رواية زهرة الأصلان الفصل الثلاثون 30 بقلم يسر
رواية زهرة الأصلان البارت الثلاثون
رواية زهرة الأصلان الجزء الثلاثون
رواية زهرة الأصلان الحلقة الثلاثون
تأفف الأصلان عدة مرات ليس له رغبة فى إنجاز أى عمل …. بل ليس له رغبة فى شغل نفسه بأى شىء حتى تمر ساعات الليل الكئيبة
كعادته منذ خلافه مع قطته الصغيرة …. كذلك ليس له رغبة فى الصعود إلى جناحه و الذى يعد عذابا آخر يمر به و يتقلب على فراشه حتى يرحمه النوم من أفكاره التى تتمحور حول قطته الصغيرة مرة ثم مرة …. فمرة يسأل نفسه هل تمر بما يمر به يوميا فى بعده عنها ؟! …. و مرة يتسآل عما تفعله فى لحظتها ؟!….. و مرة يتسآل عن يومها و كيف تقضيه ؟! ….. ألا ترغب بالنزول قليلا لترفه عن نفسها و ترفه أيضا عن قلبه المريض بحبها ؟ … فما الذى يمنعها بعد أن سمحت تلك الطبيبة الحمقاء لها بالحركة ؟! ….. هل هى تتعمد ذلك لتعاقبه ؟! …. ألا تسمع صراخه يوميا على أهل المنزل ؟! …. ألم تعى أنه يصرخ بها هى و ليس بهم ؟!…. ألم تفهم أنه بصراخه يقول لها أين أنتى ؟! …. ألم تفهم أنه بصراخه يواسيها و يواسى نفسه ؟! …. فيقول لها به ها أنا ذا معك أين أنت ؟! …. لما لا تصرخين أيضا لكى يصلنى صوتك ؟!….. لم لا تتدللين كمثل من فى موقعك ؟! ….. لم لا تحدث جلبة فى المنزل و تطلب ما هو يصعب جلبه ؟! ….. فيصعد هو إليها موبخا و تصر هى فيعتذر هو و تقبل هى ….. لم لا تيسر عليه الأمور كعادتها ؟ حتى ينزل هو من برجه العالى و يطلب مسامحتها …….
تنهد للمرة التى لا يعلمها حين أفاق من دوامة أفكاره و استقام من كرسى مكتبه مستسلما
ينوى الصعود إلى جناحه و يستعد لموجة عذاب آخرى يواجهها ليلا بفراشه .
1
حين خرج الأصلان من مكتبه لفت إنتباهه دخول أسامة و رائد متأففين يحملان العديد و العديد من الأكياس خلفهم بوسى و سوما بصحبة بعض الأكياس أيضا إلا أن السعادة تتقطر من وجههما بشكل مثير للضحك .
– أسامة متوجها لأقرب أريكة للجلوس عليها
بعد أن رمى ما يحمله أرضا :
آه يا ضهرى ….. آه يا رجلى …. آه
آه يا عصعوصتى .
– جلس رائد بجانبه بعد أن رمى هو الآخر ما يحمله أرضا :
آه …. مش قادر …. منكو لله .
– أصلان جالسا مقابل لهم و بسخرية :
أحسن … حد قالكوا تروحوا معاهم .
– بوسى حانقة :
بترمى الشنط ليه يا أس أس ؟!
– أسامة بحنق :
أخرسى …. و ليكى عين تردى يا قادرة ؟!
– سوما بحب :
شكرا يا أسامة …. شكرا يا رائد .
– أسامة بعيون تنطلق منها قلوب :
أنت تأمرى يا روح أسامة .
– الجد قادما من غرفة الجلوس هو و السيدة نعمة :
طلعت روحك .
– أسامة بنصف عين :
تسلم يا جدى .
” ثم غمز لسوما ”
كله عشان عيونك يا قمر .
– الجد موبخا :
قلع عينك .
– أسامة :
الله إيه يا جدى …. طلعت روحك …
قلع عينك …. إيه الجو الدموى ده .
– الجد معاتبا أصلان :
عاش من شافك يا سى أصلان .
– أصلان بحرج :
معلش يا جدى … مشغول و الله .
– الجد بوجه جامد :
أممممممم .
– الجد بعد أن غمز لبوسى :
جبتوا كل اللى أنتوا عاوزينوا يا بنات ؟
– بوسى التى فهمت على جدها و أكملت على طريقه :
أيوه يا جدى … ربنا يخليك لينا …
خلاص جبنا كل اللى إحنا محتاجينه
للكلية .
– ضحكت السيدة نعمة :
ربنا يخليك لينا يا عمى .
– أسامة حانقا :
أيوه يا ختى … ليكى حق ما أنتى
إيدك متكسرتش من شيل الحاجة ….
و كل شوية شيل يا أسامة … هات
يا أسامة لما كرهت اسم أسامة .
– الجد ينصف عين :
ما كله بتمنه … و لا أنت مكنتش عاوز
تروح معاهم ؟!
– أسامة حانقا :
عاوز طبعا …. بس متعاملش معاملة العبيد
دى .
ضحك الجد و السيدة نعمة على كلام أسامة .
– الجد :
عندك حق … ورينى يا بوسى جبتى إيه
عشان أشوف و أحكم .
– بوسى بقصد :
حاضر يا جدى … بس بعد ما أطلع لزهرة
أديها حاجتها .
– الجد بقصد بعد أن وجد أن حديثه لفت إنتباه أصلان لمجرد ذكر قطته :
زهرة … جبتيلها زى ما جولتلك .
– بوسى :
أكيد … جبت ليها كل حاجة جبنا منها أنا
و سوما زى ما أنت وصيتنى .
– لم يتحمل الأصلان البقاء صامتا فوجه حديثه الجد :
حاجة إيه دى ؟! … هيا زهرة كانت
محتاجة حاجة ؟!
– الجد معاتبا حفيده الأكبر :
مفيش دى لوازم كليتها اللى هتبدأ الأسبوع
الجاى … و أنت و هيا انشغلتوا عنها .
– أصلان بتعابير وحشية :
كلية إيه ؟
– بوسى بحنق من أخيها الأصلان :
يعنى كلية إيه ؟! … كليتنا طبعا
…. أنت نسيت إن إحنا ريحين
الجامعة الأسبوع الجاى و لا إيه ؟!
– أصلان بهدوء مخيف و تعابير جامدة :
أنتوا آه ….
” قاصدا بوسى و سوما ”
هي ” قاصدا زهرة ”
لأ ….. مفيش كلية ليها … هيا
لسه تعبانة و مش هتستحمل .
” و فى عقله كذب نفسه العديد من المرات
فهو لن يستطيع أن يجعلها تذهب لمكان
يتجمع فيه آلاف الطلاب من عمرها
و مناسبين لها أكثر منه …
فجمالها سيكون ملفت للأنظار …. و لن يكون مستعدا لمجابهة الحرائق التى تنهش
جوفه يوميا لعلمه برؤية غيره لها … كما لن
يكون أحمقا ليجعلها تذهب مع ابن عمه يوميا
و الذى لا يستريح لوجوده بينهم بالمرة
خاصة بعد أن احتفظ بقطته فى غرفته
عند إغمائها قبل اكتشافهم حملها ” .
– رائد بثورة :
إزاى ده يا أصلان …. هتحرم زهرة من
تعليمها و لا إيه ؟! … على فكرة
أهلها مش هيسكتوا لو عرفوا .
– الجد بصوت حاد :
يعنى إيه مش هتروح … أنت إتجننت فى
عقلك إياك ؟!
– أصلان بوحشية موجهة لرائد و بغض
له أكثر لتدخله بما يخص قطته :
متجيبش اسمها على لسانك ….
أنت فاهم .
– الجد بصوت جامد :
بوسى … سوما … هموا على فوج حالا .
انصرفت الفتاتان بسرعة بعد أن جمعوا حقائبهم و انطلقتا لغرفة السيدة نعمة التى تقبع بها زهرة حاليا تاركتين صراخ الكبار لهم .
– الجد بصرامة :
أيوه يا سى أصلان …. بتجول إيه بقى
…. سمعنا تانى ؟!
– أصلان ببرود :
بقول لأ مش هتروح الكلية .
– رائد بثورة :
أنت بت ……………………………
” راااااااااااااااائد ”
الصرخة ما كانت إلا للحج قدرى الذى اتبعها
بنظرة صارمة لرائد حتى لا يتفاقم الوضع .
– الجد بنفس الصرامة لحفيده الأكبر :
و أنا قولت زهرة هتكمل تعليمها زى ما
اتفجت مع أهلها …. إسراء هتكمل كليتها
مع أخوها و هى هتكمل كليتها هنا ….
أنا أديت كلمة لأبوها و الرجالة اللى حضروا
المجلس و مش هرجع فيها لو انطبجت
السما على الأرض …. فهمت .
– أصلان بصرامة :
و أنا مش راضى على مرواحها الجامعة
…. و أظن هى مراتى و أنا اللى أقول
إذا كانت تروح و لا لأ … و محدش
يقدر يدخل .
و كانت كلمته الأخيرة موجهة بالأخص لرائد .
– الجد بعصبية :
أصلااااااااااااااااااااااان .
استمر أصلان فى صمته و لم يرد إصرارا على موقفه … و لم يتدخل
أسامة لتأكده من قدرة جده على حل الأمر ولكن لم يفته أيضا موقف رائد …. كما تعجبت السيدة نعمة من أمر ابنها إلا أنها حاولت تلطيف الأجواء لتهدئة ابنها الذى يبدو أن غضبه الفترة الماضية أعماه
– السيدة نعمة بنبرة هادئة :
صلى على النبى يا بنى …. و أنت يا عمى
بلاش العصبية عشان صحتك … أكيد
هو ميجصدش .
– الجد ببرود :
و لا يجصد …. المهم إللى أن قولته
يتنفذ .
لم يرد أصلان و انطلق غاضبا إلى جناحه … بينما ألقت السيدة نعمة التحية على الحج قدرى و انطلقت لغرفتها هى الأخرى … تبعها أسامة هو الآخر بعد أن شعر بنظرات جده الموجهة فقط لابن عمه …. و ترك الجد صاحب النظرات النارية و رائد الذى بدأ يتملل
من عينين جده إلا أنه استمر فى الحفاظ على صمته على عكس الآخر الذى فشل فى ذلك .
– الجد بنظرات نارية :
طبعا مش محتاج أجولك إن أنت فى
هنا فى بيتك … لكن تدخل فى أمور ملكش
فيها ده اللى مش مجبول …. ركز فى
شغلك يا بنى و سيبك من غيرك …
فاهمنى يا رائد .
” أراد الجد الحد من التصرفات الهوجاء
لحفيده دون الخوض فى الموضوع نفسه
أو توضيح كلامه خوفا من سماع أى أحد
آخر لحديثه … كذلك كل هدفه كان تقويم
إعوجاج حفيده فقط و ليس إثارة الضغائن
بينه و بين أى فرد من العائلة … فلا فائدة
من اللوم و العتاب و إلقاء الاتهامات فما
حدث قد مر و استقرت الأمور أخيرا و ليس
من العقل إثارة المشاكل ثانية ” .
– تحمحم رائد :
يا جدى أنا مش قصدى أتدخل بين أصلان
و زهرة بس كل اللى قولته إن حرام يحرمها
من تعليمها …. البنت صعبت عليا شكلها
مجتهدة خسارة تعد فى البيت عشان
سيادته مش عاوز كده … ااااا كمان آه
الاتفاق اللى تم فى المجلس يلزمنا إن
هيا تكمل تعليمها زى ما إسراء هتكمل
تعليمها و ……………………………….
لم يجد رائد المزيد من الأسباب ليقنع بها جده
بسبب تدخله من أجل الجنية الصغيرة فصمت
متوتر ينتظر رد جده …. بينما ترك الحج قدرى
مساحة لرائد ليفرغ ما فى جبعته كما يقولون
حتى انتهى حفيده و مازال الجد لم يحد بعينيه عن عينى حفيده .
– الحج قدرى بوجه فارغ لا يظهر على صفحته شىء :
خلصت ؟!
– رائد بارتباك :
ااااا خلصت إيه ؟!
– الحج قدرى بجمود :
حججك .
– رائد بتوتر :
دى مش حجج … دى الحقيقة و الاتفاق
اللى تم بين العيلتين و ………………..
– الحج قدرى مقاطعا كلام حفيده ببرود :
كل اللى قلته ده ميخصكش .
– رائد بثورة :
لأ طبعا … ما هو لما أصلان بيه يخالف
إتفاق العيل …………
– الحج قدرى بصرامة و شدة :
برده ميخصكش …. يخالف ميخالفش
ميخصكش …. فى الأول و الآخر دى
مراته و هو حر فيها …. يعنى لو قال لأ
متكملش تعليمها محدش يقدر يغلطه أو
يقول عكس كده …. و لو حد اتكلم و الله
يبقى هو اللى غلط و هو اللى يصلح غلطه
أدام الناس اللى اتعاهدنا قدمها لأنها برده
مراته و أمرها ليه هو …. مع إنى ما أظنش
حد يقدر يخالفه فى البلد …. و عشان كده
بقولك الحكاية دى متخصكش …. أنا مردتش
أجولك قدام مرات عمك و ولاد عمك عشان
متحصلش مشاكل و تتحسسوا من بعض …
بس أنا بقولك للمرة الأخيرة يا رائد مع إنك
مش صغير دا أنت دكتور أد الدنيا كلاتها
خليك فى مصالحك اللى جاى فيها و لو
عاوز رأيى لو تجدر ترجع اسكندرية فى أجرب
وجت يبجى أحسن بلاش منها المشاكل يا
ولدى الله يرضى عليك .
أطرق رائد رأسه أرضا بعد أن صدمه كلام الجد و هزه و لم يستطع مجابهة جده الرجل المحنك الذى كشف أمره ببساطة …. كما وجد
الجد نفسه أفرغ ما فى جبعته و كله أمل أن يقوم كلامه إعوجاج حفيده … بعد أن حاول
جاهدا ألا يجرحه أو يحرجه بحديثه بل عمد إلى إفهامه خطأه فقط و هم بالذهاب لغرفته
و لكن استوقفته جملة رائد و التى خرجت من فاهه بحسرة :
لو كنت أنا مكانه كنت خلتها تكمل تعليمها .
– رد الجد الذى مازال يواليه ظهره و هو يقبض على عصاه حزنا على حال حفيديه :
فعلا لو كنت مكانه …. بس أنت
مش مكانه …. أنا خيرتك الأول
و أنت اللى رفضت و هو وافق …
يبقى تتحمل نتيجة إختيارك .
و ترك الجد حفيده يعيد حساباته و انطلق الى غرفته و ترك رائد بمفرده بصالة المنزل .
قبل قليل بغرفة السيدة نعمة :
عاودت زهرة الاستلقاء على فراشها حاليا و الذى تتشاركه مع السيدة نعمة بعد أن أنهت مكالمتها الهاتفية مع والدها و عمتها صفية المنصورى بغرض الاطمئنان على صحتها و صحة جنينيها … تلك المكالمة التى شكلت عادة يومية بالنسبة لوالدها و عمتها منذ علمهم بخبر حملها …. عمتها التى رفضت الابتعاد عنها حتى بعد زواجها و استقرت ببلدتهم بعد أن تركت كل أسباب العيش بالقاهرة …. استمرت مكالمة والديها الكثير من الوقت حيث تنقل إليها عمتها كافة أخبار عائلتها و التى لم تراها منذ زفافها على الأصلان …. كما أعطتها عمتها الكثير من التوصيات للحفاظ على صحتها و صحة أحفادها كما تقول …. فتشعر زهرة أن عمتها صفية أكثر من سعد لخبر حملها و لا تزال تذكر دموعها الكثيرة التى ذرفتها فرحة للخبر لتقول لها عند زيارتها أنها دائما ما تحمد الله على نعمه و كرمه و لطفه فلم ينساها يوما هى و زوجها فأرسلها لهم الله كأبنة ليست من صلبهم و هاهو سبحانه
و تعالى يشملها بلطفه فجعلها تشهد أيضا مجىء الأحفاد …. و ذرفت الكثير و الكثير من الدموع على عزيز قلبها زوجها الأستاذ عزت رحمه الله و الذى تشعر بسعادته لهما من مكانه و أنه لو كان موجودا سيكون هو أكثرهم فرحا بخبر حملها ….. فهو أعد زهرة كأبنته التى لم يرزق بها ….. و سيكون أكثر سعادة بقدوم أحفاده …. كما لم يكن ليترك ربيبتهما زهرة أبدا كما فعلت هى و وافقها على رأيها فى المكوث بالقرب منها .
تنهدت زهرة و ذهبت أفكارها إلى وحشها اللطيف …. ماذا يفعل الآن ؟! …. هل تناول طعامه ؟! … شرب دوائه ؟! …. لما لم تعد تسمع صياحه ؟! …. ألا يعلم أن صوته العالى هو مؤنسها الوحيد فى وحشتها التى تعيشها
دونه ؟! …. من ينظم له ملابسه و باقى أموره ؟! …. هل استعان بغيرها ؟! …. و الأهم
من كل ذلك ألم يشتاق خافقه القاسى الشبيه بصاحبه إليها ؟! …. لما لم يطل عليها فى غرفتها ؟! …. حتى و لو إدعى كذبا بأى حجة واهية و التى ستقبلها بل و تقتنع بها و لن تظهر له أنها تشك فى صحتها …. هل يجب عليها ترك نفسها و إهمال صحتها حتى ترى سوداويتيه ؟! ….. ألا يقول بنفسه أنه يجب عليه رؤيتها حتى و لو على سبيل الواجب فقط تجاهها أو حتى حفاظا على مظهرهما تجاه العائلة …. تقسم أنها ستقبل بأى تبرير فقط يأتى حتى و لو للصراخ …. ألا يشتاق أليها و يفتقدها ولو قليلا ؟! …. تخشى أن تظن أنه هانىء دونها فتتمرد على بؤس حالها
الذى أصابها دونه .
تنهدت زهرة من جديد و تشكر فى نفسها طارق باب غرفتها و الذى أخرجها من ظلمة أفكارها … و لم يكن صاحبه إلا بوسى و سوما بصحبة الكثير من الحقائب .
– بوسى بمرح :
مسا مسا يا رورو …. أحلى مسا ع
الناس الكويسة …. و أخيرا و ليس
آخرا أنا جيت نورت البيت .
لم تتمالك زهرة نفسها و ضحكت على أسلوب بوسى تلك الفتاة التى أحبتها من قلبها كذلك سوما .
– زهرة بإبتسامة رقيقة :
إيه يا بنتى اللى أنتى بتقوليه ده ؟!
– بوسى بحنق مصطنع :
الله …. برحب بنفسى يا ستى بدل
جلسة اليوغا اللى إحنا دخلناها دى .
– تدخلت سوما بعد أن ألقت الحقائب التى تحملها أرضا و اتجهت ناحية الفراش الذى تستلقى زهرة عليه :
آآآه …. خدينى جنبك يا رورو
….. رجليا اتكسرت .
– رورو بتعجب من كم الحقائب الموجودة بغرفتها :
خير … إنتوا كنتوا فين ؟ ….
و إيه الشنط دى ؟!
– بوسى بحزن لحال أخيها الأكبر و زوجته و التى فقدت حتى إهتمامها بكل ما حولها إلا أنها قالت بمرح مصطنع :
مفيش أنا و سوما روحنا نجيب هدوم
جديدة للكلية و لوازم الدراسة و كده .
– زهرة و التى أسقطت تماما أمر كليتها من تفكيرها فى ظل الأحداث التى تعيشها مع الأصلان .. قالت بحب :
آآآه … فعلا الدراسة الأسبوع الجاى
أنا عرفت من فترة بس نسيت الفترة
دى موضوع الكلية …. على العموم ألف
مبروك … كويس إنكوا فكرتونى .
نظرت كلا من سوما و بوسى لبعضهما و حمدا الله أنها لم تسمع صراخ أصلانها بالأسفل رفضا
لاكمالها كليتها … و قد أشادت بوسى فى نفسها برأى الجد الذى رفض
إخبار الأصلان بأمر ذهابها معهم و جعلهما تنتقيان لزهرة ما تحتاجه لدراستها و وضع الأصلان أمام الأمر الواقع .
– تنحنحت بوسى بمرح :
أحممممم …… لا ما هو ملوش لزوم تجيبى
حاجة …. أصل جدى خلانا نجيبلك زى اللى
جيبنا لنفسنا بالظبط عشان أنتى عارفة
إن مرواحك معانا فى مجهود عليكى و
كده .
” و حينما وجدت الفتاتان أن زهرة لم ترد
على حديث بوسى ظنتا أنها حزنت
لعدم ذهابها أو أنها كانت ترغب
بانتقاء أشيائها بنفسها لإختلاف ذوقها
عنهما جدا ” .
– لذا قالت بوسى بتبرير :
و الله يا رورو جدى قال اللى هتجيبوه
لنفسكوا هاتوا لزهرة منه …. و كمان خدنا
معانا رائد عشان هو عارف الحاجة اللى
بيطلبوها هناك و جبناها من أغلى الأنواع
….. حتى الهدوم و الميكب اللى جبناه
أنا و سوما جبينا ليكى زيها بالظبط بس
على ذوقك …. إحنا عارفين ذوقك فى
الهدوم متخافيش و كمان ……………..
– قاطعتها زهرة بمحبة :
بس بس يا بوسى …. كفاية إنكوا تعبتوا
نفسكوا و أفتكرتونى …. أنا فعلا كنت
محتاجة لكن طالما جبتوها فشكرا جدا
…. أما هدوم و كده فأنا عندى كتير
و ذوقك أنت و سوما فى اللبس جميل
جدا و رقيق و فعلا بيعجبنى .
– سوما :
بجد يا رورو …. يعنى مش زعلانة ؟!
– زهرة بتعجب :
لأ … هزعل ليه … إنتوا عملتولى خدمة
كبيرة جدا …. و ريحتونى من اللف و
ريحتوا أصلان لأنه مشغول اليومين
دول و بيتعب جدا فى الشغل و بيجى
بالليل مرهق و أنا مكنتش عاوزة اتقل
عليه كمان فى لوازم الكلية ….
” و أكملت بمرح ”
و يلا بقى يا آنسة إنتى و هيا … ورونى
جبتولى إيه … بس الأول خدوا حاجتكوا
لأوضكوا عشان منكركبش الأوضة ل ماما .
– صدمت سوما و ضحكت بوسى بشدة :
حاجة إيه ؟! … كل دى شنطك إنتى .
– زهرة بذهول لكثرة الحقائب التى ملئت الغرفة :
إيه كل دى حاجتى …. أمال أنتوا جبتوا
لنفسكوا إيه ؟!
– سوما :
زيك بالظبط .
– زهرة بصدمة :
أنتوا لميتوا اللى فى المحلات و لا إيه ؟
– بوسى ضاحكة :
فعلا برعاية كارت الفيزا بتاع جدى .
– زهرة :
و جيتوا إزاى .
– بوسى بدعابة :
مفيش … زى ما قولتلك خدنا معانا رائد
و أسامة و عربية نص نقل حملنا فيها
الحاجة .
ثم انفجرت الفتيات ضحكا على كلام بوسى
…. و زادت نبضات آخر انسحب مبكرا من جلسته مع عائلته و قادته قدماه
إلى غرفة قطته يستطلع حالها دون أن تشعر كعادته كل يوم بعد أن يذهب الكل فى نوم عميق ثم سرعان ما انسحب من موقعه خلف الباب حينما شعر بصوت نحنحة والدته على السلم المؤدى إلى الطابق الثانى مما جعله يسرع عائدا لغرفته …. فى لحظة صعود السيدة نعمة الطابق الثانى بفارق ثوانى بسيطة بينهما
…. و دخلت الى غرفتها التى وجدتها مكتظة بالحقائب البلاستيكية كما وجدت بوسى و سوما بجانب زهرة على فراشها يعرضون عليها
الحقائب التى اشتروها لها …. اتجهت السيدة نعمة إليهن بابتسامة صادقة و انضمت إليهن فى الفراش ترى ما جلبته بوسى و سوما لزهرة و تشاركهم رأيها …. حتى انتهت الفتيات و قامتا بضم الحقائب إلى بعضها فى
أحد جوانب الغرفة ليتم نقلها و تنظيمها غدا فى جناح الأصلان بعد خروجه لأعماله .
انقضى الأسبوع بطيئا بجو متوتر بالنسبة لزهرة بعد أن وصل إليها من خلال حديث أسماء التى أتت للجلوس معها فى اليوم التالى
لشراء سوما و بوسى لوازم كليتهم و أخبرتها ما فعله الأصلان يومها و موقفه من إكمالها تعليمها …. حزنت زهرة بشدة من الأمر و الذى أثر سلبا على صحتها …. فلم تهتم لدخول السيدة نعمة عليها هى و أسماء كذلك لم
تهتم لتوبيخها لابنتها بسبب ما قالته و أنها بذلك تتدخل فيما لا يعنيها و تتسبب بوجود مشكلة بين الزوجين ….. ثم صرفت السيدة نعمة ابنتها بعد أن وبختها و ألتفتت لزهرة التى وجدتها متأثرة بشدة مما قصته عليها أسماء التى توعدت لها السيدة نعمة فى سرها …. تنهدت و اتجهت للجلوس بجانب زوجة ابنها على الفراش و احتضنتها كأم حقيقية لها …. فطالما تذكرها تلك الصغيرة بنفسها عندما تزوجت لذا فهى تعى جيدا ما تشعر به …..
و طمئنت زهرة بأن الأمر ليس رفضا من الأصلان لاكمالها تعليمها أكثر من كونه خوفا على صحتها و صحة جنينيها …. و أنه سيرضى بذهابها لكليتها بعد فترة قصيرة جدا
حين تسمح طبيبتها بالحركة لها …. و أنه يمكن أن تتأكد من حديثها عند زيارة زوجها لها و هو ما لم يحدث أبدا …. كما قالت لها أن الجد أيضا رافض قرار الأصلان و أنها من الممكن جدا أن تذهب من بداية العام الدراسى كما تفعل بوسى و سوما …. و خرجت السيدة نعمة من غرفتها بعد أن لاحظت هدوء زهرة و ظنت أنها أقنعتها و هو الأمر الذى لم يحدث أيضا فلم يكن صمت قطة الأصلان إلا حزنا و قهرا من أصلانها و تأكيدا لظنها بأنه زهدها و أصبحت عبئا عليه لتشبثها به …. مما ترتب عليه أن تغير من طريقة تعاملها مع المشكلة الحادثة بينهما كذلك طريقة تعاملها معه ككل .
صباح بداية العام الدراسى فى منزل الحج قدرى و الذى يستعد فيه ثلاث من الطبيبات المستقبليات للذهاب إلى كليتهم مبكرا على الرغم من علمهن أن الأيام الأولى غير مستقرة فى جدولها الدراسى إلا أنهن أصررن على الذهاب نظرا لحماستهن الشديدة …. أنتهت بوسى و سوما من تجهيز أنفسهن و خرجتا إلى الردهة فى انتظار زهرة التى قد أنتهت فى وقت أبكر منهن و لكن قلقها من موقف زوجها
ناحية كليتها جعلها تجلس قليلا على الفراش تهدىء نفسها …. و مازالت تستعيد حديث الجد الذى جلس معها فى غرفة السيدة نعمة
و أخرج جميع الموجودين بها و أمرها بالذهاب
مع سوما و بوسى لكليتها حسب وعده لنفسه
و لأبوها …. و سيتولى هو أمر الأصلان ….
بل وصل الأمر بالجد الذى رأى تردد القطة فى عينيها إلى تهديدها بالغضب منها إذا خالفت كلامه و أن حالها من حال سوما و بوسى ….
و ما كان هذا من الجد إلا حرصا على الأمانة
و كذلك رغبة منه فى إجبار حفيده على الاحتكاك بزوجته و لو بالإجبار و أيضا يريد
أن يجعلهما يحلان خلافاتهما بنفسهم دون تدخل من أحد و لو حتى منه لذا لم يتطرق لأمر خلافها مع الأصلان .
خرجت زهرة من جناحها الذى انتقلت إليه منذ يومين كأولى خطواتها فى تمهيد حياة مستقرة لطفليها …. كذلك كأولى خطواتها فى
تعاملها مع خلافها هى و زوجها …. فهى كزوجة أولا و كأم ثانيا يعد جناحها هو بيتها الصغير
…. و ليس من الصواب عند حدوث أى خلاف بينها و بين زوجها أن تغادر الجناح من نفسها أو بناء على طلبه كما حدث عند غضبه من دودى الذى ذكر مسألة فارق السن بينهما دون قصد
….. أى أنها كما يقولون ألقت الكرة بملعبه و تبقى الأمر عنده …. فلابد لوحشها اللطيف أن يتعامل جديا مع غضبه و عنده و كبريائه لحياة مستقرة بينهما …. و هذا ما لم يحدث بين العاشقين طبعا ففؤجى هو بوجودها بالجناح مستلقية على فراشها فى راحة بملابس قطنية مريحة و عادية إلا أنها أبرزت أنوثتها فى عينيه …. و تفاجأت هى بنومه بالقسم الآخر من الجناح دون قول شىء إلا غمغمته السريعة بالسلام …. فقط دون حديث
….. دون ضحك …. دون ليال طويلة امتلئت قبلات و تنهدات سواء منها أو منه .
نزلت الفتيات إلى الطابق الأرضى يسبقهم صوت ضحكهم و همسهم
البسيط …. ليجدو باقى أفراد المنزل مجتمعين بالصالة و ليس السفرة لتناول الفطار على الرغم من إمتلائها بالعديد من الأصناف يسودهم جو من التوتر
….. صمتت الفتيات خوفا من جمود الوجوه
إلا أن الصمت لم يدم طويلا حينما قال الجد بجمود
– الجد بصرامة :
أسامة ….
– أسامة بتوتر :
نعم يا جدى .
– الجد بنفس الوجوم :
قوم وصل البنات للكلية … يلا هم .
– أسامة الذى ألقى نظرة قلقة على أخيه :
أحمممم …. حاضر يا جدى ….
يلا يا بنات .
– أصلان بجمود موجها حديثه لأسامة فقط كفعلة جده :
سوما و بوسى بس يا أسامة .
توقفت الفتيات برفقة أسامة فى طريقهم …
ينظرون لزهرة بشفقة …. بينما صدمت زهرة من موقف زوجها الذى لم يكلف نفسه فى الأيام السابقة بإبلاغها بقراره بدلا من أن يحرجها أمام الجميع إلا إنه لم يفعل …. ساد الصمت بين الجميع الذين بدأوا ينظرون لبعضهم فى قلق بسبب نظرات الجد و الأصلان لبعضهم و التى لم يعيرها الجد أى أهمية بل تحدث الجد مجددا لأسامة الذى توقف
– الجد :
أسامة خد البنات و اتوكل يا بنى .
لم يتحرك أسامة الذى لم يفهم مقصد حديث الجد بأن يذهب هو و سوما و بوسى دون زهرة أم تذهب زهرة معهم و لكن لم تستمر حيرته طويلا حينما أعاد الجد كلامه بصوت أفزع الجميع
– الجد بصراخ :
أسامة …خد البنات كلهم و أمشى .
” و شدد على كلمة كلهم ليفهم
الجميع قصده ” .
لم يتحدث أسامة و تحرك و معه سوما و بوسى أما زهرة تصنمت مكانها و لم تفارق عينيها الأصلان تنتظر كلمته على الرغم مما يمكن أن يلحقها من ضرر و لكنها لن تكون سببا لغضب أصلانها العنيد …. ابتلع الأصلان
ريقه من نظراتها المعاتبة و أبعدها عنها إلا أنه سمع جده بعدها يطلب منها اللحاق بأسامة ….
فتحركت خوفا من نظرات الجد و إنهاءا للتوتر الذى ساد فى المنزل خاصة حينما شرع رائد بالحديث الذى لم يبدأه بسبب نظرات الجد النارية إلا أنها سمعت قبل خروجها قوله
– أصلاان بنبرة عتاب لجده لأول مرة :
أنا موفقتش على خروجها .
و لكن ما لم تراه زهرة أن الجد أخفض نظره عن حفيده فى حزن لنبرته المعاتبة له لأول مرة من الأصلان عزيز قلبه و لم يرد بينما انسحب الأصلان فى هدوء الى مكتبه و أغلق الباب على نفسه فى صمت …. استغفرت نعمة كثيرا و صمتت كذلك ذهب محمد إلى عمله ….. و لم تجد أسماء ما تفعله فجلست صامتة هى و ابنها و لم يتبقى إلا الحج قدرى و السيدة نعمة اللذان أطرقا رأسيهما فى صمت و رائد الذى لم يذهب بعد إلى الكلية فلم يحن موعد أول محاضرة له …. كما أن الجد منعه من الذهاب بصحبة الفتيات بل يذهب بسيارته الخاصة وحيدا .
فى سيارة العائلة التى يقودها أسامة بصحبة الفتيات كما اتفق مع الجد وأسامة معهم سابقا بمناسبة أول يوم لذهبهم الكلية على أن يتولى السائق الخاص بمنزلهم أمر توصيلهم فى الذهاب و الرجوع ….. تبادلت الأحاديث الخفيفة خاصة من أسامة و بوسى لإزالة التوتر و التى لم تجدى خاصة حينما إعترضت زهرة الحديث و طلبت من أسامة التوقف فورا .
جلس الأصلان على مكتبه حزينا من الأمر ….
يعلم جيدا أنه لن و لم يكن ليحرمها من إكمال تعليمها أو يكون عائق أمام مستقبلها إلا أنه بحق الله لا يطاوعه قلبه فى تركها تذهب وسط العيون خاصة تلك التى تذهب لتلك الأماكن فى سبيل اللهو و الاستمتاع …. و من
يتخذ الفتيات الصغيرة القادمة جديدا هدفا خاصة لمتعته فلا تتمتع بخبرة فى تلك المواقف و لا يوجد أحد ينصحها لذا تعد كما يقولون صيدة سهلة …. لا ينكر أنه مر وقت طويل على تخرجه من كلية الزراعة إلا إنه رجل سوق يعرف جيدا فكر الرجال و الشباب فهو لأكثر من عشرون عام تعامل مع مختلف فئات الأعمار …. و هو و للأسف يعلم كم أن قطته ملفتة للأنظار بل خاطفة لها فإذا كان هو بمكانته و عمره و وحشيته و وقع له بشدة فما باله بضعاف النفوس …. كليتها تحتاج لجهد و وقت يتطلبان منها ومنه التضحية كثيرا ….
كما أن نصف يومها سيكون بالكلية فكيف به
يطمئن عليها هناك و حدها ؟!…. و لا يضمن
تعرضها لأرهاق أو مرض خاصة مع حملها ….
كيف يستطيع أن يحميها أن تعرضت لموقف سىء هناك ؟! …. إذا كان هو لم يرتضى ذهابها لأهلها أو خروجها دونه فما باله بذهابها
يوميا بعيدا عنه ….. و الكثير و الكثير من الأفكار التى لم تدعه يعى على حاله إلا عندما شعر بصوت إغلاق الباب و وقوفها أمامه بحالة مزرية .
– أسامة :
إيه ؟!
– زهرة :
بقولك أقف .
– سوما :
ليه يا زهرة حاسة بحاجة ؟
لم ترد زهرة على سوما الجالسة بجانب أسامة و انفجرت فى بكاء مرير داخل حضن بوسى التى سرعان ما إحتوتها …. صمت الجميع داخل السيارة التى توقفت على جانب من الطريق و أطرق الثلاثة الآخريين رأسهم حزنا على حالها …. تلك التى لا يتردد على لسانها سوى أنها تريد العودة …. فقط العودة لذلك القاسى الذى لم يلن قلبه لها ولو قليلا …. و تقسم مرارا و تكرارا فى رأسها أن تذيقه من نفس الكأس المر الذى أسقاه لها من جفاه لها .
وزعت فاطمة القهوة على الجد و السيدة نعمة و رائد تحت جو من الصمت الحذر بينهم الذى استمر لأكثر من نصف ساعة منذ مغادرة أسامة و الفتيات ….ثم تفاجىء الجميع بدخول زهرة مسرعة و منهارة من البكاء الصامت الرقيق الذى يشبهها تبحث بعينيها عنه بينهم …. و لما لم تجده اتجهت مباشرة لمكتبه و أغلقت خلفها …. ثم دخل أسامة بعد أن ركن سيارته تلحقه بوسى و سوما ….
– الجد قلقا :
مالها زهرة يا أسامة ؟!
– أسامة حائرا :
معرفش و الله يا جدى … إحنا كنا بنتكلم
و بعدين فجأة طلبت منى أرجع تانى
…. و من ساعتها و هى بتعيط كده زى
ما شفتها .
– السيدة نعمة بحزن :
لا حول ولا قوة إلا بالله … دى عين
و صابتهم …. ما كانوا زى الفل لحد
الصبح .
حركت بوسى فمها للجانبين فى حركة مصرية شهيرة بمعنى أنها لا تعلم شىء من خلاف ابنها و زوجته لما قارب الشهريين .
– و أكملت سوما :
حاولنا نهديها و نخليها تيجى معانا
مردتش خالص يا جدى … فرجعنا
عشان حالتها متزيدش عن كده .
لم يعلق رائد على شىء يخشى أن يتحدث فيعلم الجميع لهفته على تلك الجنية الصغيرة الباكية …. أو يعلموا مدى حنقه من ذلك الوغد ابن عمه الذى يبدو أنه يستمتع بسيطرته عليها
…. أو غيرته من الوضع بين جنيته و ذلك الوغد فعلى الرغم من رقتها و صمتها و على الرغم من عند ابن عمه الأكبر و رأسه اليابس
إلا أنه و للأسف يبدوان عاشقين يتلهفان لبعض لدرجة وضوح ذلك و للأسف للجميع حتى له و لكن للقلب الذى خفق لتلك الجنية رأى آخر .
لم يستوعب أصلان لثوانى و قوفها أمامه بعد أن غادرت من فترة مع أخيه كما لم يستوعب أيضا بكائها الشديد ….. حتى استوعب الأمر ينظر لعينيها و تبادله نظرته لا يجيد أحدهما عينيه عن الآخر يشبع شوقه لنصفه الثانى تنظر له بحزن منه و عتاب و شوق أهلك روحها و ينظر لها بيأس من عودة الأمور بينهما كما كانت و بشوق أهلك روحه و روحها إلا أنه سرعان ما انتفض من كرسيه و انتزعها من مكانها يضمها لصدره …. صدره الذى ما إن شعرت به يلامس وجنتها إلا و انفجرت فى البكاء ثانية …. يحاوطها بذراعيه يضمها له أكثر يريد أن يدخلها لصدره و تلتصق به هى الأخرى على الرغم من بكائها منه .💥💥💥💥
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)