورڤوار.
لفة ضهرها وماشيه لكن وقفت على صوت أمير اللي نده عليها بحزم لأنها استاذه في الاستفزاز، وقال بحده:- أنجي ياورداني!
وقفت مكانها لكن ما بصتش وراها، أمير ساب الكاس وربت على أيد والده وراح وقف قدامها وحب يستفزها وما يخليهاش تشمت فيهم أبدا وقال ببرود وسخريه:- قصدي مدام أنجي! طيب انتي جيتي بنفسك سلمتي على وليد بيه برهامي؛ يبقى على الأقل تسلمي على إبنه! أمير، أمير برهامي.
ابتسمت بسخريه ومثلت الاندهاش وقالت:- إيه ده؟ أمير! امممم ما يتهيأليش إني شوفتك موجود، لانك مش باين قوي يا أمير وسط كل رجال الاعمال دي، فمن البديهي اني ما اشوفكش.
ابتسم وقال بهدوء:- يمكن بالنسبالك دلوقتي إنك مش شايفاني، بس اكيد بتنامي كل يوم تحلمي بوليد برهامي وابنه!
ضحكت من قلبها وقالت:- بتعجبني الثقه بالنفس.
أمير بتأييد:- جداً.
وكمل بمغزى:- وخصوصاً لو واحد واثق في نفسه زي…. أيمن كده!
عرفت أنه كاشفها ومثلت أنها ما تعرفش حاجه ومين أيمن ده؟ وكلمته بتعجرف:- مين ده صاحبك؟!
ضحك بصوت مسموع وقال:- لأ مش صاحبي يا أنجي هانم.
وكمل بمغزى:-بس تقدري تقولي أنه معرفه قديمه أوي.
وسألها بدهاء:- وبعدين أنتي عرفتي منين إن في شراكه هتم بينا وبين العمري جروب؟ مع أننا لسه ما أعلناش الخبر!
رفعت راسها بكبرياء ومردتش، وأمير قرب من ودنها وهمس ليها وهو ماشي بتلميح:- لما تحبي تعرفي عني حاجه اتصلي وانا هقولك انتي مش غريبه،و مش لازم توظفي ناس فاشله متعرفش تمثل كويس، و وجودي في حفله كبيره زي دي مش محتاج تراقبيني؛ إتصال صغير منك بس؛ وانا هقولك على كل حاجه؛ واه نسيت أقولك! إن الشرط الجزائي في الصفقه دى! كبير قوي عليكي ومش لازم تعرفيه، يستحسن ما تلعبيش معايا اوكي؟!!! و اسكيوزمي عندي ناس مهمه لازم أسلم عليها اورڤوار.
سابها ومشي وهو مبتسم وراح لابوه اللي متابع إبنه وأبتسم على تصرفه، أنجي بلعت ريقها وبصت حواليها ،ورفعت راسها بكبرياء لانها مش عارفه ترد تقول إيه؟ وبتحاول تكون ثابته علشان شكلها قدام الكل، راحت قعدت قدام البار والجارد وراها وبتشرب بإنتقام وعينيها على أمير بشر وتوعد واضح، حازم إنضم ليهم وكان فرحان من تصرف أخوه وبص عليه شاف أمير عينيه منزلتش من عليها، وهى بتبص عليه بحقد، أمير أبتسم ليها ورفعلها أيده يحييها بالكاس وحرك راسه بإبتسامة بارده وقدر فعلاً انه يستفزها ويضايقها.
تاني يوم ليله واقفه قدام الدولاب ومحتاره تلبس إيه! وبتدور على احسن حاجه عندها ولبست بنطلون جينز وتوب وعليه بولروه وظبطت شعرها وحطت ميك آب خفيف ونزلت قبل ما ابوها يشوفها ورايحه الشغل بتعد الساعات لحد ما تشوفه، وصلت ونزلت من التاكسي واتفاجئت بعربية مروان في نفس المكان وقاعد فيها، كشرت عينيها رغم المفاجأه انها حلوه ليها بس كانت مستغربه إزاي واقف مستنيها؟ أو يمكن يكون لسه جاي؟ طيب جاي ليه دلوقتي؟ يمكن مسافر وحب يركن هنا شوية؟ يووووه أنتي هتفضلي تسألي نفسك كده من غير إجابات؟ روحي اسأليه واعرفي منه إيه سبب أنه جه هنا قبل معادي! هل ده إهتمام منه ولا صدفه؟ وقبل ما تروح تفتح الكشك راحت عنده وخبطت على الإزاز وهو فتح وأبتسم ليها وقال بإشتياق:- صباح الخير.
ابتسمت بسعاده وفرحه:- صباح النور!
وسألته:- إيه اللي موقفك هنا! أنت هنا من امتى؟ وياترى كنت راجع و وركنت بعربيتك هنا بالصدفه؟
فتح الباب ونزل، رد بنبرة حب:- أنا هنا من بدري قوي يا ليله؛ بس أنتي اللي اتأخرتي، ومش واقف صدفه ولا حاجه، أنا متفق معاكي إني هشوفك بكره، ومصدقت بكرة يجي علشان أشوفك.
كل كلمه قالها كان ليها تأثير عليها، الحب واضح في عينيه وصوته بس ياترى هل إحساسي صح؟ ولا مجرد تفكير زايد مني!! مالقتش كلام ترد عليه بيه غير أنها حركت راسها ليه بإبتسامة، مروان بيدقق النظر ليها وهمس جواه بإعجاب، شكلها الصبح حلوه قوي مختلف عن امبارح ابتسامتها اجمل بكتير من أي ابتسامه شفتها قبل كده، شفايفها ليها جاذبيه خاصة، لمعة عينيها تخطف أي حد، نفسي اخدك في حضني يا ليله، عايزك تبقي ملكي دلوقتي قبل ساعه جايه، حل الصمت بينهم في نظره طويله كل واحد يعترف جواه بحقيقة مشاعره ما بين اعتراف وحيره وامل متعلق بأنه يتحقق، كان عايز يبعد شعرها اللي بيطير على عينيها، عايز بس إذن منها وتصريح بأنها مباحه كليا ليه و وقتها هيحتل قلبها وكيانها كاملاً وهمس ليها بصوت مبحوح:- تعرفي يا ليله شكلك مختلف دلوقتي عن امبارح.
حست بنبرة صوته كلها حنان وحب، شكله المختلف عن أي شخص قابلته في حياتي، لبسه مرتب وشيك، ريحته!!! يا خرابي على ريحته اللي تجنن أي بنت وتجيبها على بوزها، وكانت شايفه مروان كتير قوي عليها، ودي فرصه أنها تحقق أحلامها من حب وراحة بال، ومستقبل مضمون، ما هو مش عيب ولا حرام إني أفكر كده، أي واحده عايزه تضمن مستقبلها مع شريك حياتها، إيــــــه!!!! لحظه واحده! أنا قلت شريك حياتي؟ إيه الجنان ده؟ هو ممكن مروان يبص لواحده زيي! فوقي يا ليله، فوقي وما تنسيش نفسك؛ ما تعلقيش نفسك في حبال دايبه وخلاص، فاقت من سرحانها وردت عليه بنفس النبرة:- إزاي شكلي مختلف؟!
أبتسم ليها بحب:- يعني شكلك وأنتي صاحيه الصبح احلى بكتير، مع أنه في الحقيقه حلو بس دلوقتي اجمل بمراحل.
ابتسمت بخجل:- احم شكراً؛ مجامله مقبوله منك.
حرك راسه وقال:- استحاله تكون مجامله؛ دي حقيقه.
ضحكت بمزاح:- أنا كده قبل ما افطر ببقى حلوه، لكن بعد الفطار ببان على حقيقتي اللي أنت بتشوفني بيها على طول.
ضحك هو كمان وهي كملت:- ثواني هروح افتح المحل واجيبلك كرسي.
قبل ما تتحرك قالها:- أنا كمان لسه ما فطرتش.
حركت كتفها بحيره وقالت:- والله انا عندي في المحل بسكويت وعصاير والحاجات دي، لو تحب تاخد حاجه خفيفه.
كشر عينيه بتعجب:- بسكويت؟! انتي بخيله بقى!
لحقت نفسها بسرعه:- لا والله مش بخيله ولا حاجه؛ بس أنت شايف إحنا على الطريق؛ وأقرب مطعم من هنا عايز ساعه مواصلات.
مروان جاتله فكرة انه يعزمها على فطار وقال:- طيب إيه رايك نفطر مع بعض؟
ردت بتعجب وحيره:- إزاي هتطلب دليفري مثلاً؟
بفكره مجنونه قال:- لأ؛ انا مش عايز أطلب؛ إيه رايك تيجي معايا و نروح انا وانتي لأي مكان نفطر فيه؟
فتحت عينيها بعدم استيعاب وقالت بدهشه:- مش فاهمه أنت عايزني اجي معاك إزاي؟ أنت عايزني اركب معاك العربيه؟!
وقف قدامها برجاء:- والله ما تخافي مني، انا بس عايز افطر وكمان عايزك تكوني معايا، وهوصلك في اقل من ربع ساعه، وكمان يا ستي هاخدك على المكان اللي أنتي تشاوري عليه وتقولي عليه، قلتي إيه؟
كانت متردده، توافق ولا ترفض؟ في خوف جواها مبهم هي لسه ما تعرفوش، بس برده قلبها ارتاح ليه ولطريقته، طريقه ما فيهاش أي حاجه مريبه أو تخوف، قاطع تفكيرها وكمل بصدق:- والله ما تخافي مني قلتلك؛ هو انا يعني هخطفك؟ إحنا هنفطر وارجعك للمحل تاني.
بلعت ريقها وقالت بحيره:- أيوه بس المحل.
قاطعها وكمل:- يا ستي انا هعوضك عن اليوم ده، ارجوكي يا ليله يلا وافقي.
فتحلها باب العربيه على آخره وشاور ليها تركب، شافت شكل العربية من جوه قد ايه مبهر ومريح، عربيه أبعد من احلامها بكتير، ترفض توافق؟ معادله صعبه!! رجليها اتحركت بتوتر وركبت جنبه في صمت، مروان في اللحظه دي كان أسعد الناس فرحه، ركب جمبها وابتسم وقال بتقدير:- شكراً إنك ماخلتيش شكلي وحش و وافقتي.
ردت بإرتباك:- مش عارفه إزاي انا وافقتك! أنت طلعتلي منين؟
ضحك واتحرك بالعربيه وجاوبها:- طلعتلك من الفانوس السحري؛ ومستعد أحققلك كل أحلامك، يلا اطلبي واتمني؟
هو قالها بهزار علشان يفك التوتر اللي بينهم،لكن هي اخدت كلامه بجديه، وأنه مفتاح السعاده ليها وانها هتلاقي الحب والراحه وكل حاجه معاه، وفاقت بسرعه وبصت من الشباك، قد ايه العربيه مريحه مختلفه تماماً عن التاكسي بكتير، بصتله وقالت بترجي:- أرجوك هي ساعه واحده بس؛ ونرجع انا مش عايزه مشاكل!
ابتسم:- ما تقلقيش مش هأخرك وبعدين انا هاخدك للمكان اللي أنتي تقولي عليه زي ما وعدتك علشان تكوني مطمنه، فابرجوكي ارتاحي ما تقلقيش.
وافقته بحركه من راسها وقالتله على المكان وهو كمل وسألها:- تمام ربع ساعه وهنكون في المطعم، لكن قوليلي والدك عامل إيه دلوقتي؟
ليله بإيجاز:- بقى أحسن شويه.
طول الطريق مروان مش مصدق انها جمبه وكل شويه يبص عليها وعلى أيديها اللي بتفرك فيها وواضح انها خايفه ومتوتره ومش مرتاحه وهي معاه، لان ده خوف طبيعي وهو هيحاول على قد ما يقدر انه يبدل خوفها أمان، حب يقلل توترها وسألها:- تحبي تسمعي ميوزك؟!
هزت كتفها وقالت:- أي حاجه.
ضحك وقال:- أنتي مطيعه قوي يا ليله، يا ريت تفضلي كده على طول.
ابتسمت وكشرت عينيها وقالت:- ازاي مش فاهمه؟
ضحك وجاوبها:- يعني أي حاجه أقولك عليها تقولي اللي أنت عايزه، او أي حاجه؛ ولا أقولك؟ كبري دماغك من كلامي؛ انا بجد مبسوط انك معايا لكن كلامي ده مش مترتب من فرحتي.
ابتسمت وقالت:- تمام.
شغل ميوزك رومانسي لاغنيه صباح بيقولوا لي توبي، وطول الطريق يسمعوها وكانت كل كلمه بتشرح حالتهم، واحد متجوز ونفسه يعيش في راحه والتانيه بتدور على أحلامها، وشافت أن مروان القمر اللي خايفه تفارقه، وهو كذلك الأمر، وصلوا للمكان اللي هي قالت عليه، وكان مروان عارفه كويس جداً لانه من نفس الطبقه واستريح انه ما اخدهاش لمكان عام ومشهور علشان أصدقاء مراته ممكن أي حد يشوفه ووقتها هتبقى كارثه قولاً وفعلاً، نزلوا دخلوا المطعم سحب لها الكرسي بطريقه لطيفه وهي حبت ده منه قوي، وقعدت وطلبوا الفطار، ليله استريحت نوعاً ما لأن كلام مروان بالنسبالها مريح ومش معقد، واتولد جواها إحساس جديد؛ حاجات ماعاشتهاش قبل كده، مروان كان مفتقد الجو ده جداً وقاعد يتكلم معاها على ما يوصل الفطار والجو كان مرح بينهم نوعاً ما، وهما بيفطروا سألته باهتمام:- قولي يا مروان بيه.
قاطعها وقال بتنبيه:- صدقيني يا ليله! لو ما بطلتيش تقولي مروان بيه دي؟ انا مش هرد عليكي في أي حاجه بعد كده! للمره الالف بقولك بلاش الكلمه دي بجد بتضايقني.
ابتسمت وقالت:- خلاص ماشي؛ اللي أنت عايزه؛ انا هشيل التكليف خالص.
ابتسم وهو كمان وقال:- يا ريت، لكن قوليلي عايزه تساليني في إيه؟
سألته:- أنت ازاي ما لكش قرايب خالص هو معقول في حد مقطوع من شجره كده؟!
اخد نفس طويل وساب الاكل وكان محتار يقول لها إيه؟ خايف انه يقولها حقيقته ينزل من نظرها وتبعد عنه، وتبقى بداية النهايه، لانه مش ضامن انها تحس بيه وبالامر اللي ورط نفسه فيه، خاف انه يقولها ان أبوه وأمه واخواته موجودين بالفعل وفي حاره اشبه بالمنطقه دي، لكن اتحتم عليه انه يقطع علاقته بيهم بسبب أنجي؛؛ أنجي اللي اشترته بفلوسها وهو بكل سهوله باع نفسه ليها، كان مفكر انها ممكن تتغير وتخلي أهله جزء من حياتهم بعد كده، لكن هو دخل في حرب خسرانه، اتنهد وكدب كالعاده وجاوبها:- عادي يا ليله أنتي عمرك ما سمعتي إن في شخص وحيد ومقطوع فعلاً من شجره؟ اهو أنا يا ستي فعلاً ما ليش حد أنا،، أنا ما ليش قرايب، ما ليش غير صديق ليا إسمه أمير وده بير اسراري، وأكيد هخليكي تقابليه في يوم.
لوهله صعب على ليله حاله، معقول عايش العمر ده وحيد؟ لكن لفت انتباهها أنه ازاي هيخليها تقابل أعز اصدقائه، الموضوع بتحصل فيه تطورات سريعه جداً من ناحيته، اسأليه يا ليله ليه!!! ليه بيعمل كده؟ ليه أنتي بالذات اللي مهتم بيها رغم انه قادر من الصبح يتجوز بدل الواحده أربعه، ومن مستواه، اسأليه يا ليله_ ليه أنتي؟!
ولسه هتسأله فعلاً لكن انتبهت على الدبله اللي في ايدو ورنة موبايله وكان المتصل أنجي! ——–

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحتلال محرم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى