رواية عيون أوقفت التار الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير توفيق
رواية عيون أوقفت التار الجزء الثاني
رواية عيون أوقفت التار البارت الثاني
رواية عيون أوقفت التار الحلقة الثانية
-شامخة، بتي..
نطق فزاع أسمها وملقيش كلام يقوله، كان فات أسبوعين على جلسة الصلح الوديـة اللي بينهم، أتفقوا من خلالها على إتمام الجوازة في أقرب وقت ممكن لكن شامخة واقفة شامخة وموقفة الأمر
-چولتلك لع يابوي مهيحصلش واصل، مهبچاش مرات حد غير دياب، وحتى لو بچيت عمره ما هيكون من وُلد الزداينة
بصت ليه بتأنيب متابعة- الزداينة اللي چتلوا أخوي ولا حتى ولدك نسيته
أغمض عيناه بآسى قبل مايفتحها ويقول بتنهيدة حارة- علشان منخسرشي أخوكِ التاني ولا ولد عمك بچولك إكدة، وافچي ووفچي بحر الدم يابتي، مبچاش فيا حيل أدفن حد منيكم تاني
العناد كان يرتسم بجدية على ملامحها، الفكرة مرفوضة
-أزاي رايدني أتجوز وجوزي مبچلوش شهر ميت
صاح بغضب- مش جوزك ملحچش يبچى جوزك، أنتِ نسيتي انكم مكنتوش كتبتوا الكتاب لسة يـاك؟
بتعند- بس من انا وصغيرة معروفة إني لدياب ودياب ليا
-ودياب دلوق عند اللي خلچه، وأنتِ هتبچي مرت واحد غيره، هتحترميه وتصونيه، لازم تعرفي إكدة، الجوازة دي مش لعب عيال ياشامخة، الجوازة دي اللي هتوچف بحور دم، وهتفرح چلوب أمهات وتطمن چلوبنا كلياتنا اللي أتچطعت من الچهر يابتي
دمعت عيونها، بدأت تقتنع بكلامه بس- يعني خلاص هتضحي بيا لأجلكم؟
سقط منه قناع الجمود وظهر الوهن قرب منها يحضن راسها في حضنه و- أضحي بمين، هو أنا عندي أغلى منك ياشامخة، دا أنتي أغلى واحدة على چلبي وعارفة إكدة كويس، بس.. لولاش أن اللي هيتجوزك هو ريـان ما كنت وافچت على واحد من رجالتهم واصل، ريان دا زينة الشباب وانا عارف إكدة كويس، عاچل وراسي وهيصونك
الكلام مش هيجيب نتيجة، دا اللي عرفته من إصرار والدها فهزت راسها بإذعان..
****
في القاهرة، كان قاعد في مكتبه وبيلعب في قلم بشرود جسمه هنا وعقله في مكان تاني، بعد الجلسة مشى على وعد إنه هيرجع لما يتحدد وقت الفرح، اللي معرفش لحد دلوقتي هيبقى أمتى، وجده مقلوش وهو.. مش عايز يسأل لتبان لهفته، غمض عيونه يتخيلها قدامه تاني يبتسم بخفة وهو بيهمس بأسمها بتلذذ- شامخة..
مكنش مهتم بالجوازة، ولا متلهف ليها، عمر الجواز والأرتباط ما كان شاغله، كان معتبرها صفقة.. رابحة! لكن التحدي والتعند اللي في عيونها، كبرياءها اللي بينطق من كل نظرة منها مخليه محتاجها تبقى في حياته، علشان يكسر شوكتها، وشامخة تبقى مطيعة ليه وبس، هي تحدي وهو عايز يفوز بيـه!
رن حرس فونه في اللحظة دي أول ما لمح اسم جده رد بلهفة يمكن يكون في أخبار عنها
-أيوة ياجدي
-أستعد ياولدي، الفرح أتحدد ميعاده، الچمعة الجاية
بسمة ظهرت على وشـه و- هكون في المعاد ياجدي
-جواز، وجاي تقولي دلوقتي على الجواز ياريان ما كنت أستنيت لحد ما دخلت بيها عليا بالمرة
-ياماما أفهمي الموضوع مش بالطريقة اللي متصوراها دي، الجوازة دي علشان تمنع الثأر
لانت ملامحها لكنها رجعت تقول بحزن- لكني مكنتش عايزاك تتجوز بالطريقة دي ياريان، كنت حابة تعيش حياة طبيعية تحب على راحتك وتختار بمزاجك
متعرفش إن دا اللي حصل، هو أختارها بمزاجه فعلًا!
-انا مش مهتم بالتفاهات دي ياماما، كنتي عايزاني أتجوز وأهو هيحصل، وهي بيقولوا إنها كويسة
سألت بفضول- إنهي بنت من بيت فزاع صح؟ أوعي تكون من بنات سكينة العقربة
هز كتفه بجهل و- مش عارف، أسمها شامخة باين بنت فزاع
ظهر السرور على ملامحها و- بنت سعدة تبقى أميرة بنت أمرة
تدخلت أخته اللي كانت بتسمع الحوار من البداية- أسمها شامخة، غريب وعجيب..
همس بصوت خافت- بس حلو
بصوله بإستفهام لكنه تنحنح ومتكلمش، كملت أخته- طيب وجينا؟ دي هتموت عليك ومفهمة الكل إنكم مرتبطين وهتتخطبوا قريب
– إن كانت هي عبيطة وصدقت كلام أبوها اللي عرضه عليا علشان يوطت العلاقات دي مشكلتها، انا عمري ما وعدتها بحاجة
غمزته أخته بشقاوة و- شكل شامخة عملت عمايلها وحكمت بأحكامها، يمكن موعدتش جينا لكن عمرك ما صديتها
هز كتفه بلا مبالاة و- انا جنتل مان مكنتش هقدر أقول لواحدة أبعدي عني وخاصةً وأنا مش مرتبط بغيرها، أكيد دا فعل هيجرح مشاعرها
بسخرية- ياحنين
تدخلت امه بلهفة- المهم انت شوفت شامخة دي؟ حلوة؟
– مهرة.. زي المهرة ومحتاجة جياد ياماما
كمل بهمس- وانا هكون جيادها
بصوله بعدم فهم لوصفه، ليتابع بحمحمة خفيفة- مركزتش أوي، مهتمش إني أبصلها أوي
أمه بزفرة حارة- يابني بطل برود شوية وأهتم بقى، الستات التانية وقولت مش مهم، رافض دي ومانع دي تقرب وقولت مستني بنت الحلال، لكن طالاما جت بنت الحلال عاملها كويس، مش كله بيقدر يتحمل طبع الراجل البارد دا
مهتمش يرد، مامته مش فاهمة أبعاد الموضوع، وأن شامخة حرفيًا مش طيقاه وأن قدامه طريق طويل معاها ولأول مرة ميحسبهاش بالورقة والقلم ويكون عايز يمشي الطريق دا.. بل متلهف!
****
جرت الأيام لحد ما وصلوا ليوم الجمعة، الفرح من غير فَرح، بس تجمع ستات ورجالة علشان تتزف العروسة من غير حتى زغروطة..
فجأة جه سؤال في باله وهو مع جده، بصله بإستفهام و- أزاي هنكتب الكتاب واللي..
صك أسنانه بضيق و- كان جوزها دا مبقلوش شهر ميت..
ضحك جده بخفة- ينيلني انا شكلي نسيت أچولك، دياب مات چبل ما يكتب عليها، دي مش من عادات بلدنا واصل، دايمًا بنكتب چبل الفرح بشهر ولا أتنين وفي حالات الچرايب اللي زي دياب وشامخة يمكن من سنين، لكن على حظهم دولا مكتبوش الكتاب لأخر لحظة
تنهد الجد يستوعب الامر و- شوف الحكمة ياولدي!
بص قدامه وأبتسم.. شاف الحكمة
رغم إنه حتى لو كاتب هيبقى جواز على ورق، لكنه برضوا سعيد لإنها هتكتب على اسمه هو أول واحد..
تملك غريب.. وفكر عجيب، هو نفسه مستغرب إنه بيملكه!
هتفرق أية يعني؟
-يلا بينا..
أتحركوا ناحية نجع فزاع، والكل في ترقب مستني اليوم يخلص على خير
بعد شوية وصلوا، ودخلوا الساحة قعدوا كلهم سـوا يكتبوا الكتاب، لحد ما قال المآذون كلمته الشهيرة وبقيت رسميًا مراته
-تچدر تدخل ياولدي تشوف عروستك جوه
تدخل همام بغل- ملهاش عوزة ياعمي، العروسة كلها هتبچي معاه طول العمر
بصله ريان بضيق قبل ما يقوم و- معاك حق بقيت ملكي خلاص للأبد، بس برضوا حابب أشوف عروستي يابن العم
وسعوله الطريق يدخل، كان الكل جوه قاعد ساكت وسكينة بتولول
– بتتجوزي غيره ياشامخة حالًا نسيتي ولدي وبچيتي مرت غيره، حالًا نسيتي دياب
قربت سعدة منها تهمس بخفوت- أسكتي ياسكينة كلامك دا لو حد سمعه هيچطع خبرنا أعچلي عاد
– مچدراش، نار في چلبي ياسعدة، بتك كان زمانها مرت ولدي، كان زمانه حي لكن دلوچتي بتتزف لعيلة اللي چتلوه
كان سامح هسيس الكلام دا وهو بيقرب، صك على اسنانه بضيق وحاول يتحكم في أعصابه، قرب واحد من الغفير وخبط خبطتين و- فضوا الطريچ العريس إهنه وهيدخل للعروسة
بسرعة فضوا الممر اللي كان مليان ستات دخل هو وبص حواليه قربت سعدة بإبتسامة و- أهلًا ياجوز بتي
أبتسم ليها بلطف، شاورتله على أوضة- شامخة إهنه، أدخلها مكسوف يـاك
أبتسم ليها ومتكلمش، وقرب من الأوضة، مليان بالإثارة والحماس، أخيرًا هيشوفها تاني والمرة دي هيقدر يشوفها زي ما هو عايز، يبص لملامحها اللي لحد دلوقتي مقدرش ينتبه ليها ويحفظها بشكل كامل، هيبصلها وهي مراته
مع تالت نظرة بقيت مراته!
****
فتح الباب ودخل هاله ما رأه، شامخة مدياله ضهرها لكنها لابسة أسود في أسود، ضيق مفاجئ ملاه، قال وهو بيقرب منها وبيمسكها دراعها يلفها علشان تواجهه
-أية دا، اية اللي عملاه في نفسك دا؟
بصتله ببرود زاد من غضبه المستعر و- سلامة نضرك
– اية اللي انتِ لبسـاه دا؟ أنتِ مش عارفة إنهاردة أية؟
بصتله بإستهزاء و-عرفني أنت
شدها من دراعها يقربها منه أكتر لحد ما لزقت فيه و- إنهاردة فرحك عليا.. ريان الزدايني، يعني لازم تلبسي اللي يليق بالمناسبة دي
– أنا لابسة اللي لايچ فعلًا، لو كنت ناسي أفكرك ياولد الناس إني چبل ما اكون مرتك كنت مرت غيرك ولابساله الأسود لإنه ولد عمي أولًا وجـ..
قاطعها وهو بيمد ايده يمسك فكها يمنعها تكمل- أياكي تنطقيها، مكنش ولا بقى جوزك، وحدي بس اللي خد اللقب دا ولازم تفهمي دا وتحترميه كويس أوي، علشان متفتحيش نار مهتعرفيش توقفيها
نفضته بعيد عنها و- لا دا أنت اللي لازم تعرف الحچيچة دي، إني مريداكش من البداية ولا عمري هريدك، الجوازة دي صفچة وافچت عليها علشان أمنع الدم، لا لأجل شئ تاني، مستنش مني غير إكده، جو حب وعشچ، جواز ومجوزش، متستنهوش مني واصل، مش هتلاچيه
ضحك بسخرية، كان عارف الطريق معها صعب كان جاهز بس مش من أول لحظة كدا!
-كلامنا مخلصش هنا ياشامخة بس مينفعش يستمر لأكتر من كدا.. الناس برة دماغهم هتروح لبعيد ويقولوا العرسان طولوا لية
غمز في أخر كلامه بشقاوة شهقت بصدمة و- أنت چليل الرباية والحيا و..
حط أيده على بوقها يوقفها عن متابعة كلامها و- حيلك حيلك اية مـدب!
رجع يكمل وهو بيحط أيده في جيوبه وبريق السيطرة بيلمع في عينه- اللبس دا على جثتي تطلعي بيـه، مش هتطلعي من بيتك غير بالأبيض
-مهيحصلش
– هيحصل
قرب منها لدرجة الخطورة، وترها و- خليه يحصل بمزاجك أحسن ما يحصل غصب، روحي بنفسك غيري هدومك ياأما أقسم بالله أخدك دلوقتي لأوضتك وأختار بنفسي و..
غمز ليها بعبث- أغير بنفسي
وشها أتملى بحمرة الخجل وتمتمت بغضب- أما أنت راجل ناچص وچليل الأدب صحيح
هتف بعصبية- أية اللي أنتي بتقوليه دا؟
علت صوتها بإرتباك- ولا حاجة رايحة أهو
مشيت من قدامه وهي بتدبدب وهو بيضحك عليها في سره، هي فكرته طالاما عاش عمره كله في البندر يبقى أتطبع بيهم بقى رهيف القلب زيهم، تقدر تخوفه لكنها متوقعتش إنه هيكون قوي كدا وحازم كدا ومهتقدرش توقفه!
-شكلي هعيش معاك حكاية طويلة چوي ياولد الزداينة ومهخلصش منك بسهولة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون أوقفت التار)