رواية عيون أوقفت التار الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير توفيق
رواية عيون أوقفت التار الجزء الرابع
رواية عيون أوقفت التار البارت الرابع
رواية عيون أوقفت التار الحلقة الرابعة
صوت رسايل كتير ورا بعض جت على تليفونه، مسكها وفتحها بدهشة قبل ما تتحول نظراته لغضب وعيون بتطلع نار، لف الفون يواجهها بيـه و- أية دا ياهانم؟
وسعت هي كمان عيونها بصدمة أزاي الصور دي وصلتله!!
– ردي عليا أية دا؟
بإرتباك ردت- معرفش
عمل زوم لصورة منهم و- شوفي كدا، الصور دي أنتِ كنتِ بعتاها لدياب؟
كانت صور ليها بهدوم البيت، مبعوتة ليه وكإنها متاخدة أسكرين من حساب دياب.. هزت راسها بالنفي و- لا والله أبدًا، الكلام دا محصلش واصل، أنا مستحيل أبعت حاجة زي إكدة ليه
شـد شعره بجنون و- أومال أية دا ومين ليه مصلحة إنه يبعتلي حاجة زي دي؟
مسكت منه الفون وعملت زوم في كل الصور تبصلها كويس و- الصور دي چديمة چوي، كانت على محمولي الچديم اللي باظ، كنت بحب أحتفظ فيه بحاجتي
وقف عن الحركة وبصلها- وفين تليفونك دا دلوقتي؟
-في بيت أهلي، بچولك بايظ، بس مين اللي بعتلك الصور دي؟
-رقم غريب بس هعرفه ومش هرحمه
بتوتر مسكت طرف قميصه تسأله- أنت مصدقني صح؟
-طبعًا ياشامخة، أنا مشكيتش فيكِ للحظة، انا بس شبت فيا نار الغيرة لما فكرت إن دياب ممكن يكون شافك بالشكل دا
نفت بسرعة و- ورحمة أخويا ما حصل الكلام دا واصل
أبتسم ليها بإطمئنان قبل ما يربت على دراعها بحنان و- ريحي شوية أنتِ جاية من الكلية تعبانة وانا هخلص شوية شغل وراجع
سابها ومشى وهي فصلت تبص لآثره بتعجب، مش قادرة تصدق هدوءه وإحتواءه ليها في موقف زي دا، تخيلت حد غيره، كان قتلها من غير لحظة تفكير، ومهما قدمت مبررات مكنش هيسمعها أكيد
– بس مين ليه مصلحة من حركة سخيفة زي دي؟
****
بالليل نزلت تتعشى معاهم بعد ما نادوها، كانت جينا مشيت بعد ما فضلت مستنياها تنزل وتحرق دمها لكن دمها هي اللي أتحرق في الأخر فـ مشت، دخلت عليهم تردد السللم بحياء، لسة بتحس بالخرج والخجل وسطهم
أم ريان ببسمة خفيفة- تعالي ياحبيبتي
ندى- صحي النوم ياستي دا أنتي طلعتي خفيفة خالص ومن أول يوم كلية فرهدتي
شامخة- اليوم كان طويل چوي هناك ومليان حاجات كتير، متوچتش إكدة واصل
ندى بمشاكسة- أنتِ لسة شوفتي حاجة، بس مبسوطة؟
بعيون لامعة- چوي ياندى، مش مصدچة لحد دلوچتي أصلًا إني كنت هناك
بصولها الأتنين ببسمة خفيفة، في نفس اللحظة اللي ظهر ريان من وراها وربت على كتفها و- المهم ترفعي راسي وكل تقديراتك تكون إمتيازات، أقل من كدا هيكون نهارك أبيض
قشعر جسمها من لمسة إيده لكنها بصتله بخجل و- هيحصل إن شاء الله
بص ريان لأمه اللي قالت بقلق- في أية ياريان سمعتك من شوية بتتكلم وصوتك كان عالي أوي
– مفيش ياماما دا حوار تبع الشغل
بص حواليه و- فين جينا؟ مشيت ولا أية؟
رفعت شامخة راسها وبصتله بضيق، أنتبه لنظرتها فـ بمكر أكتر تابع- كنت مفكرها هتتعشى معانا زي العادة، ياخسارة دي كانت بتفتح نفسي جدًا على الأكل
بصتله أمه بدهشة مين دي اللي بتفتح نفسه؟ دا يوم ما بتزورهم بيدور على أي حجة علشان ميقعدش في البيت لحظة معاها!
ندى بضحكة خفيفة بعد ما فهمت اللي بيعمله- باباها أتصل أستعجلها ياأبية فأضطرت تستأذن بس متزعلش هتشوفها قريب تاني
بصلها بحاجب معقود بمقت، كملت هي بضحكة شماتة- أبوها هيعمل حفلة علشان كسب صفقة جديدة وهي عزمتنا مسبقًا وأستنى أتصال منه كمان
شامخة كانت بتسمع كل دا وبتحاول تبين إنها مش مهتمة، لكنها مهتمة! جوزها مهما كان، رغم عن الظروف
وزي ما هو بيبين إمتلاكه ليها وإنها حقه، هي كمان حقها تعمل كدا
على الأقل تنغص حياته زي ما بيعمل معاها!!
بعد ما خلصوا العشا قعدوا سوا مع بعض شوية وبعد كدا كل واحد دخل أوضته و..
****
– أمسك ياعبعال دا رچم ظهر إنه من حدانا في البلد إهنه، عايزك تعرف بتاع مين وأشتراه أمتى وتجبهولي من تحت الأرض
خد الغفير ورقة مكتوب فيها نمرة تليفون وهز رأسه بالإيجاب- اللي تؤمر بيه ياحج رشوان، هجبهولك راكع، بس چولي بس صاحبه مضايچك في أية وانا أچطعلك خبره
– أعمل اللي أنا طلبته وبس، متتصرفش من دماغك ياواد فاهم..
-ماشي ياحج، هفوتك بعافية
سابه ومشى وإتنهد رشوان، أفتكر لما حفيده كلمه من شوية وصوته متعصب وبيطلب منه الخدمة دي، لسة بيحاول يكون خطوط عن اللي بيحصل، ومش عارف، لكن كل اللي بيتمناه إن المشكلة متكونش ليها علاقة ببيت فزاع، ما صدق إن الأمور هديت بينهم
والمية يا دوب بدأت تجري بينهم، بدل الدم..
****
أول ما دخلوا أوضتهم وقفت قدامه وحطيت إيدها في وسطها وسألته بعصبية- دلوق تچولي حالًا أية علاچتك بالظبط بالبتاعة اللي أسمها جينا ولا فينا دي
– أعتقد هي وضحت دا لما كانت هنا
– يعني أنت كنت خاطبها فعلًا؟
قرب منها ونزل إيدها عن وسطها وحط إيده مكانها يحاوطها بيهم ويقربها منه و- ولو دا فعلًا إية اللي مضايقك في الحوار؟ مش أنتي مش معتبراني جوزك ودا مش جواز طبيعي
حاولت تفك إيده لكنها مقدرتش فأستسلمت، ففي حوار أهم دلوقتي و- جوازنا طبيعي ولا صناعي دي حاجة بيني وبينك، لكن مش بين الناس، كيف ما أنت رايد مجبش سيرة راجل تاني على لساني چدامك، من حچي كمان أعمل معاك إكدة، متجبش سيرة ست غيري، مش أنت جيبهالي بكبرها البيت..
ضحك على عصبيتها الظاهرة لدرجة إن وشها أحمر و- أنتِ فاهمة غلط، انا مجبتهاش، هي بتيجي لوحدها
بإندفاع – لأنها ست واچعة
ضحك من قلبه على كلمتها و- مش ذنبي إني حلو وأتحب
– حلاوتك ماسخة أصلًا، هي اللي معندهاش زوچ
بصلها برفعة حاجب و- أنا حلاوتي ماسخة؟ مش عاجبك شكلي
– مچولتش إكدة، چصدي مهما كان البت دي چليلة حيا وأنا معيزاش أشوفك جنبيها تاني
أبتسم على توترها اللي بيدل على إنها كدابة وبتتكلم من ورا قلبها، فهو عارف كويس مدى وسامته، ومش من رؤيته لنفسه بل بكلام الكل عنه، وسامة وجمال مع هيبة صعيدية خالصة، خلته ميكس ميتعوضش..
– والله أنا بحاول بس الموضوع صعب شوية، جينا أتربت لفترة برة مصر وبالنسبالها كل دا عادي
شهقت بخضة و- عادي تبوس راجل غريب من خده!
– وأكتر من كدا كمان
وسعت عيونها- أكتر من إكدة أزاي يعني، قولي البت اللي ملچياش حد يلمها عملت معاك إية تاني
ضحك و- مفيش حاجة من اللي في خيالك بس بفهمك أن العادات مختلفة، فلما باباها عرض عليا إننا نرتبط أنا وهي ونتخطب، هي بقيت معتبرة إن خلاص في بينا مشروع أرتباط وبقينا سـوا
– يامراري، أبوها اللي عرضها عليك؟
– اه وعلى فكرة دا عادي بيحصل كتير في بعض الدول، وبيحصل في عالم المال أكتر، لو شركتين عايزين يقوا علاقتهم بيعملوا إندماج وكدا وبيبقى الحل علشان يحافظوا على الإندماج دا إن يبقى في جواز
– كيف ما حصل في التار
– حاجة شبة كدا
– وحضرتك بقى..
بصتله بضيق و- كنت موافچ على حكاية الأرتباط دي طبعًا
– قولتله إديني فرصة أفكر، كنت ببص للموضوع بطريقة عملية بحتة، كدا كدا انا مكنش في حد في دماغي، ومهما روحت أو جيت هتجوز، فلية لا؟ جينا بنت فيها يمكن صفات سيئة زي إنها مندفعة ومتهورة وهي مدللة شوية لكنها مش بالبشاعة دي وممكن تتغير، ومن ناحية الشغل فـ دا كان هيفيدني جدًا و..
كل كلامه مكنش حقيقي، هو رفض العرض لكنه حب يجود وهو شايف ملامحها اللي إحمرارها بيزيد وغيظها اللي بقى باين للعيان
قاطعت كلامه هي بسخرية- جيت أنا بچي چطعت عليك فرصتك الذهبية مع الهانم، بس يكون في بالك
بصتله بعيونها الساحرة اللي هي سبب شقلبة حاله من ساعة ما شافها و- لو فكرت مجرد تفكير إنك تتجوز البت دي عليا أنا هچتلك وهچتلها، مش شامخة اللي تيجي عليها ضرة
شاورلها بسخرية و- ياستي أهمدي بقى هو أنا عارف أتجوزك علشان أبص لغيرك
– ما أنت يتخاف منك، البت شكلها كانت عجباك علشان إكدة مرفضتش عرض أبوها طوالي
– ياشوشو ياحبيبتي
رفعت حاجبيها ورمشت بصدمة- يا مين؟ انا شامخة يتچلي شوية
بصلها بقلق و- أومال أقولك أية؟ أدلعك أزاي
– متدلعنيش، ناديني كيف ما ادأنا.. شامخة
عيونه لمعت بالهيام و- هو فعلًا مفيش اسم يليق بيكي غيره، مين الجامد اللي أختارلك الاسم دا؟
عيونها غامت بالحزن وهو بصلها بقلق خايف تنطق اسم ممكن يرجع كل حاجة لنقطة الصفر تاني، كإنهم ممشوش خطوة لقدام، وكأن علاقتهم مصفيتش للحظة
– علي أخوي
غمض عيونه براحة، كان بدأ يغضب من فكرة إن كل ذكرى ليها مرتبطة بـ دياب خطيبها لكن أخيرًا ظهر حد تاني في الصورة
– اللي يرحمه..
— يارب
ملامحها اللي سكنت بحزن وأنطفى اللمعان منها، وكتفها اللي أتدلدل في لحظة خلته يحاول يطلعها من حالتها.. فمكنش قدامه غير يقول بخبث- عمومًا انا بفكر أنزل بكرة ولا بعده أشتري بدلة جديدة علشان حفلة عيلة جينا، جينا قابلتها كتير وتقريبًا شافتني بكل البدل اللي عندي ولازم أ…
سكت بصدمة لما لقيتها قربت عضته من دراعه، أية رد الفعل الغريب دا؟
رفعت راسها عن دراعه تبصله بإنتصار و- كل مرة هتجيب سيىة ست على لسانك هعضك
لمع الخبث في عيونه وبدأ يقرب منها وهي ترجع لورا بقلق لحد ما لزقت في حيطة وراها وحاوطها بدراعاته و- حلو وأنا موافق، لكن وبالنسبة ليكِ.. كل ما تجيبي سيرة راجل على لسانك أعمل أية؟
– انا مستحيل أجيب سيرة راجل ع..
قبل ما تكمل مال عليها وباس خدها، بعد عنها لقيتها بتبصله بصدمة فقال ببراءة- قولتي كلمة راجل
– بس أنا چصدي إني أنطچ اسم راجل مش..
باسها تاني
– أوف بچي..
– عجبني العقاب دا أفتكري كل شوية تقولي اسم راجل وانا قاعدلك هنا، أحكيلي عن دياب خطيبك كدا؟
– أنا كنت هعتذر عن إني كنت بضايچك ب..
سكتت وسابت كلامها معلق وتابعت- دلوق عرفت چد أية الحوار يضايچ
– لا انا دلوقتي مش مضايق خالص، الأول يمكن، دلوقتي انا عايزك تتكلمي عنه زي ما أنت عايزة
نفت براسها و- لا خلاص، الله يرحمه
– اللي هو مين؟
بإندفاع – دياب
أبتسم بإنتصار ومال يبوس خدها تاني وهي زعقت بغيظ
– كفياك عاد
– يا مين؟
– ياريان
– اسم راجل دا ولا مش راجل
وقرب منها، قالت وهي بتمد إيدها تحطها على صدره وتوقفه- بس أنت جوزي مجبتش سيرة حد غريب
– ولو.. ولو
– كدا خم عاد
– وماله، انا بموت في الخم
عدى كام يوم وشامخة الموضوع بالنسبالها بقى أسهل وأحسن، بتحقق حلمها، قربت أكتر من أهل ريان، وبقى في بينها وبينه لغة حوار، حتى خناقاتهم مبقيتش عنيفة، ومش مليانة كلام جارح.. بدأت تشم هوا في علاقتها معاه!
أبتسم وهي بتمسك الفون تتأمل الاسم قيل ما ترن عليه
الأسم اللي كانت حفظاه عن ظهر قلب من سنين وسنين هو وصاحبه.. اللي ياما فضلت تحلم بيه، قبل ما يحصل منه اللي خلاها تكرهه.. لدرجة لما أتحقق حلمها وبقيت ملكه، بقيت هي اللي رفضاه!
– مش لو مكنتش عملت إكدة من البداية، حياتنا دلوق كانت تبقى أحسن بكتير چوي عن إكدة؟ لية عملت إكدة ومليت چلبي چسوة من ناحيتك وخليت زي ما يكون صخرة چاعدة على چلبي متزحزحتش عن مكانها لسنين
لكن دلوقتي.. الصخرة بدأت تتهز وأخيرًا..
****
– أيوة ياجدي، عرفت الرقم بتاع مين
– أيوة ياولدي، مش هتصدچ، دا طلع رچم همام، إبن عم مرتك
– مين؟
وسع عيونه بزهول، لية همام ممكن يعمل حاجة زي دي؟ هيستفاد منها أية؟ أفتكر لما أتعصب يوم الجلسة أول ما أتقدموا لشامخة، يمكن غيران على مرات أخوه؟ مش عايزها تكون لواحد غير اخوه؟
يمكن! إتنهد بحيرة وضيق حاول يتحكم فيها لما لقاها بتتصل و…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون أوقفت التار)