روايات

رواية عيون القلب الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت التاسع والثلاثون

رواية عيون القلب الجزء التاسع والثلاثون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة التاسعة والثلاثون

يعلم الله كنت حاسب اللي صار
قلب منقبض وضيقة علم وافكار
ماكنت نعرف هم
ولا موت ولا فراق ودم
واليوم شايطة نار الحزن والغم
وكيف نقدر على الحياة انكملها
تكمل عادي
ويصبرك الله سيدي العالي
كوني في روحك واصبري عالباقي
حتى شفيع الامة ماتو ضناه
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
#حجر_العقيق
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

خش سليمان و الواضح ان مفزوع جدا من امر ما : هيا وتوا روحكم المنطقة خلاص مش آمنة انت يا أمي ح نأخذك لحوش خالتي اما حورية فبناخذها عند اَهلها (بعدها جو عيونه ع رجاء ) اما انت يا رجاء ع راحتك يا اما تمشي مع أمي لحوش خالتي او لو تبي اهلك نوصلك فيهم

افطيمة ضربت الارض بايدها و تفنص في ولدها : هذا ما ناقص كان نطلع من حوشي ؟ غير احلم انت و هما حوشي ما بنطلع منه لو تنقب السماء يا سليمان

و ينفعل سليمان لاول مرة ع امه : امي مش وقت كلام توا اشرف و عدى مع ايمن للجبهة انا معاكم بروحي راهو و المنظقة مش امان كم حوش تصير عليه رماية شنو اللي تبيني نديره ترا ؟ ضموا حاجتكم الللي تخافوا عليها و تقدروا تاخذوها معاكم (شاف للحوش) اما الحوش احني و النصيب يا جينا و القيناه زي ما هو يا اما يعوض الله

بدت افطيمة تدعي : الله يهدهم الله يحرقهم كيف ما حرقوا قلوبنا اخرتها نطلع من حوشي

و رغم الخوف و القبضة اللي في داخلها الا انها وقفت و كان من الضروري انها تبلغه بكلام ايمن : بعد إذنك خويا سليمان انا أيمن وصاني لو طلعت من الحوش نمشي و نقعد عند حوش صاحبه جلال و مرته

و الهدوء اللي كانت فيه افطيمة قبل من ناحيتها بسبب الحرب انفجراته اليوم : بتحكمي في مكان التريس عقاب الوقت يا تمشي لامك يا اما وين ما أنا وين ما انت و أنت مسكرة فمك تسمعي فيا و الا

تدخل سليمان : لا يا أمي كلام أيمن ما يطيح ع عياله و بعد قال هكي أكيد قي راْسه شي و جلال منا و فينا و حوشه كبير واجد ( و حاول يقنعها باسلوبه ) و مرات لان حوش جلال قريب مش زي حوش اهلها و لا حتى زي حوش خالتي يعني وقت اللي يبي يطمن عليهم يقدر يجيهم ..

بس افطيمة مستحيل تقتنع عاد تبيها معاها و في نفس الوقت وحدة بعقليتها كيف تقتنع ان رجاء و صغارها يقعدوا في حوش صاحب ولدها ناضت من جنبهم و هي اتمتم بكلام مش مفهوم

و رجاء خلاص تعودت لهذا تجاهلت كلامها و كل ما في عقلها انها تدير اللي يرضي ايمن،

و انطلق سليمان في رحلة توصيل العيلة و اخراجها من المنطقة كل وحدة منهم ودعت حوشها و الالم يعتصر القلوب

و وقت اللي سلمت رجاء ع حورية و بالذات ع بناتها افطيمة و ملاك كانوا كلهم يبكوا خوفا من وداع لا لقاء بعده هكي كان حال اغلب العايلات اللي نزحت من بيوتها كل ما يطلع حد لجهة مختلفة يغلبهم شعور الخوف بان مش ح يتلاقو ثاني …

و وقت اتجه بيهم سليمان لحوش جلال ، زي رجاء زي اولادها كانوا ملتزمين الصمت طول الطريق مع ان سليمان حاول يهدرز مع عبدالمالك لكن كان يرد بكلمة او اثننين و يسكت

درس قدام الحوش : يا عمي عبدالمالك نوصيك ع امك و خوتك و اسمع كلام الراجل و عينكم من روحكم و ان شاء الله نسمع عنكم كل خير

رد عبدالمالك : ان شاء الله

و نزلت رجاء باولادها اللي اتجهوا لشنطة السيارة الخلفية ونزلوا شناطيهم و ودعوا سليمان

و اهني استقبلهم جلال اللي و بالرغم ان كان في الجبهة بس جي مخصوص ع شان يلاقي عيلة صديقه : تفضلوا مرحبتين

رجاء كملت داخل الحوش و تلاقت مع صباح عند الباب ضمتها و صاروا الاثنين يبكوا و من ما يبكي بعد كل اللي صار ما سد هم النزوح و الحرب ما سد فقدان فارس اللي لعند اليوم ما في حد قدر يتجاوز الم رحيله

صباح اللي كانت مثال المراة المضيافة الكريمة زي هي زي زوجها فتحت دار كانت مخصصة لصغارها : حبيبتي رجاء الدار هذه ع حسابك انت و اولادك و تبي اي شي ناقصك اي شي انا اختك قولي و ما يردك غير لسانك و بالنسبة للمطبخ و الله العظيم ماني مسامحتك يجي خاطرك انت و الا اولادك في حاجة و تطلبي مني جلال مش ح يخش الحوش في المربوعة و اصلا ما يقعد ، ( تغيرت نبرة صوتها للحزن ) انت عارفة ان مع ايمن في الجبهة يعني ما في غيري و غيرك و الصغار

ابتسمت رغم كل شي : بارك الله فيك حبيبتي عارفة انك اخت و بنت اصول و مستحيل تقصري في شي لا انت و لا خويا جلال …

طلعت و سكرت وراها الباب

و رجاء حست بضيق شديد و اكيد مش بسببهم و انما فكرة البقاء في حوش شخص ثاني في حد ذاتها تضايق و توحي بعدم الاستقرار

اسماعيل : بنعيشوا هنا ماما ؟

ضماته ليها : لعنديت ربي يفرج علينا حبيبي

معاوية وقف عند الروشن : باهي باتي ح يجينا هنا

تدخل عبدالمالك ع شان يزيح الضغط عن امه : ان شاء الله لو قدر ح يجينا

و في ليلة تسعطاش مارس ، تقرر فرض حظر جوي ع ليبيا يعني ح يتدخل حلف الناتو و يصير ضرب بالطيران و بالفعل في ناس فرحت لانها ملت و تبي الحرب تنتهي باي طريقة و في اللي فقد ناس زي عيلة فارس كانت نار انتقامه اكبر من اي تقدير و فيه و فيه المهم في الامر ان وقت نشوفًوا ظروف الناس و اللي تعرضتله تتفهمهم و تتفهم الالم اللي عاشوه …

و طالما صار قصف بالطيران اهني خلاص سارة دخلت في حالة اكتئاب رسمي مع كل مرة تسمع فيها طيارة

كانت ترعش بكل ما فيها : امي انا معش نقدر نرقد بروحي و الله نخش في عقل ثاني بالله عليك خليك معايا

ضمتها فتحية : خلاص يا بنتي بعيد السو عليك نرقد معاك انا و غادة

شدت فيها : و مش تخليني نغمض عيوني تطلعي لا بالله عليك خليك معايا

تنهدت فتحية : حاضر يا بنتي حاضر …

و بهكي انشغلت فتحية مع سارة و طول الوقت تتفقد فيها و
كلا غادة فتحملت مسؤولية الحوش بالكامل ، بالذات و ان هالة كانت في نهاية السادس تساعد لكن اهو ع قد جهدها

روحت منهكة بسبب الحمل و اول ما خشت شربت اميا كانت واقفة في المطبخ و عاطية الباب بظهرها

فتح حمزة الباب : السلام عليكم

حطت الطاسة ع الرخامة : و عليكم السلام .. روحت

حمزة بتعب : كملت التوكة متاعي و خلاص نحس في روحي بنطيح

: ربي يردلكم التعب .. قولي ما في شي صاير يعني ما لاحظتوا شي في الشارع

حول حمزة التوب متاعه : ما في شي لكن الواحد ضروري ياخذ حذره .. (ابتسم ) اي قوليلي كيف حال فتحية اليوم ؟

تذكرت ان اخر مرة مشت عاينت فيها قالولهم انها بنت و بدون ما يسألها قرر حمزة يسميها فتحية و رضت هالة وقتها لانها تبي تكسب قلبه باي طريقة : الحمدلله قاعدة من بدري تتحرك

هو تعصب : وانا مش قاعد

ضحكت : شنو عندي بنديرلها نقوللها راجي لعند يجي بوك

حمزة كان ملهوف عليها و ينتظر قي اللحظة اللي بتجي فيها و تزين حياته لهذا يبي يحس بحركتها طول الوقت : اضحكي

شوية و قدمت منه هالة بسرعة و شدت ايده حطتها ع بطنها : اس و اسمع بنتك تقول فزعت فيك

ضحك لعند دمعوا عيونه : و الله العظيم تخبط في ايدي قاعدة فتوحة بابا

هالة تتكلم بنبرة دلع و غيرة : عاد توا بتاخذ الدلال كله سعدودها

شافلها بنظرة لاول مرة تلاحظها : شنو ناقصك دلال انت

ردت بعتب : وين الدلال اللي عشته انا حتى كلمة سمحة منك ما نسمعها الا بعد وين وين

: باهي يا سمحة تعالي معايا و انا نقولك انت و بنتك كلام سمح

توردوا خدودها و ابتسمت …و كانت ترضى بالقليل منه من كثر ما كان جاف معاها و قليل الكلام

حمزة كان متحفظ جدا في التعبير ع مشاعره بس هي غرقت فيه و معاه و ما عاد تقدر تتخيل حياتها من غيره رغم كل عيوبه من ناحية العصبية و الانطوائية و وعارته معاها بخصوص تعاملها مع عبدالخالق و قرايتها فيما سبق الا انها حباته و هلبة و كانت ع عكسه هو، مش بخيلة في مشاعرها كانت طول الوقت تعبر ع حبها بالاهتمام و الخوف عليه

________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

غرام وعشق في الماضي بدينا……
قصة حب لغلاي و غلاك……
كنا احباب والشمعه ضوينا…….
شمعة حب ونتمنى لقاك…….
لاكن صار عكس اللي بنينا…….
غروا بيك واخترته جفاك…….
عطاني الله وفي حقك وفينا……
مادرت العيب ولا حملتا خطاك……
Somya Bun Amran
_______________________________

ليلا و الساعة اثنين تحديدا

في حوش جلال
اسماعيل بدّي يعيط و يبي يأكل لان رقد بكري اول الليل : ديريلي حتى جبنة يا امي جعان

شافت اولادها الاثنين راقدين : مش عارفة يا سمعة يا وليدي ! يا ربي و الله ماني عارفة كيف ندير

رد يبكي : جعان يا امي

و اضطرت تطلع لبست حجابها و فتحت الباب و مشت طول لعند المطبخ و كان موقف صعب جدا بالرغم من انها عارفة شخصية صباح و طيبتها لكن مهما كان الامر ليه رهبته تفتح في باب الثلاجة و حاسة بخجل شديد من الموقف

و الباين ان خروجها ح تندم عليه بشدة

خذت الجنبة و فازو الهريسة العربية لان ولدها اسماعيل ما يحب ياكلها بدون هريسة
و كانت تمشي في اتجاه الرخامة

المطبخ كاغلب مطابخ الليبين في عنده بابين باب خارجي و داخلي
و هي من كثر الرهبة ما ركزت ابدا ع ان الباب الخارجي مفتوح

لحظات بس و سمعت كلام شق قلبها لمية جزءً

شهقت صباح بصوت شق قلب رجاء و كسر ظهرها : قصدك أيمن مفقود ؟ معناها شادينه عندهم الكتايب صح ؟

هي حست الدنيا لفت بيها و طاح من ايدها الفازوا اللي صوت تكسيره ما كان اقوى من صوت نحيب قلبها

و ع الصوت هذا انفزعوا صباح و جلال اللي جو في اتجاه المطبخ و شافوها في منظر يقطع القلب

زي ما شافوها صغارها لان الصوت كان قوي في سكون الليل و انفزعوا من منظرها

كانت جالسة ع الارض بقلة حيلة و ياس و معش عرفت لا تعيط و لا تسكت هي ما تتحمل تفقده أبدا و لا متخيلة انها تعيش شعور صديقتها خلود بين عيونها بكاء خلود فقط

جلال تحشم منها نادى ع الاولاد كلهم مشوله الا عبدالمالك جلس جنبها : امي خيرك ؟ امي ما تخوفيني عليك

و استنجدت رجاء بعيون صباح لكن ما القت فيهم العون بالعكس شافت الخوف فيهم و الشفقة ع حالتها شافت عيونها و هي تتامل في منظر خلود و اهني معش تحملت و فقدت الوعي

و يا ناري ع بكرها اللي قريب هبل عليها : امي امي .. ساعديني يا خالتي صباح ساعديني امي بتعدي من بين ايديا

و ساعدوها الاثنين بينهم لعند وصلوا بيها صالة حوش جلال و ياه يا رجاء ع الم الفقدان و الخوف اللي حست بيه و هي تتفكر في الكلام اللي يحكو فيه الناس ع حال كل من تم اعتقاله يا بال ايمن اللي كان في الجبهة يعني تسعين في المية وقت شدوه معاه سلاح ….

السلاح يختلف و انواع عدة … و سلاح المهدي للفترة هذه كان اتصالاته المستمرة بنوح و بأبلة صفاء اللي من خلالها كان يطمن ع ريحان بس حاليا كل هذا مش موجود لا عاد يعرف اخبار نوح و لا صفاء و لا سندس .. و اكثرهم تاثيرا في حياته اكيد رجاء و عيلتها حاس باختلال توازنه حاليا في غيابهم و ما كان عارف انها في امس الحاجة ليه لحظتها

اي محتاجة حضن و احتواء محتاجة لحد يعطيها امل في القادم

عبدالمالك متألم ع امه : خالتي صباح امي واضح صقعانة لو تجيبلها بطانية

كانت مرعوبة عليها لان من الواضع بان وضع رجاء ابدا مش طبيعي : هيا هيا شوية بس

هو يمسح ع شعرها بحنية كبيرة و يقبل في جبينها : امي

و رجاء ما يصدر منها غير صوت الاه و ما حس منها غير الارتجاف اللي صاب كل جسدها

جابت البطانية و غطتها و زاد الجسم رجف بقوة لانها حست لحظتها تقول ضربها ضي : صقعانة انا صقعانة واجد

صباح : لا هذه مش طبيعية كيف مازال صقعانة خلي نريدها بطانية و انت خليك جنبها يا ولدي

هو شد فيها بكل قوته : انا مستحيل نسيبها

تعاطفت معاه صباح و تاثرت بمدى تعلقه بيها و مشت داخل زادتها بطانية

بعدها طلعت تتفقد صغارها و صغار رجاء اللي كانو مع جلال

جلال : طمنيني شنو المراة توا ؟

ردت صباح بقلق و عيونها ع معاوية و اسماعيل اللي رقدوا جنبه : و الله ماني عارفة تقول محمومة خاطي ترعش و تقول صقعانة

تذكر كلام صاحبه : خليك معاها يا صباح و اهو انا كلمت الجماعة و قاعد الليلة مش ح نرد الجبهة ، ما تندري شنو يصير معاها

ارتاحت حتى صباح لانها فعلا حست ان رجاء مش طبيعية

و ردت جنبها بعد مرور ساعة رجعت تتفقد حرارتها و القتها اكثر ارتفاعا استغربت و حولت البطانية و اللي شافاته خلاها عيطت عيطة جابت جلال من المربوعة وقف برا : شنو في ؟

عبدالمالك وقف مصدوم و هو يشوف في الدم اللي معبي الدنيا

صباح : وتي سيارتك فيسع رجاء تنزف يا جلال فيسع الباين من بدري حيه عليا كيف ما حسيت عليها

و لان جلال طلع بسرعة من المربوعة انفزعوا اولاد رجاء و جو وراه و شافوا امهم في منظر مفزع كانت دايخة و في عالم ثاني و ما تقول كان : ايمن … عزو

عبدالمالك اسرع لداخل الدار اللي عطتهالهم صباح جاب عبايتها و ساعد صباح ان يلبسوها

و وقت بتوقفها جي جنبها من الجهة المعاكسة : غطيها بالبطانية يا خالتي ما تطلعيها هكي

و سبحان الله اللي كبره قبل وقته كان فاهم ان الوضع اللي فيه امه خاص و ما يبيها تطلع مكشوفة قدام صاحب بوه

عبدالمالك ركب معاها في الخلف و حضن راسها ليه و يهمس بكلمات دعاء و تصبير لغاليته الاولى حبه الاول

و صباح بعد اطمنت ع اولاد رجاء و ع صغارها وصتهم ما يفتحوا الباب لحد و مشت معاهم و منظر عبدالمالك و امه انحفر في قلبها و من ما ينحفر في قلبه منظر زي هالمنظر

مقرب من وجهها و يهمس : امي حبيبتي خلاص ح تنوضي منها مش ح تمشي و تخلينا … يا رب امي نبيها يا رب خليها تنوض يا رب ردلنا باتي و رد حياتنا زي زمان

هكي كان يدعي و رجاء بين الوعي و اللاوعي ما كانت تقول غير في اسماء معدودة : ايمن .. عزو … سيدي .. مهدي … امي ..عبدالمالك .. معاوية .. اسماعيل … حمزة …

كل مرة تقول اسم من اللي بالها مشغول عليهم

و من عز نومها فاقت تلهث لعند افزعت اركانه : بسم الله نجوى خيرك

بدت تبكي : مش عارفة يا شاهين مش متريحة مش متريحة (غطت وجهها بايديها و انهارت تبكي ) نبي نطمن عنهم يا شاهين بنموت من خوفي و الله ما عاد قدرت ندير حاجة لا نوم و لا ماكلة و لا شي خايفة واجد عليهم

ضمها ليه: اذكري الله يا القلب و ان شاء الله خير ، خليك مقتنعة ان حتى لو كنت معاهم مش ح تقدري تديري شي غير الدعاء ادعيلهم ربي يحفظهم و يحميهم و يجمعك بيهم ع خير

استمرت تبكي ممكن نصف ساعة و بعدها هدت

النصف ساعة هذه كانت كفيلة تعطي الرد ع حالتها الحرجة اللي جت بيها

: الباين ان المدام حامل ليها شهر و نصف و للاسف الحمل نزل و حاليا ضروري ندخلوها عميلة تنظيف

بكت صباح و نزلت دمعة من عبدالمالك اما جلال قلبه انقبض و حس بالمسؤولية و هو يتذكر في كلام ايمن لما بلغه ان عيلته ح يقعدوا عنده

Flashback

ايمن في لبسته العسكرية واقف عند السيارة و جلال في مقابله وكان في صوت رصاص بعيد : كل شي عندك اوراق المصرف و حتى الاراضي اللي شريتهن في طرابلس من كم شهر عندك و الكاش اللي عندك سلمته ليك يا جلال وصيتي ليك عيلتي يا غالي يقعدوا عندك لعنديت نعرفوا اخرتها و لو صار وانا مشيت و ما عاد وليت مراتي ما نبيها تروح حوش اهلها يا جلال

انقبض قلبه من الكلام هذا : شنو تقول يا راجل يعني مش سادني فارس !

اصر يكمل : رحمة الله عليه فارس … المهم خليك معايا كلام و لازم نقوله لاني مش عارف نتلاقى معاك مرة ثانية و الا ؟ بالله عليك خليني نكمل كلامي

: كمل

ايمن : زي ما فهمتك مراتي و صغاري نبيهم في حوشي يا جلال و كتبتلك شنو اللي تديره في الرزق كله و كيف تمشيه لو صار فيا شي ما نبيهم يضيعوا من بعدي و لا نبيهم يستحقوا حد امانة و حطيتها في رقبتك سامحني يا غالي عارف ان حمل كبير واجد عليك

ضمه ليه و الالم كان اكبر من كل شي لحظتها و قداش وقتها حسوا اثنينهم بوجود فارس بينهم و كيف يغيب و من يومه ثالثهم …

فاق من شروده ع صوت الدكتور : من ح يوقع ع العملية

جلال استغفر في سره : هيا انا نوقع

و كمل اجراءات الدفع و التوقيع و دخلوا رجاء ع عملية التنظيف و اجهضت طفلها الثاني خلال سنة وحدة و لله سبحانه و تعالى حكمة في كل شي

و باتت ليلتها رجاء في المستشفى و من اول ما فاقت فتحت عيونها ع عبدالمالك جالس جنبها ع السرير و متمسك بايدها و سبحان الله الاجهاض هذا ما سبب احباط انما الموقف ككل و غياب ايمن عطوها قوة غير عادية لان ما في حد يحامي عليها و لا في حد تستند عليه بالعكس اولادها في حاجتها و في انتظارها ابتسمت : حبيبي تعبتك معايا

باس ايدها : تعبك راحة يا غالية .. قوليلي شنو تحسي توا احسن

حطت ايدها ع راسه : احسن حبيبي احسن ، طمني ع خوتك من معاهم

: توا روحت خالتي صباح وانا قلتلهم بنقعد معاك لعنديت تطلعي مش ح نخليك في المصحة بروحك في وضع زي هذا

قداش حست ان كبر : حبيبي انت سندي و ظهري مش بس ولدي

عبدالمالك بوجع كبير : خفت عليك واجد يا امي

تالمت للمشاهد اللي عاشهم و كانت عارفة ان مستحيل ينساهم : ما تخاف حبيبي مقدر و مكتوب ربي كاتب ان مش ح يكون عندي غيركم

بدي يمسح ع شعرها : خلاص يما ارقدي و ارتاحي

تظاهرت قدامه بالنوم ع شان تريحه و عاشت المها بينها و بين نفسها و بدون دمعة وحدة

و قعدت في المصحة لعند الظهر من ثاني يوم و طلعت مع جلال و صباح متوجهة لحوشهم و من اول ما وصلت حضنت الاولاد الاثنين و ما بكت قدامهم و باقي وقتها كان في الدعاء لغايبها يرجع بالسلامة ،

كانت راقدة بين اولادها و عيونها تشوف لفوق و بس و تسترجع في ذكرياتها معاه : يا ربي ما تحرمني منه .. يا ربي انت عارف كيف تعلقت بيه و شنو عشت من قبل ارجوك يا ربي ما تحرمني منه لا انا و لا ضناه .. يا رب املي فيك كبير واجد ينفتح الباب و نسمع صوته ينادي عليا راضية بكل شي بكل شي المهم هو معانا يا رب ….

_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️

اليوم عشرين مارس …….و الوضع كما هو عليه بالنسبة لمنطقة المهدي اللي كانت تحت سيطرة قوات النظام …. اليوم هذا صار شي ح يعرضهم لاختبار حقيقي في الصبر …. و اللي صار ان انضرب محول الضي الرئيسي و للاسف شركة الكهرباء اعتذروا عن الصيانة لان ما عندهم اي قدرة ع التعامل مع هذا العطل

و اهني صار الاحباط مضاعف عند المهدي لا ضي و لا اميا و لا حتى اتصالات لان حتى ليبيانا و المدار انقطعت بشكل كامل ع المدينة

و بسبب اللي صار كان لابد من اجتماع بين ابناء العم و بعد مشاورات و نقاش طويل تقرر العودة للحياة البدائية …اللي كانت عبارة ع انهم جابوا خزان ماء كبير و حطوه بين البيوت كان موجودة فيه صنبور اي شيشمة و استخدموا جرار او ما يعرف بالتراتوري ع شان يجيبوا اميا من المضخة الخاصة بالمزرعة المضخة هذه كانت تخدم بمولد موتور نافتة لهذا بدو يعبوا منها و يصبوا في الخزان و كل عائلات بن عمار ياخذوا منه احتياجهم من الماء و طبعا وقت يعبوا استخدموا الدلو (السطل)
… و هل يحدد استخدام الماء ؟! طبعا لا و لهذا كانت ايام جدا صعبة عليهم .. و اكثر من تحمل العبء هذا في حوش خليفة بن عمار هي غادة .. ايه غادة اللي كانت تكر بالدلو و تصب في الحمامين اكرمكم الله الداخلي و الخارجي و تعبي احتياجات المطبخ و بعدها ترجع تعبي ع شان التنظيف من ملابس و تسييق و غيره هدا غير احتياجاتهم في الطبخ

البنت هذه ياما تحملت لدرجة ان وزنها نزل للنص … و سارة من قبل مساعدتها محدودة يا بال توا و البنت خشت في حالة صدمة و انهيار رسميين

يوم ثلاثين مارس …. بدي ناقوس الخطر يدق في منزل المهدي

كانت بتموت من التخميم و المسؤولية : و الله ماني عارفة كيف نديروا يا عبدالخالق كل صندوق مازال فيه حكة او اثنين

و عبدالخالق مش احسن منها : المشكلة ع قد ما نشدت ما في محلات يا امي قريبة كلهن برا من المنطقة يعني لو بنطلع ضروري نمشي من البوابة

ردت فتحية باعتراض : لا و الله ماني مسامحاتك تطلع من بوابة ، وين نندري عليهم و كان يشدوك و الا معش يخلوك تولي لا يا عبدالخالق ندبروا روسنا و ع كيفنا

و هدا حال كل الامهات الخوف و القلق ع اولادهم و مستعدين يستغنوا ع كل شي في سبيل ان ابناءهم يكونوا في امان … زي افطيمة اللي سمعت ان ولدها مفقود و ياما بكت و طارت و ما نزلت و لسان حالها يقول يا ريته غير يروح و ما عاد ندوي معاه لا ع ماخذة و لا ع صغار

و اما جلال بعد بلغ سليمان بفقدان ايمن كان كلامه جدا جدي بخصوص رجاء و اولادها و طلب ان يقعدوا عنده لان هذه وصية ايمن

و بهكي ما قدر سيلمان يعترض ع امل ان خوه يروح سالم و بعدها يدير الله طريق

يوم واحد و ثلاثين مارس … كان طريق لامتحان من نوع اخر لان اليوم هذا وصلوا فيه عيلة خال المهدي … و هذا الخال الصغير اسمه عامر و زوجته اسمها جواهر عندهم بنت و ولد فقط و بسبب ان منطقتهم كان فيها اشتباكات نزحوا عند حوش فتحية

فتحية تسلم عليه و تعاود : مرحبتين بيك يا غالي الحوش حوشك و اللقمة نقسموها بينا و الله يا عموره من كثر ما الخاطر ضايق و القلب مهموم تقول اللي شفت المرحومة امي و المرحوم سيدي وقت خشيت عليا

عامر ابتسم مجاملة لان حاس ان ح يثقل عليهم : بارك الله فيك من طيب اصلك يا غالية … لكن اهو من توا اللي بيا بيكم و المصروف جميع و الا راهو خليني نولع سيارتي و نمشي

شهقت : وين بتمشي لا و الله خليك معانا

تدخل المهدي اللي كان يحبه هلبة : ايه يا خالي خليك معانا كيف تعدي و قدامك بوابات و بعدين احني من يوم انقطع الضي و انا نحس في روحي ميت لا اتصال و لا تيليفزيون اهو ع الاقل نتنونسوا مع بعضنا

لف ايده عليه : ان شاء الله يا غالي و بعيد السو عليك من الموت شدة و تزول يا رب .. قوليلي يا فتحية ما سمعتي شي ع البنات

نزلوا دموعها : وينهن البنات حتى رجاء اللي في مصراتة ما عاد نندري عليها يفرج الله و خلاص

حب يطمنها : كلا طرابلس ما فيها شي راهو ع الاخبار هكي يقولوا

غادة جابت قهوة تضيف فيهم : فيها ضرب يا خالي قالو

خذي منها الفنجان : مش كيف هنا يعني ما فيهاش جبهة

غادة : ان شاء الله

لاحظ سارة و حالتها : خيرك يا سارة

و هي ما ردت عليه

و اهني تدخلت فتحية : فرقة حالها بنتي يا عامر من يوم بدت الحرب و هي بالحالة هذه غير خايفة و ترعش و زادت بعد انقطع الضي و بدى ضرب الطيران وين ما تسمع طيارة نحسابها غير تخش في عقل ثاني

: لا حول و لا قوة الا بالله

و ع جهة كان واقف معاها : يعني معش نجي هنا

حمزة بجدية : ايه حوشك بس خالي ما عندي فيه ما نقول لكن هذا طبعي ما نتحمل يا هالة

اتضايقت اكثر لان في الظروف هذه تبي غير تسمع هدرزة و لمة بالك تنسى ..

حمزة : يعني وقت يكون داخل مع امي انت تطلعي فهمتي عليا لكن وقت يكون معانا برا ع كيفك

ارتاحت شوية : حاضر …

و انتهى مارس اللي خذي من طاقة الكل الكثير …

و بعد ايام وصل خبر لعبدالخالق بوجود محل مفتوح صح بعيد ع الحوش لكن يقدروا يوصلوه ع رجليهم و رغم ان اسعاره مضاعفة لكن وقتها كان افضل من لا شيء

و اليوم هذا كان الثاني من شهر ابريل …

عامر : خلاص يا عبدالخالق كلم حد من ضنا عمك يمشي معانا مرات يقولوا كيف مشيتوا و ما قلتوا و نمشي انا وياك معاه ساد

عبدالخالق : ايه يا خالي و هذه اللي صايرة اهو توا بنمشيلهم حوشهم

و بعد الاتفاق وافق واحد منهم يمشي و جي عبدالخالق و خذي من فتحية الفلوس و قرروا يمشوا ع رجليهم للمحل ع شان عدم لفت الانتباه من جهة و بسبب قصة البنزينة من جهة ثانية

فتحية اللي تقول كانت حاسة …كانت تمشي وراهم و تدعي : في امان الله ردوا بالكم

مشو ثلاثتهم و ما رد عليها حد منهم

اما المهدي كان مستغرب من قلق امه الزايد في نظره وقتها : خيرك يا امي تقول مسافرين ؟ راهو حدهم محل اعطيهم لعنديت المغرب و يكونوا هنا

و ردت فتحية و القلب يعلم بحاله الله : و هذا احرف من السفر يا مهيدي … (تنهدت) هذاكا زمان يا ولدي زمان لكن توا الوقت ما عاد يفرح و اللي يطلع من عندك يعلم الله شنو يراجي فيه

وقتها ما اهتم ابدا المهدي بكلامها و من وجهة نظره ان امه زي عادتها تهول في الامور وقت تخص عبدالخالق من كثرة تعلقها بيه ..

و الحمدلله ما صار معاهم شي وصلوا و شروا احتياجاتهم الاساسية بس و بينما مروحين يمشوا في منطقة كلها شجر و بدون ما يحسوا

صوت سحب مسدس و انطلقت رصاصة و كان مستقرها…….كتف عبدالخالق

: ااااااااه

انفزعوا اللي معاه و بدي عامر زي المجنون يدور في المكان : من انت ؟ اطلع كانك راجل اطلع

و ما في اي صوت

تدخل طه ابن عم المهدي : مش وقته يا راجل تًوا تدور فيه من اللي ضرب شنو بتحصل منه افرض يرمي مرة ثانية و يصفينا كلنا خلينا ناخذوا عبدالخالق فيسع و نحاولوا نسعفوه

و قاموا عبدالخالق بس ابعدهم عنه و وقف : نمشي بروحي جيبوا البضاعة معاكم

تعصب عامر : وقتها توا

عبدالخالق اللي من يومه يفكر في الغير : هذه للحوش يا خالي و حطينا فيها دم قلبنا جيبوها و تعالو و الا و الله العظيم ماني متحرك من هنا

و سمعوا كلامه لان عارفين لو اعترضوا مش ح يمشي من غيرها

و يمشوا بخطوات سريعة ع شان يطلعوا من المنطقة هذه و هدا كله و عبدالخالق ينزف و قريب دمه تصفى، لعند في الاخير معش قدر يكمل بروحه و سنده خاله عليه بس كانوا خلاص قريب من منطقتهم

و لان الشباب متعودين يشدوا في المنطقة مع اذان المغرب شافوهم و صارت دوشة برا

و منظر عبدالخالق بينهم كسر ظهر حمزة فشل تماما ع الحركة .. لان و لا يوم توقع يعيش زي هالموقف

حامد كان يجري في اتجاههم : يا ستار خيركم شنو في

علي (ابن عمهم ) : من اللي ضربه من

و تعالت الاصوات اللي تنبيء ان مش خير ابدا

و المهدي وقتها كان مقعمز برا في اللايدة سمع الاصوات استغرب السبب توقع ان صاير شي متعلق بالحرب … : يستر الله شنو في زعمه هجموا علينا

اما فتحية و هنية و جواهر زوجة عامر في وسط الحوش يتبادلوا في اطراف الحديث و يتفكروا في ايام الشر ايام زمان

و فتحية مش معاهم تساير ترجع لذات الموضوع : ماني عارفة ليش عبدالخالق تاخر

شوية و ركزت في الصوت اللي برا جت واقفة : حس دوشة و الا و الله عرفتها هدا كله في ولدي عبدالخالق

هنية شدتها من ايدها : وحدي الله شنو دخله عبدالخالق اسم الله ! اكيد سامعين حاجة ع الحرب و قاعدين يتكلموا عليها

ما كان عندها صبر تراجي حطت طرف رداها ع راسها و طلعت للايدة و تلاقت مع المهدي و مشت وراه : شنو في يا مهدي

المهدي ما كان يشوف في شي صح بس حس من اصوات اولاد عمه و صوت حمزة اللي يعارك ان في امر يخص العيلة : مش عارف

و ما هي الا لحظات حتى بان عليها في اصعب موقف

عبدالخالق كان بينهم قايمينه و هو بين الوعي و اللاوعي مرة يفتح عيونه و مرة يسكرهم و سوريته البيضاء كلها دم

و اهني العزم خلاص معش موجود تعيط فتحية باعلى صوت: ولديييي

الصرخة زلزت المكان و هزت المهدي اللي حس ان الارض من اخته تحركت وقتها ليش ؟ لان عرف المهدي ان في شي يخص عبدالخالق
و رغم علاقتهم المتذبذبة الا ان عبدالخالق بالنسبة ليه ارض ثابتة واقفة عليها عيلة كاملة مش بس هو

عبدالخالق اللي كانوا يركبوا فيه داخل السيارة ع شان يسعفوه الى المستوصف القريب

و هو قريب يدوخ من النزيف جاهد نفسه و قام ايده فوق ع شان يطمن امه
ايه حتى في موقف زي هذا شايل هم امه

منظره كيف ينزف و قايم ايده لامه قطع قلب خواته … خواته اللي وحدة منهم سارة تقول فيها عقل وطار. و الخوف زاد تضاعف داخلها و صارت تعيط باعلى صوت مع امها
و اللي صار فيها كله من الكبت ايه الكبت ياما يدير في بنادم

الكبت نفسه اللي مخلي نجوى في ايدها فاس صغير و قاعدة تحفر في الارض اللي داخل سورها عادة وقت بتزرع شي جديد شاهين يساعدها في الحفر او يجيب عمال لكن عمره ما خلاها تحفر بايدها

لكن هالمرة في شي داخلها خلاها تتصرف بدون وعي

روح شاهين و شافها الجو برا كان ريح و غبرة حط الاكياس من ايده و مشي في اتجاهها بسرعة : نجوى خيرك شنو اللي تديري فيه و في جو زي هذا

هي بدون وعي تتكلم : خليني نكمل ع شان نزرع الشتلات هذه معش تتحمل تراجي اكثر

لاحظ انها مش ع طبيعتها : نجوى

مستمرة تحفر بقوة اكثر في نفس المكان يعني الشتلة ما تحتاج العمق هذا كله

شد ايدها بقوة : خيرك سامعة شي

اهني طاح من ايدها الفاس و قعمزت ع الارض و انهارت : يا ريت نسمع يا ريت ما نسمع في شي انا الا خبر الموت اللي كل يوم تزيد و مش عارفة هل واحد منهم ليا و من عيلتي او لا ! شاهين انا معش نتحمل اكثر

ساعدها توقف و دخلها الحوش : شنو تفاهمنا احني

تشهق و تحكي : معش قدرت حاولت و الله حاولت لكن معش قدرت نحس في قلبي بيوقف من الوجع يا شاهين و الحرب هذه معش كملت

: اس يا القلب بالله عليك خلاص تبيني نولع سيارتي و نمشي مصراتة

خافت موت و شدت فيه بكل قوتها : الا انت يا شاهين رد بالك انا هدا اللي مصبرني انك معايا

: و اهلك معاك و باذن الله ما فيهم غير الخير و الاخبار انا مية مرة قلتلك معش تتفرجي خلاص

و الباين ان نجوى قادها احساسها و كيف لا و عبدالخالق اقرب حد ليها من خوتها … عبدالخالق اللي بعد وصوله المستوصف لاقاهم الدكتور بخبر سيء و كان و كأن يحكي في شي عادي بدون مشاعر و لا احساس و لا حتى اعتذار : ما عندي اي شي لا دواء. و لا معقمات دبروا كيف اطلعوه خارج المنطقة لاي مستشفى غادي مرات يسعفوه و كلا احني ما عندنا ما بنديروله

و يا دكتور … يا متعلم ياللي حالف قسم تعالج الناس بغض النظر ع انتماءاتهم و لا حتى صلة القرابة بينكم تعاملك معاهم حالة مرضية فقط لو انت نسيت انك اقسمت تذكر ان الله لا ينسى

و بدي حمزة يصرخ و يعارك باعلى صوت حمزة اللي اليوم بس حس بحجم الحمل اللي رافعه عبدالخالق ع ظهره اليوم حس بخوف حقيقي ان يفقده بدي يعارك و يهدد : نهارك اسود تصير فيه حاجة و الله نقتلك وراه خويا هذا خويا ينزف قدامك و انت عادي دمه هدا دمه

و ما اهتم هذاك الدكتور و لا تحرك احساسه انش واحد سيبهم و سكر ع روحه داخل مكتبه خوفا من لحظة جنون تخليهم ينتقموا منه لو صاب مريضهم شيء سيء

في الوقت هذا كانت فتحية تدعي و المهدي يدعي و غادة و سارة و ان لم تنطق تدعي و كل من يعرف عبدالخالق يدعي حتى اللي مش عارف باللي صاير معاه يدعي ان ربي يحفظه و يحفظ اهله

و ما احلاها الدعوات اللي تسال الله يحفظك وانت مش عارف عنهم شي و بفضل الله كانت ساعة استجابة

وقفت سيارة قدام المستوصف … نزل منها ابن عمة المرحوم خليفة جاي المستوصف ع شان يعالج ع الحرارة و معاه مرته و بنته ، و للعلم كان جايبهم معاه ع شان ما يوقفوه البوابات

الراجل اسمه صالح و مرته اسمها منيرة و بنتها ياسمين مواليد 1991 و كانت ممرضة بعد الشهادة الثانوية خذت دورة تمريض و خدمت في المستوصف لكن بعد شهر فبراير و اللي صار فيه اغلبهم وقفوهم خوفا ع سلامتهم و امنهم

المهم ان من اول ما وصل صالح شاف حمزة عرفه : هدا ولد خالي خليفة اللي حضرنا عرسه الاسبوع اللي فات حمزة

منيرة بعد تركيز : ايه و الله هو زعمه خيرهم ليش جايين

لاحظت ياسمين اثار الدم : في دم يا بويا برا شوفهم و خلاص

و مشي صالح في اتجاههم يستفسر سلم عليهم و سال ع اللي جابهم للمستوصف : خيركم لا باس

و بدي حمزة يحكي و هو بينفجر و يائس

كان متاسف ع اللي سمعه و يحاول يلقى معاهم حل لاخراج عبدالخالق من المستوصف

كانت ياسمين مركزة ع كلامهم و فهمت اللي صاير لهذا بدت تأشر بايدها لبوها

صالح شاف ناحيتها انحرج : لا حول و لا قوة الا بالله. ، نستاذن شوية يا حمزة يا ولدي

اشرله حمزة بايده لان. مش لاهي بيه كان ميت خوف ع عبدالخالق وقتها

صالح بدي يعارك في بنته : خيرك من بدري و انت تلوحي بايدك لعنديت تحشمت قداممم

بدون مقدمات تكلمت و عيونها ع الحجرة اللي واقف قدامها حمزة : سامحني يا بويا بس انا سمعت كلامهم كله و ما نقدر نقعد نتفرج بنقولك اني نعرف صيدلية سرية هنا في المستوصف فيها كل شي لكن ما يطلعوها لاي حد بس انا نقدر نمشي و ناخذ اللي نبيه و حتى نقدر انطلع الرصاصة من المريض اللي دوولك عنه

تفاجا بجراة بنته و وقتها ما كان مصدق انها تعني الكلام اللي قالاته: كيف تطلعيها و انت ممرضة شكلك هبلتي تحسابي روحك دكتورة

هي رغم تالمت من نبرة التهكم في صوت بوها عاد هي متعودة منه ع الدلال و الثقة العمياء : تعرف يا بويا اني نحب الطب واجد صح انا ممرضة بس كنت ديما نحضر في عمليات لاني نحب الجراحة، يا بويا انا عارفة روحي شنو نقول و نعاود نقولك انا نقدر نطلع الرصاصة يا بويا خليني نساعده لان كل ما فات الوقت و نزف وضعه بيولي اسوء

صالح ما كان مقتنع : باهي خشي ع الدكتور و شوفيه ادويله ع الصيدلية و خليه هو يطلع الرصاصة

شبكت ايديها في بعض و ابتسمت بتهكم : بويا لو الدكتور يبي يدير حل كان قاللهم عليها الصيدلية لان عارفها كويس هو ما يبي يساعدهم صدقني ما عاد بيطلع من مكتبه لعنديت هما يروحوا عاد خايف ع روحه … الصيدلية و اللي فيها يدسوا فيه لناس مهمة بس في المنطقة يعني خليني انا نطلع الرصاصة و نخيطه و هو ما يعلم ع شي و الله ما عاد طالعها من مكتبه

تدخلت منيرة : ايه يا راجل خليها تدير اللي عليها بنتك عارفها ما قالت نقدر الا و هي تقدر و بعدين يا نويرتي مش خير ما الراجل يموت و دمه ينزح يا ناري ع فتحية ما كبرتهم لين طلعن عيونها

و اهني استسلم صالح و ما القي نفسه غير عاطي اذن لبنته : باهي لكن خليني ندوي لخوه قبل

ياسمين : به

و الكلام شي و الواقع شي بدت الرهبة تهاجم ياسمين لحظتها و الشكوك تساورها فيما اذا ما نجحت و تحاول تتغلب عليهم بكلمة نقدر

اما صالح فوقف ع حمزة و حكاله : انا و الله عارفها ممرضة و مرات غير تحشمني معاكم لكن هي اللي سكرت راسها و قالت حاضرة عمليات من قبل فالكلمة الاخيرة عندك انت يا ولدي اذا عندك كيف اطلعه طلعه و اذا لا ما في قدامك غير الحل هدا

و رجع صالح بعيونه لبنته القاها ماشية بخطوات سريعة في الاتجاه المعاكس ” تسكير راس هالبنت مش قلتلها راجي”

و ياسمين كانت تجري في اتجاه الصيدلية طلعت كل ما تحتاجه ما كانت فاهمة سبب تصرفها هل الواجب المهني او الانساني هو السبب ام شي اخر لازال غامض و الشي هذا بتسيير من الله سبحانه و تعالى

و خش حمزة لعبدالخالق و بدي يسرد في اللي صار و ح يصير ع شان يستاذن منه : ما فيش دكاترة و لا معدات ، في ممرضة بس هي اللي ح تطلع الرصاصة

هو كان بين الوعي و اللاوعي دايخ و بسبب الوجع المهم يتخلص من الالم غمض عيونه ان تمام

طلع حمزة و كلم صالح اشرله ع شان بنته تدخل الحجرة

صالح : خلاص يا بنتي خشي

و دخلت ياسمين ع الحجرة اللي فيها عبدالخالق كانت ذات شخصية قوية و ما تخاف من شي بس هذا قبل ما تشوفه

لان بعد ما شافت منظره اللي صار انها ارتعبت … راجل طول بعرض و وجهه اصفر و صوته الخشن كيف يصرخ من الالم و للاسف كان يسب بطريقة المفروض ان ما يتلفظ بهكذا الفاظ قدام بنت بس الله غالب ما كان في وعيه

: كله منكم يا ########

تغلبت ع نفسها و سمت بالله : بسم الله الرحمن الرحيم …

وقف صالح عند الباب و ياسمين ارتبكت من وقفة بوها اللي حس بيها و تراجع

ارتاحت : باهي اللي طلع … ما بنقدر نتصرف و هو واقف عند الباب

: يا ###### كلكم ####

فنصت عيونها : استغفر الله العظيم شنو الانسان هذا كمية السب و الكلام القبيح اللي قاله ما تقول ولد خالتي فتحية

غمضت عيونها تغلبت ياسمين ع خوفها و ربكتها منه و بدت تعقم في جرحه و للاسف لان ما القت بنج اضطرت تطلع الرصاصة بدون تخدير

عبدالخالق كان يتعامل معاها كانها راجل لان مش في وعيه : حول يا ### يلعن ###

و هي تشتغل و ساعدها وضعه الفاشل انها تكمل لعند طلعت الرصاصة و دموعها تنزل من هول الموقف … لكن دموعها هي شكي و الدموع اللي تنزل من عيونه هو شكل ثاني … لانهم وقتها خلوها تركز فيهم وقداش لفتوا انتباهها كيف جميلات و ملونات …

كان عبدالخالق من شدة الالم يفتح عيونه و يعيط عليها و يسب و يرجع يغمضهم ثاني

“استغفر الله العظيم شنو صارلي انا ! ركزي يا ياسمين مش وقته هدا ” و قدرت تنجح في اعادة تركيزها لاعلى مستوى و بدت تخيط في الجرح و قبل ما تكمل خياطة كان خلاص واصل لاقصى درجات الالم و التحمل و بهكي انهار و فقد وعيه

رجعت شافتله و تاكدت ان عبارة عن فقدان للوعي بسبب شدة الالم لا غير

و بعدها طلعت ترجف و عيونها ع بوها : طلعت الرصاصة و خيطت الجرح لكن نزف واجد لو الوضع زي قبل المفروض نزيدوه دم لكن مش عارفة كيف نديروا توا

صالح كان يهمه شي واحد : الممم وقف النزيف

ردت : اي الحمدلله

جلس حمزة و حس براحة كبيرة وقتها و نزلوا دموعه من هول الموقف اول مرة يتعرض لاختبار من النوع هذا و يكون هو اللي متحمل المسوولية كان خايف يفشل و النتيجة فقدان خوه شقيقه : الحمدلله الحمدلله

غسلت ايديها و عقمت و سبحان الله كيف كانت عارفة شخصية الدكتور و حافظتها بالفعل من مكتبه ما طلع و اخيرا جت جنب امها

منيرة كانت فخورة بيها : ماشاء الله عليك يا بنتي كنت عارفة انك قدها

ما ردت

استمرت منيرة : ايه يا بنتي لو تعرفي بس اللي داخل هذا مش ولد عادي راهو هذا عيون امه و ايديها و كرعيها لو تسمعيها كيف تدوي عليه في عرس حمزة كل حاجة هو اللي يديرها و هو اللي يخدم و يترس ليل نهار و الفلوس يجيبهن يحطهن عند امه و يقوللها انت ديري بيهن ما تبي و حتى ان امه قالتلي ان كان شاطر في قرايته لكن سيبها ع شان مصروف العيلة متكفل بكل شي

هي تحكي عادي لكن ياسمين كانت تسمع في غزل و مواصفات لفارس احلامها و ترجع تتفكر عيونه و كيف يفنص فيها و الا كلامه البذيء اللي قاله عنها و هو مش في وعيه

بينما عند حمزة و اولاد عمه كان في نقاش من نوع ثاني بعد الاطمئنان ع صحته : مستعدين نسلموه لقوات النظام و يعالجوه عادي هذه حالة انسانية و هو لا قتل و لا حارب

رد عليهم صالح بحكمة : و لو سالوكم من وين جت الرصاصة شنو بتردوا ؟ يا ولدي مرات تطيحوا في حد يفهم و عاقل و يسعفه حق و مرات تطيحوا في واحد عدو و حاقد ما يصدق يحصل في من يفش غله انا من رايي تروحوا بيه الحوش و مني انا بنتي تجيه يوم بعد يوم تغير ع جرحه و كلا النزيف عوضوه بالماكلة و خلاص و هو ماشاء الله بنيته كويسة و قوية واجد

و اقتنع حمزة : و هذا الراي الصح يا عمي نروحوا بيه و انت بارك الله فيك ساعدتنا واجد انت و بنتك و ما قصرتوا معانا

و اهني صالح حس بفخر كبير بيها : درنا الواجب بس

جي عامر : هيا السيارة واتية

حمزة خذي الباريلا و دخلها و تعاونوا ع وضع عبدالخالق عليها

و طلعوا بيه تحت عيون ياسمين و امها و بوها و وفجاة فتح عيونه و بدي يفيق

و تلاقت عيونه بيها بس طبعا هو وقتها لا عرفها و لا ركز

اما ياسمين بحركة تلقائية ضمت ايديها لبعض بقوة

صالح. : هيا

انخلعت : وين ؟

منيرة : اسم الله .. وين يعني نروحوا

ياسمين تذكرت وضع بوها : وانت يا بويا ما عاينت ع الحرارة

عيونه ع مكتب الدكتور : نموت و لا نعاين عند واحد يتفرج ع مريض بيموت قدامه و عنده عادي هيا يا بنتي لولا ان جيتنا ساعدت ولد ولد خالي كنت ندمت ع طلعتي هذه ..

: فرحتي ماتت اليوم …. و الله عارف ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى