رواية ساعة الانتقام الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الخامس والعشرون
رواية ساعة الانتقام الجزء الخامس والعشرون
رواية ساعة الانتقام الحلقة الخامسة والعشرون
كانت تسير خلفها كالجدباء وهي تقول مُحاوله إقناع ذاتها :
– اكيد ده كله هيطلع حلم…واكيد هفوق منه بأسرع وقت.
– اصمتي قليلاً لقد أوجعتي رأسي!
– مهو لو متكلمتش هموت فيها حضرتك… اصلك مش حاطه نفسك مكاني…. واحده عايشه لا بيها ولا عليها وفجأه تدخل عالم مش عالمها وتكتشف حاجات خياليه… الحاجات دي بتحصل في الأفلام بس، عمري ما سمعت عنها!
– نعم أعلم ذلك لكن هذه الحقيقه لا مفرّ ولا بد أن تتقبليها كما تقبلها هذا شادي.
نظرت لها بعدم فهم وهي تقترب قائله :
– شادي ماله؟!!
– ليس بِه شئ لا تقلقين… لكنه عَلِم كل شئ الآن، لقد وجدته قبل أن أصل إليكِ واخبرته كل شئ.
– ازااي! ده كان فيه واحده مجنونه مسكاه!
– لقد تعاملتُ معها وانقذته وهو الآن يُوجد داخل هذا الكهف، اذهبي إليه لكن تذكري جيدًا
لا تترُكيه إلا إذا اعطيتُكِ إشارةُ ما.
– إشارة ازاي؟!
– تلك الاسوره التي ترتديها…. سوف أظهر لكِ من خِلالُها ووقتها ستعلمين أني بالخارج انتظركما
الوداع عزيزتي.
تركتها بمفردها وهي تكاد أن تبكي من ما قالته لكنها توجهت إلى ذلك الكهف كما اخبرتها، دلفته بخوف منه، ف طريقته وشكلِه كان كفيلاً بإخافتها.
وقع نظرها على شادي الذي كان يجلس شاردًا في اللاشئ وأمامه وليمه من الطعام، ركضت إليه تجلس أمامه وهي تأكل بشراهه فقد كانت جائعه بشكلُ لا يُوصف، تابعها شادي بتعجب قليلاً فهو الآخر جائع ولم يأكل أي طعام مُنذ قدومهم لكنه لم يَعِد يشتهيه فقد جنّ بعد معرفه حقيقته، فقد تذكر كل شئ عنه وعن حياته السابقه بل رأي كل شئ صار بالماضي…!
– ليكي نفس تاكلي؟!
قالها وما زال شاردًا ينظر بالفراغ لتُقابله هي بعدم فهم :
– اموت يعني ي شادي؟!… وبعدين متصدقش اللي سمعته منها ده اي كلام… يلا كُل علشان متتعبش.
– انا افتكرت كل حاجه وشفت كل اللي حصل زمان!
– ده ازاي بقي؟!
قالتها بعدم فهم وتعجب ليرد هو بالمُقابل :
– انا عندي قوه إني اعرف الشخص ده ممكن يحصله إيه في المستقبل بمجرد إني المسه وكمان حاجه زادت من ساعه ما دخلت هنا… بدأت تدريجياً اشوف كل حاجه عن حياتنا زمان.
– شادي أنت شكلك اتجننت! انت مصدق نفسك بجد؟! مصدق الخرافات دي؟! مش يمكن بنحلم وهنفوق بعد الكابوس ده!
– بنحلم مع بعض ي يارا!! ارجوكي ي يارا دي الحقيقه اتقبليها بقي زي ما انا اتقبلتها لأنها أمر واقع واحنا عايشينه اهو.
تربعت أمامه بضيق وهي تعُض شفتيها ثم تنهدت بقوه قائله :
– خليني ماشيه معاك واعتبرني صدقت اللي بيحصل واني عاطِفه وأنت ريحان… إيه بقي الحل بعد كده؟!… هنعمل ايه؟!.. هنتصرف ونعيش ازاي في الوهم ده!!
– فيه حلين!.
قالها بتفكير ينظر إليها، تُقابله هي ترفع إحدي حاجبيها بتذمر ليُكمل :
– بما أن ابوكي طلع دراكو وانا عرفت ابويا وعرفت مكانه، كل واحد فينا يروح يعتذر ليهم علشان يحاولوا يخرجونا من هنا.
تابعته بسخريه من حديثه وكأنه إبن هذا العالم تُردف بسخريه أكبر :
– والتاني؟؟
– إنك تخلفي الطفل اللي عاوزينه!
قالها بحرجِ والعرق يتصبب من جبينه وهو على وشك أن يُكمل لتهبّ هي واققهُ بصدمه من ما تفوه به بهذه السهوله تقول وهي ترفع سبابتها أمامه بعصبيه :
– أنت اتجننت بقييي…. انت اكيددد اتجننت! بقووولك أيه بلاش شغل الجناااان ده… انا مش فايقه وزهقت… تعرررف لو حاولت تقرب مني هعمل فيككك ايييه!!! انتت حر عاوز تصدق اللي قالته مع نفسك لكن أنا الغيني وكأني مشفتكش قبل كددده.
قالتها بصوت مرتفع وهي تحاول أن تخرج من هذا الكهف لكنه اعاق طريقها بعصبيه أكبر قائلاً :
– مينفعش تخرجي من هنا… إيه هي مبلغتكش بالمعلومه دي!
نظرت إليه بغيظ بل بخوف داخلي تكوّن بعدما تجرأ وقال هذه الجمله
اشاحت يديه عنها تبعد عنه وهي تجلس في أحد الأركان، تُحيط جسدها بيديها تنظر صوبها بقوه تحاول التفكير بأي شئ كي تخرج من هذا المُستنقع.
وجدته يجلس جانبها مُتنهدًا براحه يقول :
– علفكرا أنتى مسمحتليش أكمل جملتي وفهمتيني غلط.
نظرت إليه بتضجر وسخريه، تبعد عينيها للجانب الآخر بينما هو أكمل :
– كنت هقولك أن الحل ده مرفوض واستحاله يحصل علشان كده فكرت في الحل الأول.
هدأت دقات قلبها قليلاً بعدما ارتفعت اثر حديثه، تنظر إليه وقد طال النظر لثواني معدوده حتى وجدها تميل عليه تجهش باكيه وهي تحتضنه بحراره ليُبادلها هو ذاك العناق فشعر بأنها تُريده، اخذ يربُت أعلى ظهرها بعدما وجدها تبكي أكثر ثم استكانت بين يديه، همّ بالحديث وقتها :
– انا عارف أنه الموضوع صعب علينا بس ده قدرنا ي يارا محدش بيهرب من قدره!
نظرت في عينيه والدموع تتجمع بغزاره ليقول هو مُحاولاً التخفيف عنها :
– طيب اهدي طيب…. ليي كده!
– علشان عارفه أن دي الحقيقه بس بكابر ي شادي، بحاول اكدب نفسي… مش عاوزه أصدق اللي بيحصل… عارف يعني إيه حياتك فجأه تروح منك وتلاقي نفسك في عالم غير العالم بتاعك!
– بس برضو لازم يبقى عندنا أمل إننا هنخرج وكل واحد فينا يرجع لشغله… انا ارجع لشركتي وانتي ترجعي للشهره بتاعتك وفانزاتك.
قال جملته الأخيره ثم قهقه ضاحكًا قاصدًا ذلك، لتبتسم هي الأخرى وهي تمسح دموعها بعشوائيه حتى أنه راقب ذلك جيدًا ليقول مازحًا إياها :
– تعرفي انا عرفت أنتي ليه لبسك كده!
نظرت له بتعجب وضيق بعدما تحدث بهذا الشئ التي تكرهه، ليرد وهو يُعيد شعره إلى الخلف مُداعبًا له :
– كنتي زمان كده! تعرفي إن كان لبسك مستحيل حتى وانتي ساحره مكنتش طايق لبسك!
ضربته في صدره بقوه ثم اعترضت بشفتيها قائله :
– أنت قليل الأدب اصلا!
– انا برضو!!
قالها بضحك وهو يتذكر كيف كانت ترتدي بالماضي فكانت لا تستر إلا القليل من جسدها، وها هي الآن تسير علي هذا النهج، لتجده قد شرد مُبتسمًا حتى لكزته في كتفه تنهره :
– شارد ف إيه!!
– فيكي!.
قالها ثم نظر بقوه في عينيها، اخذت تُحمحم هي بخجل من نظراته الجريئه التي كانت تتفحصها حتى كادت أن تنهض من أمامه بخوف بعدما تذكرت جملته واعادتها في ذهنها بخوف، إلى أن وجدت نفسها بين احضانه عندما جذبها إليه بحركه مُثيره شهقت هي على اثرها، اخذت تنظر له بصدمه وهي على مقربهُ منه، وجدت يديه تحاوطها بتمّلك فلم تُصدق ما فعله حتى أنها حاولت الفرار لكنها باتت بالفشل لتجده يقترب منها بطريقه افزعتها على اثرها ارتجفت شفتيها قليلاً من شده خجلها، لم يكن في حسبناها تلك اللحظه! حتى وصل إلى أذنيها يقول هو بصوت هادئ :
– بصي في عيني وانتي هتشوفي الماضي.
ابتعد عنها قليلاً يبتسم، يُحاول اكتتام ضحاته بعد رؤيته لمنظرها وخديها الذي تبدل للون الأحمر، طاوعته هي كالمسحوره أثر لمساته ثم نظرت في عينيه حتى رأت بالفعل عن حياتهم السابقه الكثير!
***********************
كان يلف منشفه حول خصره حين رنّ جرس الباب، فذهب ليري الطارق غير مُباليًا بنصف جسده العاري ظنًا بأنه الطعام الذي طلبه.
فتح الباب ليأخذ الطعام ولكن ما رآه جعله يتصلب مكانه بصدمه.
فتاه في العشرينات من عمرها، أقل ما يُقال عنها أنها أيقونة في الجمال.. ترتدي بنطال من الجينز الاسود الضيق وبلوزه تكشف ذراعيها بالكامل بالكاد تصل لأسفل صدرها.
ارتسمت على وجهها ابتسامه ساحره وحركت بيدها شعرها للوراء كنوع من الإثاره أو لفت الإنتباه لتقول بصوتها الناعم :
– هاي ي باشمهندس.
أغلق أكرم الباب في وجهها بقوه، وعيناه متسعتان بدهشه ليقول في نفسه :
– ايه ده!! مين ديي!!
– علفكرا انا مهندسه ومن الفريق معاك!
قالتها متذمره من رده فعله الغير متوقعه بالنسبه لها.
وبعد أن ارتدي أكرم ملابسه، ذهب ليفتح الباب وداخله اسئله تحوم عن هويتها وماذا تُريد! ولماذا تتحدث معه بتلك الطريقه التي يكرهها!
وجدها تبتسم له وكأنها عشيقته فتساءل ببرود :
– مين!
لترد بصوتها الناعم :
– انا مها مهندسه في الفريق معاك.
نظر لها من أعلى لأسفل بقرف من هيئتها وما ترتديه فلم يرى أحد يرتدي هذه الثياب في الشركه من قبل! لكنه لم يُبالي عندما قال بجمود :
– ايوه عاوزه إيه يعني؟!
اندهشت من لهجته الجامده معها، ففي حياتها لم يُحدثها رجل بذاك البرود بل جميعهم يتهافتون لينالوا منها ولو إبتسامهً واحده، فكيف هو يتحدث بهذه العجرفه!
– بصراحه كنت عاوزه من حضرتك طلب.
قالتها بخجل مُصطنع ليزفر هو بملل يقول :
– اتفضلي.
– بصراحه كده كنت حابه اشاركك انت وتُقي في شغلكم الفردي، عاوزه اثبت نفسي في المجال ده.
نظر لها بسخريه من حديثها بل وهيئتها المُثيره للاشمئزاز يرد ببرود :
– لأ معلهش آسف انا مش محتاج حد معايا غيرها، احنا كده زي الفل.
نظرت له بغيره وضيق ثم اضافت بحُرقه قبل أن ترحل :
– علفكرا انا اكفئ منها كتيررر وهي مش فارق معاها الشغلانه بقالها ساعتين بتتكلم في الفون وبتهزر ومكملتش الشغل اللي أنت طلبته منها قبل ما نبدأ.. انت الخسران.
أنهت جملتها بغضب ترحل من أمامه بطريقه جعلته تنهد بضيق على اثرها، ليغلق الباب بقوه من جُرئتها وطريقتها بالحديث معه وكأنها هي الرئيس!
“*******************”
كانت معه بالطائره مُتجهين إلى أرض مصر، تشعر بالأسف على حُبها الأحمق! تجلس وهي تستند بظهرها إلى الوراء، من حينُ لآخر تراقبه هو وتلك جيسي التي شعرت بالغيره حينما رأتها بجانبه، فهي مثل ظله تمامًا، لا يذهب إلى مكان إلا بوجودها وهذا ما جعلها تشعر بخيبهُ أمل وحزن تتذكر ما حدث بالطائره المره الماضيه وكيف بعد هذه الحادثه تبدلت حياتها مئه وثمانون درجه! هذا وجهها الجديد الذي جلب لها النحس لحياتها
بدأت الطائره بالإقلاع حينما كانت تغلق عينيها استعدادًا لذلك فهي تأبى هذه المرحله كثيرًا وبعد عِدة دقائق فتحت عينيها ببطئ وما زال قُلبها يعلو ويهبط خوفًا من أن يحدث أي شئ هذه المره لكنها تصنمت وشهقت بفزع حينما وجدت فريد يجلس جانبها يُراقبها في صمت.
– إيه اللي مقعدك هنا؟!
قالتها بطريقه هجوميه وانفعاليه لتجده يرد بهدوء كعادته :
– اصلي خوفت تتجنني وتتواصلي مع حد تعرّفيه إنك راجعه.
– انا مش صغيره.. وبعدين أنا حره هعمل اللي عاوزاه بمجرد نزولي مصر، مش وشي الجديد برضو اتاحلي فرصه إني اتجول براحتي وبحريه أكبر ولا إيه رأيك !
قالتها بسخريه وهي تضع قدمًا فوق الآخره أمامه، جعلته يغلق عيناه يستشيط غضبًا من فِعلتها لترد هي بغرور :
– كلامي مش عاجبك ولا إيه؟!… مش فارقلي علفكرا… انت كلك علي بعضك مش شيفاك اصلا.
انهت جملتها بضحكه ساخره وهي تفتح هاتفها بيد واليد الأخرى تُداعب خصلاتها بغرور، تعلم جيدًا نقطه ضعفه تجاهها.. فكلما تجاهلته وتصرفت معه مثل المديره وهو الخادم يعود إلى رُشده.
وجدته يجذب هاتفها عِنوه وبقوه ثم أغلقه واعطاه إياها مُكتفيًا بقول :
– خلي موبايلك مقفول علشان الأمان.
أعادت شعرها للخلف بغضب تُتمتم داخلها بكثير من الغيظ بينما هو اخفي إبتسامته على حالتها حتى بدأت تغطو في نومٍ عميقٍ تدريجياً وبعد قليل من الوقت بدأت تهلوس وكأنها تحلم بشئ ما وهي تقول :
– ب.. بابا متسبنيش تاني… أنت عاايش صح متبعدش عني… اناا… انا محتجالك.
– آيه فوقيي!
بدأ بإيفاقتها عندما وجد صوتها يرتفع ويسمعه من بالطائره ينظرون إليها بإندهاش، اخذ عِطره وقربه ناحيه انفها حتى فاقت فورًا تصرخ بأسمه :
– بابااا.
نظرت إلى فريد بصدمه وهي تتذكر أبيها وعيناها قد اغرورقت بالدموع، يقول هو بهدوء يحاول تهدأتها :
– ده كان مجرد كابوس اهدي.
– لأ مش كابوس..! انا شفت بابا ي فريد!.
نظر لها بعدم فهم ثم قال :
– الله يرحمه ويحسن إليه.
– بابا كان عايش في الحلم ي فريد وبيقولي مزعلش منه وأنه هيفضل معايا.
قالتها ببكاء وهي كادت تود أن تظل في هذا الحلم ولن تفيق ابدًا، لقد اشتاقت إليه كثيرًا، تابعها فريد بتوتر طفيف بدي عليه ثم تحدث بعدما تنهد بعمقٍ :
– انا عارف أنه واحشك زي ما واحشني بالظبط بس هو في مكان أحسن ليه… أحسن ليه من الغابه اللي عايشين فيها.
نظرت هي إليه بتمعّن وعدم فهم لجملته الأخيره التي قصد بها شئ لكنها تجهله!
وبعد ساعتين هبطت الطائره ومعها كانت آيه تنظر حولها بفرحه عارمه بأنها قد عادت إلى بلدها، وصلت إلى مطار القاهره الدولي بِرفقه فريد ومعه جيسي التي فور خروجها ودعتهم ثم رحلت في طريقها لتردف آيه بعدم فهم :
– هي راحت فين؟!
– جيسي عندها عياده كبيره هنا وبيت متقلقيش عليها.
– وانا هقلق ليه!.. كويس إنها مشيت.
قالتها بغيظ وفرحه في آنٍ واحد من رحيلها، ابتسم هو على اثرها ثم اردف بعدما تابع الأوضاع :
– يلا بينا.
– علي فين؟!
– على الغردقه، هنروح نقعد في فندق كده عمل ما نشوف إيه اللي هيحصل.
– وهو إيه اللي هيحصل.؟!
قالتها وهي تعقد ذراعيها بعدم فهم ليُحمحم هو بتوتر قائلاً :
– اقصد يعني أما نشوف ملف سمير النوبي اتقفل ولا لسه بيتابعوه.
امآت له بحيره ثم سارت معه وبعد مرور ساعه، وصلا أمام هذا الفندق السياحي الضخم والراقي جدًا وبالتحديد كان هذا الفندق نفسه التي كانت تُقي مع فريق عملها بِه، وعند دلوفهم كانت تخرج هي للخارج ومعها بعض الأدوات الهندسيه وهي تتحدث مع أحد بالهاتف فلِحُسن حظها لم تسطع رؤيتهم.
حجز غرفتان أمام بعضهما حتى يكونَ قريبًا منها، اتجهوا فورًا كي يستريحوا بعد هذه السفريه الصعبه والمُرهقه للاعصاب، دلفت الغرفه وهي تنظر إليه وهو الآخر يدلف يتابعها قبل أن يغلق بابه، تقف في إنتظاره كي يعتذر عن ما بدر منه الصباح كما تعودت فكلما غضبت منه فعل المستحيل لأجلها كي تتراضي لكنه كان في هذا الوقت لا يُفكر في هذا الأمر بل كان عقله مشغولاً بشئ آخر أكثر أهميه، اغلقت هي الباب بِشده بعدما شعرت باليأس ثم أغلق هو الآخر يستند عليه يقول مُتنهدًا بتعب :
– انا آسف ي آيه بس غصب عني… هانت أوي وكل حاجه مستخبيه تتكشف وارتاح واخدك في حضني وانا حاسس إنك في أمان ي حبيبتي.
“***************”
“هي نوعي المُفضل من النساء وهذا الأمر يورطني بها أكثر، وكم أحب التورط معها”
– انطقييي ي ريم بنتييي فيييين
حرااام عليكي طمنيني عليها.
قالتها سوسن بإنهيار وعدم إستيعاب لِما سمعته من اللواء جمال الذي كان يجلس وجانبه ريم التي كانت تبكي فقط تُعيد بذاكرتها كيف حدث ذلك.
عندما كانت سوزان بِرفقه إبنها وماهر مدعون في منزلها.. في هذا اليوم بالتحديد وبعدما اكملوا الطعام، نهض ماهر عندما نهضت ريم مُقابله أثناء إنشغال البقيه بالحديث يقول قبل أن يتجه إلى المرحاض :
– عاوز اكلمك.
نظرت له بعدم فهم وهي تراقب الجميع ليقول بصوت مرتفع قاصدًا ذلك :
– يلا ي آنسه مش هتوريني الحمام فين؟!
– روحي ي ريم معاه عرفيه مكانه.
قالتها أمها ف استجابت لها وذهبت معه وعندما وصلا وجدته يقترب منها وهو يتفحص البقيه خوفًا من أن يراه أحد منهم يقول وهو يُعطي لها شئ صغير :
– الجهاز ده حطيه في موبايل شهد الليله وهكلمك بالليل افهمك اكتر.
– جهاز إيه دده!! وبعدين أيه اللي مخليك واثق أني ممكن احط حاجه زي دي في تليفونها بدون عِلمها!
– ده لمصلحتها ي ريم وده اللي هيخليني اوصل للي وراها بسهوله… لازم تعملي كده لو بتحبيها.
قالها بثبات وهدوء وقبل أن يأتي أحد تقدم كي يغتسل تاركها شارده في الفراغ.
وبالفعل لم تُخيبْ له ظن عندما سنحت لها الفرصه كي تضعه في هاتفها بكل سهوله، ثم بعد ذهابهم توجهت إلى غرفتها بتفكير فيما قاله.
– هو ممكن فعلاً يساعدها! طيب لو حصل حاجه غلط وهي اتأذت…!
جلست تؤنب ذاتها على فِعلتها حتى وجدت رقم غريب يدق بها، اجابت عليه بهدوء متوقعه أن يكون هو وحدث ذلك عندما اخذ يقص عليها ماذا ستفعل بعد ذلك.
باك.
نهضت من مكانها بتعبٍ كي تتجه إلى غرفتها لكن اعاق خالد طريقها عندما جذبها من مرفقيها بقوه يقول بغضب :
– ازاااي تعملي حاااجه زي كده من غير حتى ما ترجعيلييي!! ازااي صدقتيه وصدقتيهم أنهم عاملين عليها… اللي زي دول مش بيفرق معاهم غير شغلهم ونجاحهم حتى لو علي حساب التانيين مش هيفرق معاهم.
– عيب ي خالد ميصحش.
– ميصحش ي أمي اللي هي عملته ودي غلطه كبيره ولازم تدفع تمنها… طول عمرها جايبالنا المشاكل معاها من ساعه ما اتولدت.. مفيش مره اتصرفت فيها من دماغها إلا وحصلت مشكله.
كانت تتابعه ببكاءٍ من كلامه الجارح كل مره، فكل مره يثبت لها بأنها كانت خاطئه عندما اعتبرته مثل وحيد، اشاحت يديه كي تبتعد عن سِم حديثه الذي تكرهه، تحاول الوصول إلى غرفتها لكنه منعها قائلاً بصياح :
– انتي كمااان سيباني وماشيه ولا فااارق معاكي اللي عملتيييه!! شهد لو حصلها حاجه انا ممكن اقتلك… ممكن اقتلك ي ريم واخلص منك ومن قرفك.
– اهدي ي بني كله بالهدوء وأن شاء الله شهد هتبقي زي الفل، ماهر انا واثق فيه وواثق أنه الوحيد اللي هيقدر ينقذها.
قالها اللوا جمال كي يُهدأ من روعته لعله يترك تلك المسكينه التي مُنذ الصباح ينهروها جميعًا.
– انا عارفه إنك مبتحبنيش وبتبقي مُنتظر أي غلطه اعملها علشان تمسكهالي… وعارفه كمان إنك بتحب شهد أوي يمكن أكتر مني وبتعتبرها زي أختك… لكن للأسف عمري ما حسيت إنك معتبرني زيها ي خالد.
انتهت من حديثها ببكاءٍ وهي تركض إلى غرفتها تغلف الباب خلفها، تقع ارضاً ببكاء بصوت مسموع وصل إلى مسامعهم بالخارج.
تقدم ماهر وقتها بعدما تابع ما حدث معها ينظر إلى خالد بإشمئزاز مُكتفيًا بقول :
– تعرف أنت كل مره بتثبتلي إنك مش إنسان سوي ومعندكش أي رحمه ولا إنسانيه.
– تعالوا شوفوا مين بيتكلم.
قالها خالد بسخريه وغضب مُصاحب بعد رؤيته
نهض اللوا جمال مُقتربًا إليه يقول :
– عملت إيه ي ماهر طمني.
– اطمنوا أن شاء الله هتكون بخير وهنوصلها قبل ما يعملها أي حاجه.
قالها بثقه وجمود ثم أضاف :
– عاوز اقعد مع ريم شويه.
– وده بمناسبه إيه أن شاء الله؟!
قالها خالد بضيق يقترب منه ليرد هو بضيق أكثر فقد فاض بِه من تصرفات هذا الكائن :
– وأنت تطلع مين بقى؟! ولي أمرها وانا مش واخد بالي؟!..
– أنت اللي تطلع مين علشان تقعد معاها لوحدكم… انت عاوز مننا ايييه! متفكك من بنات العيله بقي وتعالي كلمني راجل لراجل.
لكمه بعد جملته حتى تأوه “خالد” وهو يرتمي على الحائط، بينما ماهر لم يمهله الفرصه ولو هُوينه فقط بل اقترب منه ينطق بنفس الطريقه التي أعربت عن كامل غِله المشحون بداخله :
– انا سبببق وعديتلك كتيررر علشان خاطر أهلك لكن أنت اتجااوزت المره دي ومش هسمحلك تتجاوز معاها تاني أنت فاهم؟
قصد بجملته الأخيره ريم حتى ابتعد يطلب من أمها كي يُقابلها بينما كان خالد مُتجهًا إليه كي يرد له ما فعله فمنعته من ذلك أمه عندما صفعته بقوه وهي تقول :
– كفايه بقييي… كفايه قله أدب لحد كدده… دانت معداش عليك التربيه ي شيخ…ي خساره تربيتي فيك.
تلقى الصفعه في صدمه، يرحل في صمت من أمامهم والغل يتضح من عينيه.
تقدمت ورد وهي تطرق باب إبنتها تقول :
– ريم ماهر بيه عاوز يتكلم معاكي شويه.
– مش عاوزه اتكلم مع حد.. ممكن تسيبيني لوحدي.
آتهم صوتها الباكي من الداخل ليردف هو بإصرار :
– ارجوكي ي ريم
دقيقتين بس مش هطول.
وكان الرد هو الصمت وقتها.
– ريم ي حبيبتي افتحي علشان خاطري.
قالتها أمها بتوّسل بينما هو توتر وبدأ يشعر بالخوف من عدم ردها ليقول بقلق :
– ريم أنتي كويسه؟؟.
– ريم ي حبيبتي ردي علينااا.
وصل إلى مسامعهم بالخارج صوتهم حتى آتو فزعين، ليُحاول ماهر كسر الباب في هذا الوقت فنجح علي الفور وقتها، تصّنم مكانه عندما وجدها مُغيبه أعلى فراشها دون حركه، ركض إليها بهلع وبطريقه ادهشت من حوله عما بدر عن تصرفه، كاد أن يلمس وجهها كي تفيق لكنه وجد هاتفها بيدها مفتوحًا على مُحادثه.
حمل الهاتف فوراً وعينيه تتسع من الصدمه حينما وجد أحد يهددها بصور لها في وضعيات مُخله.!
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)