رواية ساعة الانتقام الفصل الثامن عشر 18 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الثامن عشر
رواية ساعة الانتقام الجزء الثامن عشر
رواية ساعة الانتقام الحلقة الثامنة عشر
كان قد حل المساء واقتربت ساعات الليل، كانت تجلس بغرفتها مُمسكه بهاتفها بيديها والابتسامه تعلو شفتيها مفتوحهً على صوره لها برفقه فريد، ف على الأغلب هذه الصوره الوحيده التي تجمعها به!
وفي ظل صخب ذكرياتها، تلألأت ذكرى جميله تحتفظ بها في أعماق قلبها، ترفض التخلي عنها، تتذكر دقات قلبها العنيفه حينها، كيف كانت تتطرق تأهباً لحديثه الصادم والمزلزل لكيانها.
راحت تتذكر هذا اليوم جيداً
“فلاش باك”
تألقت في اختيار ثيابها واهتمت كثيراً بمظهرها وخاصهً ملامحها التي قضت الليل بأكمله في العنايه ببشرتها كي تبدو صافيه بقدر ما تشعر به الآن من سعاده مُميزه، تحركت كالفراشه بفستان نبيذي اللون أمام المرآه برضا تام بعدما انتهت من تجهيز نفسها.
فكان اليوم إحتفال كبير بمنزلها بمُناسبه عيد ميلادها العشرون وكان ايضاً إحتفال مُهم للوا سليم أراد أن يعقده منذ فتره لكنه قرر أن يتم في هذا اليوم المُميز حيث مجئ ابنته على هذه الحياه.
بينما كان فريد يتجول بحديقه القصر مُراقباً الوضع، يضع سماعات بلوتوثيه في اذنيه يتحرك بخطي ثابته، توقف بُرهه مكانه عندما سمع أحد المدعوين بالحفل يُبارك لسمير النوبي على شئ اثار غضبه وغيرته :
– والله احلي خبر ي سمير بيه إنك هتناسب اللوا سليم.
أبتسم سمير بِود يقابله قائلاً :
– حبيبي تسلم عقبالك.
اخذ فريد يكذب أذنيه من ما سمعه ليخيب ظنه عندما آتي شخصً آخر يقول :
– ألف مليون مبروك علي الخطوبه مُقدماً ي سمير بيه وآيه هانم هتبقي محظوظه بحد زي حضرتك.
شلّت قدميه وتوقفت انفاسه، عقله رافضاً ما سمعه، ظل على هذه الوضعيه عِده دقائق ثم فاق من واقع صدمته على صوت رنين هاتفه، نظر بحزن شديد ولم تكن سوي آيه.
لم يجدر على الرد وقتها، لكنها كعادتها تصرفت بجنون وأخذت تدق به كل دقيقه وبعدما ملّ قرر الذهاب إليها بنفسه كي يعلم ماذا تريد منه، وبداخله مُعتقداً أنها تعلم بشأن هذه الخطوبه.
تقدم إلى غرفتها يدق بابها إلى أن تسمح له بالدلوف
– ايووه ادخل.
دلف فريد ونيران الغيره تشتعل في صدره وتلك الكلمات تتردد في أذنيه، نظر لها بإنبهار وهي تعرض فستانها له تقول وسط شهقات ضحكاتها العاليه فهذه هي أول مره يراها بهذه السعاده،أحقاً هذه السعاده لأجل خُطبتها اليوم! عزم ألا يُعكر مزاجها حتى وإن كان ذلك يشعره بالإحباط، ابتسم إبتسامه عاشق قائلاً :
– فستانك جميل زيك ي آيه هانم.
– يااه أول مره تقولي كلام حلو ي فريد.
قالتها بسعاده وخجل تنظر له بُرهه ثم تبعد نظرها، أبتسم هو بألم يُخرج من سرواله علبه بها هديه ثم قدمها لها بحب يهتف :
– كل سنه وانتي طيبه ي آيه هانم وإن شاء الله سنينك الجايه كلها تبقي بصحه وعافيه.
التقطت هذه العلبه تفتحها بشغف لترى خاتم بسيط جميل حملته بحب بين يديها وهي تنظر له تقول بصوت خافت :
– وانت طيب وبخير دايماً ي فريد.
لتُكمل بخجل :
– ممكن طلب.!
امآ لها في صمت لتقول هي بمرح :
– ممكن تلبسهولي؟!
ابتلع ريقه بتوتر من طلبها الغريب، ظل مُتردداً لكنه عندما وجد إبتسامتها، حمل منها الخاتم يُلبسها إياه في مشهد لم تنساه آيه مُطلقاً وبعدما انتهى كاد علي وشك الخروج من أجل عمله لكنها استوقفته بتوتر وهي تفرك كلتا يديها تنظر بالأرض، تضم شفتيها على بعضهما تحاول إخراج الكلمات بشكل مُنسق ولكن للحظه همست داخلها “تبًا للكلمات المُنسقه وتبًا للمشاعر المُرتبه ومرحباً بكل ما هو عشوائي! وعند ذلك الحد اردفت بنبره غير متزنه، لا تحمل الثبات بتاتاً :
– فريد انا كنت عاوزه اعترفلك بحاجه كده.
– اتفضلي ي آيه هانم.
قالها بحيره من تصرفاتها هذه الليله.
– هو.. بصراحه.. انا… اناا ب..
توقفت عندما آته إتصال مفاجئ ليرحل من أمامها مُسرعاً قبل أن يودعها حتى!
– بقي كده ي فريد! بقي انا بقالي أسبوع بحاول امرن نفسي علي الجمله دي وفي الآخر تبوظلي كل حاجه.
جلست أعلى سريرها بحزن وتذمر بعدما رحل.
بينما بغرفه اللوا سليم الشخصيه كان يقف أمام سمير النوبي الذي كان يقول :
– طيب كان المفروض فريد يعرف على الأقل أنها خطوبه مُزيفه.
– مكنش ينفع ي سمير، فريد قريب من آيه اوي وكان ممكن يعترفلها بحاجه زي دي.
– طيب وآيه المشكله ي سليم بيه؟! آيه عنيده جداً وكنت لازم تهيأها لحاجه زي كده.
– آيه بنتي لازم تبقي متأكده أن دي خطوبه بحق وحقيقي الفتره دي، انا عارف آيه بنتي كويس ولو عرفت الخطه بتاعتنا احتمال كبير تفشل وانا ده مستحيل ارضى بيه.
تنهد سمير بحيره وحزن هو الآخر داخل قلبه لأن هذا الخبر سيؤلم حبيبته، لكنه عزم على مساعدته فاللوا سليم له افضال كثيره عليه وهذا واجبه.
– اللي تشوفه ي سليم بيه، مش يلا بينا علشان الحفله على وشك أنها تبدأ.
أبتسم اللوا سليم وهم يرحلون من الغرفه متجهين إلى حديقه القصر بترحاب للجميع.
أشار اللوا سليم وقتها لفريد بجلب آيه وحراستها جيداً، امآ له فريد بإستجابه سريعه يتجه داخل القصر ثانيهً قاصداً غرفتها.
كان باب غرفتها على مصراعيه وكانت هي بالمقدمه تلتقط عده صور لها بأوضاع اضحكته رغمًا عنه.
– آيه هانم الحفله هتبدأ، سليم بيه بعتني علشان اجيبك.
زفرت آيه بحنق طفولي من كلامه الجدي معها تقول :
– فريد ممكن تتكلم معايا عادي بلاش هانم دي ممكن! الألقاب دي بتقفلني من الشخص.
– انا اتعودت على كده ومتهيألي إني مهعرفش اناديلك إلا كده اعذريني.
قالها فريد مُحاولاً الثبات والصمود أمام عينيها وطريقتها ليجزم على حديثه مره ثانيه لتطلب هي منه طلب مُفاجئ :
– طيب قبل ما ننزل ممكن ناخد صوره.
قالتها بعفويه مُتوقعه أن يُلبيه مثل كل مره لكنه صدمها برفضه التام بعنف :
– لأ مهقدرش، ممكن ننزل علشان اتأخرنا.
– مهتقدرش!
– آيه هانم بلاش الطريقه دي ارجوكي، خلي بينا حد بعد كده أفضل علشان محدش فينا يتعب.
قالها فريد وقلبه يتمزق، ينظر بالفراغ غير قادراً على النظر إليها.
اقتربت إليه بتعجب وصدمه تقول :
– أنت بتعاملني كده ليه ي فريد؟! كل ده علشان طلبت نتصور صوره!
اغمض عيناه يقول بعدما أخرج تنهيده مُثقله :
– المشكله مش ف الصوره.. المشكله ان…
توقف مُحاولاً تهدأه نفسه يقول وقد ارتسم قناع الجديه :
-ممكن ننزل! دي حريه شخصيه وانا مش عاوز أظن واضح.!
امتلأت عينيها بالدموع وهي تتراجع إلى الخلف تعطيه ظهرها تمسح دموعها الغزيره وهي تقول :
– تمام انزل أنت وانا جايه وراك.
– مينفعش لازم تنزلي معايا ده طلب سليم بيه.
زفرت بقوه تعكس ما بداخلها من ضيق وتضجر تهندم نفسها وهي ترحل من الغرفه أمامه دون أن تجيبه أو تعطيه أي اهتمام.
بينما هو رغم حزنه وتعنيفه لذاته على ما صدر منه بحقها وجعلها تبكي في يوم مثل هذا، لكن شعر أن هذا الحل الوحيد كي ينساها!.
اتجهت آيه إلى الحفل وسط تصفيق الجميع بحراره، ابتسمت لهم جميعاً إبتسامه باهته عكس ما كانت عليه مُنذ قليل وبسببه هو وحده!
– كل سنه وانتي طيبه ي حبيبه بابا.
– وحضرتك طيب ي حبيبي، كل ده علشاني انا! مكنش ليه لزوم تتعب نفسك ي حبيبي.
احتضنها سليم بحب يردف :
– انا كلي ليكي ي بنت قلبي، هو انا عندي كام آيه، ده انتي بنتي الوحيده اللي جيتي مليتي عليا الدنيا.
– الله الله على الكلام، متحرمش منك ي أغلى حد في الدنيا.
اقترب سمير يقول بتهنئه وهو يقدم لها هديه فخمه كثيراً :
– كل سنه وانتي طيبه ي آنسه آيه عقبال مليون سنه، دي حاجه بسيطه اتمنى انها تعجبك.
– ميرسي جداً ي سمير بيه.
فقد بدأت الحفله وابتعدت آيه مُقتربه من بعض اصدقائها تحتضن صديقتها المُقربه”شهد”
– أحلى هابي بيرث داي لأجمل ايوشه.
– حبيبتي ي شهد ربنا يخليكي ليا.
– هو ده فريد اللي كلمتيني عنه؟!
تعجبت آيه تنظر في إتجاه نظر شهد لتجد فريد خلفها بضع خطوات فقط وكأنه يحاوطها من جميع الجهات لترد بتعجب تنظر مُجدداً لشهد :
– آه هو سي فريد.
ابتسمت شهد تقول :
– إيه ضايقكك في حاجه ولا إيه!
زفرت في ضيق ترد :
– لأ مفيش، دقيقه ي شهد ورجعالك انتظريني.
اتجهت ناحيه الاوبن بوفيه تطلب وجبه لأنها لم تأكل أي شئ منذ الصباح، اخذت الوجبه بين يديها لتجده خلفها عائقاً يقول بصوت رخيم :
– آيه هانم ممنوع تاكلي إلا لما تقطعي التورته.
– أنت بتقول إيه؟! انا جعانه وبعدين إيه العلاقه.
– كل الحضور زيك ومنتظرين جنابك تقطعي التورته وبعدين ياكلوا.
نظرت له بغيظ ترد بطريقه ازعجته قليلاً :
– أنت داير ورايا ليه كده! ممكن تسيبني في حالي النهارده علي الاقل عاوزه اخد حريتي.
حمل منها وجبه الاكل بعنف يُعيدها ويطلب منهم ألا يعطوها أي شئ إلا مع الجميع.
– افندم!!
– اتفضلي عند صحابك مينفعش توقفي هنا كتير.
فقد فاض بها من تحكماته وكلماته القاسيه الذي يتفوه بها ولا يعلم كم هي تتألم داخلها تقول في غضب وهي تشير بإصبعها أمامه :
– أنت مين علشان تكلمني كدده هااا؟!! انا هعمل اللي انا عايزاه، انت ملكش كلام معايا أنت فااهم!!
تحركت من أمامه بعدما رمي عليها نظرات حانقه مُكتظماً غيظه
أشار لها والدها كي تأتي جانبه ليتم قطع تورته عيد ميلادها، اقتربت منه وما زالت غاضبه تنظر له من حين لآخر بغضب.
بدأت في قطع قوالب التورته بهدوء وسط إحتفال عظيم وتصفيق حار يدوي المكان بعدما انتهت.
نظر سليم وقتها لسمير الذي امآ له مُتنهداً بقوه بعدما لاحظ وجود “شهد” التي كانت تنظر له بحب من حين لآخر، لا يعلم ماذا ستكون رده فعلها بعد ما يحدث لكنه يعلم جيداً كم ستتألم وتنجرح بسببه.
توقفت الموسيقى بأمر من اللوا سليم، فقد علم فريد وقتها ماذا سيتم لذا قرر الإبتعاد فرؤيته لهذا الشئ معه سيتحطم قلبه لكن لم يهنيه اللوا سليم علي ذلك أشار إليه كي يأتى ويقف جواره.
كانت تقف آيه جوار والدها تطالع فريد الذي يرهق قلبها بحبه، فقد قاومت وسامته كثيراً التي جذبت انظارها وانظار فتيات الحفل، فتى احلامهن التي تتوفر به كل الصفات بدايهً من ملامحه الرجوليه الخشنه، وطوله الفارع وتناسق جسده.
أما عنه وجدته يتمّعن النظر بها بطريقه غريبه، خجلت من نظراته تنظر للارض وهي تضغط فوق يد والدها وهي تجاهد مشاعرها الثائره بفعل نظراته التي كانت تشملها في هدوء آثار دهشتها،
لأول مره تتجرأ نظراته وتتجول فوق ملامحها بهذا الشكل المُخجل، هل هذه النظرات ندم وتعويض عن ما بَدر منه هذه الليله تجاهها!
فكان يتفحص كل إنش بها مُقتنعاً أنه لن يحظي بهذه النظرات بعد هذه الليله.
– ودلوقتي اقدر اقولكم أن ميعاد حفلتنا الأهم بدأ، وأقدر اقولكم عن مفاجأه الحفله.
أبتسمت آيه وهي تصفق مثلما يفعل الجميع ولا تعلم عن أي مفاجأه أبيها يتحدث!
– وهي خطوبه رجل الأعمال الكبير سمير النوبي على بنتي آيه.
صفّر الجميع بحماس وسرور عقب انتهاء حديثه، أما عن آيه اختلي توازنها وهي تتمسك بأبيها بعد ما سمعته تقول بصوت خافت :
– إيه اللي بتقوله ده! خطوبه مين!
اقترب سمير يقف جوارها كي لا تفعل أي شئ خاطئ يجذب يديها بين يديه بطريقه جعلت فريد ينظر الناحيه الأخرى مُغمضاً عينيه وقلبه على وشك التوقف.
وكانت شهد صدمتها لا تقل عن آيه بعدما ترنحت تنظر فقط لسمير الذي كان يرتدي قناع السعاده بهذه الخطوبه
اشاحت يديها بعيداً عنه بقوه تقول بصدمه وقد ارتفع صوتها قليلاً :
– خطوبه مين ي بابا!! أنت ازاي تاخد قرار زي ده من غير ما ترجعلي!!
نظر فريد لها بإبهام هو الآخر من عدم معرفتها يتابع واقع صدمتها بينما كان سليم يتفادي الرد مُشيراً إلى تشغيل الموسيقى مره أخرى كي لا يسمع أحد صوتها.
– آيه ي حبيبتي اعملي اللي بقولك عليه ده لمصلحتك، ارجوكي متبوظيش حاجه.
قالها اللوا سليم يهدأ من روعتها لكنها لم تستجيب هزت رأسها بالنفي تقول مُبتعده :
– انا مش موافقه على الكلام ده، لا مستحيل اوافق ي بابا.
– علشان خاطري ي آيه لازم تتم خطوبتكم النهارده وبعدين هفهمك.
– لأ ي بابا ارجوك متضغطش عليا في حاجه زي دي مقدرش.
– ي آنسه آيه والدك معاه حق هو…
لم يُكمل جملته عندما اوقفته بيديها تقول بغضب :
– من فضلك متتكلمش، لازم تتصرفوا وتنفوا الكلام اللي قولتوه ده ي انا هتصرف.
كان فريد يتابعهم كالابله وهو يرى كم كانت آيه في حاله صدمه وريبه وما زال أبيها مُصمماً على رأيه لكنه يعلم جيداً أن يوجد شئ آخر يخفيه عنه، فلم يجبر آيه من قبل على أي شئ لذا لم يفهم لِما لم يخبره مثل كل مره!
فعندما وجدت سمير يفتتح علبه بها خاتم مُرصع بالألماس، ركضت من أمامهم إلى داخل القصر ببكاء.
نظر سليم إلى الحاضرين جميعاً بصدمه من فِعله ابنته العنيده، هدأ قليلاً عندما شعر أن أحد لم يُلاحظها بسبب انشغالهم بالاوبن بوفيه.
– فريد أنت الوحيد اللي تقدر تقنعها أنها ترجع عن اللي في دماغها، ارجوك ي فريد ادخلها وهاتها.
– متوقعش ي سليم بيه، آيه هانم عنيده جداً مقدرش اجبرها على حاجه هي رفضاها.
– خطوبتها من سمير لازم تتم الليله اتصررف.
قالها سليم بغضب لأول مره بينما فريد تبدلت ملامحه للتعجب والحيره من أمره وما زال يقف مكانه لا يستطيع أن يُجبرها على هذا الشئ.
أمره سليم كي يأتى خلفه داخل القصر وبالفعل اتجهوا سوياً إليها بينما سمير وقع نظره على شهد المصدومه التي كانت تتراجع إلى الخلف وترى فقط خيانته، ركض إليها عندما وجدها على وشك الإغماء يحملها بين يديها بصدمه مُحاولاً إيفاقتها.
بينما بالداخل صاح سليم بآيه التي كانت تتجه إلى الطابق العلوي يقول بأمر :
– انزلي عندي ي آيه فوراً.
– مش هنفذ اللي حضرتك عاوزه بلاش كده ارجوك.
اكمل بلهجه صارمه :
– قولتلك انزلي عندي.
نزلت آيه تقف أمامه بتحديٍ اتضح من عينيها وكأنها تخبره بإستحاله حدوث هذا الشئ.
– انتي تظبطي نفسك وتطلعي ولوحدك برا علشان الليله تعدي على خير انتي فاهمه؟!
عقدت ذراعيها أمام صدرها تقول بتحدي واضح تجلي من صوتها :
– لأ ي بابا مش هطلع ولو حضرتك فاكر إنك ممكن تجبرني على حاجه زي دي ف حضرتك غلطان لأن..
لم تُكمل حديثها عندما هوت صفعه أعلى وجهها لتسقط بين يدين فريد الذي نظر لسليم بصدمه من ما فعله فهذه المره الأولى التي يضرب ابنته أو يوبخها.
– سليم بيه اهدي كل شئ بالهدوء.
قالها فريد مُمسداً على ظهرها بحنوٍ وهي تختنق من كثره البُكاء أما عن سليم رحل من أمامه رافضاً الجدال كثيراً يقول قبل أن يرحل :
– هاتها معاك ي فريد دقيقتين والاقيها برا.
– اهدي ي آيه هانم من فضلك، حقك عليا أنا اللوا سليم مكنش يقصد.
ابتعدت عنه تنظر في عينيه بإتهام تقول :
– كنت عارف ومقولتليش ي فريد! أنت اتغيرت اوي بقيت قاسي معايا و…
وضع يده أعلى شفتيها كي لا تُكمل وتتهمه بأشياء لم يفعلها في مُخيلته حتى يقول بدِفاع عن نفسه :
– صدقيني انا عرفت زيي زيك النهارده بالليل وانا بأمن علي الحراسه وافتكر إنك عارفه.
بكت أكثر وهي تخفي وجهها من تحول أجمل يوم في حياتها إلى اتعس يوم في غمضه عين لتنظر لفريد بتعجب عندما قال :
– آيه هانم ارجوكي اطلعي معايا، انا واثق أن في حاجه اللوا سليم مخبيها لولا كده مكنش عمل اللي عمله وانتي عارفه، سليم بيه بحُكم شغله اكيد في حاجه ارغمته أنه يعمل كده وبعدين متزعليش دي خطوبه مش جواز المهم دلوقتي أمسحي دموعك وظبطي نفسك وتعالي نطلع قبل ما الحضور يلاحظ.
– مش هطلع في حته ي فريد.
قالتها بِعناد طفولي وهي تهز رأسها بينما هو جذب يديها بين يديه مُحاولاً إرضائها بأي وسيله ليلتقط هاتفها يفتح الكاميرا قائلاً :
– مش انتي كنت عاوزانا نتصور يلا ي ستي انا موفق
اخذ يتصور معها عِده صور بعشوائيه، أما عنها فقد ابتسمت كثيراً بالقرب منه، يحاول إرضائها بكل الطرق وبطريقته الخاصه وحنانه نجح في اقناعها ليأخذها إلى الخارج معه تكتم توترها الزائد وتجاهد نفسها كي تُخفي نظره الإعجاب تلك.
وبعد مرور ساعتين كانت قد غفت آيه مكانها على هذه الذكرى وبيدها هاتفها حتى وأنها لم تشعر لحركات خفيفه أسفل فراشها، ظهر نصف رأس في بدايه الأمر من أسفل السرير، تراقب الوضع العام بعيون ثاقبه كانت تظهر خلف قناع أسود يغطي به وجهه، وعندما اطمأن خرج بجسده كاملاً في حذر شديد، وطل على آيه النائمه بثيابها الداخليه، اخذ يجول بعينيه من اعلاها لاسفلها يقول بصوت خافت يسمعه هو فقط :
– والله حرام القمر ده يموت، بس أعمل إيه ده شغلي اللي بسترزق منه.
تحرك ببطئ اتجاه الدولاب الخاص بها وبدأ في محاوله فتح الخزانه كما كان يفعل قبل دخولها المُفاجئ، حقاً لم يبذل جهداً هكذا من قبل، لقد كان يراقبها منذ فتره وعندما سنحت له الفرصه فقد بدأ بعمله.
بدأ في تنفيذ خطوات السرقه ثم بعد ذلك يتخلص منها كما طُلب منه.
ورغماً عنه سقطت أداته في الأرض، عندما شدد عليها بقوه في فتح الخزانه، فأصدرت صوتاً عالياً، جعل آيه تستيقظ سريعًا تنظر أمامها مُباشرهً، وعندما لاح لها ظل رجل في وسط الظلام صرخت بأعلى صوتها وانتفضت كمن مسه جن، تركض صوب الباب.. قبضت فوق المقبض تفتحه بسرعه وصوت انفاسها يكاد يختفي من شده الرعب الذي تعيشه الآن.
قبض هو فوق يديها يجذبها من الخلف إليه بعدما أغلق الباب ثانيهً يقول بصوت خافت :
– ششش مسمعش صوتك، متحاوليش تهربي لأنك كده كده ميته.
ضربته في بطنه بخوف تحاول الإبتعاد لكنه لف شعرها بين يديه يقول بفحيح كالآفعي :
– انتي عارفه أن تمن موتك ٢ مليون جنيه!
نظرت له بصدمه وهي على وشك الإغماء بينما هو أبتسم ساخراً يُكمل :
– آه والله زي ما بقولك كده، شوفتي أنتي غاليه قد إيه، اهدي متخافيش وبوعدك هيبقي موتك سهل متحسيش بيه.
صرخت أكثر تستنجد بجميع من بالفندق لكنه قد بدأ بالفعل في التنفيد عندما ألقاها أعلى السرير يقوم بخنقها بقوه والشرار يتطاير من عينيه،
حاولت أبعاده بكل قوتها وهي تركله بقدميها بقوه ثم نهضت ناحيه الباب تفتحه ولحسن حظها وجدت أحد أفراد الأمن بهذا الدور لتصرخ باللغه الفرنسيه كي يساعدها.
رآها ذاك الشخص يركض صوبها بينما ذاك المُلثم اعادها إليه يخنقها بكل قوته كي يتخلص منها ثم يرحل، كاد على وشك أن يُزهق روحها بين يديه لكنه وقع ارضاً عندما ضربه أحد من الخلف بكل قوته ينظر له بغضب كارثي
شعرت آيه وقتها بوجود فريد وهي تتطلع أمامها لكن رؤيتها مشوشه لا ترى بوضوح من هذا الشخص حتى سقطت أعلى السرير ثانيهً بتعبٍ.
وبالفعل لم يكن سوي فريد الذي بدأ بضرب هذا المُلثم بأشد الطرق قسوه فكان على وشك الموت بين يديه ولم يتركه فريد حتى يلتقط انفاسه، حتى آتت جيسي بصدمه من الخارج تبعد فريد عنه صائحه :
– هيموت في ايدك ي فارس ابعد عنه.
ابعدته عنه بالقوه متجهين إلى آيه التي ما زالت تلتقط انفاسها ببكاء وصدمه ليلتقطها هو بين يديه بخوف وقلب يعلو ويهبط من فكره أن شئ كان سيصيبها لولا وصوله في الوقت المناسب.
***************
بينما كان مدحت مُمسكاً بقوه من شعرها الذي كان ما زال طويلاً يصل بالتحديد لمنتصف ظهرها، يجذبها خلفه نحو غرفه تقمتها لأنها رأت بها كل أنواع العذاب الذي لم تشهده بحياتها ولا حتى بخيالها، امسكها من يديها ووضعها بقوه ضد الفراش يربطهما في حديد الفراش، ثم سحب حزامه الجلدي من بنطاله وهي تبكي وتتوسله بإرتجاف :
-بالله عليك ارحمني، ابوس على ايدك ورجلك متعمليش حاجه، انا جسمي كله واجعني من آخر مره ضربتني فيها، بالله عليك سيبني في حالي بقي ي مدحت كفايه كفايه بقي بالله عليك.
ابتسم “مدحت” بشرٍ وخبثٍ كشيطان متجسد في هيئه إنسان، شكله كان مُخيف بحقٍ، يحمل داخله كل أنواع الحقد والإنتقام، العداء والكراهيه لكل شئ وأي شئ، فشخصٍ مثله لا يعلم معنى الحب أو العطف، لا يعرف كيف يحب بالأساس، هذا داخله نقطه سوداء تكبر يومًا بعد يومٍ ثم ستملئه ليموت بشره ذلك!
تحدث من بين أسنانه ببغضٍ وتهكم :
“انتي مبتسمعيش الكلام ي ندي وبتعصبيني، يبقى لازم تتربى ي حبيبتي، التربيه حلوه برضو.”
كان يبرم الحزام على يده ممسكًا به بإحكام وهوي بأول ضربه فوق جسدها لتصرخ بأعلى صوتها، صرخه دوت بأرجاء هذا المنزل خرجت من حنجرتها المتألمه من صراخها كل ليله على هذا الوضع.
ألقي الحزام من بين يديه بعصبيه شديده عندما آته صوتها الضعيف وهي تقول :
– انا بكرهكك…
لينادي بأحد اعوانه كي يُلقيها من هذا البيت، نفذ امره ثم آتي له يردف بتعجب :
– مدحت بيه انت ليه معذب نفسك معاها كده ما تخلص عليها بدل اللي بتعمله ده كل يوم.!
“ابغى اقولكم اسفوخس عليكم وعلى اشكالكم ي شويه مرضي🙂!”
اكتفي مدحت ناظرًا له بغموض وريبه تُثير كل من حوله، ثم اخذ جاكته ورحل من هذا المنزل بسيارته، يُخرج سيجاره كي يُخرج بها كل ما بداخله.
بينما على الجانب الآخر عندما قد انتهت شهد من تحضير بعض السندوتشات السريعه لها ولريم، ولجت إلى الغرفه تُغلقها خلفها جيدًا تجلس جانب ريم وهي تقول بإنصات :
– انا خلصت تقدري تبدأي وتحكيلي عن كل اللي في قلبك.
فكانت ريم تجول بنظرها إلى الغرفه مُعتقده بوجود كاميرات مُراقبه بعد ما قرأت لتنظر لها شهد بعدم فهم من توترها وصمتها تقول :
– مالك ي بنتي روحتي فين!
حملت ريم هاتفها فوراً دون كلام تكتب لها كل ما رأته وعلمت به لتريه لشهد التي تبلورت عينيها للأمام، كادت أن تردف لكن منعتها ريم وهي تكتب مرهً ثانيه :
” شقتكم فيها جهاز تصّنت أو كاميرات مراقبه حاسبي في كلامك اتكلمي عادي، وأحسن حل ننزل شقتنا تحت نقعد فيها نتكلم علي راحتنا” .
امآت لها شهد علي الفور بخوف وهي تنظر حولها تحمل بيديها الطعام مُتجهه معها إلى الأسفل.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)