روايات

رواية وشم على حواف القلب الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي

رواية وشم على حواف القلب الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي

رواية وشم على حواف القلب البارت السادس

رواية وشم على حواف القلب الجزء السادس

وشم على حواف القلب
وشم على حواف القلب

رواية وشم على حواف القلب الحلقة السادسة

بمنزل شيخون .. كانت حسنة تجلس شاردة تارة ، و تروح و تجيئ بقلق و عدم تركيز تارة اخرى ، حتى وجدت اخيها بكر يدخل عليها و هو متجهم الملامح و جلس بجوارها فى صمت ، فقالت باستياء : فى ايه تانى يا بكر
بكر بفضول و هو يتلفت حوله : اومال جوزك فين عاد
حسنة : عند اخته من الفجرية و لسه مارجعش
بكر باستغراب : من الفجرية ! حصل حاجة و اللا ايه
حسنة بتنهيدة ضيق : عنديها ضيوف و راح يشوفهم
بكر بفضول : ضيوف مين دولم اللى رايحلهم من الفجر زى ما بتقولى
حسنة بشرود : حكم الزيات
بكر بذهول : يااابوووى .. حكم الزيات ، و ايه اللى فكره بينا ده و رجعه الكفر من تانى بعد السنين دى كلاتها
حسنة : البخت
بكر بضيق : انى عاوز اعرف دلوك ايه اللى غير راى شيخون اكده مرة واحدة ، و بعد ما كان موافق على جوازى من نجاة .. رجع فى كلامه من تانى
حسنة بتأفف : اهو غير رأيه و السلام ، فضها سيرة بقى
بكر : افضها سيرة .. افضها سيرة كيف بعد كل اللى عملته زمان و دلوك
حسنة بفزع و هى تتلفت حولها : شششششش .. ايه.. انت هتفضحنا و اللا ايه ، و اللا نظام ما شافهومش و هم بيسرقوا
بكر بضيق : ده انى عملت كل اللى عملته ده عشانها و فى الاخر ، مسافة ما اروح مشوار لحد المركز و ارجع .. الاقيه راح جوزها للكهنة اللى اسمه المصيلحى
حسنة : و مايمكن وقتها كان رفضك برضيك .. مانت برضك نسوانك التنين كانوا على ذمتك وقتها
بكر : بس انى اولى بيها
لتنظر حسنة لاخيها بتمعن و تقول : الا هو انت ليه السنين دى كلاتها و مش عاوز تشيلها من دماغك ، طفاسة و فراغة عين و اللا ايه حكايتك بالظبط
بكر : رايدها يا حسنة .. رايدها ، من زمان و انى عينى منيها ، و كنت مستنيها تخلص البكالوريا عشان اطلبها من ابوها ، لولا سى جابر عملها و سبقنى
حسنة : انت باينك اتهبلت ، ده انت اكبر منيها بياما
بكر بسخرية : مهما كبرت عنيها مش هبقى زى جدها المصيلحى يا ست حسنة
ثم اكمل بنبرة حقد : المصيلحى .. اموت و اعرف اشمعنى طقت فى دماغه اكده مرة واحدة انه يتجوز ، لا و ساب كل حريم الكفر كلاتهم و عينه ماوقعتش غير على نجاة
حسنة بتهكم : الا انت نسوانك عارفين انك بتفكر تخاويهم و رايد تجيبلهم ضرة جديدة
بكر بضيق : جاتهم خوت ، و ضرة ايه بقى اللى بتتكلمى عنيها دى ، و لا هو انتى فاكرة انى لو ما اتجوزتش نجاة .. ممكن افكر فى غيرها
حسنة بدهشة : انى نفسى اعرف فيها ايه نجاة مخليكم كلكم هتنهبلوا عليها بالشكل ده ، تزيد ايه هى عنى و اللا عن اختك ، ليه شايفينها احسن مننا
بكر بعدم فهم : و هو انى اما اكون عاوز اتجوزها ابقى شايفها احسن منك ، فى ايه .. دخلك ايه انتى فى جوازى منيها و اللا اقارنك بيها ليه من اساسه ، لا هو انا كنت هتجوزك انتى و اللا ايه ، انتى اتهبلتى باينك و اللا ايه
لتنظر له حسنة بامتعاض و صمت ، ليصمت هو الاخر ، ثم التفت لها مرة اخرى و قال : الا حكم الزيات .. راجع لوحده و اللا معاه مرته و عياله
حسنة : و لاهو انت كنت تعرف انه متجوز و مخلف
بكر : البلد كلاتها عارفة ، المصيلحى و مرته كانوا بيحكوا
حسنة : راجع بعياله بس ، مرته ماتت من كام شهر
بكر ببعض الحدة : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى هيقعد فى الدوار مع نجاة لحالهم
حسنة : ماخبراش يا بكر .. شيخون هناك من بدرى اوى و من ساعة ما راح كل اما اكلمه يقفل عليا و مايردش ، مش عارفة هترسى على ايه
لينهض بكر قائلا بحزم : انى هروحلهم .. ده مش ممكن يحصل ابدا
حسنة بلهفة : طب و انت هتقول لهم ايه
بكر : هقول لهم ان الناس هتاكل وشنا
حسنة بتشجيع : ماشى .. بس اوعى تقول انك عرفت منى ، اعمل انك عرفت من اى حد تانى و اللا حتى من الغفر ، عشان مايجيش شيخون يغفلقها عليا بعد اكده
ليذهب بكر من امامها و كأن الشياطين تلاحقه ، فتقول حسنة بحقد .. نفسى اعرف فيكى ايه يا نجاة عشان ياكلوا روحهم عشانك بالطريقة دى ، ده انتى لو ساحرالهم بالعشق .. مش هيبقوا اكده
لتستمع الى صوت ابنتها زينب و هى تقول : عشان قلبها الابيض يا امة .. عمتى قلبها ابيض و بتحب الخير للكل ، و عشان اكده الكل بيحبها ، و حلاوة قلبها طالعة على وشها
لتنظر لها حسنة بغيظ ، ثم تتركها و تذهب الى الاعلى باتجاه غرفتها دون ان تتحدث إليها بكلمة واحدة
كانت نجاة تولى اهتمامها بالجميع وقت الطعام ، حتى لاحظ حكم انها لم تتناول اى من طعامها بعد ،
ليلتفت اليها و يقول و هو يضع بصحنها بعض الطعام : احنا كلنا خدنا نايبنا و بزيادة اهو .. خدى انتى كمان ياللا نايبك و اقعدى كلى انتى كمان
لتجلس نجاة بخجل قائلة : مانى هاكل .. هو يعنى الاكل هيروح فين
لتخرجها ورد من خجلها و هى تقول بفضول : هى ليه البيتزا بتاعتك شكلها كده يا خالتى نجاة
لتصحك نجاة قائلة : بس ده رقاق مش بيتزا يا قلب خالتك
ياسمين : يعنى ايه رقاق
حكم : الرقاق ده يا بنات حاجة اكده زى الكريب شوية ، بس بيتخبز بطريقة مختلفة يعنى اشوى
ورد : طعمه حلو اوى يا دادى ، ليه ماكناش بناكله قبل اكده
حكم ضاحكا : عشان المانيا مافيهاش رقاق يا ورد
احمد و هو يقتطع جزء صغير من الرقاق و يمد يده الى ورد لتأكلها : خدى يا ورد دوقى الحتة المقرمشة دى هتلاقيها طعمها يجنن اكتر كمان من اللى دوقتيه كلاته
ورد و هى تمضغ ما تناولته من احمد : طعمه حلو اوى يا دادى .. عاوزة منه كل يوم
نجاة ضاحكه : يعنى جيتى فى جمل ، خليكى انتى بس معايا و انى ااكلك منه كل يوم
كان حكم قد انتهى من طعامه و لكنه ظل جالسا بصحبتهم ، و عندما لاحظ شيخون انه كف عن الطعام .. قال : وقفت اكل ليه ، الاكل مش عاجبك و اللا ايه
حكم ضاحكا : كل ده و مش عاجبنى ، ده انى حاسس انى هفر.قع من كتر الاكل ، ربنا يستر بس و اعرف انعس بالليل
احمد بمرح : لسه بالليل العشا و الفاكهة
حكم : لااااا .. اكل تانى النهاردة ما اظنش ابدا
شيخون ضاحكا : بس بلاش الثقة الزايدة دى عشان ماترجعش تندم بعدين
و أثناء حديثهم يأتيهم صوت احد الغفراء و هو يخبرهم بقدوم بكر بالخارج ، فيقول شيخون : خليه يتفضل
و عند دخول بكر يقول بصوت عال : السلام عليكم
شيخون بصوت عال أيضا : و عليكم السلام .. تعالى كل لك لقمة معانى يا بكر
بكر : سبقتكم من بدرى ، خلصوا اكل براحتكم و انى هستناكم على ماتخلصوا
شيخون لحكم : ده بكر خال احمد ابنى .. ياترى فاكره
حكم بابتسامة مقتضبة : فاكره طبعا .. هو بكر ده يتنسى برضة
احمد بفضول : ايه يا عمى .. شكلكم ماكنتوش اصحاب
حكم : الحقيقة يا احمد كلامك فعلا صح .. انى و بكر عمرنا ماكنا اصحاب
شيخون بمرح : ايوة ، طول عمركم كنتم كيف الديوك و مابتبطلوش مناقرة مع بعضيكم بسبب و من غير سبب
حكم بتاكيد : ما افتكرش اننا اتفقنا على راى و لو حتى مرة واحدة
شيخون : طب بما اننا كلنا خلصنا اكل نقوم نروح له ، ياريت توصيلنا على قهوة يا نجاة
لتهب نجاة من مكانها قائلة : دقايق و تبقى عنديكم
ليشير اليها حكم بكفه قائلا : اقعدى كملى اكلك انتى لسه ما كلتيش ، مافيهاش حاجة لو القهوة اتأخرت شوية
نجاة بخجل : هوصيلكم عليها و هكمل أكلى
شيخون : فاكر مكان الحمام عشان تغسل ايديك و اللا نسيته يا حكم
ليشير حكم الى اتجاه ما قائلا : لو لسه مكانه يبقى من هنا
شيخون : طب ياللا قدامى
و عند عودتهم لبكر وجدوه يدخن بشرود و يرتسم الوجوم الممتزج بالغضب على ملامح وجهه ، فيقول شيخون بترحاب يخالطه الفضول : يا اهلا يا بكر .. دى اى المفاجأة دى .. ياترى جايلى انى و اللا ما كنتش تعرف انى هنا
بكر و هو ينظر لحكم بجانب عينيه : و هو يصح برضة انى اجى هنا و انى عارف ان نجاة قاعدة لحالها .. مانت عارف انى افهم فى الاصول زين يا شيخون
شيخون باماءة من رأسه : ده معنى اكده ان فى حاجة كبيرة اوى خلتك تجينى لحد هنا و ماتستناش انى ارجع دارى
بكر و هو ينظر بندية لحكم الذى كان لازال يقف مكانه دون اى كلمة : جيت ارحب بالضيف اللى عاود بعد غياب ، و اسلم عليه قبل ما يرحل على بلاد الغربة من تانى
حكم بابتسامة : ازيك يا بكر .. فيك الخير و الله ، بس انى مش ضيف يا بكر ، و ماتقلقش .. انى خلاص رجعت بلدى و مش راجع للغربة من تانى
بكر : تقصد انك هتقعد هنا على طول
حكم : ياترى بقى تقصد هنا يعنى فى الدوار و اللا تقصد الكفر و اللا تقصد مصر كلاتها
و قبل ان يجيبه بكر اكمل قائلا : بس عموما مهما كان المكان فانى ان شاء الله موجود معاكم على ما ارتب حالى
بكر بتحفز : و على اكده ناوى تقعد فين على ماترتب حالك زى مابتقول
ليصمت حكم لثوان قليلة و هو ينظر لبكر و كأنه يثبر أغواره ، ثم قال : اكيد هقعد فى دارى .. و اللا انت عنديك اقتراح تانى
بكر برعونة : بس متهيألى يا باشمهندس ان قعادك هنا دلوك مابقاش ينفع
شيخون بحدة : بكر
بكر : ايه يا شيخون .. مش هى دى الاصول و اللا ايه ، كيف يعنى هتسيبهم يتسكر عليهم باب واحد و هم لحالهم بالشكل ده
ليتفاجئ الجميع بنجاة و هى تقول بغضب : تعرف .. لولا وجود شيخون .. كان هيبقالى معاك كلام تانى مايخطرش على بالك ابدا يا بكر
بكر و هو يسبح بمعالم وجهها هياما : كيفك يا نجاة
نجاة بتهكم : كنت كويسة لحد ما سمعت كلامك
بكر بامتعاض : بقى ده جزاتى انى خايف عليكى من حديت الناس
شيخون : بكفاياك حديت مالوش عازة يا بكر
بكر : كيف يعنى مالوش عازة ، هتكمم بق الناس اياك
نجاة بتهكم : و ياترى بقى مين من الناس اللى بلغك برجوع حكم من اساسه يا بكر
بكر باندفاع : عرفت من حسنة ، و جيت من عنديها على هنا طوالى
لتنظر نجاة لشيخون بابتسامة ذات مغزى ، ثم التفتت مرة اخرى اتجاه احمد و قالت : ابقى وصل خالك فى سكتك و انت رايح تجيب هدومك يا احمد و ماتعوقش
بكر بذهول : انتى بتطردينى من دارك يا نجاة
شيخون و هو ينظر لنجاة بعدم رضا عن فعلتها : ايه اللى انت بتقوله ده يا بكر ، تطردك كيف بس ، هى بتوصى احمد انه يجيب حاجته و يرجع بسرعة
بكر باستفهام : حاجة ايه دى انى مش فاهم حاجة
شيخون : اصل نجاة اتفقت مع احمد انه يفضل قاعد معاها هنا فى الدوار
بكر : و ده من ميتى الحديت ده
نجاة : من ساعة حكم ما رجع داره يا بكر ، الا تكون فاكر ان انت بس اللى بتفهم فى الاصول و ان انى مابقيتش افهم فيها و اللا حاجة
بكر و هو يهرب بعينيه من نجاة : قطع لسان اللى يقول عنيكى كلمة عفشة يا نجاة ، ده انتى ست الستات و الاصول كلاتها ، و لو حد اتجرأ و فكر يجيب سيرتك بنص كلمة اكله بسنانى
نجاة بامتعاض : اولا يا بكر .. ده ماكانش حديتك من شوية ، و ثانيا بقى انى ماحدش يقدر يجيب سيرتى من اساسه و انت عارف اكده كويس ، و ان كان على حكم ….
حكم بمقاطعه : يا جماعة حيلكم شوية ، انى فايتكم تتحدتوا من الصبح براحتكم و مش عاوز اتدخل ، انى اصلا اما رجعت ماكنتش اعرف ان عمى مصيلحى مات من اصله
نجاة : الله يرحمه
حكم : الله يرحمه و يحسن اليه ، و لولا انى لما وصلت كان الوقت ليل و مشيت السواق قبل ما اعرف .. يمكن .. كنت رجعت معاه من تانى
شيخون : و كنت هترجع تروح فين يعنى يا حكم ، ثم انت جيت دارك
نجاة : اسمحلى يا ابو ياسمين
ليرفع حكم كف يده اشارة منه لاسكاتها و قال : اسمحيلى انتى يا نجاة ، ثم التفت لبكر و قال .. اكيد زى ما بكر قال .. ان وجودى هنا مش هيعجب ناس كتير و هيبقى مصدر شبهة احنا فى غنى عنيها ، و عشان اكده من فضلك يا شيخون تبتدى تنفذ اللى اتحدتنا عنيه من بكرة الصبح
شيخون باماءة من رأسه : هبيت على الناس الليلة دى قبل ما اروح ماتقلقش
نجاة : انى مش فاهمة حاجة
حكم : طبعا انتى عارفة انى ليا نصيب من الدوار ده ، من ايام عمتى الله يرحمها
نجاة : ايوة طبعا .. النص
حكم : و عشان اكده انى هسمح لحالى انى افصل الملحق عن الدوار و اعمل له باب من برة ، و اقفل الباب اللى بيفتح على الجنينة
نجاة : بس اكده فيه ظلم ليك ، انت نصيبك اكتر من اكده بكتير
شيخون : ما احنا مابنقسمش يا نجاة ، احنا بس عشان وجع الدماغ ، هنريح دماغنا من اللى قال و اللى عاد ، لكن وقت ماحد فيكم يحب يقسم بما يرضى الله .. ساعتها يبقى فيها كلام تانى
نجاة و هى تلتفت باتجاه الصغار : ايوة .. بس اكده العيال هيبعدوا عنى
حكم : و لا هيبعدوا و لا حاجة ، ده الباب هيبقى جار الباب ، عشان كمان الغفر يبقوا عينهم على البابين مع بعض ، ثم اكمل ضاحكا : و بعدين ده انى كمان يمكن اقدملهم فى المدرسة بتاعة عبدالله و عبد الرحمن لو قررت اسيبهم هنا
احمد : ما هو اكبد هتحتاج وقت مش قليل يا عمى على ما تقرر هتعمل ايه و فين و ميتى ، و لو سيبتهم من غير مدرسة كل ده حرام ، هتضيع عليهم السنة
حكم : عنديك حق
بكر بحمحمة : شفتوا بقى ان كلامى ما كانش غلط ، اهو حتى حكم و اخوكى فكروا فيه
نجاة بامتعاض : ده لانه يخصنا يا ابو زين ، ابقى سلم على لبيبة و العيال .. بعد اذنكم
لتتركهم و تختفى عن اعينهم بينما قال شيخون لبكر بعتاب مرح : دايما اكده تتهور و فى الاخر بتتعور .. انت مابتحرمش
بكر و هو ينفض جلبابه بامتعاض : انى ماشى
ليلحق به احمد و هو يقول : انى جاى معاك يا خال
و بعد انصرافهما ينخرط حكم فى ضحكه و هو يكتم صوته ، فيقول شيخون بفضول : ايه اللى بيضحكك اوى اكده
حكم و هو يحاول السيطرة على انفاسه : بكر هيفضل طول عمره بكر ، لا يمكن يتغير ابدا ، نفسى مره يستعمل مخه اللى تحت العمة بتاعته دى ، ساعات بحس ان مخه كمكم من كتر الكتمه و الركنة
شيخون : انى نفسى اعرف ايه سر العداوة اللى بينكم و بين بعضيكم طول عمركم دى ، ده انى حتى لما قال انه جاى يسلم عليك .. قلت انك وحشته و نسى مناقرتكم بتاعة زمان و اما عرف بوصولك جه فعلا يرحب بيك
حكم بتنهيدة : ماتشغلش بالك
شيخون بفضول : بجد يا حكم ، ايه سر عداوتكم لبعض
حكم و هو يراقب صغيرتيه و هما يلهوان مع عبدالله و عبد الرحمن : عداوة ايه بس يا شيخون ، لا عداوة و لا حاجة
شيخون باستغراب : اومال ايه حكايتكم
حكم : و لا حكاية و لا رواية ، القصة و ما فيها انى مابستلطفهوش
شيخون بعدم اقتناع : بس اكده
حكم : ايه .. عمرك ما قابلت حد قبل اكده و ما استلطفتهوش
شيخون : الحقيقة مش فاكر
ليقف حكم و يقول : بقول لك ايه
شيخون : ايه
حكم و هو يشير بعينيه الى الخارج : ما تيجى نتمشى شوية ، احسن انى الاكل كبس على قلبى ، و لو ما مشيتش شوية هنام
شيخون : نشرب القهوة و نتمشى ، اهى نجاة جابتها اهى
و بعد احتسائهم للقهوة ، يوصى حكم .. نجاة على صغيرتيه و يخبر الصغار انه ذاهب لامر ما بصحبة شيخون
و عندما وصلا للباب الخارجى قال شيخون : عاوز تروح انهى ناحية
ليلتفت اليه حكم قائلا بفضول : لو قلت لك انى عاوز اروح لجابر .. تضايق
شيخون : لا طبعا و ايه اللى هيضايقنى ، بس هتعرف تروح لحالك و اللا ابعت معاك حد من الغفر
حكم : لا ده و لا ده ، انى عاوزك انت تاجى معايا يا شيخون ، عاوز نقعد احنا التلاتة مع بعض زى زمان
شيخون بتردد : اعذرنى انى يا حكم ، مش هينفع
حكم : انت لسه قايلى قبل الغدا انك ابتديت تشك اصلا فى الحكاية اللى سميحة حكتها زمان ، و انك حتى ما اديتش لجابر فرصة انه يتكلم و لا يحكى عن حاجة
شيخون : ما انى قلتلك ان ريحة الحشيش كانت مالية المكان ساعتها ، اكيد يعنى ماحدش شربهوله غصب عنيه ، ده فى الخص بتاعه و على ارضه يا حكم ، سايب كل السنين اللى فاتت قبلها دى و جاى يتعاطى بعد ما خطب اختى و وافقنا عليه كمان ، طب ليه ، و لازمته ايه من اصله
حكم : ماتزعلش منى يا حكم .. برضة كان المفروض تسمعه ده حقه عليك ، حق صحوبيتنا و عشرتنا
شيخون بتنهيدة : ماهى صحوبيتنا و عشرتنا هم اللى خلونى عملت اكده معاه يا حكم ، ازاى هنت عليه يخوننى و يصغرنى قدام اختى الصغيرة و ابويا
حكم : بس نجاة قالتلك انه ماحاولش يتعرض لسميحة
شيخون بتنهيدة ثقيلة : حصل ، بس ايه الدليل
حكم : يبقى اللى ماعملتوش وقتها لازم تعمله النهاردة يا شيخون
شيخون : اللى هو ايه ده
حكم : انك تسأله يا شيخون ، الحكاية فيها حاجة مش تمام ، و لازم تعرفها بنفسك ، على الاقل تريح ضميرك و بالك من ناحيته
شيخون بتأكيد : ضميرى .. اهو ضميرى ده اللى خلانى ماعرفتش انام زين ليلة امبارح
حكم : يعنى حاسس انك ظلمته اهو .. اومال ليه حرنان و مش عاوز تاجى معايا نروح له سوا
شيخون بتساؤل : طب و الحشيش
حكم : برضة نسأله و يا دافع عن نفسه و نعرف حاجة ماكناش نعرفها ، يا اما يعترف بغلطته و وقتها انت حر ان كنت ترجع علاقتك بيه من تانى و اللا لاا .. رغم انى شايف انه حتى لو كان عملها يا شيخون .. فده مش سبب ابدا انك تقطع علاقتك بيه ، ده مهما ان كان جابر صاحب العمر كلاته و اللا نسيت ، ثم يعنى .. ماهو بكر اخت مرتك من يومه و هو صاحب كيف
شيخون : اديك قلتها .. اخو مرتى ، يعنى مش صاحبى .. و لا كمان كان هيبقى جوز اختى
حكم بعتاب جاف : ده على اساس انك ماكنتش عاوز تجوزهاله من كام يوم بس يا شيخون ، و بالغصب كمان
شيخون : يووووه يا حكم ، بطل تبكيت فيا بقى اومال
حكم : تعرف .. يمكن كان واصلنى شوية من اخباركم من عمى الله يرحمه ، لكن كان فى حاجات كتير تايهة عنى ، و ماكنتش فاهمها و لا فاهم سببها ، و اكيد ماكنتش اقدر اساله عليها ، لكن اكتر حاجة اتفاجئت بيها لما جيت ان انت و جابر تبعدوا عن بعض بالشكل ده
شيخون : تصدقنى لو قلتلك انى من يومها ما صاحبتش حد ابدا ، حرمت على روحى الصحاب ، من بعد ما انت سافرت .. انى و هو رفضنا ندخل اى حد تانى وسطينا ، حتى بكر .. كان بيعاتبنى كتير انى بفضله عليه رغم انه يعنى اخو مرتى و اولى بيا منيه ، لكن كنت دايما بريح دماغى و اراضيه بكلمتين و خلاص ، حتى بعد اللى حصل .. حاول انه ياخد مكانه عندى ، بس لا هو عرف و لا انى قدرت
حكم : يبقى تطاوعنى و تسمع كلامى ، عشان ماترجعش تندم بعد اكده بزيادة
كانا قد وصلا الى اول الاراضى الزراعية التابعة لقريتهم ، و كان جابر على مرمى بصرهم و هو كعادته فى هذا التوقيت اليومى ، و التى لم يغيرها منذ صباه ، فكان مفترشا الارض بجوار الساقية الزراعية و يضع المذياع الى جواره و يستمع الى برامجه المفضلة التى لم ينقطع عنها يوما الا لسبب قهرى ، ليضحك حكم قائلا : يعنى اسافر و اغيب عن الكفر السنين دى كلاتها ، و ناس ماتت و ناس حيت و سى جابر لسه قاعد جنب الراديو و اذاعة الشرق الاوسط
ليبتسم شيخون ببعض الحنين و هو بتابع وجه صديقه القديم و هو يشدو متنغما بلحن ما يستمع اليه باستجمام تام
و ما ان ادركا مكانا يستطيع منه جابر ان يسمع صوتهما .. قال حكم بصوت عال : ماتعلى صوت الراديو شوية يا عم جابر خلينا نعرف بتسمع ايه لوحدك .. عايزين نسمع معاك
ليلتفت جابر باتجاههما و ينظر اليهما بعدم استيعاب للوهلة الاولى ، و لكنه ما ان ادرك القادمان باتجاهه حتى انتفض من مكانه و هو يقول بلهفة : يا سنة بيضا يا اولاد .. حكم الزيات

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وشم على حواف القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى