روايات

رواية هوى القلب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رحاب محمد

رواية هوى القلب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم رحاب محمد

رواية هوى القلب الجزء الثاني والعشرون

رواية هوى القلب البارت الثاني والعشرون

هوى القلب
هوى القلب

رواية هوى القلب الحلقة الثانية والعشرون

توقفت الموسيقي لكن لم يتوقف قلبيهما عن التغني بعشق غير متوقع ولد في ظروف لم تكن مهياة له …
من كان يتوقع بل يحلم..ان اثنان من عالمان مختلفان كل الاختلاف عن بعضهم سيجتمعان..

اذن بالفعل الأضداد تتجاذب.وكان هما خير برهان علي صحة تلك المقوله…

كانت تائهة في رائحته التي استطاعت جذب كل حواسها بسهوله .. فتركت انفها بالقرب من عنقه
تستنتشق تلك الرائحة التي أعجبت رئتيها كثيرا ً

ولم تنتبه لتوقف الموسيقي.. الا حينما هتف الحضور بحماس وتعالت صوت موسيقي اخري صاخبه ازعجت اذنيها لتخرجها من عالمها . لعن هو بصوت خافت .. حينما إنتهت الموسيقي وبدات في التململ بين ذراعيه ويبدوا انها انتبهت لما كانت تفعله..

يعز عليه تركها هكذا لو كان بيده لكان حبسها داخل اضلعه ولم يتركها .. لكنه لا يريد أن يخيفها !
فخلع يديه بصعوبة من حولها …
بينما هي وجهها قد تلون بحمرة خجل واحراج محبب .. افقده البقية الباقية من عقلة
لم يستطع السيطر علي نفسه يديه تحركت لاناملها يضمها بين كفه الدافئ .. يسحبها خلفه وسط سكونها وهي تنظر ليدها المتشابكة بيده بتوهان يفرض عليها هذا الكائن سيطرة غريبه والأغرب من ذالك انه لايوجد بداخلها أي رفض او نفور تجاهه محيراً ما يحدث بالفعل .تعلم تمام العلم انه لو كان احد غيره لما كانت سمحت له بفعل ذالك .. فهي انطوائية الي حد ما قليلة الكلام .. لا تثق في أحد بسهولة ولا تعلم السبب .
انتبهت حواسها الي انه لم يعد بها الي الطاولة التي كانا يجلسان عليها بل يتوجه بها الي مكان آخر يمشى بسرعة بينما هي تكاد ان تقع من فرط سرعته تحاول مجارات خطواته تسارعت دقات قلبها وهي تقول متسائلة بذعر “انت واخدني علي فين ؟ آسر “

لكنه بدا كانه لم يسمعها وهو مستمرا بجرها خلفه .. وعينيه تبحث عن شئ ما ..
ووجده مكان معزول لا أحد به..
وعلي حين غفلة لم تدري كيف الصقها بحائط يحاصرها من كل الجهات ..

اتسعت عينيها بخوف تبتلع ريقها عدة مرات.. وكفيها ملتصقتان بالحائط…
حاولت إخراج صوتها فخرج مرتجفا “انت بتعمل ايه انا عايزه امشى ابعد “

اقترب منها وانفاسه بالكاد تخرج عينيه ترتكز علي شفتيها المرتجفتين والمنفرجتين باغراء كانها تدعوه لها فقد سيطرته وانتهي الامر فقط يريد تقبيلها الارتواء يريد انفاسها العطرة له..
خرجت من بين شفتيه كلمات بهمس كانه يصارع “سامحيني مش قادر ابعد”

وما أن كادت أن تتساءل عن مقصد كلماته..
حتي وجدت نفسها محبوسة بين زراعيه وشفتيه قبضة علي ثغرها بتملك

ارتجف جسدها بجنون بين زراعية من هول المشاعر التي انتباتها جراء لمساته .. لكنها لم تحاول أن تبعده بل أغمضت عينيها واستسلمت لامر قلبها.
لفت زراعيها حول عنقه..
بينما كان هو يدور بها… يضغط جسدها في جسده يشعر بحرارتها التي انتقلت إليه..
لا تعلم من اين اتتها الجراة تبادله بشغف وجنون..باستمتاع
افرجت شفتيها بتلقائيه تعطيه الفرصة بتعميق القبلة بمبادرة كان هو أكثر من سعيد ومرحب بتقبلها

ابتعد بعد مدة بصعوبة حينما شعر بانفاسها تقل من بين انفاسه…

نفس ردات الفعل ككل مرة يقترب منها فيها .. تغمض عينيها تتنفس بسرعة شفتيها تبدأ باظهار علامات هجومة عليها ..

كانت ما زالت مخدرة من مما حصل منذ برهةو مازالت زراعيها حول عنقه … حتي لم تنتبه له حين سحبها خلفه وكعادتها جسدها يطيعه في كل ما يفعله..

لاحقاً في منزلها ..

كانت تجلس علي السرير تنظر أمامها بنظرات شاردة بابتسامة بلهاء
ترفع اناملها كل لحظه تتحسس شفتيها ثم تعود للابتسام مرة اخري..
فبعد ما حدث بالملهي اخذها معه .نحو سيارته أوصلها لمنزلها..
بينما هي منزوية في مقعدها تنظر الي الطريق كي تتهرب منه..تلعن نفسها علي غبائها استسلامها المفاجا له كان كارثة بنظرها.. .

وما أن انتبهت انها امام البناية التي تقطن بها حتي اسرعت تنزل من السيارة بقدمين لم تعرف كيف حملانها واوصلاها الي هنا ..

اخرج من شرودها صوت ندي التي كانت وكان الشياطين تتراقص حولها ..
قائله بغضب “جيتي امتي ” جفلت قليلاً ثم قالت بعد أن نظفت حلقها وقد تذكرتها للتو الان “لسه من خمس دقايق ”
رفعت ندي حاجبيها ثم قالت بحده “ومنتظرتنيش ليه ؟ مش انا كنت معاكي اغيب تلات دقايق ارجع ملاقيكش “

تململت زينه في جلستها ثم نهضت من مكانها متجهة الي خزانتها ثم قالت بتململ مدعية أن لا تكشفها “يووه يا ندي راسي وجعتني من الدوشه ماستحملتش وجيت علي البيت ومكنتش عايزه ابوظلك سهرتك “..

انها تكذب تعلم ذالك .. فقد راتهما وهما يتراقصان كالعشاق ثم بعدها اخذها الي مكان ما وبعد مده خرجا منه وهي وجهها كان محمر بخجل بينما ذاك تعابير وجهه جامده لا توحي بشئ .. وقد تأكدت من ذالك بكذبها وارتباكها الواضح
هناك بالتاكيد شئ تخفيه عنها .لكن ما هو ؟
همست في نفسها “ماشي يا زينه اكدبي وانا هعمل نفسي مصداقي لحد ما اعرف اللي بيجرا بينك وبينه ”
===========شهاب وسما طوال الاسبوع المنصرم كانا منشغلان بتجهيزات العرس .. بالكاد يروا بعضهما
لا تسمع صوته سوي بالليل يتكلمان الي أن ينتهي بها الأمر نائمة في سبات عميق بنوم لا يتخلله الا هو وصوته الدافئ بابتسامة سعيدة مطمئنه
_________________
لمسات أخيرة كانت هي ما تحتاج إليه حتي تكمل طلتها..
بفستان الزفاف الابيض البسيط لكن جذاب ..
ضيق من الاعلي الي الخصر ثم يتسع الي الاسفل اتساع خفيف …
شعرها مرفوع الي الاعلي بقصة جذابة زادتها انوثة واغراء
والزينة المتقنه زادتها جمالاً
دقات قلبها تتقافز بين اضلعها .. لا تعلم هل هي سعاده ام رهبة
فما كانت تحلم به صار الان بين يديها تستطيع لمسه …

قامت ببطئ من علي الكرسي التي جلست عليه لساعتين متواصلتين.. لتنتهي الي ما هي عليه الان .فتنه ستخطف لبه!دارت حول نفسها وهي تفرد كفيها علي طرفي الفستان تهمس بتساؤل لصديقتها سمر .. التي جهزت نفسها علي اكمل وجه لهذه المناسبه زواج اعز اصدقائها التي كانت كاخت لم تلدها امها ..”ايه رايك “

ابتسمت سمر ثم قالت بصدق “تجنني الله يعين عمو شهاب علي الجمال دا كله “

ابتسمت سما بخجل وتوتر ..علي سيرة ذكرها لشهاب تتساءل يا تري من سيكون اجمل هي أم هو. بالتأكيد سيكون رائعا كعادته!
لم تعطها سمر الفرصة لتسرح بخيالها تقدمت منها وهي تقول بينما تمسك الهاتف بيدها “مش وقت كسوف دلوقت يلا ناخد سلفي قبل ما للدنيا تتزحم “

عشرات الصور التقطت باوضاع مختلفة منها الهادئه ومنها المجنونة والشقية.. تخلد ذكري لا تاتي بالعمر الا مرة واحدة!

دخلت السيدة كوثر والتي كانت تجهز نفسها هي الاخري بالغرفة المجاورة….
ابتسمت بحنان ودموعها لم تستطع كبتها .. تقدمت منها سما بسرعة والدموع بدأت تتجمع في عينيها..
القت نفسها في أحضانها.. تقبل رأسها بقوة
ظلا هكذا مدة حتي تحركت سمر والتي رات أن الاجواء ستقلب الي دموع وحزن ..
فقالت بمرح “احنا هنقضيها بوس واحضان و لا ايه امال خلينا ايه للعرسان “

ابتعدت سما عن والدتها ووجهها قد تلون بإحراج وخجل .. بينما والده سما نظرت لها بحدة وهي تتمتم “لولا عارفه إنك هبله زي بنتي وبتدبشي وبس كان هيبقي ليكي معايا حساب تاني “

قلبت سمر شفتيها ثم اردفت وهي تكتف زراعيها الي صدرها “الله يسامحك يا ماما كوثر .انا هبله برضوا “

“وبقرنين كمان ”
قالتها سما وهي تغمز لصديقتها حتي تكف عن الكلام ..
هزت السيدة كوثر رأسها بياس .. ثم وجهت نظراتها الحنونة لابنتها… “يلا يا بنتي الناس مستنيين برا وكمان شهاب.واقف من زمان “

كتفت زراعها بزراع والدتها .. وهي تفكر انه كانت لتكون سعادتها كامله لو كان ابيها موجود …
تماسكت بصعوبة عن البكاء لانها تعلم نفسها انها لو بدأت بالبكاء لن تصمت ابدا..
وبقلب عاد يخفق بسعادة … خرجت مع والدتها وسط الزغاريد والمباركات ممن كان يحضرون من جيرانهم..
========
في اسفل البناية

يقف امام سيارته بطلته الرسمية بدلة سوداء بدون كرقْاته بالطبع
رسمت اكتافه العريضة وبنيته االضخمه. ذقن سوداء لامعة منمقة بعناية اكملت مظهره فبدي كشاب في منتصف العشرينات..ترافقة حكمة رجل الثلاثينات ..

جاذبية واتزان قل ما تجدهم عند اقرانه..
عينان عسلية حادتان تحيط بهما رموش كثيفة تطالع باب البناية بترقب وقلب خافق بجنون .. كانه مراهق ينتظر لقاء حبيته..

تجمد في مكانه للحظات ما أن رآها بطلتها الفاتنة لم يكن يعلم أن ذاك التصميم البسيط الذي اختارته سيكون هكذا عليها ..
ظهرت ابتسامة خفيفة علي شفتيه.ما أن وقفت امامه والجميع بلا استثناء يشيد بالعريس وهم لا يصدقون انه من يقف امامهم في منتصف الثلاثينات..فقد ظن من لم يره أكبر مما يظهر عليه ..

مد يده لها فرفعت كفها تضعه ببطء في كفه .. اغلق عليها كفه يضغطها برفق..
ادخلها داخل سيارته.. وبجانبها والدتها
ومن الامام كان هو وصديقتها التي تنظر إليه ببلاهه ماخوذة بوسامته .بينما هو لم ينتبه لها من الاساس بل كان مشغولا بمراقبة اميرته الخجوله من خلال مرآة السيارة
انطلق هو
ليتبعه فوجا من السيارات التي تحمل المعازيم متجهين الي قاعة العرس لتكون آخر خطوة في إكمال مراسم الزواج.. ________________
هناك في قاعة العرس المجهزه تجهيزاً كاملا وباروع ما يكون..

اتخذ الجميع مقاعدهم حول الطاولات لتبدأ فقرات الحفل …
وكان اولها كتب الكتاب..
“بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير”

انطلقت هذه الكلمات من الماذون ليعلن وليعلم الجميع أن تلك الصغيرة اصبحت ملك ذالك الثلاثيني معذب قلوب العذاري….

