رواية الثلاثة يحبونها الفصل الخامس 5 بقلم شاهندة
رواية الثلاثة يحبونها الجزء الخامس
رواية الثلاثة يحبونها البارت الخامس
رواية الثلاثة يحبونها الحلقة الخامسة
إنتفض يحيى على صوت صراخ رحمة بإسم راوية لينخلع قلبه من صدره وهو يسرع إلى جناحه، يشعر بوجود خطب كبير بينما كان مراد بدوره في حجرته يرتدى ملابسه ويستعد للنزول حين إستمع إلى صرخاتها الآتية من جناح أخيه ليسرع في إرتدائه بنطاله ثم يخرج مسرعا، متجها الى هناك ينتابه القلق الشديد،.
كان يحيى هو أول من دلف إلى الحجرة ليجد راوية أمامه مسجاة على الأرض بينما رحمة بجوارها ترفع رأسها بين يديها تحتضنها وتبكى بحرقة، لينفض جزعه جانبا وهو يتجه إلى راوية شاحبة الوجه، يأخذها من بين يدي رحمة ويحملها ممددا إياها على السرير ليمد يده يتفحص نبض وريدها وسط حالة من الصدمة سيطرت على رحمة وجعلتها عاجزة عن النطق بحرف، تتابع ما يفعله بذهول جزع، تخشى ان تكون أختها قد فارقت الحياة، بينما دلف مراد في تلك اللحظة لينظر إلى هذا المشهد متوجسا بدوره، توقف بجوار رحمة القابعة أرضا لينحنى ويمد يديه، يمسكها من يدها لتنظر إلى يده ثم ترفع عينيها إليه وهي مازالت في حالة من الصدمة وينظر هو إلى ملامحها الشاحبة وذهولها في شفقة، ليغمض عينيه ثم يفتحهما مطمئنا إياها، لتفيق هي من تلك الحالة و تتمسك بيده لتنهض ببطئ وتقف إلى جواره، ثم تترك يده بينما تنزل دموعها وهي تتضرع إلى الله من كل قلبها أن تكون أختها بخير.
رغما عنه أحس مراد بقلبه يدق لها، يشفق على أحزانها، يود لو يضمها إلى صدره الآن ويطمئنها على أختها، ولكنه قبض على يديه بقوة كي لا يفعل، بينما كانت رحمة تنظر إلى يحيى الذي أمسك بزجاجة عطر ونثر على يده بضع قطرات منها ثم قربها من أنف راوية، لتبدأ راوية في إظهار بعض ملامح الحياة على وجهها، وهي تعقد حاجبيها بألم ثم تفتح عينيها ببطئ، زفر يحيى بإرتياح ثم لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها ليدرك ماحدث بينهما في غيابه، لابد وأن رحمة أحزنت راوية لسبب ما، وتلك الدموع دليلا على ذلك، ليلتفت إلى رحمة بغضب ويتجه إليها بخطوات سريعة، تبدو على ملامحه كل إمارات الشر، لتشعر رحمة لأول مرة بالخوف منه وتلجأ إلى صدر مراد الذي شعر بالإرتباك للحظات قبل أن يمد ذراعه ويحيطها بها ليتوقف يحيى بصدمة وهو يراها تلجأ إلى صدر أخيه خوفا منه، يشعر بالإحتراق وهي في حضن أخيه، يشعر حرفيا بروحه تسحب منه والدموع تترقرق بعينيه ليعقد مراد حاجبيه بحيرة من نظرة الضعف الممتزجة بالحزن القابعة بعيني أخيه والمتلألأة بدموع لم يرها أبدا في تلك العيون العسلية، ليطرق يحيى برأسه للحظات ثم يرفع وجهه مجددا ليرى مراد برودة إجتاحت ملامح أخيه وصقيع في تلك العيون وكأنهما عينان خاليتان من الحياة تماما، وهو يقول بنبرة صارمة:.
إيه اللى حصل بينكم يارحمة؟
قالت رحمة بإضطراب:
محصلش حاجة.
هدر قائلا:
لأ حصل ودموع أختك دليل، هو انا مش قايلك إن راوية تعبانة ومنبه عليكى ما تضايقيهاش؟
خرجت رحمة من محيط ذراع مراد تنظر إلى ملامح يحيى الباردة قائلة بنبرات حزينة:
غصب عنى، هي طلبت منى حاجة مش هقدر أعملها ولما رفضت زعلت بس والله ما قصدت أضايقها، أنا بس مش هقدر أنفذ طلبها.
عقد يحيى حاجبيه قائلا:
وإيه هو الطلب ده؟
أطرقت برأسها أرضا قائلة:.
دى حاجة تخصنى أنا وهي وياريت متدخلش فيها.
قال يحيى بعصبية:
مادام تخص راوية تبقى تخصنى، راوية مراتى ولا نسيتى؟
قال مراد:
اهدى بس يايحيى، الأمور متتاخدش بالشكل ده.
إلتفت إليه يحيى قائلا بغضب:
أومال تتاخد إزاي يامراد؟، بالأحضان؟ولا بالحنية والطبطبة زي ما بتعمل إنت، شكلك نسيت إن اللى أدامك دى رحمة، رحمة اللى داست على شرفنا ومرمغته في الوحل ومش بعيد تكون هي السبب في موت هشام…
قاطعته رحمة قائلة بحدة:.
من فضلك، لغاية كدة وكفاية، أنا مسمحلكش.
إقترب منها يحيى يقول بصوت كالفحيح:
بتقولى إيه؟تسمحيلى؟طب لعلمك بقى، تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر، أقول اللى أنا عايزه في بيتى يا،
ليصمت لثانية ثم يستطرد بسخرية قائلا:
يارحمة هانم.
رفعت رحمة رأسها قائلة بإباء:
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيه، بس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحد، أنا ماشية من بيتك يا…
لتستطرد بسخرية قائلة:
يايحيى بيه.
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول:
رحمة، إستنى متمشيش.
إلتفتت إليها رحمة تنظر إلى ملامحها الشاحبة بشدة لتتغير ملامحها الباردة ويظهر القلق على وجهها وهي تقترب من أختها متجاهلة تلك النظرات الغاضبة الثاقبة المنصبة عليها من قبل يحيى، بينما يقف مراد يتابع مايحدث بصمت، لتقول راوية بضعف:
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة، موافقة على طلبى ولا لأ؟
توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيى الذي يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدة، لتبتلع ريقها قائلة بصعوبة:
مش وقته يا راوية الكلام ده، هنأجله لوقت تانى، إتفقنا؟
قالت راوية بإصرار:
لأ وقته، أنا عايزة أعرف حالا، موافقة تتجوزى يحيى بعد ماأموت وتربوا هاشم في حضنكم ولا لسة رافضة؟
إتسعت عينا رحمة بصدمة، وألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها في حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيى من صدمته ويقول بغضب:.
إنتى بتقولى إيه ياراوية؟ إنتى اكيد إتجننتى.
نظرت راوية إليه قائلة في حزن:
بالعكس أنا عقلت، مواجهتى للموت خلتنى أفكر بعقلى، مش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة، ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها برده، دى رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى.
في تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون، يدرك يحيى في غيرة وغضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات، ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيى يقول بحدة موجها حديثه لراوية:
ممكن تنسى الكلام اللى انتى بتقوليه ده خالص، وتركزى في مرضك وتحاولى تقاوميه بكل قوتك، ومتستسلميش بالشكل ده، لو مش هتقاومى عشان نفسك فقاومى عشان خاطرى وخاطر هاشم.
أدمعت عينا راوية قائلة:
أنا حاسة بالموت قريب منى أوي، مبقاش فيه وقت خلاص، واللى بعملوا ده عشان خاطرك وخاطر هاشم، ولازم تعرفوا إن دى رغبتى الأخيرة ومش هسمح لحد فيكوا يرفضها، مفهوم؟
إندفعت رحمة تجلس بجوار أختها تضمها بحزن ودموعها تنطلق بدورها قائلة:
متقوليش كدة، قلتلك إنتى هتعيشى، مش هنسمحلك تمشى بالسهولة دى.
خرجت راوية من محيط ذراعي رحمة وهي تمسك يد رحمة بقوة تغالب بها ضعفها قائلة بحزن:.
مش بإيدك ولا بإيدى ولا حتى بإيد يحيى، ده قدر، المهم دلوقتى إنى لازم أسمع موافقتكم.
قال يحيى بحدة:
مستحيل أوافق على الكلام ده طبعا.
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته الحادة النافرة منها لتطرق هي بحزن قائلة:
أنا كمان، مستحيل هوافق.
زفرت راوية في يأس قائلة:
إنتوا مخليتوش أدامى حل تانى غير إنى أقولك يايحيى…
قاطعتها رحمة قائلة في صدمة:
إستنى يا راوية.
نظرت إليها راوية قائلة في هدوء:.
أستنى إيه يارحمة؟
قالت رحمة في يأس:
أنا، أنا موافقة.
نظر إليها يحيى بصدمة يدرك أنها وافقت على الزواج منه بعد رفضها القاطع منذ قليل والذي مزق قلبه ولكن الغضب الكامن في نفسه أخبره انه لا يريد ايضا أن يقترن بها، أم أنه وفى أعماق قلبه كان غاضبا من نفسه لأنه أراد ذلك وبشدة، ولكن رغما عنه انتابته الحيرة لقبولها المفاجئ ذاك، لينفض افكاره على تنهيدة إرتياح خرجت من شفاه راوية وهي تلتفت إليه قائلة:.
وإنت يايحيى؟لسة رافض؟
قال يحيى بغضب:
إنتوا اكيد إتجننتوا، وأنا مش مستعد أقف ثانية واحدة وأسمع جنانكم ده، أنا مش موافق وبقولها أدامكم أهو، مش موااافق.
ثم إندفع مغادرا تتابعه عيونهم لتلتفت راوية إلى رحمة التي أغروقت عيناها بالدموع قائلة:
هيوافق، أهم حاجة كانت إنك إنتى توافقى يارحمة، أما يحيى فسيبيه علية أنا هعرف إزاي أقنعه.
نهضت رحمة وهي تقول بصوت متهدج:.
أنا مش هقدر اسامحك أبدا على إنك أجبرتينى على إنى أوافق ياراواية، إنتى بترتكبى اكبر غلطة في حقنا كلنا وبكرة أفكرك.
ثم غادرت الحجرة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها راوية بعينيها قبل أن تقول بهمس:
مبقاش فيه بكرة يا رحمة، أنا بصلح الغلط اللى عملته زمان، قبل فوات الأوان، وصدقينى، بكرة إنتى هتسامحينى وهتعرفى إنى كنت صح، وساعتها…
نظرت إلى السماء قائلة:.
ياريت تفتكرينى بدعوة تخفف عنى ذنوبى اللى شلتها من يوم ما قبلت أكسر قلبك وقلبه يارحمة.
لتغمض عينيها تشعر لأول مرة منذ أمد بعيد، بأنها تفعل الصواب.
مررت بشرى أظافرها الطويلة المطلية باللون الأحمر القانى على طول صدر مجدى العارى والمتمدد بجوارها على السرير لتأخذ بأصابعها تلك السيجارة المتعلقة بشفتيه وتضعها بين شفتيها تأخذ منها نفسا عميقا ثم تطلقه، لتضعها مجددا بين شفتيه ثم تنهض من السرير ترتدى ثيابها ليتأمل مجدى جسدها بعيون إمتلأت بالرغبة مجددا ليقول بلهجة ثقيلة ممطوطة:
إنتى ماشية بسرعة كدة؟
توقفت بشرى عن عقد أزرار بلوزتها القطنية وهي تنظر إليه قائلة:
هو أنا مش قايلالك إن رحمة جت، ولازم أكون في البيت.
نهض من السرير يقترب منها وهو يقول:
قلتيلى، بس الساعة لسة ٨، مستعجلة ليه بس على حرق الدم؟
ليرفع يده يحل أزرار بلوزتها مجددا وهو يقول بنعومة:
بصراحة انا لسة مشبعتش منك.
أبعدت بيديها يديه قائلة وهي تعاود عقد تلك الأزرار:.
والله إنت فايق ورايق يامجدى، وأنا مش رايقالك خالص، إبعد بقى خلينى ألبس وأمشى، أنا روحى بقت في مناخيرى.
أمسك مجدى بيديها آخذا إياها إلى السرير يجلسها قائلا:
إهدى بس ياحبيبتى، أنا مش قلتلك متتعصبيش.
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق:
متعصبش إزاي بس، إنت نسيت انا قلتلك إيه؟، جوزى طلع بيحب رحمة هو كمان، ورحمة رجعت وشكلها هتكوش على كل حاجة من تانى، رجالة وفلوس عيلة الشناوي، وأنا هطلع من المولد بلا حمص.
أشار إلى عقلها قائلا:
وده راح فين؟زي مادبرتيلها بيه مصيبة قبل كدة، تدبريلها مصيبة من تانى.
زفرت قائلة:
مبقاش فية عقل يامجدى يفكر، من ساعة ماعرفت إنها راجعة وسمعت إن مراد بيحبها وأنا هتجنن.
عقد مجدى حاجبيه قائلا:
اللى يسمعك دلوقتى يفتكر إنك بتحبى مراد وغيرانة عليه مش آخداه سلمة توصلى بيها للى إنتى عايزاه، وبعدين انتى قلتى إنك سمعتيه بيقول إنه كان بيحبها، كان، يعنى مفيش خوف منها دلوقتى.
نظرت بشرى إليه قائلة في حقد:
مراد فعلا سلمة لفلوس عيلة الشناوي، بس مجرد ما عرفت إنه كان بيحبها خفت، إنت متعرفش رحمة وتأثيرها، هالة البراءة اللى حواليها واللى بتشدك ليها زي السحر، مش كفاية يحيى بيحبها عشان تاخد مركزها وقوتها جوة العيلة؟، دلوقتى مراد كمان.
صعد مجدى إلى السرير وجلس خلفها يمسد لها كتفيها قائلا بنعومة:.
يحيى مبقاش يحبها بعد اللى حصل زمان، ولو لسة فيه رماد فاضل من حبهم إحنا هنزيحه خالص ونمحيه، أما مراد فإشغليه، خليه ميشوفش غيرك، هو انا برده اللى هقولك تعملى إيه عشان تكسبيه، بس متزوديش العيار عشان بغير،
ليصمت لثانية يهدئ مشاعر الغيرة بداخله ثم يستطرد قائلا:
صدقينى يابشرى عمر ما رحمة هتكون أد ذكاءك وجمالك، لو آمنتى بده، بسهولة هتغلبيها.
أحست بشرى بالإسترخاء بين يديه تدعم حركاته كلماته المشجعة لتهمهم موافقة، إبتسم مجدى وهو يقبل عنقها يتمرغ فيه بقبلاته نزولا إلى كتفها، ثم يمددها على السرير ويعتليها يغرقها بقبلاته فبادلته إياها بشغف، بإثارة، ليمد يده ويخلع عنها بلوزتها التي نجح في حل أزرارها دون ان تعترض مجددا ليقبلها مجددا وينهل منها ما يشاء وهي مستسلمة لتلك المشاعر الثائرة والتي تشعر بها فقط في أحضان، الرزيلة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الثلاثة يحبونها)