روايات

رواية إحتلال محرم الفصل الثالث 3 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الفصل الثالث 3 بقلم مريم نصار

رواية إحتلال محرم الجزء الثالث

رواية إحتلال محرم البارت الثالث

إحتلال محرم
إحتلال محرم

رواية إحتلال محرم الحلقة الثالثة

في شركه الورداني.
في المكتب وصل العميل بطلبية الدهب وكانت أنجي ومروان بيشوفوها كلها قبل ماتمضي على الإستلام، فتحت علبه قطيفه وشافت طقم كوليه خيال وقالت بإنبهار:- واو حلو قوي.
قامت وقفت قدام المرايه وحطت العُقد على رقبتها ولفت لمروان وقالت:- يجنن عليا مش كده؟
أبتسم:- فعلاً هياكل منك حته.
ابتسمت بثقه:- طيب انت قاعد عندك ليه؟! تعالى لبسني الباقي!
قام وسط نظرات العميل اللي كان مستغرب إيه اللي بيحصل؟ وإن دي طلبيه وشغل عايز ياخد باقي حسابه ويمشي، وبعد كده تبقى تقيس اللي هي عايزاه، مروان لبسها الأسوره والخاتم وحاول يلبسها الحلق ولفت للمرايه وقالت بإعجاب كبير وغرور:- لأ بجد وهم يجنن عليا.
مروان زهق من النغمه دي وابتسم بتزييف:- أمم جميل قوي.
لفت وبصت للعميل:- أنا هاخد ده خلاص.
العميل ابتسم بتكليف:- مبروك يا فندم.
راحت المكتب وقعدت وهي بتبص على أيدها ومعجبه بالخاتم ومضت على استلام البضاعه والعميل اخد باقي حسابه ومشي وهو متعجب من تصرفاتهم، مروان بص حواليه واستغرب عدم وجود نورسين وسألها بعفويه:- هي نورسين اختفت فاجأه راحت فين؟!
بصتله بقوه:- بتسأل عليها ليه؟
رد بعمليه:- أبدا احنا في مكتبك وهي سكرتيرتك الخاصه؛ ومن وقت ما جيت أنا والعميل لحد ما مشي وهي ما دخلتش، وكمان مش موجوده في المكتب، فأنا بسأل عادي عن موظفه مش موجوده.
هزت راسها ومطت شفايفها وقالت:- أم اوكي نورسين اخدت اجازه مفتوحه، نركز في شغلنا بقى اوكي!!!
حرك كتافه بعمليه وقالها:- زي ما تحبي.
في يوم جديد.
في منطقة سكنية راقيه عماره مصممة بطريقه كلاسيكيه رائعه ودي بتكون ملك لوليد برهامي وعيلته، عنده ولدين أمير ٣٥ سنه ومش متجوز، وحازم ٣٠ سنه لكن متجوز من زينه وكانت صديقته في الجامعه ، وبنته علا وبتكون هى الكبيره ٣٦ سنه ومتجوزه من تامر جارهم وعندها ولد وبنت هيثم وتاليا وعايشين كلهم في نفس العماره لكن أدوار مختلفة ، و وليد رجل أعمال مايقلش كفاءة عن انچى الورداني وساكن في الدور التاني، والدة أمير واسمها “ماجده” في المطبخ بتستعجل الشغاله في تحضير الفطار، علا بنتها نزلت علشان تفطر معاهم والكل اتجمعوا على السفره، و وليد سأل مراته بإستفسار:- اومال أمير فين يا ماجده؟
ماجده بعدم رضا:- هيكون فين يعني ياوليد؟ في اوضته طبعاً بيلبس وبيتشيك، وليه ده كله؟ على مفيش،ربنا يصبرني.
أبتسم جوزها لأنه عارف حلمها الوحيد إن أمير يتجوز ويستقر زي باقي أخواته، ورد وقالها:- مالك بس على الصبح يام أمير ؟
ماجده بنفور:- ماليش أنا كويسه أهو، هو يعني في البيت ده حد يفرق معاه مالي ولا ماليش؟
جه أمير وسمعها وضحك وقرب منها وباس راسها وقال:- صباح الفل يا ست الكل.
ماجده زقت أيده بزعل مصطنع وقالت بتهكم:- ست الكل؟ اه ما هو واضح.
ضحكوا التلاته وأمير سلم على أخته وهو بيقول:- آه طبعاً ست الكل واللي يقول غير كده يبقى جابه لنفسه، ولا إيه يا لولو ياحبيبتي؟
علا بابتسامة حب:- كده طبعاً يا أمير يا حبيبي ، وأحنا لينا غير ماما؟ ده مفيش في حنيتها أبدا.
ماجده بسخريه:- آه ياعلا طبلي ليه ياحبيبتي ماهو اخوكي، هتيجي عليه يعني علشاني؟ لأ أبدا ، هو مفيش غيرو اللي مريح قلبي “حازم العاقل الراسي.
وليد بضحكه:- أنت مزود العيار مع والدتك ليه يا أمير؟ شكلها ناويالك على نية حلوه.
أمير قعد يفطر وقال:- وانا برده أقدر أزعل ست الكل مني؟ هى بس اللي قلبها عليا قوي وخايفه عليا مش كده يا ماجي؟
ماجده بجدية:- أسمع يا واد أنت، طول ما أنت تاعب قلبي ومبتسمعش كلامي؟ ماسمعش منك ماجي دي أبدا.
علا بهمس لأمير:- الحق نفسك، بدل ما تغير أسمك في شهادة الميلاد.
أمير بنفس الهمس:- تفتكري؟
ماجده مراقبه الهمس اللي بينهم وكشرت عينيها وبصت لجوزها وقالت:- شايف؟ عاجبك كده؟ ولا كأني بتكلم.
وليد رفع أيديه بإستسلام وقال:- أنا ماليش دعوه بيهم ياحبيبتي انا معاكي ديما ، شوفي إيه اللي يريحك واعمله.
بصت لابنها بشرز وقالت:- نجوز أمير.
أمير ساب الأكل وحك خده وبص لأخته وهى رفعت كتفها بمعنى ماليش دعوه ، وانتبه على سؤالها ليه:- قولت ايه يا أمير! ولا هنفضل كل يوم في الموال ده؟
أمير أبتسم بتمثيل وقال:- يا أمي ياست الكل وهو أنا يعني لقيت البنت المناسبه ورفضتها؟
خبطت كف بكف وقالت بنفاذ صبر:- سامع إبنك؟ هيقول البنت المناسبه.؟ يعني هى العيله مافيهاش اي بنت مناسبه؟ ومالها ندى بنت اخويا؟ ها مالها؟ دي يمكن البنت الوحيدة في العيله كلها المناسبه ليك، اصل وفصل وتعليم عالي، يعني متفصله تفصيل عليك.
أمير أخد نفس عميق بخنقه، لأنه عارف تصميم والدته على البنت دي بالتحديد، هو ما حبش ندى مش حاسسها، وهي في وجهة نظرها أنه هيحبها بعد الجواز، واختصر الجدال وقال:- ندى بنت كويسه جداً ياماما وأحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده ، أنا مش عارف اتقبلها في حياتي أكتر من أنها بنت خالي.
ماجده:- يعني إيه يا أمير؟ هتفضل قاعدلنا كده من غير جواز؟
ساب الأكل وقام وقال بخنقه:- لو قعدتي هنا مضايقه حضرتك أنا ممكن اقعد في أي شقه في العماره.
ماجده بصتله بدهشه وبصت لجوزها اللي شاف الموضوع هياخد مسار تاني وقال بحكمه :- الموضوع ده يتقفل حالياً أنت وهى، ده وقت فطار وكل واحد يروح يشوف شغله، وأنت يا أمير اقعد كمل فطارك واسبقني على الشركه.
أمير بجدية:- أكلت يا بابا أنا هنزل الشركه، بعد اذنكم.
علا مسكت أيد أمير بتوسل أنه ما يزعلش وهو ضغط على أيدها وأبتسم وباس على راسها ، واتحرك عند مامته وباس على راسها وقالها:- دعواتك ليا ياست الكل.
ماجده بصت بعيد وقلبها حن ليه وقالت:- ربنا يحفظك ويهديك يابن بطني.
أمير حس بخنقه غريبه وأبتسم ليهم بتكليف وسابهم ونزل، وليد خبط أيده على السفره والاتنين اتخضوا واتكلم بتنبيه:- اسمعي يا ماجده؛ أنتي تشيلي موضوع بنت اخوكي وبنت أختك ده من دماغك خالص.
ماجده بزعل:- ليه بس يا وليد؟ مالهم ولاد اخواتي؟
وليد من بين أسنانه:- مالهمش ياست ماجده، وزي الفل، بس إبني مش عايزهم،والجواز مش بالعافيه ، وأمير قالك قبل كده لما يلاقي البنت اللي تناسب عقله وقلبه يبقى وقتها هو بس اللي ليه الحق في الخطوه دي، وبطلي كل يوم والتاني تنكدي علينا.
ماجده شهقت وقالت بدهشه:- أنا نكديه ياوليد؟
وليد قام وقال بتهكم:- لأ حاشا لله ، أنا اللي نكدي ياست الكل ، لأ ست الكل إيه بقى؟ ده انتي ست العالم كله ، أنا ماااشي.
سابهم ونزل وماجدة بصت لبنتها وعلا بصت حواليها واتخضت من مامتها اللي قالت بصوت عالي:- أنا نكديه يا علا؟
علا ابتسمت بتوتر وقالت:-ها؟ لا ياماما ياخبر انتي ست الكل.
ماجده بغيظ:- بطلي تقولي ست الكل دي أنتي كمان؟ وقومي من وشي.
علا حمحمت وقامت وقالت وهى بتهرب منها:- أنا هروح أشوف الولاد صحيوا ولا لسه.
وخرجت بسرعه وماجدة نفخت بغيظ وقالت لنفسها:- مالها ندى؟ دي حتى نسخه مني..
عدا الوقت وكل واحد في شغله، وعند سعاد في المشغل، الضهر أذن وقامت لوحدها تصلي فرضها، وجه عبد الستار ماشي في الخط بتاع المكن والستات شغاله وبص على ماكينة سعاد وكانت مش موجوده عليها، كشر عينيه وسأل الستات:- هى سعاد مجتش انهردا؟
ردت بنت وقالت:- لأ جت يا استاذ عبد الستار، بس هى بتصلي.
زعق للكل وقال:- بتصلي؟ والوقت ده محسوب على مين؟ الكلام ده مش هينفع معايا.
البنت بقلق:- وحد الله يا استاذ عبد الستار، والله إحنا مش ذنبنا حاجه، وسعاد زمانها جايه وهتشتغل وتعوض الوقت ده.
اتكلم بحده وصوت عالي:- وأنتي حد عينك محامي عليها؟ ولما تخلص ابعتوها على المكتب، الكلام ده مش هينفعني، كل ده وقت بيضيع عليا، في ناس مديلها مواعيد بالتسليم ، ياتشوفوا شغلكوا؟ يا إما نوروني عرض أكتافكم منك ليها.
خلص كلامه ومشي وهو مضايق ودخل مكتبه، خرجت سعاد من الاوضه ولسه رايحه الخط والبت جريت عليها وقالتلها اللي حصل، نفخت بخنقه وقالت بضجر:- وبعدين بقى مش هنخلص م الموال ده؟
البنت بخوف:- اعملي معروف ياسعاد روحي يختي ليني دماغه بكلمتين وقوليله محقوقالك والطلبيه هنخلصها في معادها، سايق عليكي النبي ياشيخة انا عليا اقساط وجمعيات، لو طردنا من هنا هنروح فين؟
ردت عليها بهجوم:- هو إيه أصله ده ياسميره؟ هو أنا يختي كنت بتفسح؟ أنا كنت بصلي فرض ربنا، ولا هما مانعوها وانا معرفش؟ واقوله محقوقالك بتاع إيه إن شاء الله؟ هو أنا قصرت في حاجه؟ انا هروحله لما نشوف اخرتها معاه، بلا هم.
سابتها وراحت المكتب وخبطت ودخلت وقالت بوجوم:- خير يا أستاذ عبد الستار؟ حضرتك بعتلي مع سميره؟
قام من على كرسي المكتب بسرعه وراح وقف قدامها وقال بلهفة وشوق:- كل خير ياست الستات.
رفعت حاجبها بتعجب وقالت:- يوه؟ هما بيطلعوا امتى دول؟
عبد الستار:- بيطلعوا في أي وقت وأي حتة ياست الكل، بس أنتي اللي مش شايفه كويس.
سعاد بتريقه:- آه معلش الخياطه بقى سحبت نظري بعيد عنك، بس نقول إيه؟ أكل العيش بقى.
قرب منها أكتر وعينيه كلها تمني خبيث وقال:- ألف ألف بعد الشر على نظرك يا سعاد، وانتي متقوليش حاجه خالص، انتي بس شاوري، شاوري وقولي أنا عايزه ابقى صاحبة المشغل ياعبده وساعتها عليا النعمه! اخليكي ست الستات اللي بره دول.
رجعت خطوه بضهرها ونفخت بنفاذ صبر وقالت:- استغفر الله العظيم يارب،مش هنخلص من السيره بتاعة كل يوم، أستاذ عبد الستار؟ هو أنت لما سألت عليا وقالولك بصلي؛ قولت لسميره إيه ؟ مش قولتلها إن الكلام ده مش هينفع معاك؟ وطلبتني اجيلك المكتب علشان تقولي كلمتين في جنابي؟ قول ياخويا الكلمتين بتوعك؟ وخليني أروح أشوف شغلي.
وكملت بسخرية:- علشان نلحق نسلم الطلبيه.
وبصتله وكملت بتهديد:- ولا تحب أشهد عليك مراتك اللي هى صاحبة المشغل ده م الأساس؟
بلع ريقه وفهم تلميحها أنها تقول لمراته الاولى وقال بتوتر:- احم، آه انا فعلاً بعتلك علشان تخلي بالك، ومينفعش تسيبي الخط وتروحي تصلي، تبقى صلي لما تروحي بيتكوا.
حطت أيدها في جمبها وقالت بجديه:- والله انا من أول يوم جيت فيه هنا وانا اول ماسمع الأذان أقوم اصلي، لأن مفيش حاجه أهم من الصلاه، وأنت عارف ده كويس، ولو عايز تخصم مني علشان بأدي فرض ربنا! اخصم!
رفع حاجبه ليها وقال:- ولو خصمت ياسعاد؟
ابتسمت ببرود وقالت:- شوف ربنا هينتقم منك إزاي يا أستاذ عبد الستار، علشان بتاخد تمن صلاتي في مشغلك.
اتغاظ من ردها عليه وقال:- روحي شوفي شغلك ياسعاد.
سعاد ضحكت وهى خارجه وفرحت أنها ضايقته، لكن هو واقف مكانه بيتوعد ليها.
في شركة برهامي..
تحديداً في مكتب وليد أقام إجتماع مع عدد من العملاء و أمير موجود بينهم، لكن كان في عالم تاني خالص، و والده لاحظ شروده وكمل الإجتماع وبعد ما العملاء خرجوا أمير لسه مكانه محسش بيهم، وليد سحب كرسي وقعد جمبه وابنه حس بيه وانتبه واتعدل بص حواليه واستغرب إن مفيش حد وقال بإحراج:- هو، هو الإجتماع…..!
وليد جاوب عنه وقال:- خلص، الإجتماع خلص والعملا مشيوا يا باشمهندس.
بلع ريقه وفرك جبينه وقال بإعتذار:- انا متأسف جداً يابابا، أنا……
وليد حزين على إبنه وقال بتلميح:- أنساها يا أمير.
بص في عينيه في نظرة صدمة وكل الكلام هرب منه، وفضل ساكت، و والدة كمل بتنهيدة:- من الأفضل إنك تنساها لأنها من المستحيل تكون ليك في يوم من الأيام، وكفايه بقى لحد كده.
أمير بلع ريقه بغصه وقام ببطء واتكلم بتيه:- أ، أنا هنزل، هتمشى شوية بالعربيه محتاج شوية هوا، عايز أتنفس يا بابا.
أبوه بص ليه بحزن شديد وأمير ماستناش، أخد مفاتيحه وخرج كأنه متخبط ومتلخبط ومش شايف قدامه غير ذكرى قسمت قلبه نصين.
الشمس على وشك الغروب والحاج محمود بيلم البضاعه يدخلها في الكشك، وليله طفت النار، ولفت انتباها عربيه ركنت جمبها، نزل مروان وراح عندها سألها:- اوعي تقولي انك خلصتي!!
عقدت حواجبها واستغربت وحاسه انها شافته قبل كده وقالت:- ايوه يابيه خلصنا.
بص جمبها وشاف إن لسه في معاها دره وقال:- بس أنتي معاكي أهو ولا دي مش بتاعتك؟وبعدين أنتي مش فاكراني؟
حركت كتفها:- مش واخده بالي!
ابتسم وقال:-أنا اللي جيت من فتره واخدت منك اتنين بس، وقولتي إني هبقى زبون وهاجي اشتري منك تاني، واهو أنا فعلاً جيت أشتري منك، بس للأسف جيت متأخر.
افتكرته على طول أول ما اتكلم وكمان شكله مميز، وشهقت:- اه أيوه افتكرتك؛ بس عينيا ليك يا بيه لو خلصنا نروح ونجبلك مخصوص.
ابتسم ليها وقال:- متشكر ياليله أنا لسه فاكر أسمك أهو، بس لو خلصتي بجد أمشي واجيلك وقت تاني.
فرحت أنه لسه فاكر إسمها ، ايوه واحد مهم زي ده وباين عليه انه غني وفاكرني؟ طبعاً لازم أفرح، بسرعه طلعت الفحم تاني وبدأت تشعل فيه النا.ر وهى بتقوله:- لا يا بيه أنا مخلصتش بالمعنى يعني، احنا بنقفل على المغرب، بس قبلها بنظبط كل حاجه ونقفل كويس علشان ولاد الحلال مخالوش حاجه إلا وبيسرقوها، وإن كان على الدره موجوده أهي هتروح فين، بس أنت قولي عايز قد ايه؟ واوعى تقولي اتنين برده، أنا بولعلك مخصوص أهو.
بتتكلم كتير علشان تخليه يشتري أكتر وهو ضحك على سؤالها وقال:- لأ مش هاخد اتنين بس! إيه رأيك لو زودت عليهم واحد زياده؟
عوجت بُقها وبتهوي على النا.ر بسرعه وهمست بغيظ:- جاي على نفسك أوي يابيه! خسارة إني ولعت تاني وعطلت نفسي.
ضحك أكتر وحب طريقتها وقال:- طيب يستي متزعليش أوى كده، قوليلي أنتي معاكي كتير؟
فتحت الصندوق وقالت بتهكم:- آه فاضل كتير يجي خمسه وعشرين واحده كده.
وكملت بأستعطاف:- متاخدهم يابيه وبر على حبايبك وخلينا ناكل عيش ونسترزق.
كان عايز يضحك وافتكر أنجي لو سمعت كلمة بر على حبايبك دي! اتخيل رد فعلها وكتم الضحكه، وحمحم وكلمها:-طيب ياليله انا مش هزعلك، هاخدهم كلهم، علشان بس عطلتك وخليتك تشعلي النار من تاني.
فرحت جدا وما كانتش مصدقه وسألته بتأكيد:- أنت بتتكلم جد يا بيه؟
حرك راسه ليها بالإيجاب:- بجد، بس ممكن بقى لما تخلصيهم تغلفيهم حلو أوي بطريقه محكومه؟
من فرحتها سابت الحاجه من أيدها وجريت على ابوها وقالتله:- بابا بابا استنى ما تقفلش دلوقتي!
محمود:- ليه بس يابنتي؟
ليله:- جه زبون لقطه هيشتري مني كل الدره ، وشعلت النا.ر تاني.
محمود بابتسامة:- يا مسهل الحال يا رب، طيب يابنتي انا هستناكي هنا وانتي روحي خلصي قبل الدنيا ما تليل علينا.
راحت بسرعه وبدأت تشوى الدره بحماس كبير وبتدندن من فرحتها، كان ساند على العربيه وبيراقب تصرفاتها و سمعها، قلع جاكت البدله وسابه في العربيه علشان مايلقطش ريحة الدخان لانه خايف من رد فعل أنچي، وراح وقف جمبها وهى ابتسمتله وقالت:- اهو يابيه أول حاجه قربت تخلص اهى.
مروان:- بصراحه الريحه جوعتني اوى، أنا محستش بالجوع غير دلوقتي.
ردت بضحكه:- أى حاجه أنا بعملها بتجوع البني آدم ، تحب اجبلك واحده تاكلها تصبيره؟ اهو الخير كتير وأنت شاريه.
وافق على فكرتها:- ماشي أهو أكلها وأنا واقف في الهوا الحلو ده.
جابتله واحد وقالت:- اتفضل يابيه خد التصبيره اهى، هاجيبلك كرسي تقعد لسه بدري على ما اخلص.
كان هيرفض، لكن هو اشتاق للأيام دي أنه يقعد في أي مكان بحريه، لكن وافقها، راحت جابت كرسي من المحل وكان مراقبها وعنده تساؤلات كتيره وفضول أنه يتكلم معاها، من باب الدردشه مش أكتر، قعد وعايز يسألها، لكن قطع تفكيره رنة تليفونه وكانت سكرتيره أنجي الجديده بتتصل واسمها نهى وابتسم لليله وبعد عنها ورد:- الو.
نهى:- الو مستر مروان، مدام أنجي بتسأل حضرتك هتوصل امتى؟
مروان:- المفروض أوصل كمان ساعتين، لكن الطريق زحمه، قوليلها أول ما يخرج من الزحمه هيتصل عليكي.
نهى:- حاضر يافندم.
قفل ومش عارف هو قالها كده ليه، وراح وقف عند ليله وابتسم:- أمم بجد جميله تسلم ايدك.
ليله:- بألف هنا يابيه.
سألها:- هو أنا ممكن اسألك على حاجه؟
ردت بعفوية:- أسأل خير يا بيه.
:- قوليلي يا ليله مين علمك الشغلانه دي، وايه إللي يخليكي تقفي طول اليوم في مكان زي ده!
ابتسامة مكسوره ظهرت على وشها وقالت:- الفقر يابيه والحوجه، أشتغل أي شغلانه أحسن ما أذل نفسي وأمد أيدي للناس ولا حد يكسرني ويتحكم فيا.
كلامها وجعه لأنه هو شخصياً ذل وكسر نفسه، هى في نظره عكسه تماماً مش عايزه تذل نفسها ولا عايزه حد يتحكم فيها، بس هو استسلم من أول خطوه، عقدت حواجبها بإستغراب من سُكوته، إزاي بيسألها وهى ترد عليه وهو يسكت، بس هى مقالتش حاجه غلط تضايقه مثلاً وسألته:- هو في حاجه يابيه؟ انا ضايقتك في حاجه؟
فاق من شروده وابتسم بتنهيده:- أبدا ياليله، أنا بس بفكر في الفقر اللي بيظلم ناس كتير، الفقر ظلمك ياليله وخلاكي واقفه في المكان الغلط.
خدت كلامه على أنه جبران خاطر وقالت:- أهو هنعمل ايه يابيه، ادي الله وادي حكمته، وناكلها بالحلال أحسن، ومحدش عملني الشغلانه دي انا علمتها لنفسي بعد ما المدعوق طليقي خد كل حاجه منى منه لله.
بصلها بدهشه:- معقول انتي مطلقه ياليله؟
ضحكت وقالت:- خلعاه،وبقى إسمه في منطقته المخلوع راح المخلوع جه، احسن يستاهل يجيله ضربه في معاميعه راجل نا.قص.
ضحك بجد من قلبه معاها، طريقتها لطيفه بالنسباله، نفس سقف تفكيرو وكلامه زمان، قبل مايبقى بالرسميه دي، مش متكبره ولا مغروره،بس هى بقى سألته:- وأنت يا بيه متجوز ولا مطلق بعد الشر يعني، لأ إيه الهبل اللي بقوله ده! وهما الاغنيا بيطلقوا؟ إذا كان كل حاجه تحت أيديهم، بس انا مش بقر عليك يابيه والله العظيم.
هرش في جبينه ومش عارف يجاوبها يقولها إيه! أنه متجوز ومقيد، ولا يكدب عليها! لحظه بس؟ وأنا اكدب عليها ليه؟ هى متخصنيش أصلا علشان أفكر بالطريقة دي، كل الحكايه اني من زمان متكلمتش مع حد بالطريقة دي، حسيت أنها من نفس الحاره ونفس المكان اللي اتولدت وكبرت فيه، دي مجرد دردشه مش أكتر، بلع ريقه واخد نفس عميق وجاوبها بكل هدوء وقالها:- لأ مش مطلق، لأني ببساطه……! مش متجوز.
ليله عقدت حواجبها بإستغراب أكبر وأنه إزاي بالثراء والجمال ده ولسه متجوزش؟ معقول واحد باين عليه أنه مش ناقصه اي حاجه! عربيه أوبها ولبس آخر شياكه، وشكله زي بتوع الافلام، ولا ريحته يلهوي على ريحته حلوه قوي، ايه يا ليله؟ رايحه بتفكيرك على فين؟ بس بجد الراجل آخر حلاوه إزاي بس لسه فرداني بطوله؟ ده كان زمانه خلف عيل ولا اتنين! يلا وأنا مالي.
فاقت من أفكارها وقالتله بإبتسامة:- وماله يابيه بكره تتجوز وتبقى زي الفل.
أبتسم بتكليف وخلص كلامه معاها، سابها وراح قعد مكانه مش عارف ليه كدب، وبعدين أنت مستغرب ليه يامروان؟ مش أول مرة يعني تكدب فيها! من أول ما أنچي دخلت حياتك وأنت كل يوم بتكدب لما بقى أمر طبيعي بالنسبالك! أنت كداب يامروان كـــداب متستغرب، أخد نفس طويل وزفرة بقوة ورفع عينيه ليها،وهى بتشتغل عينيها عليه وبتكلم نفسها بحيره، معقول راجل غني وحلو زي ده! ومش متجوز؟! اومال مين اللي يتجوز لما بكل العز ده ولسه أعذب!!! يعني هيكون ناقصه إيه؟ يلا وأنا مالي يعني اللي اتجوزه خدوا إيه غير الغلب والشحططه، ومحاكم الأسرة بقى الطابور فيها اكبر من طابور العيش، ونفخت بخنقه من كمية الأفكار اللي دخلت دماغها من مجرد سؤال صغير، كل واحد فيهم سرحان ف نصيبه ومحدش راضي أبدا عن اللي هو فيه ومش عاجبهم حالهم، ليله خلصت و غلفت الطلب بطريقة محكومه زي ما طلب منها، خد منها الحاجه وسابها في شنطة العربيه ومش عارف هو خدها ليه؟ وهيعمل بيها إيه؟ كل اللي عايزه أنه مايرجعش البيت دلوقتي! لبس الجاكيت وحاسبها علشان بس يشوف الضحكه، لانها ضحكة واحده فرحانه بتعبها ومجهودها، بتعد الفلوس واتفاجأت:- إيه ده؟ بس ده كتير يابيه؟
رد بإبتسامة:- مش كتير ولا حاجه؛ كفايه اني عطلتك وأخرتك أنتي و والدك.
كان نفسها فعلاً تبيع بكل الفلوس دي بس جواها مش راضي لو خدت الفلوس دي هتبقى فعلاً طماعه مش طموحه! وخافت أنه يفهمها غلط لو أخدت الفلوس الزياده ،أخدت فلوسها ومدت أيدها ليه بالباقي وقالت:- لأ يا بيه، أنت مأخرتنيش ولا حاجه وده أكل عيشي أنا معملتش حاجه تانيه أخد عليها كل الفلوس دي.
أعجب من تصرفها بس قال:- خلي الفلوس معاكي، ولو عديت عليكي تاني هبقى اخد بيهم، ممكن أمشي بقى علشان كده هتأخر؟
رفضت وقالت:- لأ يابيه معلش بابا لو عرف هيبهدلني، وبعدين أنت لو عايزني اخد الفلوس دي يبقى تاخد قصادها حاجات انشاله من الكشك قولت إيه؟
بص في الساعه ومش عايز يتأخر لأنه هيضطر يطلع على الشقه ياخد شاور علشان ريحة الدخان اللي بضايق مراته! وقال بإستعجال:- اوك، بس بسرعه لو سمحتي.
جريت فرحانه اوي وراحت جابت من الكشك ماية وبسكوتات وحجات كتيره وباباها كان مستغرب:- بتعملي ايه ياليله؟
ليله:- استنى بس يابابا هفهمك كل حاجه وأحنا مروحين.
راحت لمروان لكن للأسف كان مشي وقفت مكانها والعربية بتبعد، واستغربت تصرفه، ولما رجعت البيت شرحت كل حاجه لباباها وهو فسر تصرفه ده على أنه مساعده منه وقال:- الله أعلم يابنتي يمكن الراجل لما شافني اني راجل كبير وانتي معايا حب يساعد، في ناس كتير بتحب تعمل خير، ومتضايقيش ولا حاجه، انتي مش بتقولي إنك رفضتي تاخدي الفلوس من أول مرة؟
ليله بتأكيد:- ايوه والله يابابا، أنا قولتله مش هاخد حاجه اكتر من حقي.
محمود:- يبقى خلاص هو مطلعهم وذمته خالصه لوجه الله، وربنا يباركله.
كان بيتاوب وكمل بإرهاق وتعب:- هقوم أنام، أنا واقف طول اليوم وحاسس بعضمي كله زي مايكون متكسر، تصبحي ع خير ياليله.
ردت بشرود وبتفكر في الشخص اللي لحد دلوقتي متعرفش إسمه إيه؟ وهمست:- وأنت من أهله يابو ليله.
في نص الليل انجي ومروان راجعين من حفله، كل واحد أخد شاور وغيروا هدومهم، أنجي قاعده قدام التسريحه بتنشف شعرها بالإستشوار، مروان في سريره مرجع ضهر لورا وسرحان وهي بتكلمه ومش معاها خالص، استغربت وقفلت الإستشوار ولفت ليه وقالت بوجوم:- مروان؟ أنا بكلمك، مش معقول تكون لحقت نمت؟
انتبه ليها ومسح وشه بأيديه وقال بتكاسل:- خير يا أنجي في إيه؟ ما سمعتكيش من صوت الاستشوار اللي أنتي مشغلاه الفجر ده!
رفعت حاجبها على اعتراضه وقالت بسخرية:- وأنت إيه اللي مضايقك في حاجه زي دي؟! أنا اعمل اللي أنا عايزاه وفي أي وقت؛ ومش غريبه لأني كده دايما، لكن الغريب بقى سرحانك الفتره اللي فاتت دي! بقالك أسبوع وأنت متغير، -وكملت بمغزى:- يا ترى إيه اللي شاغل تفكيرك؟
مش عارف يقولها إيه؟ هو فعلاً من آخر مرة شاف فيها ليله وهي ما بتروحش من خياله لحظه، نفسه يسافر لأي سبب علشان يشوفها تاني، نفسه يشوف ضحكتها يسمع صوتها، وبيسأل نفسه ليه انا كدبت عليها؟ وليه ما سألتهاش عن سبب طلاقها؟ هي قالت الفقر! ممكن تكون ما استريحتش معاه، آه يا ليله لتاني مرة تشقلبي حالي.
أنجي معجبهاش رد فعله وشروده و قامت وقفت قصاده وربعت أيديها وقالت بإستفسار وتلميح:- إيه؟! لاتكون رجعت تفكر تاني في الموضوع التافه إياه، ومش لاقي كلام تقوله!
كشر عينيه لانه مش فاهم هى تقصد إيه وسألها:- موضوع إيه؟!
وصمت لثواني وكمل بوضوح:- تقصدي موضوع الخلفه؟
ضحكة بإستهزاء:- أمممم، الخلفه؛ بجد موضوع تافه جداً، مجرد التفكير فيه بيخنـ.ـق، وسهل جدآ أعرف أنه نفس التفكير رجع لعقلك من تاني، و بيبان عليك لما بتسرح بالطريقه دي،لكن أعرف إن مهما يحصل مش هتراجع عن اللي قلته ليك في أول جوازنا أنت فاهم يا مروان؟
قام وقف قصادها وقال بتصحيح:- أنتي قلتي بعد جوازنا يا أنجي مش أول جوازنا، انا فاكر كويس كل حاجه وكل كلمة اتقالت وقتها.
أنجي ماهتمتش:- وات إيڤر، مايفرقش كتير بالنسبالي، ويا ريت تنسى التخلف اللي أنت بتفكر فيه ده.
رد بعتاب:-تخلف!!! فكرة إني نفسي أكون أب ده بتسميه تخلف؟
وكمل بمغزى:-طيب الناس بتتجوز ليه لما مش هيخلفوا ويكونوا أسره؟
ضحكة بسخريه أكبر وقربت منه ومسكت تي شيرته بإيديها بتملك:- أنا اتجوزتك لنفسي وبس! اخترتك ليا بدون شريك؛وانا ليا قواعد ومبدأ ماشيه عليه ومش مستعده أبدا اكسر القواعد دي حتى علشانك، انا عمري ما هفكر أخلف يا مروان، أنا سيدة أعمال معروفه، وما فيش حاجه هتوقفني في مجال البيزنس أبدا، أوكيه!!!
اتضايق جدآ من كلامها كالعاده ورفع راسه للسقف وزفر بضيق وبصلها تاني وسألها:- وأيه علاقة الخلفه بشغلك في البيزنس؟ انا من حقي أكون أب يا أنجي، أظن ده أبسط حقوقي.
سابته وراحت تسرح شعرها قدام المرايه واتكلمت بعدم إهتمام:- علاقة الخلفه بشغلي إني هكون بضيع وقتي على الفاضي علشان حاجات تافهه، احمل وأتعب واعاني، وابهدل شكلي وجسمي ده غير برستيجي قدام كل الناس، وكل ده علشان إيه؟ علشان ارضي رغبتك في إنك تكون أب؟ أما بقى إنك تقول من حقك تبقى أب دي؟ فده مش من حقك معايا أنا، لانك أنت من حقي ومادام أنت ملكي ما ينفعش تفكر بره الصندوق ده، وبليز يا مروان، انا راجعه من البارتي مزاجي رايق مش عايزه أي حاجه تغير مودي اوكي يا بيبي؟
اخد نفس عميق ودعك جبينه وحاسس إن راسه هتتفرتك من الصداع، وابتسم بتزييف واستسلام وقالها:- اوكي؛ اوكي يا أنجي هانم.
باسته على الهوا وأبتسمت:- يلا سي يو؛ انا رايحه انام في الجناح بتاعي.
سابته وراحت على الجناح الخاص بيها وهو راح نام بتهالك وأفكار متضاربه ما بين ليله البنت البسيطه وبين أنجي المتملكه.
تاني يوم الصبح صحيت ليله بنعاس وبصت في ساعة الموبايل بتاعها بكسل، لكن اتفاجئت إن الساعه 10:30 وباباها ما صحهاش لحد دلوقتي، قامت بسرعه وفكرت أنه يكون هو سبقها على الشغل وخبطت ودخلت عليه وشافته نايم مكانه، استغربت بس راحت عنده وبتصحيه:- بابا ؛ بابا.
فتح عينيه بتعب ومقدرش يرد عليها على طول وكان وشه احمر وبيكح، استغربت وحطت أيدها على جبينه وقالت بقلق:- بابا أنت سخن!
رد عليها بتعب:- متخافيش يا بنتي، دول شوية برد ويوم بكتيره وهفوق إن شاء الله ، معلش بقى يا ليله مش هقدر انزل الكشك النهارده يا بنتي، لاحسن جسمي كله متكسر ومش عايز أنزل أخد لطشة برد أكتر وارقد فيها، أنتي عارفه مبحبش رقدة السرير.
طبطبت عليه وقالت بتفهم:- ما تحملش هم يا بابا؛ أرتاح أنت وأنا هنزل؛ بس قبلها هعملك الفطار واجيبلك دوا.
محمود بعرفان:- تسلمي يا بنتي؛ مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه؟
ليله ابتسمت وقالتله بمزاح:- كنت اتجوزت يا ابو ليله.
وخارجه وهي بتضحك وهو كمل نومه لانه مجهد وتعبان، جهزت ليه الفطار وجابت العلاج ونزلت على الشغل.
انجي نازله على السلم بكبريائها المعتاد، واحده من الشغالات جريت عليها:- صباح الخير يا هانم.
أنجي:- صباح الخير؛ مروان بيه نزل؟
الشغاله:- لسه يا هانم؛ اتفضلي الفطار جاهز.
أنجي راحت عند السفره، والجارد كالعاده سحب ليها الكرسي وقالتله بأمر:- روح شوف مروان بيه ما نزلش ليه لحد دلوقتي!
الجارد بإيماء:- حاضر يا هانم.
واتحرك لكن كان مروان نازل وقال برسميه:- صباح الخير.
باس على ايدها وهي ردت:- صباح الخير إيه كل ده نوم؟
سحب الكرسي اللي قصادها وقعد:- معلش يا حبيبتي كان عندي صداع وما عرفتش انام بسهوله.
سألته بتهكم وحزم:- أنت لسه بتفكر في الموضوع ده ؟
مروان بص للجارد والشغالين ومستغربش جرأتها قدام اي حد وأنها سألته قدامهم، ومسح وشه بأيديه وقال بإبتسامة مزيفه:- لأ يا أنجي، أنا مجرد ما خلصت معاكي الكلام في الموضوع ده، نسيته تماماً.
أنجي بهدوء:-excellent ممتاز.
بدأت في الفطار وقالت:- اوكي احنا هنطلع من هنا على مكتب التوريدات.
ساب الفطار وبلع ريقه بتوتر وحاول يكون ثابت وهو بيتكلم وقال:- الفرع التاني في اسكندرية، محتاج لمتابعة الصيانه، فلو تحبي اسافر اباشر هناك بنفسي.
رفعت حاجبها بإعجاب وقالت:- واو؛ إيه ده؟ أنت بقيت متحمس للفرع الجديد أكتر مني شخصياً.
خاف أنها تكشفه ومثل الجديه وقال:- أنتي مش قولتي لازم أركز في مجال البيزنس أكتر من كده؟ وأنك عايزاني اقف على رجلي وانافس شركات برهامي؟ لو مش حابه خلاص، مش مهم أسافر و اطلع على مكتب التوريدات معاكي، تحت أمرك ياروحي.
أعجبت بحماسه وضحكة بثقة:- أحب دايما الشخص المتحمس وخصوصاً لو كان الشخص ده أنت يا مروان!! عموماً اوكي ما فيش أي مشكله؛ خلص فطارك وسافر؛ بس ماترجعش النهارده؛ أنت شايف الجو برد واحتمال يكون في مطر.
قلبه فرح لكن كمل تمثيل:- ليه بس مش عايزاني أرجع؟! طيب مين هيكون معاكي في حفلة النهارده؟
ردت بعمليه:- الفرع الجديد أهم من أي حفله؛ أنا هنا هتصرف بس أنت تابع العمال الفترة إللي جايه وخلي عينك عليهم وبلغني بكل جديد.
حس بإنتصار كبير لما قالت الفترة إللي جايه معنى كده انه أنه هيفضل هناك ايام وسألها بمكر:- طيب يا روحي تحبي ارجعلك امتى؟ لو عايزاني من بكره الصبح هكون قدامك.
بصت في الساعه وقامت وهى بتتكلم:- خليك هناك لحد ما اقولك ترجع امتى.
قلبه بيرقص من السعاده وقال بابتسامة عريضة:- تحت أمرك يا حبيبتي.
مروان قبل ما يسافر راح على الشقه الخاصه بيه كان بيلبس كاچول وفتح الدولاب فتح الخزنه وطلع منها فلوس وفونه ورن وكان أمير وبيكونوا هما الاتنين صحاب ورد عليه بسرعه:- الو أنت فين يا أمير؟
سايق العربيه ورد عليه بتهكم:- هكون فين يعني يا عم المجنون؟ جاي في الطريق، وبعدين أنا عايزه أعرف ايه اللي يخليك تنزلني من البيت علشان اجيبلك الهبل ده؟ أنت مجنون يابني؟
مروان خارج من البيت ونازل بسرعه وقاله:- هفهمك كل حاجه بعدين؛ المهم انا هستناك على الطريق مكان ما قلتلك.
أمير نفخ وهز راسه بيأس:- ماشي يا مروان انا نص ساعه واكون هناك؛ ومش عايز اقف كتير انا عندي شركه والمفروض أكون فيها من نص ساعه،انا عايزه اوصل تكون انت هناك ماشي؟
مروان:- ماشي يا عم ما تقلقش انا ركبت أهو وعشر دقايق هكون هناك.
قفل معاه وداس بنزين وسايق وعلى وشه إبتسامة اشتياق ليها،وشغل ميوزك وبيدندن مع الاغنيه ومبسوط قوي انه هيشوفها، وبيتمنى أنه يكون معاها أكبر وقت ممكن، واتخيل ملامحها وأبتسم لما افتكر شكلها، عيونها البني الواسعه وشعرها الاسود وبشرتها البيضاء، جمالها عادي جدا لكن ليه بريق خاص خلى قلبه ينبض ليها، حب فيها عفويتها وأنها انسانه بسيطه وجمالها هادي، واحلامها كمان إنها تشتغل وتعيش مبسوطه، اخيرا وصل في المكان اللي اتفقوا عليه ووقف مستني صاحبه وبص في المرايه وشاف عربيه أمير بتقرب منه ووقف، نزلوا الاتنين وسلموا على بعض ومروان كلمه بإبتسامه:- حبيبي ما تاخرتش عليك أهو! جيت ولقيتني مستنيك!
أمير كان هيفرقع منه لانه مش فاهم حاجه وخصوصاً الطلب اللي طلبوا منه، طلب غريب من رجل أعمال زي مروان!! هما أصدقاء من وقت ما اتجوز انجي لكن أمير ليه طباع وأسلوب خاص وكمان يعتبر المنافس الوحيد لشركات الورداني، ايوه هو رجل أعمال لكن متواضع جداً وعملي ورد عليه بنفور وزهق:- وأنت كمان عايزني اجي استناك كل ده ان شاء الله؟ وبعدين تعالى هنا وفهمني ايه الجنان اللي أنت فيه ده؟ تتصل عليا علشان أنزل اشتري ليك شواية دره بالكهرباء؟!! أنت يابني واعي ولا جاتلك ضربة شمس؟ ولا يمكن هتعمل مشروع جديد وانا ماعرفش؟
ضحك مروان وقال:- حيلك حيلك عليا؛ ولا مشروع ولا حاجه، المهم قولي جبتها ولا لأ؟
أمير كشر عينيه وسأله بإهتمام:- مروان ممكن اعرف في إيه بالظبط!! أنت عمرك ما طلبت مني اني اشتري ليك أي حاجه! ويوم ما تطلب مني؟ تطلب حاجه زي دي؟ لا هي في مجالك ولا ليك علاقه بيها؟ ممكن أفهم!
مروان اخد نفس طويل، ونفخ بحيره وقلع النظاره وبص بعيد، ومش عارف يقوله إيه؟ يقوله إنها هديه للبنت اللي عجبته؟ ولا يقوله انه حب جديد على مراته؟ طيب هيقوله بناءً على إيه؟ وأنجي لو عرفت هتعمل ايه؟!!! إيه يا مروان هتقول لأمير ولا هتكذب كالعاده! بس أمير صاحبك ،وكمان يعرف أنجي من سنين طويلة ،بس أفرض……!! لا لأ أمير برهامي عمره ما يفكر يحكي لانجي حاجه زي كده، هو اصلا ما بيحبهاش،ومنافسها في البيزنس، اعمل إيه بس!!
أمير زادت حيرته من صمت صاحبه وشال النظاره وسألوا بفضول أكبر وقال:- لأ؛ أنا كده لازم افهم، واضح إن الموضوع كبير، ما تتكلم يا مروان!
مروان دعك جبينه بحيره وبص لأمير وحاول يهرب منه وقال بعمليه:- أمم، أبدا دي،،، دي مساعده جبتها لحد محتاج لها ،بس هو ده كل الموضوع، وطلبتها منك وهوديها ليه دلوقتي، فين مشكلتك أنت؟
أمير مط شفايفه وحرك راسه وهو بيتفحص مروان من فوق لتحت على لبسه الكاجول وشياكته وقال بإستنكار:- أممم؛ لأ قلبك كبير يا مروان وصدقتك أنا، فعلا انت بتحب دايما تساعد الناس المحتاجه، وخصوصاً تقدم لهم المساعده باللبس الشيك ده وتحط أحسن نوع برفان، وتكون في كامل اناقتك، لا بجد دخلت عليا يامروان باشا.
وقرب من وشه وكمل بحزم وغلظه:- أنا أمير وليد برهامي ،وأنت عارف اني ما بحبش اللف والدوران! يا تتكلم وتقول كل حاجه؟ يا تاخد حاجتك وتتفضل تمشي من قدامي، وماشوفش وشك تاني.
مروان غمض عينيه واتنهد بحيره واستسلام وقال:- انا عارف إنك من الصعب تصدق حاجه من اللي قولتها، لكن أنا واثق إنك هتصدقني لو قلتلك اني مش عارف جبتها ليه، بس كان لازم أعمل حاجه.
سكت لثواني وبص ليه وكمل بتمني:- اوعدني كل اللي هقوله ليك دلوقتي ما حدش يعرف بيه يا أمير.
التمس الصدق في كلامه وحس إن الموضوع مش سهل أبدا من نبرة صوته، ومسك دراعه وقال بصدق:- أنت عارف أبن برهامي كويس وعمر اي حاجه تحصل او تتكلم فيها حد يعرف بيها؛ قولي يا مروان! ليه طلبت مني أجيبلك الحاجه دي! مع إنك ممكن كنت جبتها بنفسك!
سند على عربية صاحبه بوهن وقال بإحباط:- لأن أي حاجه اشتريها أنجي بتكون عندها علم بيها؛ والحاجه اللي انا طلبتها منك دي مش مساعده! دي هديه!!
أمير بتعجب:-هديه؟!
مروان:- أيوه هديه؛ لبنت اسمها ليله!
رد بعدم استيعاب:- ليله مين؟! كمل يا مروان مين البنت دي؟
مروان بغصه:- دي اللي فتحت عينيا على حاجات مهمه جداً كانت مدفونه جوايا؛ دي اللي صحت فيا روحي بعد ما دبلت؛ دي اللي حسيت إن دقه القلب بالحب أحسن بكتير من دقة القلب لما يكون منبهر، ليله استحوذت على كل كياني يا أمير، ومن أول مرة شوفت ضحكتها وانا مش ملموم على كياني، عارف!! انا كنت عامل زي حبات العُقد المتفرفط وهي بتلملم الضايع مني؛ مش عارف امتى حبيتها وامتى بقيت مهتم بيها، والغريبه اني ما اتقابلتش مع ليله غير مرتين وبس!
كان بيسمعه ومستغرب من تغير مروان وكلامه المترتب وليه تأثير جواه، ما فيش اعظم من الحب، اخد نفس طويل وزفره بقوه، وسأل نفسه، طيب وأنجي؟ دي ممكن تدمر كل حاجه لو عرفت بحاجة زي دي، لكن انتبه على آخر حاجه مروان قالها وسألوا بذهول واضح:- إيــــه!!! كل الحب ده جواك ليها وما شفتهاش غير مرتين بس؟!!! أنت بتتكلم بجد يا مروان! أنت مقتنع باللي انت بتقوله ده؟ انا مش عايز جنان.
ابتسم بحزن:- انا مقتنع بدقة قلبي يا أمير، مقتنع بلهفة قلبي اللي عايز يخرج من صدري دلوقتي ويروح يشوفها قبل مني، أصل أنت ما شفتهاش هي بنت عاديه جداً، متواضعه جداً، بس ضحكتها بترفع روحي لسابع سما.
أتعجب اكتر من كلام صاحبه:- من امتى وأنت بقيت شاعر وبتقول كلام حلو كده؟! اللي يشوفك مع أنجي ما يشوفكش وأنت بتتكلم دلوقتي!
رد بضحكه:- من يوم ما قابلتها.
أمير سكت للحظات وبعدها قال بقلق:- أيوه بس أنت متجوز يا مروان! ومش متجوز من أي حد؛ دي أنجي الورداني؛ أنت مستوعب؟
مروان مسح وشه بتعب وقال:- وده الكابوس اللي خايف منه.
أمير مسك كتف مروان وسأله:- أنت وعدت البنت دي بحاجه يا مروان؟!
مروان بإبتسامة مكسوره:- هي ما تعرفش أصلا يا أمير؛ ما تعرفش اني حبيتها، دي ما تعرفش حتى اسمي إيه! ما تعرفش عني أي حاجه.
أمير بذهول أكبر من الاول وخبط كف بكف:- يابني أنت هتجنني معاك؟ ولما هي ما تعرفش كل ده! أنت حبيتها كل الحب ده بناءً على إيه؟ وكمان جايب ليها هدية! إيه علاقة هدية زي دي بالبنت دي؟ أنت حواراتك كترت ما تفهمني بقى!! مين ليله دي وبتشتغل إيه وقابلتها فين؟
مروان كان مفتقد لكل حاجه رغم أنه عنده كل حاجه، فتح باب عربية أمير وقعد على الكرسي لكن رجليه على الارض بره، وأمير واقف قدامه وساند على باب العربيه، وسمع مروان وهو بيحكيله كل حاجه من أول يوم شافها فيه وعن شغل ليله وعن عفويتها ورد فعلها، وكمان بتصعب عليه انها واقفه طول اليوم علشان بتبيع، وكمل وقال:- رفضت أنها تاخد مني أي فلوس زياده، واخر مرة سبتها ومشيت، ومتأكد أنها أول ما تشوفني هتقولي خد فلوسك، فكرت كتير اعمل علشانها إيه؟ بس ما فيش بينا اي رابط يخليها توافق على أي حاجه، لكن برده ما قدرتش ما اجيبلهاش أي حاجه وجاتلي فكرة الشواية الكهربائية دي، حتى لو فكرت تسألني بمناسبة إيه؟ هقولها مثلاً تعتبرها مساهمه مني ليها في مشروعها ده، لكن لو انا اشتريتها أنجي هتعرف فوراً، وما فيش غيرك يقدر ينقذني من فخ أنجي، بس هى دي كل حاجه.
كان ساكت تماماً بيفكر في كلام مروان وتفهم كل اللي مروان بيمر بيه لكن ما وافقوش على العلاقه دي، وقال بجديه:- مروان!! أنت كده بتتعب نفسك على الفاضي؛ أولا انت متجوز؛ ومراتك ست مش ساهلة بالمرة، ثانياً انت حبيتها وهي ما تعرفش بحبك ده، يعني حب من طرف واحد، ثالثاً والأخطر والأهم!!! أنجي مراتك يا مروان!!
بصله وسأله بضياع:- تفتكر أنجي لو عرفت ممكن تأذي ليله؟
شاف الحب الواضح في عينيه وخوفه عليها وسكت للحظات وبعدها قال:- أنجي مش بالغباء ده انها تأذي شخص، أولا هي هتخاف على برستيجها في الوسط الراقي بتاعها، لكن برده مش ضامن رد فعلها، أنت عارف إن انا وهي بنحارب بعض في البيزنس، ولو عرفت اننا اصدقاء مقربين مش عارف ممكن تعمل فيك إيه!، أنجي شخصيه نرجسيه ده غير انها مش مفهومه وكمان مش عارفين عمق شرها يوصل لفين!! يعني ممكن تأذيها نفسياً وهى استاذه في تدمير العلاقات،مروان خليك حذر في كل تصرفاتك وارجوك ما تعلقش البنت دي معاك طول ما أنت مش مستعد لاي خطوه بينك وبينها.
مروان أبتسم وقام:- بس لو احتاجتلك أنت مش هتتأخر صح يا صاحبي؟
أمير ربت على كتفه وقال:- عمري ما اتخلى عنك؛ بس يا ريت تخلي بالك وما تقعش في الغلط قدام مراتك؛ ويا ريت تفوق بسرعه.
مروان بتمثيل:- هاحاول؛ يلا بقى انا هاخد الهديه ويا دوب اسافر لليله.
أمير ضحك:- يابني انت مش بتقول هاحاول؟
مروان بضحكه:- ما انا بحاول اهو. ———–

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إحتلال محرم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى