رواية ساعة الانتقام الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الثاني والعشرون
رواية ساعة الانتقام الجزء الثاني والعشرون
رواية ساعة الانتقام الحلقة الثانية والعشرون
جاء الصباح على الجميع منهم السعيد والآخرحزين وأكثرهم يفكر في الإنتقام.
استيقظت تُقي باكرًا عن موعد عملها لتذهب إلى المرحاض، تأخذ حماماً مُنعشاً وبعدما خرجت ذهبت إلى دولابها كي ترتدي زي الرياضه الخاص بها ثم اتجهت إلى غرفه الرياضه للقيام بالتمارين الصباحيه وبينما هي تمر من أمام غرفه أخيها للذهاب إلى غرفه الرياضه، سمعت صوته بالداخل يتحدث مع فتاه ما :
– هي آه مماتش المره دي بس لازم تخلّصي عليها قبل ما تنزل مصر انتي فاهمه؟
توسعت عيناها من الصدمه وعندما شعرت بخروجه من الغرفه ركضت إلى غرفه الرياضه تضع سماعات الأذن تجري على المشايه الكهربائيه وامامها زجاج عازل مُطل على الحديقه الخلفيه مما يشعرك براحه نفسيه رهيبه.
وبعد مرور ساعه خرجت إلى غرفتها وهي تتذكر جملته وتعيد تصرفاته هذه الأيام في عقلها فكانت تشعر بغرابه وأنه يخطط لشئ شنيع منذ فتره والآن تأكدت، لا تعلم ماذا تفعل، تذهب كي تواجهه؟ أم تتابع ما يفعله في صمت وإلا إذا واجهته فهي تعلم أخيها جيدًا سيُنكر كل شئ وفوق ذلك سيمنعها من الذهاب لعملها، وُضعت أمام خيارين ليس لهما تالت!.
وبينما عندما شرعت في ارتداء ثيابها وجدته يطرق بابها لتسمح له بالدلوف وهي في قمه توترها تنظر له لأول مره بخوف بدي علي ملامحها :
– انتي نازله دلوقتي ولا إيه؟!.
امآت له دون كلام وتتخيله أمامها ليس إلا قاتل ليس إنسان!.. فهو مثل اختها عاليا بداخلهم حقد وغل أفعالهم شيطانيه مثلهم… لا تدري كم مرّ من الوقت على صمتها ونظراتها المُتهمه والمُشمئزه.
اقترب منها بعدم فهم وتعجب من صمتها ونظراتها المُصوبه تجاهه وليس كأي نظرات يحاوط يديها بخوف وهو يقول :
– مالك ي حبيبتي حصل إيه!
-ابداً مفيش، اتأخرت على الشغل النهارده.. ممكن تسيبني أكمل لبس.
– تُقي انا زعّلتك في حاجه؟!..
– ليه بتقول كده!.
قالتها بسخريه مُتفاديه النظر إلى وجهه ليقف هو أمامها يهز يديها بإصرار :
– تُقي انا واثق إن فيه حاجه… احكيلي فيكي إيه ي حبيبتي… فيه حاجه حصلتلك…. طيب فيه حد زعلك..!
كان يتحدث بلهجه جنونيه، فهذا مرضه بعدما انتحرت عاليا… يشعر بالقلق دائماً عليها يود أن تظل طيله اليوم أمامه بالمنزل حتى أنه وضع كاميرات في منزله ويتابعها في عمله بإستمرار وهذا ما يجعلها تشعر بالاختناق من تصرفاته وتحكماته.
نظرت له وهي تحاول أن تتحكم في ملامحها الثائره وهي تقول :
– زياد اهدي مفيش حاجه… انا بس متوتره من إنك ترجع ترفض تاني سفري مش أكتر.
تنهد بإرتياح قليلاً يُقبل رأسها بإبتسامه عريضه لم تتقبلها تُقي وهو يقول :
– متقلقيش ي حبيبتي هتروحي… انتى الحاجه اللي تبسطك هعملها ولو كلفني ده حياتي.
ابتسمت له بعدم اهتمام هذه المره ثم بعد ذلك خرج واكملت هي ثيابها، واتجهت إلى سيارتها تقودها وبداخلها تود أن تمنعه من فعل هذه الجريمه، تمنت هذه اللحظه لو تعلم من هذه الفتاه التي يريد قتلها كي تذهب إليها وتحذرها…!
************************
مرّت ساعتين والاثنان مستغرقان في النوم، ليس نومًا طبيعيًا كباقي الناس، بل نوم يتخلله الكوابيس والأحلام المزعجه، فهذا شادي يصارع كابوسًا ما وهو يتقلب يمينًا ويسارًا والعرق غطي جبينه، فإذا نظرت إليه سارت الهوينا في جسدك من تقطيبه حاجبيه التي تُوحي بأن الكابوس بشعًا للغايه.
وجانبه تتسطح يارا وانفاسها تتلاحق بعُنف وهي تحرك رأسها بوجل بدا عليها وتُردد بخفوت :
– مش عاوزه اموت… عاوزه اخرج من هناا.. لأ.. لأ.
ثم فتحت عيناها فجأه، لتصرخ صرخه بدت مكتومه مضطربه انتفض على اثرها شادي الذي شحب وجهه هلعًا وخوفًا عليها :
– اهدي اهدي انا معاكي متخافيش.
– إحنا ليه جينا هنا!… ليييه ي رب.
قالتها وهي تنهض من مكانها بصياح تنظرحولها بخوف أكبر، نهض جوارها يحاول تهدأتها وهو يقول :
– اهدي ي يارا ده مش حل اللي بتعمليه.
– أومال إيه الحل هااا…! قووول…. انا زنبي إيه في كل اللي بيحصل ددده… زنبي ايه في الحاجات اللي ظهرت عليا من ساعه ما جيت المكان اللي انت قاعد فيييه…. كنت عايشه في اميريكا ومكنش بيحصل كللل ددده… ليه من ساااعه ما قبلتك وكل حياتي بقت مشاااكل… ممكن تفهمننني.
كانت تقول كلامها بصراخ وإنهيار من الحال التي هي عليه ولا تعلم أين المفرّ.
بينما هو كان يتابعها بصدمه وكأنه هو المُذنب والسبب فيما يحدث معها ليرد عليها بصوت ارتفع قليلاً اثر غضبه من كلامها السخيف :
– متحسسنيش إني السبب في اللي ظهر عليكي ده
ده قدرك ونصيبك إنك ترجعي من برا علشان تقابليني ونمرّ بالقرف اللي بنمرّ بيه ده… هو ليه حضرتك حاسه بمشاكل لوحدك…. مانا في مأذق معاكي اهو ومش عارف هنتصرف إزاي.
– انا مليش دخل في الموضوع ده انا عاوزه اخرج من هنااا وأنت لازم تتصرف مش انت عندك قوه أنت كماان!…من يوم ما شفتك في الشركه وعنيك بتتلون وانا في خطر وبدأ يظهر عليا الحاجات دي… شادي أنت ساحر صح؟! قوولي الحقيقه طيب ليه حولتني زيك.. مكنش هاين عليك تسيبني عايشه حياتي الطبيعيه زي الناس!!.. انتتت مش بترد د علياااا لييييه….!
– بس كفاااايه مش قااادر اسمع صوتك.
قالها شادي بغضب ووجهه يتصبب عرقًا ويديه ترتعش حتى لم يشعر بعينيه التي تبدل لونها ملامحه تغيرت كثيرًا ينظر بغضب إلى تلك يارا التي تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بصعوبه خوفًا من هيئته البشِعه التي تحول إليها حتى أنه ظل يقترب منها دون وعي يقول بلهجه زلزلت كيانها :
– انتي تسكتييي مش عاوز اسمع كلامككك دماااغي فيها ألف صووت.
ركضت هي من أمامه ببكاء في تلك الجزيره التي لا تعلم بدايه لها من نهايه فكانت كالتائهه تركض أمامها حتى أنها فجأه وجدته أمامها وكأنه طار في الهواء!
صرخت بشده وهي تمسك رأسها وقلبها كاد على وشك أن يتوقف بالمعنى الحرفيُ
– اا.. انت شادي؟!…. اننت شادي صح!!. إيه.. إيه حصلك… متخوفنيش ي شادي… انا يارا ارجوك رجع شكلك الطبيعي…. ارجوووك.
قالتها وهي تتوسل إليه حتى أن قلبه بدأ يدق بعنف وهو ينظر إلى وجهها جيدًا فكأنه للحظات قد نسي من تكون هي حتى أنها سنحت لها الفرصه بالهروب من أمامه وبينما هي تركض لتصطدم بذاك الساحر دراكو.
– ارجوووك ساعدني… شادي عاوز يموتني وشكله اتغير مش عارفه جراله اييه… ارجوووك
نظر دراكو أمامه ليري شادي، يبحث عنها بكل إنش، ليعاود نظره إليها وهو يقول بثبات :
– لا استطيع.
– متقووولش كددده وحيااه أغلى حاجه عندك اتصررف… طيب فوقه من اللي هو فيه…
– قولت لكي لا استطيع، هُنا بالجزيره كل شخص مسؤل عن حمايه نفسه إذا فعلتي ذلك ستسطيعي أن تُنقذي نفسك.
قال جملته ثم رحل من أمامها تصرخ هي به وتركض خلفه إلى أن تبخر من أمامها كالبخار لتنظر خلفها كي ترى أين يوجد هو.
اخدت تتفحص المكان بعنايه ولم يوجد له أثر ثوانيٍ معدوده ووقعت ارضاً بصراخ عندما ظهر أمامها من العدم وبدأ يقترب منها بنظرات شيطانيه
كادت أن تفقد نفسها وتنسي قدرتها في إيقافه وأنها تمتلك قوه هي الأخرى مثله لتنظر إلى تلك الاسوره بيديها وتنظر إليه بخوف أكبر حتى أنها وجهت اسورتها إليه وما إلا ثواني ووجدته يسقط جانبها وقد اختفت تلك التغيرات التي طرأت عليه.
اخذت تتنهد براحه وهي تُقبل اسورتها التي لا تعلم كيف يوجد بها هذا السحر وكيف كانت مع أمها! احتضنت نفسها واسورتها التي انقذتها في الوقت المناسب وإلا كان شادي سيقتلها دون وعي منه حتى أنها في هذا الوقت تذكرت حديث دراكو وأنها تستطيع إنقاذ نفسها، شعرت بأنه يعلم هويتهم ويعلم من هما لكن لِما يُخفي عنهم!
******************************
توجه زياد بسيارته لمركز الشرطه وفي نفس الوقت الذي ترّجل فيه من السياره،كان على الجهه المقابله ماهر يفتح باب سيارته ليترّجل منها هو الآخر، لمحه ماهر يدلف للداخل ويبدو أنه على عجله من أمره فناداه والتفت له زياد الذي ابتسم وخلف ابتسامته الماكره الكثير من الشر والكراهيه يقول :
– إيه الصدفه الحلوه دي، بس غريبه إيه منزلك النهارده مش اجازه ليك؟!.
بادله ماهر الابتسامه بنفس ذاك المكر وهو يقول :
– الصدف الحلوه بتجمع الناس الحلوه! ، انا نازل في شغل للأسف ميقدروش يستغنوا عني حتى ف اجازتي فيه قضيه جديده هشتغل عليها.
– طيب زي الفل خالص.. انا عارف ماهر الطوخي كويس مش بتاع قعده وعنده الشغل على قلبه زي العسل.
قالها زياد بخبث بينما قابلها ماهر بإمتعاض قائلاً :
– ربنا يقدرني بقي.. المهم أنت عامل ايه ف قضيتك فيه جديد ولا حاجه؟!
– ماشيين فيها اهو بنحاول ادعيلي أنت بس.
لحظات وارتسمت على ملامحه الجذابه ابتسامه ماكره، عندما لمعت برأسه تلك الفكره الجحيميه التي ستجعل الفرصه سانحه أمامه لفعل ما يريد وهو يقول :
– بس انا معايا دليل قوي ممكن يفيدك ي زياد في القضيه دي.
ابتلع ريقه بتوتر وهو يقول :
– دليل إيه؟!
لاحظ ارتباكه وتوتره ليقول بلهجه صارمه :
– شهد خالد الجبالي هي أكبر دليل في القضيه دي، ابدأ من عندها وواثق ان اللغز هيتحّل.
راقب ماهر ملامحه وعينيه التي تبلورت للأمام بعد سماع إسمها ليبتسم بسخريه وهو يُكمل :
– متقلقش انا آه مقدرتش اخد منها عُقاد نافع لأنها ذكيه اوي ووراها حد مقويها بس ده مش عليك صح ي زياد؟!
إبتسم زياد رغم صدمته وتوتره من حديثه ومن كل حرف قاله ليقول مُحاولاً تنظيم وتيره انفاسه المُتسارعه :
– طالما انت بنفسك واثق من النقطه دي يبقى خلاص لازم هقابلها واتكلم معاها.
– طيب اوعدني ي زياد إنك تطلع منها بمعلومه تفيدك في القضيه!.
قالها ماهر بسخريه وشكوكه كلها تتأكد أمامه وهو يربت على كتفه ليرد زياد التي كاد على وشك أن يفقد عقله ويلكمه :
– بوعدك أن شاء الله.
امآ له ماهر ثم رحل من أمامه بهدوء ما يسبق العاصفه، وبالخارج زياد الذي ما زال واقفًا مكانه بعد حديث ماهر وهو يعلم جيدًا أنه كان يقصد إيغاظته في كل حرف تفوه به وايضاً تأكد بأنه يشك به وسيفعل المستحيل من أجل أن يفضحه ويعلم حقيقته، هو وحده يعلم تفكيره وعقله الجُهنميه.
– انا كنت صابر عليك لحد دلوقتي مش حُباً فيك قولت اريح انا نفسي شويه لكن بعد اللي قولته أوعدك أن من بعد اليوم مهيبقاش فيه حد إسمه ماهر الطوخي! لازم اخللّص عليك وامحيك من قصادي.
“*************”
بينما بالغرفه كان نائمًا ارضًا، شارد في اللاشئ، لا
ملامح له فقط الصمت يعتليه منذ ما حدث ليله
أمس وما فعله.. يتذكر كيف اخرج عليها شحناته، ينظر إليها من حين لآخر كي يطمأن عليها حتى أنها في هذا الوقت كانت تبربش بعينيها مُنذ ليله أمس ليغلق هو عينيه مُتمثلاً النوم.
نهضت بتعب وهي تحاوط رأسها بيديها بعدما شعرت بثقل وصداع شديد حتى وقعت عينيها عليه واضعاً فرشته بالأرض وينام عليها، فرغم حزنها وغضبها من ما فعله معها، رق قلبها على هيئته وهي تعلم جيدًا أن ما فعله لم يقصد به شئ فكان فوق ارادته وهي من تسببت في تحوله ليله أمس
نهضت من الفراش بهدوء وهي تأخذ بعض من ثيابها ثم اتجهت إلى المرحاض تأخذ حمامًا مُنعشاً وهي تحاول أن تنسي ما حدث، تبتسم رغمًا عنها وهي تتذكر كل حديثه وما قاله… فكانت بوعيها تنصت لكل ما تفوه واعترف به ليله أمس، تشعر بسعاده غريبه لكن هذه السعاده يُعيقها وجهها الآن، تذكرت جيسيكا وما فعلته بها بسبب حبها الأناني الذي جعل فريد لم يُفرق بينها وبين تلك عاليا، تنهدت بضيق وقله حيله وهي لا تعلم ماذا سيحدث بعد ذلك!
اخذت ثيابها ترتديها وبعدما اكملت إرتداء، نظرت إلى نفسها في المرآه بخجل اتضح من عينيها وهي تحاول جذب الأكمام على اكتافها ولكنها لم تستطع، فبرغم أن هذه نوعيه ثيابها وما ترتديه دائماً لكنها لا تعلم لِما شعرت بالخجل والاضطراب، فكانت ما ترتديه يظهر انوثتها، كانت تلك التناسقات في جسدها أظهرت أقل الأشياء مُثيره عليها لتفرد شعرها على كتفيها كمُحاوله لتغطيتهم قليلاً.

خرجت من المرحاض لتجده ما زال مُسطحًا نائماً، اتجهت تقف أمامه وهي تتفحص وجهه بحُب ارتسم على ملامحها بينما هو لم يستطع أن يُكمل في تمثيليه نومه كثيرًا حتى أنه فتح عينيه فجأه لتشهق هي بخجل بعدما وجدها تتفحص به
لتُعطيه ظهرها وهي تفرك بكلتا يديها، تعاود خصلاتها إلى الخلف بينما هو ابتسم إبتسامه وسيمه وهو ينهض لم يشعر بنفسه إلا وهو يعانقها من الخلف، محكمًا يده عليها، رافضًا فرارها منه وبهمس حنون داعب أوتار قلبها :
– أنا آسف.
قالها ولم يشعر بالخجل منها أو منه، بل كان عليه أن يستوعب حاله الضياع التي تشعر بها تلك الأيام ثم أكمل حديثه بقول :
– حقك عليا بس الوضع كان أقوى مني.
التفتت إليه تتمسك بثيابه تهتف بحب وهي تدفن جسدها بين يديه تقول :
– متعتذرش ي فريد، انا كنت السبب في اللي حصلك إمبارح بس صدقني مكنتش أقصد ازعجك بكلامي غير إني اسمع شويه الكلام اللي اعترفت بيهم إمبارح دول.
قالتها وهي تبتسم تشعر بدفئ وآمان بين يديه
بينما هو استنكر كلامها ليُبعدها عنه وهو يقول :
– كلام إيه!.
– أنت بتكابر ليه ممكن أفهم؟!.. ليه عاوز تبعدني عنك وتمثل قسوتك دي! فريد كون واثق إنك مهما تعمل فيا انا عارفه ومتأكده إنك بتحبني زي ما بحبك.
قالتها بنبره مُتلهفه أن تستمع اعترافه لها بحُبه ثانيهً لكنها وجدت ملامحه قد تبدلت قليلاً وهو يتفادي النظر إليها لتمسك يديه وهي تحاول أن ترفع نفسها أمامه كي تبقي عينيها أمامه وهي تقول بنبره انثويه :
– طيب بص في عنيا كده وقول إنك مش بتحبني.!
وجدته يُبعد نظره أكثر عنها لكنها لم تستسلم ق قَرّبت وجهه أمامها ثانيهً وهي تُعيد ما قالته حتى أنه تاهه في عينيها هذه المره ولم يستطع أن يُبعد نظره فترك لنفسه ولقلبه العاشق أن يتصرف هذه المره بعد تلك العِناد والبُعد.
لم يفكر كثيراً وقتها، مال نحوها يضمها إلى صدره في عناق كبير حار فيما يفرك كفوفه فوق جذعها العلوي يقربها منه شاعرًا بالسعاده والأمان وتلك الألوان الوهميه المنبثقه من حراره مشاعرها تلتف من حوله وتحتويه من جديد.
بادلته العناق دون إنتظار أو تردد منها فرفع رأسه غيرُ قادر على مقاومه ذلك الشعور الذي انتابه عندما احاط جسدها بين ذراعيه، طالع عينيها لوهله قبل أن يحتضن ببطء بتلات ثغرها الورديه بحنو بالغ في قبله خرافيه نقلت كلاهما إلى عالم الغرام حيثما تسقط فيلتقطها وعندما يسقط لا تتوان هي عن التقاطه، عالم لطالما كانت بدايته هي ونهايته هو ولا يوجد فيه فاصل بينهما.
“**************”
بينما كان ماهر منكبًا على الأوراق المُبعثره أمامه يتفحصها بتمعن ودقه… وقتها زج العساكر بعض من الشبان وفتاه.. رفع بصره ليصوبه نحوهم ببرود واستحقار مُتلاعبًا بنظراته على أربعتهم من رأسهم لاخمص قدميهم ثم ترك الورق من يده وأخذ يحك ذقنه في برودٍ غير عابئ بهم، لحظات وثبت حدقتيه على تلك الفتاه التي كانت تبكي في توتر وخوف وهي تود أن تقول شئ.
وجه ماهر حديثه لتلك الفتاه وهو يقول :
– شكلك كده بهيئتك النضيفه دي مش وش شبهات.
– ايوه والله ي باشا انا مليش دخل والله مظلومه.
قالتها تلك الفتاه بلهفه وهي تتوسله بينما هتف شاب منهم ومن الواضح أنه ثمل للغايه يقول بنظرات شهوانيه :
– انتي هتستعبطي ي حلوه ما احنا كنا ماشيين حلو وكنا آخر تسليه.
– اخرررس.
صاح به ماهر مُشيرًا له بيديه ثم أكمل :
– مش عاوز أسمع صوتك أنت فاهم.
– والله ي باشا ما حصل دول هما اللي خطفوني للشقه المشبوهه دي علشان يصوروني في وضع مُخل.. صدقني انا مش بتاعه الحاجات دي.
كاد بقيه الشباب أن يتحدثوا بعصبيه لكن منعهم ماهر من ذلك عندما صاح بالعساكر كي يأتو ويخرجوهم تاركين تلك الفتاه فقط، ليعود هو إلي كرسيه يجلس عليه وهو يتفحص وجهها جيدًا وعلامات الضرب والاجبار لذا اردف بصوت هادئ :
– اتفضلي اقعدي واهدي علشان تحكيلي اللي عندك.
جلست أمامه بإرتباك وخوف من ما ينتظرها بعدما تخرج من ذاك القسم لكنها تحملت الكثير وفاضَ بها لم تستطع أن تُكمل حياتها في ذاك العذاب لذا تركت العنان لنفسها وهي تقص عليه ما حدث :
– بص ي باشا انا بنت علي قدي وبشتغل وانا بتعلم وبصرف على نفسي، كنت بشتغل في كافيه من فتره ووقتها دخل شاب واتصرف تصرف غير لائق معايا ولما وقفته عند حده حطني في دماغه وكل مره يطلعلي لحد من قريب بدأ يخطفني كل يوم ويعذبني علشان رفضت قُربه واللي بيعمله ويروح رامييني في الشارع، والنهارده انا كنت رايحه جامعتي في امان الله لحد ما طلعوا اللي شفتهم معايا برا دول عليا وخطفوني وودوني شقه مشبوهه علشان ياخدولي صور ويهددوني بيها بعد كده.
– بيكونوا عاوزين فلوس طبعًا؟!
قالها ماهر بغل وغضب بعد حكايتها لتؤما بالرفض وهي تقول :
– لأ ي باشا الشاب اللي انا حكيتلك عنه هو اللي باعتهم، وهو غني مش محتاج فلوس.. البني آدم ده مريض نفسي بيستخدم مع كل بنت ترفضه نفس الطريقه علشان يِذلها.
– واكيد تعرفي إسمه؟!
امآت له وهي تقول دون تردد :
– إسمه مدحت الهواري.
انا عارفه ي باشا بعد اللي قولته ده لما اخرج مش هيسيبني وهيقتلني زي ما قتل غيري، انا سكتت كتير بس مبقتش قادره استحمل اللي بيحصل فيا… موتى أهون عليا من اللي بيعمله والعذاب اللي بشوفه.
– انتى بتقووولي ايييه!!
قالها ماهر بصدمه مُنتفضاً من مكانه بعد ذكر إسم مدحت، لا يستطيع أن يُصدق حديثها لتقف هي برعب أمامه وهي تقول بعدم فهم :
– إيه ي باشا خيررر..!
– مدحت مين اللي هيعمل كده.. انتي واعيه للي بتقوليه؟!!
– هو حضرتك تعرفه؟!..
– ده صديقي وواثق فيه جدًا وانتي شكلك حد مسلطّك عليه…. اعتررفي وقووولي مين اللي باعتك ي بت انتتتي.
– ي باشا والله العظيم دي الحقيقه صدقني، مدحت ده إنسان مريض… الجانب التاني في حياته محدش يعرفه غير اللي جربه… الله يخليك صدقني… وانا واحده غلبانه زيي هتتبلي عليه وخلاص إزاي… ده مدحت الهواري اللي قادر يدمرني وبعد ما هطلع من هنا انا عارفه انه أول حاجه هيعملها أنه هيتخلص مني.
– انتى أسمك إيه انطقييي.!
– ن.. ندي.
قالتها ببكاء وخوف فتأكدت وقتها من موتها المحتوم سواء من مدحت أو منه.
وجدته يحمل هاتفه وكأنه ينوي أن يدق بأحد لتحاول أن تُقبل يده وهي تقول بتوّسل :
– الله يخليك صدقني انا مبكدبش اررجوك ساعدني اعتبرني زي أختك… ترضى أن اختك يحصل فيها كده!؟
عاود هاتفه بشفقه على حالتها وهو يقول :
– من غير ما تتكلمي انا بطريقتي هعرف إذا كنتي بتكدبي ولا بتقولي الحقيقه.
قالها ثم نادي بأحد العساكر كي يجلبهم أمامه ثم جلس بكرسي جانبه وهو يكتب ما يُمليه عليه ماهر :
– تصل العقوبه في جريمه التحريض على الفسق والفجور والفعل الفاضح المخل بالحياء العام في القانون إلى الحبس ثلاث سنوات، وفقاً للماده 1 من قانون مكافحه الدعاره رقم 10 لسنه 1961 كما تخص الماده 15 من قانون الدعاره يستتبع الحكم بالادانه في إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وضع المحكوم عليه تحت مراقبه الشرطه مده مساويه لمده العقوبه وذلك دون إخلاء بالأحكام الخاصه بالمتشردين.
ل
دينا أسامه 💗
ليأخذهم العساكر إلى الخارج وتلك الفتاه تستنجد به وهي تصرخ وصوتها يتردد في أذنه، ينهض من مكانه بحيره من حديثها عن مدحت الذي لم يُصدقه إطلاقاً.
وبينما كان يترجل في مكتبه بحيره وتفكير فيما قالته تلك الفتاه حتى آتت له مُكالمه ليرد عندما وجد مُهاب من يدق :
– عندي ليك خبر بمليون جنيه ي صاحبي.
– بذمتك انت ييجي من وراك ربع جنيه حتى؟!.
– ي اخي دايماً سادد نفسي وكاسفني كده وبعدين علشان تعرف أن مُهاب سعت بيحط حاجه في دماغه خلاص انسي.
– طيب ي سيدي أحكي فيه إيه.
– انا رايح انا والحاجه بالليل عند ست الحُسن والجمال ريم وطبعًا لازم هتيجي.
– بتتكلم بجد ؟!.
قالها ماهر بعدم تصديق لتنفيذ ما قاله على الفور ليُقابله مُهاب :
– أي خدمه عِد الجمايل بقي.
– طيب اوعي تكون قولت للحاجه حاجه على اللي بينا.
– عيب عليك ودي تفوتني.. هي رايحه معايا ع أساس اني اشوف ريم والحوار ده… متقلقش انت كله تحت السيطره المهم تخلص من القضيه دي على خير… وحاسس إنك هتعرف كل اللي انت عاوزه قريبًا.
– مُهاب انت خدمتني خِدمه مش هنسهالك ربنا يخليك ليا ي صاحبي.
– المهم بس هعدي عليك جهز نفسك عمل ما اديك رنه تاني.
قالها ثم أغلق معه بينما ماهر قد تنهد براحه، يشعر بأن هذه القاضيه وسيعلم منها كل شئ هذه المره.
***************************
بَعض الصُدف شعورها يبقىٰ عُمْر!!
ل
دينا أسامه ✨
كان أكرم يقف بشموخه المُعتاد أمام الموظفين يتطلع إليهم وإلى المخطط الذي في يده وهو يشير إلى الموقع ويشرح لهم كيفيه البناء ليقع نظره عليها دون الجميع…. نعم لم تكن سوي تُقي التي كانت تُتابع ما يقوله بإنصات وشغف، ظل ينظر إليها وعينيه مُثبته عليها ليُلاحظ الجميع الأمر، ثم قاموا بالنظر إتجاه ما ينظر إليه رئيسهم ليجدوها هي صاحبه العيون الزرقاء المتوهجه.. لاحظت هي تلك النظرات المُصوبه إليها لتنظر بعيدًا عنهم بخجل كبير لم تشعر به من قبل، لاحظ أكرم ما فعله دون شعور ليهتف بصوت عالي اجش :
– انتو واقفيين عندكم ليييه… اتفضلوا تعالوا علشان تعرفوا الشغل هيمشي ازاي.
ليتجهوا إليه ولسوء حظ تُقي وقفت أمامه مُباشرهً ليهتف أكرم بصوت عالي حازم :
– بكره بإذن هنصل الغردقه، تتجمعوا كلكم في مكان الشغل علشان مش بعيد كلامي تاني.
ليومئ الجميع ومن بينهم تُقي التي كادت تموت خجلاً من نظراته المصوبه إليها.
لينتهي أكرم من شرح خطه العمل مُردفًا في نهايه الشرح :
– دي خطه العمل… التنفيذ هيبدأ من بكره إن شاء الله، عاوزين قبل ما الباشمهندس شادي يرجع من سفريته نكون خلصنا المشروع ثم وجه نظره إلى تُقي قائلاً :
– مفهووم ي بشمهندسين!
ليُردف الجميع في صوت واحد :
– مفهوم ي بشمهندس أكرم.
ليرحل الجميع من المكان ومن بينهم تُقي التي كادت أن تركض هربًا من عينيه ليُوقفها وهو يقول :
– بشمهندسه… استني شويه عاوزك في حاجه.
توقفت وهي تُشير بيديها قائله.
– انا؟!..
وضع يديه في سرواله وهو يقول :
– ايوه انتي… الأول ممكن أعرف إسمك علشان تقريباً كده أول مره اشوفك.
– أنا تُقي.
– طيب ي بشمهندسه انا لاحظت شغفك وانا بشرح خطه العمل وقد إيه حاسس إنك حابه شغلانتك اوي وده بيعجبني في الشخص وبحترمه جدًا.
ابتسمت برضا وهي تعاود خصلاتها للخلف فهذا أقل ما يُقال عنها، فهي تعشق الهندسه بل تُبدع فيها حينما تُريد.. عاشقه لعملها ولصُنع كيان خاص بها لتردف بشُكر :
– أشكر حضرتك… اتمني دايماً أكون عند حسن الظن ده.
بادلها تلك الابتسامه وهو يقول :
– وعلشان كده انا حابب تشاركيني رياسه المشروع ده.
– مش فاهمه!
قالتها بعدم فهم أو تتصنع عدم الفهم كي لا تُظهر فرحتها من ما قاله.
– بإختصار شديد… البشمهندس شادي سلمني شركته ومشاريعه الجايه عمل ما يرجع بالسلامه، كنت ناوي اشوف حد معايا مُعين وفاهم الشغلانه أوي يكون معايا وطبعاً مش هلاقي أحسن منك ده طبعًا لو موافقه.
– أكيد طبعًا موافقه… أي حاجه تخص الشركه وكيانها انا مع حضرتك فيها وشكراً بجد على الفرصه دي، أتمنى أكون عند حسن ظن حضرتك.
قالتها ثم همت بالرحيل من أمامه وهي بداخلها تشعر بسعاده غريبه لم تشعر بها من قبل.
بينما بشقه ريم عندما آتي الليل كانت تجلس رِفقه هنا التي آتت لها كما وعدتها من قبل بأنها ستأتي وتُفاجئها وها هم الآن يتساورن بضحك.
– أحلى مفاجأه في الدنيا بجد ي هنون.
خرجت ورد علي أصواتهم وهي تُرحب بصديقه ابنتها ثم قالت :
– صحيح ي ريم طنط سوزان جايه دلوقتي جهزي نفسك علشان دي هتموت وتشوفك.
زفرت ريم بضيق ثم قالت :
– تاني ي ماما تاني!.
– ي حبيبتي يعني اقولها متجيش! وبعدين هي اللي اتصلت بيا وطلبتها مني.
– طيب ي ماما حاضر انا هدخل اوضتي دلوقتي انا وهنا وهجهز نفسي ولما تصل عيوني هطلع أسلم عليها.
وفي هذا الوقت وجدت شهد تقترب منهم وهي تقول :
– سلام عليكم… اهلا اهلا عندكم ضيوف ولا ايه.
– دي صديقتي المُقربه هنا ي شهد
ودي شهد بنت عمي اللي حكيتلك عنها.
قالتها ريم بتعريف بعضهم إلى بعض، لتنظر إليها شهد بإبتسامه بشوشه وهي تقول بعدما علِمت أنها هنا :
– إيه الحلاوه دي.. اتشرفت بيكي ي حبيبتي.
– انا اكتر حقيقي.. كان نفسي أشوفك من زمان.
– طيب يلا بينا ندخل نتكلم جوا.
قالتها ريم ثم اتجهت بهم إلى الداخل.
وعند زياد بمنزله كان يتجول بمنزله يُنادي بتُقي التي كانت تجلس على الارجوحه وتتأمل بصمت النجوم المُتناثره، ذهب إليها يجثو على ركبتيه أمامها وهو يقول بحُب عندما وجدها تجلس براحه :
– الجميل بيفكر في إيه، مش المفروض ننام علشان سفريه بكره!
نظرت إليه بفرحه وهي تحكي له عن ما قاله رئيسها في العمل لتُنهي حديثها بقول :
– بجد كان واثق فيا اوي واعُجب بيا وخلاني اشاركه في المهمه دي تخيل.
نظر لها بضيق وانفعال من هذا الشخص ليقول :
– اعُجب بيكي إزاي ممكن تفهميني.!
نظرت إلى عينيه الغاضبه وغيرته المُعتاده عليها فهو يُعاملها كأنها زوجته وليست اخت فقط لترد هي بتوضيح :
– مقصدش اللي في دماغك ي زياد، اقصد أنه شاف شغفي واني حابه مجالي مش اكتر.
– وانتي الوحيده اللي حابه مجالك هناك بقي علي كده؟!
قالها دون تصديق لِما تقوله لترد هي بعصبيه من غيرته الغير مُبرره :
– فيه إيه ي زياد هو تحقيق ولا إيه؟!.. انا اصلا غلطانه إني حكيتلك عن حاجه فرحتني.
– انا عارف نوعيه الشباب دي كويس
ابعدي عنه وخليكي في شغلك أنتي فاهمه!
قالها بتحذير يرحل من أمامها تراقب خطواته من بُعد، تتنهد بإختناق تنظر للسماء وهي تقول :
– ي رب انا بجد تعبت.
بينما عند ريم دلفت ورد إليهم وهي تقول :
– بقولكم ي بنات تعالوا معايا برا علشان دول وصلوا تقريباً علشان اعرفها عليكم وتساعدوني في الأكل.
– هما مين دول اللي وصلوا؟!
قالتها شهد بعدم فهم لترد ريم وقتها وهي تومأ لأمها ثم عاودت بصرها لشهد وهي تقول :
– دي صاحبتها وعزماها قال ايه هتموت وتشوفني.
– بس هي قالت وصلوا يعني فيه حد معاها اكيد!
لم يأتي بمُخيله ريم أنها ستأتي رِفقه ابنها التي تحدثت أمها عنه لتخبط رأسها بنفاذ صبر وهي تحكي لهم وبعدما انهت قهقهت شهد وهي تقول :
– طيب إيه المشكله ي ريم
اخرجي عادي مش هتخسري حاجه في السلام وبعدين هنخرج معاكي اهو.
– طيب يلا بينا… أمري لله بقي.
“وبتلك الجزيره المُخيفه عندما يحّل الليل كانت أصوات غريبه ترتفع بها، كانت يارا تهز جسد شادي كي يفيق الذي ما زال مُلقي بعدما أخرجت شحنته وطاقته.
– انت بني آدم غريب…. من ساعه ما جينا هنا وانت مش حاسس ولا بتسمع الحاجات اللي بسمعها… سايبني انا للرعب ده… قووووم بقي.
وبعد عِده دقائق بعدما فقدت الأمل في إيفاقته، فاق اخيرًا يصوب بصره إليها فوجد الاختناق والخوف يعتلي ملامحها.
– مالك؟!
سألها بنبره حملت الدفئ وهو يعلم أن ما بداخلها متأجج الآن فأجابته بعدما حاولت تجميع كلماتها :
– أنت ليه طول الوقت سايبني لوحدي!
تعرف إنك كنت بتحاول تقتلني لولا اسورتي دي انقذتني! انا ليه بيحصل معايا كده مش فاهمه.
نظر لها بصدمه من ما قالته يُحاول تذكر ما تقوله لكنه فشل، ضم يديها يحاول تهدأتها بترنيمه أعذب :
– اهدي صدقيني انا مش فاكر حاجه خالص
وازاي هحاول اقتلك استحاله اعمل كده.
– لأ حاولت وانا بقيت خايفه منك… أنت قوتك دي شريره ي شادي وإلا مكنتش حاولت تأذيني.
قالتها بشهقات مُرتفعه لتصدر أصوات مخُيفه ارتفعت أكثر
صرخت وهي تتمسك بملابسه تقول :
– ي شادي اتصررف لازم نخرج من هناا.. احنا بالطريقه دي هنموت بالبطئ… انا عطشانه اووي وجعانه والمكان اللي احنا فيه ده مهجور مفهوش أي حاجه ده غير الأصوات… سمعتها!
حاول مُساعدتها في النهوض وهو يقول :
– لازم نحاول نمشي ونعرف أكتر ايه نهايتها ممكن واحنا في الطريق نلاقي حاجه.
قالها وهي تذهب معه وبعد فتره من السير وجدوا نفسهم في جزيره أخرى وكأنهم انتقلوا إليها فجأه، كانت جزيره مختلفه عن تلك الجزيره
كانت مُضيئه ومن الواضح أن يوجد بها أناس.
– هو ده مكان تاني ي شادي!… شادي احنا بالطريقه دي بنروح في داهيه… ارجووك انت عندك قوه وانا كمان عاوزين نتصرف ونطلع
مش قادره استحمل.
قالتها وهي على وشك أن تقع بضعف ليلتقطها هو يُحيطها بيده نحوه، يربت على ذراعيها بحنان يقول :
– متخافيش انا معاكي مش هيجرالك حاجه طول مانا جنبك
انا واثق إننا هنعرف حاجه من المكان ده.
قالها مُثبتًا عينيه عليها، يدور أمامه نفس ذاك المشهد بأشخاص لم يتعرف على وجوههم، تبدلت ملامحه بصدمه وعدم فهم من تذكره لمشهد لشخصين مثلهم ومن الواضح أن نفس ذاك المكان لكن الرؤيه كانت مُشوشه لم يستطع التعرف عليهم حتى فاق من صدمته عندما سمع صوت فتاه تقول بهلع :
– ريحااان!!!
كيف عُدت!!
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)