روايات

رواية أشواك الورد الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم قوت القلوب

رواية أشواك الورد البارت الحادي والعشرون

رواية أشواك الورد الجزء الحادي والعشرون

أشواك الورد
أشواك الورد

رواية أشواك الورد الحلقة الحادية والعشرون

•• سقط الحصن …••
فى صباح اليوم التالى …
حين يشرق فجر جديد يلوح فى الأفق ملوحاً بتسلل هذا الإحساس بالأمان والطمأنينة التى غابت لشهور طويله …
برغم بقائها بغرفه واحده مع شخص غريب عنها إلا أن إحساسها بالأمان تجاهه تخلل بإحساسها بعد تصرفه معها وتداركه لخوفها بليله الأمس …
إستيقظت “ورد” تشعر بإنقباض عضلاتها بتألم لنومتها الغير مريحه بهذا الفستان الضخم …
دارت بعينيها لتدرك أنها ليست بالغرفه بل إنتبهت أنها مازالت بالفندق ، إعتدلت بجلستها تبحث بعينيها عن “يوسف” الذى غاب تماماً عن المشهد فالغرفه خاويه تماماً …
أسدلت قدميها لتتجه نحو حقيبتها الصغيرة الموضوعه بالخزانه لتخرج منها فستان وردى مموج باللون الأصفر الهادئ لتبدل ملابسها بعجاله قبل عودة “يوسف” …
نظرت من نافذة الفندق تتابع الماره هنا وهناك حتى إستمعت لطرقات خفيفه على باب الغرفه ثم دلف بعدها “يوسف” وهو ينحى عيناه جانباً للحظه قبل أن تسقط نظراته على تلك الياقوته المتوهجه أمام عينيه …
تطلع نحوها بتحسر فبعض الأحيان يكون الجمال نقمه وليس نعمه … فياليتها كانت فتاه عاديه لا تتمتع بكل هذا الحسن والبهاء …
تقدم لبضع خطوات وهو يردف بتجهم واضح بنبرته المقتضبه …
يوسف : صباح الخير …
ورد: صباح الخير ..
يوسف: أنا طلبت الفطار وممكن نفطر ونروح لوالدك المستشفى نطمن إنه راح يبدأ العلاج وبعدها أظن مفيش داعى نرجع على هنا ممكن نروح على البيت على طول …
ضمت “ورد” شفتيها بضيق من نفسها لشعورها بالذنب لطريقتها المنفره وخوفها المفرط بلا داعى بالأمس ، فيبدو أنه يشعر بالإستياء من تصرفها الغريب …
أرادت أن تعتذر منه على فهمه الخاطئ لرد فعلها فهو لا ذنب له بتلك المعامله الفظه منها وخوفها بلا سبب لذلك ، طرفت بعينيها بحرج وهى تعتذر منه تحاول توضيح سبب ما حدث ..
ورد: “يوسف” أنا أسفه .. أنا ….
قاطعها “يوسف” فلا داعى لهذا الأسف فحتى لو كانت لم تظن به ذلك فلم يكن ليقدر على معاملتها بصورة أخرى بعد ما علم به من طليقها …
يوسف: مفيش داعى للأسف .. ملهوش لزوم … حضرى نفسك نفطر وننزل على طول …
حزنه وتجهمه زاد بداخلها هذا الشعور بالذنب وأنها إقترفت خطأ جسيم للغايه ، لكن ذلك كان حقاً رغماً عنها ، تهدلت ملامحها بإنكسار فهى لم تكن تود أن تكون سبباً لتلك النظرة الحزينه التى تسيطر على عيناه …
تبعت “يوسف” لتناول إفطارهم أولاً قبل ذهابهم للمستشفى لزيارة والدها والتأكد من أنه سينتظم بعلاجه فلا داعى للتأخير أكثر من ذلك …
____________________________________
المستشفى …
إسترقت النظر من وقت لآخر تجاه “يوسف” خلال طريقهم إلى المستشفى تحاول معرفه سبب صمته الشديد ، أهى أذنبت إلى هذا الحد ، هل كان خطأها جسيم للغايه …
دلفا إلى إحدى غرف المستشفى بعد سؤال عن والدها ليجداه ممداً فوق أحد الأسره ينتظر مرور الطبيب به …
تفاجئ “عبد المقصود” بـ”ورد” و”يوسف” بهذا الصباح يقفان أمامه ليرفع رقبته بدهشه متسائلاً بإستراب …
ابو ورد: إيه إللى جابكم كده من بدرى …؟؟
تفوه بالبدايه “يوسف” وقد إتخذت ملامحه أريحيه بخلاف ما كانت عليه من إقتضاب منذ قليل …
يوسف: إزاى بس يا عمى … لازم نطمن على حضرتك و إنك تبدأ العلاج إللى إتأخرت فيه أوى ده …
ابو ورد: كل شئ نصيب يا إبنى …
كانت “ورد” تطالع “يوسف” بشرود تؤنب نفسها بشدة على ما فعلته بليله الأمس حرمها من تلك النظرة الحانيه التى ينظر بها لوالدها الآن ، لتنتبه لسؤال والدها القلق …
ابو ورد: مالك يا “ورد” …؟؟
حركت رأسها بخفه وهى تنتبه له محاوله رسم شبح إبتسامه ضعيفه فوق ثغرها تطمئنه به قائله …
ورد: أبداً يا بابا … سرحت بس شويه …
ابو ورد: خدى بالك من “يوسف” … ده راجل ولا عمرك حتعوضيه … إوعى تزعليه يا “ورد” …
أيوصيها به …؟؟! … هكذا تسائلت بداخلها وهى تنظر تجاه “يوسف” بتحسر على ما سببته له بالأمس فلو بيدها ما أغضبته ولا سببت له ضيق مطلقاً … لتعيد بصرها تجاه والدها مردفه …
ورد : حاضر يا بابا … خد بالك إنت من نفسك … مش عايزاك تتعب تانى …..!!!
بإبتسامه أبويه حنونه أشار إليهم “عبد المقصود” للذهاب قائلاً …
ابو ورد: طيب خلاص إتطمنتوا ؟!!! … يلا إتفضلوا مع السلامه على بيتكم يلا …
أومئ “يوسف” بإبتسامه مجامله لـ”عبد المقصود” وهو يودعه قبل عودتهم لبيتهم لأول مرة …
إتخذا طريقهم بعد خروجهم من المستشفى تجاه بيت “يوسف” هذا البيت الدافئ الذى أحبته “ورد” من أول زيارة لها …
إختلست من وقت لآخر نظراتها تجاهه تتمنى بداخلها لو تجد طريقه للإعتذار بها عن ليله الأمس لكن خجلها وحرجها الشديد جعلها تصمت تماماً طوال الطريق …
____________________________________
شقه يوسف ….
فتح “يوسف” باب الشقه داعياً “ورد” للدخول لتخطو “ورد” خطواتها الأولى ببيتها الجديد ومازالت الرهبه بداخلها ممزوجه بإحساس سعيد ، نعم تشعر بذلك هى ليست قلقه إلى هذا الحد فتصرفه معها بالأمس جعلها تطمئن لوجودها معه …
يوسف : إتفضلى يا “ورد” ….
دلفت إلى الداخل لتجد أم “يوسف” جالسه فوق تلك الأريكه التى تتوسط الصاله الواسعه وتجلس “دعاء” بالمقعد المجاور إلى يسارها …
إنتبهتا تجاه “يوسف” و”ورد” لكن مازال تساؤل ليله الأمس يسبب لهم الضيق ليظهر ذلك جلياً على ملامحهم المقتضبه دون التفوه بكلمه واحده مرحبه بهم …
إبتسمت “ورد” برقه وهى تلقى التحيه بمحبه بالغه تجاههم وقت أن وقعت عيناها عليهم …
ورد: السلام عليكم ..
ضيق ملامحهم كان ظاهر للغايه ليطغى على ردهم الجاف برد التحيه كما لو مجبرين على ردها بلا ترحيب بقدومهم …
“وعليكم السلام …”
ردهم الجاف أثار إرتباك “ورد” لتشعر بغصه لهذا التجاهل وعدم الإهتمام بمجيئهم لتحث نفسها على أنها لابد وقد فهمت رد فعلهم بصورة خاطئة لتحاول التحدث بود لتتأكد أن كل شئ على ما يرام …
ورد: إزاى حضرتك يا طنط …؟!!!
زمت ام “يوسف” شفتيها بضيق واضح وهى تجيب تساؤل “ورد” بنفس الجفاء الذى شعرت به “ورد” منهم …
ام يوسف : الحمد لله .. نورتوا …
لتحلقها “دعاء” بمباركتها بنبره جافه أيضاً …
دعاء : مبروك …
قلبت “ورد” نظراتها بين أم “يوسف” و”دعاء” بغصه علقت بحلقها فشعورها بتعاملهم الجاف معها سبب ضيق بالغ بنفسها فليست تلك المعامله التى تعاملوا بها معها بزيارتها السابقه لتنكس رأسها بضيق متسائله بداخلها “ترى ما سبب ذلك الجفاء الذى يعاملونها به ..؟؟”
لاحظ “يوسف” أيضاً هذا السلوك المغاير عن طبعهم وأن هناك شئ ما جعلهم يتعاملون معها بتلك الصورة القاسيه والغير مفهومه بالنسبه له ليقطع صمتهم بإبتسامه تجاه “ورد” قائلاً ..
يوسف: تعالى يا “ورد” شوفى الأوضه … وإرتاحى شويه لو حبيتى …
بإيمائه خفيفه تبعته إلى الداخل لتدلف لغرفتها الجديده حين إستأذن منها “يوسف” قائلاً ..
يوسف: خدى راحتك … أنا حقول حاجه لماما دقايق وراجع على طول …
تركها “يوسف” بغرفتهما لتضع حقيبتها الصغيرة أمامها تفرغ محتوياتها بتجهم بينما إتجه “يوسف” لوالدته وأخته ليتفهم منهم عن سبب تلك المقابله الجافه لـ”ورد” منذ قليل …
دنا “يوسف” بالقرب منهما وهو يخفض من صوته بضيق خوفاً من أن تشعر “ورد” بإستيائهم وسماع مناقشتهم …
يوسف: مالكم فيه ايه ..متغيرين ليه كده ….؟
تطلعت ام “يوسف” أولاً تجاه غرفته قبل أن تعود هامسه بعتاب …
ام يوسف: إنت مقلتلناش ليه إنها متطلقه يوم فرحها …!!!!!!!
هنا إستطاع فهم سبب تغير معاملتهم معها وضيقهم من الأمر ليجيب بإنفعال ومازال يتحدث بتلك النبرة الهامسه حتى لا تشعر بهم “ورد” ….
يوسف: عشان متحكموش عليها نفس حكمكم ده دلوقتى !!!! … دى تجربه وفشلت مش حتفضل عايشه فيها العمر كله …!!!!
أردفت والدته بحرج شديد فهو بالتأكيد معه الحق …
ام يوسف: أيوة بس …!!!
إستطرد “يوسف” موضحاً بإنفعال وقد بدت علامات الإستياء جليه فوق محياه بقوة …
يوسف: دى حياتى يا ماما ….. وأنا إللى إخترت “ورد” … ولا إنتى مش واثقه فى حكمى وإختيارى …؟!!!!! ده كفايه إنها بنت ابو “محمد” …
شعرت ام “يوسف” بتسرعها بإلقاء أحكام على “ورد” دون فهم لتردف بتفاهم وإنصياع لرغبه ولدها الذى تثق به وبإختياره ….
ام يوسف: إللى تشوفه يا إبنى طالما اغنت مرتاح خلاص …
لينهى “يوسف” هذا النقاش بحزم شديد فلا داعى لتلك الأحكام المسبقه دون وجه حق …
يوسف: يا ريت منفتحش الموضوع تانى …
ام يوسف: خلاص يا إبنى المهم راحتك ….
بعد أن أوضح كل شئ لوالدته عاد إلى “ورد” مرة أخرى وهو مازال يحدث نفسه بلوم شديد ….
( إيه بس يا ربى الورطه إللى أنا ورطت نفسى بيها دى !!!! … أعتبرها إيه بس ؟؟!!! … دخلت قلبى وحبيتها … بس فى نفس الوقت مقدرش أستحمل إنها تكون مراتى بعد إللى عرفته ده !!!!! …. ومقدرش أخون أمانه الراجل إللى جميله مغرقنى !!!! … أعمل ايه فى الحيره إللى أنا فيها دى ….؟!!!!!!)
رفعت “ورد” خلصه شعرها التى سقطت فوق عينيها وهى ترتب ملابسها ناظرة تجاه “يوسف” الذى دلف للتو ، تهدج صدرها بقوة وإكتسى وجهها حمرة خجله وقد أقفل باب الغرفه عليهما معاً …
قررت الإعتذار منه عن تصرفها الغير مناسب معه بليله الأمس لتحث نفسها على الحديث قائله …
ورد : “يوسف” … أنا … اااا ….
أخرجته من تفكيره بها بصوتها الحنون وهى تهمس بإسمه بتلك الرقه لتنساب من بين عينيه تلك النظرة العاشقه ليتدارك نفسه على الفور مغمضاً عيناه لوهله ليستفيق من مشاعره تجاهها حتى لا ينجرف نحوها فهو يرفض تماماً وجود إمرأه بمثل هذه الأخلاق فى حياته وتكون هذه هى زوجته وأم أولاده ليهتف بداخله ينهرها بحده …
( فوق يا “يوسف” …فوق .. مهما كانت ومهما حسيت نحيتها فهى فى الآخر متنفعكش …)
ليرتسم عدم الاكتراث والصلابه بحديثه قائلاً ..
يوسف: أيوه .. عايزة حاجه ..؟؟
طريقته المختلفه وجموده الشديد أحزنها للغايه لهذا يجب عليها الإعتذار وتوضيح سبب نفورها وخوفها بالأمس…
ورد: إنت متضايق من حاجه ؟!! … لو عشان …
قاطعها يوسف: لا أبداً مفيش حاجه … وعشان ترتاحى ومتشغليش بالك الأوضه كبيره … حتنامى أنتى هنا على السرير وأنا حنام على الكنبه دى ….
بالتأكيد مازال مستاءاً مما حدث … هكذا حدثت نفسها بضيق لتبتلع كلماتها وتومئ له بالإيجاب تفهماً لرغبته ، ليته يدرك أنها بالفعل لم تقدر أن تكون مثل أى فتاه بليله زفافها وأن كل ما حدث كان رغماً عنها … ليته يدرك ذلك …
ومع ذلك رأت “ورد” أن تركه لها بدون ضغط سيشعرها ببعض الراحه وأن مع الوقت سيصبح الأمر أبسط بكثير لقربهم وعشرتهم سوياً …
____________________________________
بعد بضعة أيام …
ظل الحال بينهما كما هو وتجنب “يوسف” “ورد” تماماً فمازال بقايا حديثه مع “حسام” يقبع بنفسه ويقف حائلاً بينه وبينها …
تخوفت “ورد” كذلك من التعامل مع ام “يوسف” و “دعاء” بشكل كبير فهى لم تعتاد عليهم بعد وظنت أن وجودها معهم يشعرهم بالضيق بعد مقابلتهم الجافه لها فكانت تلتزم ببقائها بغرفتها أغلب الوقت أو أن تذهب للمستشفى لزيارة والدها …
____________________________________
حسام …
بعد زواج “ورد” شعر “حسام” بالخيبه فقد ظن أن مخطط والدته سيجعل “يوسف” يثور على “ورد” ولن يقبل إتمام زواجه منها لكن إستمراره بزيجتهم أحبطه للغايه ولم يجد ما يستطيع فعله فلابد أن كل شئ قد كُشف وظهر عجزه وفُضح أمرة و أمر كذبه على “يوسف” بعد إكتشاف أنه لم يمس “ورد” بتلك الليله فقضى وقته يغيب بعقله بإحتسائه للخمر لينسى أمر فضيحته وكشف ستره …
____________________________________
شركه الأقصى …
ضرب “شريف” مكتب “يوسف” بكفه وقد إتسعت إبتسامته بغبطه هاتفاً بحماس بالغ …
شريف: بارك لى يا “يوسف” ….
يوسف بتجهم : مبروك ..
عقص “شريف” أنفه بإشمئزاز مازح من تجهم صديقه بهذا الشكل المبالغ فيه …
شريف : هو إيه إللى مبروك !!!! ..مش تسأل على إيه طيب …؟؟
يوسف: ما أنا عارف .. باين على وشك أهو …
شريف: هو إيه إللى باين على وشى ….؟؟
أمال “يوسف” وجهه التعيس لتعلو شفتيه إبتسامه ساخرة مردفاً بذكاء …
يوسف: السنيوريتا بتاعتك .. شكلها وافقت إنها تتجوزك ..
رفع “شريف” حاجباه وإتسعت عيناه بإندهاش لإدراك “يوسف” ذلك بذكاءه الفطرى …
شريف: يا إبن الإيه …..؟؟؟ عرفت إزاى ….؟؟ أنا فعلا كنت جاى أقولك أنى مسافر الأسبوع الجاى عشان أخطبها رسمى ….
يوسف: مش بقولك باين على وشك ….
بحديثه الملتف أردف “شريف” متهكماً من حال صديقه قائلاً ..
شريف: والله كل واحد فينا باين على وشه مش أنا بس ….!!!
يوسف: قصدك إيه …؟؟
شريف: إنت فاكرنى مش واخد بالى … إنت متغير ومهموم طول الوقت من بعد الفرح … وأنا مش راضى أسألك عشان مبقاش بتدخل …. بس أنت مش طبيعى خالص … إيه … ندمت …؟؟
أسند “يوسف” جبهته بكفه وهو يضع مرفقه فوق سطح المكتب بتعاسه حقيقه قبل أن يزفر بضيق …
يوسف: فيه حاجات مش قادر أتقبلها خالص .. ومش حقدر أقولك عليها …
شريف: ولو .. أنا فاهم دماغك دى … بس ممكن تفكر من ناحيه تانيه ..
رفع “يوسف” وجهه بإستفهام …
يوسف: إزاى يعنى …؟
شريف: يعنى .. أنت شايف “ورد” عن قرب دلوقتى … هل هى فعلاً زى ما أنت بتظن فى دماغك ولا لقيت إن الواقع مختلف …
بتفكر لبعض الوقت أردف “يوسف” …
يوسف: الصراحه إللى أنا شايفه … إنها إنسانه كويسه ومحترمه ورقيقه وجميله .. بس!!
شريف: أيوة … هى بس دى …!!!! يا أخى إنت إيه دماغك الحجر دى ؟!!!!! … طالما مشفتش منها وحش بتحكم عليها ليه إنها وحشه ؟؟ … إنت ليك إللى إنت شايفه بعنيك وحاسه بقلبك … متضيعهاش من إيدك يا “يوسف” ….
يوسف: بحاول والله …
لكن للحظه مضيئه أنارت طريق مظلم بداخله ترائى له بحديث “شريف” حين قال ( فكر من ناحيه تانيه) وكأنه أبصر شئ لم ينتبه له من قبل …
كيف إستطاع تصديق طليقها بأنه صادق بحديثه ولا يفترى كذباً عليها … أ من المعقول أن يقول بها كلمه حق بعدما إنفصلوا عن بعضهم البعض … ألا يمكن أن يكون هو من يفترى عليها وأنها مظلومه بإدعاءه وطعنها بشرفها وسلوكها …
أما آن الأوان أن يعرف ما حدث معها وسبب طلاقها حقيقه ، فهو الآن له الحق فى ذلك فقط ليطمئن قلبه …
لكن كيف يعرف .. هل يسأل والدها فى ظل حالته الصحيه هذه .. أم يسألها هى عن ذلك .. ولكن كيف ….؟؟؟
أم يتناسى ذلك ويبدأ معها من جديد ببدايه جديده …
____________________________________
شقه يوسف ….
وجودها بمفردها أغلب الوقت بغرفتها أشعرها بملل شديد فقررت الخروج من قوقعتها والإنغماس وسط هذه العائله فربما تسعد بصحبتهم ويسعدوا بصحبتها ….
إتجهت نحو المطبخ حين إستمعت لصوت ام “يوسف” و”دعاء” بالداخل لتقف بباب المطبخ قائله بخجل …
ورد: ممكن أساعدكم …؟؟
توقعت ترحيب طفيف أو ربما تجهم كما كان بمقابلتها معهم بذلك اليوم لكنها فوجئت بجذب “دعاء” لها من مرفقها وهى تخلع عنها مريول المطبخ وتلبسها إياه بطريقه مازحه شقيه …
دعاء: و هو ده سؤال .. تعالى يا أختى تعالى .. المطبخ كله أهو .. أبدعى …
ضحكت “ورد” على مفاجأتها برد فعلها الطريف مردفه بمزاح …
ورد : على طول كده !!!! .. طب إمسكى فيا شويه …؟
دعاء: وأحرمك من شرف دخول المطبخ … لاااا ..
ضحكت “ورد” حقاً من قلبها فتلك الفتاه ظريفه للغايه ، لكن أم “يوسف” نهرت “دعاء” عن ذلك قائله …
ام يوسف: بس يا “دعاء” ..”ورد” لسه عروسه ..
ورد: لا يا طنط أنا بحب كده أوى .. لو مش حضايقكم يعنى …!!!!
ام يوسف: لا يا بنتى تضايقينا إيه .. إحنا بس مش عايزين نتعبك …
شعرت “ورد” براحه لعودة أسلوبهم المحبب المرحب بوجودها لتتعالى ضحكتها عندما صاحت “دعاء” …
دعاء: يا ستى سيبيها …. وحلوا عنى شويه بقى .. خلونى أعيش طفولتى إللى معشتهاش …
أخرج بقى وأتمرجح براحتى …
ضحكت “ورد” بصوت عالٍ مسموع لأول مره لدرجه هى نفسها تعجبت لها ، فهى لم تضحك هكذا منذ زمن طويل …
إندهشت “دعاء” من ضحكات “ورد” العاليه لتردف بخفه ظل …
دعاء: الله …ده أنتى بتضحكى زينا أهو … أيوة إطلعى بقى من دور الرقه والحركات المايعه دى وطلعى “جعفر” إللى جواكى …
ضحكت “ورد” مره ثانيه بقوة حتى تساقطت الدموع من عينيها من كثرة الضحك …
___________________________________
يوسف …
تفكيره الشديد وذهنه الشارد جعله منهك تماماً حتى أصبح غير قادر على إكمال عمله اليوم …
إستأذن للخروج مبكراً والعودة للمنزل للراحه فلا داعى لبقاءه بالشركه فهو غير منتبه لعمله اليوم مطلقاً …
صعد بإتجاه شقتهم ليدلف إلى الداخل مغلقاً الباب من خلفه لكن لم ينتبه لعودته أحد منهم فقد إستمع لصوت ضحكات آتيه من المطبخ جعلتهم لا ينتبهون لعودته مبكراً …
إتجه نحوهم فربما تصيبه عدوى الضحك ويسعد معهم لبعض الوقت فهو بالفعل يحتاج لتلك الضحكه ….
____________________________________
المطبخ …
نظرت “دعاء” بنظرة إشمئزازيه مازحه عاقصه أنفها بقوة وهى تتمعن بالطبقة الذى أعدته “ورد” لطعام الغذاء متعجبه من شكله النهائى فيبدو أن “ورد” لا خبرة لها بصنع الطعام مطلقاً …
دعاء: وأنا إللى قلت أخيراً حرتاح وجت لنا إللى بتحب قاعده البيت !!!! … إيه ده يامه …؟؟؟؟؟!!!
لم تعد “ورد” قادرة على السيطرة على ضحكاتها مع “دعاء” التى لا تكف مطلقاً عن المزاح ، نظرت نحو الطعام متعجبه من رد فعل “دعاء” حين وقعت عيناها عليه …
ورد : ماله بس يا “دودو” ما هو حلو أهو …
دعاء: أستغفر الله العظيم وأما ييجى الجدع من الشغل نأكله إيه بس ..؟!!!!!!
تمايلت “ورد” بدلال وهى ترقق صوتها بنعومه لا تحتاجها مطلقاً فأصبحت شعله للفتنه تطيح بقلوب من يسمعها تتغنج بهذا الدلال والنعومه …
ورد : مالكيش فيه “يوسف” حبيبى حياكله كله عشان عملتهوله بإيدى …
كانت “دعاء” تتابع حديثها مع “ورد” وهى ترى “يوسف” يقف من خلفها بباب المطبخ يتابعهم بإبتسامه عريضه وأعين عاشقه لتلك المتدلله ، أشارت دعاء بكفها تجاه باب المطبخ وهى تردف ..
دعاء: طيب …. أدى الجمل وأدى الجمَّال … إتفضل دوق أنت عمايل إيد مراتك ..
بهتت “ورد” لسماعها “دعاء”تحدث “يوسف” الذى يقف خلفها ليدق قلبها بقوة ضاربه تهدج لها صدرها وهى تشهق بصدمه …
إستدارت ببطء تدعو بداخلها أن تكون “دعاء” مازالت تمزح معها وأنه لم يستمع إليها تتحدث بتلك الصورة الخليعه المتغنجه للغايه …
لكنها وجدته بالفعل يقف أمامها مسلط عيناه البراقتان نحوها بقوة تيبست لها جسدها تماماً وتوهجت وجنتاها بحمرة قاتمه لخجلها الشديد ، تمنت بلحظه أن تنشق الأرض وتبتلعها …
كان “يوسف” يتابع حديثهم المضحك عن الطعام حتى سمع إسمه مقترن بكلمه “حبيبى يوسف” خاصه وهى تتمايل بتلك النعومه والدلال لتسقط حصونه التى ظن أنها قويه راسخه لتتلاعب تلك الناعمه بقلبه كعازف سمفونيه على أوتار قلبه …
قلبه هذا الذى لم يتحمل سيطرته عليه لينتفض بقوة معلناً عشقه المتيم بوردته الرقيقه …
نظرت “دعاء” نحو “ورد” التى إحمر وجهها بقوة لتهتف ساخرة منها …
دعاء : إيه الستات إللى بتتكسف من ا؟جوازها دى !!!!! … عوض علينا يا رب .. أهو جه أهو أكليه بقى يا أختى …!!!!
لكزت “ورد” “دعاء” بمرفقها لتصمت قليلاً فيكفيها حرجاً ما هى فيه …
ورد: بس يا “دعاء” …
إقترب منهم “يوسف” يطالع “ورد” بنظراته الهائمه قائلاً دون أن يثنى عيناه عنها محدثاً “دعاء” …
يوسف : طب إيه رأيك حاكله … ومن غير ما أدوق عارف إنه حيبقى تحفه …
دعاء: ربنا يهنى سعيد بسعيده .. أنا رايحه أشوف ماما ….
تركتهم دعاء بمفردهم لتحاول “ورد” إيجاد مبرر لما تفوهت به منذ قليل وهى تبتلع ريقها بصعوبه وإضطراب شديد ..
ورد: أصل اااا …”دعاء” يعنى … هى إللى بتهزر وكده ..
دنا منها “يوسف” أكثر حتى تلاشت المسافه الفاصله بينهما ومازالت عيناه مسلطتان على زرقاوتيها مستسلماً لعشقه وقلبه الصارخ بحبها قائلاً بهمس ذاب له قلبها وكيانها لتشعر بإرتجاف جسدها بقوة …
يوسف : ومالك مكسوفه ليه كده … إنتى قلتى حاجه غلط ..؟!!!
تحدثت بصعوبه بالغه فقد تلاشت قواها وعلا صوت ضربات قلبها المسموعه لتجيبه بصوت هامس متقطع …
ورد: لا …. بس .. يعنى …
نظر يوسف مطولاً لعيناها الجميلتان ليحدث نفسه بعد أن إنهارت قلاعه التى صنعها بداخله كحاجز بينهما …
( بحبك … بجد .. مش عارف عملتى فيا إيه … حتى الزعل مش قادر أزعل منك ….)
لكن ما تفوه به كان شئ آخر تماماً حين أردف …
يوسف: متفكريش فى الكلام قبل ما تقوليه … قولى إللى أنتى عايزاه على طول … دة بيتك ودى حياتك متخليش أى حاجه تضغط عليكى … أطبخى إللى إنتى عايزاه و إعملى إللى أنتى عايزاه ….
ورد: مش حتضايق …؟؟
يوسف: لأ طبعاً…
تراجعت “ورد” خطوة للخلف تخفى خجلها الشديد من قربه لتضع بعض الطعام بأحد الأطباق قائله …
ورد: طب دوق بقى من غير تريقه …
لكنهم فجأه سمعا صوت “دعاء” تنادى مستغيثه بهم …
دعاء: “يوسف”… ألحق يا “يوسف” ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أشواك الورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى