روايات

رواية زهرة الأصلان الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان البارت الثامن والثلاثون

رواية زهرة الأصلان الجزء الثامن والثلاثون

زهرة الأصلان
زهرة الأصلان

رواية زهرة الأصلان الحلقة الثامنة والثلاثون

” إيه … بتقول إيه يا جدى ”
– و ما كان الصوت المصدوم سوى للأصلان الذى عاد من سفره ليجد فى إنتظاره مفاجأة عودة قطته .
– الحج قدرى ببرود و لا مبالاة :
اللى أنت سمعته .. زهرة
هتيجى بكرة .
– الأصلان بغصة فى حلقه :
أهلها رضوا يسيبوها تيجى .
– الحج قدرى بإقتضاب :
أنا أتفجت مع أبوها .. زهرة
هتيجى تجضى باجى شهور حملها
هنا و لحد ما تربعن .
” قضاء أربعين يوم بعد الولادة ”
و بعدين تتطلج .
– نظر الجد تجاه حفيده لعله يجد رد
فعل منه إلا أنه لم يجد سوى حزن و
حسرة على ما فقد دون أن ينطق
بكلمة واحدة و كأنه مجرم تلقى عقابه
بصدر رحب .. و لكن بعد برهة :
أنا هعد فى الكوخ اللى فى
الأرض .. ملوش داعى تشوفنى .
– الجد بنفس اللامبالاة :
بالعكس .. أنت هتاجى تعد هنا
عشان تجضى طلبات مرتك و
ولادك .. و مش عاوزك تشيل هم
موضوع تشوفها و لا لاه .. هيا
طلبت تعد فى المخزن الكبير اللى
جنب البيت و أنا خليت أسامة و
محمد يوضبوه ليها .
– أصلان بشرود :
هيا اللى طلبت تعد بعيد عنى .
– الجد بإقتضاب :
أيوه .. و المخزن خلاص بجى
بيت يشرف .. أجدع كمان من
جناحك .
– لم يعقب الأصلان على كلام جده ..
حتى لا يفقد أعصابه .. فلا يعلم إن
كانت أعصابه فعلا هائجة أم إعتقاده
بأن الجد يقصد إستفزازه صحيح ..
و قال بعد برهة :
إلى تشوفه .. بس بعد كده لو
أى حاجة نقصاها تقولى أنا مش
أى حد تانى .. أنا رايح أشوف
البيت .
– الجد ببرود :
مفيش هناك غير أمك و سوما
و بوسى .. بيفرشوا لوازم البيت.
– أصلان بنفس برود الجد :
أشوف بعينى .. أكيد هما مش
هيعرفوا اللى يريحها زيى .
– الجد بإستهزاء :
و أنت عملت باللى يريحها يا
الأصلان ؟
ترك الأصلان جده دون أن يرد عليه بعد أن أدرك بالفعل محاولات جده لإستفزازه .. بينما ضحك الحج قدرى على حفيده الأصلان الهائج بعد معرفته
بقدوم قطته .. و قال الأكبر بخبث :
صبرك عليا يا الأصلان .
مر اليوم سريعا دون أحداث كثيرة تحت هدوء نسبى من أفراد العائلة .. بطيئا جدا على الأصلان .. الذى حينما أختلى بنفسه فى جناحه حتى تداعت قشرة لامبالاته بمجىء قطته .. و تشكلت ملامحه من جديد بعد أن غيرتها فرحته الشديدة برؤية قطته .. إلا أن فرحته شابها بعد القلق .. فالأصلان بقوته و سلطته لا يعلم كيف يتصرف أمام قطته الصغيرة .. و وجد نفسه فريسة للأرق طوال الليل .. تارة تضحك عيناه لفرحته برؤية زهرة و أخرى تدمع حزنا على بعدهما و إنفصالهما المؤقت حاليا .. تارة يشجع نفسه على الإقدام و إقتحام حياتها و لو بالإجبار .. و أخرى يكتفى بمراقبتها
من بعيد حتى لا تخاف منه .
أما الجزء الأكبر من تفكيره كان يحتله ردة فعلها هى .. إن كانت تريد القدوم فعلا .. إن كانت إشتاقت إليه كما أشتاق لها .. إن كان لا يفارق فكرها و صحوها و نومها كما لا تفارقه هى .. إن كان يحتل أحلامها كما تحتل هى أحلامه .. هل تستمع منه إن أقترب و تحدث إليها ؟ أم ستنفر منه ؟ .. هل تدعه يحيطها بعنايته و حمايته ؟! أم ستجعله بعيدا عنها و عن أطفاله ؟! ..
و غيرها من الكثير من الأفكار السلبية
التى أحتلت تفكيره و لم تتركه إلا بعد صلاته للفجر ثم سقط نائما أرضا بجانب سجادته .
و لم يوقظه أحد من أفراد منزله .. بل وجد نفسه استيقظ على بوق سيارة و
أصوات مختلطة بالأسفل .. ليدرك أن قطته وصلت .
وصلت زهرة إلى منزل عائلة قدرى بسيارتان .. واحدة تحتلها هى و عمتها فى الخلف و أبوها و أخوها صابر فى
المقدمة .. و السيارة الأخرى يقودها
أحمد ابن صابر الأكبر و الذى يكبر زهرة بسنتين ..و تضم حقائب زهرة عائلة المنصورى مع إنها لم تأخذ شيئا من أغراضها عند مغادرتها أثناء الحادث .. إلا أن أبوها الحج حامد و عمتها السيدة صفية جلبا لها المزيد من الأغراض الجديدة و التى تلائم حملها الذى تعدى الشهر السادس .
ترجلت زهرة من سيارتها عند توقفها و انطلقت سريعا لأحضان السيدة نعمة التى انهمرت دموعها لرؤية زهرة ثم الجد و بوسى و سوما .. بينما إتجه أسامة و محمد لمساعدة أحمد فى حمل الحقائب الخاصة بعمته زهرة .
و كان اللقاء بين الشباب إلى حد ما فاتر نظرا لأن المرة الأولى التى ألتقى أحمد بهم فى عرس عمته زهرة و عمه عابد و كان الأمر آنذاك أشبه بتبادل الأسرى أكثر منه عرسا .. و المرة الثانية
فى المستشفى أثناء حادثة زهرة و كانت الأجواء يسودها إختلاف و تبادل التهم .. لذا بالكاد تبادلوا حديثا .. و لم يهتم أحمد بذلك كثيرا قدر إهتمامه بتلك الفتاة الباكية التى تساند عمته الصغرى للجلوس على أقرب أريكة و فى نفس الوقت تشاكس الجميع و تضحكهم بالرغم من بكائها .. و قد سجل بعقله أن تلك العائلة الدموية بها ما يستحق زيارتها مجددا .
1
بينما صرخت بوسى الباكية فى جدها و السيدة نعمة و سوما بعد أن لاحظت إيقافهم لها كثيرا و ملامح الإرهاق البادية على الأخرى .. مما جعلها تنتزع زهرة من بين ذراعى سوما .. و تدخلها منزلها الجديد و الجميع من ورائهم ..
لتجلسها على أقرب أريكة ريثما يغادر الجميع ثم تريحها على الفراش .. فلا أغلى لديها من أختها زهرة و سوما ..
كذلك لأجل إراحة قلب أصلان الذى تدرك كونه أكثرهم شوقا لقطته .. كذلك هى التى لم تتوقف عينيها عن البحث عنه رغم معرفتها أنه لن يقرب منها حسب توصيات أبيها و أخوها الأكبر صابر .
أنهى أسامة ومحمد و أحمد عملهم من نقل أغراض زهرة و إتجهوا للجلوس مع الباقيين بعد أن رحبوا بزوجة أخيهم الأصلان .. و لم يخلوا الأمر كعادتهم من تبادل الدعابات بين بوسى و أسامة و محمد و سوما و كذلك أشترك معهم الحج قدرى تلطيفا للجو حسب إتفاقه مع بوسى .. التى بالفعل أضحكت الجميع بتصرفاتها التلقائية و خوفها الشديد على زهرة .. فلم تترك جانب زهرة بعد أن أجلستها .. تبكى و تحتضن زهرة .. و ترد على مشاكسات أسامة و محمد بعصبية جميلة .. و تضحك مع الجد و السيدتان نعمة و صفية .. ثم تعود و تبكى و تعتذر لزهرة على عدم نجدتها أثناء وقوعها من السلم مع أن الأمر لم يكن بيدها .. و خلال كل هذا أدركت بوسى وجود عينان سوداوان حانية ضاحكة تلاحق كل تصرفاتها لم تكن إلا لذلك الشاب قريب زهرة و التى عرفت لاحقا أنه ابن أخيها الأكبر صابر .. تلك العينان جعلتها ترتبك قليلا ثم سرعان ما إستعادت توازنها و تلقائيتها .
بينما زهرة تبتسم على مشاكسات إخوتها بوسى و أسامة و محمد و سوما
.. و قد لاحظت بعد فترة غياب أسماء و بودة .. لذا سألت عنهم بحسن نية .. و لم تجد إجابة من إخوتها إلا الصمت و أرتبكت السيدة نعمة قليلا ثم تحججت بمرض أسماء الذى منعها من إستقبال زوجة أخيها .. و أوضحت أنها ستقوم بزيارة زهرة لاحقا بعد شفائها .. و قد لامت السيدة نعمة فى نفسها إبنتها المدللة أسماء التى لم تتحمل أن تتميز زهرة عنها لتقابل بعدها مساعدات زوجة أخيها لها بالنكران .. ثم تناست السيدة نعمة أمر إبنتها و ركزت كل جهدها على زوجة إبنها و ابنتها الروحية زهرة .. لتجد أنه على الرغم من ضعفها البادى عليها و أرهاقها من الحمل إلا أنها إزدادت جمالا و توردت ملامحها مع البرودة القليلة الشائعة .. لتجعلها فى أوج أنوثتها رغم بطنها التى كبرت لتسع تؤامها حسب إعتقاد السيدة نعمة .
بعد فترة غادر أهل زهرة كذلك أسامة و محمد ليتركوا زهرة على راحتها بعد أن إتضح عليها الأرهاق الشديد .. ليتبقى فقط الجد و السيدة نعمة فى الصالة بينما أعانت كلا من سوما و بوسى زهرة لتغيير ملابسها لملابس أكثر راحة فى غرفتها الوحيدة الموجودة بالمنزل .. لترتدى فستانا بسيط واسع خاص بالحمل ثلاثة أرباع كم طويل حتى الكاحل ذو لون أصفر فاتح عكس تورد بشرتها بشكل جميل ..
لتصبح أكثر إشراقا .. و لم يسع الجد و السيدة نعمة سوى الصلاة على النبي ..
ليلتف الجميع حولها ثانية فرحين بحملها الذى كبر جدا عن المعتاد .. لتبتسم السيدة نعمة لزهرة
– السيدة نعمة بإبتسامة ممتنة :
عاوزين نشترى حاجات
الولادة يا رورو .
– أغتصبت زهرة إبتسامة بسيطة لوقع
الاسم الذى أطلقه عليها أصلانها منذ
أول يوم قابلها فيه .. و ردت بهدوء :
اللى تشوفيه يا ماما .
– لينظر الحج قدرى بامتنان لتلك الفتاة
العاقلة التى هداها الله لهم :
ربنا يكملك بعجلك يا بتى .
– سوما بفرحة :
هنجيب من كل حاجة أتنين يا
رورو .. أنا مش مصدقة .. أخيرا
قربوا حبايب خالتهم يوصلوا ..
أنا واحد و بوسى واحد .
– بوسى بحنق :
إيه ده ؟! .. مش لما نعرف
الأول نوع الجنين .. إحنا لازم
نروح للدكتورة الأول و بعدين
هشوف هنجيب لهم إيه .. بينك
و لا لبنى و لا مكسات بين
الاتنين .
– ردت زهرة بهدوء و رقة :
تلاتة .
– لم ينتبه أحد لما قالته زهرة إلا بوسى
ولم تستوعب هى أيضا المعنى :
هما إيه دول اللى تلاتة ؟!
– زهرة برقة بعد أن إنتبه الجميع لها :
أنا قصدى إن أنتوا هتجيبوا
لتلاتة مش لأتنين .
– ” إإإإإإإإ ييييييييييييييه ”
و ما كان الصوت سوى للأربعة مرافقى
زهرة .
– الجد بفرحة :
اللهم صل و سلم على سيدنا
محمد .. اللهم لك الحمد و
الشكر .
– سوما بفرحة :
و النبى صحيح ؟! .. ألف مبروك
يا زهرة .
– بوسى بدعابة :
و أنا بقول برده الدملكة دى
مش طبيعية .. آه يا أروبة !
و أخيرا إنتبه الجميع إلى السيدة نعمة التى إنخرطت فى موجة بكاء شديدة و يستمر لسانها يلهج بذكر الله .. و قد إقتربت من زهرة لتضمها بين ذراعيها .
– السيدة نعمة ببحة بكاء :
ربنا يجازيكى خير يا بنتى زى
ما فرحتينى إنهاردة .. اللهم لك
الحمد و الشكر .. صبرت يا
الأصلان و ربنا جزاك .
ثم إنخرطت من جديد فى بكائها
– الحج قدرى متأففا :
الله جرا إيه يا نعمة ؟! ما تصلى
على النبى أمال ؟ .. هو أنتى فى
الحزن باكية و فى الفرح باكية ؟
– بوسى بدعابة :
مابلاش يا جماعة جو الكآبة
ده .. إحنا ما صدئنا زهرة ترجع
.. ثم أنا قلبى ضعيف و النبى
لو فتحت فى العياط هغرئلكوا
الدنيا هنا و إحنا بصراحة لسه
ماسحين .. و أنا مش عاوزة
أتكلم بئا .
– سوما بفرح :
إحنا لازم نئول لخالتى أم أحمد
تحضر أكل كتير لزهرة دول
أربعة دلوقتى بيكلوا .. عشان
تتغذى كويس و صحتها تتحسن .
– السيدة نعمة :
ألا صحيح يا رورو .. الدكتورة
قالتلك نوعهم إيه ؟!
– زهرة بإبتسامة :
أنا عرفت بس فى المستشفى
أنهم تلاتة .. و مرضتش أعرف
النوع إلا لما تكونوا معايا و كمان
حاجات الولادة برده .
– الجد فخورا بأخلاق قطة الأصلان :
تسلمى يا بتى .. مرضتيش
تكسرى فرحتنا حتى و أنتى
زعلانة .. ربنا يئومك بالسلامة
.. و آنى عن نفسى هما
” و أشار بعينيه على بطن زهرة ”
أغلى ما عندى .. ندرا عليا لأعملهم
ليلة لله محصلش زيها فى البلد
و البلدان اللى جنبنا .. يتحاكوا
عنها سنين .
– السيدة نعمة بفرحة :
و أنا هنزل إشتريلهم كل اللى
فى السوق و من أغلى نوع
كمان .. هو أنا عندى أعز من
ولاد الأصلان .
– سوما بطيبة قلب و فرحة لصديقتها :
الله و النبى يا ماما خودينى
معاكى أنئى الهدوم و اللعب .
– السيدة نعمة التى تحتضن سوما :
حاضر .. من عنيا .. عقبال ما
أجيب لعوضك أنتى و أسامة .
– سوما بفرحة غطت على خجلها :
يا رب .. يا رب .. يا رب
– الحج قدرى :
شوف البت ؟! .. مفيش
خجل و لا تستحى .
– بوسى :
خجل إيه و مستحة إيه ؟! ..
دا أسامة خاربها و أنتوا نايمين
فى العسل .. و بيكلمها كل يوم
و بيئولها كلام يدوخ .
– سوما و قد أخجلتها بوسى :
بوسى .. إيه الكلام ده ! ..
عيب كده ! .
– السيدة نعمة :
أنا هروح أوصيلك على غدا
معتبر يرم عضمك و هاجى .
– إلا أن بوسى التى لاحظت إرهاق زهرة الواضح :
بئولك إيه يا مرات خالى .. آجلى
الغدا شوية على ما زهرة تستريح
و تشم نفسها كده و أنا بنفسى لما
تجوع هروح أجيبلها صنية الغدا
من أم أحمد .
– السيدة نعمة التى فهمت على بوسى :
و مالوا .. خليكى يا بوسى
جارها عشان لو عازت حاجة .
– بوسى مقاطعة :
أنا مش هتنقل من جنبها إلا
لما تئوم بالسلامة .
– الحج قدرى بإطمئنان :
خلاص .. يلا يا نعمة و إبجى
شيعى لفاطمة و لا ورد تشوف
طلاباتهم .. يلا يا جماعة .
– السيدة نعمة :
هطل عليكى كل شوية .. مش
هسيبك لوحدك أبدا .
أومئت زهرة برأسها لهم بعد أن وصل بها الإرهاق لمرحلة كبيرة .. جعلت بوسى تسرع لإسنادها إلى فراشها حتى
تأخذ قسطا من الراحة بعد أن أبدلت لها ملابسها لأخرى قصيرة مريحة تناسب الحمل .. بينما خرجت بوسى إلى الصالة تشغل وقتها بمشاهدة التليفزيون .
بينما فى جهة أخرى وصل الجد و السيدة نعمة و سوما إلى المنزل الكبير ليتفاجأوا بأصوات شجار مرتفعة لم تكن إلا لأسماء و محمد بينما يجلس أسامة يحتضن بودة و لم يتدخل حتى لا يحتدم الوضع ..
– أسماء :
مين دى اللى أروح أسلم عليها
أنت مش عارف أنا مين و لا
إيه ؟!
– محمد بإنفعال :
أنتى إيه إللى جرالك ؟! .. ما
سوما و بوسى راحوا و فضلوا
معاها .. مائلوش ليه إحنا ولاد
مين ؟! .. أنا بئولك مايصحش
حتى كنتى جيتى سلمتى عليها
و مشيتى بعد كده .. لكن كده
عيب يا بنتى .. إيه اللى جرا
بينك و بينها يخليكى مش
طايئة سيرتها كده ؟!
– أسماء بإنفعال متولد عن غيرة :
و الله أنا حرة .. و لا هتجبرنى
يا سى محمد ؟! .. ما هو ده
إلى ناقص خدت الكل فى صفها
حتى جوزى هتئلبوا عليا .
– الحج قدرى بإنفعال :
أنتى أتجننتى يا أسماء .. إيه
اللى أنتى بتجوليه ده ؟!
– أسماء :
بئول إللى بيحصل يا جدى من
ساعة ما ست زهرة شرفت و
أنتوا كلكوا إتجننتوا .. و كل
حاجة زهرة زهرة .. حتى سى محمد
اللى مكنش بيتكلم بئا مش
عجبه حاجة .
– السيدة نعمة بعصبية من إبنتها الهوجاء :
أسماء إسكتى .. عيب كده ..
إيه يا بت محدش مالى عينك.
– محمد بهدوء يسبق عاصفته :
إستنى أنتى يا خالتى .. أنتى
بتئولى محمد اللى مكنش
بيتكلم .. أنا لما بشوف تقصيرك
و مابتكلمش فده عشان خاطر
حبى ليكى بنصحك و استنى
.. أشوف هتعملى إيه .. و عشان
خاطر جدى و خالتى و إخواتى
.. إنما لا خوف و لا غيره ……….
– قاطعه الحج قدرى رغبة فى تنازل
محمد عن رأيه .. و الذى استشف
ماهيته :
صل على النبى يا بنى وأهدى
.. أسماء ما تجصدش اللى جه
فى بالك .. أنت كتر خيرك
رضيت تعد معانا بعد ما أنا
طلبت منك ده .. و كمان
بتشتغل معانا بفلوسك وسط
كومة من ولادى محدش منهم
يملك مليم واحد .
– محمد بهدوء و غموض :
العيب مش عليها يا جدى ..
العيب على اللى حط نفسه فى
الوضع ده .
– الأصلان الذى يقف أعلى السلم الداخلى و قد عاين من الأحداث ما يكفيه لتكوين فكرة عن الموضوع :
استنى يا محمد .. إذا كنت آعد
هنا فده مكانك و سط إخواتك
.. و إن الأرض ماشاليتكش أحطك
فوق راسى و راس الكل .. أنت
اللى تعد
” ثم نظر إلى أخته الهوجاء بتوعد ”
و قليل الرباية يتربى من جديد .
لم يستمع محمد لكلام أخيه الأكبر الأصلان لأول مرة .. و إتجه مسرعا إلى
الخارج .. ليلحقه أسامة مسرعا بعد أن أعطى بودة الذى أرهقه البكاء إلى سوما المصدومة مما يحدث .. و لكنها رافقت بودة هى الأخرى إلى منزل زهرة لتجلس مع بوسى حتى تهدئ الأجواء قليلا .
بينما بكت السيدة نعمة على خروج محمد ابن أختها الوحيدة بهذا الشكل من المنزل .. و الذى قد أنضم إليه منذ وفاة أختها بعدما أصبح وحيدا .. لتعتنى به مع أبنائها و يضمه الحج قدرى إلى قائمة أحفاده .. و كذلك جلس بجانبها
الحج قدرى متكدرا مما حدث .. و لم يهتم أحدهما بأصلان الذى ينزل السلم كوحش و قد ركز نظراته الجليدية على أخته الهوجاء ..
كذلك لم يهتما بصوت صفعة الأصلان لأخته .. و تراجع أسماء قليلا إلى الوراء من قوة الصفعة و خوفا من أخيها الأكبر .
– لينطق بعدها بصوت جليدى ناتج عن شدة غضبه مما حدث .. خاصة بعد أن أدخلوا قطته طرفا فى خلافهما :
إيه اللى دخل زهرة فى الكلام
بينك و بين جوزك يا أسماء ؟!
– أسماء بخجل من كشف ذاتها أمامهم :
أأأأ .. أن .. أنا كنت بئول بس
مش كل حاجة زهر………….
” ثم قطعت حديثها خاصة بعد أن
تغيرت تعبيرات وجه أخيها ليكون
وجهه أكثر قتامة و تراجعت عدة
خطوات أخرى إلى الخلف ”
– الأصلان بهدوء مخيف :
هممممم .. كملى .. بعد كل حاجة
زهرة .
– لتصمت أسماء تماما .. و يكمل الأصلان الذى أقترب منها :
أنتى فاشلة يا أسماء .. و أنا
ملاحظ ده من أول جوازك ..
مش عارفة تراعى جوزك و ابنك
.. و مش لائية حد تعلئى عليه
فشلك إلا زهرة .. بما إنها الوحيدة
اللى متجوزة زيك فأكيد الكل
هيقارن بينك و بينها .. و ده كان
نفس اللى هيحصل لما سوما
تتجوز أسامة .
– أسماء بغيرة :
أنت أول مرة تضربنى يا أصلان
و طبعا عشان الست زهرة جت .
– أصلان :
أنا عمرى ما أضربك عشان خاطر
زهرة .. عشان مش هسمح إن
يحصل حاجة بينك و بينها ..
أنا ضربتك عشان خاطر جوزك اللى
عليتى صوتك عليه و هنتيه .. و ما
عملتيش اعتبار لجدك و إخواتك
اللى آعدين .. و خلتيه يخرج وسط
كومة رجالة .. أنتى كده
كأنك بتئولى للكل إنك
ناقصة رباية و إذا مكنش حد هنا
يديهالك .. فأنا هقوم بيها .. و زهرة
سيرتها متجيش على لسانك تانى
أنتى فاهمة ..
” و صرخ آخر كلامه ”
أمشى على فوق مش عاوز أشوف
وشك .. يلا .
لتصعد أسماء مسرعة إلى الأعلى .. و اتجه أصلان للجلوس بجانب جده و أمه التى لم تنهى بكائها بعد
– ليقول الجد متأففا :
ما خلاص يا نعمة أنتى كمان ..
مش ناجصة هيا .
– السيدة نعمة ببكاء :
غصب عنى يا عمى .. أنا أول مرة
أحس أنى قصرت فى تربية عيل
من عيالى .. أنا مش عارفة هيا
طالعة كده لمين ؟!
– الحج قدرى بلين مقدرا خزن زوجة إبنه :
مجصرتيش فى حج حد يا بتى
.. أنتى ربتيها بما يرضى الله زيها
زى أخوتها .. بس شكلها كده
خدت على الجلع و الراحة .. بعد
ما كانت الواحدة منيكم زمان
تجوم بحاجة راجلها .. دلوئتى
الواحدة رامية الحمل كله على
الشغالين لحد ما البيوت خربت .
– السيدة نعمة بحزن :
و ده يمنع فى إيه بس يا عمى ؟!
شوف هنا كام واحدة بتساعد
فى الشغل و برده كنت بشتغل
معاهم .. و زهرة الله يكرمها كده
ما كانتش تخلى حد يعمل حاجة
للأصلان .. هيا بس اللى تعملها
له .
إنشرح قلب الأصلان لذكر قطته و لانت تعبيرات وجهه .. بعد غضبه العارم من أسماء و محمد على السواء .. فالأصلان لم يستطع تحمل أن تكون قطته محورا لتفكير كلا من أخته و زوجها .
– صمتت السيدة نعمة قليلا .. ثم أكملت :
الله يسامحك يا أسماء ضيعتى
فرحتنا .
لتبتسم السيدة نعمة و يبادلها الجد الإبتسامة .. و يتعجب الأصلان من تبدل حال أمه وجده .. لتقول السيدة نعمة بفرحة
– السيدة نعمة بفرحة :
ألف مبروك يا الأصلان .. ألف
مبروك يا بنى .. زهرة حامل .
لينظر لها الأصلان بإستغراب قليلا
– لتتدارك السيدة نعمة خطأها :
يوه الفرحة نستنى .. قصدى
زهرة شايلة تلاتة مش اتنين
زى ما كنا فاكريين .
لتلين ملامح الأصلان منذ ذهاب قطته و تفرج عن إبتسامة .. و تلمع عينيه فرحة و حنين لتلك القطة الصغيرة التى لونت حياة أصلانها .
– الجد الذى يفهم ما يحدث داخل حفيده العنيد من مشاعر قال بهدوء :
ألف مبروك يا الأصلان .. يتربوا
فى عزك يا بنى .
– الأصلان بإضطراب داخلى :
و عزك يا جدى .
ليستقيم بعدها و يتجه للخارج .. و يسأله الجد مسرعا
– الحج قدرى :
على فين يا بنى .
– ليجيبهم صوت الأصلان البعيد :
مشوار لله .
ليفهم الجد مقصد حفيده .. بينما يستمر هو و السيدة نعمة بذكر الله و حمده كثيرا على تلك النعمة .. و كأن الله سبحانه و تعالى عوضه سنوات عزوفه عن الزواج و الإنجاب ليهب له ثلاثة أطفال .
قبلها دخلت سوما و معها بودة منزل زهرة .. لتجد فقط بوسى فى الصالة و التى أفزعها شكل ابنة خالها سوما كذلك شكل بودة الذى لم تختفى ملامح
البكاء من وجهه .. لتنتفض من مكانها فى محاولة لتهدئة بودة .. و لما لم تستطع أعطته هاتفها يلعب عليه كباقى الأطفال .. و سرعان ما صمت بودة بعد أن ألتهى بهاتف بوسى .. و تقص سوما على بوسى سريعا ما حدث فى المنزل .. لتشهق بوسى من الصدمة
– بوسى بصدمة و لكن بصوت منخفض خوفا من استيقاظ زهرة :
أسماء دى و الله مش بتقدر
النعمة اللى فى إيديها .. فى
واحدة تتكلم بالأسلوب ده مع
جوزها .. و أدام جدها و أخوتها
– لترد سوما بحزن :
و لا محمد مايستاهلش منها كده
.. ده عمره ما زعلها .. و لا زهرة
كمان و الله .. ربنا يهديها .
– بوسى :
على رأيك دا زهرة كانت بتنظم
لها وقتها عشان محمد ميزعلش
أكتر من كده .. و مردتش هى
تئوم بحاجة محمد عشان ما
يتخانئش هو و أسماء و يئولها
زهرة هى اللى بتعملى حاجتى
.. و بعد كل مساعدة زهرة دى
تروح تئول كده عليها .. على
الله الأصلان ميئطعش خبرها .
– سوما :
أنتى عارفة يا بوسى .. ساعة لما
أسماء مارضتش تيجى تجهز معانا
البيت لزهرة و لا كمان رضت تسلم
عليها .. كنت فاكراها بتهزر أو
متضايقة عشان مشكلة إسراء و
عابد .. أو زعلانة عشان بيت
أخوها اتهد .. لكن الطريقة اللى
كانت بتتكلم بيها على زهرة
متئولش كده .. دى غيرة يا بوسى
.. و غيرة وحشة تضر و تخرب
.. أنا بحمد ربنا إن الموقف ده
حصل قبل جوازى من أسامة و
إلا زمانها كانت عملت مشاكل برده
بسببى .
– بوسى بشرود :
أنا من ساعة ما جيت من السفر
و أنا حسيتها إتغيرت .. بعدت
عننا و مكنتش بترضى تعد معانا
زى الأول .. و كمان المشاكل بينها
و بين محمد كترت أوى أكتر من
الأول .. بس ماكنتش فاكرة إن
ده السبب .. و طبعا بما إن زهرة
أدامها شايلة البيت كله .. و كمان
ما بتخليش الأصلان يفكر يطلب
حاجة من حد غيرها .. بئت تبص
لزهرة .. الطبيعى إنها تحاول تتعلم
منها لكن أسماء تحسى إن دلعها
زاد بعد الجواز و مش عاوزة
تعمل حاجة .
– سوما هى الأخرى بشرود :
و محمد كمان ماكنش واخد باله
من إهمال أسماء أو كان مطنش
.. بس طبعا لما شاف زهرة بسنها
الصغير و شايلة الأصلان شيل ..
و البيت ماشى زى الساعة ..
و الله أكبر تستنى الأصلان حتى
لو أتأخر و ماتأكلش إلا لما ييجى
.. و تصحى قبليه تحضرله
حمامه و هدومه .. بدأ يحس إن
فى حاجة غلط و ده اللى سبب
المشكلة .
– ردت بوسى :
و اللى كانت برده هتقوم لو كنتى
أنت و أسامة إتجوزتوا الأول .
ليقطع حديثهم صوت هاتف بوسى الموجود مع بودة .. لتقترب بوسى مسرعة حتى لا تستيقظ أختها زهرة ..
و تبتسم عندما ترى أن المتصل لم يكن إلا الأصلان لتجلس بجانب سوما و تتحدث
– بوسى بإبتسامة و صوت خافت :
السلام عليكم يا الأصلان .
– الأصلان بهدوء و وقار :
و عليكم السلام و رحمة الله ..
” ليصمت قليلا ثم يقول بقلب
أشتدت خفقاته ”
هى عاملة إيه يا بوسى .
– تبتسم بوسى على قلب أخيها اللين تجاه زهرته و تتطمئنه :
هى بخير و الحمد لله .. بس
دخلت تنام أصلها تعبت شوية من
الطريق .
– الأصلان بخوف :
تعبت إزاى ؟! .. بتتألم يعنى ؟! ..
فى حاجة بتوجعها ؟!
– بوسى بحب لأخيها الأكبر و زوجته :
اطمن يا أبيه .. دا بس الحمل
و تعب السفر .. و راعى إن
جسمها تقل و على طول حاسة
إنها عاوزة تنام .. مش أكتر ..
فهمتنى .
– همهم أصلان بفهم .. و قال بهدوء و رقة لا تناسب إلا قطته الصغيرة :
يعنى هى دلوقتى نايمة ؟!
– بوسى بخبث :
فى سابع نومة .. و بتاكل رز بلبن
مع الملايكة .. يعنى لو جيت و
شوفتها مش هتحس بحاجة .
لتسمع كلا من بوسى و سوما طرقا على الباب .. فتبتسم الفتاتان لبعضهما على عشق أخيهم الأكبر لزوجته .. لتغلق بوسى هاتفها و تذهب لفتح الباب لأخيها .. و يدخل الأصلان بنفس مثقل و قلب أشتدت خفقاته .. يريد رؤية قطته .. ابتسم لبوسى و سوما برقة جعلتهما تسقطان أفواههما من الدهشة .. و يتركهما ليتجه للغرفة الوحيدة الموجودة و الخاصة بقطته .
أقترب الأصلان من قطته الصغيرة النائمة بفراشها .. و قد أرتدت فستانا رقيقا قصيرا واسع يليق بحملها .. و ضحك قليلا على بطنها التى كبرت جدا مناسبة لأخرى فى التاسع و ليس السادس .. و لكنها ظريفة عليها بشكل جعله يقترب منها جالسا على الأرض بجانب فراشها غير عابئ بعبائته و جلبابه و يقبل بطنها الظريفة قبلات طويلة رقيقة .. لم يمنع نفسه فيها من استنشاق رائحتها .. ليتركها سريعا خوفا من استيقاظها .. و يصعد قليلا ليتأمل وجهها الذى توردت ملامحه و زادت إشراقا و لا يعلم فعليا أهو شوقه لها أم هى فعلا تزداد جمالا فى كل مرة يراها فيها .. و لم يستطع منع دموعه من السقوط ندما على إيذاء قطته .. و على فراقهم المحتوم .. كذلك لشوقه الشديد لها .. ليجلس مقابلها أرضا قليلا من الوقت لم تترك كفيه فيه خصلات شعرها .. حتى ظهرت بوسى عند باب الغرفة تنبهه للوقت خوفا من استيقاظ زهرة .. ليستقيم و يقبل قطته على جبينها برقة و يغادر .. غير عابىء بالفتاتين اللتين سقطتت أفواههما ثانية على أخيهم الأكبر ذو الهيبة و الذى خرج أمامهم من عند قطته غير عابئ
بدموعه و لا خجلا منها .
لم تتحرك سوما و بوسى من مكانهما بعد مغادرة الأصلان .. و لم يفيقهم من صدمتهم بحب أخيهم الشديد لزوجته سوى صوت هاتف بوسى للمرة الثانية
و الذى لم يكن سوى أخيهم الأصلان أيضا الذى تذكر بعد خروجه من منزل القطة إنه لابد من وجود صورة لها معه
.. تعينه و لو قليلا على شقائه فى حبها
.. لتتحرك بوسى مغيبة إلى غرفة زهرة التى لا تدرى بما يدور حولها و تلتقط لها عدة صور و هى نائمة و ترسلها لأخيها .. الذى لم يتحرك من سيارته حتى وصلته ليأمر بعدها سائقها بالانطلاق إلى مشواره الذى أخبر به جده سابقا .
جلست بوسى أمام سوما المبتسمة و هى شاردة مما حدث منذ قليل
– بوسى بشرود :
عارفة يا سوما .. أنا بحسب الحب
اللى زى حب أصلان لزهرة ده
خلص من زمان .. أول مرة أشوف
اتنين بيحبوا بعض أوى كده .
– سوما بإبتسامة :
و الله أصلان و زهرة يستاهلوا
كل خير .. الأصلان تعب كتير
عشان خاطرنا و ربنا عوضه ب
زهرة .. و رزقها بيه .
– بوسى بعقلانية :
ليها حق أسماء تغير منها ..
الأصلان أخونا بيبقى واحد تانى
خالص معاها .. أنا أول مرة
أشوف دموعه .. و لا حتى
تصرفاته دى .
” لتبتسم فجأة و تقول ”
بس على مين و دين النبى مش
هتنازل عن إنهم يسموا بنت من
اللى فى بطنها بأسمى .. بعد
المرمطة اللى شفتها دى .. دا أنا
آعدة جنبها شبه الندورجى .. لأ
و كمان بقيت مصورة .
– لتضحك سوما :
يا بكاشة و أنتى تعرفى منين
اللى فى بطنها إيه ؟!
– بوسى بخبث :
مش حكاية .. خير ربنا كتير
جوه فى بطنها أكيد حد فيهم
بنت .
– تتنهد سوما :
أنا خايفة أسماء تشيل فى نفسها
أكتر لما تلاقينا كلنا عند زهرة و
محدش راحلها بعد اللى حصل .
– بوسى بجدية :
بلا أسماء بلا بتنجان .. مش
عاوزين نديها وش عشان
متفكرش إن اللى بتعمله صح ..
و أسكتى بقا خلينى فى اللى أنا
فيه .
– سوما بتعجب :
خير يا بوسى فيه إيه ؟!
– بوسى بحالمية :
مفيش .. خير اللهم أجعله خير
.. جوز عيون سود قلبولى حالى
” تصمت قليلا و تتنهد ”
الواد قمر يا سوما .. قمر .
– سوما بهدوء :
قريب زهرة .. ابن أخوها صابر .
– بوسى بحالمية :
أيوه الملاكم ده .
– سوما بتعجب :
إيه ده هو بيشتغل ملاكم ؟!
– بوسى :
لأ .. أنا سميته كده .. الواد طول
بعرض .. تحسيه بيلعب ملاكمة
.. يخربيته إيه الرجولة القاتلة دى ؟!
– لتضحك سوما و تكمل بوسى :
أنا كنت بتكلم عادى .. بس
لاحظته بيبص عليا .. عارفة إيه
اللى شقلب كيانى من ساعة ما
مشى ؟!
– سوما التى ترى أختها لأول مرة فى هذه الحالة :
إيه ؟!
– بوسى :
عنيه يا سوما .. أول مرة أشوف
واحد عينه بتضحك و جواها طيبة
.. عنيه حنينة أوى .. أول لما شفته
بيبصلى معرفش ليه خفت و كنت
هتلخبط فى الكلام بس لحقت
نفسى .. و من ساعتها و قلبى مش
مظبوط .. كان نفسى بس أعرف
إسمه إيه ؟!
” أحمد ”
– و ما كان الصوت الهادىء الرقيق إلا لزهرة التى استيقظت من نوما تريد شرب الماء لتستمع بالصدفة لحديث بوسى .
لتسعد الفتاتان لاستيقاظ زهرة .. و يتبادلن حديثا خفيفا .. و تذهب سوما بعدها لإحضار الغذاء لهن جميعا .. بينما تلقت بوسى مكالمة هاتفية من والدتها و ابتعدت قليلا عن زهرة للرد عليها حتى لا تزعج زوجة أخيها الشاردة ..
و لم يتبقى سوى زهرة و بودة الذى قبلها بسرعة ليجلس مكانه و يكمل لعبه على هاتف سوما .
بينما لم تركز زهرة كثيرا على جميع ما حدث .. بل كانت مضطربة و تتلاحق أنفاسها بسرعة بعد أن استيقظت من نومها لتحاوطها رائحة طالما عشقتها
.. و كانت مهدئة لها خاصة فى فترة حملها و لم تنساها .. تعلم القطة جيدا
إنها لم تكن سوى رائحة أصلانها .. الذى أخيرا تذكر قطته .. لتجد نفسها تنادى على بودة الصغير و تسأله عن خاله الأكبر ليجيبها بما يؤكد شكها .. و تبتسم زهرة بعد أن يأست فى رؤيته بعد غيابه عنها .. إلا أنها وعدت نفسها
بصرامة أن توضح لسوما و بوسى غضبها من تلك الفعلة و لكن بمرور الوقت وجدت نفسها لا تقوى على ذلك .. و لم تخبر صديقتيها بمعرفتها بزيارة الأصلان لها .. دون أن تحاول إيجاد مبرر لذلك .. فقلبها البائس يعلم لما فعلت ذلك و قد أجبرها على الصمت لعل أصلانها يكرر زياراته .. فتشبع روحها السقيمة برؤيته .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى