روايات

رواية ما وراء الماضي الفصل الثلاثون 30 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الفصل الثلاثون 30 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي البارت الثلاثون

رواية ما وراء الماضي الجزء الثلاثون

رواية ما وراء الماضي الحلقة الثلاثون

نظر سيف إلى حور نظره مطوله وتكلم بتوضيح:
-ملمستكيش علشان عايز كل حاجه رسمي أما بقى عملت فيكى كده ليه؟ ده لان اخد ليكى كام صوره وانتى بالمنظر ده علشان لو عقلك وزك وحبيتى تعملى ذكيه عليا تظهر قصاد الكل وحبيب القلب بقى يشوفك وانتى فى حضنى بالمنظر ده.
اتسعت عيناها بصدمه وحركت رأسها بعدم تصديق وتكلمت بدموع وقالت:
-انت ايه يا اخى شيطااااان حرام عليك، انا بكرهك يا سيف بكرهك.
ووضعت يدها على وجهها وظلت تبكى بقهره.
استقام بجسده وتكلم بأمر:
-قومى يلا البسي هدومك علشان الوقت اتأخر وزمانهم فى البيت قلقانين عليكى.
تحركت ببطئ شديد وانزلت قدميها إلى الأرض ومالت بجسدها وأخذت ملابسها من على الأرض وتحركت بضعف شديد إلى المرحاض دقائق معدودة خرجت والدموع تنهمر منها وقالت بصوت منكسر.
-انا خلصت ارجوك روحنى.
نظر لها بضيق واقترب منها وأزال عبراتها وتكلم بتحذير.
-حسك عينك الشيطان يوزك وتفكرى تلعبى معايا يا حور علشان ساعتها هتشوفى وش تانى خالص مني اتمنى انك متشفهوش أنااا كل ده حنين عليكى وبعاملك بهدوء تام اللى قولته ليكى هيتنفذ بكره بالحرف هطلب ايدك من ابوكى وانتى هتوافقى وهتظهرى كمان فرحتك قصاد كل الموجودين فااااهمه.
اومأت رأسها بدموع وقالت:
-ف ف فاهمه.
ربت على وجينتها وتكلم بابتسامه:
-شطوره يا حوري امشي يلا.
تحركوا إلى خارج الغرفه وهبطوا إلى الاسفل صعدوا السياره وعادوا إلى المنزل.
………………………………………………….
فى صباح اليوم التالى ظلت حور مستيقظه بغرفتها تبكى فهى من أن وصلت ليلا وصعدت غرفتها لم تخرج منها سمعت صوت طرقات على الباب إزالة عبراتها واذنت لطارق بالدخول، انفتح الباب ودلفة نغم ونظرت إلى حور بقلق وقالت بتساءل:
-حور انتى من ساعة ما جيتى امبارح بليل وانتى حابسه نفسك فى اوضك ليه ومال عيونك وارمه اوى من كتر من انتى معيطه طمنينى ارجوكى فيكى ايه مخبياه عليا.
نظرت الاتجاه الآخر حتى تهرب من نظرات نغم لها وتكلمت بصعوبه.
-مافيش يا نغم انا بس مخنوقه من اللى بيحصل من زين مكنتش متوقعه أنه يبعد عنى بسهوله كده.
أمسكت يدها وربتت عليها وقالت بنبره حنونه:
-متزعليش يا حور عدى مش ساكت والله وبيحاول يتكلم معاه بس هو لسه اخد على خاطره من اللى حصل.
تنهدت بوجع وتكلمت بدموع وقالت:
-هو حر بقى انا مش هقعد مستنيه حضرته لما يحن عليا.
شعرت بالقلق يجتاح قلبها نظرت لها بتوتر وقالت بتساؤل:
-قصدك ايه يا حور مش فاهمه؟
تكلمت بصوت مختنق من كثرة البكاء وقالت:
-مافيش يا نغم بس انا خلاص هشيل زين من قلبى وهفكر فى حياتى ومستقلبى بعيد عنه.
هدرت بها بغضب وقالت :
-انتى اتجننتى زين مين ده اللى هتشوفى مستقبلك بعيد عنه انتوا مال حبكم ضعيف أوى كده من اول مشكله واخترتوا الطريق السهل فين حبكم فين اصراركم على بعض فين التماسك اللى بيقوى اى علاقه المفروض تكونوا اقوى من كده وتتحدوا العالم كله بحبكم ازعلوا عادى من بعض بس شويه وارجعوا إنما تقوليلى هشوف مستقبلى بعيد عنه ده جنااان وحب ضعيف جدا.
إلى هنا ولم تستطيع حور التماسك انهارت جميع حصونها وتكلمت بصراخ والدموع بتتسابق على وجينتها:
-انتوا كلكم بتلوموا عليا أنا ليييه محدش حاسس بيا ضغط ضغط ضغط مش بترحموا ليييييه أنا خلاص مبقتش قادره كل اللى بعيشه دلوقتى بسبب بابا وعدم اهتمامه برأى محدش فيكم مقدر أن انا بنى ادمه وعندى مقدار معين من الطاقه وخلاااااص خلصت أنا مش فرحانه باللى وصلنا ليه بس لا هو قدر موقفى ولا بابا كمان انتى عارفه المشكله ايه أن زين وبابا نسخه واحده عندهم رأيهم هما الأهم عندها تسلط وتملك غريب المهم نفسهم وغيرهم يولع وانا بقى لعبه ما بين الاتنين كل واحد فيهم بيلعب بيا شويه ويرمينى لتانى.
ثم جلست على الأرض بدموع وتكلمت من بين شهقاتها وقالت بوجع:
-انا بحب زين يا نغم وبعده عنى يعنى موتى بس اللعبه اللى انا فيها دى مش انا اللى بحرك نفسى فيها انا فيه صوابع هى اللى بتحركنى أنا تعبت وعايزه ارتاح نفسى حد يفهمني لو لمره واحده بس.
كانت نغم تستمع كلمات حور بقلب مفطور والدموع تتسابق على وجينتها بقهر على حالها، جلست بجوارها واخذتها داخل أحضانها وتكلمت من بين شهقاتها.
-فيكى ايه يا قلب اختك وصلك للحاله دى اتكلمى يا حور ووعد منى هساعدك واخد بأيدك لطريق الصح.
تمسكت حور بنغم بقوة وظلت تبكى بحزن ووجع تقطعت أنفاسها من شدة البكاء وبعد وقت ابتعدت عن حضنها وتكلمت بصوت مختنق:
-نغم هطلب منك طلب ممكن.
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت:
-طبعا يا حبيبتى اومرى.
نظرت لها بدموع وقالت……
………………………………………………….
بالغرفه الخاصه بأيوب وقمر
تكلمت قمر بغضب لاول مره بحياتها مع ايوب وقالت:
-انت اااايه كفايه اللى بتعمله فى بنتى يا ايوب حرام عليك هضيعها منى البت طول الليل تعيط سامعه صوت شهقاتها من وراه بابها.
نظر لها بغضب وتكلم بتحذير:
-قمرررر اياكى صوتك يعلى عليا تانى فاهمه.
ردت عليه بغضب ونفاذ صبر.
-هو ده كل اللى يهمك صوتى ميعلاش عليك؟ طيب وبنتك مش همك حالتها اللى وصلت ليها دى مش هقعد اتفرج على بنتى وهى بضيع منى يا أيوب وانت كمان مجبر تساعدنى فده لانك السبب الرئيسى اللى وصل حالتها لكده تكبرك وعنادك هما السبب جيت قولتلك يا ايوب بلاش تخليها تشتغل مع الراجل ده عند وقولتلى ده شغلك ومليش أن أدخل فيه قولتلك بنتك مضايقه قولتلى بنتى مش هتمشينى على مزاجها وفى الاخر ايه اللى حصل بقت وردة دبلانه بسبب بعد زين عنها أنا مش هقبل بوجع بنتى يا ايوب فاااااهم.
ضغط على أسنانه بغضب ونظر لها نظره مطوله وتكلم بهدوء حذر:
-انا لولا عامل حساب الحب والعشره اللى ما بينا كان هيبقى ليا تصرف تانى معاكى يا قمر انا ماشى.
أنهى كلامه وتحرك سريعا إلى الخارج بغضب شديد.
نظرت إلى أثره بدموع وجلست على الأريكة بغضب شديد.
………………………………………………….
استيقظت اميره على صوت والدتها وهى تيقيظها بصوتها الهادئ الحنون وتقول لها:
-صباح الخير يا قلب ماما اصحى يلا عمتك دنيا تحت وعايزه تتكلم معاكى.
اعتدلت على فراشها ونظرت لها بحزن وقالت:
-حاضر يا ماما هجهز وهنزلها على طول.
قبلت رأسها بحب وقالت:
-ماشى يا حبيبتى متتأخريش.
خرجت اسيل من الغرفه ونظرت اميره إلى أثر والدتها وتذكرت ما حدث بليلة أمس هبطت دمعه من عينيها إزالتها سريعا ونهضت من على فراشها واتجهت إلى المرحاض دقائق معدودة وكانت تجهزت وهبطت إلى الاسفل ابتسمت بسعاده عندما وجدت عمتها دنيا ومعها فريد اقتربت منهم وقالت:
-ص ص صباح الخير.
نهضت دنيا واحتضنتها بحب وقالت:
-صباح النور يا قلب عمتك هو فيه حد يصحى من نومه يبقى قمر كده يا بختك ياللى فى بالى هتفتح عيونك على القمر ده كل يوم.
احمرت وجينتها بخجل وتكلمت بصعوبه:
-ش ش شكرا يا عمتو.
أمسكت يدها واجلستها بينها هى وفريد وتكلمت بحب:
-انا فرحت اوى لما فريد قالى انه بيحبك وعايز يتجوزك مكنتش هلاقى لابنى عروسه زى القمر زيك كده، ربنا يسعدكم ويهنيكم يارب، أنا كلمت مامتك وان شاءالله هنعمل الخطوبه قبل ما نسافر والاجازه الجايه الفرح.
اومأت رأسها بالموافقه وظلت تنظر إلى الأرض بخجل وقالت:
-ممكن اطلب منك طلب يا عمتو
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت:
-طبعا يا قلب عمتك قولى اللى انتى عايزاه.
نظرت إلى والدتها بحزن وقالت بصوت مختنق:
-ممكن اجى اعيش معاكم هناك؟
اتسعت عين اسيل بصدمه وتكلمت سريعا وقالت:
-انتى عايزه تمشى وتسبينى يا اميره انتى لسه مصدقه اللى قاله ابوكى امبارح؟
حركت رأسها بدموع وقالت:
-مش انتى السبب يا ماما انا عايزه اروح اى مكان تانى بعيد عن المكان اللى جوزك عايش فيه مش عايزه اشوفه ولا اسمع صوته أنا بكرهه وكل ما بشوفه قلبى بيوجعنى اوى.
تكلمت بدموع وقالت بترجى:
-علشان خاطرى يا اميره متعمليش فيا كده مش هقدر استحمل بعدك عنى.
تكلمت دنيا وقالت بتوضيح:
-اهدي يا اسيل بنتك كده كده هتسافر معانا بعدين بقى ولا دلوقتى مش هتفرق ومدام دى رغبتها يبقى نعمل خطوبه وكتب كتاب وتسافر معانا المرادي.
حركت اسيل رأسها بالرفض وقالت:
-انا كنت مفكره أنها هتعيش هنا جنبى وابنك هيفضل معاها متوقعتش أن هى هتسافر وتبعد عن حضنى.
نظرت إلى فريد وجدته صامت فهمت أنه يريد أن يتحدث مع اميره نهضت دنيا وامسكت يد اسيل وقالت:
-تعالى معايا انا هفهمك الوضع.
وتحركوا إلى الخارج وتركوهم بمفردهم.
اقترب فريد منها وأمسك يدها وقال بنبره مختنقه.
-ممكن بعد كده مشوفش دموعك دى تانى علشان أنا كان هاين عليا أمد ايدى وامسحهم من على خدك قصادهم.
نظرت له بخجل واومات رأسها بالطاعة.
كوب وجهها بيديه ونظر بعينيها وقال بوعد:
-وحياة اغلى حاجه عندى اللى هى انتى هعوضك عن كل دمعه نزلت من عيونك بسبب اى حد تانى هخليكى اسعد واحده على الأرض، انا بعشقك يا اميره وفرحت اوى لما ماما قالت أننا هنتجوز الاجازه دى وهتيجى معانا انا مش مصدق نفسى كلها ايام وتبقى معايا يااااه فرحان اوى يا اميرة قلبى من جوه.
ابتسمت له بخجل وتكلمت بتلعثم وقالت:
-ا ا انا هروح اشوف ماما وعمتو فين.
امسك يدها وقال بابتسامه جميله:
-استنى هنا إذا كان ماما اخدت امك وطلعوا الجنينه علشان يسبونا نتكلم شويه مع بعض هنا.
نظرت إلى يده الممسكه بيدها بخجل وتعالت دقات قلبها بسعادة وظلت صامته.
ابتسم فريد على خجلها وظل يتابعها بأستمتاع ودقات قلبه تتزايد حتى كادت أن تخترق ضلوعه من شدة حبه لها.
………………………………………………….
عاد عدي من عمله وتمدت على فراشه وأمسك هاتفه واجري اتصالا بمحبوبته وانتظر الرد ثواني معدودة وسمع صوتها الباكى يخترق أذنه تكلم بقلق وقال بتساءل:
-نغم انتى بتعيطى ليه حصل حاجه عندك ولا ايه؟!
تكلمت من بين شهقاتها وقالت بصوت مختنق:
-حور يا عدي مدمره خالص بسبب بعد زين عنها كلامها كمان قلقنى اوى انا حاسه ان هى فى خطر بس مش عارفه ايه هو، بس كل اللى فهمته من كلامها أن فيه خطوه مهمه هتخدها النهارده ومرضتش تقولى ايه هى بس شكلها كده مش طبيعى.
اغلق عينه بتوتر وتكلم بتحذير:
-قولى لحور بلاش هى مش فاهمه خطورة الخطوه دى ايه.
تكلمت سريعا وقالت بتساءل :
-هو انت عارف هى ناويه تعمل ايه النهارده.
أجابها بصوت مختنق وقال:
-هو استنتاج مش اكتر بس لو صح يبقى اختك هترمى نفسها فى النار.
زفرت بضيق وتكلمت بنفاذ صبر وقالت:
-ما تقول على طول يا عدى هى ناويه على أيه متزودش الضغط عليا اكتر ما هو.
رد عليها بضيق وقال:
-مش هقدر اقولك حاجه دلوقتى غير لما اتأكد من حاجه بس حاولى تخلى اختك تتراجع عن اللى فى دماغها.
ظلت صامته لوقت وتكلمت بصوت مختنق:
-ماشى يا عدي بس ارجوك خليك جنبها اوعى اختى تتأذى علشان خاطرى مش هستحمل أذية اى حد فيكم.
حاول أن يتكلم بهدوء عكس العاصفه التي تجتاح قلبه وقال:
-وحياتك عندى هعمل ما فى وسعى علشان احميها واجمعها مع اخويه زين، يلا انا هقفل دلوقتى وبليل هرن عليكى علشان نروح الحفله سوي.
ابتسمت بحزن وقالت:
-حاضر يا حبيبى مع السلامه.
اغلق عدى الخط بقلق شديد ونظر أمامه وقال:
-المعلومات مش مبشره خالص على اللى اسمه سيف ده وحاسس لما تكتمل الصوره هيكون فيه مفاجئات كتير اوى.
أنهى كلامه ونهض من على فراشه واتجه إلى المرحاض بدل ملابسه وخرج تمدت على فراشه وظل يفكر فى حل هذا اللغز حتى استسلم إلى نوم عميق.
………………………………………………….
وصلت رهف إلى الشركه وجلست على مقعدها بأستغراب فاليوم لم يأتى انس كالمعتاد لتوصيلها ولم يهاتفها منذ الأمس شعرت بالقلق اتجاهه أمسكت هاتفها وأجرت اتصالا وانتظرت الرد ثوانى معدودة وسمعت صوته المختنق قائلا:
-صباح الخير يا رهف.
أجابته سريعا وقالت بقلق:
-صباح النور يا انس، مالك انت كويس؟
خرجت تنهيده حاره اخترقت أذنيها عبر الهاتف وتكلم بصوت مختنق:
-طول ما هو موجود فى الدنيا مش هبقى كويس هو سبب وجعى وحزني هو سبب قهرتى هو الوحيد اللى بيحسسنى بعجزى عاجز عن مواجهته عاجز من اخد قرار حاسم معاه عاجز لأن هو ابويا ومقدرش اعمل كل ده.
شعرت بوجعه وتكلمت بتساؤل:
-هو حصل حاجه تانى؟!
أجابها بوجع وقال:
-وهو هيحصل ايه تانى بعد عمايله دى كلها يا رهف أنا زهقت ونفسي ارتاح بضحك وبهزر وبأزر كل اللى بحبهم بس انا فعلا محتاج حد ياخد بأيدى يخرجنى من الدايره اللى انا فيها دى عايز حياتى تبقى هاديه بعيد عن مشاكله اللى ماليه حياتنا.
تكلمت بنبره هادئه وقالت:
-انا جنبك معاك ومش هسيبك هاخد بأيدك لبر الامان بس انت ادعيله بالهدايه وربنا ينور بصيرته ويبعد عنه شيطانه عمو عامر معدنه طيب بس شيطانه غاويه ومغمى عيونه مصوره أن لذة الحياه دى هى الجنه ونعيمها عامى عيونه عن الاخره وعقاب ربنا حاول تتقرب منه صاحبه ورافقه طول الوقت بلاش تديله الفرصه اللى يكون فيها وحيد وهتلاقى نتيجه حلوه اوى.
تنهد بضيق وتكلم بصوت مختنق:
-هحاول واللى ربنا رايده هو اللى هيكون، معلش يا حبيبتى مقدرتش اجى اوصلك النهاردة زى ما متعود بس هاجى اخدك ساعة الحفله نروح سوي.
ردت عليه بتفهم وقالت:
-ولا يهمك يا انس المهم انك بخير هستناك بليل باي.
أغلقت الخط معه وتكلمت بتمنى:
-ربنا يهديك يا عمو عامر علشان خاطر ولادك اللى ملهومش ذنب دول.
أنهت كلامها وبدأت تتابع عملها.
………………………………………………….
كان مهاب جالسا على مقعده خلف المكتب الخاص به بغرفته يقرأ كتاباً علمياً ذات صله بتخصصه وفى ذالك الوقت أعلن هاتفه عن وجود اتصال نظر به وجده خاله معاذ نزع نظارته الخاصه بالقراءه واجاب عليها قائلا:
-السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ازيك يا خالو.
تكلم معاذ بصوت مختنق وقال:
-وعليكم السلام، بخير يا ابنى، لو فاضى عايز اقابلك ضرورى.
اجاب عليه بكل هدوء قائلا:
-حاضر يا خالو نص ساعه بالكتير واكون عند حضرتك فى البيت.
رد عليه سريعا وقال:
-لا مش فى البيت عايز اتكلم معاك كلمتين ومحدش يسمعنا تعالى على كافيه(…) هستناك متتأخرش عليا، سلام.
اغلق الخط بأستغراب ونهض من على مقعده بدل ملابسه وهبط إلى الاسفل لم يجد والدته ولا أخيه تحرك إلى الخارج صعد سيارته وتحرك بها دقائق معدودة كان يقف أمام الكافيه تركل منها ودلف إلى الداخل بحث بعينه عن معاذ حتى وجده ذهب إليه وجلس على المقعد بأبتسامه وقال :
-انا اسف لو اتأخرت عن حضرتك.
حرك رأسه بالرفض وقال:
-متأخرتش ولا حاجه يا ابنى، معلش لو عطلتك على حاجه يا حبيبى.
نظر له بأستغراب وقال:
-مافيش عطله ولا حاجه يا خالو، بس خير ريفال فيها حاجه.
تنهد بضيق وقال:
-ريفال اتحسنت الحمدالله بتخرج من اوضتها اوقات تساعد مامتها فى البيت تقعد تاكل معانا بس طبعا لسه رافضه فكرت الخروج من البيت.
أومأ رأسه بتفهم وقال:
-ده طبيعى جدا واحده واحده هتتعود هتخرج تقعد معاكم شويه هترجع تانى تقفل على نفسها اوضتها هتفضل كده لحد ما تكمل قرص العلاج بتاعها كله وبعد كده كل حاجه هتبقى طبيعيه.
نظر له بتوتر وقال:
-مهاب، ريفال شكلها اتعلقت بيك، على طول بتسأل عليك وكأنها بدور عليك في كل واحد فينا أنا خايف نعالجها من حاجه ونوجعها فى حاجه تانيه دى بنتى الوحيده وحقى أن اخاف عليها يا ابنى.
ابتسم له ابتسامه هادئه وقال بتوضيح:
-متقلقش يا خالو ده طبيعى فى الشغلانه بتاعتنا لأن المريض بيبقى مريض نفسي وبحكم الوقت اللى بنقضيه مع بعض والخصوصيات اللى بيتكلموا فيها معانا بكل صراحه بيحسوا بمشاعر لينا بتتولد جواهم وبيفكروا أن احنا الشخص الوحيد اللى بنفهم عليهم بس أثناء قرص العلاج اللى ممكن يتخطى سنين بنزرع جواهم أننا احنا مجرد أشخاص عابرين فى حياتهم والشخص الصح ربنا هيبعته ليهم فى الوقت المناسب ومع اكتمال العلاج هيتقبلوا الفكره وبنبقى مجرد اصدقاء ريفال مش اول حاله يحصل معاها كده تقريبا معظم اللى اشتغلت معاهم حصلهم كده ودلوقتى مافيش حاجه متقلقش يا خالو.
تنهد بحزن وقال بتساءل:
-وهو قدامها كتير على ما تتعالج من اللى هى فيه ده، يعنى ممكن نقعد سنين زى ما قولت؟
حرك رأسه بعدم معرفه وقال:
-لسه مش واضح يا خالو احنا لسه فى تانى جلسه وقصادنا وقت على ما اسافر وقبلها هأهلها على كده وهشوف دكتور كويس يكمل معاها بعدى علشان مجهودى ميروحش على الفاضى وانا هتابع معاه من هناك اول بأول.
ابتسم له بأمتنان وقال:
-شكرا يا ابنى على اللى بتعمله معانا جميلك ده مش هنساه ابدا.
تكلم بلوم وقال :
-كده برضه يا خالو هو فيه شكر ما بين الأب وابنه.
ربت على يده وقال بحب:
-ربنا يبارك فيك يا حبيبى ويسعدك، معلش بقى مضطر امشى علشان اتأخرت على الشغل النهارده.
أومأ رأسه بتفهم وقال:
-ربنا يقويك يارب، بكره أن شاءالله الجالسه التالته لريفال.
رد عليه بترحاب وقال:
-بيتك ومطرحك يا حبيبى.
أنهى كلامه وتحرك إلى الخارج صعد سيارته واتجه إلى العمل.
نهض مهاب من على مقعده وخرج صعد سيارته وعاد إلى المنزل مره اخرى.
………………………………………………….
بالمساء…
ظل ايوب متجنب قمر منذ أن عاد من الشركه وهى أيضا تفعل بالمثل ولاول مره منذ أن تزوجوا يحصل شئ كهذا
ظلت حور حبيسة غرفتها حتى المساء والدموع لم تتوقف من عينيها، وكذالك الأمر عند نغم
تجمعت العائله لذهاب إلى حفل توقيع عقود الاشتراك بين شركة ايوب وشركة السيوفى.
نظرت حور إلى والدها بحزن شديد وخرجت صعدت السياره مع عدى ونغم وتحركوا جميعا إلى مقر الحفله المقامه فى افخم القاعات بحضور اكبر رجال الأعمال فى الوطن العربى بعد الترحاب و الكلمه الافتتاحيه الخاصه بأيوب وسيف اقترب من حور الواقفه بجوار ايوب وتكلم بهدوء قائلا:
-انسه حور ممكن تشاركينى الرقصه دى؟
نظرت إلى والدها بحزن وقبل أن تتكلم رد عليه ايوب بنبره جادة قائلاً:
-مش هينفع ترقص مع راجل غريب.
نظر بتحذير لحور وتكلم بهدوء حذر:
-طيب مش تسأل الانسه حور الاول يمكن ليها رأى تانى.
ضغط على أسنانه بغضب وتكلم بتحذير:
-مش ايوب اللى ياخد رأى حريم بيته فى حاجه زى كده انا قولت لا يعنى لا
كانت حور تشعر بسعاده عارمه لاول مره والدها يأخذ صفها لاول مره تشعر بالاطمئنان اقتربت أكثر لوالدها وتخفت خلف ظهره كأنها تطلب منه الحمايه بطريقه غير مباشره
ابتسم سيف بتوعد وقال:
-طيب بالمناسبه السعيده دى أنا جاى اطلب ايد الانسه حور.
حركت حور رأسها من خلف ظهر والدها رافضه ما قاله والدموع تنهمر من عينيها متخوفه من رد والدها.
نظر ايوب له نظره ذات مغزى وابتسم له بثقه وقال:
-بس أنا معنديش بنات للجواز الاتنين عندى مخطوبين.
تعالت ضحكاته الغاضبه وتكلم بنبره مخيفه:
-طيب مش تسألها الاول أنا متأكد أن رأيها غير رأيك تماما.
نظر خلفه إلى حور ورأى الدموع تنهمر من عينيها حرك ذراعه لها احاطها به حتى يطمئنها وقال:
-وانا واثق من بنتى ومتأكد من رأيها.
صك على اسنانه ونيران الغضب اشتعلت داخله وقال بتحذير واضح:
-ما هو انت برضاك أو غصب عنك هتوافق.
تعالت ضحكات ايوب ونظر خلف سيف وقال بتهكم:
-ما انا مش مستعد اجوز بنتى لتاجر سلاح زيك.
اتسعت أعين الجميع ونظر سيف خلفه وجد الشرطه تقترب منه تكلم ايوب بتوضيح وقال:
-ما هو مش عيل ابن امبارح هيعمل عليا ناصح مفكر مش فاهم حاجه ولا عارف ايه سبب الشراكه دى ده أنا ايوب يا لا.
الابتسامه ارتسمت على شفاه حور لم تستطيع تصديق ما تسمعه بأذنيها نظرت إلى والدها بدموع وقالت:
-ب ب بجد يا بابا ي ي يعنى انت كنت مصدق كلامى.
ابتسم لها ابتسامه حنونه وافتخار وقال:
-انا فخور بيكى يا حور علشان قدرتى تفهمى كل حاجه وقدرتى تحللى الأمور صح، بس كان لازم اعمل معاكى كده وانكر علشان مافيش حاجه تنكشف من اتفاقنا أنا والشرطه.
نظر لهم سيف بغضب وقال بتهديد:
-انت مفكر نفسك ناصح وخلصت مني، أنا سيف السيوفي ومش بسهوله كده هتخلص مني.
تكلم عدى بتهكم وقال:
-يا سبحان الله نفس الكلمه دى اتقالتى بس فين يا عدي فين يا عدي اااه افتكرت، سمعتها من ابوك محروس.
اتسعت أعين الجميع بصدمه حتى ايوب اقتربت نغم منهما بدموع وقالت بتساءل:
-م م محروس مين ها ا ا اوعى تقولى اللى فهمته صح، رد عليا يا عدى سيف ابن محروس مييين.
أجابها عدى بتوضيح وقال:
-من غير ما أوضح يا نغم ملامحه موضحه كل حاجه.
اقتربت من سيف ونظرت له بكره وغضب ووجع وامسكت به بصراخ وقالت:
-كفاااايه بقى انتوا عايزين مننا ااايه ابوك قتل بابا وخطفنى وانا صغيره عذبنى بأقصى ما عنده كنت كل يوم بشوف بعيونى قذرات صعب تتشاف لدرجة كان عايز يخلينى اعمل حاجات وحشه ودلوقتى ظاهر انت فى حياتنا علشان تدمرها تانى ااااايه كفايه بقى كفايه.
تكلم ايوب بأستغراب وقال بعدم فهم:
-ازاى ده انت عرفت ازاى يا عدي؟
اجابه عدى وهو يمسك يد نغم ليبعدها عن سيف قائلا بتوضيح:
-مافيش يا عم أيوب امبارح لما شوفت شكله شكيت أنه ليه علاقه بمحروس وأثناء ما كنت ببحث عن ملفاته من واحد صاحبى عرفت منه على الخطه المتفقه بينك وبين الشرطه على انك توقعه وعرفت أن خلال الحفله هيتم استلام شحنه اسلحه فى الفندق والحفله دى طعم ليهم ومن خلال البحث عرفت ان سيف ابن محروس من علاقه مشبوهه وشريف السيوفى ده كان من زباين المكان اللى بيتردد عليه واوهمته أنها حامل منه واتجوزها ومات وهو مفكر أن سيف ابنه ووجوده فى شركتك ده لسببين اول سبب علشان ينتقم لابوه وتانى سبب هو استخدم اسم شركتك للأعمال المشبوه.
فى ذالك الوقت سقطت قمر على الأرض فاقدة للوعي
ركض ايوب إليها ومال بجسده حملها بين ذراعيه وخرج يركض بها إلى السياره توجه إلى المشفى.
الشرطه اخذت سيف وهو يتوعد لهم جميعا بأشد الانتقام.
كانت حور تبحث عن زين بالحفله لكنها لم تجده والواضح أنه لم يأتى من اساسه
نغم كانت الدموع تتسابق على وجينتها وهى تتذكر الماضى الأليم مع محروس وطفولتها المشتته.
انتهت الحفله وانتهى معها مسار لم يبدأ بعد ولكن ستبقى حلقة وصل مفقوده بينهم طالما ظل راس الافعى هاربآ.
………………………………………………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى