رواية ما لا تبوح به النساء الفصل الثامن 8 بقلم عبير حبيب
رواية ما لا تبوح به النساء البارت الثامن
رواية ما لا تبوح به النساء الجزء الثامن
رواية ما لا تبوح به النساء الحلقة الثامنة
“البدايات دائمًا تبدو جميلةً”
قطبت جنى حاجبيها بعد الأنتهاء من قراءة تلك الرسالة، محدثةً نفسها
جنى: يا ترى حكايتك أي يا نغم بس من كلامك شكلها مصيبة كبيرة… ربنا يستر.
أم جنى: خير يا بنتي.
جنى: خير إن شاء الله يا ماما، دي واحدة بتقولي محتاجة تتكلم لأنها في مصيبة.
أم جنى: يا ساتر يا رب.. ربنا ما يجيب حاجة وحشة يا بنتي أنا عارفه أي إلى رماكِ على الهم دا يابنتى كان فيها أي لو دخلتي أي قسم تانى غير علم النفس دا،..دا حتى مشاكلهم توجع القلب.
أنهت والدتها الكلام وهي في طريقها لإحضار القرآن الكريم لتقرأ ورد الليل قبل أن تخلد لنوم.
جنى: ماما أنا هنام عشان يومي كان طويل وصعب.
أم جنى بحنان: قومي يا حبيبتي أنا هفضل صاحية شوية اقرأ ورد الليل وأبقى أنام.
قبلت جنى رأس والدتها من ثم أتجهت إللي غرفتها، لتنظر والدتها لها داعية الله أن يرضيها ويرضي عنها.
دعوة الأم شيئًا آخر وكأنها طلب تأشيرة سارية متجهة إلى السموات السبع، الأم هي النور الروحاني الذي ينير دربك دون أن تلحظ ذلك، كم منَّ الله علينا بنعم لم ندرك قيمتها إلا بعد فقدانها.
مر الليل على جنى كشريط فيديو تسترجع وتستشعر كل ما دار بينها وبين سلمى ما زال عقلها مشغولًا بتلك القصة، ما قصته
سلمى لا ينسى بسهولة، ظلت على هذا الحال إلى أن حل الصباح لتستيقظ من نومها المتقطع على صوت الراديو آلاتي من بعيد..
(طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان
بدي أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران
وينساني الزمان على سطح الجيران) فيروز
تلك الأصوات التي تأتي من بعيد بلا تكلفً، نستشعرها بطريقة مختلفة وكأنها هي من تبحث عنك لتدخل من الأذن وتستقر في القلب لتحرر حنينك إلى ذكرياتً قد مضت.
قامت جنى من سريرها على نغمات فيروز لتلقي الصباح على والدتها بأبتسامة هادئة.تختبئ وراءها مشاعرها التي مازالت متضامنة مع سلمى رغم كل شيء.
جنى: صباح الخير يا ماما،
جهزتيلي أي على الفطار؟
أم جنى: صباح النور يا حبيبتي، اغسلي وشك على ما أعمل الشاي، الفطار بقى جاهز خلاص.
جنى: يا صباح الدلع يا أجمل أم في الدنيا، على ما الشاي يكون أتعمل هغسل وأجيب موبيلي واجي.
عادت جنى بهاتفها الجوال وقد فتحت رسالة نغم لترد عليها.
جنى: السلام عليكم.
نغم برد سريع وكأنها كانت تنتظر ردها من ليلة أمس بفارغ الصبر.
نغم: وعليكم السلام، ازاى حضرتك؟
جنى: الحمد لله، أنا شوفت رسالتك بس الوقت كان متأخر.
قالتها جنى ولم تكن تعلم أن الوقت بل العالم وإن لم أبالغ الحياة بكل ما فيها توقفت عند نغم منذ مدة من الزمن.
تابعة جنى: نحدد الوقت المناسب وهكون جاهزة أسمعك
نغم: طب ينفع أقابلك إللي هقولهُ مش هعرف أقوله هنا أنا محتاجه أتكلم وأنا قاعده قدامك.
جنى: معنديش مانع أنا يناسبني كمان ساعتين.
نغم: إللي تشوفيه ابعتيلي عنوان العيادة وهكون عندك في الموعد.
أنهت جنى الحديث مع نغم بعد أن أرسلت إليها العنوان، لتغلق معها وتبدأ في تناول وجبة الإفطار على أنغام فيروز ليتبادلا أطراف الحديث إلى أن تفاجأت من مرور الوقت سريعاً، لم يتبق على موعدها سوى ساعة ونصف
جنى: يااه يا ماما الوقت عدى بسرعة أنا لازم أقوم أغير هدومي وأنزل،
شوفي لو محتاجة حاجة من تحت افتكريها على ما أجهز.
أم جنى: مش عايزة حاجة أنا لو افتكرت هبقى أكلمك.
أسرعت جنى إلى غرفتها لتخرج بملابس أنيقة جدًا تليق بلونها الخمري، جمالها عربي ذات ملامح واضحة وعينان ساحرتان أن رأيتها لن تستطيع أن تكف النظر إليه، في جمالها سحر غريب يلفت الأنظار أينما كانت،
أعلنت خروجها من المنزل بأبهى طلة.
جنى: ماما أنا نازلة لو عوزتي حاجة كلميني بقى.. أدعيلي يا ست الكل.
أم جنى: ربنا يحفظك يا بنتي ويرجعك بالسلامة.
أغلفة الباب خلفها مسرعة وقد استقلت سيارتها لتمضي في طريقها بأتجاة عيادتها الخاصة.. جنى: كويس أوي وصلت في معادي.
جنى باستنكار
جنى: مين دي إلى واقفة برا معقول تكون نغم؟
اقتربت جنى من باب العيادة لتلحق بها نغم.
نغم: أستاذة جنى أنا نغم إللي كلمتك.
جنى: أهلًا بيكِ يا حبيبتي، بس ثواني أفتح الباب النهاردة التلات وبنكون إجازة بس بعد ما شوفت إصرارك قولت لازم أفتح وأقابلك تفضلي يا نغم.
بعد أن دخلتا مكتبها الخاص.
جنى: أتفضلي أرتاحي.
بصي يا نغم أنتِ هنا عشان تحكي وأنا أسمع، هداخل بس في الوقت المناسب.. وإن شاء الله تكون تجربة مفيدة.
بدت نغم فتاة جميلة في العشرينات من عمرها ولكن كان الحزن وعلامات الإرهاق وقلة النوم تخيم على ملامحها، لتعطيها بضع سنوات فوق عمرها الحقيقي.
نغم: أنا عندي ٢٧ سنة متجوزة من ٤ سنين.
هنا بدأت عضلات وجهها في الأرتخاء وبدأ توترها في الزوال
لتكمل.
جوزي كان زميلي في الجامعة حبينا بعض جدًا، هو كل حاجة حلوة في حياتي، هو الإيد إلى بتطبطب عليا لما بزعل الحضن إلى بيحتويني السند إللي مقوينى.. هو كل حياتي.
كان الخوف يسكن عينيها منذ اللحظة الأولى، تابعت
نغم: من أول ما اتخطبنا لحد أول سنتين جواز كنا أسعد اتنين ممكن تقابليهم، خروجات، سهر، ضحك، حبنا كان بيزيد مبيقلش، فضلنا على الحال دا لحد.. .
* * *
لو كنا نعلم ما يخفيه الغيب؛ لأختارنا
الوقوف عند نقطة البداية.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما لا تبوح به النساء)