رواية جبل النار الفصل الثاني 2 بقلم رانيا الخولي
رواية جبل النار الجزء الثاني
رواية جبل النار البارت الثاني
رواية جبل النار الحلقة الثانية
أخذته قدماه إلى الشرفة عندما استمع لصوت أحد السفن التي تشق الأمواج متجهة إلى وجهتها
عادت إليه الذكريات بحلوها وهو يتولى قيادتها يصارع الأمواج وتصارعه
فمنذ نعومة أظافره وهو يعشق البحر ورائحته التي تنثر الطمأنينة في قلبه وعقله
أقسم منذ صغره أن يجوب العالم ببحاره وأنهاره وحتى المحيط
كانت ملامحه تستاء عندما ترسوا قدماه على اليابسة وكأن روحه تكاد تفارق جسده لذا كان يرفض الأجازات التي تسمح له ويفضل العودة للبحار
لولا عمه الذي يشتاق إليه ما فكر يومًا بالعيش خارج المياه.
حتى جاء ذلك اليوم الذي رأى فيه من ينافس البحار في قلبه.
يتذكر ذلك اليوم جيدًا عندما وجدها تقف مستنده بمرفقيها على السياج تتلاعب الرياح الهادئة بخصلاتها فتثور مشكلة هالة من الجمال حول وجهها.
لا يعرف لما ساقته قدماه إليها ووقف بالقرب منها يتطلع إليها بجانب عينيه
كانت تنظر للأجواء من حولها وطيور النورس التي ترفرف بالأعلى تبحث عن صيدها بأصوات متناغمة بانبهار فجعلت ثباته يتلاشى وتقدم منها أكثر متمتمًا بهدوء
_عجبك المنظر؟
تطلعت إليه بانبهار لزي القبطان الذي يرتديه وردت بخجل
_أمم.
تطلع داغر أمامه وتحدث بشغف
_الحياة في البحر حاجة تانية سواء بهدوءه أو عنفه، بيخلي الأنسان يحس انه ملك العالم كله
وخاصة بقا لو في مغامرة من مغامراته.
لعب على عنصر التشويق داخلها مما جعلها تسأله بلهفة
_مغامرات؟
اومأ بسعادة لأنه استطاع لفت انتباهها اكثر وقال
_بس المغامرات مش بتكون بسفن زي دي، بتبقى كدة بيخت او مركب وتواجهي بقا الثوران ده في يوم يكون فيه عاصفة.
لمعت عينيها وسألته
_على كدة جربتها؟
_كتييير.
_هنا في مصر؟
هز رأسه بنفي وتحدث برتابة
_لأ نادرًا اوي لما تلاقي الأجواء دي في مصر، بس أنا خضتها في المحيط أكتر من مرة.
لاح الاستياء على ملامحها مما جعله يسألها
_انتي عايشة فين؟
تحول الاستياء إلى حزن وتطلعت إلى الأفق البعيد أمامها متمتمة بخفوت لم يسمعه
_في الجحيم.
_نعم؟
انتبهت لما تفوهت به ثم عدلت قائلة
_في القاهرة.
رغم امتعاضه أنه لن يراها مرة أخرى لكنه سألها
_مش ناوية تسافري تاني؟
حاولت الابتسام فخرجت باهتة وتمتمت بخفوت
_لأ.
شعر بالاستياء لعدم خوض تلك التجربة معها إلا إن ذلك الشعور تبدل عندما تذكر بأن عليه الذهاب للقاهرة بسبب انشغال عمه الذي طلب منه الذهاب إلى القاهرة
تطلع إليها ليلاحظ نظراتها الحزينة
فشعر بأن تلك الفتاة خلفها قصة عويصة وذلك جعل روح المغامرة بداخله تتمسك بها فعاد يسألها
_ولا حتى سفرية صغيرة.
هزت راسها بنفي لكنه لم ييأس وقال بثقة
_انا واثق انها هتتكرر ووقتها هخليكي تعيشيها.
تطلعت للمياه التي تتماوج بسبب انشقاق السفينة لها وقالت بشرود
_بس انا بسمع إن البحر غدار.
تأكد حسه لذا رد عليها بحكمة تعلمها من تجاربه
_البحر عمره ما كان غدار لأن دي طبيعته واحنا اللي بنتعدى عليها يعني الغلط بيكون مننا مش منه.
قطع سحر اللحظة صوت أحد العاملين على السفينة وهو يناديه
_كابتن داغر محتاجينك في غرفة القيادة تحت.
أومأ داغر وتطلع إليها باعتذار
_كان نفسي نكمل كلامنا بس اكيد في حاجة مهمة، بس لو عايزة تعرفي أكتر عن البحر استنيني هنا الساعة عشرة بالليل.
اومأت رغم رفضها واستئذن منها ذاهبًا إليهم أما هي فقد اخذت تستمع لطيور النورس التي تشدوا بأجمل الألحان في سكون تام.
في المساء
أخذ ينظر في ساعته كل برهة حتى شعر بأن الوقت ثابت لا يتحرك
تطلع من نافذة السفينة ينظر إلى المياه التي تتلاطم بالسفينة فلم يعد يستطيع الانتظار اكثر من ذلك.
خرج من غرفة القيادة والتي تولاها مساعده وصعد على سطحها يبحث عنها بعيناه
لم يحين موعدهم بعد لكنه فضل ان ينتظرها في ذلك المكان
مر الوقت وجاءت العاشرة لكنها لم تأتي
انتظر وانتظر حتى فقد الأمل في مجيئها.
اندهش من نفسه
لما يريد رؤيتها بذلك الإلحاح
هو لم يراها سوى تلك المرة ولا يعرف حتى اسمها
منذ متى وهو بتلك السطحية حتى يتعلق بفتاة عابرة
هل لأنها جميلة؟
لكنه رآى من هم أجمل بكثير
ربما لانها تشاركه هوايته؟
لكن ايضًا ما أن يصعد لسطح السفينة حتى تهفوا إليه الفتيات واللاتي يحاولن جذب انتباهه بالحديث عن البحر
وكان البعض يلقبه بالسندباد ويسمع حديثهم وهم مبهورين به وبوسامته
إلا تلك الفتاة التي لم يجذب انتباهها إلا بالحديث عن البحر ومغامراته
حتى انها لم تنظر إليه إلا نظرات عابرة عندما تحدثه او تسأله عن شيء
أراد ان يمحوها من تفكيره وقرر الصعود لأعلى السفينة حيث يجلس الجميع وهم بالصعود على الدرج لكنه توقف عندما وجدها تستند على السياج تنظر إلى البحر بشرود.
شعر بأنها تفضل الوحدة لذا احترم رغبتها ولم يتطفل عليها وصعد إلى الأعلى
وبدأت النظرات تهفوا إليه لكن نظراته هو تعلقت بها وهو ينظر إليها من الأعلى
تجمعت الفتيات بالقرب منه يحاولن جذب انتباهه لكنه لم يبالي سوى بمن خطفت بصره وجعلته لا يرى سواها
رفع الكاب ووضعه جانبًا وأخذ يتطلع إليها بتفحص.
جميلة حقًا بملامحها الهادئة وجسدها الممشوق، مجرد النظر إليها يجعل من يراها يشعر بالرضا
ودون ارادته وجد قدمه تسوقه إليها ونزل للأسفل ليصابوا من حاولوا رمي شباكهم عليه بالاحباط
تقدم منها ليقف بجوارها متطلعًا إلى المياه امامه وتمتم بعتاب مرح دون النظر إليها
_أنا قلت هلاقيكي مستنياني بس انا اللي استنيتك كتير.
تطلعت إليه بابتسامة باهتة وتمتمت بتمهل
_أنا قلت اكيد مشغول وبلاش اعطلك.
نظر إليها مبتسمًا
_بس انا في الوقت ده بكون فاضي وعشان كدة قولتلك عليه.
عادت تنظر إلى البحر وتمتمت بروية
_بيت جدي على البحر في إيطاليا، كان بيحب البحر أوي أوي، بس مكنش بيقرب منه لأن أخد منه مراته اللي هي تيتا.
لمعت السعادة بعينيها وهي تردف
_تخيل أنه رفض يتجوز بعدها؟ وعايش حياته كلها على ذكراها؟
تمتم داغر بينه وبين نفسه
_الإيطالي عادي عنده بيقضيها وخلاص.
سألته بحيرة
_بتقول حاجة؟
حمحم بإحراج
_لا انا بس بقول انه شخص وفي جدًا.
_دي حقيقة، تخيل أنه رفض ينزل البحر من وقتها؟ كان بيكتفي أنه يبصله بس.
_بس انا ملاحظ انك بتتكلمي مصري كويس مع انك عايشة في إيطاليا.
عاد الحزن يغزو عينيها وتمتمت بصوت حزين
_انا ماما إيطاليه إطلقت من بابا بعد عشر سنين، معرفتش تتأقلم على الحياة في مصر وعشان كدة طلبت الطلاق بابا اخدني وعشت في مصر لحد ما ماما تعبت من سنتين وطلبت وجودي جنبها وقضيت سنتين الجامعة الباقيين هناك
ازداد الحزن بداخلها وهي تتابع
_بس خلاص ماتت وبابا أمرني إني أرجع مصر، بعيد عن كل حاجة بحبها.
تأثر داغر بحديثها لكنه لم يبين ذلك وقال بمرح اراد به بث السرور بداخلها
_طيب ايه رأيك باللي يعوضك عن الحرمان ده؟
قطبت جبينها متسائلة فأجابها
_السفينة هتفضل في البحر أربع أيام وأنا بقا هعيشك أجواء البحر بكل ما فيها.
عودة للحاضر.
عاد لواقعه الأليم وعينيه الحادة ثابتة لكنها تغلي كبركان ثائر من تلك الغادرة التي تخلت عنه تلك الليلة.
عامان مضوا ولم يعرف عنها شيئًا سوى طعنة قا.تلة أصابت قلبه الخائن والذي نبض فقط لأجلها.
لكن سيأتي اليوم الذي سيقابلها به وسيكون انتقامه أشد قسوة من الموت.
لكن كيف ذلك وقد أصبح عاجزًا لا يقوى حتى على السير دون مساعد
أغمض عينيه بشدة يريد أن يدمر كل ما حوله كي ينفث عن غضبه لكن حتى تلك لا يستطيع فعلها
ضغط بقبضته على ستائر النافذة حتى ابيضت مفاصله
لما حكم عليه القدر ان يعيش ذلك العذاب وكأن الدنيا لم تجد غيره لتقسو عليه بتلك الحدة
خرج من الغرفة ومن المنزل بأكمله وسار بخطوات رتيبة حتى وصل للمر المؤدي ليخته
يتوقى للأبحار به ويسقط المرسى في وسط البحر كما كان يفعل ويغوص ويتعمق بداخله.
ابتسامة محملة بالمرارة غزت فمه عندما سمع تلاطم المياه به
وتساءل
هل باستطاعته يومًا فعلها؟
وإن لم يرد إليه بصره كيف باستطاعته العيش هكذا؟
فقد مر عامان ولم يستطيع تقبل الأمر مطلقًا
فماذا إن طال الحال به أكثر من ذلك
أسئلة كثيرة لكن لا يعرف لها إجابة
❈-❈-❈
جلست تنتظر عودته في سكون تام رغم عقلها الذي يطلب منها الإعتراض على ذلك الظلم التي تراه على يده
لكن ماذا تفعل في قلبها الذي يرفض دائمًا ويواصل عصيانه.
ذلك القلب الأهوج الذي يتعلق به حد الجنون وهو عاشقًا لأخرى
ترى ذلك الكم الهائل من المشاعر التي يغدقها بها وتقف هي تشاهد في صمت متعللة بأن الأخرى لا تبالي بمشاعره.
تنتظر من اجل أن تحافظ على ما تبقى لها منه على أمل ان يشعر بغلطته ويعرف أن لا احد في تلك الدنيا يعشقه مثلها
تتساءل لما لا يشعر بها؟
لما لا يرى حبها له؟
ماذا تفعل اكثر من ذلك كي تكسب وده؟
تعبت حقًا لكنها لن تيأس وستظل تتظاهر بالجهل حتى يأتي ذلك اليوم الذي يأتي إليها فارغ القلب لتملؤه بعشقها وولعها به.
لكن متى؟
مسحت دموعها بظهر يدها عندما انفتح الباب ودلف حازم مغلقًا الباب خلفه.
وضع المفتاح بأهمال على الطاولة وجلس على الأريكة بإرهاق قائلاً
_صباح الخير ياحبيبتي.
استطاعت ببراعة تخفي آلامها وردت بابتسامة
_صباح النور ياحبيبي، ثواني هجهز السفرة ونفطر مع بعض.
تطلع بساعته فوجدها قد تعدت الثانية عشر فسألها بدهشة
_معقول لسة مأكلتيش؟ أحنا بقينا الضهر.
هزت كتفيها بعدم اهتمام
_عادي ياحبيبي انت عارف إني مش بعرف أكل من غيرك
نهضت لتدلف المطبخ وتلفت هو خلفه ليسألها
_أومال فين الولاد؟
اجابت وهي تحمل الأطباق لتضعها على السفرة
_عند ماما قلت بما إننا أجازة النهاردة وبكرة من المستشفي نقضي اليوم لوحدنا وبكرة هجبهم عشان يقضوا اليوم مع طنط وحور.
_طيب هدخل آخد شاور لحد ما تجهزي السفرة.
دلف حازم الغرفة اما هي فقد رتبت السفرة بعناية فائقة ووضعت في منتصفها باقة من الورود التي يحبها وكل الأصناف التي يفضلها
انتهت من تجهيزها وقد انتهى من اخذ حمامه وخرج إليها بمنامة قطنية فتقدم منها ليضع قبلة عابرة على وجنتها ثم جلس على مقعده.
جلست هي بدورها وهي تقول بابتسامة
_عملتلك كل الأصناف اللي بتحبها يارب بقا تعجبك.
ابتسم بمجاملة لها وتمتم بصدق
_بس انتي واثقة كويس إن كل حاجة بتعمليها بتعجبني.
أخذ يدها ليقبلها ثم يعود الجمود لملامحه وقال بثبوت وهو يبدأ تناول طعامه
_انا كلمت ماما تيجي تقضي اليوم معانا بس قالت احتمال متقدرش عشان حور عندها شيفت بالليل ومش هتقدر تيجي معها.
شرعت هايدي في تناول طعامها وقالت متظاهرة بالثبات
_أنا مش عارفة ليه حور بترفض الخروج من البيت مع إنها شغالة ممرضة في المستشفى.
تهرب من سؤالها وقال بعدم اكتراث
_دي طبيعتها ومش عايزة تغيرها.
علمت أنه مثل كل مرة يغلق الحديث عنها قبل ان تفتحه، احترمت رغبته ورفضت التحدث عنها وظلوا على صمتهم حتى انتهوا..
نهض ليغسل يده وهي اخذت الاطباق للمطبخ وأعادت كل شيء لوضعه ثم قامت بتحضير قهوته وتقديمها له ثم دلفت غرفتها وبدلت ملابسها بملابس رقيقة كرقتها ثم أسدلت شعرها بحرية متعطرة بذلك العطر الذي يفضله دائمًا
وضعت أحمر شفاه جعلها تبدو بفتنة تسلب الأنفاس وكان ثوبها طويل بفتحة جانبية تصل لأعلى ركبتها عاري الأكتاف
دلف حازم الغرفة فتسقط عيناه على تلك الفاتنة وتقابلت أعيونهم في المرآة محركة مشاعره بهيئتها.
ابتسم برضا لها فهي تعرف جيدًا كيف تسعده وكيف تلبي احتياجاته كرجل لكن ذلك القلب الأحمق لم يستطيع النبض لها
بخطوات بطيئة تقدمت منه وكأنها تتلاعب على أوتاره حتى وقفت على قدمية العارية وقربت وجهها من وجهه متمتمة بخفوت بين شفتيه
_وحشتني، بقالنا فترة بعاد عن بعض وقلت….
لم يتركها تكمل جملتها وقاطعها بأن وضع أصبعه على فمها وأخذت عينيه تجوب ملامحها ثم نزلت لعنقها الذي يغريه لطبع بصمته عليه
ولم يتواني لحظة واحدة مستجيبًا لتلك الدعوة فيميل على عنقها يقبله بنعومة قبل أن يتذوق شهده بقبلة متلهفة تاركًا بصمته عليها أما هي فاستسلمت ليديه التي حاوطتها لتقربها منه بقوة
ترحب بتلك اللحظات التي تعيشها بين يديه ويتغزل بها بكل الكلمات التي يعرفها لكن يقتـ.ـلها بل يذبـ.ـحها عندما ينطق بأسم أخرى وهي التي باحضانه
كانت قبلاته متلهفة تطالب دائمًا بالمزيد ومن بين قبلاته ينطق اسمها.
تتقبلها وتتصنع عدم سماعها حتى تنتهي جولتهم ويستلقي بجوارها يضع رأسه على كتفها كطفل صغير يتشبث بمن يعيطه الحنان لكن عقله وقلبه مع أخرى.
لا تنكر أنه يغدقها بكرم حنانه ومشاعره بل وكل شيء لكن قلبه ليس لها
لو فقط يعشقها مثل ما تعشقه لكانت أسعد امرأة بالوجود لكن ليس كل ما يطلبه المرء يدركه
اخذت تتلاعب بخصلاته وهي تنظر إليه بعتاب حتى غلبها النعاس ونامت بجواره.
في المساء
كانت حور تعمل في قسم العناية المركزة عندما أخبرتها الممرضة بأن مدير المشفى يريدها في الطابق الثالث
ذهبت إليه وهي مندهشة من طلبه لها في ذلك الوقت واثناء مرورها في ممر المشفى وجدت والدها واقفًا أمام إحدى الغرف.
صعقت لرؤيته وعادت بظهرها للخلف وقد أخذت ضربات قلبها تهدر بعنف.
ما الذي جاء به إلى هنا؟
هل علم بوجودها؟
لكن كيف؟
القت نظره اخرى فوجدته مازال واقفًا ويبدو عليه القلق.
ماذا حدث؟
ولما جاء إلى الإسكندرية؟
هل يعلم الدكتور عاصم بوجوده؟
ولما لم يطلب منها توخي الحذر؟
كل تلك الأسئلة تدور بخلدها
عليها الهرب بأي طريقة
فإذا رآها وعلم أنها مازالت على قيد الحياة فلن يرأف بها ولا بسليم
ظلت تدعوا ربها أن ينقذها من ذلك الموقف
أخذ الدوار يقتحم رأسها لكنها قاومت ليس الآن فهي على وشك الوقوع في براثين والدها
حاولت تنظيم أنفاسها المتسارعة كي يخفف من حدة الدوار لكنه يشتد أكثر
ألقت نظرة أخيرة عليه لكنها شهقت برعب عندما تقابلت نظراتهم
عادت مسرعة للوراء ودقات قلبها تهدر بقوة حتى جعلت جسدها يرتجف بشدة
لقد رآها، علم بوجودها، انتهى أمرها.
شعرت بأقدام تتقدم منها وعند تلك النقطة استسلمت لمصيرها
❈-❈-❈
_داغر
انتبه داغر لذلك الصوت والذي تعجب من سماعه
استدار مستعدًا لتلك المشاغبة والتي ستنتهي سكينته بوجودها
شعر بيديها تلفت حول عنقه تتعلق به بسعادة وهي تتمتم
_I miss you
ابتسم داغر وهو يتحسس وجهها بحب
_وانتي كمان، ليه مقولتيش كنت بعت حد يستناكي في المطار؟
ردت الفتاة بلهجة ركيكة
_قلت اعملها مفاجأة، داد حاول يتصل بك كتير بس انت مش بترد
احتضنت ذراعه وتابعت بحب
_افتقدتك كتيير داغر، مقدرتش اقعد من غيرك.
ضحك داغر وسألها
_هصدق مع انك رفضت تيجي تسلمي عليا قبل ما أمشي
قالت بدلال
_مش بحب الوداع وانت عارف كدة كويس وبعدين لو كنت قابلتك كنت هقع بلساني واقولك إني جاية وراك
جذبت يده وقالت
_تعالي ندخل جوه لأن عمو وحشني اوي
دلفت معه للداخل وقد استطاعت أن تخرجه من حالة اليأس التي تمكنت منه تلك الفترة.
دلفت للداخل فتجد خليل ينزل الدرج
اسرعت إليه تحتضنه بدوره وقالت بمرح
_ايه رأيك في المفاجأة دي؟
احتضنها خليل بحب وقال بابتسامة
_مفاجأة جميلة طبعاً يا حبيبتي بس جيتي ازاي.
نزلت معه باقي الدرجات وهي تجيبه بحماس
_أنا طلبت من بابا إني ارجع معاكم وهو وافق صحيح ماما رفضت بس فضلت وراها لحد ما وافقت بس اوراقي طولت شوية وقلت اسافر وراكم
أحاطها داغر بذراعه ليقبل رأسها
_ناوية تطولي ولا هترجعي على طول؟
_هرجع معاكم وقت العملية، بس في الإجازة هقضيها معاكم.
قال خليل
_طيب يلا غيري هدومك وتعالي نقعد مع بعض.
❈-❈-❈
وقفت حور ترتعد بخوف تنتظر نهايتها حتى تفاجئت بصوت يسألها
_حور ايه اللي موقفك كدة؟
انتفضت حور اثر ذلك الصوت فاطمئنت عندما وجدته الدكتور ثابت ازدردت جفاف حلقها وردت بتيهة
_لا أبدًا انا بس كنت دايخة شوية وقلت ارتاح شوية.
تطلعت إلى مكان والدها فوجدته
يدلف الغرفة التي كان واقفًا أمامها وحينها أخذتها فرصة وأسرعت بالهرب متجهة إلى المصعد كي تخرج من المشفى قبل ان يعثر عليها.
فتحت المصعد وضغطت على الزر مرات عديدة حتى أغلق ونزل بها للطابق السفلي فتضع يدها على قلبها تنظم انفاسها المتلاحقة
حتى توقف المصعد وفتح الباب فتشهق بصدمة أكبر عندما وجدته أمامها…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبل النار)