توجه إليها بينما الموسيقي الهادئه تعزف بنغمة مناسبة..
وقفت امامه وضع يده خلف ظهرها يجذبها الي صدرها هامس ببحة رجولية “مبروك يا سما”

أغمضت عينيها تستقبل قبلاته التي أحرقت بشرتها علي جبينها وجنتيها الساخنتين والمتوهجتين بحرارة….
القت نظرة عليه دون أن يراها.. انفرجت شفتيها قليلا ً لا عجب اذن من ما سمعته من بعض الفتيات هم يتهامسون عليه..
عبست قليلاً لم يجب أن يكون بكل هذا الجمال بينما هي لا شئ امامه ..

“الله يخرب بيتك هتفضحينا الناس تقول عليكي ايه اقفلي بؤك ”
كانت تلك سمر تهمس الي صديقتها الهائمة به دون مراعاة لأحد..
اطبقت سما شفتيها بحرج … وهي تعود لوضعها الخجول بينما شهاب يستقبل التهاني ببسمة خفيفة..

بعد فترة جاءت الفقرة الاهم الا وهي الرقصة المعروفه “سلو ” يؤديانها العرسان

سحبها شهاب خلفه ليصلوا الي ساحة الرقص جذبها الي زراعيه.
بينما هي متشبثة بعنقة بفرحة لم تستطع اخفاءها..
سارحة في عينيه العسليتين .
قالت بهمس دون أن تعي “انا مش مصدقة”
ابتسم بجذابيه ثم قال بدفئ “مش مصدقه ايه ؟” اخفضت رأسها قليلاً بارتباك ثم رفعت رأسها ثانية تنظر لعمق عينيه متابعة بنبرة هادئة مشوبة بعاطفة “مش مصدقة انا معاك وهحبك براحتي وقدام الناس ”
تنهد بعمق لما عليها أن تكون بكل تلك العفوية وتظهر حبها له في كل وقت .هو سعيد بها للغاىة سعيد برؤيتها هائمة به .كل ذالك يرضي غروره الذكوري بطريقة ما.
قبل جبينها الناصع برقة ثم قال بصوت اجش وانفاسها داخل انفاسه “انتي ماتعرفيش انه انا اللي محظوظ بيكي.انا اكتر راجل محظوظ في الدنيا انه معايا زوجة جميله من برة ومن جوة زيك “

واخيراً اعترف بشئ مما في داخله تجاهها وعرفت جزء مما يجول بداخله .. هو نعم تزوجها لكنه لم يعترف بحبه لها . تنتظر هذه اللحظة منذ أن اعترفت لنفسها بعشقه وتمنت أن يبادلها

ابتسمت بإتساع وهي تقول بعفوية كعادتها “بجد يا شهاب “

خطف قبلة من انفها المحمر ثم همس بحنان “بجد يا روح شهاب ”
كادت أن تقع علي الأرضية ما أن سمعت هذه الكلمة منه لولا ذراعه التي تسندها
فقال بخفوت ضاحكاً وهو يراقب ردات فعلها التلقائية “هتقعي يا مجنونه “وتابع بعبث لم تعتد عليه بعد “امال هتعملي ايه لما نكون لوحدينا “

وغمز لها فاتسعت عينيها من جرأته الفاضحة همست بنفسها “اهم بدلوا شهاب بحمدي الوزير ولا ايه ايه ده ”
عبست بشدة ووجهها احمر بضراوة دست رأسها بصدرة متهربة من عبثه..

لاحقا وبعد أن انتهت جميع فقرات الزفاف. جاء الوقت لتوديع العروسين..

ودعت سما والدتها بدموع لم يستطع الاثنان كبتها وامها تدعوا بزواج ناجح وذرية صالحة..

جاءت لتوديع صديقتها سمر التي كانت تبتسم ببلاهه كالمجنونه. لم لا تبكي في مثل هذه اللحظة العاطفية..همست في اذنها بخفوت “خليكي انتي كده اضحكي زي المجنونه وانا هموت من الخوف ”
ردت عليها سمر بصوت هامس “وخايفة من ايه “

اجابتها سما بصوت مضحك “انت مش شايفه شهاب اللي اتحول لحمدي الوزير .عمال يعملي نفس الرياكشن بتاعه.”
ضحكت سمر بصوت عالي ولم تستطع كبت ضحكاتها وهي تتخيل الامر..
نظرت لها والدة سما بتساؤل فتوقفت عن الضحك بصعوبة حتي لا تثير الشبهات.

اردفت سمر ضاحكة “روحي يا بنتي ربنا يهديكي شكلك اتجننتي.عمو شهاب بقي حمدي الوزير دلوقتي ”
لوت سما شفتيها بغيظ ..
ثم بعد أن انتهت من توديع الحضور توجهت حيث ينتظرها ذالك المنحرف شبيه حمدي الوزير كما أطلقت عليه …

“ايه شكلك خايفة ” قالها شهاب بتساؤل لسما التي تنظر إليه بشحوب اجابته بارتباك “و وانا هخاف من ايه يعني”

وتابعت امام تلك التعابير التي بدأت في الظهور علي قسمات وجهه ثانية “انت ناوي تعمل ايه “

ضحك بخفوت وهو يتناول يدها التي كانت باردة كالثلج..قبلها برقة
وهو يتمتم ببراءة “مش هعمل حاجة اهدي بس انتي انا مش هاكلك ”
يقصد الان وبعدها لا يضمن ( *

“انا انا بردانه ”
قالتها سما بتلعثم..
فعبس قليلاً ثم تناول جاكيت سترته من الخلف ثم اعطاه له قائلاً بقلق حقيقي “خدي دي هو فعلا الجو النهاردة بارد شوية خدي بالك لتاخدي دور برد. واحنا في غني علي الاقل الليلة “

ها قد بدأ عبثه ثانية ما الذي اصابه هل جن الرجل ..شهاب الصامت٤ والجاد كان افضل بكثير لها من ذالك الذي ينظر لها كانها فريسته وسيتهجم عليها باي لحظة.. انزوت في مقعدها تحتمي بسترته من لفحات الهواء البارد ومن جنونه. ..

بعد فترة
كانا قد وصلا الي الفْيلا التي تخص شهاب ..
لم تعطه الفرصة .. للكلام وفاجئته بأن خرجت من السيارة تمسك بطرفي الفستان تجري كالمجنونه امامه ..

الصدمة عقدت لسانه قليلاً ثم مالبث أن خرج من سيارته وهو يلاحقها بخطوات واسعه

ينادي عليها

وصلت الي غرفته تنوي إغلاق الباب في وجهه لولا قدمة التي حالت عن ذالك

قال شهاب بغضب وهو لا يفهم سر جنونها المفاجئ هل تنوي ابعاده عنها الليلة ؟
“في ايه مالك انتي اتجننتي ولا ايه “

تركت الباب بعد أن تعبت من محاولة غلقه في وجهه
ثم نظرت حولها بتشتت يجب أن تهرب منه تريد العودة إلي امها لا تريده بعد الان . كانها فقدت عقلها وهي تردد هذه الكلمات بهمس في نفسها

نظرت إلي النافذه التي توسطت حائطة في غرفتهم اتجهت إليها تسابق قدميها الرياح ..

عقد حاجبيه بغضب من تصرفاتها الحمقاء

اتجه ناحيت النافذه التي خرجت منها للتو امامه

راها وهي تقف عند المسبح المتواجد في الناحية الاخري من غرفته ..
وقف هو علي الناحية الاخري ثم قال بهدوء “مالك يا سما انتي خايفه مني ؟”
هزت راسها بالايجاب وهي تتمتم بأعين لامعة بالدموع “ايوه انا مش عايزاك انا عايزة ماما “

كان يستمع إليها فاغرا الفاه بذهول !

فقال ببطء وهو يمد يده لها بامل وقد فهم سر تصرفاتها الغريبه “انا مش هاذيكي يا سما انا بحبك وانتي كمان بتحبيني واللي بيحب حد لازم يثق فيه مش كدا ”
لم يكن عقلها متواجد في تلك اللحظة التي لطالما تمنت حدوثها كل ما يسيطر عليها هو الذعر فقط لا غير

ما أن رأي صمتها حتي اعتقد انها هدات..
ولكن ما أن اقترب منها حتي صرخت “لا”
تزامنا مع تلك الكلمة انزلقت احدي قدميها لتقع مباشرة في حمام السباحة البارد

جري عليها شهاب وهو يلعن

ارتكز علي ركبتيه..

وبحركة واحدة ولانها كانت قريبة من مرمي يده

امسك زراعها وهو يسحبها من وسط المياه

كانت تشهق بصوت عالي وقد ابتلت تماما جسدها ينتفض بقوة من برودة المياه

تمتم شهاب بغضب “شفتي آخر تصرفاتك الغبية “

حملها بين ذراعيه ثم ادخلها الغرفة وسط مقاومتها الضعيفه اغلق النافذة خلفه ثم الستائر..واتجه للباب وفعل ذالك ايضا..
عاد إليها وهي تحتضن نفسها بزراعيها
وقف امامها وقد قلق عليها كثيرا بالتاكيد ستمرض بفعل هذه االمياه
وبدون تفكير مرتين وتحت الاضواء الخافته اتجهت انامله الي سحاب فستانها فتحه حتي سقط عند قدميها
شهقت بقوه وكادت أن تصرخ لولا احكام زراعيه عليها قائلا بهدوء حاد “ششش ولا كلمة “

سكنت بين زراعيه قليلا

حملها مرة ثانية وضعها علي السرير … وبسرعة كان هو الاخر عاري الصدر ..
اتجه إليها ثم استلقي علي السرير جلبها الي زراعيه علي صدره
تلامس جسده الدافئ بجسدها البارد واحتكاك يديه العابثتين نجح في بث الدفئ إليها قليلا وتوقفت عن الارتجاف..ورغم ذالك لم يتوقف هو عن ما كان يفعله بل تجرأت يديه يتحسس منحنيات جسدها بحرارة أشعلت حواسها..
شعرت بانفاسه الثقيله والساخنه داخل عنقها ..يوزع قبلات ملتهبه علي طول عنقها وعرقها النابض..

بتلقائية احاطت كتفيها بيديها وجسدها المحتاج للدفئ يدفعها للاستمتاع بلمساته..

شفتيه لامست فكها وجنتيها بعشوائية وكأنه يبحث عن شئ ما ..
وكانها فهمته حركت وجهها لتكون قريبة من شفتيه..
وما أن عثر عليهما
اطبق عليهما بنهم وجوع وهو يقلبها حتي اصبحت أسفل جسده ..
لم تستطع امام هذه العاطفة الجديده عليها كليا الا أن تغمض عينيها تبادله .. تتقبل هامسته الشغوفه باذان صاغية..
تتنهد برقه بين زراعية.. تطبق ما يمليه عليها بطاعة لا مثيل لها زادت من جنونه وتدفق العاطفة بينهما وقد اكتمل كل واحد منهما بالآخر .
____________

ها قد مر اسبوع عليها دون أن تراه بعد تلك الليلة .اشتاقت إليه كثيرا ولا تعلم السبب
وضعت بعض حبات السكر في فنجان الشاي امامها. وهي تتذوقه دون شهيه

جاءتها ندي جلست بجانبها علي الاريكه ثم قالت بتوتر “زينه” همهمت لها بشرود
فتابعت ندي الكلام “عايزه اخد رايك في موضع مهم ”
انتبهت لها زينه فوضعت الكوب جانبا ثم قالت باهتمام “موضوع ايه ”
استرسلست ندي في كلامها “انتي عارفه طبعا الشاب اللي قلتلك عليه اني معجبه بيه ضابط الشرطه آسر”
رسمت زينه الجمود علي وجهها “ماله “

ابتسمت ندي بخجل زائف “اصله كلمني امبارح وكان عايز يشوفني وبيقولي انه معجب بيه .واني اديه فرصه عشان نتعرف علي بعض .انا بصراحه محتاره وخايفة انتي ايه رايك ” قست ملامحها وكانها نيران اشتعلت بجسدها وهي لا تتخيله أن يكون مع غيرها ..
كيف يفعل ذالك ؟ هل يتلاعب بها اوقعها به اولا ثم اتجه لصديقتها.. لم تشك للحظة أن ندي قد تكون كاذبه…

غصبت ابتسامه متكلفه علي وجهها وهي تقول “اعملي اللي يريحك. انا معرفوش علشان اديكي رأيي فيه ”
اماءت لها ندي بعبوس
فاستقامت من جلستها مغمغمه “انا هروح انام تصبحي علي خير ”
نظرت ندي الي اثرها ثم مالبث أن ابتسمت بغل وهي تتمتم بحقد “بقي كده اصل انا معرفوش لا صدقتك .يا انا يا انتي في حياته يا زينه.”

تناولت الهاتف من علي الطاولة..
جلبت صوره الكثيرة التي احتفظت بها.. تقلب فيها بتمعن وتركيز..
وهي تتخطط للخطوة التاليه التي ستفسد عليهم حياتهم..
__________^^^__^^_^___

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوى القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى