روايات

رواية هوى القلب الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحاب محمد

رواية هوى القلب الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحاب محمد

رواية هوى القلب الجزء الرابع عشر

رواية هوى القلب البارت الرابع عشر

هوى القلب
هوى القلب

رواية هوى القلب الحلقة الرابعة عشر

أيام تلي الاخري في تشابه لا ينقطع !!
وروتين لا يطاق !!

ما زالت والدته معه ولم تذهب .نفس المعامله الجافه والسيئه المتسلطه دون وجه حق !

كانها تريد طردها من العمل لا يعجبها ما تفعله تعلق علي اقل شئ .هذا خاطئ وهذا سئ ماذا تفعلين ايتها الغبيه!!

كلامها كله معها علي هذا الشاكله لا يخلوا من التوبيخ والصراخ عليها كانها عبدتها!

او حيوان لا يشعر !!

وان شكت مره اوتذمرت تفتح لها الباب علي الجهتين !! أن لم يعجبكي فلتذهبي!!اما آسر لا تستطيع لومه!! وهل لها الاساس الحق بأن تلومه ؟ بكل شئ ارتضت من البدايه ! فكان الصمت هو حليفها…

تاوهت بخفوت وهي تضع يدها علي ظهرها من التعب ..

جسدها من الاساس لا تشعر به .. تنتقل من الطبخ الي التنظيف ..وآخر شئ هو تنظيف الارضيه التي لم تكن بالاساس تحتاج لذالك .. لكن والدته مصره انها متسخه وانها لا تؤدي عملها كما يجب !

منذ أن استيقظت في الصباح وكل شئ بها متعب بدايه من جسدها المتهالك الي الدوار الذي يلاحقها اين ما كان ورائحه الطعام تقلب معدتها دون ادني سبب ….

حاولت مقاومته تعبها لكن لم تستطع ..الارض من تحتها تميد بها وتري الاشياء اضعافا وضعت يدها علي رأسها في محاوله إسناد نفسها لكن لم تستطع آخر شئ فعلته سلمت نفسها للارضيه البارده تحتها وهي تغلق عينيها عن كل شئ !!

جرت عليها والدة آسر انحنت لها .. لكزتها من زراعها مره بعد مره وهي تهتف بنزق “يا بت انتي يا بت جرا فيكي ايه ؟ لا تكوني فاكره لما تعملي كده هسيبك!قومي يا اختي البيت لسه لازمه تنضيف “

لم تستجيب أيضا فاستقامت من مكانها .. تناولت كأس من الماء وهي تنوي اغراقها به لكن لم تلحق

فقد جاء آسر في هذا الوقت .. وما أن راى نعمه ملقيه علي الأرض بدون حراك .. شحب وجهه بقلق

جري عليها بسرعه متجاهلا امه انحني اليها وضع يده أسفل ظهرها .. ربت علي وجهها برفق هامسا “نعمه مالك فيكي ايه . اصحي “

دحرجت والدته عينيها بملل قائله وهي تمصمص في فمها “مالهاش يا بني دا دلع بنات “ومالت عليه وهي تمسك كوب الماء “اوعي كده انا هخليها تفوق بطريقتي ” ..

لم يدعها تفعل ذالك .. حمل نعمه بين يديه متجها بها الاريكه .. والقلق ينهش به!

امسك كوب الماء وبقطرات صغيره رماها علي وجهها بدأت تستفيق.. لم تكد تفتح عينيها حتي هاجمها الغثيان.. أسرعت علي الفور الي الحمام لتفرغ بما معدتها.. بصوت متشنج عالي وصل إليهما

اراد الذهاب إليها ومعرفه ما بها .. لكن والدته الواقفه تنظر باستغراب في اثرها اوقفه.. مذكرا نفسه أن والدته لا تعلم شئ !

غمغمت امه بتساؤل “هي البت دي متجوزه “

ابتلع ريقه بارتباك هاتفا باستغراب “وبتقولي كده ليه ؟ “

اردفت والدته بتلقائيه “المحروسه حامل ؟
الاعراض اعراض حمل اسألني انا ! “

نظر إليها بغير تصديق هامسا بتشتت “حامل !”

فتابعت بتشكك “الله اعلم حامل من مين ولا ابن مين .. انا عارفه المصايب دي بتتحدف علينا منين !”

الي هنا لم يستطع آسر الصمود وهو يستمع الي اتهامات والدته التي تطعن في شرف زوجته

فصرخ بغضب “ماما !”

رفعت حاجبيها قائله بحنق “مالك في ايه ؟ بتزعق ليه ؟ انت مش مصدقاني اقطع دراعي من هنا .ان ما كانت البت دي وراها مصيبه!من ساعه ما شفتها وانا مش مرتحالها ” …

اطبق اسنانه بغضب .. وهو يغمض عينيه ثم فتحهما والنيران تشتعل به بغضب لا اول له من آخر أن لم يدافع عن امرأته الان لن يكون رجلا ولن يستطيع مسامحه نفسه بعدها .. كان ينتوي انتظار الوقت المناسب حتي يخبرها لكنها لم تعطه المجال .. قرر وانتهي الامر وليحدث ما يحدث فقال بجمود “نعمه تبقي مراتي ” ..

اطلقت والدته ضحكه مستهزاه. بدأت تختفي تدريجيا بملامح وجه ابنها التي تدل علي المزاح فقالت ببطء تعيد كلماته “البت دي تبقي مراتك !”

هز راسه لها ببرود متابعا “ايوه انا متجوزها علي سنه الله ورسوله “

توحشت عيناها وقست ملامحها بشر ..

نظرت إلي نعمه التي كانت قد خرجت من الحمام .. وهي تنظر إليهم بتشكك!!

اتجهت إليها والدة آسر بخطوات سريعه …
وقفت أمامها وعينيها تنطق بالغيظ والشر الخالص…

وبدون مقدمات رفعت يدها .. وصوت الصفعه قد دوي في الغرفه .. امسكتها من شعرها بقوه كادت أن تخلع خصلاتها معها وهي تهدر بغضب “يا بنت ال*** ضحكتي علي ابني وعملتيها.. لفيتي عليه يا *** وديني وما اعبد لاطلع روحك بايدي “

جري عليها آسر ..يحاول تخليص نعمه من بين يدي والدته وهو يهتف “ماما سبيها هي ملهاش ذنب انا اللي قلتلها نتجوز “

لم تلن ملامح والدته وهي تتشبث بشعر نعمه التي تصرخ “تلاقيها عملالك عمل ولا حاجه بنت ال*** انا عارفه الاشكال دي كويس “

استطاع آسر تخليص نعمه من بين يدي والدته.. جلبها خلفه وهو يقف في وجه والدته هاتفا بعصبيه “ماما اللي بتقولي عليها كده دي مراتي وانا مش هسمح لاي حد حتي لو كنتي انتي ياذيها حتي لو بكلمه !”

اتسعت عيني والدته قائله بذهول “بتزعق فيه عشان واحده خدامه زي دي “

“انا مزعقتش انا بحاول افهمك واللي بتعمليه دا مش هيفيد هي خلاص بقت مراتي ” وتابع بعينين لامعه ببريق “ولو كانت حامل اللي في بطنها يبقي ابني. وانا مستحيل اتخلي عنها !مش بعد ما عرفت انها حامل “

تجاهل غضب والدته .. التفت الي نعمه التي كانت متشبثه بظهره بمخالب كالقطه.. مسح علي وجهها المغرق بالدموع بكم سترته بحنان ونظرات اعتذار يوجهها لها الغلط غلطه منذ #البدايه ماذا كان سيحدث أن أخبر والدته أن نعمه تكون امراته ؟ اكان ينتظر أن يسمعها وهي تطعن في زوجته حتي يثور وينطق بما يجب أن يقال ؟؟؟ ..

انحني لأسفل ثم حملها بين زراعيه… فتشبثت به بقوه وهي تدس رأسها بعنقه خوفا من والدته…

نظرت والدته الي اثره بحنق ثم ألقت نفسها علي الاريكه.. ضربت علي فخذيها بقهر تتمتم بغل “يا بنت ال*** عملتيها انا قلبي مكنش مطمن كان لازم اعرف “وتابعت بغل أكبر ” بس ملحوقه انا هعرف اطلعها من حياتك ازاي !واما نشوف يا آسر يا انا يا الخدامه بنت ال***دي “

_______________________________كان عمله بعد شهر من وفاه السيد محسن أن يخرجها من حاله الصدمه والاكتئاب التي دخلت بهم ..

منعزله عن العالم بدون كلام.. لا ضحك ولا ابتسام لا تستجيب لاي محاوله ممن هم حولها صديقتها سمر حتي ذالك الثقيل تامر .. شهاب نفسه لا تتكلم معه سوي بضع كلمات تنتهي اغلبها بانهيار تام يهداها منه يخرجها منه بصعوبه..كانت هذه حالتها قبل شهر مضي !

يشعر بها وما به الان مراره الفقد جربها من قبل في عائلته.. واباها هو عائلتها بدونه اصبحت شريده..

والدتها اظهرت من القوه والصلابه والرضا ما لم يتوقعه.. استطاعت إخراج نفسها من حاله البؤس والتي كانت تحتلها لا بأس أن كانت تتظاهر المهم انها قويه حتي لو كان ذالك قناع زائف امام الناس !

هذا الشهر الذي عاشه بكل تفاصيله معهم جعل عينيه تتفتح علي كثير من الاشياء هو لم يكن منتبه لها … أولها ان سما ليست مجرد فتاه تعلق بها واحب وجودها في حياته بل مكانها أكبر من ذالك.. رغم ارادته اخذت حيزا من قلبه وتربعت به براحه !

لا يكاد يصدق ما يجري وما بال الناس؟؟

كل اسبوع تقريبا يأتي لها شخص يطلبها منه بما انه اصبح الوصي عليها وعلي جميع أموالهم بتوثيق من والدها نفسه !!

كم يشعر بالانتشاء حينما يرفضهم واحدا تلو الآخر دون حتي أن يرجع إليها !!
فقط يضع قدما علي قدما وهو يقول بتسلط “مرفوض معندناش بنات للجواز “

واحيانا ينفلت زمام تعقله.. وينتهي الأمر بمعركه هو الرابح بها ….

كان متوجها الي شقته القديمه التي تقع بنفس بنايه سما .. قد رأي انه من الضروري البقاء يقربها ليس معنويا فقط !بل بالقرب بالمعني الحرف منها
!!

” استاذ شهاب “

التفت علي أثر سماعه هذا الصوت ..
نظر حوله ليري المتكلم لكن لا احد.. هل جن ؟؟؟

لا لم يجن!!

فقد شعر باحدهم يسحبه من طرف سترته بالاسفل..دحرج عينيه للاسفل ليري طفل بمجرد النظر عمره لا يتخطي العشر سنوات … انحني إليه قليلا ثم قال بابتسامه هادئه “ايوه ؟”

تابع الطفل بلهجه متزنه كانه رجل كبير “انت الاستاذ شهاب مش كده ؟” …

هز له شهاب راسه ببطء “ايوه انا. اتشرف بحضرتك “

قال الطفل بتفاخر “المهندس مروان “

اتسعت ابتسامه شهاب أكثر وهو يقول “تشرفنا يا باشمهندس “

استرسل الطفل كلامه قائلا “انا كنت عايز اكلم حضرتك في موضوع مهم “

كور شهاب شفتيه.. وهو يجد هذا الطفل ظريف لدرجه يريد اكل وجنتيه البارزتين!

اردف باستمتاع وهو ينظر حوله “طب علي السلم كده ؟ ايه رايك تدخل” ومد له يده …فكر الطفل قليلا ثم وافق

جلس شهاب امامه بعد ما حضر له كوب من الشوكلاه الساخنه… وله كوب من القهوه

فاستطرد شهاب مبتسما “اقدر اعرف الموضوع المهم اللي جايه لي فيه يا بشمهندس مروان “

تناول الطفل كوب الشوكلاه تذوق القليل منه ثم وضعه جانبا .. غمغم بهدوء في مقدمه لموضوعه “بما انه عمي محسن الله يرحمه اتوفي .. وانت زي ما قالت ماما بقيت وصي عليها وعدي شهر يعني 30يوم علي وفاته انا شايف انه لازم تعرف بالموضوع اللي كان بينا علشان ما يحصلش غلط “

مط شهاب شفتيه باسي ولكنه وجه اهتمامه لكلماته فتابع الطفل التكمله “انا وعمي محسن كان بينا اتفاق اني اتجوز سما لما أكبر واشتغل.. وانا جاي اقولك علشان تبقي عارف اوعي حد يجيلك وتوافق عليه دي بتاعتي انا “

بزق شهاب القهوه من فمه وهو يستوعب ببطء كلمات الصغير .. ما شاء الله مطلوبه من الجميع حتي الأطفال!!

وضع كوب القهوه جانبا.. ثم امسك كوب الشوكلاه الذي كان بيد الطفل وضعه الاخر جانبا… جلبه من ياقه ” فانلته ” مردفا بتحذير “بص يا بشهمندس سما محجوزه ! وعارف مين اللي هياخدها ؟؟”

هز الطفل راسه بالنفي فتابع شهاب باستفزاز وقد وجد نفسه يقول هذه الكلمات كان يرددها لنفسه قبل الطفل “انا اللي هخدها بتاعتي انا ! وتخصني انا لوحدي فاهم ؟” زم الطفل شفتيه قائلا باستنكار “لا سما بتاعتي انا .. انا وعم محسن اتفقنا عليها وهو وعدني بكده “

ضيق شهاب عينيه امام كلمات الطفل ثم قال يستفزه أكثر “وعمك محسن الله يرحمه. وسما بقيت بتاعتي ؟ هتعمل ايه ؟”

“عمو شهاب بتعمل ايه ؟”

نظر الاثنان ناحيه الباب ليري من المتكلم وكانت سما !! ابتسم الاثنان ببلاهه والاثنان ماخوذان بطلتها سواء كان شهاب او الطفل !!…

تقدمت منهم سما وهي تجلس علي الاريكه.. مدت يدها تلعب بشعر مروان وهي تتمتم “مروان بتعمل ايه هنا ؟! “ونظرت الي شهاب “انتم بقيتوا أصدقاء من ورايه ؟”

مال الطفل علي اذن شهاب هامسا بخفوت “لسه كلامنا مخلصش هامشي انا دلوقتي اوعي تقول لسما حاجه ” ..
اوما له شهاب براسه قرصه من وجنته البارزه..فتافف الطفل بتذمر ثم عدل وجهه لها سما مهديها ابتسامه رائعه وقبله اروع علي وجنتها!!

ثم أسرع الي الخارج تاركا اياهم يحدقون في اثره بذهول !!…

تحمحم شهاب بجديه وفي سره يتوعد هذا الطفل علي فعلته وقد حدد الطريقه !! سيعلقه من قدميه علي باب غرفته!! ليكون عبره لغيره!!

“عامله ايه دلوقتي ؟”

تنهدت سما مجيبه وهي تكمل كوب الشوكلاه عن الطفل “عادي الحمد لله علي كل حال “

شرد بملامح وجهها التي ذبلت وفقدت البريق بعد موت والدها .. لا يعلم ما الذي عليه فعلا بالضبط حتي يعيد لها الحيويه والحماس الذي كانت عليه !!يديه ذهبت تلقائيا الي جيبه ..
اخرج منه تلك الاسواره التي تخصها…مد يده ليجلب يدها من حجرها فاستغربت من فعله وخافقها ينبض بقوه لهذا الرجل الذي أمامها!!

احست بشئ بارد علي رسغها.. نظرت بيدها لتجد تلك الاسواره التي اعادتها له يوم كسرها بكلماته القاسيه.. حاولت التذمر وأبعاد يدها عنه لكنه لم يستجب نظر إليها بقوه وهو يقول بحده “استني ! الاسوره دي ما تتشالش من ايدك أبدا فاهمه ؟”

زمت شفتيها وهي تتمتم بتذمر “وانا مش عايزاها خليهالك “

اعاد كلماته بنفس الحده “انا قلت ايه ؟ “

استسلمت لااوامره الصارمه.. والابتسامه الخجوله قد وجدت طريقها لشفتيها..

تباعا لابتسامتها ابتسم هو الاخر .. وقد قيدت به هي دون أن تدري بتلك الاسوره التي تلمع كالتماعها في عينيه !!
______________________

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوى القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى