رواية ساعة الانتقام الفصل الخامس عشر 15 بقلم دينا أسامة
رواية ساعة الانتقام البارت الخامس عشر
رواية ساعة الانتقام الجزء الخامس عشر
رواية ساعة الانتقام الحلقة الخامسة عشر
وقفت أمامه بإرتباك وجسدها يتصبب عرقاً من الأختبار الذي وُضعت به الآن، لِمَ قد يُوضع إنسان بهذا الإحراج في حياته؟!..
ما الذنب الذي ارتكبته لتكون تحت تصرفه، فقد كان لها النعيم في البدايه ثم بعد ذلك أصبح كالجحيم!..
كان يُطالعها بعصبيه شديده عندما وجدها على وشك أن تضعف وتعترف لماهر بهذه السهوله بعد كل هذا المجهود وكل ما فعله تريد هذه الفتاه أن تدمره؟!
شعرت بتوتر، تبتلع ريقها مُتفاديه نظراته التي كانت كفيله بالرد علي كلامها لكنها ارتدت إلى الخلف فجأه وهي تصرخ عندما اقترب منها جاذباً مرفقيها بقوه يقول بشحيح وتضجر :
ضعفتي؟!!.. استسلمتي!! عاوزه تضيعي نفسك بالسهوله دي ي شهد!!
تراجعت شهد للخلف أكثر وهي تحاول إفلات يدها من قبضته بينما كانت يده تقبض على ذراعيها بِحده أكبر كلما حاولت الأفلات منهما
اغمضت عينيها وهي تحاول أن تستجمع قوتها ليخرج صوتها بحده في محاوله لكتم دموعها
– كفااايه لحد كدده انا تعبت! صدقني تعبت.
– تعبتي من ايييه!!!
قالها بسخريه كبيره لترد هي ببكاء :
– أنت مش عارف انا تعبانه من اييه؟!… مش حاسس للحظه إنك مستخدمني لعبه في إيدك علشان متكلمش ول…
– علشان مصلحتك ي قطه، مش علشاني، انتي ناسيه ولا ايه إنك فعلاً لو اتكلمتي هتكوني انتي القاتله والتهمه لابساكي لابساكي.
قالها يضحك بشده على نظراتها وخوفها الواضح لترجع بذاكرتها إلى قبل يوم الجريمه.
فلاش باك.
– دخلينيييي لييييه عاوزه اشوفه
– أقوله مين؟!..مينفعش كده ي انسه.
انهارت حصون شهد وقتها وهي تبعدها من طريقها تدخل قصره بالقوه قاصده غرفه مكتبه وهي تفتحها بعنف وعينيها التي كان يسيل منها شلال من الدموع
ارتعد سمير من هيئتها، انقبض قلبه، ركض إليها بخوف حقيقي قائلاً وهو يمسح دموعها، يمسد على شعرها بحنان كي يعرف ما بها لكنها صدمته عندما صفعته بقوه وهي تصرخ في وجهه تقول بإستحقار :
– أنت بني آدم مُقرررف، حقيررر، مش عارفه إزاي حبيت بني آدم غير سوي زيك!.. انت ازاااي عملت فياااا انا كده! ازااااي!
تحمل سمير رغم غضبه من ما تقوله في حقه يقول بتعجب وحيره :
– عملتت اييه ي شهد، فيه ايه مالك، جراالك ايييه؟!!!
وقعت على الأرض وقتها تخفي وجهها بين يديها تردد :
– لييييه لييييي…. كنت فاكره إنك بتحبنييي فعلاً!.. للدرجادي انا كنت رخصيه في نظرك إنك تلعب بيا وترميني!..
جلس مُقابلها بصدمه يقول، يزيل يديها ماسحاً عِبراتها يريد أن يفهم :
– شهد اهدي ايه كل اللي بتقوليه ددده!! انا فعلاً بحبك ومحبتش حد قدك ي شهد!.
ليه بتقولي كده!
نظرت له بإشمئزاز تهز رأسها علامه النفي تقول :
– انا حامل..
تبلورت عيناه للأمام بصدمه يقول بعدم إستيعاب :
– أنتي بتقولي اييييه!!! حامل ازاااي ومن مين؟!!.
نهضت من مكانها وهي تمسك ياقه قميصه تصيح بصوت مُرتفع :
– ااه ي زباااله، هتوقع من واحد حقيررر زيك اييييه بس وحياه بابا مانا سيباااك ي سميررر.
ابعد يديها بتوتر وهو يتذكر تلك الليله السوداء التي شرب بها كثيراً وغاب عن الوعي وعندما فاق اخبره أحد اصدقاءه أن شهد كانت معه وخرجت من الغرفه بالصباح تبكي وهي مُنهاره فقط لا يتذكر سوي ذلك.
نظر إليها وهو على وشك أن يفسر لها عن تلك الليله وأنه لا يعلم ماذا حدث بينهم لكنه صُدم عندما وجدها تركض من أمامه بغل تردد فقط :
– هقتلللك ي سميررر ورحمه بابا لاقتلك.
ركض خلفها لكن لسوء حظها كان يحاول إمساكها لكنها تعثرت من أعلى الدرجات لتقع من أعلى لاسفل فاقده الوعي ومعه جنينها، صارخاً هو بهذا الوقت.
عادت شهد وهي تحاول التقاط انفاسها بينما ما زال هو محاصرها ينظر لها بخبث
دفعته بعيداً عنها ليبتعد هو بإبتسامه ماكره يقول :
– شكلك افتكرتي حاجه كده!
مسحت دموعها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وهي تقرر تلك المره أنها لن تسمح لهُ بإنقلاب الطاوله نحوها وتصبح الجانيه للمره التي لا تعلم عددها :
– انا جتلك علشان أخلص من الموضوع ده وعاوزه اعرفك إني هكلم ماهر بيه وهحكيله عن كل حاجه وواثقه أنه هيقدر يساعدني.
– ايااااكيي اياااكي ي شهد انا بحذرررك…
– أنت خايف منه ي زياد؟!!!…..
( معلهش بقي حقكم عليا 🙂)
تطاير الشرار من عينيه مُنقضاً عليها هذه المره يصيح :
– ماهر انانييي افهممي ي عبيططه ماهر عاوز يحل القضيه ميفرقش معاه انتي تتورطي ولا غيره لكن يحل القضيه لأنه اتعود علي كده بإختصار شديد.
توترت شهد قليلاً فهذا ما شعرت به تجاهه ايضاً لكنها شعرت بمشاعر أخرى :
– بس انا محستووش كدده! واثقه أنه يقدر يساعدني.
– وهو انا مبساعدكش كده!! انا حطيت نفسي في خطر من يوم الجريمه علشان احميكي وتيجي تقوليلي ماهر! ماهر مين ده اللي يقدر يقف قصادي انا ويعمل اللي انا عملته !!
ارتعدت شهد من هيئته فكلما تذكر إسم ماهر يتحول بهذه الطريقه ويرفض سيرته من الأساس! لكن كل ما يجول داخلها لِما زياد سيساعدها دون مقابل!!!…
_________________________________________
– اومال فين شهد كده ي طنط؟!..
– خرجت والله ي حبيبتي من شويه بتقول هتقعد مع حد من صحابها.
امآت لها ريم بقله حيله تقول قبل أن ترحل :
– ي خساره ده انا كنت مكنسله للجامعه النهارده علشان اقعد معاها.
– ولا يهمك هرنلك عليها تستعجل وتجيلك، هو إحنا عندنا كام ريم يعني.
ابتسمت ريم تهتف نافيه :
– شكراً ي طنط سيبيها ع راحتها وانا خلاص أمري الله هنزل جامعتي.
بادلتها إبتسامه صافيه ترد بها :
– خلاص ي حبيبتي، إن شاء الله تبقوا تقعدوا بالليل.
– أن شاء الله
قالتها ثم نزلت لشقتها شارعه في تبديل ثيابها لعلها تلحق محاضراتها
وبعدما أكملت ثيابها اخذت تدق إلى خالد علي اإستحياء تقول :
– خالد أنت فاضي!؟
– ولو مش فاضي افضالك ي ست ريم.
– هو بصراحه عاوزاك توصلني الجامعه علي السريع علشان اتأخرت النهارده شويه ومش هلاقي مواصلات.
– طيب اجهزي بسرعه انا واقف تحت بالعربيه اصلا
آتها رده فوراً لتجيبه :
– انا نازله علطول.
وبعد نصف ساعه قد وصلت، خرجت من السياره وهي تقول له :
– خلي بالك من نفسك ي خالد
– انا هستناكي لحد ما تخلصي، هتخلصي على ايمتى كده؟!
قالها مُقتلعاً نظارته الشمسيه بينما هي شعرت بتوتر من فكره أن مكروه سيصيبه تهتف نافيه :
– لأ لأ ي خالد روح أنت انا لسه اليوم طويل وبعدين ما بين المحاضرات بخرج افطر انا وهنا، ليه تتعطل كل ده وانت وراك شغلك كتر خيرك لحد كده والله.
– ي ستي ولا عطله ولا حاجه وبعدين من هنا ورايح هشوف حد يجيبك أو هجيبك بنفسي، بعد اللي شفته إمبارح خايف يجرالك حاجه لا سمح الله.
امآت له بعد إصراره على البقاء لتذهب هي إلي محاضراتها بينما هو خرج من الحرم الجامعي يتجول قليلا.
وصلت ريم إلى القاعه لتجد هنا تجلس الذي أشارت لها، اتجهت إليها تجلس جوارها تطمأن على حالتها :
– عامله ايه دلوقتي طمنيني.
– الحمد لله زي الفل، مش كنتي بتقولي مش هتيجي؟! ده انا جيت علشان اسجلك المحاضرات رغم اني مكنتش ناويه انا كمان.
لاحظت ريم الحزن يرتسم على ملامحها الباهته لتقول مُتسائله :
– خير ي هنا مالك؟!…
تنهدت هنا تنهيده ثقيله على قلبها تُعيد ظهرها إلى الخلف ترد :
– متشغليش بالك ي ريم.
– لأ بجد لازم تقولي فيكي إيه!
اعتدلت هنا في جلستها فور قدوم الدكتوره تقول لريم كي تنتبه هي الاخره :
– بعدين بعدين هقولك، الدكتوره جات.
________________________________________
كان شادي قد انتهى من تبديل ثيابه يضع عطره الخاص قبل أن ينزل قاصداً شركته لكنه بهذا اليوم مُعتاداً أن يذهب في منتصف اليوم وليس بأوله كبقيه الأيام، فكان ما يشغل باله رؤيته ليارا تذهب من عملها أمس قبل الموعد، ازعجه هذا التصرف حتى دون استئذانه ذهبت!
اتجه إلى سيارته بل وما زاد صدمته رؤيته لسيارتها ما زالت موجوده أى أنها هُنا ولم تذهب إلى العمل إلى الآن!
– دانتي شكلك مش هتعمرّي معايا ي يارا أسبوع علي بعضه!
خرجت يارا وقتها من الشقه بتكاسل غريب لم تعتاد عليه حتى لم تلاحظ شادي الذي كان يحدق بها والشرار يتطاير من عينيه
– ما لسه بدري ي باشمهندسه!!
تطلعت خلفها لتجده مُحملقاً بها، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تحاول أن تفسر له قائله بتعب :
– ه.. هو بصراحه… انا راحت عليا نومه آسفه بجد أول مره اقوم متأخر بالشكل ده!
– انتي مشيتي بدري من الشركه إمبارح ليه؟!!
-انا خلصت شغلي بدري وكان ورايا مشوار.
– ايوه بس برضو ده ممنوع عندنا إلا بإستئذان ويا وافقت أو لأ.
حاولت التهرب من الجدال معه لأنها تعلم أنه سيقع اللوم والخطأ على عاتقها مثل كل مره يفعل لتقول هي :
– طيب أروح الشركه دلوقتي ولا كده اليوم فاكس..!
– لأ هتروحي وهتخلصي كل اللي هطلبه منك في وقت قياسي كمان علشان التعليم مش بالساهل!
قالها بسخريه وحِده يرتدي نظارته، تاركها شارده بالفراغ لم تفق إلا على دوران سيارته ورحيله، ركضت إلى سيارتها بإنهاك تتحامل على نفسها كي تقود وتصل الشركه قبل حدوث أي مشكله أخرى.
____________________________________
– مش عاوز آكل ي داده ممكن تسيبيني وتخرجي برا شويه!
– كده ي مدحت! ده انا عملالك الأكل اللي بتحبه دانت هتذو….
لم تُكمل جملتها عندما ارتطم كل ما صنعته لأجله على الأرض وتحول إلى قطع فقط، اخذ يكسر كل ما بالغرفه بجنون هيستيري، نهضت من جواره بخوف وألم على حالته التي تسوء يوم بعد يوم!
– مش عااااوز اكل قوووولت مش عااااوز… مش عاوز اكل اكلهممم ولا اشررب شُربهم.
اخذ يكسر زجاج المرآه بيديه التي تحولت للون الأحمر القاتم، ركضت هي إليه ببكاء وتوسل أن يصمت ليقع أرضاً بضعف وقد انهارت حصونه وهو يصرخ بأعلى صوته لعلا قلبه يهدأ قليلاً لكن كيف يهدأ وتلك الحروب التي تشتعل داخله منذ زمن إلى الآن غير قادراً على إخمادها….!
آسفي عليك يا من تعِش تلك القصه، بل آسفي على قلبك المُستهلك بالأمر، وعقلك بين ما يراه وما يستمع إليه من كلمات هاجمه سامه تذبذب خلياه!
ل
دينا أسامه ✨
جلست مقابله تُمسد على شعره بِحنو ورأفه تقول :
– احكيلي ي مدحت، احكيلي ي بني، كنت بتقولي كل حاجه فيك زمان، مبقتش تتكلم ليه ي بني.
– احكيلك إيه ي داده!!! عاوزاني اقولك إني بقيت قاتل!، قتلت!! انا بقيت قاتل ي داده! انا مرريض أول مره يصدقوا في حاجه من سعه ما شفتهم الاتنين!.
– عارفه ي داده حاولت انتحر كتير لكن كل مره ربنا كان يبعتلي حد ينقذني فيها! مش فاهم ايه الحكمه والمغزي من أنه يسيب حد زيي كده!
شهقت الداده ببكاء تضع يديها أعلى فمها من كلامه تهز رأسها بصدمه بينما هو لم يتحمل نظراتها ونظرات العتاب واللوم بل والاستحقار! هذا ما كان يخشاه يوماً ما وها قد حدث!
– شوفتي ي داده إني إنسان سئ اووي، إنسان ميستحقش إنه يعيش ثانيه تانيه، علشان كده انا هخلصكم كلكم مني ومن شري.
نهض ماسكاً قطعه زجاج عازماً على قطع شرايينه لكن اوقفته الداده بغضب وهي تصفعه بقوه :
– كفااايه بقييي… كفااايه ذنوووب ومعاااصي هتروح فين من ربنا ي بني علي اللي عملته ده!!!. ده من أكبر الذنوب قتل النفس بغير حق، ربنا يتولاك انا مش عارفه اقولك اييه!
– فايززه…. ي فااايزه انتي فين.
كان عزام يطلبها بالأسفل بعصبيه لتهمّ هي بالرحيل فوراً قبل مجيئه هذه الغرفه تنظر إلى مدحت الذي وقع ارضاً في حاله صدمه غير مُستوعباً أي شئ حوله هذه المره!
________________________________________
كان يجلس مُنكساً رأسه في أحد أركان الغرفه في ظلام دامس يتذكر كيف أحبها بِصدق وكيف ردت هي عليه بالمُقابل! كانت قصتهم كالرماد المتطاير الذي لم بتبقي منه شئ سوي الألم والحزن.
بعض العلاقات تلك نقع بها في حياتنا، لتأخذ طاقتنا بها قط! اتدري كم الإنهيار الذي يحدث داخلك وأنت ترى بعينيك الخطأ الذي يرتكبه الشخص أمامك لينزف قلبك بألم، تجده يستدير إليك بِ بسمه بارده وبعض الكلمات السامه التي يدخلها داخل عقلك، ليعطي التذبذب داخل قلبك وهو يشعره بأنه المخطئ؟ علاقه لا تسمي بشئ سوي استنزاف لوقتك وهدر لطاقتك بها ليس إلا! إن كنت تظن بأنك تستطيع إكمال ما يحدث ف أقول لك من المستقبل عزيزي، لتستدير وترحل من الآن وترمرم ما تبقى من بقايا داخل قلبك، لتُحييهم من جديد قبل نفاذ جميعهم تعود ايضاً ولكنك تكون حينها قلباً بارداً خالٍ من المشاعر، كالرماد لا يلتفت لشئٍ من حوله سوي الآلام.
آتت جيسي ومعها الدكتور الذي كان يطمأن على حالته ليجدوه بهذه الوضعيه والعرق يتصبب من جبينه يملأ وجهه بالكامل، اقتربت جيسي بحزن وهي تقول :
– فارس ده وقت علاجك، قاعد عندك ليه كده!
لم يأتيها منه رد لتعزم هي على مساعدته وإسناده كي يجلس على فراشه بسلام، جلس هو دون رد مُستجيباً يأخذ العلاج ثم من بعده الأكل في صمت حائر.
خرج الدكتور تاركها هي، وهي تريد أن تتحدث في شئ لكن كان التوتر حليفها لا تعرف من أين تبدأ وهي تراه بهذه الحاله!
– انا مش هعرف اقوله الحقيقه وهو كده هستني لبكره وابقي اعرفه أنها آيه مش عاليا
قالتها وهي تهز رأسها بإيماء تنهض خارجه تتركه في هذه الظُلمه المُوحشه!
غاب رونقُ السماء هذه الأمسيه فأضحت ليله غدراء، وخَفَتَ تلألؤ النجوم فيها، راحت السماء ترعد وتبرق تِباعاً حتي اشتد الريحُ وهطلت الأمطار بغزاره كبيره
اعتدلت في نومتها جالسه وهي تنظر إلى ستار الغرفه الذي يهتز بحركه خفيفه رغم إحكام غلقها للنافذه، سحبت نفساً عميقاً إلى صدرها حينما شعرت برائحه المطر تداعب انفها الدقيق ف تمنَّ ف دوماً تتنبأ بقرب سقوط الأمطار من خلال خياشيمها الاستشعاريه، تذكرت حدث ما وقتها!
فلااش باك.
– عارف ي بابا انا بقدر أحس أنها هتمطر ايمتى وبقولك من قلب الحدث انا شامه ريحه المطر!.
أبتسم اللوا سليم يقول وهو يكمل وجبته :
– بتتنبأي يعني!.. ما طلعتي موهوبه اهو في حاجه..
– الله حضرتك بتتريق! طب هتشوف دلوقتي أن الدنيا هتبرق وهترعد وهينزل مطر كتيرر اووي وهخرج أغنى تحته كمان!..
– ي ساتر ي رب حرام عليكي عاوزه كل ده يحصل في ليله واحده ي مُفتريه، المهم ابقى نامي بدري علشان مدرستك، جملات بتشتكي منك إنك بتغلبيها لما بتصحيكي.
– اهي الست بقي دي اللي مُفتريه لأنها بتيجي تكدب عليا وتفهمني أن الساعه ٧ وبتبقي لسه ٦
قالتها مُتخصره وهي تذم شفتيها بذعر طفولي لينهض هو بضحك عليها يُقبلها قبل أن يرحل بينما بالفعل صدق توقعها ورعدت السماء وامطرت بغزاره لتصفق هي بفرحه وهي ترقص صائحه :
– مش قولتلك هتمطر!!.
– ي بنت القرده!
قالها أبيها ليأتيه إتصال مهم ينتظره، غادر من أمامها ثم عاد بعد قليل كي يتحدث معها بشئ لكن وجد باب القصر مفتوح وتوقع خروجها لأنه يعلم عندما تُمطر تخرج مُتناسيه كل شئ خلفها.
كانت هي تركض بجنينه القصر وهي تغني بصوت عالي اعتادت الأزهار على سماعه من آنٍ لآخر، اصطدمت بشخص غريب لأول مراه تراه ينظر لها بتعجب على حالتها يقول :
– إيه موقفك في المطره الصعبه دي، أنتي شكلك آيه بنت اللوا سليم اللي حكالي عنها صح؟!
نظرت له آيه بغضب واكتراث ترد :
– ايوه انا ايه، انت مين بقى؟!!
– انا فريد!
– تطلع مين ي سي فريد؟!
قالتها آيه بتساؤل مُترقبه رده ليُجيبها :
– انا حارس اللوا سليم الشخصي.
– هو بابا حياته مُعرضه للخطر؟!!!
قالتها آيه بخوف تنظر في عيناه السمراء اللامعه ليرد هو فوراً بنفي :
– لأ ي حبيبتي بابا بخير بس دي علشان ظروف شغله أنتي عارفه.
– حبيبتك؟!!!
قالتها بصدمه تُكمل بغضب :
– إيه الألفاظ دي! ممكن تحاسب على كلامك من فضلك!
أبتسم فريد يضحك على طريقتها وخجلها ليرد مُتسائلاً :
– انتي عندك بقي كام سنه؟!
-17 ويلا سلام مينفعش أقف معاك اكتر من كده.
قالتها وهي تركض من أمامه بينما هو ترنح قليلاً فهي تبدو في عمر العشر سنوات لذا كان يداعبها قليلاً، اقترب منه وقتها اللوا سليم يرحب به بود قائلاً :
– اهلاً بيك ي فريد ي بني، من هنا ورايح ده بيتك.
– الله يخليك ي سليم بيه ده من زوقك، أن شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك.
– تعالي أما أعرفك على آيه وأوريك مكانك
أبتسم فريد وقتها لا إرادياً عندما تذكرها.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساعة الانتقام)