روايات

رواية قلوب حائرة الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم روز أمين

رواية قلوب حائرة الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم روز أمين

رواية قلوب حائرة البارت الرابع والخمسون

رواية قلوب حائرة الجزء الرابع والخمسون

قلوب حائرة 2
قلوب حائرة 2

رواية قلوب حائرة الحلقة الرابعة والخمسون

🦋 الفصل الثالث عشر 🦋
يا ساكنَ الوِجْدانِ هل لبحر غرامِكَ المُشـ.ـتعلَ حدودِ
أنا كُلما شربتُ من عِشقِكَ المُسَكِرَ تَيَقَّنَتُ لنهايةِ الوصولِ
لأدركُ باللحظةِ المواليةِ خطأى لتقديرِ مقامِ هَواكَ الشغوفِ
خاطرة مليكة عثمان
بقلمى روز آمين
داخل حديقة منزل رائف وبالتحديد في العاشرة صباحاً،تجلس مليكة حول الطاولة المستديرة الموضوعة أمام حمام السباحة، يقَبَعُ صغيرها فوق سـ.ـاقيها وتُطعِمَهُ بعِنَايَةً،تقابلها الجلوس چيچي والتي أيضاً تُجلس صغيرتها بجانبها وتُطعِمُها
تحدثت چيچي بنبرة فخورة وإطرائية على تلك المليكة:
-طارق فخور جداً بتصرفك وردك على عرض لمار
واستطردت بإبانة على إستحياء:
-بصراحة يا مليكة وبدون زعل،أنا كُنت خايفة للى إسمها لمار دي تأثر عليكِ وتغـ.ـريكى بالمكسب الخيالى اللي عرضته
أبعدت كأس الحليب عن فَمِ صغيرها ونظرت إلى چيچي بتعجُب وسألتها بحالة إستيائية ظهرت فوق ملامحها الرقيقة:
-هو إنتم ليه كلكم شايفينى واحدة هبلة ومن السهل إن أى حد يضحك عليها بكلمتين؟
إرتبكت چيچي عندما لاحَظَت شْجَنَ تلك الخلوقة وبنبرات صوتٍ مُهْتَزّاً أردفت أسفة بإِفْصاحٌ:
-أنا أسفة يا مليكة لو ده اللى وصل لك من خلال كلامى،لكن صدقينى أنا ما أقصدش أبداً المعنى اللي وصل لك،أنا كُنت قلقانة علشان عارفة إنك إنسانة طيبة وبتتعاملى مع الناس بفطرتك وفاكرة إن كلهم بيتعاملوا بحُسن نية زيك
إبتسمت مليكة بمرارة ثم أخذت نفساً عميقاً وأردفت بتوضيح:
-للأسف يا چيچي،كلكم واخدين فكرة غلط عني وماحدش فيكم عِرفنى ولا أكتشف اللى جوايا،فاكرين إنى علشان عايشة فى حالى ومابحبش أعمل مشاكل كدة أبقى واحدة هبلة ومش عارفة ولا فاهمة نفوس اللي حواليا
واسترسلت وهى تنظر داخل عيناها:
-لعلمك،أنا أكتر واحدة عارفة وكاشفة نفُوس كُل الناس القريبين من دايرتى كويس جداً،عارفة ليه؟
نظرت لها چيچي بتمعُن منتظرة تكملة حديثها فاستطردت تلك المليكة بإبانة:
-علشان معظمهم شايفينى مليكة الطيبة اللى علي نياتها وبينسوا ياخدوا حذرهم وهما بيتكلموا قدامى،نظرات عنيهم بتفضحهم وبتكشف لى كُل اللى جوة نفوسهم البَشِعة
واسترسلت بكَشَف:
-وأولهم لمار اللى فاكرة نفسها ذكية أوى،عاملة لى فيها نصيرة المرأة وكل ما تقعد معايا تكلمنى عن حقوقى النِسَوية وإنى إزاى قابلة وراضية على نفسي وعلى كرامتى أكون نص زوجة لياسين مع إنى ممكن جداً وبكُل سهولة أكون الوحيدة فى حياته لو طلبت منه يطلق ليالى
جحظت عيناى چيچي وسألتها بذهول:
-معقولة لمار قالت لك كدة؟
دى كدة بتقومك على ياسين وبتحاول تخلق مشاكل بينكم
إبتسمت بمرارة واسترسلت بتوضيح:
-هى طبعاً بتحاول تقنعنى إنها خايفة عليا وحابة تساعدنى على تغيير حياتى للأحسن
واستطردت بإبانة:
-وياريتها جت على كدة وبس،دى بتحاول تخلينى أتمرد على عِيشتى مع ياسين،بتقولى إزاى واحدة خريجة كُلية عريقة زى إعلام وتقعد تربى الأولاد فى البيت
ضيقت چيچي عيناها ووجهت لها سؤالاً بإستفسار:
-وإنتِ رديتي عليها وقولتي لها إيه على تدخلها وقلة ذوقها ده يا مليكة؟
عقبت مليكة على سؤالها:
-قُلت لها الحقيقة،أنا فعلاً عُمرى ما فكرت أشتغل،أنا واحدة بحب الهدوء وبحب أعيش حياتى مع اللى بحبهُم فى سلام،بحب أخد بالى من كل حاجة تخُص أولادى وأعملها لهم بنفسي،من أول تحضير الحمام لمراجعتى لدروسهم لحد الكوكيز والبيتزا اللى بيحبوها من إيـ.ـدى
رفعت كتـ.ـفيها وتحدثت بإستفاضة:
-أنا كدة ودى شخصيتى اللى راضية عنها بنسبة كبيرة،مش شرط علشان السِت تكون ناجحة تبقى موظفة،إنك تهتمى بأولادك كويس وتقدرى تحتوى جوزك وتوصلى ببيتك لبر الأمان ده كمان يعتبر نجاح كبير للسِت
عقبت على حديثها قائلة بتوافق:
-معاكِ حق طبعاً وأنا كمان من رأيي إن النجاح مش مرتبط بالشغل برة البيت
ثم رفعت حاجـ.ـبيها بإستنكار واسترسلت بإستفسار:
-بس اللى أنا مستغرباه بجد هو إزاى لمار تتجرأ وتقـ.ـحِم نفسها فى حياتك بالشكل الجرئ ده؟!
واكملت مُتعجبة:
-طب ماخافتش من رد فعل ياسين لما يعرف؟!
أجابتها ضاحكة بسخرية:
-لا،ما هى بسلامتها كانت مُعتمدة على شخصيتى المُسالمة وراهنت إنى مش هبلغ ياسين علشان ما أخلقش مُشكلة بينه وبين عُمر،وعلى فكرة،هى طلبتها منى بكُل بجاحة
واسترسلت موضحة:
-لما لقيت إن كلامها وتحريضها ما جابش معايا نتيجة،طلبت منى ما أبلغش ياسين باللى حصل علشان ما يفسرش كلامها غلط،وقعدت بقى تبرر لى وتقول لى هى أد إيه زعلانة علشانى وكان نفسها تساعدنى في تعديل مسار حياتي للأفضل،بس طالما ده قراري فهى فهمت ده واحترمته
هزت چيچي رأسها باستسلام وتحدثت بريبة:
-البنت دى مُريبة ومن الأخر كدة انا عُمرى ما أرتحت لها
قطع حديثهما دلوف سيادة اللواء عز المغربى من البوابة الحديدية حيث إقترب عليهما وما أن رأهُ الصغير حتى قام بالتهليل وتحدث:
-جدو حبيبي
إبتسم عز واقترب من مجلسهم وتحدث وهو يلتـ.ـقط الصَبى ويُسكنهُ داخل أحضـ.ـانهُ وأخذ يُمطرهُ بوابلٍ من القُـ.ـبلات الشغوفة:
-أزيكوا يا بنات
تحدثت إليه مليكة بإبتسامة بشوش:
-الحمدلله يا عمو
تلفت حولهُ باحثاً عن مالكة الفؤاد وتسائل مستفسراً:
-أمال ثُريا فين يا مليكة؟
عقبت بنبرة أليمة ظهرت بصوتها:
-ماما تعبانة شوية وبترتاح فى أوضتها
إنتفض داخلهُ رُعـ.ـباً وهتف بذُعراً ظـ.ـهر فوق ملامحهُ:
-تعبانة إزاى،إوعى يكون السكر إرتفع عندها؟
أجابته بنبرة حزينة مُتأثرة:
-إطمن حضرتك هى بخير،هى بس زعلانة ونايمة فى أوضتها من وقت ما خالو حسن سافر بالليل،أنا دخلت لها من حوالى ساعة وقعدت أتحايل عليها علشان تخرج تقعد معايا فى الشمس أنا وعز بس هى رفضت،قالت لى إنها مصدعة ومحتاجة تنام شوية وتريح جِـ.ـسمها
هز رأسهُ متفهماً الوضع وتحدث مُطالباً:
-طب إدخلى صحيها وقولى لها إنى قاعد برة مستنيها،وما تسيبيهاش غير لما تخرج معاكِ يا مليكة
واسترسل بإهتمامٍ شديد لاحظتاه كِلتَا الجالستان:
-الهروب بالنوم والاستسلام مش كويسين علشان صحتها
أومأت لهُ مليكة بإيجاب وتحركت إلى الداخل لتُيقظ تلك الحزينة وجلس هو بإنتظار رؤية عيناى حبيبتهُ، وبدأ بإطعام الصغير عوضاً عن أمه
❈-❈-❈
خطت مليكة بساقيها داخل المنزل وسارت بطريقها،ثم قامت بالطرقْ على باب حُجرة تلك الثُريا التى ظلت حبيسة لغُرفتها مُنذُ مُغادرة حسن المغربى وعائلتهُ ليلة أمس،فتحت الباب بعدما قامت بتكرار الطرقات عِدة مرات ولم تستمع إلى أية إجابة،تحركت على أطراف قدماها كى لا تُزعج تلك الغافية ووقفت بجانب تختها وهمـ.ـست:
-ماما،ماما
حركت تلك الغافية أهدابها عِدة مرات حتى إستطاعت فتح عيناها الذابلة وهمهمت بنُعاس:
-إمممم
عقبت مليكة بإبتسامة حنون:
-عمو عز قاعد برة فى الجنينة وحابب يشوفك علشان يطمن عليكِ
تنهدت ثُريا وتحدثت بنبرة صوت مُتعبة للغاية:
-قولى له إنك لقتينى نايمة،أنا تعبانة يا مليكة وحاسة إن جِـ.ـسمى كُله مهدود ومش قادرة أقوم ولا أتحرك من على السرير
عقبت على حديثها بإصرار:
-وتفتكرى لو قُلت له كدة هيمشي،هو عارف إن حضرتك زعلانة علشان سفر خالو حسن،ومش هيتحرك من الجنينة غير لما يشوفك بنفسه ويتطمن إنك بخير
تنهدت وسحبت جَـ.ـسدها لأعلى بإستسلام وتحدثت بإستفسار:
-هما الأولاد جُم من المدرسة؟
أجابتها بهدوء:
-لسة بدرى يا ماما،دى الساعة يادوب 11
أمـ.ـسكت كف يـ.ـدها كى تُساعدها على النهوض وتحدثت:
-قومى إغسلى وشك وتعالى إقعدى فى الجنينة معانا ونوريها،دى الشمس طالعة النهاردة والجو حلو أوى
إبتسمت ثُريا وأومأت لها بطاعة ثم تحدثت:
-حاضر يا بنتى،إطلعى إنتِ وأنا هادخل الحمام وأغير هدومى وأحصلك
أومأت لها بطاعة وبالفعل عادت إلى الخارج من جديد وبعد قليل كانت ثُريا تطُل من بوابة المنزل فى طريقها إلى الحديقة،تطلعَ عليها ذاك الولهان وككُل مرة يراها فيها إنتفض قلبهُ وأصابتهُ قشعريرة الهَوََى
وجد حالهُ يناول الصغير لوالدتهُ ويقف بهدوء من فوق مقعدهُ مُنتـ.ـصباً بوقفته ينتظر إِتْيانها عليه بعيناى مُتلهفةُ وإبتسامة حنون إرتسمت فوق شَـ.ـفتاه،أما تلك المليكة فكانت تُراقب تعابير وجههُ المُنبسطة وإبتسامة خفيفة إرتسمت فوق ثَغـ.ـرها ككَل مرة تراهُ يتطلع إليها بذاك الولهْ ذاتهُ،تحدثت تلك الرقيقة بعدما إقتربت على جلستهم:
-أزيك يا سيادة اللوا
أجابها بنبرة يُغلفها الحنان مُتناسياً كِلتا الجميلتين:
-بقيت كويس لما شُـ.ـفتك قُدامى وإطمنت عليكِ يا ثُريا
تحمحمت وألقت نظرة عاتبة علية حتى ينتبه على ما يخرج من فاههْ أمام الجميع ثم أردفت مع إشارة من كف يـ.ـدها:
-إتفضل إقعد
جلست ونظرت على چيچي واردفت بنبرة حنون:
-كويس إنك جيتي قعدتى مع مليكة وونستيها يا چيچي
إبتسمت لها وتحدث الصغير إلى ثُريا بطفولية:
-شُـ.ـفتى عزو شاطر إزاى يا نانا،شربت كُل اللبن وأكلت الكوكيز والمربى
إبتسمت له بحنان وتحدثت:
-برافوا عليك يا حبيبى،عزو أشطر ولد فى الدنبا كُلها
في حين تحدثت تلك الساندرا بتذمُر طفولى:
-وأنا مش شطورة نانا؟
إبتسمت لها وتحدثت وهى تُمـ.ـسك كف يـ.ـدها وتتلمـ.ـسهُ بحنان:
-مين قال كده،ساندرا كمان أشطر بنوتة
كان ينظر إليها بشَـ.ـفاهٍ مُرتعشةُ يقف على حافتها حديثاً يُريد من يسمح لهُ بالخروج،رصدت مليكة تلك الحيرة الساكنةُ بعيناه فأرادت أن تفسَح لهما المجال للحديث ببعضاً من الخصوصية،هبت واقفة وتحدثت إلى چيچي وهى تقترب من والد زو جها لتحمل عنه الصغير:
-ما تيجى تقعدى معايا يا چيچي وأنا بعلم عزو وساندرا الرسم.
نظر لها وأبتسامة بلهاء خرجت من ذاك المُتيم،بَيْنَمَا وقفت چيچي حاملة طِفلتها هى الآخرى وسارت بجانب مليكة التي إبتعدت كثيراً كى تُعطى لهما فُرصة الحديث بحُرية،جلست فوق الأرض المفروشة بالنجيلة الخضراء وجاورتها چيچي والصغار
بعد قليل جلبت لها مُنى أدوات الرسم من الداخل،بسطت مليكة تلك اللوحة فوق الأرض وأمـ.ـسكت بكف يَـ.ـدها حفنةًُ من الرمال الملونة وبدأت ترسم بأصابع يـ.ـدها وتُحركُها بمنتهى المهارة والحِرفية لتُظـ.ـهر معالم رسمتها التى كانت عبارة عن حديقة مليئة بالزهور والأشجار وسماءً صافية تملؤها الفراشات المتطايرة،وبعضاً من الأطفال وهم يمرحون بسعادة،كانت تُحرك أصابعها بإبداعية عالية وكأنها فراشة تتطاير بين الزهور
أما تلك الچيچي فكانت تتابعها بإعجاب وذهول من خفة يدها ولوحتها الجمالة التى ظهرت فى أبهى صورة،فتحدثت بإعجابٍ شديد:
-واااااو يا مليكة،شُغلك رائع،خسارة إنك ما تستغليش موهبتك دى وتظهرى فنك للعلن
واسترسلت بتساؤل:
-ليه ما تعمليش قناة على اليوتيوب وتشتغلى من خلالها؟
واستطردت بنبرة حماسية:
-أنا متأكدة إنك لو عملتى كدة هاتظهرى وتتشهرى في فترة قُصيرة وتنجحى وهايكون لك جمهور كبير ومُشجعين
إبتسمت لها ومازالت ترسم وتحدثت بدُعابة:
-ما أنا عندى جمهور فعلاً،مروان وحمزة وأنس وعزو وانتوا كمان
ضحكت چيچي وتابعت النظر إليها ثم حولت بصرها إلى عز وثُريا وتحدثت باستحسان:
-بحب علاقة عمو عز بطنط ثُريا جداً،علاقة أخوة من النوع النادر
إبتسمت مليكة بخفوت وعقبت على حديث تلك البريئة:
-إخوة،هى فعلاً علاقة أخوة ونادرة زي ما قولتى
عودة إلى عز المغربى وثُريا،تحدث إليها بنبرة حنون وهو ينظر داخل عيناها الحزينة:
-عاملة فى نفسك كُل ده ليه يا ثُريا،وإيه الحُزن اللى ساكن عيونك ده،كُل ده علشان سَفر حسن؟
تنهيدة حارة خرجت من صـ.ـدرها شقت بها صَـ.ـدر ذاك العاشق وأردفت بنبرة أظهرت كَمْ الألـ.ـم الساكن داخلها:
-أخدت على وجوده معايا يا عز،كان مالى عليا البيت هو وأولاده ومونسينى،كنا بنسهر كُل يوم لحد ما نصلى الفجر وبعدها نقعد نفتكر فى أيام زمان ونضحك من قلبنا،رجعنى لريحة الحبايب
وأنا يا ثُريا،ماليش أى تأثير للدرجة دي فى حياتك؟جُملة حزينة نطقها عز لأئماً بها ثُريا بعيناه
أجابتهُ بإبتسامة خَافتة:
-إنتَ وعبدالرحمن ماليين عليا الدنيا ومعوضين غياب كُل الحبايب يا عز،ربنا يخليكم ليا،معوضنى عن بُعد حسن عنى،وعَلى وفريد اللى الدُنيا ومشاغلها لهياهم ربنا يقويهم
إبتسم لها وتحدث ليُزيل عنها حُزنها:
-طب روقى كدة وأنا إن شاء الله فى الاجازة هاخدك إنتِ ومليكة والأولاد ونسافر أسوان نقعد إسبوع نروق فيه دماغنا
ثم أردف بنبرة حنون:
-يلا إضحكي بقى خلي شمس يومى تطلع
إبتسمت له بخفوت وهزت رأسها بإيجاب،أما تلك السَاكنة شُرفتها والتى خرجت للتو ووجدتهما على ما هُما عليه،كانت ترمقهُما بنظراتها الحـ.ـارقة،تنفست عالياً وبات صـ.ـدرها يعلو ويهبط تعبيراً عن شدة غضـ.ـبها وحدثت حالها بإشتـ.ـعال:
-أعلم أن تلك الحقيـ.ـرة هى ساكنة الفؤادى مُنذ الصِغر أيها الأَشْمَطُ،لكن ما جعلنى أصمُت واتحمل أفعالكَ هو صد تلك الثُريا وعدم تجاوبها مع محاولاتك الصِبيانيةِ تلك
وحولت بصرها إلى تلك الثُريا وتحدثت بسريرتها:
-أما أنتِ فصبراً أيتها الخَبيثة،أنا أكيدةً وكُلى ثقة بأن الفرصة ستأتى لى يوماً ما وأقسم انى سأستغلُها أفضلْ إستغلالِ لكى أتخلصُ من تلك الحياة وهذا التجمُع العائلى السخيف التى فرضتهِ علينا بموافقة ومباركة رجال المغربى،صبراً للجميع،فلستُ أنا التى تري إهانتها بأم أعيُنها وترضخ
بعد قليل حمل عز المغربي حفيدهُ واتجه به فى طريقهُ للعودة إلى منزله فتحدث الصغير متسائلاً جدهُ بمشاكسة:
-جدو،هي نانا ثُريا ليه كانت بتعيط؟
علشان حَـ.ـساسة وعندها دم يا حبيبي…جُملة عقب بها عز على سؤال حفيدهُ الثِرثار
طب وليه نانا منال مُش بتعيط أبداً؟سؤال جديد موجهاً من ذاك الفَطن شبيه أبيه
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فَم ذاك العز الذي تحدث مُسْتَهْزِئً:
-علشان الإحـ.ـساس ونانا منال عمرهم ما بيتقابلوا ولا هايتقابلوا،شتان ما بين الثرى والثُريا يا عزو
أمال الصغير رأسهُ بعدم فهم وتسائل مُستفسراً:
-إنتَ بتقول إيه يا جدو؟
عزو مش فاهم حاجة
إبتسم للصغير وتحدث بنبرة ساخرة:
-بشكُر فى نانا منال وبديها حقها اللى تستحقه يا حبيبي
❈-❈-❈
داخل أحد المطاعم الفاخرة المتواجدة بمدينة الأسكندرية
كانت تجاوز زو جها الجلوس وتحدثت بضجر وهى تتلفت حولها بتملُل وملامح وجة غير راضية:
-ما لقتش غير المطعم الكئيب ده وتجيبنا نسهر فيه يا عُمر؟
واسترسلت مُتَبرِمة بإعتراض:
-مش كفاية إنك ما رضيتش تحجز لنا في ديسكو زي ما طلبت منك
تنهد بأسي لحُزن زو جتهُ الجميلة وتحدث بتفسير وتنبية:
-ديسكو إيه بس اللي عوزانا نسهر فيه وإحنا في رمضان يا لامى،إنتِ عاوزة الباشا يطربق الدُنيا فوق دماغنا لما يعرف
لاحت بيـ.ـدها بتذمر وضيق فاسترسل هو شارحاً بإستفاضة:
-وبعدين يا روحي أنا إخترت المكان ده مخصوص علشان عندي موضوع مُهم وعاوز أكلمك فيه في جو هادى ومناسب
ضيقت عيناها باستغراب وتساءلت مستفسرة:
-موضوع إيه يا عُمر؟
أجابها وهو ينظر إلى ملامح وجهها مترقباً ردة فعلها متخوفاً من إحزانها:
-موضوع الخِلفة يا لامي،Baba كلمنى من يومين وفاتحني في إننا لازم نجيب baby في أقرب وقت,نفسه يشوف لنا حفيد ويفرح بيه
إتسعت عيناها وظـ.ـهرت علامات الغـ.ـضب والضيق فوق ملامح وجهها وتحدثت بنبرة حادة مُتناسية حالها:
-وإنتَ طبعاً جايبني هنا علشان تبلغني بأوامر بباك،مش كدة يا عُمر؟
واسترسلت سائلةُ بنبرة ساخرة:
-وياتري الباشا الكبير قرر لي الميعاد اللي هاجيب فيه ال baby ولا إتعطف علينا وساب لنا مُهمة تحديد الميعاد؟!
رمقها بنظرة حَادّة عِندما لاحظ سُخريتها من والدهْ وأردف قائلاً بنبرة تحذيرية صارمة:
-لمار،ياريت تاخدي بالك من كلامك وماتنسيش إن اللى بتتكلمي عنه ده يبقى Baba
شعرت أنها تخطت حدودها في الحديث عن ذاك المقدس لدي جميع أنجاله حتي ذاك الإمعة عديم الشخصية من وجهة نظرها،فأرادت أن تتراجع لإستقطاب تعاطفهُ معها من جديد ولذا تفوهت بنبرة مُتأثرة وعيناى يكادُ الدمع ينهمرُ منهما:
-أنا آسفة يا عُمر،أنا أكيد ما قصدتش من كلامي أي تقليل من شأن الباشا،أنا بس صعبان عليا إنه بيفكر في الحفيد ومش عامل حساب لمشاعري ولوجعى اللي لسة بعيشه لحد الآن
واسترسلت وهي تستحضر دموعها بقوة لكنها خانتها وأبت بألا تنزل فاستطردت بتأثُر شديد:
-أنا مش قادرة أتخطي اللي حصل لي يا عُمر،إنتَ مُتخيل اللي حصل معايا في وسط الصحرة؟
أنا إتعرضت لألا م الولادة وأنا لوحدى،بنتي راحت مني قبل ما أفرح بيها ولا حتي أخدها في حُضـ.ـنى زي ما كُنت بحلم،أنا عيشت أسـ.ـوء وأبشـ.ـع تجربة ممكن أى سِت تتعرض لها
بنبرة مُتأثرة وعيناى حزينة تحدث بعدما بسط ذراعهُ ووضع كفهُ فوق كف يـ.ـدها الموضوعة فوق الطاولة:
-أنا أسف يا حبيبتي إنى فكرتك بالتجربة المُرة دى،بس علشان خاطري حاولى تنسي الموضوع ده وتتخطيه
واسترسل مفسراً:
-وصدقيني لو الموضوع يخصنا إحنا الإثنين بس أنا عُمري ما كُنت هاجبـ.ـرك على أى حاجة،وما كُنتش هافاتحك في الموضوع أصلاً إلا لما إنتِ بنفسك تقرري ده
لكن زي ما أنتِ عارفة، Baba بيتدخل في كل تفاصيل حياتنا حتي فى أبسط الأشياء،وأنا ما أقدرش أعارضه
واسترسل مستشهداً:
-ده ياسين بجلالة قدره ما بيقدرش يخالف الباشا فى أي قرار بياخده
تنهدت بأسي مُصطنع وتحدثت بنبرة استسلامية:
-خلاص يا baby,أنا علشان خاطرك إنتَ بس هاروح للدكتور اللي أنا متابعة معاه وهخليه يشيل لي الوسيلة،بس طبعاً الموضوع هياخد وقت
إنفرجت أسارير ذاك المسكين وتحدث بنبرة سعيدة:
-مش مهم الوقت يا baby, المهم إنك وافقتي من حيث المبدأ وقدرتي تتخطي الحادثة
أردفت قائلة بنبرة حنون للغاية وهى تنظر لداخل عيناه:
-أنا عملت ده علشانك إنتَ يا عُمر،أهم حاجة عندي إنى أشوفك مبسوط حتي لو كان ده على حِساب مشاعري
إشتدت سعادة ذاك العاشق وتحدث بولهٍ:
-I Love you baby
I Love you too … أجابتهْ بعيناى عاشقة
وامـ.ـسكت بكأس العصير وبدأت ترتشف منه وهى تُفكر فيما عليها فعله
❈-❈-❈
داخل حديقة منزل عز،كان يجلس مقابلاً لجلوس ياسين، تحدث بنبرة لائمة:
-أنا ياما حذرتك ونبهتك منها وقُلت لك دور وراها يا ياسين
تحدث ياسين مُبرءاً حالهُ من لوم أبيه:
-يا باشا أنا نفذت كُل اللى حضرتك أمرتنى بيه وقتها وأكتر كمان
واسترسل شارحاً باستفاضة مُذكراً والدهُ بما حدث فى الماضي:
-بعد ما عُمر فاتح حضرتك في موضوع خطوبته منها أنا شكيت في الموضوع،ما هو بالعقل كدة،إيه اللي يخلي واحدة اتربت واتعلمت في لندن واشتغلت سنتين تسيب كل ده وفجأة كدة تقرر تنزل مصر وتستقر،لا وكمان أهلها يرجعوا معاها ويعيشوا في القاهرة وهي تختار إسكندرية بالذات وتيجي تشتغل فيها، وبالصُدفة كمان تطلع نفس الشركة اللي عُمر بيشتغل فيها
واستطرد موضحاً:
-كل دي صُدف ما دخلتش دماغ رجل المخابرات اللي جوايا،وفعلاً خليت رجالتي في لندن يتتبعوا حياتها قبل كدة، ونتيجة البحث طلعت نضيفة وما قدرناش نمـ.ـسك عليها أى دليل ولا أى حاجة تخلينا نشُك فيها
واسترسل شارحاً:
-وبرغم كدة أنا ماشلتش عيني من عليها لحظة،وقت حادثة الولادة تابعت الموضوع وتتبعته بنفسي،لدرجة إنى خليت رجالتي أخدوا عينات من الد م والماية اللي كانوا موجودين في العربية واتأكدنا من خلال الطب الشرعى إن فعلاً يخصوها وإنها كانت في حالة ولادة
وهز رأسهُ بحيرة واستطرد بجنون:
-ولحد الوقت مش قادر أمـ.ـسك عليها أى دليل،كل حاجة لحد الآن هى مُجرد شكوك في دماغي،حتي جهاز التصنت اللي زرعتهُ لها في اوضتها هي وعُمر ما وصلناش لأي حاجة،كُل التسجيلات عبارة عن كلام عادي جدا بينها هي وعُمر وشوية رغي مع أمها وصديقاتها
أردف عز قائلاً بنبرة مُستاءة:
-طب وبعدين يا ياسين،هاتعمل إيه يا أبني،ده لو اللي شاكين فيه طلع صح تبقى مصيبة وحطت علي دماغنا،إنتَ متخيل حجم الكارثة يا ياسين؟
أردف ياسين بنبرة واثقة كى يُطمئن قلب أباه:
-ما تقلقش يا باشا،الوضع مازال تحت السيطرة وأنا عامل حساب لكل حاجة،ولو اللى بنفكر فيه طلع صح،فأحب أطمنك إن قريب جداً هاتقع هي وكُل الكِـ.ـلاب اللي وراها
واخوك يا ياسين؟…جُملة أليـ.ـمة خرجت من قلب ذاك المكلوم على صغيرهُ
أجابهُ ياسين بنبرة قوية:
-ماتخافش علي عُمر يا باشا،أنا عيني عليه حتي وهو نايم فى سريره
واسترسل وهو يبعث له إشارات طمأنة من عيناه:
-طمن بالك وحاول تِهدى علشان صحتك ما تتأثرش
هز له رأسهُ بموافقة،إقترب طارق عليهم وتحدث بوجهٍ بشوش:
-مساء الخير يا باشا،مساء الخير يا ياسين.
أشار لهُ عز بالجلوس بعدما ردا هو وياسين تحيته وبالفعل جلس
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
داخل منزل ثُريا،كانت تجلس داخل بهو المنزل بجوار مليكة وأحفادها يتسامرون ويداعبون الصغيران،خرجت عَلية من المطبخ واتجهت ناحيتهم ثم تحدث إلى ثُريا بإحترام:
-ست ثُريا،ياسين باشا بيستأذن حضرتك إنه هايدخل هو وفرد أمن من اللي واققين برة
أسرعت مليكة بسحب غطاء رأسها الموضوع بجانبها وقامت بإرتدائهِ بإحكام،وقام الصغير بالتصفيق والتهليل بعدما إستمع بحضور أبيه الغالي،أما ثُريا فتحدثت بنبرة هادئة إلى تلك الواقفة:
-إطلعى قولي له يتفضل يا عَلية
أومأت لها وتحركت إلي باب المنزل وفتحته ليدلف منه ياسين حاملاً صندوقاً ضخماً ويجاورهُ أحد أفراد الأمن يحمل عِدة أكياس وتحركا لمكان جلوسهم ووضعا الأشياء علي الأرض بعد أن ألقى على الجالسين التحية،إنسحب العامل إلي الخارج،فى حين نظرت مليكة إلى ياسين مُستغربة كَم الاكياس وتحدث أنس متسائلاً بنبرة حماسية:
-إنتَ جايب لنا إيه معاك يا بابي؟
إبتسم لهُ وأمـ.ـسك كف يـ.ـده هو وعز الذي جري علي أبيه مُرحباً به وأقترب على الصندوق وقام بفتحه وتحدث إلي الصغير:
-ده لِبس العيد علشانك إنتَ وإخواتك ولعب ليك إنتِ وعزو يا حبيبى
هلل الصغيران وباتا يستكشفان من بداخل الأكياس بسعادة ومرح،أردفت ثُريا قائلة بنبرةً مُتأثرة:
-مكلف نفسك ليه بس يا ابنى،ما أنا كُنت هخلى الأولاد يختاروا اللي عاوزينه من على النت ويوصل لهم أون لاين
أجابها بإبتسامة بشوش:
-دول ولادى يا ماما وده حقهم عليا،وبإذن الله هافضل أجيب لهم لبس العيد لحد ما أموت
بعد الشر عليك يا حبيبي…جُملة نطقت بها كُلً من مليكة وثُريا بإرتياع
هلل الصغار وبدأ ياسين يُخرج لهما ألعابهما وثيابهما تحت سعادة وتهليل الصغيران التى تخطت عنان السماء،تحركت مليكة إليه وتحدثت وهي تضع كف يـ.ـدها فوق ذراعه:
-كل سنة وإنتَ طيب يا ياسين،ربنا يخليك لينا وتعيش وتجيب لنا
إبتسم لها بحنان ثم حول بصرهِ على ذاك الجالس بمقعده ينظر أمامهُ في اللاشئ بملامح وجه حادة ولم يتزحزح من مكانه، إلتقط أحد العُلب الصغيرة ثم تحرك إليه وقام بفتحها ووضعها صوب عيناه وتحدث بنبرة حماسية:
-مش حابب تشوف الساعة اللى كانت عجباك؟
حول الفتي بصره إلى العُلبة ونظر إلي ما بداخلها بكل برود،ثم وبلحظة جحظت عيناه وهتف بنبرة حماسيّة:
-دى الساعة الرولكس اللي كانت عجباني!
ثم نظر إلي ذلك المُبتسم بوجهٍ سعيد وهتف من جديد مُتسائلاً بسعادة وتعجُب:
-أنا لسة كنت ببحث عنها وكنت هاطلب من مامى تشتريها لي، هو حضرتك عرفت منين إنها عجبانى؟!
ضحك ياسين وأسترسل بدُعابة وهو يضع العُلبة بين يـ.ـداي ذاك العنيد:
-هو أنا يا ابني مش شغال في جهاز المُخابرات ولا إيه
ضحك الصبى على دُعابته وتحدث وهو يُخرج الساعة من عُلبتها ويرتديها بكثيراً من السعادة والإنبهار:
-متشكر أوى يا عمو
سعد داخل ياسين وتحدث إلى الصبي من جديد وهو يُشير إليه ليحثهُ إلى النظر لذاك الشئ:
-مش متحمس تشوف باقى هداياك؟
إنتفض داخل الصبى بسعادة عندما نظر إلى الغُلاف الذي يُظهر ما بداخلهُ وهتف بنبرة يملؤها الحماس:
-الجيتار
أسرع بخطاه حتى وصل إلى الجيتار وأمـ.ـسك الغُلاف وقام بإخراج الجيتار من داخلهْ واحتضنهُ بكثيراً من السرور ثم حول بصره إلي ياسين وتحدث:
-عرفت منين إنى كُنت عاوز نوع الجيتار ده بالذات؟
إقترب منه ثم وضع يـ.ـدهُ فوق كتف الصبي بحِنو وتحدث بإبتسامة:
-سألت حمزة وهو اللى قال لى.
مُتشكر،مُتشكر بجد…كلمات شاكرة نطق بها ذاك المروان بكثيراً من البهجة التي ظهرت فوق ملامحهُ مما أسعد مليكة وثُريا التى تحدثت إلى ياسين بعيناى شاكرة:
-ربنا يخليك ليهم يا حبيبي
ويخليكِ لينا يا أمى…كلمات نطقها ياسين بحِنو
وبدأ الصِبية بفتح باقى الأكياس ليتابعا رؤية ثيابهم وألعابهم
أخذ ياسين ثياب ثُريا وناولها إياها تحت سعادتها وعرفانها له،تناول أحد الأكياس وتحدث إلى مليكتهُ وهو يُخرج ما بداخلها:
-وده بقى فستان الأميرة مِـ.ـسك
إتسعت عيناى مليكة وتناولت منه الثوب وباتت تتفقدهُ بذهول وتحدثت:
-حتى مِـ.ـسك ما نستهاش يا ياسين؟
أجابها بنبرة حماسية:
-معقولة أنسي أميرة بباها
إبتسمت ثُريا وتحدثت بنبرة حنون:
-ربنا يجيبها بالسلامة وتعيش وتجيب لهم يا حبيبي
شكرها وجلسوا يتسامرون بالأحاديث الشيقة
❈-❈-❈
صعد ياسين إلى الأعلى بصُحبة مليكة بعد سهرتهما مع الأولاد وثُريا،ومجرد أن دلفا إلى جناحهما حتي رمت حالها بداخل أحضـ.ـانهُ قائلة بنبرة حنون:
-ربنا يخليك ليا يا ياسين
إبتسم على تصرفها وحاوطها بساعديه الذي لفهما حول جـ.ـسدها ثم قَـ.ـبل مقدمة رأسها وأردف قائلاً:
-ويخليكِ لقلب ياسين
إبتسمت وأبعدت حالها عنه وتحدثت بعيناى شاكرة وإشادة:
-متشكرة يا ياسين،متشكرة على كُل حاجة بتعملها علشان تسعد بيها أولادى
إبتسم لها وحاوط وجنتها بكف يـ.ـده وتحدث بصدقٍ بيَن ظهر من خلال حروفهُ:
-اولاً دول مش أولادك لوحدك،دول أولاد رائف أحمد المغربى،يعنى أولاد عيلة المغربى كلها ومسؤلين مننا
ثم إقترب عليها وحاوط خصـ.ـرها وأسند جبهتهُ بخاصتها وتحدث وهو يهمـ.ـس أمام عيناها وينظر لكريـ.ـزتيها:
-ناهيكِ بقى عن إنهم أولاد حبيبتي وحتة منها،ده لوحده سبب كافى إنى أحطهم جوة عيونى وأبذل أقصى ما عندى علشان أشوف الضحكة منورة وشهم ووش مُـ.ـراتي حبيبتي
ذابـ.ـت من همـ.ـسهِ أمام عيناها وكلماتهِ الرائعة التى أراحت قلبها ونالت إستحسان داخلها،ناهيكَ عن عيناهُ الساحرة وبحرهما العميق التى ما أن نظرت بهُما حتى ذابـ.ـت وغرقت بداخلهُما
تعمقت بنظرتها لعيناه وهى تقترب منه وبنبرة إمرأة عاشقة لحبيبها حتى النُخاع همـ.ـست:
-بحبك،وأصبح كُل أملى فى الدنيا إنى أقضى عُمرى كُله وأنا جوة حُـ.ـضنك وباصة فى عيونك،يا ياسين أنا بقيت عاشقة لكُل ما فيك،معاك بحس بإكتمالى وبسلامى النفسي
واسترسلت بهمـ.ـس والهةُ:
-عملت فيا إيه علشان توصلنى لدرجة جنون العِشق اللي وصلت لها معاك دي؟
إزاى قدرت تستحوذ على كُل كيانى وتخلينى أقفل عليك دُنيتي وأكتفى بوجودك وأستغنى بيك عن كُل البشر؟
أجابها بهمـ.ـسٍ بعـ.ـثر كيانها:
-حبيتك،حبيتك أكثر مما تتخيلى وأكبر بكتير من اللى ممكن خيالك يصورهُ لك،حبيتك يا مليكة
وفور إستماعها لهمـ.ـساتهِ أغمضت عيناها بإستـ.ـسلام وهمـ.ـست أمام شـ.ـفتاه مما أثـ.ـار جنونهُ:
-بحبك،بحبك يا مالك قلبى وكيانى
تنفس بعُمق كى يُسيطر على حالة الولهْ التى أصابت كيانهُ وزلزلته جراء إستماعهُ لكلماتها التى أنارت بها درب عشقهُ الطويل معها،كَم أن لكلماتها الساحرة واقع عظيم على كيانهُ مما جعل نبضات قلبهِ تتراقصُ فرحاً على أنغامِ كلماتها البراقة،قُـ.ـبلة ناعمة إقتطـ.ـفها من فوق شـ.ـفتاها كانت أبلغُ رد على كلماتها الساحرة ونظرة عيناها الخَلاَّبة
أمـ.ـسك كف يـ.ـدها وتحرك بها إلي الاريكة وجلس وأجلسها بداخل أحضـ.ـانه وبات يتنفسُ عِشقها وبدأ يُنثُر على مسامعها كلمات العشق والوله مما جعلها تشـ.ـعر وكأنها فراشة تتحرك وتتطاير حولهُ بسعادة،وضع كَف يـ.ـده فوق بطـ.ـنها وبات يتحـ.ـسسها و تحدث إليها:
-عندى إشتياق رهيب فى إنى أشوف بنتنا،كتير بقعد أتخيل شكلها ونظرة عيونها،عندى إحـ.ـساس كبير إنها هاتبقي شبهك،نفس عيونك ونفس ملامحك الهادية
قاطعته بإعتراض لطيف:
-بس أنا عوزاها تبقى شبه حبيبي وتاخد لون عيونه اللى شبه موج البحر
أردف مُداعباً إياها بإعتراض:
-مش كفاية عليكِ عز جبتيه نُسخة مُصغرة مني،أظن أنا كمان من حقي إن بنوتي تبقى شبه حبيبتي
ثم استطرد قائلاً بوله:
-عارفة يا مليكة،أنا متأكد إن البنت دي هتاخد قلبي كله لحسابها، حـ.ـاسس إني هتعلق بيها بجنون لدرجة إني شايل هم إزاي هايجي لي قلب إنى أسيبها واروح شُغلى
إبتسمت وأجابته:
-أكيد هاتتعلق بيها،دي هاتكون أخر العنقود الى هتاخد الدلع كُله لحسابها
غمز بإحدي عيناه وتحدث بجانب أذنها بمشاكسة:
-موضوع أخر العنقود ده لسة فيه كلام
ضحكت وهزت رأسها بإستـ.ـسلام على ذاك الطامع بكل شئ معها،واسترسل هو بنبرة جادة:
-الإختلاف هنا إنها هاتكون بنت حبيبتي،بنت السِت اللي عُمرى ما اتمنيت أخد غيرها فى حُـ.ـضنى
واسترسل شارحاً بنبرة جادة:
-أنا بحب ولادي كلهم ومتعلق بيهم لأبعد حد،بس ولادى منك ليهم رُكن كدة خاص بيهم،يعنى عز مثلاً،بحِـ.ـسة حته من روحى واتجـ.ـسدت،بمجرد ما بشوف وشه قدامي بنسي الدنيا وما فيها،ومهما كان جوايا من هموم بتزول كُلها من مُجرد حُضـ.ـن أو ضحكة حلوة منه ترن جوة قلبي تزلزله
واسترسل بعيناى متشوقة:
-وحاسس إن مِـ.ـسك هاتكون هى نقطة ضعفى في الحياة،بيتهئ لي إني عمري ما هاقدر أرفض لها طلب ولا إنى أشوفها زعلانة قدامى
واسترسل مُفْصِحاً عن ما بداخله:
-علي فكرة،أنا بموت في أيسل وحقيقي ما بتحملش أشوفها زعلانة،بس عندي شـ.ـعور إن الشقية الصُغيرة هاتخطف قلبي وحبها هايتخطي كُل الحدود والمنطق
كانت تستمع إليه وهى تنظر له بعيناى عاشقة هائمة لكُل ما به، إبتسمت له وتحدثت بإطراء:
-إنتَ أب هايل يا ياسين،وأي ست في الدُنيا ما تتمناش أكتر من إن يكون لأولادها أب حنين ومُتفهم زيك
واستطردت بإعجاب واستجواد:
-بحب علاقـ.ـتك مع سيلا قوي،بتعاملها وكأنها ملكة وممنوع الإقتراب منها
إبتسم علي ذكر غالية أبيها وتحدث بحنين ظهـ.ـر بعيناه:
-سيلا دي ليها معزتها الخاصة بيها،أول فرحتي زي ما بيقولوا وغلاوتها في قلبي مالهاش حدود
واسترسل بملامح وجة جادة:
-دي الحاجة الوحيدة اللي كانت ومازالت بتشفع لليالي عندي وهى السبب الرئيسى اللى خلانى أتحمل كل عمايلها الطايشة زمان
ثم تحدث بتذكُر مغيراً الحديث:
-نسيت أقول لك،أنا كلمت البيوتى سنتر اللى بتتعاملى معاهم وهايكلموكى بكرة علشان يشوفوا مواعيدك وييجوا لك قبل زحمة العيد
وامال على أذنها وهـ.ـمس بفُكَاهَة:
-أنا وصتهم يهتموا بالحمام المغربى والمـ.ـساچ،وإنتِ إطلبى منهم اللى محتاجاه
نظرت داخل عيناه بعيناى عاشقة ثم ألقت بحالها داخل أحضـ.ـانهْ وتحدثت بإِنْشِراح ووجهٍ مُتَهَلُّل:
-ربنا يخليك ليا يا ياسين وكل سنة وانتَ طيب
وإنتِ جوة حُضـ.ـنى يا قلب ياسين…جُملة قالها ذاك العاشق بنبرة صوت تفيضُ عِشقاً
❈-❈-❈
داخل غُرفة وليد الخاصة،أمـ.ـسك هاتفهُ وبات يقلب بالملف الخاص بالأسماء حتى إستقر على إسم لمار،أخذ نفساً عميقاً ثم ضغط على زر الإتصال وانتظر أن يأتيه الرد
كانت تجلس فوق مقعداً بغرفتها تجاور زو جها حيث يتحدثان سوياً فى أمور مشتركة تخصهما،صدح هاتفها ليُعلن عن وصول مكالمة هاتفية،إلتقطت هاتفها ونظرت بشاشته،ضَمَّت حَاجِبَيْهِا بإستغراب وتحدثت وهي تنظر إلى عُمر:
-غريبة أوي،ده وليد المغربى اللى بيتصل
تسائل مُتعجباً:
-وده هايكون عايز منك إيه؟!
رفعت كتـ.ـفيها بلامبالاة،ثم مطـ.ـت شـ.ـفتيها بعدم معرفة وتحدثت:
-مش عارفة،خليني أرد عليه وأشوف عاوز إيه
ضغطت زر الإجابة وتحدثت بنبرة ساخرة:
-خير يا وليد،مش قُلت لى ماتكلمنيش تانى لما كُنا فى الشركة عند طارق؟
تحدث وليد بتخابث:
-ما يبقاش قلبك إسود قوي كدة يا لمار،على العموم أنا بكلمك علشان أبلغك خبر بمليون جنية
واسترسل مصححاً حديثهُ بدُعابة:
-لا مليون إيه،قولي عشرة،عشرين
قطبت لمار حاجبيها بتعجب وتسائلت مستفسرة:
-تقصد إيه بكلامك ده يا وليد
واسترسلت بدهشة:
-إوعى تكون تقصد اللى جه فى بالى
أيواااا،هو اللى جه فى بالك بالظبط…كانت تلك جُملة وليد التى نزلت علي مسامع تلك اللمار صعـ.ـقتها وجعلت عيناها تتسع بتعجب
بينما إستطرد وليد قائلاً بوضوح:
-طارق وافق على الشراكة،أنا فضلت وراه لحد ما أقنعته ولسة مكلمنى من نص ساعة وبلغنى بموافقتهْ
جحظت عيناها بصدمة غير مصدقة لما ذكرهُ ذاك الوليد وتسائلت بنبرة متلهفة:
-إنتَ بتتكلم جد يا وليد؟
أجابها بنبرة جادّة:
-وهى الأمور اللى زى دى فيها هزار بردوا،أنا فضلت وراه طول المُدة اللي فاتت دى لحد ما أقنعته،علي العموم طارق قال لى أبلغك علشان تحددى ميعاد ونروح له زيارة مع بعض فى المكتب علشان نتكلم في كُل التفاصيل
أجابته على عُجالة:
-خلينا نقابله بُكرة ونتفق
إبتسم ساخراً بتسلي ووافقها الرأى،أنهى معها المكالمة وبدأت هى تقُص كل ما حدث علي مسامع ذاك الجالس بجوارها وينظر لها بعدم فهم
أما وليد فقد أغلق هاتفهُ ثم نظر على تلك الجالسة بجانبهُ والتي إبتسمت برضا وتابعت باستحسان وهى تُربت فوق كف يـ.ـده:
-برافوا عليك يا وليد
❈-❈-❈
مرت الأيام وشارَفَ شهر رمضان الكريم على الإنتهاء،فقد وصلنا لليوم السابع والعشرون من الشهر الفضيل ولم يتبقى سويّ يومان
داخل دولة ألمانيا
وبالتحديد داخل المنزل الذي تسكُنا بداخله ليالي وأيسل،كانت أيسل تقف بمنتصف الرُدهة ترتدي ثوباً أنيقاً للغاية وحجاباً بألوانٍ متناسقة،تنتظر هبوط والدتها من الأعلى بسعادة وذلك لعودتها إلي أرض الوطن،كم إشتاقت لرؤيا والدها الحبيب وايضاً جدها وجدتها وباقي أفراد عائلتها
أتت العاملة من الخارج وحملت ما تبقي من الحقائب وتحركت مجدداً إلي الخارج كي تُسلمها لأحد أفراد الحِراسة ليضعها داخل السيارة
رفعت أيسل بصرها للأعلي لتري والدتها تنزل الدَرج وهي ترفع قامتها لأعلى بتفاخر بحالها وهذا بعد أن أصبحت جميلة وبشدة بعدما ذهبت بصُحبة الحراسة إلي مركز التجميل وقام الأطباء بحَقن وجهها بمادة البوتكس مما أخفي كثيراً من التجاعيد التي كانت ظاهرة وجعلها تبدوا أصغر وأجمل مما كانت عليه من ذِي قَـ.ـبل
تحركت حتي وصلت إلي وقوف إبنتها ونظرت عليها وتحدثت بتباهى بحالها:
-إيه رأيك يا سيلا في جمال وسِحر مامى
أجابتها الفتاة بإعجابٍ شديد بجمال والدتها الأخاذ:
-حلو أوى يا مامي،جمالك مُبهر ويسحر أى حد يشوفك
إبتسمت ليالي بغرور وتحدثت إلي إبنتها:
-جاهزة؟
نظرت الفتاة أمامها وتحدثت بتوعُد وملامح وجة صارمة قاسية للغاية:
-أكيد جاهزة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى