رواية ظلمها عشقا الفصل الثلاثون 30 بقلم ايمي نور
رواية ظلمها عشقا البارت الثلاثون
رواية ظلمها عشقا الجزء الثلاثون
رواية ظلمها عشقا الحلقة الثلاثون
لم يجد عادل ما بجيب به يعلم بصدق حديثه فليس امامه سوى التمهل والصبر ولعل بعدها الفرج قريب يكافئ بمراده وقتها.
*********************
جلست امامهم تشعر كأنها امام محاكمة نصبت لها وكل الاعين من حولها تنظر اليها بنظرات متهمة تحاول التماسك حتى لا تنهار فى البكاء تدعو فى داخلها ان يأتى سريعا ويجيب هو على كل هذه الاسئلة الموجة اليها ولا تدرى كيف لها بالاجابة عليها خشية ان تزيد من اتساع دائرة اتهاماتها هى وعائلتها امامهم..
حتى هتف بها الحاج منصور بحنق وغضب
: يعنى ده جزاء صالح وجزائنا عند خالك ومراته بعد وقفنا جنبكم كل السنين دى.. عاوزين يودوا ابنى فى داهية… عاوزين يسجنوه.. وعلشان ايه علشان انور ظاظا… طب كنتوا بيوافقوا على الجوازة من الاول ليه لما صالح مش عجبهم.. كان بلاها دى جوازة انا مش مستغنى عن ابنى…
لم تحتمل فرح كل هذا الهجوم ينعقد لسانها من حيائها فى الدفاع عن نفسها والصراخ بهم جميعا بأن ليس لها ذنب فيما حدث بأنها ضحية هى الاخرى لاطماع خالها وزوجته تسمع الحاج منصور يكمل ويزيد من وضع المزيد من الملح فوق جرحها وهو يسب ويلعن فى خالها ومعه زوجته لتحنى رأسها بخزى وتشهق بالبكاء بطريقة جعلت انصاف تهب من مكانها تجلس بجوارها وتحتضنها بين ذراعيها قائلة بحزم وصوت مشفق
: خلاص يا حاج .. اللى حصل حصل وفرح ملهاش ذنب فى كل ده.. ما احنا طول عمرنا عارفين عمايل مليجى ومصايبه هو يعنى جديد علينا.
زفر منصور بحنق يعلم بصدق حديث زوجته ولكن كان فى حاجة لتنفيس عن غضبه يهم بالرد عليها ، ولكن فى تلك اللحظة كان صالح قد دخل للمكان تتسمر قدميه حين وصل اليه صوت شهقات بكائها ومحاولات والدته تهدئتها وعينيه تدور فى المكان من حوله يلاحظ التوتر المشحون به يسأل بقلق وقدمه تقوده نحوها
: فى ايه حصل… فرح بتعيط ليه؟
ابتسمت انصاف ابتسامة ضعيفة متوترة قائلة بمرح مصطنع
: مفيش…ولا بتعيط ولا حاجة…مش كده يابت يا فرح .
سأل صالح مرة اخرى ولكنه هذه المرة بحدة وحزم غير مبالى بأجابة والدته ليهب والده يجيبه هو الاخر بحدة
:كنت شوف رأيها فى عمايل اهلها السودا…
عقد صالح حاجبيه بشدة وضيق ليكمل والده قائلا
: ايه كنت فاكر انى مش هعرف.. باللى حصل من خالها ومراته .
التفت صالح بحدة نحو الى اخيه يتطلع اليه ليحنى حسن رأسه على الفور هاربا من نظراته يتوتر فى جلسته ليظل صالح ينظر اليه قائلا بأسف واحتقار
: كان لازم اعرف انك عيل وعمرك ما هتتغير.
صرخ به منصور بغضب عنيف قائلا
:ملكش دعوة باخوك وخليك معايا هنا.. معرفتنيش ليه باللى حصل.. هاا فضلت ساكت ومخبى عليا ليه.. ايه خلاص قولت ابوك عجز و كبرت عليه .
زفر صالح بقوة قائلا بنفاذ صبر
:بقولك ايه يا حاج.. ده حاجة متستهلش وعرفت انهيها يبقى لازمتها ايه الشوشرة وكتر الكلام.
سأله منصور بأستهجان يحاول السيطرة على غضبه
: يعنى انت مش شايف انك غلطان .. انك تخبى عننا حاجة زى دى.
هز صالح رأسه بالايجاب قائلا بحزم
: لا مش غلطان انا مش عيل صغير كل ما يحصل معاه حاجة هيجرى على ابوه اعيط له واقوله الحقنى .
التفت صالح نحو حسن يلوى شفتيه باستهزاء قائلا بكلمات ذات مغزى
: كفاية واحد .. مش هنخيب احنا الاتنين .
رفع حسن رأسه هاتفا باعتراض
: انا قولت لابوك علشان كنت……
قاطعه صالح قائلا بسخرية
: لاا عارف قولت ليه وعلشان ايه مش محتاجة شرح المسألة .. بس الظاهر كده ان مفيش حد بيتغير بسهولة واللى فيه طبع بيعيش ويموت بيه .
تقدم نحو فرح يجذبها من يدها نحوه وهو يوجه حديثه لوالده هذه المرة
:فرح مالهاش دخل ولا ليها دعوة بالموضوع ده .. واى كلام بعد كده بخصوصه تحب تتكلم فيها يا حاج يبقى معايا انا .
انهى حديثه يجذبها معه ويغادر المكان على الفور لتهتف انصاف بعدها بحدة
:قولتلك يا حاج البت ملهاش ذنب وغلبانة .. ومكنش ليه لازمة اللى عملته ده .
جلس منصور زافر بحنق وغضب
: يعنى كنت عوزانى اعمل ايه يا انصاف لما اسمع كل البلاوى دى.
نظرت انصاف نحو حسن قائلة بلوم
: عندك حق يا خويا .. انت معذور برضه .
رفع حسن حاجبه يسألها بعينيه عن ذنبه حتى تقوم بلوم هى الاخرى وهى تلوى شفتيها تهز رأسها بخيبة امل ثم تشيح بنظراتها بعيدا عنه ، ليغمغم حسن بينه وبين نفسه يلعن لسانه وحكم العادة والذى جعله يهرع لزوجته حين احتاج ان يفضفض الى احد يخبرها بما حدث وبعد علمه بفعلت صالح مع انور …
اشارت عليه بتلك النصيحة بأن يقوم بأخباره والده بكل شيئ الان وتثير قلقه بانه ان علم من احد اخر بما يدور سيلقى باللوم عليه اول شخص لعدم اخباره ويسقط بغباءه مرة اخرى فى فخها يتوعدها معاقبا فور ان تقع يده عليها ويتمنى ان يستطيع ان يعيد ثقة أخيه به مرة اخرى رغم علمه بصعوبة ذلك.
************************************
فور دخولهم الشقة تحركت بسرعة نحو الداخل هربا حتى لا تنفجر فى البكاء امامه وتزيد الامور توترا ولكنه لم يمهلها الفرصة بل جذبها من ذراعه له يصلقها به يسألها بحنان
: بتجرى كده ورايحة على فين وسيبانى ؟
اخذت تحاول التحدث تشير باصابعها نحو الداخل لكن شفتيها وغصة البكاء لم تمهلها الفرصة وهى تحاول تمالك نفسها ليضمها اليه بحنان دافنة وجهها فى عنقه تتعلق به كانه الخلاص لها فاخذ يربت فوق شعرها بنعومة ورقة قائلا
: فكرينى كده هو انا قولت لك بحبك النهاردة ولا لا ؟
شهقت اكثر باكية يسألها بمرح
: يابت ردى عليا الاول وبعدين عيطي .. انا مبحبش يبقى عليا حاجة لحد .
انفرجت اساريره حين شعر بضحكتها الخافتة وهى تهز رأسها له بالنفى وهى مازالت تخفى وجهها عنه يعلم نجاحه الى حد ما فيما يريد يكمل سريعا يتسأل بمرح قائلا
: وانا طول اليوم اسال نفسى ناسى ايه يا واد يا صالح .. ناسى ايه.. اتارى كنت ناسى اهم حاجة لااا انا كده لازم اصلح غلطى وبسرعة .
شهقت بصدمة حين رفعها فوق كتفه يتدلى رأسها خلفه تسأله بصوت مذهول رغم البكاء به
: بتعمل ايه يا صالح .. انا مسامحة خلاص.
اجابها وهو يستمر فى تحركه نحو غرفة نومهم قائلا بحزم وشدة مصطنعين
: لااا ياستى.. مينفعش حقك ولا زم تاخديه تالت ومتلت كمان.. ايه هناكل حقوق الناس على اخر الزمن ولا ايه !
دخل بها الى الغرفة وفور ان انزلها عن كتفه الصقها به هامسا بعد ان دفن وجهه فى منحنى عنقها
:مش قولتلك قبل كده مفيش حاجة فى الدنيا دى تستاهل دموع عيونك الحلوة دى…
اخذ يقبل بشرة عنقها بحنان هامسا
:اه هى بتبقى هتجننى وبيخطفوا قلبى من حلاوتهم بعد كل وصلة عياط بس معلش كفاية عليها لحد كده .. علشان ورانا دين وحساب كبير لازم اوفى بيه دلوقت.
وثبت ضربات قلبه من السعادة والفرحة حين سمع صوت ضحكتها كالانغام بالنسبة له يرفع وجهه نحوها سريعا يرى ابتسامتها تشرق على وجهها تنيريه وتبدد اى غيوم للحزن عليه وهى تنطق بعشقه وهى تهمس له بخفوت
:انا اللى عندى ليك دين ولازم اوفيه الاول…..
اقتربت منه تطبع قبله على وجنته هامسة
:ربنا يخليك ليا.. وتفضل طول عمرك ضهرى وسندى والايد اللى تطبطب عليا وتطيب وجعى .
اشتعلت عينيه بالعشق تأثرا بها ترتسم ابتسامة فرحة على شفتيه هامسا لها بصوت مرتجف اجش
: ويخليكى ليا طول العمر وتفضلى تخطفى منى قلبى وعيونى .. واعيش عمرى كله…
انحنى عليها يقبلها برقة يهمس
: بحبك… وبعش.قك… وبدوب من شوقى ولهفتى ليكى …يا كل حياتى وفرحتها .
اشتعلت قبلا.ته مع اخر كلمة همس بها يبث.ها من خلالهم بدلا عن حروف الكلمات كل ما عجز لسانه عن البوح به وقد تضخم قلبه من شدة عشقه ولهفته لها مكتفى بها وبعشقها بالعالم كله مستعد للتضحية بروحه لو كان المقابل سعادتها.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)