رواية على القلب سلطان الفصل الرابع عشر 14 بقلم آية العربي
رواية على القلب سلطان البارت الرابع عشر
رواية على القلب سلطان الجزء الرابع عشر
رواية على القلب سلطان الحلقة الرابعة عشر
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت الرابع عشر من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
لا تبتعد … نعم اكرهك … ولكنى احبك .
&&&&&&&&&&&&&
عاد سلطان الى والدته واخبرها بما حدث معه .
اردفت منيرة بحيرة بعدما قررت مسامحته _ يعنى هنروح نعيش هناك فعلا يا سلطان ! … ونسيب هنا ؟ …. طب ازاي ؟
اردف سلطان بشرود _ زى الناس ياما … كدة احسن لنا … لازم ابعد ياما … لازم ابعد علشان اعرف اكمل … هنا حاسس ان فى حبل بيتلف على رقبتى … بعد اللى حصل صعب انى اكمل هنا .
تساءلت بترقب _ طب وسيلين ! … هتسيبها بعد اللى حكتهولي ده ؟
نبض قلبه من نطق احرفها … شرد قليلاً ثم اردف بغموض _ خلاص ياما الموضوع ده انتهى .
اردفت بحزن وحنان _ ايوة يا سلطان بس يابنى دي عايشة وسط تعالب … هتسيبها ازاي وهى لسة على زمتك ! … مش انت اخدت عهد على نفسك تحميها !
نظر لوالدته بعمق ثم اردف وهو يقف ليغادر _ هطلقها ياما .
غادر حتى لا يفضح امره بينما منيرة حزنت على حال تلك الفتاة اليتيمة التى تود احتضانها بحنان .
اما هو فأتجه لنعمان فى محل عمله واخبره بأنهاء الخطبة بينه وبين ابنته ثم غادر دون تفسير الامر مما جعل نعمان يقف مصدوماً مكانه .
رفع هاتفه وهاتف مصطفى الذى اجاب متسائلاً _ ايوة يا سلطان … ازيك .
اردف سلطان بترقب _ انا كويس … ايه الاخبار ؟ ..
اردف مصطفي بهدوء وتعقل _ تفتكر ايه يا سلطان ! … يعنى اللى حصلها مش سهل .
ضربات عنيفة تضرب صدره يبدو ان احدهم يحطم قلبه … اردف بصوت مختنق _ تمام … زي ما اتفقنا محدش يعرف انى بكلمك .
اغلق معه واكمل طريقه الى وجهته …
&&&&&&&&&
فى اليوم التالي صباحاً
استعدا سلطان ووالدته للرحيل وقد وضبا امتعتهما … طرقات على الباب عرف هو هوية صاحبها .
اتجه للباب يفتحه بثبات فوجدها تندفع للداخل تردف بغضب وحدة _ يعنى ايه لغيت الخطوبة ! … انت اتجننت ؟.
نظر لها بكره … يريد ان ينقض عليها ولكن شخصيته تمنعه .. من دمرت حياته بطمعها ومن حرقت قلب حبيبته …. لم تجد منه جواب فأردفت صارخة _ رد علياااا … تفسخ خطوبتنا بعد سنتين والدنيا كلها عارفة انى مرات سلطان ! … لهو انا اتحمل قرفك وفقرك وخيانتك ليا وتيجي تفسخ خطوبتنا … ده انا اهد الدنيا .
كان يقف امامها صامتاً يربع يداه امام صدره ويطالعها بكره واستحقار اما هى فاستشاطت غاضبة من سكوته ثم اتجهت لمنيرة التى تقف تتابع بحزن واردفت بنبرة حقودة _ عاجبك اللى ابنك بيعمله يا خالتى … عايز يفسخ خطوبته منى ! … كل ده علشان كشفت الخطة للهانم بنت الاكابر ! ..
ثم التفتت تتطلع عليه مردفة بمكر ودهاء واستعطاف _ وانا يعنى عملت كدة ليه يا سلطان … مش من حرقة قلبي لما عرفت انك اتجوزتها فجأة ؟ … كنت مفكر انى هتحمل تبقى مع واحدة غيري واسكت كدة ؟ … طب ازاي ؟
ظل يتابعها بصمت ويتابع تمثيلها باشمئزاز فتابعت وهى تقترب منه _ خلاص يا سلطان … هو الموضوع كان غلط من البداية … الناس الاغنية دول طرقهم متاهة … وكويس اننا خرجنا من وسطهم …. نتجوز بقى وننسى كل اللى حصل ده … ماشي ؟ … قولت ايه ؟ … مش انت جهزت شقة وعفش ! … نتجوز فيهم ونبعد عن كل ده .
ابتسم ساخراً يطالعها بكره مردفاً بهدوء _ خلصتى !؟ .
ضيقت عيناها مردفة بتساؤل وترقب _ يعنى ايه ؟
نظر لامه يردف بقوة وصلابة وقسوة متجاهلاً وجودها_ يالا ياما سفرنا طويل … انا هروح اجيب تاكسي وانتى لمى الزبالة اللى في البيت علشان نرميها قبل ما نمشي ..
غادر يحضر سيارة اجرة وتركها خلفه تنظر له بصدمة وعيون متسعة لا تصدق ما قاله وقد علمت انها خسرته … ولكن هل ستتنازل وترضخ !
&&&&&&&&&&&&
بعد ساعات طويلة وسفر
وصل سلطان ووالدته الى محافظة سوهاج وتحديداً امام منزل السوهاجى .
نظر لوالدته يردف باطمئنان _ تعالي ياما ماتقلقيش .
نظرت له بتوتر واومأت تصعد معه … فُتح الباب من قبل شقيقته سهيلة التى جرت عليه تحتضنه مردفة بلهفة وترحاب _ يا اهلاً بالغالي … اتوحشتك جوي ياخوي .
بادلها سلطان بحب وثبات بينما اسرعت تحتضن منيرة بحب مردفة _ ازيك يا خالة منيرة … كيف صحتك ؟
ابتسمت لها منيرة مردفة بهدوء _ الحمد لله يا بنتى بخير .
كان هذا يحدث امام انظار روايح المشتعلة بوعيد وكره لهذه المرأة وابنها منذ اول لحظة .
خطى سلطان مع والدته وسهيلة للداخل حيث يجلس توفيق ينتظرهما بحماس …
دنى سلطان من جده يقبل يده باحترام وكذلك فعلت منيرة بترقب بينما اردف توفيق مرحباً _ نورتوا داركوا .
اومأت منيرة ببعض الراحة _ منورة بناسها يا حاج توفيق .
رحب بهم الجميع بسعادة باستثناء روايح وقد تم تجهيز غرفة لمنيرة وغرفة أخرى خاصة بالحفيد الوحيد لعائلة السوهاجى سلطان .
جلست العائلة بعد ساعة حول مائدة الطعام لتناول الغداء بينما لم تنضم روايح اليهم .
كان الجميع سعيد بمجئ سلطان وبالأكثر شقيقاته البنات اللاتى تسامرن معه بحنو كذلك فعل هو امام اعين جده التى انارت ببريق الفرحة .
اردف محمود بعد الغداء _ بعد اذنك يا بوي … هاخد سلطان وننزل الارض افرجه عليها واعرفه على شغلنا .
اومأ توفيق بسعادة مردفاً _ تمام يا ولدي … زين .
وقف سلطان ليغادر مع عمه ولكنه نظر لوالدته مردفاً ببر _ محتاجة حاجة ياما ؟
ابتسمت له بحنو وهى تجلس بجانب بدرية زوجة محمود مردفة _ تسلم يابنى مع السلامة .
