روايات

رواية مهمة زواج الفصل السابع 7 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الفصل السابع 7 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الجزء السابع

رواية مهمة زواج البارت السابع

مهمة زواج
مهمة زواج

رواية مهمة زواج الحلقة السابعة

ـــ و بعدين يا داري… هتفضلي قافلة على نفسك كدا كتير؟!…. ايه؟!..هو اللي خلق أدهم مخلقش غيره..
نظرت لأمها بعينين دامعتين و لم تعقب، ثم تحشرج صوتها و هي تقول بألم:
ـــ مامي انتي متعرفيش أنا عملت ايه عشان أدهم ياخد باله مني و يخطبني.. سيبيني بقى أرجوكي مش عايزة أسمع كلام من حد تاني.
رمقتها أمها بغضب بالغ ثم قالت بانفعال:
ـــ طيب.. أنا ليا كلام تاني مع شريف.
رمقتها بلا اهتمام و عادت ترثي حظها، فرغم تلك الخطة المحكمة التي عاونتها بها إحدى صديقات السوء مستعينه بإحدى الدجالات لتوقعه تحت تأثير السحر إلا أنه حدث ما كانت تخشاه.
ـــ و بعدين يا شريف… احنا هنفضل واقفين نتفرج على بنتنا و هي بتضيع مننا كدا.
نظر لها ببسمة ساخرة ثم تحدث بثقة:
ـــ أدهم هيرجعلها متقلقيش….الجوازة دي شكلها مش مريحني… شاكك انها مأمورية من مأمورياته و طبعا مكتم عليها عشان متتعرفش..
أخذ نفسا عميقا من سيجارته النفيسة و راح ينفث دخانها براحة ثم قال بمزيد من الثقة:
ـــ أنا كلفت حد من رجالتي يجبلي قرار الجوازة دي و يعملي تقرير وافي عنها.. و لو طلع اللي في دماغي صح يبقى خلاص خلصت..هيرجع متقلقيش.
زفرت بعنف و هي تهوي بجسدها على أقرب مقعد لها ثم قالت بضيق:
ـــ أنا كنت ما صدقت خلصنا منه… انت عارف لو اكتشف حقيقة شغلك في الاستيراد و التصدير هيعمل ايه؟!
ضحك بملئ فمه ساخرا ثم عادت ملامحه للجدية ليقول بنبرة تفوح منها الشر:
ـــ بالعكس بقى…أنا عايز سيادة الرائد أدهم باشا الكيلاني يكون جوز بنتي عشان يبعد عننا عيون المباحث.. و متخافيش… مش هيشك حتى و لو واحد في المية في شركتي و مصانعي.
ـــ مش عارفة انت جايب الثقة دي كلها منين؟!
تشدقت بتلك الكلمات و قلبها ينبض عاليا من الخوف، فأخذ يطالع إحدى الملفات بين يديه ثم قال بلا اهتمام:
ـــ سيبك من الخوف اللي انتي فيه دا يا شاهي و روحي خلي الشغالة تعملي فنجان قهوة سادة.
تركته غائصا بدوامة شره يفكر في صفقة جديدة في ظاهرها أنها تجارة شريفة تفيد البلد، بينما تخبئ بباطنها سموم تقتل شبابنا، و هذا الرجل “شريف الزغبي” الذي ليس له من إسمه نصيب، يتلذذ بصفقاته المحرمة…
بينما ندى أخذت تدور بغرفتها ذهابا و ايابا و هي تفكر كيف لها أن تتخلص من حبها له الذي يجعلها ضعيفة أمامه، تخشى كثيرا أن يشعر بذلك العشق الذي تُكنه له منذ سنوات… فهي تأخذ ذلك الأمر على كرامتها للغاية.
ـــ لازم أتعامل معاه عادي و كأننا اخوات.. أصحاب..
أصحاب؟!.. نعم فهذا هو الحل الوحيد.. فإما يحبها و يقولها لها صراحة…و إما أن يفترقا متى اطمئنت على أبيها و تمكنت من العودة إليه.
خرجت من غرفتها بعدما أحكمت حجاب الاسدال حول رأسها راسمة في مخيلتها حياة جديدة بصحبته، ربما يكتشف فيها ما يجذبه لهواها و تتبدل الأحوال إلى ما تتمناه.
دلفت إلى المطبخ ثم فتحت الفريزر لتستخرج منه دجاجة مجمدة ثم فتحت الثلاجة لتستخرج ما تحتاجه من خضروات و مكونات أخرى لطبختها التي ستعدها بنفسها… تقنع ذاتها أن الحياة لن تقف عند حبيب ضائع أصبح لها و لكن قلبه ليس من نصيبها.
أصابه الملل البالغ من طول فترة مكوثه بغرفته، فهو غير معتاد على ذلك، و معدته أصبحت تتضور جوعا، فقرر الذهاب إليها ليسألها عن أي طعام يطلبه لها ليتناولاه سويا.
بمجرد أن فتح باب غرفته داعبت أنفه رائحة الطعام الذكية الآتية من المطبخ.
للوهلة الأولى ظن أن أمه قد أرسلت وفاء لتعد لهما وجبة الغداء، و لكن طمس ظنه صوتها العذب الصادر من المطبخ و هي تدندن ببعض الأناشيد الدينية.
ابتسم بلا وعي من شدة عذوبة صوتها الذي يطرب الآذان.
استند إلى باب المطبخ و هو يستمع لأنشودتها الجميلة “مصطفى مصطفى… منبع للصفا.. سيد الأنبياء.. مشعل للوفاء… كان في عطفه لليتامى دفا”
كان يراقبها بابتسامة معجبة، و كانت هي تقلب الطعام مولية ظهرها له و تدندن بأريحية غافلة عن ذلك الذي يراقبها باهتمام.
التفت ناحية الثلاجة فتفاجأت به واقفا يطالعها ببسمة أخجلتها، فأخفضت عينيها أرضا و هي تقول:
ــــ انت واقف هنا من امتى؟!
ـــ امممم… يعني من خمس دقايق بس.
ابتسمت بخجل ثم حاولت التحلي بالشجاعة لتقول مغيرة مجرى الحديث:
ـــ خلاص أنا خلصت الأكل… هتتغدى دلوقتي؟!
أومأ موافقا ثم عاتبها:
ـــ بتتعبي نفسك ليه… انا اصلا كنت جاي اشوفك عايزة تاكلي ايه نطلبه من أي مطعم كويس.
زمت شفتيها برفض قائلة:
ـــ لا أنا مش بحب أكل المطاعم… أنا و بابا متعودين على الأكل الصحي.
رفع كتفيه لأعلى متمتما:
ــــ تمام زي ما تحبي.
ـــ طيب أنا هغرف الأكل و جاية وراك.
ـــ أساعدك؟!
رمقته بتردد ثم قالت بخجل:
ـــ لا متتعبش نفسك.
تجاوز ردها ثم دلف ليتوجه ناحية الأطباق يلتقط بعضا منها تحت نظراتها المندهشة.
ـــ هتفضلي تبصيلي كدا كتير؟!
هتف بها دون أن يلتفت لها و كأنه يراها بظهره، فانتبهت لحالها ثم عادت تتحرك بالمطبخ بتوتر بالغ و هي تحاول أن تتماسك قليلا.. فقد استطاع أن يثير حبها له من جديد و هي التي ظنت أنها ستُنحيه جانبا و لو لفترة مؤقتة.
انتهيا من الطعام ثم ساعدها في إعادة الأطباق إلى المطبخ، ها هي ترى فيه جانبا جديدا و خلقا حميدا لطالما تمنته أي زوجة في زوجها.
و حين هم بالخروج من المطبخ نادته تستوقفه:
ـــ أدهم..
ـــ نعم؟!
ـــ ممكن نتكلم؟!
ـــ يا ريت.
ـــ هغسل الأطباق و هجيلك الصالون.
ـــ تمام.. هستناكي.
بعد عدة دقائق أقبلت عليه بعدما استجمعت كامل شجاعتها، جلست في الكرسي المقابل له ثم قالت بنبرة نادمة:
ـــ أولا أنا آسفة على اللي حصل مني الصبح؟!
ضيق ما بين عينيه متسائلا بمكر:
ـــ ايه اللي حصل أنا مش فاهم؟!
ازدردت لعابها بصعوبة و بؤبؤي عينيها يتحركان بعشوائية ثم قالت بخجل بالغ:
ـــ خلاص مش مهم.
ضحك من مظهرها الذي يشبه الكتكوت المبتل، فرمقته بحنق ثم توقف عن الضحك قائلا بجدية:
ـــ مشكلتك انك حاطة جوازنا في إطار العلاقات المحرمة.. ليه مثلا منعتبرش نفسنا في فترة خطوبه بنتعرف فيها على بعض؟!
ابتسمت بسخرية:
ـــ ماهو علاقة الخطوبة برضو ليها حدود و مينفعش فيها تجاوز زي اللي أنا عملته النهاردة.
تنهد بعمق ثم قال مغيرا مجرى الحديث:
ـــ في حاجه تانية عايزة تقوليها؟!
أومأت موافقة و هي تقول بنبرة طفولية متحمسة:
ـــ ايه رأيك نبقى أصحاب؟!
نظر لها باستفهام فاسترسلت موضحة:
ــــ طالما انت مش شايفني زوجة ليك… و انا كمان مش مستعدة للجواز بالطريقة اللي اتجوزنا بيها… ايه المانع نكون أصحاب لحد ما ربنا يسهل و بابا يخرج من محنته و أرجعله تاني.. بدل ما احنا كدا عاملين زي القط و الفار.
ضحك من تشبيهها الساخر، و لكنه استحسن الفكرة فسألها متوجسا:
ـــ بس انتي متأكدة من كلامك؟!.. عارفة يعني ايه هنكون أصحاب مش زوجين؟!
رمشت بعينيها مستفهمة فاسترسل موضحا:
ـــ يعني لو في يوم أعجبت ببنت هاجي أحكيلك عنها عادي و يمكن أعرفك عليها كمان!!..
قال عبارته و هو يتفرس ملامحها بدقة، يريد أن يتأكد من شكوكه كونها تحبه بالفعل أم أنها مجرد أوهام.
رسمت الثبات ببراعة على ملامحها، فهي من اختارت ذلك الدرب و قد تيقنت من سؤاله لها الآن أنها اختارت الصواب بدلا من أن تعيش في وهم انتظارها لاعترافه بحبه لها.
ـــ عادي يا أدهم… و أنا برضو لو قابلت انسان كويس أكيد هحكيلك عنه.. ولا إيه؟!
ـــ حقك طبعاً طالما هنكون مجرد أصحاب.
صدمها جوابه للغاية حتى أنها كادت أن تركض من أمامه لتبكي بغرفتها… ألهذا الحد لا يملك نحوها و لو القليل من المشاعر؟!…. يرى أمر ارتباطها بآخر حق لها؟!..
ـــ و لو دا حصل ساعتها هديكي كامل حريتك ترتبطي بالشخص المناسب ليكي… انتي في النهاية أمانة عندي يا ندى و حقك تعيشي حياتك و تحبي و تتحبي… انتي مالكيش ذنب في مشاكل والدك.
لم تعد تتحمل سماع المزيد.. بدأ الشعور بالندم على اقتراحها الأبله يتسلل إليها، و لكن ما ألقاه على سمعها لم يكن إلا اعترافا جديدا لها بأنها لا تُمثل له سوى مهمة عمل لا أكثر..هذه هي الحقيقة.. دائما مذاقها مر.
ـــ حقيقي احترامي ليك بيزيد كل يوم..
قالتها بسخرية و لكنه ظن أنها جادة، فأجابها بجدية أكثر:
ـــ انتي زي ريم أختي بالظبط… في نفس مكانتها بالنسبالي.. و اللي مرضاهوش لأختي مش هرضاهولك يا ندى.
أغمضت عينيها بألم يصرخ به قلبها… ماذا تنتظر أكثر من ذلك… لقد كانت كلماته تلك بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
أومأت متظاهرة بالامتنان، و ما أنقذها من ذلك الموقف المؤلم هو صوت الأذان الذي صدح في السماء يعلن عن صلاة المغرب.
نهضت تلملم اسدالها سريعا و غصة أليمة عالقة بحلقها:
ـــ أنا هقوم اتوضا بقى لصلاة المغرب.. عن اذنك.
لم تنتظر رده و انما فرت الى غرفتها و هي تسند موضع قلبها الذي يؤلمها بشدة.
لم تتوقع قبوله لمقترحها بهذه الطريقة.. ظنت أنه سيحاول درئها… يقنعها بأن تعطي لزواجهما فرصة.. و لكن أن يوافق بهذه السهولة و أن يسمعها تلك المهاترات؟!.. لم تتوقع….الآن فقط أدركت مدى حماقتها و سلامة نيتها التي كادت أن تسلبها كرامتها أمامه.
عودة لمحافظة سوهاج
ـــ و بعدهالك يا ابو البنات… البت صافية اهي خلصت امتحانات بجالها ياچي شهر و الغندور ولد اخوك لا حس ولا خبر… ولا هو كان كلام نسوان.
هب من مقعده بانفعال ليزجرها بحدة:
ـــ اتحشمي يا مرة… مِعتِصم لو سمعك هيجتلك.
لوت شفتيها لجانب فمها قائلة بسخرية:
ـــ خايف منيه يا سبعي؟!…ما ينفذ اللي اتفجنا عليه عاد..
رد بتأكيد:
ـــ هينفذه… تلاجيه بس ناسي.. هو الراچل هيفتكر ايه ولا ايه؟!
اقتربت منه تحدثه بجانب أذنه بصوت كالفحيح:
ـــ خلاص يبقى تروحله العشية تفكره… البت كبرت و ادورت و عرسانها كل يوم بيدجو الباب و اني أجولهم لاه البنتة محچوزة لـــحَمَد ولد عمها.
ابتعد عنها بعدما انتهت من فحيحها و هو يقول باشمئزاز:
ـــ خلاص يا كيداهم اتهدي بجى يا وَلية زهجتيني… أباااي.
نفض جلبابه من الحنق ثم تركها قاصدا دوار معتصم ابن أخيه لكي ينفذ ما أملته عليه زوجته لعله يتخلص من طنينها المزعج في أذنيه.
ـــ يا أهلا و سهلا بالغالي… كيفك يا عمي و كيف أحوالك؟!
قالها معتصم بترحيب بعدما استقبله بالمضيفة و أمر له بكوب من الشاي..
ارتشف رشفة من الكوب ثم وضعه أمامه و قال بنبرة جادة:
ـــ اسمع يا مِعتصم يا ولدي… من كام سنة أبوك الله يرحمه جبل ما يفوتنا و يجابل وچه كريم اتفج امعايا بعلمك إن بنتة العيلة ميتچوزوش براها واصل… و اهو بتي كريمة الكبيرة اتچوزت واد عمك قناوي و الدور على بتي صافية و اللي ابوك خطبها لخيك حَمد و اهو خيك خلص چامعته و صافية قمان خلصت علامها.. هنستنو ايه عاد؟!
تجلت ملامح الصدمة على معتصم، فماذا يفعل بتلك المصيبة التي أحلت عليه و على شقيقه من حيث لا يحتسبوا، تلك العادات العقيمة و التي تلاحقهم أينما كانوا من ثأر ثم زواج القاصرات و غيرها و غيرها الكثير، فـ صافية ابنة عمه بالكاد أنهت الشهادة الإعدادية أي عمرها لن يتخطى السادسة عشر و شقيقه حمد لن يقبل بهذا البتة، فقد تربى على عادات أهل القاهرة و تلك الفتاة التي يراها أبوها أنثى ناضجة ما هي إلا طفلة في عيني شقيقه.
ابتلع معتصم ريقه ثم أردف بنبرة جادة:
ـــ كلام أبوي الله يرحمه سيف على رجبتي و طبعا هنفذه بالحرف يا عمي حمد.. بس أني بجول نستنى سنتين اكده على ما صافية تبلغ السن القانوني للچواز.
انتفخت أوداج عمه حمد و الذي سمي شقيقه على اسمه ثم قال باستنكار:
ـــ أباه يا مِعتِصم… من ميتى و احنا عيهمنا الحديت الماسخ ده… انت عايز البلد تاكل وشي و الكل عارف إن صافية لحمد واد عمها… يجولو عليها ايه اومال؟!.. معيوبة و واد عمها مارايدهاش؟!
أخذ معتصم يسب و يلعن في سره، فكل ما يشغل أهل تلك البلدة هو صورة كل فرد في عيون الآخرين و حسب.
ـــ يا عمي صافية ست البنات كلاتهم… أني بعمل اكده لمصلحتها… انت خابر زين مشاكل الچواز العرفي بالذات لو البنية حبلت و ولدت جبل السن.
قالها معتصم محاولا إثناء عمه عن تفكيره العقيم، و لكن الآخر رأسه و كأنها خلقت من الصخر، فهب بانفعال من مجلسه يصيح بانفعال:
ـــ خبر ايه عاد يا ولد أخوي… مكانش العشم يبجى ده ردك عليا…
صاح معتصم بصوت أكثر حدة:
ـــ اجعد يا عمي خلونا نتفج.
وصل صوتهما الى مسمع السيدة أم معتصم فأتت تستند على عصاها و حين رآها ولدها ركض إليها لسيندها حتى جلست بمجلسهم، فقالت و هي تلهث بتعب:
ـــ خبر ايه عاد ايه اللي حوصل… صراخكم واصل لآخر الدوار.
قص عليها حَمَد شقيق زوجها ما جاء لأجله و رد معتصم الذي لم يرق له أبداً فأمعنت السيدة المسنة في السمع جيدا و بعد لحظات من التفكير أردفت بنبرة قاطعة:
ـــ عمك عنديه حج يا ولدي… دياتي عوايدنا و معادش له لازمة البنتة تستنى أكتر من إكده… شينة في حجها يا ولدي..
وصل معتصم لأقصى درجات حنقه فقد ضيقت عليه أمه الخناق و قال بغضب مكتوم:
ـــ يا أمايا نعمل خطوبة و الدخلة بعد سنتين لما تبلغ السِن… أني اكده عداني العيب.
أخذ حمد يلوح بيديه و هو يقول بغضب بالغ:
ـــ يادي السن اللي فلجتنا بيه يا ولد أخوي.
ردت والدته بنبرة قاطعة:
ـــ عيب اكده يا معتصم… عمك مش هيعاود داره خايب الرچا…هنعملو خطوبة إيوة بس سنتين كَتير يا ولدي… هما شهرين تلاتة زين جوي.
اتسعت بسمة حمد مرتضيا بتصريح زوجة أخيه بينما معتصم يدير ناظريه بينهما بحنق بالغ و لم يجد من الكلمات ما يطفئ بها نيران غضبه، فقام من مجلسه و هو يقول بوجوم:
ـــ اللي تشوفوه يا أمايا… عن إذنكم.
بمجرد أن دلف معتصم غرفته حتى قام بالاتصال بشقيقه في الحال..
ـــ حَمَد… بكرة الصبح تكون عندي في البلد.
ـــ ليه يا معتصم ايه اللي حصل؟!.. أمي جرالها حاجة؟!
ـــ لا يا حبيبي متقلقش أمك بخير… هستناك.
ـــ لا بقى يا معتصم فهمني في ايه؟!
ـــ يابني قولتلك متقلقش… بس الموضوع اللي عايزك فيه يطول شرحه و مينفعش نتكلم فيه في التليفون.
ـــ طاب اديني نبذة طيب.
ـــ يوووه يا حمد… يا أخي اسمع الكلام بقى و لما تيجي هحكيلك كل حاجة بالتفصيل الممل.
ـــ طيب يا معتصم الصبح باذن الله هكون عندك.
ـــ سوق على مهلك و خلي بالك من نفسك.
ـــ ماشي يا حبيبي… سلام.
أغلق معتصم الهاتف و هو يزفر بعنف، يفكر و يفكر و لا يدري من أين يشرح لأخيه تلك المصيبة التي أحلت عليهما فجأة و الأعتى من ذلك كيف سيقنعه بتلك الزيجة و هو ذاته غير مقتنع بالمرة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهمة زواج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى