روايات

رواية عيون القلب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الثامن والثلاثون

رواية عيون القلب الجزء الثامن والثلاثون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الثامنة والثلاثون

قلبك من حجر .. تكافي ليش ودي بالهجر .. يامغرور

قلبك من حديد .. معاي ليش في عنادك تزيد
ونا اللي قبل سكنتك وريد .. زرعتك خير نحصد فيك شر
كتبتك شعر وعنوان القصيد .. يجيني خطاك ونجيب العدر
كنت وحيد ماعندك نديد .. وكنت الشمس عندي والقمر
وكنت العمر غيرك مانريد .. وكنت في حلم وختامه كدر
غلاك معاي كل لحظة يزيد .. ماظنيت بتواطي القدر

قلبك ليش قاسي .. وقلبي ليش يحمل في مآسي
نور العين كنت وكنت ناسي .. حالي اليوم بعدك مايسر
كسرت الحلم خيبته احساسي .. كاس غلاك طعمه صار مر
بلاك العقل يامالك حواسي .. تلاشى كر بين وبين فر
وراسك غلاك ياغالي وراسي .. مكانك انت مايملئ بشر

قلبك من حجر .. تكافي ليش حني بالهجر .. يامغرور

(منقول )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

هذا حالها تراقب فيه يدخل الحوش شوية
يرن تيلفونه يطلع و يرد و بعدها حتى لو رجع جنبهم يكون سارح طول الوقت

رن تيلفونه ثاني طلع من عندهم

و انتبه عبدالمالك ع حالة امه : خيرك ؟

حاولت تبين عكس ما تحس : شي ،

عبدالمالك باصرار : مش عارف نحس فيك كيف اللي مريضة

و ع كلمة مريضة خش ايمن : كيف ؟ مريضة انت ؟

شافتله بنظرة عميقة هلبة و بعدها مشت دارها و ما كان منه غير يلحقها

كانت واقفة و عاطية الباب يظهرها

حط ايده ع كتفها و لفها ليه : خيرك ؟

ردت و عيونها تعانق عيونه تبيه يعطيها عهد تبيه يعطيها الامان : انت اللي خيرك يا ايمن قاعد تخوف فيا راهو ؟ اتصالات و تطلع برا تتكلم بالساعات و عقلك مش معانا

قعمز و شدها من ايدها ع شان تكون جنبه : اهو قاعد معاك لو تعرفي يا رجاء كيف حاس روحي مقصر و جماعتي كلهم في خط النار بس قعدت ع شانك انت و ع شان الصغار ، اطمني مستحيل نمشي بدون ما نقولك و هدا وعد

ارتاحت و تمسكت بايده : ربي ما يحرمني منك خليك معايا ديما لاني ما نعرف نعيش بدونك يا ايمن

تنهد : ان شاء الله … ايه قوليلي توا مازال مستمرة ع العلاج و الا؟

ابتسمت : الحمدلله مستمرة و كل يوم احسن من اللي قبله

ولان الحرب اشتد وطيسها في مصراتة و صارت جبهة خلاص غادي و بدي الكلام عنها سوى حق او باطل لكن المهم في الامر ان صار اسمها يتردد كثيرا في القنوات الاعلامية المختلفة عربيا و عالميا و حتى محليا طبعا و بين الناس العادية

و قداش صعب الامر ع اللي عايش برا منها بعيد عليها و فيها احبابه و اهله و صار من الصعب الاتصال بيهم و الاطمئنان عليهم او حتى قالو انهم بخير كلامهم شكل و الخاطر و ما يجيب شكل ثاني

كانت في حوش عزوزتها و الباين ان ميادة قاعدة زي الكابوس ع قلبها هي و سلفتها فادية يتناقلوا في اخبار عن مصراتة شي صار و شي ما صارش و بسبب الاوضاع الامنية وقتها حماواتها معش جو عند امهم

و بية في الوقت هذا كانت طالعة جنب راجلها اللي مشغول باله ع خواته و معارفه و كل مرة يسال عن حد بالتيلفون يطمن و يتصل بغيره …

شاهين كيف روح و من اول ما وصل سال ع نجوى و عرف انها داخل و وقت كمل للحوش ما كان عارف ان في معاها حد و بية معذورة مشغولة زي راجلها ع العيلة اللي كل واحد في جهة لهذا نسيت ما نبهاته

المهم خش شاهين و يسمع في صوت نجوى تتكلم و كيف و هي حبيبته و ما يلاحظ نبرة الحزن في صوتها : انا ما عندي جواب لكلامكم هذا كل اللي نتمناه ان اهلي يكونوا بخير عندكم حق مش حاسات باللي انا فيه

ميادة ضحكت بطريقة مستفزة : كيف قصدك ما رد عليك حد من اماليك ؟ و الله قالو الحرب غادي ما خلت حوش و قالوا ان عدد اللي ماتوا فاتوا الالاف يا ناري

و عقل فيه و طار نادى بصوت عالي : نجوى

انتفضوا الاثنين من صوته اما هي ما عشقت في حياتها كيف صوته و ما يعطيها الطمانينة غيره ، ع طول وقفت و مشت لعنده شد ايدها و تكلم من برا : اللي مش محترم نفسه و مش مراعي حالة الناس يقعد في حوشه و اللي بيجي يجي باحترامه و ما يغلط في حد

ردت ميادة و هي تمشي في اتجاههم : شنو معنى كلامك يا ولد عمي تلز فيا ؟

اعطاها بظهره : كلامي عادي و واضح وقت اللي تكون هي اهني يا ريت ما حد يتكلم ع السياسة و لا دخلكم فيها مصراتة و ع حسب ما نعرف ما عندكم فيها حد

شد ايد نجوى : امشي قدامي

مشت و هي ترعش من كمية الاشاعات اللي سمعتهم و زيادة اهلها ما يردوا عليها

شافتهم بية : علاش ماشيين قعدتوا اهني يا شاهين راهو مرتك هي اللي دارت العشاء

اشر لنجوى تكمل للحوش و هي نفذت طلبه و مشي لامه و بوه: انا نبيها تروح طالما هادم قاعدين اهني

شافت لراجلها و بعدها رجعت بعيونها معاه : شكون

سرد ع امه الكلام اللي سمعه منهم : هدا و انا جيت في نهاية الكلام يا امي المراة اللي فيها سادها بعيدة عن اماليها و مرة تحصلهم و عشرة لا و حتى بعد يتكلموا معاها ما تصدق فيهم يزيدوها هم ع همها

تعصب بوه. : انا نخش نتفاهم معاهم بنت الناس هادي بنتي و من قبل ما نرضى فيها شي يا بال توا انا المسؤول عليها معاك بعيدة ع اهلها يزيدوا يخوفوها لا و الله ما نرضاها

و خش حمد والد شاهين لحوشه و ما خلى كلمة لا ع كنته و لا ع بنت خوه اللي طول روحت لحوش اهلها ع اساس تبكي

اما شاهين استاذن من امه و مشي لحوشه و قعد يحاول لعند حصل عبدالخالق و اول ما رد عليه اعطاها تكلمه : تعالي كلمي خوك

و يا فرحتها خذت التيلفون و جرت بيه داخل لدارها بدون وعي منها : بالله عليكم حق حالكم كلكم باهي

عبدالخالق كيف وصل الحوش فتح السماعة الخارجية : و الله حالينا الحمدلله و اهو خوذي امي معاك بالك بعدها تصدقيني

ارتاح بالها : امي

فتحية بنبرة صوت ام قلقة حتى وهي عارفة ان منطقة بنتها ما فيها شي بس تقعد ام : نجوي بنتي و الله ما علينا حالة سو الحمدلله بخير غير الضرب اللي مرة مرة نسمعوا فيه بعيد علينا الباقي ما فينا حاجة الحمدلله و اهو عبدالخالق و ضنى عمك واقفين حراسات في الشارع دايرين توكات هدا ما فينا… ربي يجعل كيدهم في نحرهم و نحرهم في صدرهم

و اهني كل من غادة و المهدي و لا قالو نوقفوا ضحك

و فتحية تفنص : تضحكوا عليا خزيه عليكم ما تتحشموا ، اي يا بنتي و الله زي ما قلتلك

ابتسمت نجوى و هي تمسح في دموعها لانها افتقدت اجواء حوش اهلها : و رجاء يما كيف حالها هي و صغارها و عربها ؟

فتيحة : حتى هي كلمتها ما فيها شي صحيحة

نجوى : خوالي و اعمامي

تكلم المهدي بصوت عالي : كلنا ما فينا شي خيرك مش مصدقة انت، و بعدين حسيت شوية ثانية بتسالي حتى ع الحاجة افطيمة

ضحكت : مهيدي كيف حالك ؟

رد : الحمدلله اهو كساد ما فيش مدرسة و راسي و راس غادة

ضحكت : استاحشت المناقرة بينكم

غادة : و حتى انا استاحشت نضم الحوش معاك عاد توا ديما بروحي بالاسم عندي اخت

و حب يمازحها المهدي : كان نقولك مش الجماعة ولوا اصحاب

هي ما فهمت : شنو

المهدي قلد صوت سارة : جماعة انا تعبت ولوا اصحاب عادي مع مراة حمزة

ضحكت : تبصر

سارة سمعاته : يكذب عليك توا الواحد يفكر و خايف يموت و هدا يتسهوك

فنصت فيها امها : ما عليك سو موت شنو يا كبدي

و وقت اللي سمعت ضحكهم و مناقرات غادة و المهدي حست ان كل شي طبيعي و نوعا ما ارتاحت

: باهي المهم يا امي ديما ردوا عليا و كلموني مش تخلوني نخمم عليكم

رد عبدالخالق : ان شاء الله و حتى انت ردي بالك من راجلك و من روحك

نجوى : ان شاء الله بالسلامة توا و في امان الله

: في امان الله / بالسلامة

و انتهت المكالمة ع هكي و هي مشت و ردت التيلفون لشاهين : ربي ما يحرمني منك قاعد في كل موقف تصبر فيا و توري فيا اني محظوظة بيك

حط التيلفون في جيبه و بدي يمسح ع شعرها : انا اللي محظوظ بيك ، و بالكلام ع حظ من حسن حظي اني خذيتك مصراتية ماهو تبي الحق جت النية توا في العجة المصراتية من ايديك السمحة انت ديريها و انا نتفرج عليك

تحمست نجوى : من عيوني هيا

و تشاركوا لحظات جميلة مع بعض في المطبخ و هي تجهز فيها و هو كل مرة يسال ع حاجة …و نست الكلام الجارح اللي سمعاته بالمرة …

جعلك الله لي جبرا سأبحث عنه عند أي كسر …

وربي يكون في كل من كان جبرها و سندها مودعها و مش عارف هل بعد الوداع هذا في لقاء او لا

لابس عسكري سلاحه في ايده و لو مهما قالولها ان يجي يوم تشوفه هكي كانت انكرت : يعني جاي تسلم و ماشي

فارس نزل عيونه بعيدا عنها : ايه … اسمعيني خلود يشهد عليا ربي من يوم اللي شفتك فيه وانت في الثانوية و انا القلب هذا ما عرف غيرك و لا حب غيرك قعدت نعاند في ظروفي و حياتي لعنديت خذيتك و بعدها عشت معاك سنين كيف الحلم

هي كملت بوجع كبير: و حرمتك من الصغار

لف ايده عليها و كأنه بالحركة هذه يوصل في رسالة لقلبها و ولو ان القلب ما فهمها لكن عقلها أدركها تماما و انتصر القلب و ابعد كل هذه التأويلات : السيرة هذه ما عاد تجيبيها ع لسانك انا الصغار اللي مش منك ما نبيهم يا قلبي و اليوم و بعد احداشن عام نقولها نشهد بالله اني لو رد بيا الوقت ح نرجع نخنارك من جديد لاني مش ح نفرح مع غيرك

تعلقوا عيونها في ملامحه: ليش تدوي هكي

فارس قبل جبينها بقوة : لاني ماشي و ايه كلمت خوك عماد ع شان ياخدك امتى ما تضايقي لحوش ايمن او لحوش اهلك بس يوصلك و تردي هنا حوشك ما تطلعي منه يا خلود

زفرت بضيق : كلامك مش عارفة كيف …

قام حاجبه : معش يعجب ؟

ضماته بقوة : نحبك ليش ماشي و مخليني

قام راسه فوق و زفر بضيق شديد : ع شانك ماشي و ع شان بلادي هيا استودعك الله

قال كلماته و طلع من عندها عيونها قعدوا معاه مع زوله طوله مشيته وياه ع اللحظة اللي لف فيها و ع وجهه ابتسامة و حياها بايده كانت و كأن جبد قلبها من بين ضلوعها و رماه

: اه .. يا رب ، يارب …

يوم الأحد 27/2 .. مساء

رجاء و خلود زوجة فارس يشربوا في القهوة مع بعض و يتناقشوا ع نفس السيرة

كانت رجاء تشكي لخلود في حالها : تعرفي يا خلود حاطة أيدي ع قلبي و خايفة لينا عشرة ايام بس في الحرب و نحس في روحي حتى النفس مش قادرة نتنفس و مش عارفة لو طولت شنو ح يصير فينا

وجهها كان ما يتفسر : اماله أنا شنو نقول يا رجاء من قال نجيكم و أنا راكبة ع يمين حد غير فارس ، لو تعرفي كيف خايفة أنا ما نعرف حد غيره، ليا معاه اكثر من احداشن سنة بدون صغار و ما سيبني فارس يا رجاء منضم معاهم و من اول يوم ع قد ما دويت معاه و قلتله ان ما ليا غيره و لو صار فيه شي أنا نموت لكن ما سمع مني

و انتقل الخوف نفسه لرجاء : صح أيمن ما خش فيها و وعدني بالشئ هذا لكن عيونه يا خلود نشوف فيهن في نظرة واحد ناويها وماني عارفة لعنديت امتى ح يلتزم بكلامه معايا

ردت و حبت تطمنها : هدرز لفارس وقاله ان ع خاطرك انت بالذات مش ناوي يشارك، قاعد يفكر في وضعك الصحي و اللي شفتيه زمان ربي يهنيكم يا رجاء ايمن شاريك انت و بايع الدنيا باللي فيها

قداش فرحت ان قايل الكلام هذا لصديقه يعني ما يكذب عليها : ان شاء الله يا رب و ربي يردلك فارس طيب

و حبت خلود تغير الموضوع : امين … ايه قوليلي شنو اخبار خالتي فتحية و خواتك ؟

و قداش كان الامر هدا مؤلم هي و اهلها قاعدين ع المكالمات فقط رغم انهم في نفس المدينة : ايه بالله ليا أسبوعين ما شفتهم كيف ما تعرفي المسافة بعيدة واجد بينا، و ع كلام ايمن في بوابات في الطريق و انا مش ناقصة خوف لا ع ايمن و لا ع صغاري لهذا اكتفيت بالتيلفون و خلاص

خلود : عندك حق حتى التيلفون كويس المهم تطمني عنهم، باهي و خالتي افطيمة كيف دايرة معاها

رجاء نظرتها كانت ياما تقول : شنو اللي بنديره زي قبل نسمع و ما نرد الحمدلله أيمن حاطني في عيونه و مش مقصر معايا في ولا حاجة وع شانه مستعدة نتحمّل كل شي … و بيناتنا مشيت بالمثل اللي تقول فيه أمي ” اللي تحمل لين تجيب تحمل لين تشيب”

خلود شدت ايدها : عندك حق و بالذات في كلامك ع ايمن ، يتساهل تتحملي ع خاطره

و فات اليوم هذا …. و الحال زي ما هو هدوء ما قبل العاصفة …

و كمل شهر فبراير و دخل مارس و الحال في ترقب من تداول الاخبار كل واحد من زاويته لعند الناس داخت ما عاد عرفت من تصدق و بالذات الناس البسطاء البعيدة ع الخط الساخن كانوا يدعوا بالإصلاح فقط

يوم 4/مارس كان يوم انقطاع الخطوط الآرضية في منطقة المهدي و بهكي عزمه طاح لان هذا يعني انقطاع عن رجاء و عن نوح، معش عرف يتصرف و معش متحمل ما كان لحظتها متخيل ان الانقطاع مازال ح يدوم و بشكل اسوء

و لان ما كان مصدق كان بين فترة و الثانية يجي للارضي و يجرب بس ما في حرارة …

غادة : اتعب غير في روحك ماشي جاي و الله العظيم ما في اتصالات اصلا سمعتها بدري في التيلفزيون

رد عليها بتذمر : كرهته التيلفزيون و كل حاجة يقولوها تصير

و في نفس الوقت رجاء حالها مش أحسن منه كانت تتصل ع رقم حوش هلها بدون فايدة : مش عارفة الخط خيرا ما يشد بكل

ايمن : قالوا انقطع الارضي في مصراتة

: حيه علينا … و ليبيانا و المدار

ايمن : لا مازال في اتصالات بس مشكلة التغطية ع العموم انت ارتاحي و اطمني لاني اتصلت بحمزة و طمني ان كلهم بخير

ارتاح بالها : الحمدلله

و مروا بعدها يومين و جي يوم الأحد ستة مارس اللي كان يوم لا ينسى في مدينة مصراته
اليوم هذا شهد ع هجوم من قوات النظام في وسط البلاد في محاولة لاستعادة الإذاعة و استرجاع بعض المقار الخاصة بهم
و فشلوا في الامر هذا بس النتيجة كانت بشعة شباب ماتوا من الطرفين …

و بين المكالمات ما كان ينسمع غير ” انا لله و انا اليه راجعون “

في اللي فقد ابن و في اللي فقد اب و في اللي فقد اخ و فيه و فيه بس الا هي فقدانها كان فقدان وطن و عيلة و سند كان فقدان حياة باكملها
ايه هذه خلود لان فارس كان واحد من الشباب اللي توفاه الله في اليوم هذا توام روح أيمن … كانوا ثلاثة و اليوم خلاص صاروا اثنين … ياما تشاركوا لحظات مع بعض … قروا جميع لعبوا جميعا ترافقوا جميعا في السراء و الضراء

و يكفي رحلة الاْردن مثالا ع التضحية و الوقفة مع بعض

فارس اللي حاول يسعد قلب زوجته و ينجب منها بس إرادة الله أقوى من كل الامنيات و لعل في ذلك حكمة منه سبحانه و تعالى …

و اليوم هو يوم الفراق ….

و تقول حاس كان يتصل بيه و يدور في لايدة الحوش حاس قلبه بيطلع من صدره بعد عرف ان صار هجوم ع الاذاعة لان عارف بوجوده فيها

شافوه خوته جو ع طول و بدي اشرف الكلام : خيرك يا ايمن ؟

يضرب ع صدره : مش عارف متضايق واجد سمعتوا اللي صار ؟

سلميان : ايه و الله شباب واجد استشهدوا اليوم لان الهجوم كان كبير

ايمن بدي يضرب ع صدره : مش متريح مش متريح و هو ما يردش لو نعرف بس خيرا ما يرد

رن التيلفون و انتبه معاه شاف اسم جلال جمد لحظتها تقول عارف

فتح الخط و اللي سمعه ابدا ما كان مريح كان سكين و ذبحه : فارس يا غالي فارس مشي يا ايمن خلاص انا لله و انا اليه راجعون

و من بعدها صار عنده تحول كامل سيبهم و خش الحوش بخطوات سريعة ما رد ع تساؤلات خوته اللي استمروا يسالوا فيه شنو اللي صار

بس ابدا ما كان في وعيه و بعد فتح الباب بكل قوته لعند رجاء جت واقفة و خايفة من منظره و نظرته بس وقت سمعاته خافت اكثر

كان إعصار عاصف من الغضب بصوت زلزل الحوش كله و يضرب في صدره بكل قوته : فارس راح ! عدا فارس و الله مات ما كنت متوقعها لكنه مات محماطة يا ناس محماطة يا رجاء في قلبي حسيتها في قلبي من بدري عرفته و الله عرفتها فيه من وقت ما رد عليا

اولاده خافوا منه و عليه كانوا الثلاثة واقفين متجهمين و مش فاهمين شي الا عبدالمالك اللي استوعب ان عمه فارس اقرب شخص ابوه مات خلاص

اما هي كانت اول مرة تشوفه هكي قدمت منه و تبي تشد ايديه : بالله عليك يا أيمن

قام ايديه فوق و وحر عيط عليها و عيونه بيطلعوا : اسكتي اسكتي اللي أنا فيه اكبر من الكلام معش في شي يعبي عيني و لا شي يعبي قلبي بعد ما عدا فارس ، (شدها من اكتافها بقوة ) اسمعيني انا خاش الحرب شئتي ام ابيتي بعد ندفن صاحبي حنمشي و نقتل من قتله و نحرق اللي حرقه ما حد يوقفني و لا حد يمنعني حتى انت يا رجاء

و طلع من الحوش مش عارف وين يمشي و هو يقول اه و بس

و من بعده قعمزت رجاء ع الارض و صارت تبكي بحرقة وجعها فارس و خلود و وجعها مصير أيمن القادم و هي الأدرى بمحبة فارس في قلبه

تذكرت كلام فارس ليها وقت سافرت للادرن ” رجاء اختي و أنا الي نعدي معاها ”
” رجاء وخيتي انت راهو لازم توقفي ع كرعيك و اهو خلود معاك في حاجة و اثنين ما تتحشمي منها “

و ما كان ليها دواء غير حضن اولادها اللي قربوا منها يبحثوا عن الطمانينة بعد الموقف الصعب اللي شافوا فيه ايمن الا عبدالمالك اللي كان اكثر وعيا طول الوقت يسمي عليها و يطبطب ع ظهرها

اما ايمن فلحقه اشرف و شده و ضمه ليه و اهني صار يبكي : فارس يا اشرف فارس هدا فارس مش حد ثاني فارس

و سليمان سيبهم و خش ع امه

و ع طول لاحظت وجهه : شنو في ؟

قعمز جنبها : فارس

افطيمة ضربت وجهها : قتلوه ؟

سليمان بحزن : انا لله و انا اليه راجعون

افطيمة بدت تبكي : اميمته ايامها الحرفة غبارتها السوداء الصرفة عدا و خلاها لا ضنوه لا خلفة (تصفق بايديها ) محماطة يا فارس محماطة

اما عند ايمن فبعد هدي شوية كان يتكلم بدون ما يشبح لخوه : اسمعني انا بنعدي توا قالي جلال قاعدين بيه في المستشفى نبي منك تاخذ رجاء و الصغار لحوش اهله

اشرف : زي ما تحب بس انت لو تخليني نوصلك قبل

اعترض ايمن. : لا لا انا نبي نعدي بروحي و نبي سيارة تحتي توكل انت بس

و مشت رجاء مع اشرف لحوش العزي برفقة صغارها

و بعد وصلت رجاء لحوش فارس و ياه ع الزحمة اللي قدام الباب و كل ما تقرب تسمع العياط يزيد القلب ينقبض و اول ما خشت شافت أمه و خواته كيف يتعايطوا و بيطيروا و ما حد في موقف زي هدا ما يتعاطف معاهم قعدت تدور بعيونها ع خلود مش موجودة
لعند و اخيراً شافت بقايا خلود كانت ح تنجن متشنجة و تضرب في نفسها و ما قدروا عليها لا خوات و لا ام و من كثرة انفعالها مرة مرة تمشي في دنيا غير الدنيا

و أمها جنبها تبكي و خلاص : ربي يصبرك يا بنتي

كان مشهد مؤلم يختصر كل بيوت ليبيا باختلاف الانتماءات كل حد مات ورآه عيلة و ناس مجروحين و فاقدين

و حاولت رجاء تهدي صديقتها بدون فايدة لانها في عالم اللاوعي و كأن اللحظات هذه اخر عهدها بالحياة الدنيا

خلود تتفكر في اخر مرة شافاته فيها و بتهبل : يا ريتني ما خليته يعدي يا ريتني مشيت معاه و انقلبت السيارة بينا و متت معاه حيه عليا بعدك يا فارس لمن خليتني لمن ؟

و فجاة طاحت من طولها و بهكي اضطروا ياخذوها خوتها للمستشفى و حتى في اللحظات هذه و وقت اللي فاقت من حالة الاغماء كانت ح تطير من بين أيديهم و بعد جرعات مهدئات رجعت للحوش فاشلة تماما عن الحركة و ما ينسمع منها شي الا من صوت الشهقة و عيونها تبكي دم عليه

المستشفى اللي كانت مليانة بحالات الموتى وقتها

ايمن كان واقف ع جثمان رفيقه و دموعه ما وقفوا : خسارتك يا صاحبي مشيت بكري .. نبي نشوف ضناك يا راجل … معقولة معش في فارس .. شهيد باذن الله يا غالي شهيد و عهد عليا قدام الله اهلك اهلي و تحت رعايتي و مستحيل نقصر معاهم و ثارك ثاري و في رقبتي لعنديت نموت

جي جلال في اتجاهه و الاثنين ضموا بعضهم و واحد يشكي للثاني في حاله

و المهدي وقت عرف من عبدالخالق الخبر … ياما بكي عليه و تذكر لحظات جمعتهم، لان علاقته باصدقاء ايمن كانت من اجمل ما يكون

و هذا حديث الساعة من حوش لحوش : و الله وجعني يا امي

فتحية تتفكر في زوجته و تبكي : انا امه ما ريتها لكن مراته زي الوردة رايحة و ياما بكت في حوش اختك من كلام الحاجة افطيمة ع الصغار مساكين ربي ما رزقهم لو كان عندها صغار تعيش عليهم و تصبر

غادة بدت تمروح : كلا الحاجة افطيمة ما عقبت حد الا و بكاته … اخ يا ربي امتى تحول الغمة هذه و حق ربي حتى النفس الواحد ما هو قادر ياخذه

فتحية شافت لسارة بنتها كيف متكورة ع نفسها و تبكي بدون صوت : ربي يبعد عنا الغمة و يصفيها من عنده

هناء تسمع من رضا في حكاية فارس : الله يرحمه حسه وجعني

كلثوم : ايه و الله يوجع و الله قالوا مراته بتهبل عليه هدا ما عندها في الدنيا حتى صغار ما حصلوا

رضا : انا لله و انا اليه راجعون ربي يستر من اللي جاي ان شاء الله

هناء وقفت و سكرت الباب ع امها و رجعت جنبه : قولي يا رضا في حد من صغار خواتك مشارك

رضا ما كان يقدر يكذب عليها : عمي سالم و ولده مازن الاثنين يا هناء معاهم

ضربت ع قلبها : حيه علينا … خيره عمي سالم كيف يشارك و معاه حتى مازن

رضا تنهد : قالي ولدي مش خير من اللي استشهدوا

بدو دموعها ينزلوا خوفا ع ابن اختها و صديقها مازن و استمرت تدعيله

و هدا حال البيوت يا اما تلقى اللي يدعي بالحفظ لاحبابه يا اما من يدعي بالرحمة ع شخص مات

و في الصباح من يوم سبعة مارس .. وصل التابوت ع شان يشوفوه أمه و أخواته اللي قريب انجنوا و اما خلود فكانت اكثر جنونا من الجميع بالذات بعد ما شافت وجهه كيف مبتسم و جههه الوسيم اللي كان ما في اي شي لا جرح و لاحتى خدش لان الرصاصات اللي أنهوا حياته كانوا في صدره

قبلت جبينه و بدت تتكلم معاه : هكي نهون عليك يا فارس تمشي و تسيبني ؟ هكي تخليني نطيح في سابع ارض يا فارس يا ريته حادث و متت فيه معاك يا ريته يخلوني نندفن معاك تحت التراب يا فارس ما تخليني يا فارس ليش عديت قلتلك ما تعدي للحرب شنو بتحصل منها أنت شنو ؟ كلهم ح ينسوا و يعيشوا يا غالي كل شي ح ينتهي يا غالي و كلهم ح يروحوا لحياشهم الا انت عديت و مش راجع ثاني

و ياما بكت ناس بكلامها اللي وصلهم برا لعند تدخل خوها عماد و طلعها بالقوة من المربوعة الموجود فيها الجثمان و هي مستمرة تصرخ

دخلها لعند باب الحوش و بدي ينادي في امه و خواته

خواتها مديحة و لطيفة و أمها فوزية محاوطينها، و دخلوها الحوش بمساعدة رجاء بس هي كانت في دنيا ثانية

كانت تتكلم بصوت خافت ” من قال انك تموت يا فارس ، من قال نربط عليك يا فارسي ؟ أنا نربط عليك انت يا ريتني أنا اللي متت … يا ريتك عشت بعدي و جبت صغار يا فارس “

وقت اللي لبست ملابس الحداد …. كانت مشاهد من يوم زفتها تخترق ذاكرتها كيف لبسوها الفيلو كيف حطوا الطرحة عليها كيف درجوها بالاغاني و الزغاريد كيف كانت نظرته ليها اول ما شافها

و اهني تذكرت انها ما زغرطت عليه و في لحظة صدمت بيها الكل : ان شاء الله شهيد يا فارس روروروي

و زاد مستوى البكاء من ام المرحوم و اخواته

اندفن فارس بعد صلاة الظهر في جنازة مهيبة حضروها الالاف و الناس اللي حضرت فيهم حتى اللي ما يعرفه و في اللي جي ع شان أصدقاءه او خوته او نسابته وفي اللي سمع بيه كيف مات جي …

بعد الدفن كان خوها عماد اكثر حد حنون عليها كل شوية يطلب يشوفها يضمها و يصبرها تبكي بين إيديه و تدخل الخيمة ثاني، لعند خلاص حست بالفشل التام او الاستسلام استمرت تشوف للفراغ فقط

و بعد صلاة العصر، من اول ايام العزي …

طلب أيمن يشوف رجاء …و لان أيمن من الصعب يتقبل انها تشوفه ضعيف بالذات بعد جنازة توأم روحه ، ايمن اللي حتى في جنازة بوه ما شافها و تجنب يتلاقى معاها لعند شد عزمه لهذا طبيعي جدا تتفاجا ان طالبها و في الحال

كانت جنب خلود وقت ناودها تمشي في اتجاه الباب وهي ميتة خوف

اول ما جو عيونها عليه كان واضح الحزن ع وجهه تقول ليه مية يوم بالحال هذا عيونه في الارض و منفخات من اثر الدموع و تقصد ان ما يشوفلها نهائي

المنظر هذا كان تحت عيون عبدالمالك اللي بادي يفهم و يكبر و اكثر شي يكبر بنادم هو الفقد و زي ما قلت فارس كان ليه بمثابة العم …

بدت هي الكلام : عظم الله أجرك

رده كان بصوت خافت : اجرنا و أجرك ع الله

كانت خايفة من الإجابة لكن وجب السؤال : استغربت انك طلبتني لأنك في الحال هذا ما تحب تشوفني يا مهجة القلب

و رد و عيونه مازالوا ع الارض : حتى انت مهجة القلب لكن هالقلب يا عيوني ما عاد يشوف عمار لو ما طفئت النار اللي فيه ( حط ايده ع صدره) وقت نحط ايدي هنا تنحرق من قوة النار اللي فيه اللي مات هدا لا هو صاحب و لا هو رفيق هذا ظهر و انكسر و روح و خذوها مني

شدت أيده بايدها المرتجفة : اللي في بالي صح ؟

وجعاته لابعد حد لان الرجفة اللي في ايدها و الخوف اللي في صوتها هما اللي منعوه يشارك لعند لحظة فقدانه لصديقه : ايه اللي في بالك و هدا ليش ناديتك ، مهجة قلبي …روحك و نفسك في امانتك ، و اولادك زيك في امانتك ، رجاء انت في زيك واجد نسوان تريسهم في الحرب و عهدي بيك قوية و قد حالك

رجاء دموعها ينزلوا و تمسحهم : لا مش زيي مش كل وحدة فقدت ولدها و تنظر من بين أيديها و فجاة معش القيته و من هذاك اليوم ماعاد شفته ، من هذاك اليوم و قوتي مشت يا ايمن ، ما تقول في زيي واجد لان و لا وحدة عاشت كيفي و تحملت لعنديت وقفت ثاني ع كرعيها، ليش يا أيمن تبي تحملني اكثر ؟ انت اكثر واحد عارف ان روحي ما عاد تتحمل بالذات فيك انت ما عندي قوة بعدك

و اهنئ شافلها و غرقت هي في احزانه : عارف و فاهم لكن سامحيني اللي فيا أقوى من كل شي لعنديت أمس قاعد و مقعمز جنبك سيبت أصحابي سيبت اللي دفنته توا لكن بعد حطيته تحت التراب ظهري انكسر و قلبي انحرق و ما عاد نقدر نقعد اكثر ، لو بندوي ع اللي نحسه في قلبي ليك مش ح نعرف لكن حاجة وحدة يا بنت الناس لازم تعرفيها اني ماشي جثة بس اما القلب و الروح معاك ( باس ايدها ) أستودعكم الله انت و ضناي

و مشي بدون حتى ما يصافخها

و هي ترعش من ورآه قريب طاحت من طولها التمست أيدها اول حيط و اتكت عليه و بكت بكاء في حياتها ما بكاته … بكت ع احتمال كبير للفقد هي مش قده

عبدالمالك اول ما شاف بوه كيف مشي و لاحظ منظر امه و انهيارها جري عليها و ساندها و حضنها. : ما تبكيش يا أمي تنحرق الدنيا و انت ما تبكي مش تقولي صغير أنا كبرت يا أمي ولدك كبر و يسندك و يحميك من الدنيا كلها

كان محاديها في الطول ضماته ليها و بكت البكي اللي مازال مدفون في صدرها، و ولدها احتواها و بدّي يطبطب ع ظهرها و من قوته هو خلاها تتماسك، لهذا في لحظة قوت نفسها و ابتسمت في وجهه رغم كل شي ورجعت جنب خلود تشاركوا المهم مع بعض

و فات اليوم هذا و ليلا روح اشرف برجاء و صغارها و ما قدرت تمنع نفسها من السؤال : أيمن ؟

رد بنبرة حزينة : ودع الناس كلها بعد العصر و التحق بالجبهة …

سكتت و حطت ايدها ع فمها و الدموع و لا قالوا نوقفوا و هدا كله قاعذة في احتمال الفقد ، و كل ما تتفكر حالة خلود تقول انا مش ح نتحمل و الله ما نقدر نتحملها …

و فاتت ليلتها كلها تخميم و بكي ر من الصبح مشت ثاني لخلود مع اشرف و صغارها معاها، كان لازم توقف جنبها و تساندها مع انها هي تبي من يوقف معاها و استمر الوضع هكي لعند ثالث يوم اللي كان صعب جدا ع خلود هو يوم فراق فارس حق

لطيفة اختها قربت منها : نوضي لمي دبشك

و بدت تبكي و تنقطع و اخيرا خشت و معاها رجاء و خواتها و ودعت دارها عاشت ساعتين من العذاب ما دارت معاهم شي عبارة عن تشم في ملابسها و تحكي ع ذكرياتهم مع بعض …

وقت كان طويل هلبة لعند قلوبهم تعذبت بما فيه الكفاية و هي تحكي هذه جابها ليا فارس يوم ذكرى زواجنا و هذه في العيد و هذه جابها لان كنا متعاركين و هذه و هذه

و بهكي ما خذت من الحوش شي حتى اللي شراته الا حاجات لبسها و هدايا فارس مش ع شان تلبسهم لا و لكن تبي تحتفظ بيهم ذكرى

و مع ان اخوها عماد كان متوقع انها تاخذ حاجتها بالكامل كان جايب سيارة كبيرة تفاجا بيها مطلعة ثلاثة شناطي بس و رفضت تاخذ اي شي

و سلمت ع امه : سامحيني يا عمتي سامحيني سامحيني

و فهمت عليها المذكورة : الله يسامحك و يرحمه انت سامحينا يا بنتي

و وقت اللي ابتعدت عنها و روحت خلود مع اهلها و صوت بكاها معبي الحوش أم المرحوم فقدت الوعي و طاحت عليهم و خذوها للمستشفى زي ما خلود فقدت الوعي في الطريق و خذاها خوها عماد حتى هي للمستشفى و مشت رجاء ورآها لحوش اَهلها لعند إطمنت عليها

و رغم المهدئات يا ناري ما بكت و يا ناري ما تعذبت و كيف تبرد نار واحد زي فارس كيف ما تبكي عليه
ضحى باكثر شي يخلي اي راجل يتزوج ع مرته ايه كان بامكانه يتزوج و يحظى بالذرية بس رفض ع شان خلود و اليوم قعدتي بروحك يا خلود. و مشي فارس الى غير رجعة خسرتيه انت و خسراته امه و عيلته و خسراته مصراتة ، بل خسراته ليبيا

رحمة الله عليه و ع كل من فقدنا …

و لان حوش أهل خلود بعيد هلبة عليها و في بوابات لهذا ودعتها و كان صعب حدا تشوفها ثاني و تخاطر بحياة صغارها و أشرف سلفها

رجاء باست ع راسها : اللي مش في إيدك تكيدك يا صاحبتي سامحيني و الا و الله ما نقعد عليك

خلود كانت تحرك في راسها بس

و ودعتها و روحت مع اشرف، تتمنى تسال عنه و مش قادرة احيانا انك ما تعرف افضل من انك تعرف الاخبار

ايه و هدا حال نجوى كل ما تسمع خبر تنهار و رقم الناس اللي ماتت يزيد و يخوف

: و الله يا نجوى هدا كلام اذاعات و اكيد فيه زيادة و كل واحد يبي يبين ان الخبر الحصري عنده و يبي يبان ان هو اللي عنده الحق يا القلب

تمسح في دموعها : باهي اهلي انا معش حصلت حد منهم يا شاهين اقسم بالله قاعدة نموت كل ما يسموا رقم نقول مرات فيهم حد من عيلتي خوتي راجل اختي ضنا اعمامي الجيران خوالي معش عرفت نفكر نرقد نحلم بيهم خلاص نحس في روحي قريب اللي نهبل

ضمها ليه : بعيد السو عليك انا ح نحاول لعند نحصل حد و نطمنك و ان شاء الله خير

و تعب هلبة شاهين معاها ع شان قدر يخليها ترقد و هدا حال البعيد ع اهله في ظروف من هالنوع

حمزة : زليتن ع الكلام ما فيها شي انت خيرك خايفة

كانت حاطة ايدها وراء ظهرها : مش عارفة يا حمزة نحس في روحي مش متريحة ممكن لاني معش كلمتهم

: احمدي ربي ان ما عندكم حرب غادي اماله نجوى كيف تدير توا قبل شوية وقت ركبت ع السطوح اتصل بيا شاهين و الله ع كلامه قال قريب تهبل كل يوم تسمع في خبر ع مصراتة و فوقها ما في اتصالات

هالة : ربي يكون في عونها و عوني و ربي يكمل الحرب هذه ع خير تعبت انا و معش متحملة يا حمزة اقسم بالله كل يوم نحلم ان خاشين علينا و الا طايحة علينا قذيفة

عيونه قريب طلعوا : فكينا عاد … مش ناقص الواحد

طلع من عندها و حالته اسوء منها وقف في اللايدة و شوية و طلع عبدالخالق : كلمني شاهين ينشد

عبدالخالق شاف تليفونه ما فيه تغطية : التغطية فاصلة

اشر فوق : ركبت فوق و سبحان الله تقول كان عارف اتصل قال نجوى مشغولة واجد

: طبيعي تنشغل من هالاخبار يا راجل احني في مصراتة و وقت اللي تسمع الاخبار تحس روحك مش فيها

و هدا حال اغلب البيوت وقتها نقاشات و تحليلات …

و مرت الأيام و مدينة مصراته داروا مجلس ع شان يدير أمور المدينة و نوعا ما بدت الامور تتنظم شوي شوي

و عند حوش خليفة الترابط زاد بين العيلة و اغلب الوقت بالنسبة للنسوان كانت اللمة عند عافية لانها رابط و ما تخلى اللمة من تحليلات الاحداث اللي صايرة …

اما رجاء فقعدت بين حوشها و حوش افطيمة اللي فرضت عليها تبات عندها هي و صغارها و كانت افطيمة ع في العادة هادية لانها تفكر في ولدها الغايب و مشغولة عليه طول الوقت

و جي يوم اثني عشر مارس، في اليوم هدا خذاها اشرف ع شان تزور خلود و الباين ان هذا بطلب من ايمن ، وقتها مشي بيها من طرق فرعية عشان يوصلوا بالسلامة و هي خافت اكثر و قررت مش ح تكرر المغامرة هذه خوفا عليه و ع صغارها …

وقت وصلت عندها طول الوقت كانت خلود سارحة في دنيا ثانية بطلت البكي بصوت عالي صح، بس ما تهدرز مع حد

قعدت عندها نص ساعة و روحت لحوشها …

يوم اربعطاش مارس

رجاء في حوشها تضم فيه لانها مع المغرب بتمشي لحوش افطيمة زي ما متعودة تبات عندها هي و صغارها

و اهني اندق الباب
عارفين وقت تحسوا ان اللي جاي فرحة ليك
بدون ما حد يقولك انت من تلقاء نفسك حسيت بفرحة غمرت قلبك من رنة تيلفون او دقة باب احيانا
هدا اللي صار معاها وقتها

فرحت و زادت الفرحة هذه وقت شافت حبيبها و راجلها قدامها بدون وعي تعلقت في رقبته زي الطفلة مش مهتمة انها عند باب الحوش و مرات يشوفها حد الخوف و الشوق وقت يجتمعوا ياما يديروا في الانسان : طولت واجد واجد …كيف حالك شنو داير ؟ شنو تاكل و كيف ترقد تتغطى و الا لا؟ في خطر عليك والا لا ؟

ايمن هالمرة نفسيته كانت احسن لان دفن الحزن في قلبه و انشغل بامور جدية و في نفس الوقت كان مستاحشها و محتاجها قداش ارتاح بالحضن هذا و باللهفة اللي حسها منها: الحمدلله يا عيوني بخير الحمدلله

كان ح يبتعد عنها لان جاي و مش مطول ح يعطيها توصية و يمشي ع حاله بس هي تشبثت فيه بقوة : خليني خليني

تنهد و العيون غارقة بدموعها و يحاول جاهدا يجمدهم داخلها : عيوني وقت انا لازم نمشي

ابتعدت عنه و تفقدت ملامحه بايديها : بالسرعة هذه

خذاها من ايدها و كمل لعند الصالون و ما حس غير باولاده الثلاثة يتسابقوا من يضمه الاول ضمهم في مرة : انا مخلي تريس ورايا راهو

عبدالمالك : اكيد يا باتي

ايمن : معناها خلوني بندوي كلمتين لامكم

و اهني تصرف عبدالمالك خذي خوته و طلعوا قدام الحوش في السور يعني

و هو شاف لعيونها بس المرة هذه هي اللي هربت كانت خايفة من الكلام اللي ح تسمعه منه : تسمعيني يا رجاء و كلامي تنفذيه بالحرف و لو ما درتي كيف ما قلتلك هذا اللي بيني و بينك (شد ايدها و بدي يعد ع اصابعها ) منطقتنا مش آمنة ع شان هكي نوصيك في حالة جي حد و طلعكم او مثلا صار اي شي هجوم او هكي ضروري تاخذي الصغار و تمشي لحوش جلال تقعدي عنده أنا تفاهمت معاه و مرته صباح تراجي فيكم لو صار شي

اهني هي خافت و قامت عيونها فيه : شنو معنى كلامك؟

و هالمرة كان الهروب من نصيب عيون أيمن : اللي سمعتيه انا درت هكي نبي راحتكم و جلال تفاهمت معاه ع كل شي

و خطر في بالها سؤال مهم : و أمك ؟

أيمن كان عارف لو خلى رجاء مع امه ح تتعب هلبة لهذا تصرف بالطريقة هذه : زي ما قلت انا يصير و أمي ما دخلها في كلامي هذا قراري و لو أنا انقطعن اخباري عنك تقعدي عندهم لعند

هي حطت ايدها ع فمه : بالله عليك ما تكمل يا ايمن

رجع ضمها و قبل جبينها : زي ما قلتلك يا مهجة القلب راهو ماشي و القلب معاك خليني نحس انك بتديري اللي قلته

و تغلبت ع نفسها و ضعفها و عطاته عهد : ع موتي يا غالي

ابتسم و ودعها بنظراته و طلع في السور سلم ع صغاره ثاني و بعدها مشي لحوش أهله : نستودعك الله يا امي

و افطيمة تبكي و بس

تكلم و موجه توصيته لحورية و سليمان : ردوا بالكم عليها

و طلع من الباب

و كلا هي في حوشها اول ما سمعت صوت سيارته انقبض قلبها اكثر
و من هذاك اليوم ما عاد سمعت صوته و مفوته وقتها بين الدموع و الصلاة و الدعاء لعند جي يوم السابع عشر من مارس ….

رن تيلفونها و فرحت قريب طارت : ايمن

كان صوته جدا متعب : ايه كيف حالكم

رجاء و الصغار كانوا جنبها : الحمدلله انت طمني عنك

: باتي كيف حالك ؟
ايمن ابتسم ع صوت صغاره : الحمدلله بخير مش ناقصكم شي

رجاء : سلامتك بس

ايمن ما كان قادر ياخذ راحته في الكلام تنحنح : باهي بالسلامة توا و سلمولي ع الباقي

و انتهت المكالمة
وهي شافت لشاشة التيليفون : هذا بس

عبدالمالك : طمنيني يا امي ؟

رجاء : الحمدلله قال بس انا مش مرتاحة

ضمها عبدالمالك و نوعا ما نفسيتها هدت شوية

بعد الاتصال بهذا بكم ساعة دخلت قوات النظام بقوة كبيرة و صارت حرب قوية و نجحوا في انهم يسيطروا ع إذاعة مصراته و بعض المقار و اكيد نتيجة هكذا اشتباكات ح تكون عدد كبير من الشباب سقطوا هنا و هناك

و بسبب الاشتباكات هذه دب الخوف في قلوب الكل ….

يوم تسعة عشر مارس … و خلى كل الدنيا تتقلع … أنصدم الكل بالقرار و في ناس فرحت …

خش……… : هيا وتوا روحكم المنطقة خلاص مش آمنة انت…….

…..: هذا ما ناقص كان نطلع من حوشي

و رغم الخوف و القبضة اللي في داخلها الا انها وقفت : بعد إذنك…. انا ….

بدت…….. : بتحكمي في مكان التريس عقاب الوقت يا تمشي لامك يا اما وين ما أنا وين ما انت و أنت مسكرة فمك

تدخل……. : لا يا أمي كلام

و قريب هبلت … كيف ..

……كان مع … في الجبهة

و وصلهم …..

و خشت و بكت مع……. … و عاملتها أحسن معاملة فضتلها دار بسراير و رحبت بيها و اللي بيا بيك ……

و
……..دخت في اكتئاب كل ما تسمع في طيارة و في الليل ضروري معاها فتحية و لو ما ألقت أمها جنبها تقعد تعيط

……تحملت مسؤولية الحوش بالكامل و……..

الساعة اثنين في الليل…… بدّي يعيط و يبي يأكل

اضطرت تطلع لبست حجابها فتحت الباب و مشت المطبخ و ندمت انها طلعت ولان عنده بابين و بعد فتحت الثلاجة و خذت الجنبة و فازوا الهريسة في ايدها بس سمعت خبر و طاح منها فازوا الهريسة

: قصدك …… ؟

و الاثنين جو يجروا … و القوها في مكانها …

و قعمزت ع الارض و معش عرفت لا تعيط و لا تسكت هي ما تتحمل تفقده أبدا

فقدانه ……….و……. و الباقي لان…….

رقدتها………………. اصابتها حمى و تقول صقعانة

و بعد ساعة ألقت حرارتها اكثر ارتفاعا حولت البطانية و عيطت عيطة جابت………. من…….. وقف برا : شنو في ؟

: وتي سيارتك فيسع…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى