استطاع الساحل الشمالي المصري جذب الأنظار إليه وبقوة خلال الفترة الراهنة؛ لما يشهده من تنمية شاملة على كافة الأوجه؛ لكي يتحول من منطقة سياحية موسمية إلى مدن تنموية شاملة تقدم فرص استثمارية واعدة في كافة القطاعات، وخاصة مع الاهتمام الكبير للحكومة المصرية بتلك المنطقة، ومد أذرع التنمية بقوة عبر مجموعة من مشروعات البنية التحتية الضخمة التي ربطت قرى الساحل الشمالي بالترتيب بكافة أنحاء الدولة عبر مجموعة من الطرق وشبكات المواصلات الحديثة، والآن دعونا نتحدث تفصيلياً عن مميزات الساحل الشمالي وأهم المشروعات التي يجرى تنفيذها حالياً.
مدينة العلمين الجديدة كانت نقطة البداية
عقب انطلاق مدينة العلمين الجديدة؛ تدفقت الاستثمارات بشكل كبير على الساحل الشمالي الغربي بالكامل، وكان لها الفضل في جذب أنظار أكبر المستثمرين في الداخل والخارج، ومن ثم عقد العديد من الصفقات الضخمة وكان أحدثها مشروع رأس الحكمة الساحل الشمالي خاصة مع كم المشروعات المتميزة التي تم إطلاقها مؤخراً مثل المدينة التراثية، ومنطقة الجامعات، فضلاً عن الأبراج الشاطئية التي تقدمها شركة سيتي إيدج للتطوير العقاري المملوكة للحكومة المصرية، فتلك المشروعات جعلت الساحل الشمالي منطقة جاذبة للسكن طوال العام، وتغيير مفهوم العمران بالكامل بداخله.
تعتبر مدينة العلمين الجديدة واحدة من أهم المشروعات العملاقة التي جاءت ضمن خطة الدولة التنموية الاقتصادية بمصر، وقد شكلت تلك المدينة ومهرجان العلمين فرصة مهمة للترويج للاستثمار في منطقة الساحل الشمالي، وإلقاء الضوء على المشروعات تطوير البنى التحتية؛ لجذب الاستثمارات بها وزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل في المدينة بل الساحل الشمالي بالكامل.
ما لا تعرفه عن مدينة العلمين الجديدة
تعتبر العلمين الجديدة من أحدث المدن التي تم إطلاقها تحت مسمى “مدن الجيل الرابع”، وتم التخطيط لها بشكل متكامل بحيث تتمتع بالعديد من الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية التي تضاهي مثيلاتها في كبرى العواصم العالمية، حتى باتت الآن ضمن قائمة وجهات السياحة العالمية بعد مرور 6 سنوات فقط على إنشائها، وهذا الأمر لم يأت من فراغ، ولكنه نتاج جهد كبير في جعلها ملتقى لمختلف الثقافات والأنشطة السياحية والصناعية والتعليمية والسكنية بحجم استثمارات يزيد عن 185 مليار جنيه وتوفر خلالها أكثر من 70 إلى 80 ألف فرصة عمل.
مخطئ من يظن أن مدينة العلمين الجديدة تم إقامتها بهدف سياحي فحسب، ولكن عملت الدولة بخلاف ذلك على تدشين منطقة صناعية متكاملة جنوب شرق العلمين الجديدة، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 5.512 فدان، وذلك وفقاً للمعايير الدولية للمناطق الصناعية المستدامة، كما يجرى تدشين عدة مشروعات زراعية ضمن المشروع القومي “مليون ونصف مليون فدان”.
توافد الاستثمارات الأجنبية على المدينة؛ جاءت نتيجة العديد من العوامل الهامة أبرزها التسهيلات والحوافز المقدمة للشركات الأجنبية، والتي تشمل “تخفيض الضرائب، تبسيط إجراءات التسجيل، تسهيل الحصول على التراخيص ومنها الرخصة الذهبية، طرح الأراضي بأسعار مناسبة إلخ”.
مشروع رأس الحكمة الانطلاقة الأضخم حتى الآن
يعد هذا المشروع أكبر دليل على تعظيم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها منطقة الساحل الشمالي الممتد بطول سواحل يبلغ نحو 400 كم من غرب الاسكندرية حتى الحدود الغربية للجمهورية، مقسمين ساحل بطول 90 كم من غرب الاسكندرية حتى العملين، و130 كم من العلمين حتى رأس الحكمة، و130 كم من النجيلة حتى السلوم، فضلاً عن سواحل شرق وغرب مدينة مرسى مطروح بطول 90 كم، ويأتي مشروع رأس الحكمة بمثابة درة المشروعات الاستثمارية في مصر، والذي سيعمل على تحقيق العديد من المكاسب للدولة، فهو أحد أهم ثمار التعاون المصري الاماراتي، ويعتبر أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، حيث يبلغ إجمالي الاستثمار التراكمي للمشروع العملاق نحو 110 مليارات دولار بحلول عام 2045 م، كما ستساهم مدينة رأس الحكمة في الناتج المحلي للاقتصاد المصري بنحو 25 مليار دولار، ومن المتوقع عند اكتمالها أن تحتضن نحو مليوني نسمة، بالإضافة إلى الفرص التنموية والاقتصادية التي توفرها المدينة.
هناك العديد من الشركات الضخمة المساهمة في مشروع رأس الحكمة سواء في قطاع البنية التحتية أو توريد مواد البناء وكذلك قطاعات الانشاءات والتطوير العقاري والفنادق والضيافة إلخ، وأهم تلك الشركات “طاقة، إي آند مصر، أوراسكوم، السويدي إليكتريك، كاندي انترناشونال، أكور_ ينيسمور، برجيل ومطارات أبوظبي”.
مدينة رأس الحكمة هي مدينة متكاملة سوف تمتد لمساحة تتخطى ال 40 ألف و600 فدان، وسوف تتضمن العديد من الأحياء السكنية والفنادق ومنتجعات سياحية ومشروعات ترفيهية عملاقة، بالإضافة إلى الخدمات العمرانية الموجودة في كل مدينة سواء مدارس أو جامعات أو مستشفيات بخلاف المباني الإدارية والخدمية، ومرسى ومارينا دولية لليخوت ومطار دولي ومشروعات صناعية للتكنولوجيا وخدمات لوجيستية وحي مركزي للمال والأعمال وذلك في سبيل استقطاب أهم الشركات العالمية العملاقة، فمن المتوقع لتلك المدينة أن تستقطب نحو 8 مليون سائح، فهي مدينة عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.