رواية شاليه الساحل الفصل الأول 1 بقلم محمد محمود
رواية شاليه الساحل الجزء الأول
رواية شاليه الساحل البارت الأول
رواية شاليه الساحل الحلقة الأولى
أنا اسمي شادي كريم.
أنا شاب عندي حوالي 26 سنة، اتولدت في أسرة سعيدة جداً. والدي تاجر كبير وعنده سلسلة محلات. الفلوس يعني عمرها ما كانت مشكلة بالنسبة لي، كل حاجة كنت بطلبها بلاقيها الحمد لله.
كل طلباتي مجابة حرفياً، طلعت طبعاً متدلع ومغرور شوية، وشايف نفسي على اللي حوالي، لكني ما كنتش وحش قوي برضه. يعني كنت خفيف الدم والناس بيحبوني. شوية كانوا بيحبوني علشان نفسي، بس الأكترية بيحبوني علشان فلوس أبويا والمصاريف اللي كنت بصرفها عليهم.
بس كان عندي أصحاب الدراسة، دول كانوا أصحاب جد من غير أي مصالح. كنت بحبهم وبيحبوني قوي، وكنا مش بنفارق بعض أبداً، حتى في الدراسة كنا دايماً في نفس الفصل. ولما اتخرجنا من المدرسة ودخلنا الكلية، دخلنا نفس الكلية وهي كلية التجارة.
إحنا ما كناش شاطرين أوي، لكن ما كناش فاشلين برضه. كنا بين البنين، يعني بننجح بس مش بمجموع كبير.
والدي كان واعدني بهدية كبيرة لو اتخرجت من الجامعة. أصحابي كانوا بيقعدوا يتريقوا عليا ويقولوا لي يا ترى أبوك هيجيب لك إيه؟ عربية؟ طب هو بيجيب لك كل سنة عربية فعلاً! يا ترى شقة؟ طب ما أنت عندك شقة تمليك على النيل باسمك من زمان! فلوس في البنك؟ طب ما هو حط لك مبلغ محدش يحلم بيه! سفرية لبرا البلد؟ طب ما هو كل سنة بيصفرك بلد شكل!
طبعاً لأنك ابن وحيد، ما فيش حاجة بتبقى ناقصة عليك.
أنا كنت محتار زيهم بالضبط، وكنت بقول لنفسي يا ترى والدي هيجيب لي إيه هدية التخرج من الجامعة؟ أكيد هدية كبيرة طبعاً. وفعلًا بعد النجاح، جات لي الهدية اللي عمري ما جالي زيها قبل كده.
لقيت بابا بيديني سلسلة مفاتيح، قولت له: “مفاتيح إيه دي؟” قال لي: “دي مفاتيح الشاليه اللي اشتريته لك في الساحل الشمالي.” نطيت من الفرحة وخدت أبويا بالحضن، وقعدت أبوس فيه وأنا بشكره على الهدية الجميلة دي.
حقيقي كان نفسي فيها من زمان، كنت نفسي يكون عندي شاليه على البحر لأني طبعاً بحب البحر جداً، وكل سنة باخد الإجازة كلها مصيف. أنا كنت بصيف في قرى سياحية وفنادق، لكن عمري ما كان عندي شاليه بتاعي أنا.
وأول ما سابنا أبويا، اتصلت بأصحابي محمد وعلي وأسامة، وقلت لهم: “تعالوا لي حالاً، عندي مفاجأة!” وبعد نص ساعة كانوا التلاتة قدامي، وأنا بقول لهم: “اعملوا حسابكم، هتصيفوا على حسابي السنة دي.”
ضحك علي وقال لي: “إزاي يا شادي؟ هتأجر لنا قُوَض في فندق؟” قال محمد: “لا يا جدعان، ده هيأجر لنا شقة في عمارة على البحر!” قال أسامة: “ده كده هيأجر لنا كبينة في قرية سياحية.” ضحكت وقلت لهم: “كبينة إيه وفندق إيه وعمارة إيه؟ أنا عازمكم على الساحل الشمالي في الشاليه بتاعي، في أحلى قرية فيك يا ساحل.”
صفر علي وقال: “يا بني، شاليه مرة واحدة؟!” وقال محمد: “جبته منين ده؟” وقال أسامة: “من إمتى عندك شاليه أصلًا؟” قلت لهم: “ده هدية نجاحي من أبويا يا شحاتين!” ودلوقتي اعملوا حسابكم، من بكرة تلموا حاجتكم ونطلع مع بعض، نقضي الصيف كله في أحلى حتة في مصر.
وفي اليوم التالي اتقابلنا أنا وأصحابي، وركبنا عربيتي وطلعنا على الساحل الشمالي. وصلنا وسألت على العنوان وما توهتش، لأن القرية كانت مشهورة جداً، والشاليه بتاعي كان في مكان مميز على البحر مباشرة.
وقفنا بالعربية قدام الشاليه، ونزلنا أنا وأصحابي نتفرج عليه. الشاليه كان كبير، دورين وفيه غرف كتيرة، وكان مفروش فرش فاخر جداً، وفيه كل حاجة ممكن نحتاجها، حتى الأكل. والدي كان عامل حسابه ومالي التلاجة أكل من كل صنف ولون.
الفراش اللي عندنا جه وإحنا بنتفرج، ورحب بينا وقال لنا إنه اسمه “رجب” وإنه تحت أمرنا. شكرته واديته إكرامية كبيرة وأخدت رقمه، وبعدها كملنا فرجة على الشاليه. أصحابي انبهروا جداً بالشاليه.
قال محمد: “ده شاليه جميل أوي يا شادي!” وقال أسامة: “عمر ما شفت شاليه بالجمال ده!” ضحك علي وقال له: “يعني إنت كل يوم بتشوف شاليهات يا حبيبي؟!” ضحكنا كلنا، وقلت لهم: “من النهاردة اعتبروا الشاليه بتاعكم، اعملوا فيه اللي أنتم عايزينه. هنقضي هنا أحلى أيام حياتنا.”
قالوا لي: “ربنا يخليك لنا يا شادي، يا اللي مدلعنا ومزبطنا!” قلت لهم: “طيب يلا نغير وننزل البحر!” قالوا لي: “طبعاً، يلا بينا!”
غيرنا ونزلنا البحر، وفضلنا نلعب ونعوم طول اليوم. اليوم كان جميل جداً، خصوصاً إن الشاطئ كان هادي وما فيهوش ناس كتير، لأنه خاص بأصحاب الشاليهات بس. وكمان إحنا كنا لسه في آخر شهر خمسة ودخلين على شهر ستة. فضلنا نعوم ونلعب على الشاطئ طول النهار لحد ما تعبنا. فرجعنا الشاليه، أكلنا واستريحنا شوية، وبالليل نزلنا تفسحنا في البلد وتفرجنا عليها شوية.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شاليه الساحل)