روايات

رواية ذاتي أين الفصل التاسع 9 بقلم ولاء عمر

رواية ذاتي أين الفصل التاسع 9 بقلم ولاء عمر

رواية ذاتي أين البارت التاسع

رواية ذاتي أين الجزء التاسع

ذاتي أين
ذاتي أين

رواية ذاتي أين الحلقة التاسعة

– أية جايلك عريس.
سيبت المعلقة من إيدي وبصيت له، افتكرت بشكل تلقائي عُدي، وكلامه، وآه لسة مش عارفه حلم ولا واقع علشان كنت فاصلة حرفياً و شِبه نايمة.
قولت بتوتر :- بس أنا مخلصتش سنة الامتياز، لما أخلص نبقى نشوف بإذن الله.
– باقي شهر وتخلص، بكرا على بعد المغرب جاي هو وأهله وإن شاءالله خير.
إحتراماً لكلام بابا رضيت، و.. أحم الصراحة خدني الفضول مع إني عارفة إنه أكيد عدي.
– بابا، يعني هو يعني.. أحم هو مين العريس.
– ابن الدكتور اللي عرفتك عليه في حفلة التخرج لو فاكرة.
بصيت ليه بصدمة، في محاولة إني افوق منها عينيا لمعت بالدموع، خدت نفس عميق علشان ما اعيطش وبعدها قولت له:- بس أنا مش موافقة.
– وأنا إديت للناس معاد.
– بكرا ورايا شغل كتير فـ بعد إذا حضرتك هتأخر ، قبل الساعة سبعة تكوني في البيت علشان أنا متفق معاهم .
سيبت الأكل وطلعت أوضتي، كإنةمفيش هواء في المكان اتنفسه من كتر إحساس الخنقة اللي حسيته، ما بين لحظة كنت هطير فيها من الفرحة وبين لحظة تاني وكإني مش بس نزلت دا أنا إتهبدت لسابع أرض.
دخلت منه ورايا.
– قومتي ليه وطلعتي على طول ؟
– شبعت.
– أية فيكي إيه؟
كنت واقفة عند الشباك وبابص على الشجر اللي في الشارع حواليا والعربيات اللي رايحة جاية، في محاولة بائسة ويائسة إني أتنفس هوا بارد يطفي الحزن اللي جوايا.
– أنا مش موافقة على العريس، ليه حطني قدام الأمر الواقع؟ وليه مقاليش من قبلها.
– متزعليش كدا وروقي، طالما كدا كدا رؤية شرعية بس يعني لسة، وبعدين ما تدي الشخص دا فرصة، مش يمكن يطلع كويس؟
– لاء؛ برضوا مش موافقة.
كنت مدياها ضهري، قربت مني وخلتني أبص لها:
– بُصي لي.
– نعم يا منه.
حطت عينها في عيني وهي بتبص لي جامد وبتقول:- عيني في عينك كدا!
بصيت ليها بتوتر وأنا عيني بتزوغ من هنا لها ورديت عليها بتلعثم:- نعم.
– تعالي نطلع فوق السطح علشان الموضوع شكله كبير.
– مـ.. موضوع إيه؟
– تعالي بس.
طلعت معاها بالفعل وأول ما قعدنا هي رجعت بصت ليا تاني وقالت:- يلا احكيلي.
– حاسة إني عايزة اسمعك، بقالنا كتير قوي مبقيناش نتكلم مع بعض.
– تسمعي إيه بالظبط؟
– كل اللي فات، تعويضاً عن إننا بقالنا كتير مبنتكلمش.
بصيت أنا ليها بتركيز وأنا بسألها:- إيه اللي في دماغك يا منه هاه ؟
– أنا يا بنتي؟ إيه كم الظلم دا؟
– مش عارفه.
– خلاص تعالي نشرب شاي.
– معروفة منه بتتعامل مع أي حاجة في حياتها بالشاي.
ضحكنا وقضينا الليلة بعد ما طلعتي من جو الاكتئاب اللي كنت راحة أدخل نفسي فيه.
ـــــــــــ
تاني يوم صحيت مشيت على طول على المستشفى مكانش بإيدي جات من عندهم المرة دي زي كل مرة.
مابين الطوارئ وحالات الولادة اللي بساعد فيها الدكاترة الأكبر مني والحالات اللي بعدي عليها طول اليوم. كان هو مرايحش من بالي. و… و عريس النهاردة اللي بفكر إزاي أرفضه، آه ما أنا مهقعدش أحرق في دمي اكتر من كدا.
خلصت وروحت وكنت فاصلة بالمعنى الحرفي، إضافة إن شكلي في الوقت دا مكانش مهندم ولا أفضل حاجة.
اتعشيتا وأنا قاعدة مبوزة وبأكل علشان جعانة، آه ما أنا مش هيبقى ضغط الشغل وكمان البيت.
– مالك يا هانم أية مبوزة ليه؟
– مفيش يا ماما .
– طيب إنجزي علشان تجهزي، العريس وأهله جايين.
– يا ماما بقى معرفش ليه مرفضتوش من أول ما قال.
ـــــــــ
ـ يا ابني اتلحلح، البت هتضيع منك.
– أخلص طيب المشاكل اللي فوق دماغي دي، أنا كنت رايح أكلم أبوها أصلاً ولولا المشاكل اللي حصلت في الشغل.
– خلاص يا عدى ما تزعلش،كل تأخير وفيه الخير .
– هتفتكرني بهرب منها يا صاحبي.
– ياعم سلم أمورك لله وإن شاء الله خير،سلام أنا بقى.
مشي صاحبه وهو لسة قاعد على القهوة وشاغله الموضوع، كان ما صدق وصل ولقاها، عايز علاقتهم تكون في النور، مقتنع بإن اللي يحب حد ميحبهوش في الخفىٰ.
كان بيشرب كوباية النعناع بتاعته في محاولة إني افوق للروقان، لكنه حزين.
رفع رأسه للسما وهو بيهمس:
– يارب أنا بحبها، إجعلها خير ليا وييسر الأمور، يارب يّسر وأعِن.
إتنهد وكمل كوباية النعناع وهو سرحان وبيتمنى المشاكل تخلص علشان يقدر يتقدم .
كان قاعد على القهوة، كوباية النعناع في إيده، وبيدور على حل لكل حاجة. مشاكل الشغل كانت معقدة اليومين دول، وهو بيحاول بكل طاقته يظبط الأمور في المطاعم علشان يبقى جاهز يتقدم لأية. كل ما يفكر في الخطوة دي، يحس بثقل أكبر، مش بس بسبب شغله اللي مش مستقر دلوقتي، لكن كمان خوفه من أهلها. أية دكتورة، وعيلتها كلها في نفس المجال، وهو عارف إنهم ممكن يبصوله نظرة مختلفة لأنه مش دكتور زيهم.
رغم كل القلق اللي كان شاغل عدي، فيه نقطة دايمًا كانت بتهديه شوية. كان عارف إن والد أية بيحبه، وعنده تقدير كبير ليه مش علشان شغله، لكن علشان أخلاقه. والدها دايمًا كان بيشوف في عدي شخص جاد ومحترم، وبيقدّر اجتهاده وصراحته. كان بيقول إن الأخلاق بتفرق كتير، ويمكن أكتر من أي مهنة.
كل مرة يفكر في خوفه من رفض أهل أية، يتذكر كلمتين قالهم والدها في مرة: “الراجل مش بشغله، الراجل بمواقفه”. الجملة دي كانت بتطمنه شوية، تخليه يحس إنه لو قدر يثبت نفسه كإنسان ويحل مشاكله الحالية، هيكون عنده فرصة قوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لبست وجهزت وطلعت للعريس وأهله _ عريس الغفلة _ بعد جو السلامات سابونا وقعدوا على مسافة مننا.
– إزيك أنا دكتور نائل.
مقدرتش أمسك لساني :- كان ممكن تقول نائل بس من غير دكتور.
عدل نضارته وهو بيقول:- ما أكيد لازم أقول دكتور، دي حاجة فخر ليا.
اتنهدت وأنا بربع إيدي وبابتسم ببرود لأني خلاص عرفت اللي فيها وقولت:- دكتور آه ، اممم… يعني على كدا أنا لو حاجة أقل من دكتورة إنت حضرتك مكنتش هتوافق صح؟
– دا أكيد طبعاً، دا غير ان مامتك وباباكي واخواتك دكاترة، فدا علشان المسمى .
– يعني حضرتك جاي علشان المسمى الوظيفي لكن غير كدا برستيجك ميسمحلكش صح؟

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذاتي أين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى