رواية أشواك الورد الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم قوت القلوب
رواية أشواك الورد البارت الرابع والعشرون
رواية أشواك الورد الجزء الرابع والعشرون
رواية أشواك الورد الحلقة الرابعة والعشرون
•• الجزاء من جنس العمل …••
يوسف …
بدقات قلب مندفعه وقف ببابها فما يفصله عنها سوى قطعه خشبيه فقط ، خطوات بينه وبين راحه قلبه ، بدقات خفيفه طرق الباب يستمع لصوتها الهادئ تسمح بالدخول …
فتح “يوسف” الباب برفق يبحث بعيناه المشتاقتان عن معشوقته الرقيقه …
نظرت “ورد” تجاه الطارق ولم تتوقع أن “يوسف” قد عاد مبكراً لتهمس بإسمه الذى دق حروفه بقلبها أولاً ..
ورد بهمس: يوسف …!!!
رؤيتها فقط زلزلت كيانه وهى تهمس نطقاً بإسمه من بين شفاهها لتتلاشى كل الكلمات التى حضرها طوال الطريق ، فمن هذا القوى الذى يتحمل عذوبه كهذه ليبقى صامداً …
وجهها الشاحب وملامحها التى تجهمت فجأه أقلقه للغايه ليتسائل بتخوف …
يوسف: مالك يا “ورد” …. ؟؟ أنتى تعبانه … ؟؟
تشتت نظراتها بعيداً عن خاصته التى تربكها وتسحبها بطريقها إليه ، هذا الطريق الذى يجب أن تنأى عنه ، أردفت بنبرة حزينه منكسرة …
ورد : لأ .. مش تعبانه …
إقترب عدة خطوات وهى يكمل بإهتمام …
يوسف: أصل ماما و”دعاء” قالولى إنك شكلك تعبانه ..
ورد: لا متقلقش .. أنا كويسه ….
طريقتها مختلفه للغايه ، حديثها جاف لحد بعيد ، كانت ردودها مختلفه عن طبيعتها التى إعتاد عليها كما لو أن هناك ما يؤرقها أو يضايقها …
يوسف: مالك يا “ورد” ؟؟ فيكى إيه …؟؟؟
إتجهت بزرقاوتيها تجاهه بصمت لتدور برأسها التساؤلات … هل عليها أن تخبره الآن أم لا … فإخباره يعنى ضياعه منها للأبد ….. هل هى بالقوة الآن لهذا الحسم ؟؟!! … لكن لا … لابد من هذه المواجهه وألا تتحلى بالأنانيه … فقد فعل معها الكثير ولا يستحق أن يظلم بعد الآن …
تطلعها الصامت بوجهه جعله يشعر بأنها تخفى عنه أمر ما ليردف بقلق من غموضها …
يوسف : مالك !!!! .. قلقتينى .. مش بتردى عليا ليه …..؟؟
نهضت من جلستها لتكتسب بعض القوة أمامه لتخرج ما بداخلها ، لكنها إن بدأت فلا سبيل للتراجع …
ليت القلوب تكشف فحواها ، فإخفاء ما بها أسلكهم متاهات لا نهايه لها ، ليتهم تصارحا منذ زمن لما كان كل منهم بجانب ينأى عن الآخر …
سحبت نفساً طويلاً قبل أن تندفع بحديثها دفعه واحده حتى لا تتراجع عن قرارها لتبدأ حديثها بتساؤل أولاً ….
ورد: “يوسف” … ممكن أسألك سؤال وتجاوبنى بصراحه …؟؟
قلق “يوسف” من حديث “ورد” الغريب …لكن بداخله إصرار على إصلاح كل شئ الآن … وربما حانت هذه الفرصه …..
يوسف: طبعاً .. إسألى …
ورد: إنت إتجوزتنى ليه ….؟؟
تفاجئ بسؤالها المباغت وإحساسه أن هناك ما تخفيه خلف هذا السؤال ليردف رداً على سؤالها بسؤال آخر …
يوسف : ليه ……؟؟ .. مش فاهم السؤال ….؟؟ حكون إتجوزتك ليه يعنى …..؟؟
وجدت نفسها تسلك هذا المسار لترفع هامتها متحليه بالقوة مستكمله حديثها …
ورد : من أول جوازنا وأنا بسأل نفسى السؤال ده .. وكنت بجاوب على نفسى وبقول إن أنت أكيد أعجبت بيا مثلاً … وعشان كده طلبت إيدى من بابا .. لكن !!
يوسف: صح يا “ورد” … مظبوط .. ده إللى حصل … لكن إيه …عايزة تقولى ايه …؟؟
ضمت شفتيها بقوة متحليه بالتماسك فكل ما تتفوه به يؤلمها كثيراً ويدفعها للبكاء ثم أردفت بإنفعال فلم تعد تتحمل بعد …
ورد: إنت محبتنيش يا “يوسف” !!!!! …. أنا عرفت كل حاجه … عرفت إن بابا هو اللى طلب منك إنك تتجوزنى عشان كان خايف عليا … عرفت إن أنت بشهامتك ورجولتك وافقت عشان بترد الجميل لبابا … مش عشان أى حاجه تانيه …!!!!!!
لحظه مواجهه لم يكن يريدها “يوسف” مطلقاً ، لم يرد أبداً أن تعلم بطلب والدها حتى لا تظن ذلك ، إنه يحبها … يتنفس وجودها … يحارب نفسه لأجلها فلو كانت غيرها لما كان تقبل كل ذلك ، لكن قلبه أحبها وبقوة .. أحبها بصورة جعلته يلين لها بالرغم من تلك الأقاويل الباطله ، فقط كان ينتظر أن تهدأ نفسه وينسى …
لك تعطه الفرصه وحكمت هى أيضاً عليه بدون دليل ليهتف بإنفعال فهو لا يريد خسارتها أبدااااا ….
يوسف بإنفعال : مين إللى قالك كده … إللى فهمك كده غلطان … أنا ….
قاطعته “ورد” بيقين تام لما إستمعت إليه …
ورد : أنا محدش قالى حاجه .. أنا متأكده من إللى بقولهولك ده … أنا سمعت بابا وهو بيكلمك ….
تقدم نحوها بخطوات قليله ليخفض من نبرته المنفعله لتحل محلها تلك العاشقه الحانيه وقد علت عيناه المسلطتان عليها بقوة نظرة عاشقه ولهه معترفاً لها بعشقه المتيم …
يوسف : أنتى فاهمه غلط يا “ورد” …. أنا بحبك … أنا إللى كنت عايز أتجوزك …
كم هو خلوق للغايه ، لايريد أن يقلل منها حتى لآخر وقت يتعامل معها بنبل أخلاقه …
نكست عينيها لوهله وإرتسمت بسمه حزينه ساخرة على محياها ثم أكملت …
ورد بسخريه : بلاش يا “يوسف” تحلى الكلام … أنا عارفه ومتأكدة إنك مجبر عليا و إن أنت مكنتش عايز تتجوزنى من الأساس … متكدبش عليا عشان متكسرنيش قدامك … أنا فهمت كل حاجه خلاص …
لم تعند معه ولا تصدقه ، لم تتشبث بتلك الأفكار الخاطئة…
أكمل بإصرار لا حدود له فيجب أن تدرك أن حبه لها صادق نابع من قلبه وليس كما تظن …
يوسف : أنا مش بقول أى حاجه ولا بحلى شكلك .. أنا بكلمك بجد .. أنا بقولك على إللى جوايا ناحيتك … أنا بقولك على إللى فى قلبى … يا “ورد” إفهمينى … أنا بحبك … بحبك أوى ….
علت شهقاتها غير مصدقه لما يفعله من أجلها لتنهار ببكاء فبعد مواجهتهم عليها الفراق ، وفراقه مؤلم للغايه …
ورد : إنت إنسان أوى يا “يوسف” … حقيقى بجد … وفعلاً تستاهل كل خير … هو عشان ترد الجميل لبابا تعمل معايا كل ده !!!!!!! .. حتى لو حتضحى بمستقبلك و راحتك وسعادتك !!!!! .. وتقبل تتجوز واحده زيي … “يوسف” أنا ليا طلب عندك …. طلقنى يا “يوسف” ..
تهدلت ملامحه بصدمه وهو ينفعل بتعنتها لما فهمته بصورة خاطئة ، نعم هو أيضاً أخطأ … أخطأ بعدم مصارحتها من البدايه ، أخطأ بعدم توضيح مشاعره تجاهها ، أخطأ بتصديق شخص خبيث النوايا كـ”حسام” وعدم تصديق برائتها التى كانت واضحه جليه أمام عيناه طوال الوقت …
لقد زالت الغشاوة عن عيناه ويجب أن تزال من عينيها أيضاً ، يجب أن تصدقه أنه لا يدعى حبها ، بل أنه عاشق حتى النخاع ، عاشق يتمنى لحظه تجمعهما معاً …
هتف “يوسف” بإنفعال محب تكاد حبيبته أن تضيع من بين يديه …
يوسف : أطلقك …..!!!!!!!!!! لا …. لا طبعاً …. أنتى بتقولى إيه ؟!!!!!! …إفهمينى يا “ورد” .. أنا كنت جاى النهارده وعايز اااا….
قطع حديثهما رنين هاتف “ورد” برقم المستشفى لتسرع بإلتقاطه والرد على الفور فقد توجست بتخوف لحظه رؤيتها إسم المستشفى بشاشه هاتفها …..
ورد بقلق: ألو … إيه ….؟؟؟؟
رفعت وجهها المفزوع تجاه “يوسف” وهى تهتف به بذهول ..
ورد: “يوسف” … بابا …!!!!!
إرتجفت يداها وسقط الهاتف من قبضتها ليلتقطه “يوسف” بسرعه واضعاً إياه فوق أذنه مجيباً الإتصال وعيناه مسلطتان على “ورد” التى تهدج تنفسها بذهول شديد …
يوسف: أيوة خير يا فندم … إيه … لا حول ولا قوة إلا بالله ….
زاغت عينا “ورد” للحظات قبل أن تركض بسرعه للخارج بدون تفكير ليلحق بها “يوسف” راكضاً خلفها للحاق بها …
أوقفت سيارة وسط رؤيتها الضبابيه ليجلس “يوسف” إلى جوارها بصدر ناهج وهو يطلب من السائق الإتجاه صوب المستشفى على الفور …
____________________________________
شقه حسام ….
وصلت “ناهد” لشقه إبنها بعد أن قطعت طريقاً طويلاً للغايه للعودة بعد أن أخبرها بمرور زوج “ورد” به …
كانت تستشيط غضباً مما فعله “يوسف” وإفساده لمخططاتهم ، أخذت تضرب الباب بعنف فـ”حسام” لم ينتبه لطرقها لعدة مرات …
لكنه لم ينتبه لها بعد ، بحثت بحقيبتها الممتلئه عن النسخه الإحتياطية من المفتاح لفتح الباب حتى وجدته …
فتحت الباب دالفه لداخل الشقه بتقزز رهيب وهى تعقص ملامحها بإشمئزاز “حسام” وسط ذلك الكم من المهملات من حوله من زجاجات ملقاه هنا وهناك وبعض علب الطعام الجاهز ملقاه بعشوائيه بأماكن متفرقه مازال بعضها يحوي بقايا متعفنه …
نظرت حولها بغثاء نفس وهى تهتف به بضجر …
ام حسام: أوووف يا “حسام” ..العيشه المشرفه إللى انت عايشها دى مترضيش حد خالص … أوووف …
نظرت حولها باحثه عن ولدها حتى وجدت ملقى فوق الأريكة أمام التلفاز مخموراً سكيراً لا يعي بالدنيا من حوله ….
إقتربت منه وهى تمسك بجسدة الثقيل تعداه جالساً بصعوبه ليدفعها عدة مرات وهى يُسبها بلسان ثقيل غير مدرك ولا واعى لما يتفوه به على الإطلاق ….
ام حسام: فوق يا “حسام” .. مش كده … فوق كده وكلمنى ….
حسام: كفايه بقى …. أنتى … السبب .. فى كل .. إللى أنا … فيه !!!!! … أنتى .. إللى جبتينى … هنا … أنا كنت .. عايش … ملك ….
ام حسام بغضب: لا ده إنت بتخرف على الآخر ….فوق كده وإتعدلى … حروح أعملك فنجان قهوة يفوقك كده عشان نعرف نتكلم ….
حسام: يووووه ….. غورى من … وشى …
زفرت بقوة وهى تتجه للمطبخ وسط تلك الزجاجات والعلب بضيق بالغ من إبنها السكير الفاشل الذى لا ينفعها بشئ مطلقاً ، بل يفسد دوماً ما تفكر به بتصرفاته الحمقاء ورعونته التى إعتاد عليها …
أمسكت بذلك الوعاء المخصص لصنع القهوة (كنكه) وأشعلت الموقد واضعه إياها فوق لهبها ، إنتبهت لسقوط شئ جثيم بالخارج أصدر صوتاً قويا للغايه لتخرج مسرعه تجاه “حسام” بالخارج …
وجدت “حسام” قد وقع أرضاً بالفعل إثر ترنحه وعدم قدرته على التماسك واقفاً ….
ام حسام: مش عارفه إيه إللى إنت بتهببه فى نفسك ده !!!!! …قوم وفوق … أنا خلاص لقيت حل نهائى لكل إللى إحنا فيه ده … قوم عشان أفهمك حتعمل إيه …
وقت الأقدار تغيب العقول ، حرصها دوماً على تفاصيل حياتها لم يمنع تدخل القدر ومشيئه الله فى خلقه ، لم تدرك “ناهد” أنها حين تركت شعله الموقد أثناء صنعها لهذه القهوة كانت بدايه الشرر حين وقعت إحدى زجاجات الخمر المفتوحه فوق الموقد لتنكسر محدثه نار هائله بدأت تنتشر سريعاً بفعل زجاجات الخمر الملقاه بكل مكان فكانت كالوقود فى الهشيم لتصبح بلحظات تحيط بهم من كل إتجاه تمنع حركتهم لأى إتجاه …
فكلما حاولا الهرب وجدا النار تحاوطهم منها بقوة هائله فالخمر المتبقى بتلك الزجاجات كان يزيد من إشتعال النيران وتوهجها أكثر وأكثر ..
وما كان يعتبره “حسام” ملذة حياته أصبحت هى السبب بهلاكه و نهايته هو و أمه ….
أخذت “ناهد” تصرخ بكل قوتها مستنجده بأى شخص يلحق بهم فالنيران أخذت تزداد وتزداد بقوة رهيبه ….
لكن لم يستطيع أحد مساعدتهم على الإطلاق …. بل لم يسمعهم أى شخص لنجدتهم … فالبنايه فى الأساس كانت جديدة كلياً خاليه من السكان … وهذا ما ساعد “حسام” فى بدايه زواجه بالتعدى على “ورد” فلقد كان متأكداً أنه لن يسمع بها أحد وينتبه لصرخاتها وإستنجاداتها المستمرة فتمادي بتجبره عليها مستعرضاً قوته على تلك الضعيفه …
____________________________________
المستشفى …
وصلا إلى المستشفى مهرولين نحو غرفه “عبد المقصود” بعد إتصال إحدى الممرضات بهم تبلغهم بإحتضار والدها ….
لكن حين وصلت “ورد” إلى غرفه والدها كان قد فارق الحياه بالفعل ….
لم تصدق ورد كلمات الطبيب المواسيه لها وأسرعت نحو والدها لتجثو فوق ركبيتها ممسكه بيده الضئيله تتشبث بها وقد أصابتها حاله من الإنهيار التام ….
ورد: لااااااااا … بابااااااا …. متسبنيش يا باباااااا … أنا ماليش غيرك دلوقتى … متروحش وتسيبنى … أنت مستنتش حتى لما أجيلك وتقولى عملت فيا كده ليه تانى … متروحش منى … أنا عايزاك جمبى …. أنا ماليش غيرك …… قولهم إن إنت ممتش … قوم … قوم يا بابا وريهم إنك مش حتسيب وردتك لوحدها فى وسط الشوك اللى هى عايشه فيه …… لااااااااا … لاااااا يا بابا ….
أسرعت إحدى الممرضات بإبعاد “ورد” عن والدها ومحاوله تهدئتها لكن إنفعالها كان قوياً للغايه ..
ورد: إبعدوا عنى ..حتى أنتوا عايزين تبعدونى عنه … كفايه بقى …
أبعد “يوسف” الممرضه عن “ورد” ليقف إلى جوارها محاولاً تهدئتها قليلاً وعليها الصبر والإحتساب …
يوسف: بالراحه يا “ورد” … إهدى … إنا لله و إنا إليه راجعون .. إنتى كده مش بتريحيه .. إنتى بتتعبيه زياده … إدعي له … ده أمر الله …
نظرت له ورد نظرة معاتبه منكسرة للغايه فقد غاب سندها ، غاب من يحميها من أشواكها ….
أردف “يوسف” هامساً نحوها …
يوسف : إهدى … إهدى حبيبتى …إهدى …
ورد معاتبه: حتى إنت مصدق إنه مات !!!! … حتى إنت يا “يوسف” …
يوسف: مينفعش كده .. هو كمان كان تعبان جداً …ربنا إختاره قبلنا … وكلنا حنرجع لله دى أمانه وبترجع للى خالقها … لازم نصبر ونحتسب …
ورد ببكاء حار: ااااه يا بابا …. اااه يا حبيبى ….
____________________________________
سماح …
فور علمها بوفاه والد “ورد” أسرعت بالمرور بـ”ورد” فهى على شفا الإنهيار وهذه المره ربما تصبح العواقب وخيمه ..
سماح: “ورد” … تعالى معايا …
إنتبهت “ورد” لوجود “سماح” لتستغيث بها ربما تصدقها …
ورد : “سماح” … شفتى يا “سماح” … كلهم بيقولوا بابا مات .. شفتى …!!!!
أدركت “سماح” حاله الإنكار التى حلت بـ”ورد” فأمرت بإعطائها حقنه مهدئه لتستريح قليلاً ثم تساعدها فى إدراك وتقبل ما حدث …
حملها “يوسف” بين ذراعيه بعد إعطائها تلك الحقنه ثم توجه بها برفقه إحدى الممرضات والطبيبه “سماح” إلى غرفه أخرى تستريح بها …
جلس “يوسف” مرافقاً “ورد” منتظراً أن تفيق فى أى لحظه فهى تحتاج إلى وجوده إلى جوارها الآن ولن يتركها أبداً بعد ذلك ، وعندما تتاح له الفرصه سيشرح لها ما كان يود شرحه وتوضيحه لها حين قطعه إتصال المستشفى ..
فيجب عليه أن يبين حقيقه مشاعره وحبه لها وأنها تتوهم عندما تظن أنه لا يحبها وقد فعل ذلك فقط لمجرد رد الجميل ….
إنتبه “يوسف” لصوت رخيم يسأله بفضول …
سماح: إنت “يوسف” صح …؟؟
نظر لها “يوسف” محاولاً تذكر إن كان قد قابل هذه الطبيبه من قبل وهو يجيبها ….
يوسف: أيوة يا فندم .. حضرتك تعرفينى …؟؟
سماح: أنا طبعاً عارفاك بس إنت ممكن تكون متعرفنيش !!!! … أنا الدكتوره “سماح” إللى كنت بعالج “ورد” هنا فى المستشفى …
يوسف: أه .. أهلاً وسهلاً ..و …. حضرتك تخصص إيه معلش لأنى معرفش حضرتك …؟!!!
سماح: انا الدكتوره النفسيه …..
إندهش “يوسف” لمعرفته بأن تلك الطبيبه كانت تعالج “ورد” … فلم تحتاج لطبيبه نفسيه …
يوسف بإستفهام: دكتوره نفسيه … ؟؟ … وهى “ورد” كانت بتتعالج نفسياً ليه ؟!!!!!!! … إللى أعرفه إنها تقريبا عملت حادثه وكانت بتتابع هنا فى المستشفى …
كان تفاجؤ “سماح” بجهل “يوسف” بما أصاب “ورد” عظيماً للغايه لتهتف بعدم إستيعاب …
سماح: معقول محدش قالك …؟؟
يوسف: قال إيه ….؟؟ هى إيه الحكايه … أنا معرفش حاجه ….؟؟
هو زوجها الآن وكان يتوجب على “عبد المقصود” شرح حاله “ورد” النفسيه لزوجها حتى لا يتسبب ذلك بإنتكاسه شديدة لها ، لهذا قررت إيضاح الأمر له حتى يتمكن من العبور بـ”ورد” لبر الأمان برفقته …
سماح: “ورد” كانت هنا بعد ما “حسام” جوزها الأولانى كان إعتدى عليها … وضربها ليله فرحهم وده سبب لها أزمه نفسيه حاده .. ده غير الإصابات الكتير والكسور إللى كانت عندها …
جحظت عيناه بصدمه غير مصدقاً لما فعله هذا الحقير بحبيبته ، بل وكيف عانت من كل ذلك دون أن تخبره بما حدث ..
يوسف: يعنى كل إللى هى كانت فيه .. كان سببه الحيوان ده …!!!!!!!!!
سماح: للأسف أه .. طبعاً لظروف عجزه خلته يضربها بالشكل الصعب ده وكانت تعبانه جداً بعدها … بس هى إتحسنت كتير أوى .. أنا قلقانه دلوقتى إنها ممكن تحصل لها إنتكاسه نفسيه بعد فقدانها لوالدها .. فأرجوك خليك جنبها ..
يوسف: أنا طبعاً جنبها ومش حسيبها مهما حصل … حتى لو المستشفى منعتنى أنى أكون موجود معاها لازم حتصرف وأفضل جنبها …
إبتسمت “سماح” لإحساسها بمدى إهتمام “يوسف” بها ..
سماح: شكلك بتحبها أوى …
تطلع “يوسف” نحو “ورد” النائمه فى سلام …
يوسف : جداً .. دى هى قلبى وحياتى كلها وإن شاء الله أعوضها عن كل حاجه مرت بيها …
سماح: إن شاء الله .. أنا كمان حعمل توصيه إنك تقدر تكون معاها النهارده ….
يوسف: يا ريت …
خرجت “سماح” من الغرفه ليعود لمقعده إلى جوارها وهو يمد بكفه يمسد رأسها بحنان وهو يطالعها بأسى بعدما تفهم لم كانت مذعوره ليله زفافهم ….
يوسف: عشان كده كنتى خايفه منى أوى كده ليله فرحنا !!!! …. ربنا يقدرنى وأنسيكى كل إللى إنتى عيشتيه ده ….
مرت ساعات الليل الطويله ولم يتحرك “يوسف” من موضعه بل ظل إلى جوار “ورد” حتى الصباح فلن يتركها وحيدة بعد اليوم …
غفا “يوسف” رغماً عنه وهو مازال جالساً بالمقعد المجاور لـ”ورد” بإنتظار إستيقاظها …
ورد …
فتحت عينيها بتثاقل لتتأكد أن ما مرت به كان واقعاً وليس حلماً أو كابوس مفزع … فهى بالفعل فى المستشفى ..
نظرت نحو “يوسف” النائم على المقعد لتتأمله بعينان ممتلئتان بالدموع الصامته فاليوم فقدت أحب إثنان إلى قلبها …
فقدت والدها المحب العطوف .. وفقدت حب حياتها الوحيد … “يوسف” …
تحرك قلقاً من غفلته الغير مريحه لتصنع النوم مرة أخرى هاربه من عيناه …
نظر نحو “ورد” التى ظنها مازالت نائمه ثم ربت على كفها بحب وحنان حين طرقت إحدى الممرضات باب الغرفه دالفه إلى الداخل لتهمس بصوت خفيض ….
الممرضه: أستاذ “يوسف” .. أنا أسفه بس لازم أبلغ حضرتك إن كل حاجه جاهزة عشان الأستاذ “عبد المقصود” الله يرحمه … تصريح الدفن وشهاده الدكتور وكل حاجه …
يوسف: تمام … وأنا إتصلت وحضرت كل حاجه عشان الدفن والجنازة .. ممكن بس تاخدى بالك من “ورد” لحد ما أروح الجنازة وأرجع لها …
الممرضه : متقلقش يا أستاذ “يوسف”…
خرج يوسف من غرفه “ورد” ليتمم إجراءات دفن والدها حتى يعود إليها بسرعه ..
حاولت “ورد” التماسك قدر الإمكان فعليها أن تكون قويه ، عليها أن تتحمل مسؤولية نفسها ، يجب ألا تكون عبئاً على كتفى “يوسف” بعد الآن …
فما الذى يدفعها الآن للبقاء … .فلا شئ يجعلها تبقى هنا بعد الآن … ها قد ذهب غاليها إلى ربها …
وعليها أن تبتعد عن “يوسف” لتجبره على إكمال حياته المتوقفه ، فلن يقضى حياته كلها رداً للجميل ، فهى متيقنه من أنه لن يتركها بعد وفاة والدها إلتزاماً وليس حباً …
لهذا هى لن تبقى لمجرد واجب أو فرض عليه … كم كانت تتمنى لو كان أحبها مثلما أحبته …
نظرت للطاوله على يمينها لتجد هاتفها الذى كان بحوزة “يوسف” موضوعاً فوقها لتلتقطه باحثه عن رقم “لامار” للإتصال بها …
تحشرج صوتها للغايه لتهتف بها “لامار” بتخوف …
لامار: “ورد” !!!! … مال صوتك ؟!! .. أنتى بتعيطى …؟؟
ورد: بابا يا “لامار” .. بابا مات …
لامار بأسى : حبيبتى … البقاء لله … أجيلك ..؟!!
ورد: لا يا “لامار” … أنا إللى عايزة أجيلك …
إندهشت “لامار” لطلب “ورد” التى لم تحبذ مطلقاً السفر بمفردها خاصه وقد تزوجت الآن …
لامار: تجيلى …. ؟؟ طب وجوزك ….؟؟
ورد: لما أجيلك ححكى لك كل حاجه .. المهم عايزاكى تعمليلى فيزا عشان آجى أستقر عندك و أشتغل معاكى …
لامار: ماشى تمام .. بس الموضوع ده حياخد وقت …
ورد: حستناكى فى إسكندريه لحد ما تخلصى وتبعتيلى عشان أسافر لك …
لامار: خلاص حبيبتى … مفيش مشكله حعملك الأوراق و أبعتلك …
إنتهت “ورد” من مكالمتها مع “لامار” وخرجت من المستشفى مباشره دون أن يشعر بها أحد …..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أشواك الورد)