غادر هو مع عمه واثناء طريقهم اردف محمود بتساؤل دون مراوغة _ ينفع اتكلم معاك بصراحة يا ولد اخوي ؟
ضيق سلطان عينه واردف بترقب _ خير يا عمى اتفضل ؟
تحمحم محمود مردفاً بذكاء _ اسمع يا ولدي … انا خابر انك متجوز .
انصدم سلطان ونظر لعمه بعيون ضيقة متعجبة فاسترسل محمود _ وخابر ان مرتك تبجى مديرة شركة الحلوانى ..
تسائل سلطان بذكاء _ انت كنت بتراقبنى ! .
اومأ محمود معترفاً _ ايوة يا ولدي … جدك كان عايز يعرف اخبارك ويطمن عليك من بعيد … وخلانى اشوف حد يراجبك ويعرفنا اخبارك اول باول .
انصدم سلطان واردف _ يعنى جدي عارف ! .
نفى محمود مردفاً بصدق _ لاااا يا ولدي … انى مجولتش لبوي على قصة زواجك ولا اي حاجة من دي … انا كنت ناوى افهم الموضوع الاول … بس انى مش فاهم لحد دلوجتى حاجة واحدة بس … ليه عملت اكدة وليه سيبتها فجأة …
اردف سلطان مستفسراً _ يعنى متعرفش ؟
نفى محمود يكمل _ لاء يا ولدي … انا عيونى كانت عليك انت مش عليها … وفيه حلجات ناجصة كتير وانى مش عارف اجمعها … وكنت ناوى اجيلك القاهرة واسألك عن كل ده بس انت سبجتنى .
شرد سلطان يفكر ثم اردف بتساؤل _ هو اللى كان بيراقبنى ده حد تبعك ! … يعنى بتثق فيه ؟
اومأ محمود بتأكيد _ ايوة طبعاً ياولدي … بثق فيه جدااا كمان .
اومأ سلطان مردفاً بغموض _ تمام … انا عايز اكلمه .
ضيق محمود عيناه مستفسراً بينما اردف سلطان بثبات _ هحكيلك يا عمى … بس واحنا ماشيين .
خطى الاثنان يتسامرون وقد قص سلطان على عمه كل ما حدث بصدق كذلك محمود الذى اخذه في رحلة لمشاهدة املاك عائلة السوهاجى واسطول الاراضي المتنوعة المحاصيل والثمار كذلك عرفه على العمال الذين قابلوه بترحيب شديد وقد ثبت من اليوم الأول عزيمته واصراره على النجاح والمشي قدماً فى طريق الوصول الى احلامه … واولها رد اعتباره امامها .
&&&&&&&&&&
اما سيلين التى اصبحت سلبية فى اتخاذ خطوة جدية لمستقبلها … حيث انها باتت تهمل مصالحها مما ازعج وداد والمحيطين بها الموثوق بهم .
فى الشركة
تنهدت سيلين بضجر حين لم تستطع اكمال عملها المتماثل امامها ورفعت هاتفها تهاتف المحامى مردفة بارهاق _ استاذ ممدوح … ممكن تيجي مكتبي ! .
اغلقت الهاتف بعدما اخذت موافقته وشردت تنتظره بحزن … تريد ان تنهى هذا العذاب فهل ينتهى ! .
طرق باب مكتبها فدلف المحامى متحمحماً يردف بترقب _ صباح الخير يا سيلين هانم .
اردفت سيلين بهدوء _ اهلا يا استاذ ممدوح … اتفضل .
جلس ممدوح ينظر لها مردفاً بهدوء وتساؤل _ خير يا سيلين هانم !.
تنهدت ناظرة ليدها التى تفركها بتوتر ثم رفعت نظرها اليه واردفت بقوة مزعومة _ انا عايزاك تنهى موضوع جوازى ده … بأسرع وقت ومن غير اي شوشرة … شوف المطلوب ايه ونفذه … والاهم يا استاذ ممدوح ان يكون بعيد عنى يعنى مش عايزة اعرف تفاصيل …. وياريت الموضوع يكون ودى من غير محاكم … فاهمنى طبعا ؟
اومأ ممدوح مردفاً بقبول _ تمام يا سيلين هانم … انا هتواصل مع سلطان ونحل الموضوع بشكل ودى .
اهتز داخلها بقوة من نطق أسمه … ما زال بداخلها ضعف تجاهه … حتى بعد خيانته … حتى بعد عذابه .
تنهدت بعمق حتى تظهر الثبات مردفة _ تمام يا استاذ ممدوح … اتفضل .
وقف ممدوح ليغادر بينما هى تتبعت خروجه ثم انهارت واضعة رأسها بين يديها على المكتب … لا تريد عمل … لا تريد اموال … لا تريد شركات … تريد استبدال كل هذا والحصول عليه فقط … سلطانها وكفى … هذا الذى لديه دفء كوالدها … هذا الذى يعاملها كالفراشة ويضمها كاحتضان الشمس للارض … هذا الذى تزوجته ليومان فقط وكأنها تزوجته دهراً كاملاً ..
تريد سلطان الكاذب الحنون ولتعطيه الاموال ليستمر فى كذبه عليها ولكن ليعود …
ليعود ويأخذ ما يريد ويمدها بالقوة التى كانت عليها فى حضوره .
رفعت رأسها تنظر للامام مردفة تعنف نفسها _ مش هينفع كدة يا سيلين … مش هينفع تكملي بالطريقة دي … لازم تنسيه يا سيلين … انسيه وكملي … هو محبكيش هو استغلك وبس .
ظلت تقنع نفسها بهذا الكلام حتى تقوى وتستطيع التركيز على العمل .
بينما فى الخفاء يتم استغلال وضعها الذى تسرب بين اصحاب الشركات العملاقة لكي يوقع بها وبأسم الحلوانى .
&&&&&&&&&&&&&
مر شهراً كاملاً
ساءت حالة سيلين نفسياً وجسدياً .
اهملت صحتها وباتت تهمل طعامها برغم محاولات وداد وعلية معها …
بهتت ملامح وجهها الرقيق … كانت تذهب للعمل وتعود بدون حياة … ايقنت انه اخذ حياتها معه … ايقنت انه لم يكن محطة توقف بها قطار حياتها بل كان هو القضبان الحديدية … تلعن قلبها الذى تود لو انها تخرجه وتكمل حياتها بدونه …. ليت معها احداً يعينها على فراقه لكانت بخير واقوى … ولكن ما يزيد ضعفها هو وحدتها … فلن يجد عقلها شيئاً آخر يفكر به الا هو … للأسف تحبه بشدة لان افعاله الرجولية احتلت قلبها قبل خداعه .
اما سلطان فلم يترك ثانية تمر الا واستغلها جيداً واثبت كفاءته وصلابته فى العمل .
كسب ثقة جده وعمه واخواته منذ اليوم الاول … حصل على فخر والدته مجدداً مما زاد حماسه للتقدم وبرغم كل هذا الا انّ جانبه المخفى عن الاعين يصرخ بأسمها … انفاسه عبارة عن رائحتها … افكاره عبارة عن حركاتها … نبضاته عبارة عن ضحكاتها … نعم اهانته … نعم هزت كرامته … ولكن ليس على قلبه سلطان ! يعلم انه سبباً فى ذلك … أحبها وماذا يفعل … سيعاقبها على اهانتها له بطريقته ويثبت لها ولجميع الحضور آنذاك انه سلطان اسماً وفعلاً … يعلم انها فعلت هذا بسبب صدمتها ويعلم انه حطم ثقتها به … ولكنه لن ينسى نظرات الجميع له … وخصوصا نظرة والدته وذلك المدعو ادم … لن يتهاون معه ابداا ..
طوال هذه المدة ومنيرة تلتزم غرفتها تجنباً لروايح ومنعاً لحدوث اي مشكلة فهى على علم مسبق بها .
بينما الآخرى تثور وتغلى منذ مجيئهما وتفكر فى طريقة للخلاص منهما …
فى آخر النهار يجلس سلطان مع جده وعمه يتحدثون عن العمل .
اردف توفيق بسعادة وفخر _ براوة عليك يا ولدي … الاسبوع ده المكسب زين جوى ومضاعف عن سابج … ابن ابوك بصحيح …. علشان اكدة اني فتحتلك حساب بأسمك وحطيتلك نصيبك فيه تقدر تصرفه كيف ما بدك ..
اردف محمود مؤيداً _ صح يا بوي … سلطان وهو سلطان بصحيح … لو تشوفه يا بوي كيف بيشتغل تجول ده فى المهنة بجالوا سنين .
اردف سلطان بهيبة وثبات كعادته _ متشكر جدااا يا جدى …. بس ممكن كمان نزود مكسبنا كمان عن كدة يا جدي لو كان لينا شغلنا الخاص وبعدنا عن السماسرة .
ضيق توفيق عيناه مردفاً بتساؤل واهتمام _ كيف يا ولدي ؟
اردف سلطان برتابة وغموض _ بمعنى ان محاصيل الفواكة بتاعتنا مميزة وانا شوفت ده بنفسي … ف ليه مكسبها يروح معظمه لغيرنا ! … يعنى ممكن نعمل لينا اسم ونصنع منتجاتنا بدل ما بنوردها للشركات عن طريق السماسرة .
نظر توفيق لمحمود بتعجب مردفاً بتساؤل _ وه وه … يعنى قصدك نعمل مصنع لينا ! … بس ده مش سهل يا ولدى … دي عايزة تخطيط ياما ودراسة جدوى ومحاميين وشغلانة .
ابتسم سلطان واردف بذكاء _ وممكن نعمل كدة بطريقة تانية وسهلة كتير عن كدة يا جدي .
تعجب توفيق ومحمود ايضا واردف بتساؤل _ فهمنى كيف ؟
اومأ سلطان مردفاً بحماس _ هقولك يا جدي … هقولك بفكر في ايه بس قبلها لازم اسأل كويس عن الموضوع ده … وكمان انا عايز اتكلم معاك فى موضوع مهم عمى محمود يعرفه …. بس اوعدنى انك تتقبل كلامى .
اومأ توفيق مترقباً يردف بتساؤل _ خير يا سلطان ؟… جول اللى عندك .
&&&&&&&&&&&&&
فى الصباح استيقظت سيلين على اتصال هاتفي من وداد .
اجابت بكسل ونعاس _ ايوة يا وداد خير ! .
اردفت وداد بحدة _ سيلين ! … انتى مشوفتيش الفيس بوك !
استفاقت سيلين تجلس منحنية على الفراش وتردف بتساؤل وتعجب _ لاء يا ود انا لسة صاحية … فيه ايه على الفيس بوك لازم اشوفه ؟
اردفت وداد بحسرة _ فيه مصيبة يا سيلين … للاسف فيه مصدر طلع اشاعة عن منتجات الشركة والعصائر المعلبة انها منتهية الصلاحية وان الفواكه المستخدمة فى حالة تالفة وفيه فيديو متسرب من داخل مصنعنا اللى فى العاشر وهو بيكشف للناس عن الفاكهة التالفة دي واكيد ده كله مكيدة مدبرة من حد قدر يستغل اللى حصل معاكى يا سيلين ..
صدمة اعتلت ملامحها وهى تقف منتفضة وتدور فى الغرفة بتيه وحيرة مردفة _ ازاااي … ازاااي ده حصل … المصنع ده تحت مسئوليتى وانا بباشر على منتجاته بنفسي … ازاااي الفواكه تالفة ! … ومين اللى عمل كدة ! .
اردفت وداد بحزن وحيرة _ معرفش يا سيلين … بس الدنيا مقلوبة والناس بتتكلم بطريقة وحشة اوى عنك .
اغلقت سيلين بحزن وفتحت هاتفها تتصفح الفيس بوك بيدٍ مرتعشة وقد شاهدت الاشاعات والمقالات الكاذبة فى حقها فقد اصبح الفيس بوك محطة رائدة للأشاعات ونشر الفتن وها هي تصيب فى مقتل فهناك من استغل الوضع ويقول ان اطفاله قد ذهبوا الى المشفى بعد تناولهم منتجات الشركة وآخر يحكى انه اصابه ألم شديد فى معدته بعد تناوله علبة من منتجات الشركة وغيرها من مصادر اشعلت الفتنة وزادت من حقد المتابعين عليها .
كانت تتابع بصدمة وهى تضع كفها على فمها بعجز وتهز رأسها … هل حدث ما كانت تخشاه ! … هل تلوث اسم عائلتها واسم والدها الذى كان يظهر عالياً وسط جبابرة السوق ! … هل اسقطت ثروة والدها وهل تصيد لها الاعداء اخيراً !.
كل هذا حدث بسببه … نعم … كانت قوية قبل معرفته … كانت صلبة ومتماسكة … كيف ستواجه الآن … هل يمكن ان يتخذ ضدها أجراء قانونى ؟ … عند هذه النقطة ولم تحتمل فقررت تبديل ثيابها والذهاب للشركة لترى ما يمكن فعله واثناء ذلك اتصلت على محاميها الذى اجاب بحزن مردفاً _ ايوة يا سيلين هانم .
اردفت بعجز وتشتت _ استاذ ممدوح … انا راحة الشركة … قابلنى هناك لو سمحت .
بعد ساعة وصلت سيارة سيلين الى مقر الشركة وقد رأت ما كانت تخشاه … فقد تجمع عدد ليس بهين من الصحفيين امام باب الشركة ينتظرانها لرمى التهم عليها دون شفقة او رحمة .
ابتلعت لعابها بخوف وتوتر وهى التى لم تتعرض لموقفٍ مشابهٍ طوال حياتها … اردفت بحيرة لمحمد الحارس _ هنعمل ايه يا محمد ؟
اردف محمد بمهارة _ سيلين هانم … انا هحاول أئمنك لحد ما تدخلى الشركة وانتى حاولي متتكلميش معاهم خالص .
اومأت ونزل هو بحذر فتجمهر بعضهم حوله ولكنه ابعدهم ومر يفتح باب سيلين بصعوبة من بينهم ولكنه افسح مجالاً لها بمساعدة اصدقاؤه حتى مرت واختفت داخل الشركة وبقي الامن يمنعهم خارجاً .
صعدت للاعلى بتوتر من انظار الجميع ودلفت مكتبها فوقفت وداد تتجه اليها وتحاول التخفيف عنها _ سيلين هانم … اهدى واكيد فى حل .
هزت رأسها بعنف مردفة بخوف ورعب _ اهدى ازاي يا وداد ! … ده فيها حبس ليا … ده غير اسم بابا والشركة … ده مصنع من المصانع اللى تحت مسئوليتى .
تنهدت وداد بحزن وصمت لا تعرف ماذا تقول فسيلين محقة تماماً … دلفت مكتبها بعدما حضر الاستاذ ممدوح ودلف خلفها .
جلسا فأردفت سيلين بتساؤل _ العمل ايه يا استاذ ممدوح ف المصيبة دي ؟
شرد ممدوح يفكر ثم اردف _ المشكلة يا سيلين هانم ان مخزون الفاكهة الخاص بالمصنع كله تالف وده لأن التلاجات كلها اتعطلت بفعل فاعل ولما حاولنا ندقق الكاميرات لقيناها ممسوحة تماماً وده بردو بفعل فاعل اكيد…
وده حد خاين فى المصنع عمل كدة بأوامر من حد منافس استغل ثغرة لحضرتك ونفذ فوراً . .. لانه اكيد كان بيخطط لده من زمان .
نظرت له بصدمة وعجز واردفت بتساؤل _ طيب والفواكه دى اتصنع منها منتجات فعلاً ؟
هز رأسه يردف _لاء طبعا … لان فيه عندنا مراقبة جودة ع المنتجات … بس طبعا الاشاعات طلعت بأن الفواكه الفاسدة دي بيتصنع منها المعلبات دايماً .
انقبض قلبها وقل تنفسها مردفة بعجز _ والعمل يا استاذ ممدوح ؟
اردف ممدوح عاجزاً ايضاً _ للاسف حالياً صعب … لان اسهم الشركة انخفضت جداً فى البورصة من وقت ما ظهرت الاشاعات ومستحيل اي حد يقدملنا دعم لان اكيد فيه خسارة ليه … ده غير ان مافيش وقت نتعاقد مع اراضي محاصيل جديدة لان الاغلبية محجوز …
نظرت له بضعف وعجز مردفة _ يعنى خلاص … مافيش حل ! … انا كدة ممكن اتسجن ؟ … هحاول اطلع فى مؤتمر او اتكلم مع الناس واشرح الوضع … لازم الاقي حل .
اردف ممدوح بعد تفكير _ هو فيه حل بس شبه مستحيل .
نظرت له ببريق امل اضاء داخلها مردفة _ اللى هو ايه ؟
اردف ممدوح بترقب _ اننا نلاقي شريك لاسهمك … شريك جديد مالوش اسهم بحيث انه ميخسرش وفي نفس الوقت يساندك … وكمان لو لقينا فواكه بديلة فى اسرع وقت ممكن نبدلها قبل ما يصدر قرار بتفتيش المصنع .
ضاع املها مردفة بعجز وحزن _ هنلاقي ده ازاي يا استاذ ممدوح فى الوقت القصير ده … انا خلاص … ضعت وضيعت كل حاجة … انا السبب .
حاول ممدوح تهدأتها مردفاً _ حاولي تتماسكى … واكيد هنلاقي حل … بس المشكلة فى الوقت … يعنى فى كام ساعة بس الاسهم انخفضت ولو استمر الوضع على كدة هنخسر كتير … علشان كدة انا هحاول اعمل لقاء صحفي تطلعي تتكلمى فيه .
اومأت له بشرود وعجز اصابها بينما وقف هو ليرى ما يمكن فعله ..
&&&&&&&
عند نبيل الذى يجلس على مكتبه بأريحية فالأمر لا يعينه ومن ستهلك هى سيلين وليس هو … نعم سيفقد الكثير من الثروة ولكن يكفى ان تبتعد عنه هذه الفتاة التى لا يطيق حتى وجودها فى نفس المكان .
دلف عليه ادم مردفاً بغضب _ انت قاعد ومش همك كل اللى بيحصل ده ؟ … دي مصيبة .
لف نبيل له ينظر ضاحكاً ويردف بهدوء _ ليه … وانا مالى ؟ … المصنع خاص بسيلين وهى المسئولة عنه .
اردف ادم بشك وتساؤل _ اوعى يكون انت اللى عملتها ؟! .
اردف نبيل بانزعاج _ لاء طبعاً … مجاش في بالي الخطة دي … لان فيها خسارة لينا احنا كمان … بس ده حد تقيل اوى وكان مخنوق اوى منها … لانه مسبش وراه دليل … ده غير انه لعب لعبة ذكية اوى .
جلس ادم يردف بتساؤل وترقب _ اكيد سيلين هتلاقي مخرج … مش معقول هتسيب الدنيا تنهار صح ؟
ضحك نبيل مردفاً بشر _ توء … مافيش قدامها حل … هي خلاص بتغرق … وتقريبا كلها ايام وتتسجن .
انصدم ادم مردفاً بتعجب _ تتسجن ! … ازاي ؟… لاء … مينفعش .
نظر له نبيل مردفاً بشك _ مينفعش ! … ليه ؟ .
نظر له ادم واردف بشرود وتوتر _ لا … مافيش … اصلي استغربت يعنى .
دلف وليد مكتب عمه مقاطعاً اياهما يردف بغضب _ عمى الحق سيلين … انت عرفت اللى حصل ؟
نظر له نبيل بضجر مردفاً _ اهلا بالاستاذ اللى مش سائل عن اي حاجة من زمان … خير ؟.
جلس وليد يردف بتوتر _ الدنيا مقلوبة ومصنع العاشر هيتقفل وسيلين ممكن تتسجن .
ضحك نبيل مردفاً بتأكيد _ لا مش ممكن … هي هتتسجن فعلاً … انت زعلان ليه ؟
نظر له وليد بصدمة واردف بصدق _ ايوة بس دي بنت عمنا … وبنت اخوك .
غضب نبيل منه مردفاً بحدة وتعصب _ انا ماليش اخوات غير ابوك … ومات … والبت دى بالذات انا مش معترف بيها … ولو شوفتها بتموت قدامى مش هيهمنى … ولا انت ولا اختك ليكو دعوة باللي بيحصل احسنلك … انت فاهم .
نظر له وليد بصمت ثم اومأ بضعف فليس بيده شيئاً يفعله من اجلها لقد اصبح سلبياً بطريقة مضاعفة .
&&&&&&&&&&&&&&
دلفت وداد على سيلين تردف بذعر وتلعثم _ سيلين انتى لازم تمشي بسرعة … الدنيا مقلوبة عليكي وفيه ناس جايين على هنا .. وبيقولوا انك بتسممى اولادهم متعمدة ده … وده بسبب الاشاعات اللى ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى .. فلازم تمشي حالاً .
نظرت لها سيلين برعب وهى تهز رأسها بعدم تصديق … اهكذا ستكون نهايتها وهى التى عرفت بالنزاهة والضمير طوال رحلتها المهنية مع والدها وحتى بمفردها …
صرخت وداد مردفة _ يالا يا سيلين بسرررعة .
وقفت سيلين لا تعلم اين تذهب وماذا تفعل … دلف محمد الحارس ايضاً يردف بعجلة _ سيلين هانم لازم نمشي بسرعة … فيه ناس اتجمعت تحت وعاملين شوشرة .
وقفت تتطلع عليه مردفة بخوف حقيقي وحيرة _ طيب ممكن اتكلم معاهم ! .
اردفت وداد بحدة وهى تدفعها للخارج _ تتكلمى مع مين … دول جايين وناويين اذية … يالا يا سيلين محمد هيطلعك من باب الطوارئ .
مشت خلفهم سيلين بتخدر وامامها تمر مراحل عمرها المهنى وبدأت تبكي وقد زال الأمل واستحل مكانه الضعف والاستسلام ..
وصلت للباب الخلفي الخاص بالطوارئ فاوقفها محمد مردفاً _ خليكي هنا لما اراقب الاوضاع .
خرج محمد بحذر وعاد بعد قليل مردفاً بلغة آمرة _ يالا بسرعة .
خرجت معه وظلت وداد مردفة عندما رأت الخوف فى عيناها _ متقلقيش … كله هيبقى تمام … وانا هفضل هنا اغطى مكانك .
نظرت لها بحزن ثم اومأت وغادرت خلف محمد الذى كان يراقب بحذر الى ان وصلت لسيارة سوداء تنتظرها فى الخلف ..
فتح محمد الباب الخلفي واردف _ اركبي يا هانم .
تعجبت سيلين واردفت بتساؤل _ دي مش عربيتنا … عربية مين دي ؟
نظر لها بتوتر واردف _ اركبي يا هانم متقلقيش .
نظرت له قليلاً ثم ركبت فى الخلف واغلق الباب عليها وانطلقت السيارة بدونه مسرعة بعدما اوصدت ابوابها على تلك التى صرخت مردفة عندما رأت رجلان فى الامام لم تتعرف على هويتهما _ انتوووو مين … اخدنى على فييين ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على القلب سلطان)