روايات

رواية أشواك الورد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد البارت الثالث والعشرون

رواية أشواك الورد الجزء الثالث والعشرون

أشواك الورد
أشواك الورد

رواية أشواك الورد الحلقة الثالثة والعشرون

•• إنه رداً للجميل ….!!! ••
ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه …
ليتنى لم أحبك إلى هذا الحد ، فقد أوشك عقلى على الجنون ، بل يا ليتنى لم أسمع له بتلك الليله …
لا لن أقوى على العيش بدون حبك فيوم عرفتك أدركت أننى على قيد الحياة …
توقف “يوسف” ساهماً وهو ينحى عيناه عنها قبل أن يبتعد هارباً من سيطرة قلبه قائلاً بنبره متجهمه …
يوسف : ماشى يا “ورد” … حضرى الأكل …
تلاشت إبتسامتها تدريجياً وهى تراه يبتعد عنها بتلك الصورة ، شعرت بغصه فى حلقها فهى لم تتوقع أن تكون تلك خطوته ، أن ينفر منها لهذا الحد …
شعرت بفرض نفسها عليه بصورة جعلتها تشمئز من نفسها ، قبض قلبها وتهدجت أنفاسها بضيق بالغ لتمنع تلك العبرة من السقوط ، لقد حاربت نفسها لأجله ، رفضت كل شئ وتقبلته هو فقط …
يجب أن تهرب قبل أن يرى ضعفها ، ستظهر عدم تأثرها … يجب أن تكون لا تهتم …
أومأت رأسها بخفه قبل أن تسحب روبها المعلق لترتديه تخفى أثار إزلالها أمام نفسها وخرجت مسرعه من الغرفه فقد أمسكت دموعها ألا تخونها بقوة حتى خرجت من الغرفه …
وضعت كفها فوق فمها تمنع تلك الشهقه الحزينه من الخروج محاوله ضبط تنفسها ضاغطه بقوة بعينيها حتى لا تذرف الدموع ويلاحظوا ما أحل بها …
تمالكت نفسها قليلاً وإتجهت نحو المطبخ تحضر له الطعام وهى تلوم نفسها بشدة فياليتها لم تفكر بمبادرته من تلقاء نفسها …
هوى “يوسف” بجسدة فوق الفراش محاولاً السيطره على قلبه المتمرد المعلن حبها ..
يوسف: مش قادر … مش عارف أعمل إيه .. بحبك ومش قادر أقرب .. ولا قادر أبعد ….
إنتهت تلك الليله الحزينه بتناول “يوسف” الطعام بدون شهيه مطلقاً ليهرب مدعياً النوم كالعاده على الأريكة حتى يتجنب عيناها المتسائلتان عما بدر منه منذ قليل ….
تطلعت نحوه لفتره تظن أنه قد خلد للنوم ليجول بخاطرها تساؤل وحيرة …
” هو للدرجه دى لسه زعلان من يومها معقول !!!! … لدرجة إنه يبعد عنى بالصورة دى ؟!!! … أنا مش فاهمه ..؟؟؟!”
____________________________________
اليوم التالى …
استيقظ “يوسف” مبكراً للغايه ناظراً نحو تلك النائمه بهدوء بنظرات معتذره ليهم بالخروج بتعجل قبل أن تستيقظ ويرى عيناها المعاتبتان مرة أخرى …
توجه إلى الشركه التى لم يأت موظفيها بعد ليبقى بمكتبه حبيس أفكاره التعيسه …
يوسف: ما أنا لو أقدر أشيل كلام طليقها ده من دماغى …!!!.. أوووف كان لازم كلامه يرن فى ودانى ويفكرنى … يااه … تعبت ….
إنتبه لرنين هاتفه برقم “عبد المقصود” ليضيق عيناه بإستراب من هذا الإتصال المبكر للغايه …
يوسف: السلام عليكم …
ابو ورد بإعياء : وعليكم السلام …
يوسف بقلق : حضرتك كويس يا عمى محتاج حاجه …؟!!
ابو ورد: عايز أشوفك ضرورى يا “يوسف”…
يوسف: طبعاً .. أنا قدامى ساعه بالكتير أستأذن بس من الشركه وأبقى عند حضرتك ..
ابو ورد: منتظرك .. إن شاء الله ….
أقلقته تلك المكالمه للغايه فـ”عبد المقصود” لا يحدثه بالهاتف إلا للضرورة ، وطلبه له بهذا الشكل يوحى بأمر عظيم قد حدث ليردف بقلق عارم …
يوسف : ربنا يستر .. شكله تعبان أوى … حتى إمبارح كان نايم من المخدر إللى بياخده من كتر الألم …
____________________________________
شقه يوسف …
بطبعها المتسامح ونظرتها المتفائله للأمور شردت “ورد” قليلاً بما حدث بالأمس قائله لنفسها تبرر رد فعله بتجنبها بتلك الصورة …
ورد : يمكن لسه خايف ليضايقنى … مش عارفه ؟!! .. أنا بجد حبيته ونفسى أشوفه مبسوط .. والدنيا تبقى طبيعيه بينا .. على كل حال نستنى شويه أكيد كل حاجه حتتصلح ….
أقوم بقى أروح لبابا كفايه مشفتهوش إمبارح ولا عرفت أطمن عليه ….
شعرت بالرضا لهذا السبب الذى بررت به موقف “يوسف” معها لتنهض من جلستها لتبدل ملابسها وتتجه للمستشفى للإطمئنان على والدها …
____________________________________
المستشفى ….
فور أن تحصل “يوسف” على وقت أسرع بإتجاه المستشفى القريبه من الشركه كما طلب منه “عبد المقصود” …
دلف للغرفه متناسياً أفكاره وتخبطه وقد رسم إبتسامه على ثغرة لمقابله هذا الرجل الطيب ..
يوسف: السلام عليكم .. أخبارك إيه يا عمى …؟؟
ابو ورد: الحمد لله يا إبنى … أقعد يا “يوسف” …
كانت ملامح “عبد المقصود” تتسم بالجديه التامه وبعض الاقتضاب ليسحب “يوسف” المقعد بالقرب من “عبد المقصود” متسائلاً بقلق وهو يتخذ مجلسه فوق المقعد …
يوسف : خير يا عمى … فيه إيه … شكلك فيه حاجه … قلقتنى …!!!!
إعتدل “عبد المقصود” بإعياء مستكملاً حديثه بجديه تامه …
ابو ورد: أنا جايبك النهارده عشان أكلمك فى موضع ضرورى … أنا خلاص حاسس إن أجلى قرب وكان لازم أتكلم معاك …
يوسف : بعد الشر على حضرتك يا عمى … ربنا يديك الصحه وطوله العمر …
أبو ورد : إسمعنى بس …
___________________________________
بهذا التوقيت كانت “ورد” قد وصلت بالفعل إلى المستشفى صاعدة درجات السلم لزيارة والدها بغرفته دون علمها إطلاقاً بأن والدها طلب مقابله “يوسف” وهو معه الآن يتحدثان سوياً …
إتخذت خطواتها بخفه بهذا الرواق الطويل حتى وصلت للغرفه والتى سرعان ما إنتبهت لصوت “يوسف” بالداخل …
وضعت كفها فوق المقبض لتدلف للداخل حين إستمعت مصادفه لحديث والدها الذى لا يعلم بوجودها بعد ..
ابو ورد: أنا عارف يا إبنى أنى أنا إللى طلبت منك تتجوز “ورد” عشان تاخد بالك منها وتحميها … وإن إنت بترد لى الجميل إللى عملته معاك ….
يوسف بإمتنان : حضرتك إللى عملته معايا مكنش حاجه بسيطه …
توقف بها الزمن وهى تستمع لما تفوه به والدها للتو …
تراجعت لخطوات بصدمه غير مصدقه إطلاقاً أن والدها قد فعل بها هذا ، لم حط من قدرها بهذا الشكل …؟!! لم فرضها بالقوة على “يوسف” …؟!!
فهذا هو سبب نفوره منها وتجنبها … فزواجه منها ما كان إلا رداً للجميل ، لم يكن حباً على الإطلاق …
الآن قد فهمت … أننى لا أساوي حباً … بل واجب مفروض …
عادت بطريقها الذى لا تبصره بتلك الغشاوة التى طغت فوق عينيها فإنهمرت دموعها بألم ، صدمه قاسيه لقلبها الذى عشقه لتمزق روحها مرة أخرى …
___________________________________
المستشفى …
بقناعه حقيقيه أوضح “يوسف” أن قبوله زواجه من “ورد” ليس فقط رداً للجميل بل لعشق دب بقلبه تجاهها …
يوسف: لكن يا عمى أنا متجوزتش “ورد” عشان رد الجميل بس … أنا فعلاً حبيتها …. وعايز أكمل معاها .. منكرش على حضرتك إن موضوع جوازها الأولانى ده كان عاملى مشكله نفسيه فى الأول ….
قاطعه ابو ورد: موضوع جوازها الأولانى ده كان فرض منى عليها .. عايزك تنساه وتخليها هى كمان تنساه …. أنا جايبك مخصوص هنا عشان الموضوع ده …
بإستراب شديد تسائل “يوسف” ..
يوسف: جايبنى عشان موضوع جوازها …؟؟؟!!!
ابو ورد: لأ … عشان “حسام” وأمه … أينعم أم “حسام” كانت مراتى … بس هى خدعتنى وفهمتنى إن “محمد” إبنى … لكن خدعتنى وكذبت عليا وطلع مش إبنى وأنها أخدته من أمه الحقيقيه وفهمتنى أنه إبنى … كمان يوم ما فهمتنى إن ابنها راجل كويس وطلع زيها كداب ومخادع … كل همهم إنهم ياخدوا فلوس “ورد”…
إندهش “يوسف” من سيل الحقائق التى يقذف بها “عبد المقصود” بوجهه …
ألهذه الدرجه شر النفوس … أن تأتى بطفل ليس بولدها وتدعى ذلك طامعه بحصولها على مالهم …
يوسف: يا ساتر يا رب .. يعنى “محمد” مش إبنك ….؟؟!!!!! معقوله دى …
ابو ورد: للأسف … “محمد” مش إبنى .. لكنه طفل برئ “نجاح” المربيه حتاخد بالها منه … إللى أنا جايبك عشانه دلوقتى … “حسام” وامه … كانوا عايزين يعملوا أى حاجه ويوقعوا “ورد” ويضحكوا عليها عشان يرجعوها تانى لـ”حسام” وياخدوا فلوسها عشان كده طلبت منك تتجوزها بعد العِده على طول …. وسافرت أنا وهى من غير ما حد يعرف عشان تعدى أيام العِده وميعرفوش يوصلوا لها …
يوسف: عشان كده سافرت إسكندريه إنت و”ورد” ..؟
ابو ورد: أيوة … خد بالك أوى يا “يوسف” “حسام” وأمه دول خبثاء … فيهم شر وحقد … عايزك كمان تخلى “ورد” تحرص منهم دول عندهم إستعداد يعملوا أى حاجه تأذى “ورد” …
بوعد حقيقى نابع من قلبه أردف “يوسف” بقوة وجسارة …
يوسف: متخفش يا عمى “ورد” فى قلبى وفى حمايتى وعمر ما حد حيقدر يأذيها أبداً وأنا موجود …
تنفس “عبد المقصود” براحه بعد أن أوضح كل شئ لـ”يوسف” وإطمئن بوعده له بالحفاظ على إبنته فهو رجل صلب وقادر على الإلتزام بوعده ..
ابو ورد: الحمد لله .. أنا كده إرتحت …
أنهى “عبد المقصود” وصيته ليخلد لراحته فيما عاد “يوسف” لعمله مرة أخرى …
____________________________________
شقه يوسف …
بصمت ملفت للنظر وملامح صامته متجهمه دلفت “ورد” إلى داخل الشقه متجهه نحو غرفتها مباشرة وسط تعجب ام “يوسف” و”دعاء” لتدير “دعاء” وجهها تجاه والدتها متسائله بإستراب عن ضيق “ورد” الشديد …
دعاء: هى “ورد” مالها يا ماما ….؟؟
ام يوسف: يمكن تعبانه ولا حاجه يا بنتى …!!!
دعاء: يمكن .. أدخلها أطمن عليها …؟!!!
ام يوسف: سيبيها ترتاح شويه وبعدين إدخلى لها .. هى أكيد زعلانه على باباها ما هى كانت عنده فى المستشفى …
دعاء:ربنا يشفيه … “ورد” تستاهل كل خير والله …
ام يوسف: أه والله يا بنتى … ده لو “يوسف” كان لف الدنيا بحالها مكنش حيلاقى زيها أبداً …
أغلقت “ورد” باب غرفتها من خلفها لتستند عليه بإستسلام لكل تلك الأشواك التى لا تنتهى من حياتها ، متى ستشعر بالفرح مثل بقيه الفتيات … هل كتب عليها الشقاء بحياتها وان كل حظها بالدنيا تمثل بملامحها الجميله فقط ..
ليتهم يعلمون أنه ليس كل ما هو جميل بالخارج هو بالطبع جميل من الداخل … ليتها لم تكن بهذا الجمال وتكون سعيده راضيه ..
صدق من قال أن للكل نصيب متساوٍ فى الدنيا لا ينقص من أحد شئ عن الآخر لكن تختلف قسمته ….
تهدلت ملامحها بحزن وهى تحدث نفسها التعيسه …
” يعنى كان رد للجميل … محبنيش أساساً !!!! … تانى يا بابا .. تانى تظلمنى … وتظلمه هو كمان معايا … هو أكيد مجبر عليا … بس كفايه كده .. مينفعش يتحملنى وأكون حمل زياده عليه هو ميستحقش كدة … لازم يشوف حياته ويحب ويتجوز بجد مش يتربط نصيبه بواحده ولا عايزها ولا بيحبها لمجرد رد الجميل وبس …”
يكفيها أن تشعر بسعادته فهو إنسان رائع يستحق ذلك ، لقد أحبته بالفعل لدرجه أن تضحى بسعادتها بقربه لأجل سعادته ولو كان ذلك على حساب فراقه للأبد …
إنهمرت دموعها لمجرد تفكيرها بالبعد عنه وأن أخرى سيكون محلها بقربه زوجه له ، لكنها لن تكون بتلك الأنانيه فعليه أن يحب ويتزوج ويسعد بحياته وعليها التضحيه لأجله …
” هو كان كويس أوى معايا … مينفعش أنا كمان أكون أنانيه بالشكل ده …. لازم لما ييجى أحط النقط على الحروف ….”
___________________________________
شركة الأقصى …
ظل لساعات يفكر بحديث “عبد المقصود” له ليفاجئ بمن يقطع أفكاره مهللاً بصخب …
شريف: أنا جيت … وحشتنى يا أخى الشويه دول …
بتفاجؤ بعودة “شريف” بتلك السرعه من سفرته أردف “يوسف” متحمداً على سلامته …
يوسف: شريف ….!! حمد الله على السلامه .. جيت إمتى …؟؟
شريف: إمبارح بالليل …
يوسف: ها … وعملت إيه …؟؟
مد “شريف” كفه الأيمن أمام مرأى “يوسف” مردفاً بإبتسامه واسعه وحماس مفرط …
شريف: مش شايف الدبله منوره فى إيدى إزاى …
يوسف: أه صحيح .. مبروك … و حددتم معاد الفرح …؟؟!!
شريف: إن شاء الله كمان شهرين تقريباً ….
يوسف: وحتعملوة فين بقى …؟؟
شريف: لا هنا طبعاً .. عشان أهلنا كلهم هنا …
يوسف: كويس عشان أقدر أحضر الفرح …
توقع “شريف” أن خبر خطبته سيسعد “يوسف” كثيراً ، لكن ردوده المقتضبه وملامحه المتجهمه أثارت فضول “شريف” كثيراً ليتسائل بإنزعاج …
شريف: مالك …. حاسس إنك مش مبسوط كدة ….؟!!!
يوسف: أبو “ورد” تعبان أوى … كنت لسه عنده فى المستشفى … طلبنى مخصوص عشان يوصينى على “ورد” و …..
شريف: و … إيه … !!! مالك وقفت كلامك كدة …؟!!
إنتبه “يوسف” حين بدأت كلمات “عبد المقصود” تتردد مرة أخرى بعقله محاولاً ربط بين بعض الأحداث بعضها البعض …
أخذ يتحدث بكلمات مشتته لم يستطع “شريف” فهم مقصده منها …
يوسف: “حسام” عايز يأذى “ورد” ..!!! … وممكن يحاول يعمل أى حاجه عشان يرجعها …. !!!!!!
إتسعت عينا “يوسف” بذهول مكرراً كلماته بشرود …
يوسف : يرجعها …….؟!!! يعنى ممكن يكدب عادى … يعنى يضحك عليا بكلام محصلش …..!!!!
يبدو أنه أخيراً فهم مقصد هذا الدنئ بتلك الليله ، فما كان ناصحاً بل مفسداً زيجتهم لنزع “ورد” منه ، نعم … هو فعل ذلك ليعيدها إليه …
نهض “يوسف” بقوة وقد علت عيناه نظرات غاضبه وهو يكور قبضه يده بإنفعال قبل أن يخطو بضع خطوات لخارج المكتب وسط هتاف “شريف” به …
شريف: ايه إللى حصل …. يا “يوسف” … إنت رايح فين ….؟؟
أجابه “يوسف” دون النظر إليه وهو يخرج بعجاله بخطوات تميل للركض …
يوسف: رايح أتأكد من حاجه .. ويا ويله منى لو كان كدب عليا ..
بثوان كان “يوسف” قد غاب عن ناظره ليتمتم بعدم فهم …
شريف: هو مين ده ؟!! .. هى إيه الحكايه بالضبط …؟!!!
____________________________________
لم يكن من الصعب على “يوسف” التوصل لعنوان إقامه “حسام” ليتجه نحو شقته مباشرة فلن يتركه اليوم دون أن يتأكد من كل شئ تخبط به بأيامه السابقه …
شقه حسام …
بعقل غير واعٍ جلس “حسام” يسند رأسه للخلف بعد تناوله لتلك الجرعه المخدرة مستمتعاً بنشوة لحظيه إثرها …
إنتبه بتثاقل لطرقات عنيفه فوق باب شقته ليستند بترنح عدة خطوات حتى يتحرك نحو باب الشقه فربما تكون والدته قد عادت …
جحظت عيناه بتخوف وهو يرى “يوسف” يقف ببابه تعلو عيناه تلك النظرات الغاضبه يكاد الشرر يخرج منهما ليفزع “حسام” برؤيته متراجعاً لعدة خطوات للخلف هارباً من “يوسف” ….
لم يكن الإمساك به من الصعوبة على “يوسف” ليقبض مقدمه ملابس بين قبضته القويه ثم يدفع به تجاه الحائط بقوة ليصطدم ظهره النحيل به متأوهاً بتألم …
رؤيته يتهرب منه بتلك الصورة أيقن بداخله أن هذا الفأر ما هو إلا كاذب مفترى على “ورد” ، كيف سمح له ولنفسه بتصديق هذا الإدعاء المجحف عليها وعلى شرفها …
دنا “يوسف” بقوة من “حسام” حتى شعر الثانى بضئالته أمامه متيقناً أن حتى هواء تنفسه الحار يشعر به “حسام” بقوة …
تحجر ريقه بتخوف وعلت عيناه نظرات هلعه مما سوف يفعله به هذا القوى حين إحتدت عيناه بقوة ولاحت ببريق غاضب أطاح بتماسك “حسام” حين بدأ “يوسف” بالصراخ به بغضب …
تحول “يوسف” بلحظه لشخص مخيف للغايه تفاجئ بنفسه يخرج هذا الكم الغاضب بصوت هادر لخداع هذا الدنئ له ليردف بحدة …
يوسف : أنت يا كداب يا **** … إزاى تقولى كده على “ورد” …. إزاى جت لك الجرأة حتى … إنطق …؟؟
شعر “حسام” بالإختناق من إحكام قبضه “يوسف” حول ملابسه المحيطه بعنقه وأيقن بهلع أن “يوسف” سيقتله الآن بعد تأكد كذبه لينهار معترفاً بكل شئ ليحفظ حياته التى ستضيع بين قبضه هذا القوى الشرس …
حسام بتلعثم : كان ااا …. كان … لازم أقولك كده أنا .. أنا كنت عاوزها … كنت … عاوز أرجعها تانى .. هى عجبانى … وخصوصاً إن محصلش بينا حاجه … و زى مانت عارف هى لسه بنت .. أنا معرفتش ألمسها يوم دخلتنا … أنا … أنا …. حصلت ظروف ومقدرتش … بس أنا كنت عايز أرجعها تانى … لقيتك حتتجوزها .. مكنش فيه حل تانى قدامى إلا أنى أتبلى عليها كده ….. عشان تطلقها و أرجعها أنا ليا .. بس أنت مطلقتهاش !!!! … مع كل إللى قلتهولك ده .. إنت مطلقتهاش !!!!! … وسكت بعدها لأنى إتأكدت إنك أكيد عرفت إنها بنت ومحدش لمسها ….
صدم “يوسف” من كم هذه الحقائق التى تظهر أمامه بصورة مفاجئة صادمه ومفرحه فى نفس الوقت … كما صدم من كذب هذا المحتال عليه وجعله يبتعد عن محبوبته كل هذا الوقت …
تركه “يوسف” بغضب دافعاً له بقوة ليسقط “حسام” على الأرض مرتعباً يتابع “يوسف” الذى خرج مسرعاً من شقته ليهرع بإتجاه الباب يغلقه بقوة خوفاً من عودته …
___________________________________
إحساس مضطرب غريب إجتاحه بين نشوة وفرحه ملأت صدره فلا شئ سيعوقه الآن أمام حبيبته فكل ما عرفه عنها ما هو الغا مجرد إفتراء وكذب …
بالطبع كان لابد وأن يتوقع ذلك فكل ما فيها يوحى بالصدق والعفه ….
كيف صدق هذا المحتال !!!! … لكنه الآن .. يجب أن يعترف لها بحبه المتيم … فهو لا يعشق سوى “ورد” …. آن الأوان لنفض هذه الأشواك التى جرحتهم وعليهم البحث عن السعاده …
____________________________________
حسام …
أسرع “حسام” ومازال الخوف يعلق بروحه يتصل بوالدته يخبرها بما حدث مع “يوسف” ..
حسام: أيوة يا ماما .. يوسف كان هنا …
ام حسام: هنا … هنا بيعمل إيه … وعملت معاه إيه …؟؟؟
حسام: أنا خفت منه أوى … وقلتله أنى …. كذبت عليه …
ام حسام: لاااااااا … ده كده صعبها علينا أوى … أنا جايه لك …
حسام: ماشى مستنيكى ..
أغلق “حسام” الهاتف مع والدته وتوجه مسرعاً نحو زجاجاته الملقاه يبحث عن ملذاته هرباً من إرتعابه مما حدث مع “يوسف” وأخذ يشرب من إحدى الزجاجات بشراهه حتى أصبح سكيرا فى اللاوعى غير مدركاً لما يحدث حوله ….
____________________________________
يوسف …
سار بطريقه عازماً على إصلاح ما أفسده بسبب هذا الحقير المدعو “حسام” ، فاليوم سيسترد حياته وزوجته بعدما أدخل عديم الأخلاق هذا الشك بقلبه ناحيه “ورد” ، سيطلق العنان لقلبه وكفى …..
____________________________________
شقه يوسف …
إنتظرت “ورد” مرور الوقت البطئ حتى يعود “يوسف” إلى البيت فى المساء لتضع حد لما فعله والدها مع “يوسف” ..
هذا الشخص ذو المروءة والاخلاق حافظ الجميل يجب ألا يظلم لأكثر من ذلك بسببها وبسبب طلب والدها ، فحياءه منعه من الرفض وما أخذ بسيف الحياء فهو باطل وهى لن ترضى بذلك …
وصل “يوسف” إلى البيت محملاً بشوق أخفاه بقلبه لفترة طويلة ، هرول مسرعاً نحو شقتهم غير قادر على الإنتظار أكثر من ذلك …
دلف ناهجاً لخطواته المتسارعه ليجد والدته وأخته “دعاء” بغرفه المعيشه لتندهشا لعودته بمثل هذا الوقت ….
ام يوسف: إيه ده …. إيه إللى جايبك بدرى يا “يوسف” …. ؟؟ أنت تعبان ولا حاجه ….؟؟
يوسف: أبداً يا ماما .. أنا بخير .. أمال فين “ورد” ….؟؟
ام يوسف: فى الأوضه جوة يا بنى .. باين عليها تعبانه ولا حاجه …
يوسف بقلق: تعبانه .. ليه مالها …؟؟
دعاء: مش عارفين والله يا “يوسف” … إدخل شوفها وإطمن عليها …
أومئ بخفه إيجاباً فهو بالفعل لا يحتمل الإبتعاد عنها لأكثر من ذلك …
توقف للحظه يستجمع رباط جأشه أمام باب غرفتهما ثم أمسك بمقبض الباب بتوتر لهذه المقابله الحاسمه أخيراً بعد عناء طويل …

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أشواك الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى