روايات

رواية ساعة الانتقام الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام الفصل التاسع عشر 19 بقلم دينا أسامة

رواية ساعة الانتقام البارت التاسع عشر

رواية ساعة الانتقام الجزء التاسع عشر

ساعة الانتقام
ساعة الانتقام

رواية ساعة الانتقام الحلقة التاسعة عشر

الخطوه الأولى تجاه الحقيقه دومًا مؤلمه مثل التنفس في عباب بحر ثائر، صعبه كأنفجار عبوه ناسفه بين حمائمٍ بيض ترفرف فوق رؤوس العشاق، ناقصه كسعاده كامنه وراء كون مُعبأ بالزيف ولا تكتمل حتى تجد الطريق نحو كينونتك.
ل
دينا أسامه ✨.
لم يعلم شادي كم مرّ عليه من الوقت قبل أن يستسلم للنعاس الذي غلبه فسقطت رأسه فوق رأس يارا التي كانت تستغرق بالنوم.
صرخت يارا عندما رأت جسد شادي مُمدد على الأرض وجرح غائر في كتفه ينزف بغزاره وواحد من ثيران “المسك” الضخمه واقفه على مقربه منه يستعد لأستكمال هجومه الضاري عليه، حاولت بكل قوتها إبعاده عنه بعدما تأكدت من فقدان شادي للوعي بسبب ارتطام رأسه بأحد الصخور المُدببه وما أن رآها هذا الكائن المتوحش حتى خرّ راكعاً أمامها على قوائمه بشكل اثار تعجبها.
تقدمت نحو شادي والقلق يساورها، ثم انحنت على عقبيها تضع كفها المُرتعش فوق رأسه تبكي وهي تقول :
– ريحان هل أنت بخير ي عزيزي،ارجوك انهض أشعر بالذنب لأنني السبب.
انتفضت يارا من فرشتها بصراخ قاومته بأن تقوست على نفسها وراحت تضع جبهتها علي ساقيها وظلت تصرخ بإنهيار ونبره جنونيه ثم صاحت بهيستيريه :
– لااااا…. لاااا… مين دووول…!
انتفض شادي فزعًا ينظر لهيئتها وما هي عليه يقول بنبره يعتليها القلق :
– مالك ي يارا خير؟!
مالت نحوه ببكاء تضمه إلى صدرها في عناق كبير حار، بادلها العناق دون إنتظار أو تردد منه، فرفع رأسه غير قادراً على مقاومه ذلك الشعور الذي انتابه فجأه عندما احاط جسدها الصغير بين ذراعيه يقول بنبره لا تحمل الثبات بتاتًا :
– اهدي ي يارا طمنيني.
– انا شفتك في الحلم ي شادي
قالتها ثم اكملت بكاءً، استشعر شادي التوتر والخوف البادي على ملامحها ونبرتها فاحتوي كفيها بين راحتيه قائلاً :
– اهدي وفهميني فيه إيه.
شرعت في قص له ما رأته ثم انهت بخوف تقول :
– كنت أنت واسمك ريحان وانا كمان كنت موجوده وكان شكلنا غريب اوي كأننا في مكان زي جزيره أو عالم تاني، حتى لبسنا ي شادي وكلامنا كان غريب، انا خايفه اوي، مش عارفه ليه بيحصل معايا كده.
– اهدي ي يارا ده كابوس مش أكتر، طبيعي تشوفي الأحلام دي وانتي في الحاله دي.
– شادي أنت مش مصدقني!
قالتها يارا وما زال التوتر والقلق يسيطر عليها
بينما شادي لا يستطيع أن يُكذبها، ف كل شئ جايز في حياتهم هذه لكنه أراد أن يهدأها ليس إلا!
– يارا متخافيش إحنا في الموال ده سوا، نامي دلوقتي وبكره انا واثق إننا هنوصل لكل حاجه عاوزين نعرفها،
حاولي تهدي نفسك وانا هقوم اعملك كوبايه لمون.
*****************
ابتعدت آيه عنه وبداخلها ألف شعور متناقض، ما بين الاشتياق والنفور، الغضب والفرح، رفعت بصرها إليه ترى ملامح الخوف والقلق تسيطر عليه لكنها لم تهتم لذلك حينما تذكرت ما قاله لها لتقول بلهجه حاده وثابته عكس ما كانت عليه منذ قليل :
– ممكن تسيبوني شويه لوحدي، وآه ي فريد قبل ما تطلع، بكره اكون في مصر.!
مال فريد نحوها ولم يعير لكلامها أي إهتمام عندما جلس يهتف مُتسائلاً :
– آيه هانم مش هطلع إلا لما تحكيلي الكلب ده دخل عندك ازاي.
قالها وهو يعاود بصره تجاهه لكن لم يراه فكأنه تبخر، انتفض من مكانه بصدمه صائحاً :
– راااح فينننن!!!…
ثم أكمل بعصبيه يصيح بكل من بالفندق من عاملين يأمرهم بإيجاده بأسرع وقت، أما عن آيه كانت تشعر بالخوف أكثر وأكثر بعد ما ترددت كلمات هذا المُلثم في اذنيها، من يريد قتلها ولِما؟!
لم تشعر بجسدها إلا عندما لمس فريد يديها يقول بلهجه آمره هذه المره :
– آيه هانم قومي معايا فوراً مينفعش تقعدي لوحدك ثانيه تاني.
اشاحت يديه بعيدًا عنها تقول برفض رغم خوفها الواضح :
– لأ شكرًا كتر خيرك لحد كده، انا اقدر اخد بالي من نفسي كويس.
كانت جيسي تتابعهم وهي لا تفهم ماذا يدور بينهم لتقول :
– أسمعي كلام فارس ي آيه، حياتك اكيد مُعرضه للخطر.
– أنا مش عاوزه اكون مُجبره على حاجه، وأنت ي فريد نفذ اللي بقولك عليه وسيبوني لوحدي.
قالتها بِعناد وغضب منه تشير بإصبعها تجاهه بينما هو أشار لها بعينيه بأن تزيل إصبعها، ففعلت ذلك بتوترٍ من نظراته الحاده التي كادت أن تحرقها من شده الشرر الذي يخرج منها وهدر بوجهها بتوعدٍ يقول :
– كلمتي مش هتتعاد تاني ي آيه هانم قومي معايا بالذوء بدل ما استخدم معاكي العنف!
اغرورقت عينيها بالدموع من لهجته ونظراته، وظلت ثابته على موقفها بعنادٍ واضح :
– بس أنت اللي شغال عندي مش العكس!
– ده كان زمان أيام اللوا سليم الله يرحمه، لكن دلوقتي انتي المفروض اللي تنفذي كل حاجه بقولهالك بدون نقاش.
قالها قاصداً إيغاظتها بينما هي أصرت بعنادٍ تنهض ناحيه الباب تقول بتحدي :
– والله انا مش هتحرك منها، عاوز أنت تفضل موجود هنا اهلاً سهلاً، مش عاوز اهلاً سهلاً برضو.
زفر بضيق مُتجهاً إليها، يقبض على مرفقيها بقوه جعلتها تتألم بصوت واضح، نظرت له بتعجب من قسوته هذه الأيام وكأنه قد تحول بعد فقدان أبيها ثم سمير، فمن حين لآخر تكتشف به صفات لم تراها به من ذي قبل، شعرت بالاحباط والحزن بينما هو ترك يديها مُعنفاً ذاته، يفرك خصلات شعره بقوه يقرص عليها حتى يقوم بتخدير الألم الذي أصابه بعد رؤيته لدموعها المكبوته وما تتعرض له.
– خلاص ي فارس اقعد معاها هنا وانا نازله اشوف الوضع.
قالتها جيسي ثم بعد ذلك تركتهم تشتعل حرب النظرات بينهم.
اتجهت آيه تجلس على فرشتها تتركه يراقبها في صمت، تشعر بإنتصار من بقائه معها هذه الليله برغبتها هي لكن لم تطول هذه اللحظه الحماسيه عندما رأته يخرج من الغرفه في صمت يغلقها خلفه لكنه يعزم على فعل شئ، شهقت بصدمه من تصرفه وعدم اهتمامه بالأمر وتركها بمفردها بعد ما حدث
اخذت تجول بنظرها بالغرفه تجلد ذاتها على عنادها الذي سيتسبب لها بكثير من الرعب هذه الليله :
– هعمل إيه دلوقتي!
قالتها بخوف وتضجر ثم أكملت :
– وهو ما صدق سابني ومشى.
لوت فمها بسخريه وغيظ من فِعلته هذه لتنهض كي تجلب كأس من المياه، شعرت بحركه غريبه تنظر خلفها في حركه سريعه لكن لم يوجد أحد تنفست الصعداء وهي تُكمل في طريقها، حتى وجدت خيال شخص خلفها، شلت أطراف جسدها وهي ترتعش لا تعلم ماذا ستفعل الآن، أخذت كأس الماء بين يديها الذي كان ينسكب نظرًا لتوترها ثم القت به على ذلك المُلثم الذي فور رؤيته صرخت ثانيهً من وجوده، تذكرت فريد وما قاله، اخذت تعنف ذاتها بسبب عنادها الذي سيُغرقها الآن.
ركضت صوب الباب تصرخ لكنه التقطها بين يديها يحاول إيذائها بأي طريقه ممكنه لتصرخ هي بقول :
– انتت عاوز منييي ايييه…! صدقني لو علي ال٢ مليون جنيه انا مستعده اديهوملك لكن متأذنيش ارجوك.
كان يُنصت لكلامها بتمعن وكأنه يريدها ألا تتوقف عن الحديث، اوقعته ارضًا بعدما لاحظت هدوئه وشروده ثم ركضت لكنه جذب قدميها إليه في حركه سريعه كادت أن تتأذي بسببها لكنه تفاداها هو لتقع بين يديه
بكت أكثر تتخيل أنه سيقتلها بأبشع الطرق ولا مفر لها الآن، نظرت له بصدمه وتعجب في آنٍ واحد عندما وجدت يديه تزيل دموعها، نظرت في عينيه جيدًا على مقربه منه لتشهق فازعه وهي تزيل ذاك الماسك الذي كان يرتديه وهي تقول :
– فريد!!.
عقد فريد ذراعيه أمام صدره ووقف يطالعها مفكرًا كيف يمكنها الوقوف بكل هذا الخضوع والتوتر بعد أن كانت تلقيه بكلماتها السامه، لاحظ حركه جسدها المرتبكه كلما طال الوقت وازدادت حده الصمت بينهما.
كاد يبتسم حين احمرت وجنتيها المحرجه فلابد أنها تستعيد كل ما قالته وتفوهت به، رغمًا عنه
اقترب منها يحتوي كفيها بين يديه يقول بهدوء :
– كنتي هتتصرفي إزاي لو كان هو رجع فعلاً!
– عادي يعني كنت هفضل اضربه لحد ما اهرب!
قالتها بتوتر وهي تتفادي النظر إليه ليُعدل رأسها كي تراه يردف :
– آيه هانم الحاجات اللي زي دي مفهاش عِناد، الموقف اللي انا مثلتهولك ده كان ممكن يحصلك جدًا تاني، انا معملتش كده علشان اخوفك، علشان اعرفك أنه ممكن يجرالك حاجه بعد الشر في أي وقت ف ارجوكي حاولي تيجي علي نفسك وتيجي معايا.
همس أمام شفتاها مجددًا وقد تقلصت المسافه بينهما :
– ها موافقه؟!
رفعت عيناها تقابل خاصته في شوق داعب أوتار قلبها، لقد اشتاقت لرؤيه الحب والخوف بعينيه للشعور به من خلال مشاعره، حتى وإن كانت صامته لن يهم.. كل ما يكفيها الشعور بحبه.
إما هو فثارت أحاسيسه وطالبته بالاقتراب منها كي ينعم بدفئها وما هي إلا ثواني وقبل رأسها بشوق وعشق أشعل قلوبهما ثم احتضنها بقوه يُمسد شعرها بقلق وخوف يقول :
– آيه هانم أنا مقدرش اشوف الخطر بيقرب منك واسكت، انتي مسؤله مني ومهمتي حمايتك حتى لو ده كلفني حياتي، انتي غاليه عندي أوي ومسمحش لأي حاجه تأذيكي.
دق قلبها بعنف حينما تعلقت بعنقه وكأنه الهدى لفؤادها.. وعقلها يردد” وقد اكتفيت بك حبيب ورضيت بنظره الحب التي تغمرني بها فتنقلني إلى عالم به سحر خاص أكون به الأميره وأنت الفارس.
– فريد تعرف إني بحبك اويي ومش متخيله حياتي من غيرك! متبعدش عني تاني ولو ثانيه من فضلك.
فتح عينيه بصدمه من ما فعله دون شعور ليبعد فجأه وكأنه قد ارتكب شيءً شنيع يقول بتنحنح :
– أنا آسف على اللي عملته، مكنتش أقصد.. انا بس حبيت احسسك بالأمان.
راقبت حركاته بإندهاش وريبه فكلما اقتربا أو اعترفت له بما في قلبها ابتعد هكذا وكأنه يرفض حبها!
– فريد أنت معملتش حاجه غلط!
حمحم في حرج ينظر لها وهو يقول وقد تبدلت ملامح وجهه :
– اقعدي وفهميني كان عاوز منك وقالك إيه بالظبط.
لوت فمها بإمتعاض طفولي تقول :
– هيكون كان عاوز إيه! واحد كان بيخنقني هيكون عاوز يحييني مثلاً..!
اجلسها ثم جلس أمامها يقول بثبات :
– احكيلي ي آيه هانم عن كل الكلام اللي قاله.
– كان عاوز يقتلني بطلب من حد وهيديلوا ٢ مليون، مين اللي هيكون عاوز يموتني ي فريد؟؟
قالتها بتوتر ليرد هو :
– كملي وبعدين.
– وكمان كان بيحاول يفتح دولابي اللي فيه كل مجوهراتي، معرفش عرف مكانها إزاي وكان عاوز يسرقهم لولا صحيت من نومي وشفته بالشكل ده وحاولت استنجد بكل اللي في الفندق علشان حد ينقذني منه وبعدين انت جيت…
قالتها ثم نفت سريعًا تردف :
– لأ فيه واحد شافني لما فتحت الباب واستنجدت بيه وكان جايلي بس بعدين لقيتك أنت اللي انقذتني.!
ضيق فريد ما بين حاجبيه بتعجب ثم قال :
– واحد مين؟!
– معرفوش ده من بتوع الأمن أو اللي شغالين هنا بالفندق ي فريد، مش المهم ده، انا بفكر أنه شافني وعرف أن في مشكله وكان جاي، المفروض كان هو اللي ينقذني لكن لما فوقت استغربت لما لقيتك انت.
شعر فريد بِ ريبه من حديثها يقول :
– متأكده؟!
امآت له في ثقه بينما هو شعر بشئ غريب يحدث بفندقه ليقول بتوجي لها :
– آيه هانم لمى حاجتك بسرعه هنخرج برا الفندق ده عمل ما اشوف إيه اللي بيحصل ومين اللي ليه مصلحه ف موتك.
نظرت له بتعجب وهي تقول :
– مش ده الفندق بتاعك برضو ي فريد؟! يعني المفروض يبقى اكتر مكان آمن لينا!
– لأ ي آيه هانم، بعد اللي قولتيه واللي حصل معاكي كده هو هيبقي اكتر مكان عليه العين فلازم فورًا نمشي من هنا وبوعدك إني هعرف مين اللي حاول يقتلك وإيه مصلحته، بس قبل كل ده هوريكي كل عمال الفندق وتتعرفي على الشخص اللي بتقولي عليه ده.
امآت له آيه بإبتسامه مُصطنعه خلف خوفها من القادم.
********************
صباح اليوم التالي
بينما كان ماهر في عمله، اتجه إلى غرفه اللواء جمال عندما أرسل له في أمر طارئ،ترجل بهدوء وثقه وهو يجلس بقول :
– انا عارف إنك باعتلي بخصوص القضيه بس حبيت أطمن حضرتك واعرفك إني مسكت طرف خيط الجريمه ومش هيهدالي بال إلا لما احلها واعرف مين القاتل الحقيقي.
نظر له اللوا جمال يحمحم بتعجب وهو يقول :
– انا آه بعتلك بخصوص القضيه بس علشان اعرفك أنها اتنقلت لزياد وهو دلوقتي المسؤل عنها ي ماهر.
انتفض ماهر من مكانه بصدمه يقول بلهجه عنيفه :
– بتقول ايييه!!! حضرتك واعي للي بتقوله ده!!
– اقعد ي ماهر واهدي، انت عملت اللي عليك، كفايه لحد كده وزياد هيهتم بالباقي، القرار ده نُفذ ي ماهر يعني مش لسه باخد رأيك، انا بس حبيت اعرفك قبل ما اسافر، ف ابسط ي سيدي مفيش حاجه هتشغل دماغك تاني.
– وزياد وافق على الكلام ده!!
قالها ماهر بِحده وغضب ليرد الآخر :
– سواء وافق أو موافقش ده قرار لا رجعه فيه، بلاش عصبيه زياده ي ماهر انت عملت اللي عليك، ايوه موصلتش لحاجه بس مش مشكله، زياد موجود هيكم..
قاطعه ماهر يستقيم في وقفته يقول بثقه :
– بس انا وصلت!
– وصلت لأيه!؟
قالها اللوا جمال بتعجب ليقترب ماهر يقف أمامه بتحدي :
– حاجه مش جديده عليا كنت عارفها بس محبتش اخد أي خطوه واتصرف بتهور لكن لما اتأكدت انا هتهور وهتهور جامد ي جمال بيه.
راقب اللوا جمال نظرات الغيظ والغل داخل عينيه ليرد بعدم فهم :
– مش فاهم ي ماهر، انا وقتي مش ملكي ولازم امشي دلوقتي ممكن تتكلم بوضوح أكتر من كده.
ابتسم ماهر بعدما حك أنفه يقول :
– الأسم ثلاثي : شهد خالد الجبالي
– السن : 24 سنه
– المهنه : حاصله على بكالوريوس تجاره ولسه قاعده عواطليه مش لاقيه شغل.
ندخل في المهم بقي، إنها علي علاقه بسمير النوبي وليها يد في قتله.
– اسكت خالص ي ماهر، انت بتقول ايييه!
– كلامي مش عاجبك ولا إيه ي جمال بيه؟! ارجوك العاطفه والحنان الابوي ده نرميه على جنب علشان نعرف نشتغل.
– اخرس، حسك عينك تجيب سيرتها في حاجه، بلاش غرور السلطه وأنك عاوز تحل انت لغز القضيه يخليك تتهم أي حد بدون أي دليل.
ابتسم ماهر بسخريه يُلقى بتلك القلاده أعلى مكتبه، واضعاً يديه في سرواله ينظر له قائلاً :
– اتفضل شوف السلسله دي.
كظم غيظه عندما جذبها بين يديه يحاول فتحها حتى وجد صوره شهد لكنه نظر ثانيهً إلى ماهر الذي كان ينظر له بسخريه بينما اردف بتعجب وعدم فهم :
– مالها السلسله!
– في داهيه السلسله! ،ركز علي اللي جوه السلسله، تقدر بقي تقولي انا لقيت فين السلسله العظيمه دي؟!!
في قصر سمير النوبي، لك انت تتخيل كده؟!
توسعت عينان اللوا جمال بصدمه وعدم تصديق يقول :
– انت بتقول أي كلام ي ماهر، ارجوك كفايه لحد كده وبلاش تتعب نفسك على الفاضي.
– واضح إنك مش مصدقني، أو مش عاوز تصدقني؟!
قالها ماهر بشك ناحيته بدايهً من حديثه ونقل القضيه إلى زياد، يتجول حوله مُحاولاً إرباكه وتشتيته لكنه وجده يُلقي تلك القلاده بعيداً وهو يحمل بعض الأوراق يقول قبل أن يرحل :
– احتفظ بدليلك لنفسك ي ماهر وسيب زياد ياخد فرصته وبلاش تتدخل.
– مقدرش ي جمال بيه اعذرني، أنت عارف ماهر الطوخي كويس وعارف أنه لو مسك حاجه مش هيعرف يخرج منها إلا وهو كسبان.
زفر بحنق يردد :
– دي قضيه زياد ي ماهر، خاف على شغلك وبلاش شغل العيال الصغيره دي اللي مش هتجبلك غير الوش.
– حتى لو بقت قضيته، مش مشكلتي ي جمال بيه، انا كل اللي أعرفه أن مفتاح القضيه بقي في أيدي ومش هسلمه لغيري ومحدش هيحله غيري انا!
قالها ماهر بغضب يرحل من أمامه بعدما التقط القلاده بين يديه وبداخله نيران تشتعل، ركب سيارته ثم قادها إلى منزله ثانيهً.
دلف شقته بصمت حائر ثم اتجه إلى المرحاض وبدأ في خلع ثيابه والحنق يتملك من وجهه ف بدا محمرًا للغايه وجسده يتشنج مع نزول قطرات المياه، ف قرر الاسترخاء قليلاً لذا التفت نحو ستاره صغيره مُعلقه حول حوض الاستحمام واغلقها عليه مع صعود البخار، اغمض عينيه وانشغل عقله في كيفيه إظهار حقيقه “شهد” وكيفيه كشف خداعها وعلاقتها بسمير النوبي التي نفتها منذ ذي قبل لكنه منذ البدايه وهو يعلم جيدًا أن خلفها شئ.
وبعد قليل حمل هاتفه يتصل بأحد ما ثم اغلقه وبعد ذلك ارتدي ثيابه والتقط مفتاح سيارته ثم رحل في غضب
*’*************’*
يقولون في الرحلات فلتصحبك السلامه، وها أنا برحله لا أعلم متى سأصل سالمًا، متى ستصل رحلتي على أرضها التي ستنبع بما تشتهيه نفسي، وتحبه ذاتي أم إنها ستظل عالقة في السماء بلا هبوط، بلا نجاه!.
بدأت آشعه الشمس الذهبيه تخترق غرفتها، مما ازعجها ذلك فدلفت للداخل بعد أن اغلقت النافذه، وشرعت في ارتداء ملابس الخروج استعدادًا للذهاب للجامعه تترك شهد علي سريرها تغطو في نوم عميقٍ
وبعدما انهت خرجت من الغرفه بحذر تقابل والدتها التي كانت تقرأ اذكار الصباح ثم التفتت لها تقول :
– صباح الخير ي ريم، إيه نازله الجامعه النهارده؟!
اقتربت ريم تقبل رأسها وهي تقول :
– ايوه ي حبيبتي، المهم شهد لسه نايمه جوه سيبيها نايمه لأحسن دي منمتش من إمبارح وابقي طمني ماما سوسن فوق إنها عندك.
امآت لها الأم لتتركها متجهه إلى جامعتها اليوم كي ترى هنا فقط وإلا لم تذهب.
وبعدما وصلت للحرم الجامعي وجدت هاتفها يدق ولم تكن سوي هنا التي قالت عندما ردت :
– ريم انا في المطعم، المحاضره اتلغت بتاعه النهارده وهتنزلنا اون لاين، مستنياكي متتأخريش.
اغلقت معها ريم وهي تخرج من الحرم الجامعي تركب تاكسي متجهه إلى ذاك مطعمهم المُفضل وبعدما وصلت، اخذت تجول بعينيها بالمكان حتى وجدتها على طاوله بعيده عن الأعين، اقتربت منها وهي تُلقي الصباح كعادتها :
– صباح الفل ي هنون ي قمر، عامله إيه دلوقتي.
ابتسمت لها بخفوت وخجل من فِعله أخيها لترد :
– صباح النور ي ريم، انتي اللي عامله إيه.
– انا زي الفل متقلقيش المهم انتى، انا نازله علشانك بجد النهارده.
نظرت لها هنا بخجل وحزن وهي تقول بأسف :
– ريم أنا مكسوفه منك اوي، مش عارفه اقولك إيه!.. كل اللي اقدر اقولهولك إني آسفه على اللي عمله أكرم، حقك عليا وي ريت توصلي اسفي لدكتور خالد لأني بجد اتحرجت منه جدًا.
– متتأسفيش ي هنا انا فاهماكي ومتقلقيش انا اتفهمت اللي عمله وخلاص مش زعلانه، المهم بس أنه ميكتشفش إننا بنتقابل علشان ميعملكش مشكله.
قالتها ثم ابتسمت بحب لتبادلها هنا نفس الابتسامه وهي تقول :
– حقيقي انا محظوظه بيكي ي ريم، مش عارفه اقولك إيه.
– متقوليش حاجه وبعدين ي ستي بلاش نكد بقي، انا هعزمك النهارده على بيتزا إيطالي تجنن علشان تدعيلي دعوات حلوه كده.
قالتها ريم ثم بعد ذلك طلبت علبتين ذاك حجم متوسط ومعهم مشروبهم الخاص.
– تعرفي ي هنا، انا المطعم ده بيخليني في عالم تاني بجد، بحس بأمان وراحه غريبه فيه، نفسي اشيله كده واحطه جنب بيتي بجد.
انهت جملتها بضحك وهي تأكل لتضحك هنا هي الأخرى على منظرها، اتجه إليهم جارسون في هذا الوقت يقول :
– بعد إذنكم ممكن تغيروا مكانكم لترابيزه تانيه علشان دي خاصه ب ماهر بيه الطوخي ومش عاوزين مشاكل.
نظرت له ريم بتذمر وهي تقول :
– وإيه الفرق ما بين الترابيزه دي وغيرها؟! حضرتك إحنا مش مطولين هناكل ونمشي ورانا محاضرات.
– أيوه ي فندم بس دي بأسمه ومحدش بيتجرأ يقعد عليها غيره.
– ولما بأسمه سمحتوا لينا بالقعده لي من الأول؟!
– حضرتك أنا معرفش غير أنكم لازم تغيروا مكانكم قبل ما يصل.
– خلاص ي ريم يلا بينا مفيش مشكله.
– لأ مش هقوم ي هنا اقعدي، هخلص اكلي وبعدها هنسبلكم المطعم كله مش الترابيزه بس.
– حضرتك أنا مقدر أنكم بتيجوا المطعم علطول وانتو فوق راسنا، وانا مش طالب منكم حاجه غير أنكم تغيروا مكانكم مش أكتر.
– طيب تمام ولا يهمك هنقوم حالاً.
قالتها هنا وهي تمسك يد ريم التي تيبست مكانها بغضب على عكس عادتها ترفض ترك هذه الطاوله.
تقدم ماهر في ذلك الوقت إلى طاولته المُفضله تلك البعيده عن الأعين لكنه توقف مكانه عندما وجد نفس تلك الفتاه تجلس بها بِعناد ترفض التخلي عنها، لاحظه الجارسون ليتقدم إليه بصدمه وهو يقول مُعتذرًا :
– ماهر بيه انا آسف، انا قاعد بحاول معاهم لكن هما مش راضيين بالذوء، هطلبلهم الأمن حالاً.
شهقت ريم وقتها بعدما رأته فعلِمت وقتها من يكون هو بعدما اخبرتها شهد الأمس بكل شئ ثم حاولت أن تظهر طبيعيه تقول بثبات وثقه :
– اطلبهم، عمل ما ييجوا اكون خلصت وجبتي بالمره، اقعدي ي هنا.
نظرت لها هنا بصدمه من تصرفاتها الغير معهوده لكنها جلست ثانيهً بتعجب تنظر لها فقط بينما ماهر تحدث حينها ينظر في عينيها فقط :
– لأ متطلبش حد انا هتصرف، أمشي أنت.
نظر لها بتمعن يُراقب عنادها وجرئتها أمامه ليجلس هو جانبهم يقتلع نظارته وهو يقول واضعًا ساق فوق الأخرى :
– وأنا معنديش مشكله تفضلوا قاعدين لحد ما تخلصوا.
ثم صفق بيديه كي يجلبوا له مشروبه الذي عندما غضب أو تعكر صفو مزاجه آتي إلى هُنا على طاولته الخاصه بينما ريم تنهدت بضيق من طريقته لكنها حاولت جاهده أن تبدو طبيعيه وهي تأكل ثم تنتهي وترحل مثل ما قالت بينما هو تعجب من كونها ما زالت تجلس بعد ما فعله
توقع أن تنهض وترحل لكنه وجدها تجلس بثقه أكثر وكأنها لا تراه من الأساس، ابتسم مُتعجباً يقول بصوت خافت :
– هقول إيه مانتي بنت عمك شهد!
سمعت ما قاله لتنظر له بترّقب تردف :
– افندم خير!
– كله خير ي آنسه ريم، المهم إيه أخبارك انتي وبقيه العيله.
كانت هنا تتابعهم بعدم فهم وهي تقول :
– انتو تعرفوا بعض؟!
كادت أن ترد بالنفي لكنه منعها عندما قال بسخريه :
– عز المعرفه.
– هنا حاولي تخلصي علشان نمشي معندناش وقت
قالتها قاصدهً إهمال وجوده بينما هو كان يبتسم في اثرها أكثر عندما تتحدث أو تردف بأي كلمه لا يعلم لِما لكنه يشعر بالمُتعه عند رؤيتها أو التحدث، لاحظت نظراته التي كانت متعلقه بها
وقف الطعام في حلقها اخذت تشهق غير قادره على التنفس ليعطيها كأس المياه بصدمه وهو يقول :
– على مهلك محدش بيجري وراك..!
نهضت فورًا بعدما شربت وهي تقول :
– يلا بينا ي هنا.
قالتها بفرحه بأنها فعلت ما قالته لكنها لم تدوم هذه الفرحه كثيراً عندما وجدت شخص من بعيد يتجه إليهم وكأنه كان يقصدها هي، لم تشعر بقدميها التي خانتها ووقعت أعلى الكرسي مرًه ثانيه وهي تبتلع ريقها بصدمه وقلبها يعلو ويهبط.
نظر لها ماهر بتعجب من تغيرها وخوفها البادي على ملامحها ليقول :
– خير ي آنسه ريم أنتي كويسه؟!
آتي ذاك الشخص مُقتربًا وهو يقول بخبث بعدما وجد ريم موجهاً حديثه إلى ماهر :
– ماهر بيه منور الدنيا، عمل ما قالولي إنك هنا قولت لازم اجي بنفسي أسلم عليك.
نهض ماهر يحتضنه مُرحباً به وهو يقول :
– عامل إيه ي مدحت واحشني اوي.
بينما كانت ريم علي وشك فقدان وعيها من ما تراه أمامها.

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى