روايات

رواية اصفاد مخملية الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية البارت الحادي عشر

رواية اصفاد مخملية الجزء الحادي عشر

اصفاد مخملية
اصفاد مخملية

رواية اصفاد مخملية الحلقة الحادية عشر

“أصفاد نارية !”
الأصفاد أنواع عدة .. منها أصفاد الجسد .. ومنها أصفاد الروح !! و أصفاد الروح أيضاً عدة .. منها الأصفاد المُخملية ومنها الأصفاد النارية !!!! أصفاد صُنعت خصيصاً لحرق الأرواح وليس فقط تقييدها … تلك الأرواح تتلظّى بين دروب الوحدة والألم رغم مئات الحشود الملتفة حولها .. أرواح صنعت أصفادها خصيصاً من لهيب ، و توارت عن الأعين خلف حصون مُهلكة دون تردد لحظة واحدة !!!!

توقف عن التحرك حين اقترب من بوابة المرسم الخاص بها .. زوجته ! و حبيبة الروح والفؤاد ! مُتقلبة الأحوال و المزاج بتلك الفترة ! تنفس بهدوء قبل أن يطرق بخفة فوق الباب ويدلف إليها بابتسامة هادئة على محياه بعثر نظراته فوقها حيث جلست فوق المقعد تتناول طعامها بشرود نظرت إليه عاقدة حاجبيها ثم استقامت تتجه ناحيته بخطوات وئيدة توقف محله و بدأت ملامح وجهه بالتجمد يراقب تقدمها الخاوي باتجاهه أحاطت خصره فور أن وضعت قبلة هادئة فوق صدغه ثم انسحبت من أحضانه تقف على بعد خطوتين تهمس له :

– عامل إيه ؟!

رفع حاجبه يردد بإستنكار واضح :

– عامل إيه !!!

هزت كتفيها بلامبالاة ثم استدارت عائدة إلى طعامها و جلست تردد ببرود :

– ايواا عامل إيه نزلت بدري النهاردة .. غلط إني أتطمن عليك ؟!!

ضيق عينيه وقبض يديه بقوة إلى أن برزت عروق ذراعه يحاول كبت انفاعلات جسده و أردف لائماً :

– وكدا هتطمني ياأسيف !!

رفعت رماديتيها تنظر داخل عينيه بسكون ثم رفعت أناملها تجمع خصلاتها فوق كتفها الأيسر وهدرت بنبرة حادة طفيفة :

– خلاص يافهد براحتك متقولش حااآ…

بترت كلماتها حين وجدته جالساً القرفصاء أمامها و يقول بصوت يحمل بين طياته الحنق والحيرة والتساؤل :

– مالك يا أسيف ؟!!! إيه اللي حصل وغيرك معاياا كداا !! مش اتفقنا لو حصل أي سوء تفاهم هتصارحيني !! مبقتش فااهم مااالك !!! حكاية رنيم رجعت تخوفك منيييي !!! صارحيني مرة واحدة !! عاوزة توصلييي لإيه !!!!

راقبت ملامحه التي تتراوح بين الغضب و التساؤل عن تغير مفاجئ حدث ويحدث لها !! مقلتيه تصرخ بها بألم واضح ، وهي على يقين أنه تعمد انتقاء كلماته الآن بالرغم من ذاك الضغط الذي تمارسه عليه بإستمرار منذ أيام .. بل منذ أن بدأت تراوضها تلك الكوابيس المروعة و رعبها على صغيرها الذي ينمو داخل أحشائها يكاد يحرق الأخضر واليابس … رائعه شعارات الوله والعشق .. جميلة تلك الوعود الوردية التي يمنحها إياها بين حين وآخر وبالرغم من الوفاء الذي يغدقها به .. تظل النفس ضعيفة .. أمارة بالسوء !!!

أزاحت المقعد بجسدها إلى الخلف واستقامت تبتعد عنه وتهدر بنبرة متوترة :

– أنا متغيرتش مع حد !!!! و إيه علاقه رنيم بخوفي منك !!! ومين قاا آآ ..

بترت كلماتها حين أدركت ما تفوهت به للتو حيث تبدلت نظراته إلى ذهول وخذلان بلحظة واحده واتسعت رماديتيه و كأنه يرى كائن خرافي أمامه لكن قُضي الأمر و اعترفت أنها عادت به إلى نقطة البداية دون أن يقترف بحقها خطأ واحد منذ تعافيه !!!!

اقترب منها و تسمرت محلها تراقب تقدمه بعقل مشوش عاجز عن تبرير كلمات اخترقت قلبه قبل أذنيه .. رأته يهدر بصوت مبحوح خافت لم يخلُ من الذهول وعدم التصديق :

– يعني فعلاً خايفة مني ؟!!! يعني أنا إحساسي صح بقاله فترة و بتتجنبي وجودي عن عمد ياأسيف ؟!!! شوفتي مني إيه من وقت علاجي !!!!! أنا بحسب كلاااامي قبل مااقوله ليكِ !!!! أنا ببعد وقت شغلي عنككك عشان متعصبش قصاااادك بالغلط وافكرك بحاااجه توجعكككك !!! أذيتك في اييييه من يوم وعدييي ليكِ !!!

نكست رأسها بحزن و عادت إلى الخلف فجأة حين اقترب منها أكثر ترفع يدها للأعلى بحركة حماية واضحة ثم عادت خطوات أخرى وأخرى تراقب عينيه المذهولة الغاضبة من تلك الحركة العفوية استمرت بالتراجع و همست بخوف واضح كان يعتقد أنه نسى معالمه فوق وجهها :

– متقربش !!

توقف في الحال وكأنه آلة تتحرك وتقف بالأمر توقف قلبه عن الضجيج الآن و توقف خفقانه المتوتر و بدأ بمحاولة استيعاب تلك الكلمات الخارقة للمنطق منها حيث هدرت ولازالت نبرتها تترنح بين التوتر والقلق :

– أنا مش عارفه اقولك دا بقالي أيام ؟! بس أنا حاسه إني غلطت و ضغطت على نفسي عشان أكون معاك .. انا مش هعرف اكمل معاك !!

تحركت شفتيه تُكرر كلماتها و عجز صوته عن مجاراته و الخروج إليها اتسعت عينيها حين وجدته يُغمض عينيه الدامعتين بقوة مفرطة و يستند إلى الطاولة الزجاجية المستديرة بيد واحدة والآخرى رفعها خلف عنقه يضغط بقوة عليه و أردف أخيراً فور أن عادت أحباله الصوتية تعمل و كأنها تواري ذاك العجز عنها و تتستر على ضعفه حيالها :

– غلطتي !! ضغطي على نفسك عشان تكملي !!!

انتفض جسدها وعادت إلى الخلف تلتصق بالحائط منكمشة حين أزاح الطاولة جانباً لتصدر صوت مرتفع باحتكاكها بالأرض الرخامية الصلبة رمقها بنظرات ساخطة وعقد حاجبيه يتقدم منها و قد خانته تلك الدمعات لتتساقط منه وهو يهدر بعنف :

– مش هتعرفي تكملي معاياااا !!!! قوليلي مبرر وااااحد مقنع وأنا هخرج من حيااااااتك دلوقتتتتتت !!!! قوليلي أناااا عملتتتت فيكيييي اي عشان تتخلي عنييي في عز احتياااجيييي ليكييي !!!!!! قوليليييي ذنببببب واااااحد في حقككككك من يوم علاااااجيييي !!!!!! قوليلي ياأسيف عملتلك أي غير إني حبيتك !!!!!!

أنهي كلماته وعينيه ثابته داخل عينيها التي ترمقه بذهول و حزن انسابت دمعاتها أخيراً ليظن لوهلة أنها تراجعت عن تراهات لحظية لها لكنها هدرت من بين اجهاشها بالبكاء بغضب بالغ :

– أنتتتت مدتنيشش فرصه ارفضكككك حاوطنييي في كل مكان لو كنتتتت سيبتلييي فرصه كنتتتت هبعد عنكككك بعد ما تخف من الحاااادثة !!!!! اناااا مش هعرف اعيش حياااااتيييي كلهااا في رعببببب زي امكككك !!!!!!

انطلقت يده إلى الغلاف الزجاجي المعلق بالحائط يدكه بقوة صارخاً بها يعنفها لأول مرة منذ علاجه :

– كفايااااا !!! الاااا اميييي سااااامعه !!!!!!

توقف مجري الدماء بجسدها ورفعت حدقتيها تراقب انفعالات جسده وارتفاع صدره وهبوطه أسفل قميصه الملتصق به ثم نظرت إلى الزجاج المحطم أرضاً قبل أن تعود بأنظارها إلى عينيه التى تحولت لجمرات لهب بلحظة واحدة توقفت عن البكاء و راقبت يديه التي اتجهت إلى وجهه يُزيح دمعاته بعنف قائلاً بغضب :

– وأنا مش هجبرك أكتر من كدا !! أنتِ مش محتاجة تعيشي حياتك في رعب !!!

تجمد جسدها حين انسحب جسده الدافئ يبتعد عنها بخطوات واسعة سريعة وكأنه يفر منها أحاطت حالها بقوة و هبطت أرضاً تنتحب و تضم ساقيها إلى جسدها تحاول منع تلك الانتفاضات دون فائدة !!!

لا تراهن على مكانتك داخل القلوب ، لم يخلق الله الأحبة لتنَل منك الأوجاع .. بل خلقهم لتتشاطر تلك الأوجاع فيما بينك وبينهم .. !! لا تراهن !!! لااا تحاول تلك المحاولة النرجسية !!

#شيماء_الجندي
#أصفاد_مُخملية

-***-

أغلقت “رنيم” باب المصعد خلفها واتجهت نحو سيارة “نائل” الذي ينتظرها منذ وقت طويل لإعادتها إلى محل إقامتها المؤقت بناء على طلبات من ابن العم المتسلط بنظره !! هدر حين أغلقت باب السيارة واستقرت بالمقعد المجاور له :

– هو أنا عندي سؤال هموت و اعرف إجابته !! لما حضرتك عندك شقه اهوه و تقدري تعتمدي على نفسك وبدأتي تتطوري موهبتك اللي عليها تراب دي مع أسيف ماشاء الله يعني .. إيه اللي ربطك بواحد زي أيهم ماتتطلقي منه وتاخدي عيالك وتعذبيه كداا بدل ماهو ماشي طايح ومحدش قادر عليه و بيقول هرجعها غصب عن عينيها !!!

اتسعت مُقلتيها و تركت هاتفها الذي كادت تعبث به و أجابته بغضب واضح فوق ملامحها :

– هيرجعني اناااا غصب عنيييي !!!!!!

ضيق عينيه و أدار السيارة يتحرك نحو وجهتهم و أردف ساخراً و هو يهز كتفيه ورأسه بحركة لامبالاة :

– تقريباا والله أعلم ممكن يحاول يطلبك في بيت الطاعة .. أنتِ تعرفي إنه بعد ما سيف أخوه رجعله أملاكه اشترى ڤيلا كدا خطوتين مننا اه والله يعني مفيش دقايق ويبقا عندنا و طول ماهو قاعد مع فهد بقاا .. أصل رنيم أنا حافظها بتعمل كدا تحدي فيا و الدليل إنها مااخدتش أي خطوة قانونية لحد دلوقت ..

صاحت غاضبة في حين تشير إلى حالها بانفعال واضح :

– أنا مااخدتششش خطوااتت عشان ارجعله !!! انااااااا !!!!

هز رأسه بالإيجاب و قال وهو يراقب الطريق بالمرآة :

– شوفي يارنيم أنا اعتبرتك أسيف و بصراحة يعني هي ربت الواد فهد ولففته حوالين نفسه و بقا رايح جااي يعتذرلها رغم إنه واد شايف نفسه و مش طايق حد لكن يجي قصادها ويبقاا دبدوب بفيونكة مش زي صاحبه اللي من ساعة ما شوفتكم وهو بيعاملك بتكبر كداا و ملهوش حدود !! معلش يعنييي معلششش الراجل دا يعرف منين إنك مش واخدة إجراء قانوني عشان بترتبي شقتك و مشغولة ماهو طبيعي يقول لسه عاوزاني ويتغر في نفسه !!! تعرفي أنتِ لولاا زي أسيف اللي احنا قربنا عليهاا دييي والله ماكنت اتدخلت في خصوصياتك بس أنا خلاص اعتبرتك أختي وحبيتك كداا …

عضت على شفتها السفلية بغضب ثم أردفت بحنق :

– لف !! احنااا مش هنروح لأسيف .. هكلم المحامي و أروحله دلوقتتتتتت !!!

اتسعت عينيه حين أدرك فعلته و أردف وهو بيتلع رمقه :

– أنا بهزر معاكييي مالك افوشة كداا ليه دا انا .. آآ

قاطعت حديثه وبدأت تطرق بأناملها فوق الهاتف بتوتر طفيف :

– أنا بقااا مش بهزر و هرفع القضية وأنا بوضب الشقة و اخلص منه للأبد هو فاكر نفسه مين !!!

ألقى عليها نظرة جانبية بتوتر و همس لحاله :

– دي مش عيلة البراري بس اللي مجانين .. دي ماصدقت سخنت عليه .. أنا مني لله والله كنت نااقص ..

انتفض حين صاحت “رنيم” به بغضب :

– أنتتت ماشييي ببطء كدااا ليه هو مسلطكككك علياااا !!!

اتسعت عينيه و أردف مندهشاً :

– هو مين اللي مسلطني !!! وبعدين مش شايفة صف العربيات قداامي اهبب اي اناااا !!!

أجابته “رنيم” غاضبة :

– اتصرففففف أنااا عاوزة ألحقققق المحاااامييي !!!!

رفع حاجبيه مصعوقاً من طلبها العجيب بالتصرف في مثل ذلك الموقف المروري الاجباري و ردد متعجباً :

– اتصرف !!! اطلع فوق العربيات يعني ولا ايييي !!!!

عقدت حاجبيها و أردفت بحنق :

– معرفششش انااااا !!!

رفع جانب فمه و قلدها ساخراً :

– معرفششش انااااا !!

ثم أكمل “نائل” حين رمقته بأعين مشتعلة و ردد :

حااضر انا هتصرففف !!!

أخرج رأسه من نافذة السيارة و صاح وسط الطريق بعنف :

– فسحولنااا الطريققق ياااجماعه عشااااان معاناااا واحدة بتتطلق هناااااا !!! نتحرككككك شويااااا مع بعض كلنااا كدااا .. !!

وضعت يدها أعلى فاهها بصدمة و هدرت في حين عينيها تتنقل بخجل بين الوجوه الضاحكة والمصدومة في الطريق :

– انتتت ايه اللي عملته دااا !!!! أنت مجنون !!!

رفع يده بوجهها بحركة تحذيرية وقال عاقداً حاجبيه بجدية مبالغ بها :

– من فضلك لما نخلص قضيتك نبقا نتفاهم في تصرفاتي !!

ثم أنطلق بالسيارة يهمس لنفسه :

– قال مجنون قال دا أنا آخر حد شوفته عاقل في العيلة بنت المجانين دي كانت أمي الله يرحمها …

سألته باندهاش :

– أنت بتقول ايييه ؟!!!

هز رأسه بالسلب و لم يصرف أنظاره عن الطريق مردفاً :

– بقول يارب نلااقي المحامي فاضي عشان تتطلقي بسرعة !!!

كادت تُجيبه لكنها صمتت حين أنارت شاشة هاتفها برقم مجهول لم يكف عن محاولات التواصل معها منذ الصباح الباكر !!!!

-***-

دلف “تيم” مسرعاً إليها يُلقي متعلقاته جانباً و يجلس أرضاً يحتضن جسدها المرتجف إلى صدره ويربت فوق ظهرها بيده ويده الآخرى تحاول إزالة تلك الدمعات العالقة بأهدابها و إزاحة خصلاتها جانباً وهو يقول :

– أهدي ياحبيبتي مالك بس !!!

خبأت وجهها بصدره و رفعت يدها تكتم شهقاتها المتتالية وتكور جسدها داخل أحضانه تدس حالها و تضم جسدها إليه بقوة أكبر و تنكس رأسها أرضاً مما أدهشه لحالتها التي لم يرَها عليها منذ فترة !!! منذ تعافيها !! ماذا يحدث لها !!! حين هاتفته بصوت يرتجف تطلب قدومه على وجه السرعة دون تفاصيل تُذكر كادت تتسبب له بنوبة قلبية إلى أن أتى ورأي تلك الحالة التي يُرثى لها !!! وقعت عينيه على ذاك الزجاج المحطم فوق الأرض ليعقد حاجبيه ويردف باندهاش فجأة حين أنار عقله بطرف خيط صغير :

– هو فهد كان هنااا !!!!!

هزت رأسها بالإيجاب و ازدادت شهقاتها ارتفاعاً لتتسع عينيه و يخرجها من أحضانه يتفقد ملامحها وكاد يتسائل إن تعرض لها لكنها هزت رأسها بالسلب و أخفت وجهها بيديها تهدر بحزن شديد و نبرة متشنجة يتخللها شهقات كالطفل الصغير :

– أنا بوظت الدنيا معاه بسبب يزيييد !!!!

عقد حاجبيه بعدم استيعاب و أردف بتساؤل :

– إيه !!! يزيد !!!! هو يزيد لسه بيتواصل معاكِ !!!!

رفعت رماديتيها الباكيتين تنظر إليه بتوتر طفيف ثم نكست رأسها و همست بخفوت :

– ايوه !!!!

على الجانب الآخر داخل غرفة نوم “والد فهد” بالقصر ..

تلك الغرفة المغلقة منذ زمن !! يجلس أرضاً و يمسك تلك الصورة البالية يقلبها بين أنامله بشرود ثم أغمض عينيه الدامعتين بقوة و أطلق تنهيدة حارة ثم ضغط بقوة فوق تلك الصورة التي تضمه مع والده ثم اعتدل يمزقها بقوة إلى عدة قطع صغيرة عاقداً حاجبيه يردد بعنف :

– وأنا مش شبهه ياأسيف .. ولا هبقااا شبهه !!!

أسرع خارج تلك الغرفة و هو يرفع أكمام قميصه غير منتبه إلى ذاك الطفل الذي اصطدم به أثناء ركضه باكياً ليهبط أرضاً إلى مستوى “عمر” و يردف بصوت أجش قلق :

– مالك ياعمر !! بتعيط ليه كدا !!

دس الطفل جسده بين أحضانه على الفور و هدر غاضباً باستنكار :

– بابي مش عاوز نمشي مع مامييي أنا بكرهه !!!

استقام “فهد” واقفاً يحمله و يسير به رابتاً فوق ظهره يتبع مصدر تلك الأصوات المرتفعة و يقبل خصلاته قائلاً بحنو :

– مش قولنا الكبير يقعد مع اخواته ينفع تسيب اخواتك وتجري كدا !!

هز الطفل رأسه بالسلب ورفع وجهه يعقد حاجبيه ويُزيل دمعاته هادراً بغضب :

– أنا مش بجري أنا مشيت عشان مش بحب الصوت دا ..

ابتسم له بهدوء و زفر بحزن يُجيبه :

– ولا أنا بحب الصوت دا ..

وصل إلى التجمع ليعقد حاجبيه حين وجد صديقه يصيح غاضباً ب “نائل” الواقف ممتقع الوجه شديد الغضب :

– مفيش عياااال هتتاخد أنا سايبهم هنا فترة صغيرة أكون ظبطت أموري واخدهم بيتي غير كدااا عاوزاهم يبقااا تعيشييي معاهمممم .. !!! و الأخ اللي بيستغل غيبتي لو فضل لازق ليكيييي كدا حتى القضية بتاعتك هتخسريهاا من سُمعتك !!!

انزل “فهد” الطفل أرضاً و اتجه إليه يردف بهدوء فور أن أمسك ذراع ابن عمه الغاضب و من الواضح أنه كاد يوبخه بعنف :

– لا يارايق محدش هنا استغل غيبتك .. ولا مراتك من النوع اللي حد يقدر يستغل غيبتك معاها .. أنا عديت كتير و قولت عشان أعصابك وظروفك .. لكن أنت حياتك رجعت و اللي بيحصل قدام عياالك دي مهزلة أنا مرضاش لواحدة ست بيها .. عيالك عيالي .. وطول ماهما في بيتي أمهم معاهم .. غير كدا أنت حر ياصاحبي شيل شيلتك منغير ماتشيلني ذنبها وذنب الأطفال دي … !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى