رواية أحبك سيدي الظابط الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم فاطمة أحمد
رواية أحبك سيدي الظابط البارت التاسع والثلاثون
رواية أحبك سيدي الظابط الجزء التاسع والثلاثون
رواية أحبك سيدي الظابط الحلقة التاسعة والثلاثون
في صباح اليوم التالي.
استيقظت جاكلين على طرقات الباب نهضت و نزلت للاسفل فتحت الباب ووجدت طارق امامها.
تمتم بابتسامة بسيطة :
– صباح الفل.
بادلته بابتسامة باهتة و اجابت :
– صباح النور…اتفضل.
دخلت وهو خلفها جلسا على الاريكة…ضمها لحضنه هامسا :
– عامله ايه.
اجابت بنبرة رقيقة :
– الحمد لله كويسه….ايه اللي جابك.
طارق بمزاح :
– ايه ده هو حرام ازور مراتي ولا ايه.
ضحكت بخفة فتابع :
– عمتا انا جيت اطمن عليكي بما ان الفرح اتأجل عايزين نطلع نتفسح شويا.
جاكلين بنفي :
– لا مش عايزة اطلع ي….
قاطعها بحزم :
– ممنوع تعترضي يلا اجهزي وتعالي مش عايز نتاخر.
ادركت انها لن تستطيع اعتراضه فأومئت ونهضت صعدت لغرفتها و بعد دقائق عادت له كانت ترتدي بنطال اسود و تيشرت ابيض و ربطت شعرها ذيل حصان.
ابتسم و مد له يدها فأمسكت بها و خرجا معا ركبا السيارة و انطلقا….
بعد مدة توقف خرج و امسك بيدها قائلا :
– تعالي نتمشى ع البحر شويا.
تحركت معه وهي تسند راسها على ذراعه حتى همست :
– شكرا.
توقف و نظر لها بتعجب :
– شكرا؟! ليه.
طالعته بحب :
– لانك وقفت جنبي وكنت سندي و ظهري بعد وفاة ماما….انا بحبك.
ضم وجهها بين يديه و غمغم :
– و انا بعشقك يا احلى حاجة فحياتي.
تنهدت ووضعت رأسها على صدره فلف يداه حول خصرها و تابعا سيرهما….
_________________
فتحت عيناها ببطئ وهي تشعر بتخدر في جسدها وجدت نفسها في حضن ادهم….. ابتسمت بخجل وتذكرت ماحدث ليلة البارحة فتنهدت بحب…
شعرت بيد تملس على وجنتها فأغمضت عيناها بقوة ووضعت الغطاء على رأسها.
ضحك ادهم ونزع الغطاء رفع ذقنها و همس :
– صباحية مباركة يا عروس…هتفضلي مغمصة عينيكي كتير يلا بصيلي.
هزت رأسها نافية بسرعة فتعالت ضحكاته اكثر طبع قبلة رقيقة على شفتيها ففتحت عيناها.
ادهم بمكر : صباح الجمال.
اجابت بخفوت غير متجاهلة لنظراته :
– صباح النور…ممكن تسيبني اقوم.
شدظ على احظانها هاتفا بتلاعب :
– تؤتؤ…في حاجات لازم اقولهالك.
لارا : حاجات ايه؟
اتسعت ابتسامته فشهقت هي عندما ادركت مقصده تحركت لتنهض لكنه لم يدع لها الفرصة بل امسكها و اعادها اليه….
ليدخلها لعالمه الجميل عالم لا يوجد فيه غيرهما…
بعد مرور ساعتين.
تمتم وهو يتطلع لها بهدوء :
– عارفة ان ديه تاني مرة بنام فيها طول الليل من غير ما احلم بكوابيس.
لارا باستغراب :
– بجد!! طب واول مرة امتى.
اجابها وهو يحدجها بعيناه الخضراوتان :
– اول مرة كانت من شهر لما ايدك اتكسرت وقتها انتي صحيتي بالليل بتعيطي من الوجع و انا اخدتك فحضني و نمنا سوا…فاكره.
ابتسمت ثم همست برقة :
– ديه مكنتش اول مرة ع فكره انت كمان لما كنت سكران طلبت مني انام جنبك.
ادهم مدعيا الجهل :
– ايه ده بجد؟ و انا عملت ايه كمان لما كنت سكران.
عادت لذاكرتها تلك الليلة عندما تقرب منها و هي صدته في اخر لحظة فاحمر وجهها للغاية و لم تتكلم.
ادرك جيدا مدى خجلها فابتسم بمكر :
– انا هقولك اصل فاكر كل حاجة.
اتسعت عيناها بصدمة :
– ايه!! يعني كنت عامل نفسك شارب.
ادهم : لا فعلا كنت سكران بس حتى و انا مش فوعيي بفتكر كل اللي بعمله…يعني اي حاجة حصلت بالسرير ده انا فاكره هااااا.
خجلت لارا بقوة فسحبت الغطاء ووضعته على جسدها و التفت بوجهها للجهة الثانية.
قهقه عليها مردفا وهو ينهض :
– اه يا طماطم انت…..دلف للحمام استحم سريعا و هو يبتسم بهدوء خرج بعد دقائق وجدها قد ارتدت ملابسها فقال بصلابة :
– خشي خدي شاور و انزلي علشان تفطري انا رايح ع الشغل.
لارا بنبرة يشوبها الحزن :
– انت هتروح انا كنت فاكره انك هتفضل معايا طول اليوم.
اقترب منها و اجاب :
– مش فاضي علشان اقعد بالبيت…يلا مع السلامة.
قبل جبينها و خرج فتنهدت بامتعاض و دلفت للحمام…..
_________________
دخل العسكري لزنزانته قائلا برخامة :
– قوم يلا عندك زيارة.
ماجد بسخرية :
– اكيد ده بيكون الضابط بس هو متعود يجيلي بنفسه اشمعنا النهارده يعني…نهض و ذهب معه دلف لغرفة اخرى وجد ادهم واقفا ينتظره فابتسم بغل هاتفا :
– ادهم باشا بجلالة قدره و احترامه جاي يزورني لا انا مش مصدق.
ادهم بسخرية حادة :
– ما انت ابو مراتي ولازم اطمن عليك برضو هاااا.
جلس امامه و اردف :
– عايز ايه يا سيادة الضابط….ثم تابع بتشفي :
– ولا انت متضايق لان محاكمتي اتأجلت لغاية بعد شهرين مش كده.
اختفت ابتسامته و تحولت ملامحه الهادئة لملامح مخيفة من الانفعال و في ثانية كان يمسكه من ردائه و يرفعه لينهض واقفا.
تمتم من بين اسنانه في حدة و اعين مشتعلة :
– عارف لو مكنتش عايز اوسخ ايدي بدمك كنت هموتك لا هقطعك حتت بس هنعمل ايه اذا ***** زيك طلع ابو مراتي.
قهقه بقوة لتظهر اسنانه الصفراء قائلا باستفزاز :
– ايه ده انت حبيتها ولا ايه يا ادهم معقول…ولا انت اتجوزتها لانك معجب بجمالها.
زمجر به في غضب :
– اخرررس!!!!
ماجد بتهكم :
– متفكرش تنكر انا عارف كويس انت متجوزها ليه….مسكين يا حسن تعالا شوف ابنك بيعمل ايه فبنات الناس و…..
لم يكمل لان سرعان ما استقبل وجهه لكمة قوية من قبضة ادهم العنيفة وقع ارضا و فمه و انفه ينزفان فرفع ثانية صائحا به:
– انت اخر واحد لازم يتكلم على الصح و الغلط فااااهم…… ازاي عرفت تبعت ناس يتهجمو عليا و انت ف السجن يا ****
ضحك بقوة مردفا :
– كلامك بيبين انك لسه مبتعرفش ماجد ممكن يعمل ايه…انا اندل من اللي بتتوقعه بكتييير.
ابتسم بحقد هاتفا بهمس مخيف :
– حتى انت لسه معرفتش الضابط ادهم على حقيقته وحتى لو محاكمتك اتأجلت سنتين بالاخير هتتعدم….ولو محصلش كده انا اللي هقتلك ب ايديا.
دفعه بعنف و خرج فقال ماجد بشر :
– اتأكد اني هندمك وحتى لارا هتقف فصفي عاجلا ام آجلا بالنهاية انا ابوها….
_________________
في الصالة كانت حياة جالسة مع لارا تمزحان سويا.
نطقت بغمزة وهو تطالعها :
– بس اتأخرتو جدا بالفيقة النهارده يا حبيبتشي.
وكزتها بخفة ضاحكة :
– انتي مش هتتأدبي خالص يعني.
جلست زينب بجانبهما و قد استمعت لاخر جملة فقالت :
– مين ديه اللي هتتأدب حياة لا مستحيل.
حياة ببراءة مصطنعة :
– ليه بس ده انا ملاك ومفيش زيي.
ضحكوا عليها فنطقت زينب فجأة :
– ليه مبتتصليش بجاكلين تجي تقعد معانا.
لارا بنبرة رزينة :
– رنيت عليها من شويا و قالتلي طلعت مع طارق.
حياة باستياء :
– مسكينة لسه منسيتش موتدت مامتها.
مرت سحابة حزن على عينيها فاستئذنت ونهضت صعدت لغرفتها وجلست على سريرها….
ابتسمت فجأة بحب لتذكرها كلام ادهم عن انها ملكه ولن يتخلى عنها ابدا…
ياللعجب لقد اصبح اسمه يكتسح كل جزء بها صوته يثير الرعسة بداخلها و يجعل قلبها العاشق يتمرد !!!
حسنا هو لم يقل لها احبك مثلما كانت ترددها كل ثانية وهي في حضنه ليلة امس لكنها شعرت بحنانه في التعامل معها…
استسلمت له في لحظة ضعف كانت محتاجة للحب و الحنان و وجدته عنده…
لكن ياللعجب…لم تندم ابدا لانها سلمت جسدها له!!!!
“ياترى هو كمان بيحبني؟”
نطقت بها شفتاها في تلقائية جعلت قلبها ينبض بعنف قائلا :
– بالتأكيد هو يحبك!!
حينها قال عقلها معترضا :
– لا اظن هذا فهو لا يملك مكانا في قلبه المظلم للحب…
القلب : لكن ربما تغير…ربما قرر ربط شرايينه بي مثلما فعلت انا..
العقل بتفهم : لكن هل ستستطيع العيش معه…العيش مع انسان لا يعرف سوى القسوة و التهديد و قول الكلام الاذع…
الن تتخليا عن بعضكما في يوم من الايام؟؟
حينها انتفضت لارا هامسة :
– بس انا بحبه….و مستحيل اتخلى عنه و انا اللي هعالجه…
ابتسمت ونهضت بسرعة نظرت للساعة وجدت ان ادهم على وشك الوصول فأسرعت للخزانة تختار احد الفساتين…
_________________
في الداخلية.
تحدث بسخط وهو يزفر :
– ازاي يعني محاكمته اتأجلت ايه الهبل ده.
اجابه بنبرة حادة في نظرات متوعدة :
– ال***** ده محظوظ شويا بس على مين يا عماد محدش يقدر يحوسه من بين ايديا.
اعتدل عماد في جلسته واردف بترقب :
– ازاي يعني انت ناوي تعمل ايه.
ادهم بابتسامة : كل خير…المهم طارق فين.
عماد بضحكة :
– طلع مع مراته يا عم محدش قده.
ابتسم هو الاخر ثم نهض ودعه و خرج.
ركب سيارته و انطلق بها وهو يفكر في ليلة امس…..
هو ايضا اقترب منها في لحظة ضعف لم يستطع ان يبتعد عنها عندما كانت في حضنه…
نعم هو يريد تعويضها عما فات لكن لا يفهم مالسبب…
الأنه ادرك انها لا علاقة لها بجرائم والدها…
ام لانها الوحيدة التي يستطيع النوم في احضانه دون اللجوء للمهدئات لينام…
ام جمالها الفائق الذي علقه بها…
ام هناك شيئ اخر!!!
توقف بسيارته و ترجل منها دلف للقصر وجده هادئا ف ادرك ان الجميع نائم.
صعد لغرفته ومالبث ان دخل حتى تسمر مكانه وهو يطالع ملاكه…كانت ترتدي فستان اسود ذو حمالات رفيعة يصل لأعلى ركبتيها بقليل معطيا لها منظرا اخاذ فاللون الاسود ملائم جدا على بياض بشرتها و ذلك الشعر الذهبي الذي بذهب بعقله منسدل بحرية على كتفيها و ظهرها و ما زادها جمالا عيناها الزرقاء الداكنة و الامعة…انها حقا رمز لكل شيئ فاتن!!!
اقترب منه وهو يردد :
– الجمال ده ليا كله.
اخفضت بصرها بخجل فوقف امامها انحنى لشفتيها و ضمهما بشفتيه في قبلة عميقة…
وضعت يداها على عنقه فحاوط خصرها بقوة وهو يهمس من بين قبلاته :
– انا مش عارف انتي بتعملي فيا ايه…و انا معاكي ببقى مش عارف نفسي.
ابتلعت ريقها هامسة بأنفاس متسارعة :
– و انا بحبك.
كأنه كان ينتظر تلك الكلمة الجميلة منها….اشعلت رغبته بها اكثر فحملها بسرعة و وضعها على السرير مال عليها يمرر يده على وجهها وكل جزء منها برقة فأغمضت عيناها مستسلمة له تماما……
_________________
بعد مرور اسبوعان.
لم يحدث شيئ جديد سوى محاولات طارب لاخراج جاكلين من دوامة حزنها و بالفعل بدأت تعود لطبيعتها فكما يقال الحياة لا تتوقف عند شخص معين فقدت امها لكنها كسبت حبيبا و صديقا و اخا و زوجا فماذا تريد اكثر!!!
عماد و حياة علاقتهما لا تخلو من المشاكسة مرحها و طفوليتها علقته بها رغم انه كان صارما طوال حياته….لكن معها ينسى كل شيئ…يفكر بها فقط!!!
ادهم و لارا تقربا من بعضهما كثيرا و تحسنت علاقتهما ولقد لاحظت زينب هذا…
ماجد يخطط لاعمال قذرة حتى وهو في السجن لكن لم يندم بل زادت قذارته و ندالته اكثر!!
و تستمر الحياة بروتينها اليومي فهل سيبقون هكذا ام ان الحياة تحضر لهم شيئا لم يكن في الحسبان…
_________________
في صباح يوم جديد.
خرج ادهم من غرفته و كاد ينزل للاسفل لكن سمع صوت والدته تناديه فعقد حاجباه باستغراب و ذهب لغرفتها.
وقف امامها مغمغما بصلابة :
– خير يا امي في ايه.
زينب بابتسامة :
– كنت عايزة اتطمن من حاجة و انت اكيد عارفها.
نعم هو يدرك مقصدها جيدا فتمتم بنبرة مشجعة :
– اطمني ياست الكل انا ولارا مش هنطلق هتفضل معايا ع الطول.
كانت لارا مارة من جوار الغرفة و سمعت جملته الاخيرة فابتسمت و كادت تتحرك لكن توقفت فجأة عندما سمعت…
زينب : يعني انت بتحبها.
صمت قليلا ثم اردف بارتباك داخلي :
– حب ايه يا ماما وهو انا بتاع حب برضو.
زينب بخبث :
– هااا امال ايه انت عايزها ليه.
مرت ثواني ساد الصمت فيها بشكل مخيف حتى تحظث و ياليته لم يتكلم :
– انا بس عايز اجيب منها اولاد تشيل اسمي يعني هي وسيلة لتحقيق هدفي مش اكتر….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أحبك سيدي الظابط)