رواية آصرة العزايزة الفصل العاشر 10 بقلم نهال مصطفى
رواية آصرة العزايزة الجزء العاشر
رواية آصرة العزايزة البارت العاشر
رواية آصرة العزايزة الحلقة العاشرة
🌼الآصرة العاشرة🌼
لقد ساومَ نزار سيدته لتعترف بحبه قائلًا :
-“سأغير التقويم لو أحببتني ..
أمحو فصولًا أو أضيف فصولًا
وسينتهي العـصر القديم على يـدي
وأقيـم مملكة سيـدة النساء بديـلًا ”
يبدو أن الرجال أن أُغرموا يفعلـوا أشياءً خارقـة عن الطبيعي لا يمكن للعاديين من جنسهم فعلهـا ، فـما سيكون مصيـر رجال العزايزي الغارق كل منهم بعشق يرفضه العُرف والقانون ويحيط الموت بكل عاصٍ منهم ، سيختارون الحياة بلا حُب كي ينجون من بطش الأعراف الظالمة ..
أم المـوت على سيف هذا الحُب المرفوض ؟!
أم سيتبعون نهـج نزار ” بعض الهوى لا يقبل التأجيلا ” ويسلكون دروب الهوى مهما كانت العاقبة ولو كان بالعمر متبقي ساعـة يقضونها في ظل هذا الهوى المحرم ويقتلون بشرف على يده؟! أم سيكون لديهم فجـرًا جديدًا يزيح غُمتهم .
#نهال_مصطفى .
••••••••••••••
خُلق الإنسان بطبعـه مُقاتلًا .. مهمـا بلغ قدرًا من النضج أو الطيش ؛ السذاجة أو الحكمـة لكن لديه الوعي الكافي كي يميز بين معركة يمكن أن تحقق أهدافها ولابد من قيامها .. و معارك لا جدوى من خوضها…
~ بالقسـم ..
مرت قرابة الثلاثة ساعات على حجز كُل من هارون وليلة بمكتب شريف ، كان هارون يجوب الغُرفة بعشوائيـة يخرج منه بدل النفس دخانًا يحمل نيران غضبـه .. ثنى سيجارته بقلب المطفأة متحاشيًا النظر إليها حتى فاض بها الأمر فتدخلت مستفهمة :
-ممكن أعرف أنتَ مضايق ليه !! مش إحنا هنا بسببك !!
-لا مش عشان بسببي ؛ عشانك ماعتسمعيش الكلام ، قولت لك روحي .. چاية معاي ليـه !!
ثم زفر غبار غضبه المُشتعل محاولًا تهدئة روحه :
-اسمعي يا ليـلي ..
قاطعته بصوت حازم وهادئ بنفس الوقت مُعدلة لـه نطق اسمها :
-ليلة ….
-دي ليلة هارون الغَبرة !!
برق بعينيه وهو يأكل في شفته السفلية بنفاذ صبر ويتمتم سرًا بجملته الأخيرة مما جعلها تراجعت خطوة للوراء وأكمل مُشيرًا بسبابتـه :
-يجي الزفت اللي اسمه شريف ده ، وأنا هقوله إنك تروحي وأنت متفتحيش خشمك بكلمة واحدة مفهوم !
-ليه يعني ؟!
-ياستي تصفية حساب بين اتنين رچالة !! أنتِ مدخلـة روحك ليـه ؟! ها كلامي مفهوم ولا لا
أومأت بالإيجاب على مضض :
-مفهوم ، بس متزعقش .. أنتَ على طول نرڤوز كده !!
-يا مثبت العقـل والدين يا رب .
شد أحد المقاعد المجاورة للمكتب وجلـس فوقه وهو يهز ساقه وكأن بداخلها غضب كمراجل متقدة ؛ كان مخططه ألا يتم توريطها معـه ولا مرافقـته لتلك اللعبـة ، مهما كانت حربه مع شريف فهو لا يحبذ أن يتخذ سلاحًا رادعًا من إمراة .. بل جاءت بحماقتها لتهد كل شيء فوق رأسه وتناطح مبادئه ، سحبت هي الأخرى المعقد الثاني وجلست أمامه ، نظرات عشوائيـة تطوف حوله من مُقلتيها الخضـراء إثر انعكاس عدساتها اللاصقـة ، حانت منه نظرة غاضبـة ثم ارتفعت للساعة المُعلقـة لانه لم يتحمل رؤيتها وهي تقضم في أظافرها الناعمة بتحيـر ، بترت ساق النظرات المتراقصة بينهم وهي تسأله بفضـول :
-بالمـناسبة ؛ أنا نمت أزاي في السرير .. ؟؟
خمدت ملامحه الغاضبة منها وهو يتحاشي النظر إليها ليخفي كذبته الساطعة بعيونه وقال ليبرئ نفسه من جَريمته :
-اسألي روحك .. شكلك عـ تمشى وأنتِ نعسانة ..
تأرجحت عينيـها بتوجس وثغر مضموم على غصن الخيبة :
-بجد !! مامي كانت تقول لي كده دايمًا واضح أن كلامها صحيح ..
ثم رفعت جفونها التي تحمل ضبابة الآسى وتمتمت:
-بس بابي كان يقـول لي مصدقش الكلام ده ؛ هو اللي كان ينيمني في سريري ..
حانت منه نظرة شفقة محملة بالاعتذار عن كذبته مغيرًا مجرى الحديث مستردًا نبرته الغاضبة منها وكأنه يؤيد صدق قولها ولكن بطريقة أكثر دهاء :
-أنتِ ما عتسمعيش الكلام ليه !!
جاء شريـف حاملًا على كتفيـه عُقاب الانتقام الشرس بدل من عُقاب رُتبـه ، حلقـة من النيران تحاوطه وهو ينزع سلاحـه من وراء ظهره ويُلقيـه على سطح المكتب قائلًا والشـر يتقاذف من شَدقـه :
-ده أنا جهزت لك محضر ما يخرش الميـة يا هارون بيه … محضر للحبايب وبس .
ثم شـد مقعـده وجلس وهو يثني أكمامـه ويطالع ليلة بامتعاض :
-وأنتِ تحطي عقلك في راسك _ده لو فيكِ عقل_وتقومي تروحي من هنا !
غلت الدمـاء بعروق هارون التي برزت بقبضة يده المضمومة على سطح مكتبـه فلم يتحمـل أن يُهين ضيفتـه بهذا الأسلوب الوقح ، فنظر له بعد ما أرسل نظرة خاطفة لها وقال متعمدًا إثارة غضبه :
-ما تسيبك منها وخليـك معايـا ؛ ولا أنت ماعتتشطرش غيـر على الحريم وبس !!
أشار له شريف مهددًا ومنفردًا بمكانتـه :
-هنا الكلام بإذني أنا وبس ..
ثم عاد لليـلة بذلك الوجـه القاسي:
-سمعتي !! أنا لحد دلوقتـي عامل حساب لاسم سامح الجوهري ومجبتش اسمك .. أعقلي يا ليـلة وأمشي ..
دفاع هارون عنها لحظة اشتباكهم بقصـر العزايزي ؛ مساعدته لها وحملهـا للفراش ذلك اليوم المشؤوم .. سهره طول الليـل لمساعدتهـا والحرص على جمع كافة المعلومات التي ستحتاجهـا ، وآخيرًا وقوفه بصفهـا عند ملاحظته لإهانة شريف لها .. رمقت هارون بنظرة حاسمـة لقرارها فاستقبلها بالرفض القاطع ، تجاهلت أوامره وقالت بتحـدٍ :
-وأنا مش همشي يا شريف .
اتسع بؤبؤ عيني هارون من عنادها ، ثم وقفت جاهرة بتلك النبرة التي مازالت محتفظـة بالجميل :
-اسمع يا شريف ؛ أنا مش هروح أي حتـة .. ياما تحبسنا أحنا الاتنين سوا بس وقتها متنساش تكلم دكتورة نادية أبو العلا وتقولها أنا حبست بنتك بنفسي … ياما نخرج أنا والعمدة من هنا رجلي على رجله ..
ثم التوى ثغرها بضحكة ساخرة :
-وريني بقا هتـرد جميل سامح الجوهري اللي اقعدك على المكتب ده أزاي ..
كانت نبرتها كلها فخر وهي تذكر اسم أبيها اللواء سامح الجوهري صاحب الفضل على شريف وأبيه الفاسـد الذي لملم الكثير من ورائه أثناء خدمته بالداخلية حتى أُحيل مبكرًا على المعاش وعاد للمارسة مهنة المُحاماة التي أصبحت لعبـته الأولى .. وثب قائمًا مغادرًا مقعـده ويخطو لعنـدها متعجبًا من رد فعلها :
-كُل ده عشان مين !! عشان البلطجي ده ؟! أنتِ عقلك راح فين ؟! فوقي يا ليلة ..
تدخل هارون بشموخ في حوارهم وقال بصوت صارم بغل من إهانة شريف الباطلة:
-بصرف النظر عن الإهانة اللي مش هعديها ، بس اسمعي كلامه وروحي يا ليلة وأنا كُلها ساعتين وهحصلك ..
ثقته الكبيرة هزت شريف من مكانه مما جعله يرمقه بسخرية :
-ده في خيالك يا عزايزي دانت وقعت مع اللي مابيرحمش ، أنتَ خلاص لبست ..
تحمحم بهدوء مريب وقال متحديًا :
-هنـشوف من فين هيلبس التاني ..
شعر شريف بهزيمته أمام ثقة هارون الجبارة وولى نظره ليفرغ غضبـه بليلة :
-يعني ده آخر كلام عندك !!
-ااه يا شريف .. وريني هتعمل أيه !.
هتف شريف بثرثرته الصارمـة مناديًا على العسكري :
-ياعسكري !!!
فتح العسكري البـاب فطـل منه هاشم الذي ينزع عن عينيه نظارته الشمسيـة مرتديًا ملابسه الأنيقة التي تنحت تفاصيل تناسق جسده الرياضـي .. دلف للمكتب وهو ينظر لأخيـه نظرة انتصار بأن كل شيء على ما يُرام ثم أخرج هويتـه العسكرية مقدمًا نفسـه لشريف :
-الرائد هاشم العزايزي .. أخو حضرة العُمدة .
ألقى شريف نظرة على بطاقته وقال بامتعاض:
-سمعت عنك كتير بس محصليش الشرف نتقابل ..
رد هاشم بغرور :
-وأهو لحسن حظك حصل !!
ثم تهامس بمكـر :
-قولت لي أخويا هنا ليـه ؟!
زفر شريف وهو يعود لمكتبه باختناق :
-أخوك جناب العمدة بيهرب آثار… ودي جريمة في حق البلد ياهاشم بيه زي ما أنت عارف .
-يعني مش مخدرات برشام ، مش سلاح ؛ دي حتة آثار لقيوها في العيال في الجبل وكانت راجعـة لصحابها .. مكبر الموضوع ليه !!
رمقه شريف بشماتة :
-كان بودي اساعده ، لكن ده اتمسك متلبس .. وهنضطر نتحفظ عليـه لبكرة لحد ما يتعرض على النيابة .
شد هاشم المقعد الحديدي ليجلس عليـه بفظاظة واضعًا ساق فوق الآخرى :
-ده في حالة واحدة بس ؛ أن ميكنش أخوه هاشم العزايزي ..
ثم نظر لأخيه بفخر يتقاذف من شِدقه :
-يعني دكتوراه في القانون وقادر يطلع منها بكلمتين بس هو مراعي ضوابط المهنـة .. أما أنا مش بعمل حساب لحد خالص .
وشوشت ليلة لهارون بإعجاب :
-أخوك ده جامد أوي خلى شريف مش قادر يفتح بؤه .. أنا مبسوطة أوي .
رمقها بطرف عيـنه رافضًا غزلها الصريح لأخيـه ثم قال مكتفيًا :
-اتقلي واتفرجي على الضربة اللي چاية .. هتچيب أجله بعون الله .
-هيحصل أيه قول لي ؟!
نظر لها هارون بحدة متذكرًا تورطها معه :
-أنتِ هتروحي تروحي مع هيثم مش عايزك تفتحي خشمك .. هكلمه يچي ياخدك .
ردت بعفوية :
-مش أنت هتخرج كمان ساعتين زي ما قولت !!
-وأقل بعون الله ..
هزت كتفيها مستسهلة الأمر :
-اشطا يبقى نخرج سوا .. أنا فاضية مش ورايا حاجة .
كز على فكيـه المنطبقين بنفاذ صبر :
-يا صبـر الصبـر !!
في تلك اللحظة نادى شريف على العسكري معاندًا مع هاشم وفارضًا سيطرته بالمكان كي يأخذ كل من هارون وليلة للحجـز .. فـ جاءه المأمور حينها وهو يصافح هارون معتذرًا :
-أحنا آسفين على سوء الفهـم اللي حصـل يا هارون بيه .
تعمـد هارون التجاهل وهو يتساءل بمكر كي يسمع صوت براءته بنفسه :
-خيـر يا حشمت بيه !!
أخفض هاشم ساقه ونهض ليقف خلف أخيـه قائلًا :
-زي ما قولت لك يا حشمت بيه .. أخوي هارون سمعته زي الچِنيه الدهب .
تدخل شريف مستفهمًا بقلق لاجتماعهم :
-خير يا حشمت بيه !! حالًا العُمدة هينزل الحجز .
نظر حشمت لشريف وقال بتلك النبرة الحاسمة :
-الحتة طلعت مزورة وأظن وجود هارون بيه هنا مفيش منه داعي .. خلص الإجراءات اللازمة وخلي جناب العُمدة يروح يا شريف .
اتسعت ابتسامة ليلة وتفتحت ملامحها كوردة ربيع تمتمت له بارتياح :
-يس !! كنت متأكدة ان في حاجة غلط!!أنا فرحانة أوي إنك مش تاجر آثار.
وشوش بنبرة اخترقت مسامعها وحدها :
-أنتِ على طول هبلة إكده !!
احتلت الصدمة معالم وجه شريف وهو يراقب ابتسامة كُل من هارون وهاشم الخبيثة والتي تحمل وسام النصـر متسائلًا :
-يعني أيه يا حشمت بيه !! أنا مطلع العروسـة بنفسي من عربيته ..
وضع له سيادة المأمور حدًا :
-الموضوع منتهي يا شريف .. وهيئة الآثار بنفسها عاينت القطعة ونفت أنها اصليـة ..
ثم نظر له مرددًا اعتذاره :
-نورتنا يا هارون بيه ، وأنا بعتذر منك بصفة شخصية عن سوء الفهم اللي حصل ….
تحمحم هارون بفظاظة وهو يأكل شريف بنظراته المنتصرة :
-ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاچة يا سيادة المأمور ؛ علم رچالتك أن المُتهم بريء حتى تثبت إدانته !!
ثم خطى خطوة بقرب شريف مستمعًا لاعتذارات المأمور بلا اهتمام ؛ فمال متهامسًا بغيظ مُكملًا :
-خدتها في الكُلية ولا عديت منيها دي كّمان واسطة !!
تحرك هاشم مع سيادة المأمور وهما يتحدثان همسًا فتابعـه هارون بعد ما أنهى حرب النظرات العاتية بينه وبين شريف ، وعلى الفور همت ليلة باتباع خُطاه ففوجئت بشريف يعوق خُطاها رافضًا الذهاب خلفه وكأنها وعاءه الوحيد لتفريغ شُحنات غضبه ؛ قبض على معصمها بقوة :
-رايحة فين !! استنى هنا أنتِ لازم ترجعي اسكندرية حالًا وكفاية مسخرة لحد كده …
-ااه سيب إيدي يا شريف !
صرختها الاعتراضية عاقت خطوات هارون الذي دار خلفه مُدافعًا عنها وهو يسحبها وراء ظهره بهدوء :
-أنتَ أزاي تمد أيدك على واحدة في حمايتي !! ولا هو فرد عضلات والسلام !!
أحمر لهب الغضب بوجهه :
-واحد وخطيبته ممكن ماتدخلش ما بينـا !!
ثم حدج ليلة بثورة عارمة :
-ليلة كفاية قلة قيمة وبهدلة أكتر من كده .. وتعالي .
ردت عليه وهي تحتمي بكتف هارون :
-أنا هنا بشتغل ، ومش بلعب واتبهدل زي ما أنتَ بتقول .. زي ما أنت بتشتغل أنا كمان بشتغل .
-شُغل أيه ياليلة !! أنتِ مصدقة نفسك ؟! أنتِ فاشلة ، أنت مفيش قناة قبلت تشغلك حتى بفلوسك ، اللي أنتِ بتعمليـه ده لعب عيال وأنا مش هقبل بيه .
ثم تطاولت يده ليجذبها من وراء هارون الواقف كسور الصين بينهما :
-يلا يا ليلة عندنـا فرح محتاجين نرتب له !
نزلت قبضة يد هارون الحديدية على رسغه الممتد لعندها إثر حنقه الشديد من تقليله المتواصل منها وقال بنبرته القوية :
-قالت لك مش رايداك وفضناها سيرة ، هتأخدها من حمايتي بالغصب !! أنتَ معندكش نخوة ..ولا هو رمي بلى !!
عنفه شريف بوجهه المكفهر :
-نزل ايدك دي ، وليلة مش هتتحرك من هنا غير معايا، وأنت لآخر مرة بقلك متتدخلش بينا مفهوم .. أنت مين أصلا ؟!
صاحت ليلة المحتمية بظهره نفس المشهد يتكرر عندما كانت تحتمي بظهر أبيها من تعنيف أمها المتواصل ولكن الآن تبدلت الأشخاص وبات الدم يحنـو لمجراه :
-أنتَ اللي مين !! أيه سبب وجودك في حياتي !! انا كنت خطيبتك وخلاص انتهينا يا شريف، أنا اللي مش عايزاك ولا عايزة أي حاجة تربطني بيك ، وأيوة أنا في حماية هارون بيـه العمدة وهامشي معاه ..
رفع هارون حاجبه ثم سرعان ما انكمشت ملامحه:
-سمعت بودنك !! سيب البت تشوف مستقبلها عاد بلاش تبقى زي الشوكة في الزور وتعنقلها (توقعها) !!
حاول أن يأخذها من ورائه غصبًا ولكن تلك المرة تكورت كلها وراء ظهره ليواجه هارون ذلك الرجل حاد الطباع مهددًا :
-يدك هتتمد عليها هقِل منك وسط رجالتك وفي مطرحك أنا لحد دلوق عامل حساب للدبورة ، وحبس بحبس أقلها أكون شفيت غليلي .. اهدي وقول هديت الچواز مش بالغُصبانية .. ولا أنت مقدرتش على الرچالة و الضَربة وچعتك قوي چاي تتشطر على حُرمة !!
ثم جهر قائلًا وعيناه لا تتزحزح عن شريف المغلول منه :
-يلا بينا يا استاذة ليلي …..
•••••••••
~بسيـارة هِلال .
“البوصلة أخترعت قبل الساعة ، يعني ذلك أن الإتجاه أهم وأصدق مِنَ الوقت .. مهمـا كان الوقت غير مناسب اختر دومًا اتجاه بُوصلة قلبك وما تدلك عليـه … ”
-“يعني رضيت عـني وركبتني عربيتك !! أيه اتأكدت إني مُسلم زيي زيك يا مولانـا !! ”
أردف هيثم جملتـه مندهشًا من تلك الطريقة التي أخذه بها أخيه هلال من غُرفته محتجًا بصلاة الظُهر معه كي يهدي قلبـه المنحرف عن الصواب ولكن هناك ثمة شك بالأمر لم يطمئن له قلب هيثم ؛ فارق هلال ذلك المسجد المسئول عنه بالشرق متجهًا للجامع الآخر الواقع بغرب النجع وهو يجيب على أخيه بهدوء :
-للضرورة أحكام ! مضطر يا أخ هيثم ..
تمسك هيثم بطرف الجُملة :
-أيوااه !! اثبت عندك .. مضطر لأيه ريح قلبي !! طب لو داخلين على عركة خبرني أجهز مخي ..متاخدنيش على خوانة أنا وهو .
يبدو أن هيثم لديه الفطنة الكافيـة ليقـرأ إخوته قبل أن ينطقون ويكشف خباياهم، قلبـه دليـله بالمعنى الأدق .. رمقه هلال بدهشـة ثم قال بتردد :
-في حقيـقة الأمر ..
قطعه مهتمًا ليُريح الفئران الصغيرة الموجودة برأسه :
-أديني حقايـق وبلاش لف ودوران مش توبك يا وِلد أبوي .. دا أنتَ السالك الـ فينا .
تحمحم هِلال بتردد محافظًا على نبرة صوته الثابتة لاجئًا للفصحى التي تُنقذه دومًا من خباياه المدفونة :
-هناك خدمة انسانيـة سنقوم بها لوجه الله يا هيثم ، ستحصد منها جبل من الحسنات .
لم يقتنع هيثم بمُقدمة أخيـه العريضـة :
-ده أنا ؟!! طيب كيف ؟! طب الخدمة دي فيها نسوان !! أصل اختيارك ليّ كان على أي أساس..!! أقولك أنا مِش مرتاح لك .
استغفر هلال بسـره ثم جهر ممتعضًا وهو يكظم غضبه ؛ وسأله :
-بيت بكـر ولد عمك فياض ؛ أين بالضبط؟!
عقد هيثم حاجبيه مستنتجًا :
-مش ديه وِلد عم رقية صاخبة هاچر !! ديه متچوز من سنتين ومعاه بت صِغَيرة !! مالك بيه يا هلال ! ده واد لبط والعوچ سكته .
تعجب هلال مما سمعه :
-يالله !! متزوج !! وبأي حق يجبر فتاة لم يسبق لها الزواج أن تتزوج منه ؟!
-تقصد رقية !! ااه لإنه ولد عمها الشقيق الوحيد ؛ وأرض أبوها كاتير وهو أحق بيها من الغريب .. فالعرف معاه !! بس أيه چاب السيرة دي ، رقية من أصلو رافضـه وقالت مش هتتچوز واصل .
-وبالطبع كي يحق لها الزواج من غيره ستتنازل له عن كل ما تملك وعن مال أبيها ؟!
غلت دماء تمرده على أعرافهم الظالمة بعروقـه وهو يدافع عن تلك الفتاة التي لم يراه إلا مرة ولكن من باب الانسانيـة أن يشفق على حالها قائلًا :
-هارون عِنديه علم بالظُلم ديه !! ألم يكفيهم ظُلمًا وعبثًا بالدين لهذا الحد ؟! أين شرع الله ؟!
تعجب هيثم على أمر أخيـه :
-چرالك أيه يا هلال من ميتى عتعيب في أعرافنـا .. طول عمرك مأيدها وعتقول العرف عمود الخلق ..
انفعل بوجه أخيه خارجًا عن صمته :
-بقي حبل حولين رقاب الخَلق يا هيثم ، ما ذنب تلك المسكينة تتزوچ من رچل سبق له الزواج من غيرها !!ما هذا العرف الذي يعطيه الحق أن يتهجم علي دارهم بمنتصف الليل ؟! ما ذنبها إنها لم يكن لها أخوة ليحمونها !!
ثم غمغم متحسرًا :
-العرف جائر تلك المرة وغير منصف .. ولابد من مُخالفته !!
-جرالك إيه يا ولد أبوي استهدى بالله ديه كلام يطير رِقاب !! وكيف ولد المحروق ديه يتهجم عليهم هي حصلت !! النجع ملهوش كبير !! أنا مأكد على رقية لو قربلها ولا ضايقها تكلمني .. خد يمينك يا هلال بيته اللي تحت الچبل ، وربنا المعبـود ما هحله .
قطـع هلال تلك المسافة الممتدة في وقت لا يُذكر بسرعة فائقة ، لم ينتظر هيثم وقوف السيارة تمامًا بل دلف منها قبل أن يصفها أخيه .. لحق هلال به مناديًا :
-هيثم لا داعي من العنف !! تمهل .. اترك الأمر لي .
طرق هيثـم بعنف فأمسك به هلال طالبًا :
-هيثم ، من فضلك اترك لي الأمر .. وسنحدثه بالحسنى .. رجاءً اصمت ودع العقل يتكلم قبل اليد .
فتح لهم بكر الباب وهو يحمله ابنته على كتفه ما أن رآهم زادت ابتسامته وهو يطالعهم من رأسهم للكاحل .. هاتفًا :
-الله الله الله !! أيه الزيارة دي يا ولاد عمي خليفة ..طب كُنتوا تقولوا كُنا فرشانا الأرض ورد ..
كاد هيثم أن يشتبك معه فلحق به هِلال واضعًا ذراعها سدًا منيعًا بينهما ، رفع سبابته بوجه بكر صاحب النظرات المستهزئة:
-اسمعني يا بكر ، كلمتين لا ثالث لهمـا .. أن لم تبتعد عن الأخت رقية وأمها وتُكف عن أساليبك العدوانيـة ؛ ستجدني كالسـد أمامك ..
رمقه بكر مستخفًا بتحذيراته :
-طب اقِلع العِمة والجلابيـة يا مولانا يمكن أخاف وأكش!!
كاد هيثم ان يفلت عليه كحيوان مفترس مقيد بأغلال تمنعه ، فلم تتزحزح يدي هلال المسنودة على الباب الخشبي وقال بلهجته الصعيدية :
-ما أنت لو أصريت ومتراچعتش ، هتچبرني أقلع العِمة والچلابيـة ومعاهم هقلع لك عينيـك اللي شغالين مرازية في الولاية !! مفهوم ؟!..
-وأنت اللي باعتك حضرة العُمدة ولا دي مِرجلة زايدة منك !
صاح هيثم بانفعال :
-سيبني أفهموا بالطريقة الـ يفهمها يا هِلال ، ديه مش بتاع حسنى ديه عاوز مرزبة تتدق فوق رأسه ..
••••••••••
~أمام القسم ..
تلك المرة استطاعت أن تهرب من كُل شيء حتى ولو كان هروبًا مؤقتًا يكفي بأنها سترتاح لفسحة من الوقت لكن هل ذلك يعني أن ما تهرب منه لا يزال يجول في داخلك و ينهشُ روحك المُتعبـة !!
تسير ليلة بجواره وهي تنعم برائحة نسيم الأمان المُقبل من عهـد والدها ، لأول مرة تتخلص من هم مواجهتها لشريف ولأمها بمفردها ، جاء ذلك الغريب القريب ليزيح عنها ثقل هذا الحمل ، رمقتـه بنظرة سريعة وهي تتذكر نفسها وهي تتوارى بظهره من بطش شريف ، وكلماته المدافعة عنها وهو لا يعرفها .. تعجبت من حكمة الأقدار التي تجعل من شخص غريب عنك أحن عليك من أهلك .. كادت أن تشُكره ولكن نداء هاشم أوقفها .. أشار لها وهو يعطيها مفتاح السيارة :
-روحي اسبقيني على العربية ..
ثم ذهب لأخيه الذي ينتظره بجوار سيارته ؛ هلل هارون شاكرًا :
-عاش ، قريبك بيكلم نفسه چوة !!
شقت الضحكة شدق هاشم وقال :
-المأمور أكل له جوز ارانب ، والحتة رجعت للصحابها في الهيئة ونصيبك الصبح هيكون في حسابك ..
-عال يا ولد خليفة .. والله ما عارف أودي جمايلك فين يا ولد ..
نزع نظارته الشمسية بحماس وهو يطلب منه قائلًا مستغلًا مقابل خدمته :
-أنا هقول لك ، هخطف رچلي لمرسى علم سواد الليل وراچع الصُبح .. قول لصفيـة أي حل عشان تعتقني دي ماسكة فيّ عشان موضوع قراية فاتحتك أنتَ وزينة !!
تأفف بضيق:
-وده وقته يا صفية !! أنا عنسى ليه ، زين إنك فكرتني ..
ثم حدجه هارون بعينيه الضائقة :
-ما عتعملش حاچة ببلاش أنتَ !! بس رايح ليه هناك أنتَ مِش أچازة ؟!
حلقت ملامح وجهه فوق سُحب الحُب وقال بتلك النبرة الثابتة عكس دواخله :
-هجمة مرتدة اكده وراجع !
-نعم يا روح أمك ؟!
تحمحم مستردًا هيبته :
-بهزر معاك يا متر ، لا هروح بس أخلص شِرا البيت اللي قُولتلك عليه وراچع ، طيران مش هعوق عليك ..
ثم غمز له بطرف عينـه وهو يستقل سيارته :
-وصل سلامي للقمر اللي معاك ..
قفل باب السيارة وراء أخيه بعنفوان :
-أنت وهيثم عاوز اربطكم في شچرة وانزل فيكم ضرب لحدت ما يبانلكم صحاب ..
أخرج رأسه من النافذة ملوحًا بالأمر الذي يُطارده :
-ما تغير عُرف العزايزة وتتجوزها بدل زينـة ، البت متتسابش وچدعة ومرضيتش تهملك وتمشي بصراحة عچبتني .. اشتري من الاستاذ !!
زأر غضبه الذي لا يتقبل أي هرج بالأعراف قائلًا :
-هاشم مرق يومك !!!
فلحق الأخير نفسه من بطشه:
-طب خلاص چوزهالي أنا ..
كل الأقاويل الصادقة مُغلفة بالإطار المزاح ، نفذ صبـره وهو يزفر بوجه أخيه قائلًا :
-شكلك فايق ورايق وأنا مش فايق لك كفاية عليّ القناة السابعة اللي معاي !! اتكل على الله وكلمني…
انطلق هاشـم نحو المطار ليحجز تذكرة ذهابًا وعودًا لمرسى علم ، وتحرك هارون صوب السيارة التي تنتظره بداخلها ليلة ، التي قبل أن تخطو أقدامه السيارة سألته بعد روت لصدقاتها ما حدث وكل منهن أشعلت رأسها بسؤال مختلف :
-أنتَ ازاي كُنت عارف أن في آثار في عربيتك ؛ ولما روحنا القسم طلعت مروزة !! هي مزورة فعلا ولا أنتوا كذبتوا ؟! وبعدين تعالى هنا أنت شايل آثار مزورة معاك ليه !!
شبح ابتسامة خفيفـة بدت على ملامحه وهو يحرك سيارته وقال بصوت مسموع :
-ومين قال لك إنها مزورة !!
-نعم !! الظابط الكبير قال كده بنفسه ، آكيد مش هيكذب !!
“فلاش بــاك ”
-“معروفة يعني الأسود على الأسد يمنع الحسد .. ..”
قال هاشم جملته الأخيرة بعد ما دقق بتفاصيل الصورة التي أرسلتها رغد وهي تعرض تلك الملابس الجذابة الخاصة بالنوم حتى أرسلت له صورة ترتدي بها تلك السترة القصيرة التي جعلته يخرج عن صمته مُعلنًا :
-أنا جاي بكرة أشوف الأسد ناوي على ايه .
تحدته قائلة :
-بلاش تقول كلام مش أده .. متعودتش منك على كده .
بين ثنايا ملامحه يغرد الحب وهو يقول :
-رغد بلاش تتحديني .. وبلاش اسلوبك ده !!
-شوفت !! عندي حق أهو .. لما تقول كلام تكون أده يا سيادة الرائد ..
-قلت لك جاي بكرة .. أنا وقعت في الكمين بكامل قوايا العقلية والصور مش موضحة أبعاد الموضوع ده لازم له معاينة عن قُرب .
أحمر وجهها من جرئته الزائدة فقالت بعفوية :
-هاشم أنتَ كمان قليل الأدب زي هيثم أخوك بالظبط !!طنت صفيـة معرفتش تربي ولا واحد فيكم .
مدد على فرشته واضعًا ذراعه وراء رأسه :
-المصيبة لتكوني لسـه واخدة بالك من الكلام ده !!
مزاحته متدللة :
-صحيح بعد سنتين ازاي مخدتش بالي من أول يوم !!
-وبعدين هيثم مين التلميذ ده !! ده بؤ عالفاضي .. أنا بتاع الأفعال والتدريس .
قطع صوت ضحكتها قائلا عندما نظر بشاشة هاتفه قبل أن يُكملز :
-رغود .. هارون بيتصل .. هشوفه وارجع لك متنميش ..
قفل مكالمته الهاتفية معها ثم عاود الاتصال بهارون الذي اختصر المكالمة قائلا :
-هاشم انزل لي ..عاوزك ..
ارتدي نعاله الجلدي ملبيًا طلب أخيه .. وصل هاشم بملابسه الرياضية الشتوية للسيارة المصفوفة الواقف هارون بجوارها …التقطت عيناه تلك السيارة الحمراء المركونة :
-عربية مين دي ..!!
رد هارون بإيجاز وهو يرفع باب سيارته الخلفي :
-دي عربية الصحفية اللي جوة .. المهم عاوزك تركز معاي ؛ عنِدنا طلعـة .
عقد هاشم ذراعيه وهو ينتظر الأمر الذي سيرويه علي مسامعه مستندا على سيارة ليلة .. أخرج هارون القطعة الأثرية من سيارته والتي يبلغ طولها حوالي أربعين سنتيمتر .. وضعها بيد هاشم وقال :
-شريف أبو العلا ناصب لي كمين في كل حتة .. وأنا عاوز أعلم عليه وأعلمه الأدب ..
تفحص هاشم تلك القطعة التي يتجاوز ثمنها ملايين من الجنيهات وقال :
-عمل ايه تاني ! وأحنا نعلمه الأدب هو واللي معرفوش يربوه .
رد بتلك الملامحة الصارمة التي يمتلكها :
-حاططني في راسـه وزاعق .. وعامل غاغة .. عايزينه يتهد ويحل عن سماي ..
تفوه هاشم بلهجته الصعيدي الفخمة :
-قول لي ناوي على أيه وأنا معاك ؟!
أخذ القطعة الاثرية من يد أخيه وقال :
-عاوزو يمسك دي في عربيتي .. ويحس إني تحت رحمته ومفيش مفر .. بالعربي وقعت ومحدش سمى عليّ ..
رفع هاشم حاجبه بإعجاب وأكمل مخطط أخيه :
-وتخرج منها زي الشعرة من العجين .. وتعرفه كد أيه هو ولا حاچة !! تشممه ريحـة العضمـة وتاخدها من تحت نابه !!
-الله يفتح عليك .. عاوز أديله قلم معتبر .. الصبح هاخد الصحفية وهطلع من طريق الكمين بتاعه .
-اشمعنا هي ؟! أيه دخلهـا ..
قال وفي عينيه نظرة متحفزة :
-كانت خطيبته .. ودي هتحرقـه أكتر .
-ياراجل !! ودي خدته على أيه !! دي سُمعته هو وأبوه طين في الداخلية .
-أنا عارف ؛ خلينا فـ المهم …..
“بــــــاك”
رفع حاجبه مُغيرًا مجرى الحديث حيث جاء مقترحًا :
-شكلك چوعتي ، ما تيچي ناكلو ..
-اه ده حقيقي .. أنا جعانة أوي ..
ثم انتقلت بسرعة البرق لموضوعٍ جديـد :
-مرسي إنك وقفت معايا قدام شريف ، أنا بجد مابقتش قادرة اتحمل أسلوبه واستهتاره بيا طول الوقت .. أنا عمري ما حسيت إني مبسوطة معاه وهو مش فاهم كده .. بس
ثم نظر لها منتظرًا تكملة حديثها ولكن سُرعان ما غيرت نشرة الأحزان التي أعلنتها وقالت معترضة وبحماس:
-بس ياهارون بيه أنا اسمي ليلة مش ليلي ، مش كل مرة هصلح لك الاسم !! احفظ بقا.
بضحكة المغلوب على أمره وهو يتأفف دخان جزعه منها قائلًا لنفسه :
-والله ما في ليلة مقندلة غير الليلة اللي قابلتك فيها !! أنا چبت وچع الراس لنفسي !!
ثم حانت منه نظرة مسروقه لخضرة عينيها التي تعلن حلول الربيع قبل أوان متمتمًا:
-ربنا يشفيكي !!
-ليه بتقول كده !!
لم يرض فضولها بالجواب بل أردف قائلا بابتسامة غير مناسبة لمجرى الحديث :
-قولتي عاوزة تأكلي أيه !!!
•••••••••••
-لو الكلام ده يرضيكي يا عمتي أنا مش هتكلم !! لكن ليلة طلعت أسوأ ما فيا وانا خلاص مش عارف أتعامل معاها!!
خبط شريف باب مكتبـه بعد ما روى كل ما حدث على آذان أمها التي تتلاعب على الجميع ؛ فقالت :
-ممكن تهدا ، ايه يعني يكون مين هارون ده ؟! يمكن فعلا بيساعدها وهتاخد مصلحتها اللي هنبوظها زي كُل مرة وترجع .. ولا أنتَ حاسس أن فـ حاجة ما بينهم !!
نفى شريف شكوك نادية قائلًا :
-مش الفكرة يا دكتور ، أصلا العيلة دي عندهم قانون ممنوع يتجوزوا من حد مش شايل اسمهم دي انا مرتاح فيها .. بس تصرفات بنتك طايشة وكلها جنان ..
ارتاح فكر نادية قليلًا :
-طيب ما ده في صالحنـا ، يعني فعلًا اللي اسمه هارون ده علاقتهم شغل وبس .. شريف هسألك سؤال !!
-سؤال ايه ؟!
-أنتَ عايز ليلة ولا الفلوس اللي وراها ؟!
ساد الصمت لبرهة محاولًا انكاره لرغبه بأموالها ، حتى قالت بحدة :
-جاوب عشان جوابك ده هو اللي هيحدد مصيرنا كلنا !!
-بصراحـة ليلة مش البنت اللي اتمناها ، واللي مصبرني عليهـا اصرارك أنتِ ورشدي بيه ..
جلست نادية على مكتبها الطبي لتستقبل أول مرضاها :
-يبقى تطول بالك كده وكله هيتنهي زي ما أحنا عايزين ..
ليلة بالظبط قُدامها ست شهور والدواء اللي بتاخده يقضي على خلايا مُخها خالص ، وقبل الست شهور دول لازم تكونوا متجوزين عشان نعرف نسيطر على أملاكها كلها .. فـ أنتَ هتسمع مني ولا هتطلع غبي زيها !!!!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آصرة العزايزة)