رواية قلوب حائرة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم روز أمين
رواية قلوب حائرة البارت الثامن والأربعون
رواية قلوب حائرة الجزء الثامن والأربعون
رواية قلوب حائرة الحلقة الثامنة والأربعون
🦋 الفصل السابع 🦋
لَقَدْ اِنْحَدَرنَا وتَاهتْ معَالِمُنَا بلْ و وَصَلَ بنا الآمر إلى السَّفَه
وأَصْـبَحْنا نَرَى ذَواتِ القَلُوب الَبريئةِ ضُعَفاءُ وننعتهُم بالبُلْهٌ
بقلمي روز آمين
بعدما تناولت جميع العائلة السُحور مع عائلة “حسن”
جلسوا بالحديقة يتبادلون الأحاديث الشيقة وهم يتناولون المشروبات
تحركت “سارة” واتخذت مقعداً جانب سُور الحديقة (دكة خشبية) وجلست فوقها وأمـ.ـسكت هاتفها تتحدث من خلالهُ مع أيسل عبر تطبيق الفيديو كول كي تشاركها فرحة مشاعرها البريئة،وتقص عليها ما شعرت به عندما رأت حبيبها أمام عيناها، فقد كانتا الفتاتان قريبتان وتتشاركا الأسرار فيما بينهما وذلك لمرورهما بنفس المرحلة العمريه وتقارب تفكيرهما
إبتسمت أيسل وهمـ.ـست لها كي لا يستمع لحديثهما والدها الذي يقف أمام مدخل المنزل يتحدث مع إيهاب وتحدثت:
-قال لك إيه يا أول ما شافك يا سو
واسترسلت متلهفة:
-حـ.ـسيتي بإيه لما مِـ.ـسك إيـ.ـدك وبص جوة عنيكي؟
همـ.ـست تلك الرقيقة ذات القلب الأخضر بنبرات هائمة لتحكي ما أصابها من مشاعر بفضل عِشقها الحديث:
-إحـ.ـساس حلو أوي يا سيلا، حـ.ـسيت برعشة لذيذة في جـ.ـسمي كله،وقلبي،قلبي كان هيخرج مني ويجري عليه علشان يُحـ.ـضنه
وأكملت بإعتراف:
-أنا بحب رؤوف أوي يا سيلا،بحبه وحاسة إني محتجاه له أوي في حياتي .
إبتسمت أيسل وهمـ.ـست وهي تُداري فَمِها بكف يـ.ـدها كي لا يصل صوتها لذاك الداهي الذي لا يُخفي عنه شيئاً بتَاتاً:
-تعرفي يا سارة،أنا نفسي أجرب الحُب أوي،تخيلي لحد الوقت عمري ما عشت أى مشاعر تجاة أى شخص
ضحكت سارة وأردفت بدُعابة:
ودى هتعشيها أمتي وإزاى يامِسكينة وسيادة العميد عامل علي حياتك كماشة ومكلبـ.ـشك
تأففت أيسل وتحدثت بإستياء شديد ظهر علي ملامح وجهها:
-إسكتي بقا ومتفكرنيش بمأساتي،أنا بجد زهقت من الحرس اللي بيتحركوا معايا في كل خطواتى دول
وأكملت ساخرة على وضعها بإستنكار:
-المكان الوحيد اللي باخد فيه راحتى وبيسمحوا لي أدخل فيه لوحدى هو التواليت،غير كده مسيو إيهاب ملازمني زي ظلى
أطلـ.ـقت سارة ضَحكة خرجت رُغم عنها،رمقتها أيسل وهتفت بحِنق:
-بتضحكي على إيه إنتِ كمان
تحرك ذاك العاشق وتحدث إلي يُسرا متحججاً ليجلس بجانب فتاتهُ:
-هروح أكلم أيسل مع سَارة
إبتسمت لهُ يُسرا وتحدثت بترحاب:
-روح يا حبيبي
ذهب إليها ووقف قُبالتها،رفعت بصرها تتطلع على طوله الفارع، رمشت بأهدابها عدة مرات متتالية دلالة على شدة خجلها، إبتسم لها وتحدث بإستئذان:
-تسمحي لي أقعد معاكي،عاوز أسلم علي أيسل
تبسمت بارتباك ولم تستطع إخراج حرفاً واحداً من داخل فمِها، في حين هتفت أيسل التي إستمعت إلي صوته:
-إزيك يا باشمهندس،
وأسترسلت مُداعـ.ـبة إياه بمعاتبة ودُودة:
-ينفع كدة جدو حسن يختار الوقت اللي أنا مش موجودة فيه ويجيبكم زيارة لإسكندرية؟
جلس بجانب تلك المُرتبكة وأمـ.ـسك منها الهاتف وتحدث بمشاكسة وهو ينظر إلي أيسل عبر الفيديو:
-لو إستنينا مواعيد سيادتك يبقا ماكُناش هنيجي أصلاً
ضحكت الفتاتان علي دُعابته وتحدثت مليكة بصوتٍ مرتفع كي تُسمع الجميع:
-حد هيشرب قهوة يا جماعة؟
هتف رؤوف بصوتٍ عالى وأردف بنبرة ودودة:
-إوعي تنسي قهوتي المظبوطة يا مليكة
إنتبه ياسين وإلتفت سريعاً إلي إبنته عندما إستمع إلي ذكر إسم معشوقتهُ على لسَان أحدهُم،رفع كف يـ.ـده إلي إيهاب في إشارة منه إلي الإنصراف وتحرك إلي حيث مجلس إبنته
إستمع من جديد إلي صوت ذاك الرؤوف الذي ميزهُ وهو يتحدث بدعابة أحـ.ـرقت روح ذاك الغيور عاشق حبيبته:
-أنا أصلاً بتحجج أجي إسكندرية علشان أشربها من إيـ.ـدك
هتفت مليكة بصوتٍ مرتفع وصل لأذان ذلك الذي يقفُ مستشيطاً:
-من عيوني يا هندسة،حالاً هيكون عندك أحلا فنجان قهوة مظبوط
إبتسم لها رؤوف وأردف مادحاً:
-تسلم إيدك يا ملكة القهوة
ما شعر بحاله إلا وهو يسير بخطوات واسعة ليصل إلي إبنته،وبلحظة إستعاد إتزانهُ وتملك من حالة الغيرة وتحدث برصَانة متسائلاً إياها وهو يُشير إلي الهاتف:
-ده رؤوف إبن جدو حسن؟
رفعت رأسها ونظرت لأبيها وهزت رأسها بإيجاب:
-أه يا بابي هو
فأشار لها بكف يـ.ـده مطالباً إعطائهُ الهاتف، بالفعل ناولته أيسل هاتفها، نظر لذاك الرؤوف وتحدث متعجباً:
-إزيك يا رؤوف،وصلت إسكندرية إمتي؟
أجابهُ رؤوف بإبتسامة بشوش:
-الله يسلمك يا سيادة العميد،وصلنا من حوالي ساعة ونص
إستغرب ياسين حديثه،فلم يكن لديه علم بمجئ أسرة عمهِ وذلك لإنشغالهِ خلال اليومين المنصرمين بالعمل والسفر إلى دولة ألمانيا ولم تأتي مناسبة كي يخبروه، هتف بإستفسار:
-هو إنتَ جاي مع حد؟
أردف رؤوف بإستغراب:
-أنا جاي مع أبويا وأمي وإسلام
ونطق متسائلاً بتعجب:
-هو حضرتك ماكُنتش تعرف إننا جايين ولا إيه؟!
كظم غيـ.ـظهُ من سؤال رؤوف وتجَاوزهُ دون رَد،أراد إنهاء تلك المكالمة فتحدث بعجالة:
-نورت إسكندرية يا رؤوف، أشوفك بكرة علي الفطار إن شاء الله
قال كلماتهُ المقتضبة وبسط يـ.ـده لصغيرته وناولها الهاتف تحت إستغرابها حالة والدها الغريبة،وتحرك عدة خطوات في طريقهُ للخارج،كاد أن يخرج أوقفهُ صوت ليالي الذي صَدح من خلفه قائلة:
-رايح فين يا ياسين،السُحور جهز خلاص؟
إلتف بجـ.ـسده ناظراً عليها وتحدث علي عُجالة:
-هعمل مكالمة سريعة علي ما هالين تطلع السحُور للرجالة
وتحرك سريعً خارجاً إلي الحديقة وأتصل علي رقم مليكة وأنتظر بقلبٍ مُشـ.ـعل،كانت تقف أمام الموقد تصنع قهوتها المُمتزجة بالحُب والإهتمام للجميع،أفرغت ما بداخل الرَكوة داخل الأقداح الخاصة بها وتحدثت إلي مُنى:
-تعالى من فضلك طلعى القهوة برة يا منى
أومأت لها منى بطاعة وأمـ.ـسكت الحامل وتحركت فى طريقها إلى الخارج وتابعت مليكة الركوةَ الآخري، إستمعت إلي رنين هاتفها يصدح من داخل جيب ثوبها الفِضفاض،أخرجته وسريعاً أجابت بقلبٍ سعيد حين شاهدت نقش إسم خاطـ.ـف قلبها وهتفت بصوتٍ يهيم بعشق حبيبها:
-حبيبي
كانت تتحدث بوجهٍ ضاحك متبسم سعيد، إختفت بسمتها فور إستماعها إلي صوته الغاضـ.ـب وهو يُصيح قائلاً بنبرة حادّة:
-عملتي القهوة لرؤوف بيه ولا لسة يا هانم؟
إبتلعت لُعابها ليقينها غيرة زو جها الشديدة من ذاك الرؤوف وذلك لتقربه منها ومداعَـ.ـبتِها بحُكم أنهُ يَكِنُ لها معزة ويعتبرها كشقيقتهُ وهذا ما لم يتفهمهُ ولن يتقبلهُ ياسين بتاتاً
أشارت بيـ.ـدها إلي عَلية لتتابع ركوة القهوة وتحركت هي إلي خارج المطبخ كي تستطيع الرد علي ذاك الثـ.ـائر
وأسترسل هو غاضباً:
-هو إنتِ ليه ماقولتليش إن عمي حسن وأولاده جايين النهاردة؟
إستفهمت بنبرة حنون وهي تتحرك إلي الباب الخلفي للمنزل والذي يطِلُ علي الحديقة الخلفية:
-مالك يا “ياسين”،إيه اللي مضايقك أوى كده يا حبيبى؟!
صاح هو هادراً بها:
-مش عارفة مالي يا مَدام؟
فيه إني قاعد في أمان الله جنب بنتي اللي بتكلم بنت عمتها في التليفون،
وأستطرد بغضب:
-وفجأة ألاقي البَقـ.ـف اللي إسمه رؤوف بيقول لمـ.ـراتي
واكمل وهو يُقلد صوت رؤوف ساخراً:
-متنسيش قهوتي يا “مليكة”، أنا أصلاً بتحجج وباجي إسكندرية علشان أشربها من إيـ.ـدك
وأستطرد بغضـ.ـب أكثر:
-لا والهانم المحترمة بترد عليه وتقول له من عيونى
واسترسل بوعيدٍ غاضـ.ـب:
-وحياة أمّى يا مليكة لما أجي لك لأعرفك إزاى تقولى لراجل غريب كلمة زى دى
إبتلعت ريقها رُعباً من هذا الثـ.ـائر وحِدة صوته،وتحدثت بنبرة هادئة إصطنعتها بإعجوبة كي تستدعي بها هدوئهُ:
-طب ممكن تهدى علشان خاطرى
إستمعت إلي صوت ليالي التي إقتربت منه وتحدثت بدلال:
-يلا يا ياسين
نظر لها وتحدث بهدوء إصطنعهُ بإعجوبة كي لا يُزعج تلك التى لا ذنب لها فيما أصابهُ من جنون على يـ.ـد متيمة قَلبهْ:
-حاضر يا ليالي،إدخلي وأنا جاي وراك حالاً
تحركت بالفعل ليالي وتحدث هو بنبرة أمرة حادّة:
-تاخدي ولادك وتطلعي علي فوق حالاً، مفهوم؟
أما هي فتحولت نـ.ـار الغيرة إليها،وإشـ.ـتعل داخلها عندما إستمعت لصوت ليالي وهي تستدعيه إلي الداخل، هتفت بنبرة غيورة:
-ليالي عاوزة منك إيه؟
حدقت عيناه عند إستماعهُ لسؤالها الغريب وهتف متعجباً:
-إنتِ سمعتي أنا قولت لك إيه؟!
كررت عليه سؤالها بنبرة أضعف وصوت مختنق متجنبه حديثهُ:
-ليالي عاوزة منك إيه يا ياسين؟
صاح بنبرة عالية وعِناد كنوعاً من عقابهُ لها:
-مش هريـ.ـحك يا مليكة،وكلامي يتنفذ بالحرف الواحد،حالاً تسيبى أى حاجة فى إيـ.ـدك وتطلعي علي فوق وأنا هكلم مُنى علشان تطلع لك الأولاد
واستطرد بتساؤل حادّ:
-كلامي مفهوم يا مدَام ؟
فرت دمعة هاربة من عيناها من شدة ألـ.ـمها وغيرتها التي تُشـ.ـعل جَـ.ـسدها عندما تتخيل رجُـ.ـلها بأحـ.ـضان غيرها من النساء،نعم هي تعلم أنها الدخيلة عليهم لكن ما يحدث معها رُغمً عنها
فقد وصلت مراحل عشقها المُولَعُ لذاك الحَبيب إلي ذُرْوتهْ
وفاض القلب وما عَادت تري الدُنيا سوىّ من منظور عيناهْ
ولا تستشعر معنى للوجود ولا لحياتها بِرُمَّتِها إلا فى حَضرتهْ
همـ.ـست بنبرة مُتألـ.ـمة مُستعطفة إياه أن يُريـ.ـح صـ.ـدرها بكلمة حتي ولو كَذباً:
-ياسين
علي الفور لان قلبه و رَق فور إستماعهُ لنبراتها المتوسلة،أخذ نفساً عميقاً لضبط النفس وتحدث بهدوء كي يبث الطمأنينةُ داخل قلبها العاشق:
-داخل اتسحر،إرتحتي!
واستطرد بنبرة آمرة:
-إتفضلي إطلعي على فوق زي ما قُلت لك
إبتسمت بسعادة وأردفت بنشـ.ـوة وهى تُجفف دمعتها:
-أنا بحبك يا ياسين، بحبك أوى
إنتفض قلبه عند إستماعه لصوتها المُنتـ.ـشي ولم يدري بحاله إلا وهو يقول لها بنبرة رجُل هائم بعشق مليكتهُ:
-وأنا بعشقك يا قلب ياسين من جوة
يلا بقى إطلعى علشان خاطرى.. جُمله حنون قالها بإستعطاف عاشق
أجابته وهي تصعد الدرج تقودها ساقيها للاعلى ممتثلة لأمر الهوي وأمره:
-حاضر يا حبيبي
وصلت إلى جَناحها وتحركت مُنى إلى الحديقة بعدما هاتفها ياسين وأملىّ عليها ما ستُبلغ به ثُريا كى يُجمل من شكله وزوجته، وقفت مُنى قُبالة ثُريا الجالسة بين تجمع العائلة وتحدثت بإحترام ووقار:
-ست ثُريا، الست مليكة تِعبت شوية وطلعت ترتاح وطالبة أطلع لها عز وأنس علشان تنيمهم وتطمن عليهم قبل ما تنام
سألتها ثُريا بذُعرٍ ظهر على ملامح وجهها:
-تِعبت إزاى؟
كادت أن تقف لتصعد للأعلى كى تطمئن عليها أوقفتها تلك العمِيلة قائلة كي لا تنكشف خطة سيدها:
-مش تعبانة يا ست هانم، هي بس محتاجة تفرد جِـ.ـسمها علي السِـ.ـرير وهتبقى زي الفُل
أردفت إبتسام موجةً حديثها إلى ثُريا:
-سبيها تنام يا أبلة وإن شاء الله هتقوم بكرة كويسة
تحدثت منال بإهتمام وهى تُخرج هاتفها الجوال من جيب بِنطالِها:
-أنا هكلمها ولو لقيتها تعبانة هتصل بالدكتورة مُنى تيجى تشوفها وتِطمِنا عليها
وبالفعل هاتفتها وطمأنتها مليكة وأبلغتها أنها بخير، وجُلّ ما في الآمر هو مجرد إرهاقاً وسيزول بأخذها لحماماً دافئً وخلودها للنوم
صعدت لها مُنى وهي تحمل الصغير غافياً وابلغتها بأن ثُريا أبقت أنس غافي بتختها كي يُؤنسها،
طلبت من مُنى وضع الصغير داخل تختها كي لا يغفي بمفرده داخل غرفته دون أنس ودثرته تحت الفراش الوثير وتحركت إلي غرفة مروان كي تطمئن عليه قبل أن تخلُد للنوم لتريح جـ.ـسدها بجانب صغيرها
دلفت إلي غُرفة الفتي بعدما طرقت بابهُ بإستئذان وسمح لها هو بالدخول، وجدته يجلس فوق تخته مُمـ.ـسكاً بهاتفهِ الجوال،تحركت إليه وجلست بجانبه وتحدثت بإبتسامة حنون:
-بتعمل إيه يا حبيبي؟
إبتسم الفتي لطلة والدته المُحببة لدى قلبهْ وتحدث بإحترام:
-كُنت بشوف جروب المَدرسة قبل ما أنام ليكون فيه جديد.
تحدثت بنبرة قلقة:
-أنا مش عارفة هتروح المدرسة إزاى وإنتَ مش واخد كفايتك من النوم
أجابها الفتى مفسراً:
-يا مامي النهاردة كان أجازة وأنا قضيت اليوم كُله نوم وأخدت كفايتى الحمدلله
ثم صاح مشاكساً والدته:
-وبعدين يا مامى بَطَلِى تقلقى عليا،أنا خلاص كِبرت ومابقتش مروان الطفل الصُغير اللي حضرتك ونانا ماشيين وراه زى ظله علشان تِحمُوه من المخاطر اللى مش موجودة غير فى دماغكم
ضحكت بخفة واردفت بمشاكسة:
-ولو بقى عندك تلاتين سنة بردوا هنفضل نقلق عليك
هز رأسه بإستسلام وأكملت هي بتساؤل:
-عملت إيه فى العجمى النهاردة؟
إلتمعت عيناى الفتى وتحدث بحَمَاسَة:
-إنبسطت جداً،تعرفي إن كُل اللي شافنى قال لى إنى بقيت نُسخة من بابا الله يرحمه
إبتسمت له بسعادة فاسترسل مُبتهجاً:
-شفتى يا مامى،جدو فريد قال لى إنه فرحان بيا أوى وحجز لى المُهرة اللي الفرسة بتاعته هتخلفها بعد شهر،وجدو عز وعدنى إنه هيعملنى ركـ.ـوب الخيل فى النادى
كانت تستمع إليه بسعادة لا متناهية لأجل تهَلُّل ملامح وجه ولدها الغالى،وضعت كف يـ.ـدها وتحـ.ـسست بها وجنته بحِنو وتحدثت بعيناى فخورة:
-كُلنا فرحانين بيك يا حبيبي علشان إنتِ وأنس عوضنا عن خُسارتنا الكبيرة لرائف الله يرحمه،بس اللى أفضل من إنك تكون شبهه،إنك تكون على نفس أخلاقه وطيبته
واسترسلت بعيناى مُتألـ.ـمة وقلبٍ ينـ.ـزف لأجل رفيق دربِها السَابق والذى عشقها بكل جوارحهُ وغمرها بحنانه وهذا ما جعلها تحتفظ بذكراه الغالية بداخل قلبها رُغم عشق ذاك الذى إقتحـ.ـم قلبها وغـ.ـزاهُ بقوة:
-رائف كان أحسن وأحن راجل فى الدُنيا كُلها،عُمره مازَعل حد منه ولا إتسبب فى مُشـ.ـكلة لأى إنسان
واستطردت بتأثـ.ـر:
-عاش حياته ومّرْ زى النِسمة الهادية فى حياة كُل اللى حواليه،وكأنه كان عارف إنه هيكون ضيف خفيف جاى فى زيارة سريعة وراحل على طول.
إطمئن قلب الصغير وتنفس براحة عِندما لَمح حُزن والدته وألمـ.ـها على والدهُ الغالى وشعر بأنها مازالت تكِن لهُ الحُب وكّم أنها مازالت مُستاءة لرحيلهُ
سألها الفتى مُستفسراً وهو ينظر لعيناها بترقُب شديد:
-أنا عارف إن حضرتك لسة بتحبى بابا ومانستيهوش
واستطرد بعيناى شبه لائمة:
-بس اللى دايماً محيرنى ومضايقنى،هو إنك إزاى قبلتى تتجوزى راجل تانى بعد موته؟
إنتفض قلبها من سؤال الفتى وأبتلعت لُعابها وتحدثت بدبلوماسيّة:
-الموضوع كان مُعقد وأكبر من إن يكون ليا رأى سواء بالموافقة أو الرفض،ساعات الدُنيا بتجبرنا ونضطر نمشى في طريق عُمرنا ما كنا نتخيل فى يوم إننا ندخله
واسترسلت لغلق الموضوع:
-فيه حاجات كتير حصلت وتفاصيل إنتَ ما تعرفهاش،بس لما تكبر وتكون قادر تستوعب أكيد هحكيها لك،ويمكن وقتها تِقَدَّر
وهمت بالوقوف عِندما وجدت كلمات وأسئلة عِدة داخل عيناى صغيرها وتحدثت بهروب وهى تنتوى مغادرة الغُرفة:
-حاول تنام الكام ساعة اللى فاضلين علشان تقوم فايق قبل باص المدرسة ما يوصل
واسترسلت بإهتمام:
-بلاش تظبط منبهك علشان تعرف تنام كويس من غير توتُر،أنا هصحى أنس لمدرسته وأفطره،وهبقى أجى أصحيك إنتَ كمان
إبتسمت له ومالت على رأسه واحتوتها بكفاها وقَبـ.ـلتها بحنان وحُب وأردفت:
-تصبح على خير يا بَطلى
تنهد الصَبى وتحدث بإبتسامة جانبية:
-وحضرتك من أهله
خرجت بعدما تأكدت من إندثارهِ التام تحت الأغطية وأطفات الضوء وتحركت إلى جَناحها،تمددت بجانب صغيرها الغافى وأبتسمت حين نظرت إلى وجههِ الملائكى الذي يُدخل على قلبها السرور،مالت عليه وقامت بوضع قُبـ.ـلة شغوفة فوق وجنتهُ الوردية،ثم إعتدلت من جديد وأسندت ظهـ.ـرها علي خَلفية التخت، بسطت ذراعها فوق الكومود وأمـ.ـسكت بكتاب الله العزيز وبدأت تتلو أياته لحين أذان الفجر كى تُصلى فرضها بوقته وبعدها ستغفوا
❈-❈-❈
أما عن ياسين،فقد دخل إلى منزله بعدما إنتهى من مهاتفة عميلتهْ السّـ.ـرية، وجلس حول الطاولة ثم شرع بتناول وجبة سحورهُ مع زو جته وإبنته،تحدث بتنبيه وهو يتناول إحدي اللُقيمات:
-أيسل،مش عاوزك تحتـ.ـكي بالولد الخليجي ده نهائي،الولد ده مش مظبوط
أومأت الفتاة بطاعة عمياء ويرجع ذلك لثقتها الكبيرة فى أبيها:
-أوكِ يا بابي
نظرت ليالي إليه بإرتياب وأردفت بنبرة قلقة:
-إنتَ هتقلقني ليه يا ياسين،إنتَ مش قولت إنك حليت الموضوع خلاص؟
أجابها بثقة وهدوء:
-أنا فعلاً عملت كده، وسعادة السفير طلع راجل محترم وكان حَازم جداً مع الولد،أنا كمان يُعتبر هـ.ـددته قدام الحضور وكنت صارِم جداً معاه
واستطرد وهو ينظر لإبنته قائلاً بحذر:
-لكن ده مايمنعش إن سيلا تاخد حَذرها منه وما تحاولش تدي له الفرصة اللي تخليه يتخطي حدوده معاها مرة تانية،الولد بكل بجاحة طلب يتجـ.ـوزها،يعني شكله مش عاوز يستسـ.ـلم وممكن يحاول يتقرب منها تاني
وأشار بسبابته قاصداً قُرة عينه:
-ده لو إنتِ إديتي له الفرصة
سألته مستفسرة:
-طب ممكن يا بابي تفهمني أعمل إيه علشان أتجنب شـ.ـره
أجابها موضحاً:
-تتجنبي كل مكان ممكن يكون متواجد فيه،ولو واقفة مع أصحابك وقرب وانضم ليكم تسيبي المكان فوراً وتبعدي،وياريت أول ماتخلصي محاضراتك تخرجي لـ إيهاب وترجعى معاه علي البيت علي طول
هزت رأسها بطاعة وأردفت بإمتثال:
-أوك يا بابي.
نظر لداخل عيناها بثبات ليمدها بالقوة ويبث داخل نفسها الطمأنينة وتحدث قائلاً:
-أنا مش بقول لك الكلام ده علشان تخافى وتقلقى،أنا بقولهُ لك علشان لازم تتعلمى إنك تحُطى حدود وثوابت لكل حاجة في حياتك
واسترسل بإعلام:
-أنا نبهت على إيهاب والرجالة يشددوا الحراسة عليكى وعينهم ماتغفلش عنك ثانية واحدة طول ما أنتِ برة البيت، لكن طبعاً ده برة الجامعة بحكم إنهم مش هيقدروا يكونوا معاكى جوة الحَرم الجامعى، علشان كدة سلامتك جوة الجامعة دى هتبقى مُهمتك إنتِ،فهمانى يا سيلا؟
هزت رأسها عدة مرات بطاعة
أمـ.ـسك ياسين بعض المحارم الورقية ونظف بها فمه وكفاى يـ.ـداه ثم هم واقفاً وتحدث بحمد واكتفاء:
-الحمد لله
نظرت ليالي إليه وأردفت بإستفسار:
-أخلي هالين تعمل لك حاجة تشربها؟
وقف وتحدث وهو يهز رأسهُ برفض:
-لا يا حبيبتي متشكر،أنا هقفل الباب وأمنه وهطلع أنام علشان عندي طيارة بدرى،عندى شغل ضرورى فى الجهاز وهنزل من الطيارة عليه على طول
واسترسل:
-وإنتوا لو خلصتم سحُور يلا إطلعوا معايا
أومأت كلتاهما له وتحدثت ليالي إلي العاملة كي تُلملم الأشياء المتواجدة فوق المنضدة وان تُعيد ترتيب المكان،ثم تحرك ثلاثتهم ناحية الدرج وصعدوا بالطابق الأعلي كي يغفوا بسلام
❈-❈-❈
ظهر اليوم التالي وقَـ.ـبل وصول ياسين من ألمانيا
داخل غُرفة لمار وعُمر الغافى فوق تخته يغط في سَبات عميق
خرجت لمار من داخل الحمام تحاوط شعر رأسها بمنشفة كبيرة لتجفيفهُ مُرتدية الثوب الخاص بالإستحمام( البُرنس)، وقفت أمام مرأتها وبدأت تضع بعض الكريمات المرطبة فوق بشرتها، بعد مدة كانت قد صففت شعرها جيداً وأرتدت ثيابها
حولت بصرها ونظرت على ذاك الغافى وأبتسمت ساخرة،ثم أخذت نفساً عميقاً كى تستعد لمعاملة ذاك المُدلل بالطريقة اللائقة به والتي جذبت بها أنظاره،ثم تحركت إليه وجلست بجانبه،ثم وضعت كف يـ.ـدها فوق ظهـ.ـره وبدأت بتدليكه له في حركات مُدللة لاقت إستحسان ذاك الغافى الذى إبتسم تلقائياً وهو مازال مُغمض العيناي
تحدثت بنبرة حنون:
-صباح الخير يا موري،يلا يا بيبي قوم الساعة بقت إتنين
تمطي ذاك المُدلل وتحدث بصوتٍ متحشرج متأثراً بنُعاسه:
-سيبينى نايم يا لومي،النهاردة أجازة من شُغلنا وأنا محتاج أعوض جِـ.ـسمى بالنوم، وبعدين هقوم أعمل إيه وأنا صايم
تنفست بهدوء كى تُعيد هدوئها النفسى ولا تفقد ضبط النفس وهي تحادث ذاك المُرَفَّه:
-مش أنا قُلت لك قبل ما ننام إننا هنفاتح مليكة النهاردة في موضوع أسهم أولادها؟
زفر بضيق وتحدث وهو يضع وسادته فوق رأسه:
-وأنا قُلت لك إنى مش معاكى فى الخطوة دى وإن بابا لو عِرف مش هيعدى لنا الموضوع
واستطرد لغلق الحديث:
-ومن فضلك إقفلى النور وسبينى أنام
رمقته بنظرة حاقدة ثم زفرت بضيق وتحركت إلي الخارج بعد أن اغلقت له الإضاءة
بالأسفل
أرسلت منال إحدي عاملات المنزل إلي مليكة كي تستدعيها للتحدُث معها في محاولة منها ولمار ووليد الذي جاء بناءً علي إتفاق وموعد سابق أخبرته به لمار، إجتمع ثلاثتهم لإقناعها ببيع بعضاً من حِصتها في الشركة إلي عمر ولمار
حضرت مليكة وجدت ثلاثتهم يجلسون أمام المسبح،تحدثت بإبتسامة هادئة:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا السلام وأشارت منال لها بالجلوس، أردفت مليكة مُستفسرة وهي تستند علي حافة المقعد وتجلس بترقب ويرجع ذلك لإرهاقها الشديد جراء حَملها:
-خير يا طنط،موضوع إيه اللي حضرتك عوزاني فيه إنتِ ولمار ووليد؟!
أجابتها منال بنبرة حماسية:
-لمار جايبة لك عرض هتكسبي من وراه ذهب وإنتِ قاعدة في مكانك
ضيقت عيناها وهي تنظر إلي لمار فبدأت لمار تقص عليها ما يدور برأسها وخططت له هي وتلك المنال بالإشتراك مع وليد
بعدما إنتهت من السَرد تساءلت بإستفسار وترقُب شديد:
-ها يا مليكة،إيه رأيك في اللي حكيتهُ لك؟
هتف وليد في محاولة لإقناعها:
-لازم توافقي يا مليكة علشان مصلحة أولادك،الموضوع ده لو تم ثروة أولادك هتتضاعِف وإحتمال أكتر كمان
نظرت إلي ثلاثتهم بتعجب وحدثت حالها…ألهذا الحَد تظنونني حَمْقَاء بلهاء كي يتهافتُ علىّ كل حاقدٍ وطامع لينتزع حق صغيراي من بين قبضتي؟
لما دائماً تنظرون إلىّ بعينٍ صَاغرة ساخرين من حُسن خُلقى مع الجميع، أوجب علىّ وضع حدود لتعاملي مع الآخرين كي ترونى بعين الإحترام وتعاملوننى بسِمو؟
أخذت نفساً عميقاً ثم زفرته وأردفت بفطانة إكتسبتها من ياسين خلال عِشرتها معه:
-إنتِ ليه ماروحتيش لطارق وعرضتي عليه الموضوع ده؟
واسترسلت:
-وخصوصاً إنك بتقولي إن الأسهم هتبقي بإسم عُمر، يعني أكيد طارق مش هيكره الخير لأخوه
أجابتها شارحة بإستفاضة وكأنها ألة مبرمجة علي الرد:
-كُل اللي حواليا نبهوني وقالوا لي إن طارق هيرفض،تقدري تقولي كدة إني محبتش أدخل محادثة نهايتها محسومة وكل اللي هاخده منها هو إهدار وقتي، ولما قعدت مع نفسي وفكرت لقيت إن فرصتي معاكِ هتكون أكبر بكتير من طارق
أردف وليد قائلاً بنبرة حماسية في محاولة منه لإستقطاب مليكة:
-فكري بعقلك وشوفي مصلحة أولادك فين يا مليكة
ردت عليه بنبرة واثقة:
-سبق وعرضت عليا موضوع إنك تدير لي نصيبي في الشركة وأنا رفضت، وقُلت لك إني واثقة في إدارة طارق لنصيب أولادى
وأسترسلت وهى تهز رأسها تأكيداً علي رفضها:
-اظن مافيش حاجة إتغيرت علشان أغير رأيي أنا كمان
أجابها وليد بنبرة جادة:
-الموضوعين يختلفوا عن بعض تماماً يا مليكة،عَرضي ليكي وقتها كان بالإدارة،لكن عرض لمار شراكة، وكمان جايبة لك الصفقات اللي هتكسبي منها علي الجاهز وإنتِ قاعدة في بيتك حاطة رِجل على رِجل
وأكمل بنيرة خبيثة كى يُزعزع ثقتها الكبيرة بطارق:
-ماحدش يقدر ينكر إن طارق رجُل أعمال شاطر،وبني الشركة من الصِفر هو ورائف ونجحوها في وقت قياسي،لكن بعد موت رائف الشركة نموها وقف،أو نقدر نقول نموها بقي بطئ في ظِل العولمة اللى أصبحت تغـ.ـزو سوق العَمل
وأسترسل بإستخفاف تحت إستشاطة منال لأجل نجلها الغالى طارق،لكنها كظمت غيظها فليس هذا وقت المُحاسبة،فكُل ما يَشغَل بالها الآن هو خلق فرصة وتأسيس عمل جيد لصغيرها المُدلل وفقط:
-طارق بيفكر بعقلية بيرُوقراطية ودايماً بيحب يمشي في المضمون،مش عاوز يغامر علشان ما يعرضش الشركة لأى إحتمالية للخسارة
واستطرد شارحاً:
-وسوق العَمل ما هو إلا مُغامرة كبيرة،اللى مش هيغامر فيه ويُدخل بقلب جَامد هيفضل واقف محَلك سِر زي ما هو
أردفت منال قائلة فى محاولة منها لإقناعها:
-إسمعي الكلام وإعقليه كويس وبلاش تضيعي الفرصة من إيـ.ـدك يا مليكة
وقفت مليكة وتحدثت بإستقطاب لإنهاء المُقابلة:
-أنا أسفة يا جماعة،بس أنا كمان ببص للموضوع من وجهة نظر طارق وراضية بالمكسب المضمون حتي لو كان قُليل زى ما بتقولوا،ومش عاوزة أعرض حق أولادي للخسارة
وأستطردت مُفسرة بنبرة صَارِمة:
-ده مَال يتَامي وأمانة عندى، ومش من حقي أغامر بيه في لعبة مش مضمونة
لعبة؟!، إنتِ بتسمي عرض كبير زي ده أكبر شركات الإستيراد والتصدير فى البلد تتمني تحصل علي رُبعه، لعبة؟
كلمات مُستاءة متعجبة نطقت بها لمار وهي تنظر إلى مليكة بتقليل من مستوى الفِكْر لديها
هتف وليد مُحفزاً إياها:
-الفرصة مابتجيش للإنسان غير مرة واحدة في العُمر يا مليكة، والغبي بس هو اللي بيسيبها تضيع من بين إيـ.ـده
أجابته وهي تتأهب للتحرك إستعداداً للرحيل:
-إعتبرني غبية يا وليد،ولو فعلاً الفرصة حلوة زي ما بتقولوا، إعرضوها علي طارق وأنا واثقة في ذكائه وحِكمته
بعد إذنكم علشان سايبة عز مع ماما وزمانه مغلبها معاه.. قالت كلماتها وتحركت بالفعل بإتجاه البوابة الحديدية دون إنتظار رد أحدهم مما جعل ثلاثتهم يستشـ.ـيطون غضـ.ـباً منها
رمقتها منال بضيـ.ـق وهتفت بحِـ.ـنق:
-غبية،غبية
تنفس وليد وتحدث بإحباط:
-أنا كنت متأكد إنها مش هتوافق، ربنا يستر وماتروحش تقول لياسين
إرتعـ.ـبت أوصال منال من مُجرد الفِكرة،حين
هتفت لمار وهي ترمقهُ بنظرات مشمـ.ـئزة:
-بطل نَدب وفَكر معايا إيه اللي ممكن نعمله علشان نقدر نقنع طارق
وقفت منال وتحدثت وهي تتأهب للدخول إلي المنزل:
-ريحي نفسك،طارق مش هيوافق يديكي حتي ربع سهم
واسترسلت:
-أنا شايفة إن كفاية لحد كدة وشيلي الموضوع من دماغك زي ما قال لك عُمر،أصلاً سيادة اللوا لو عِرف إنك إتكلمتي مع مليكة في الموضوع هيقوم الدنيا علينا
واسترسلت بإرتياب:
-أنا مش عاوزة مشاكل يا لمار،عز باشا لو أخد خبر مش هيبقي حلو لا علشانك ولا علشاني
إنسحبت منال من الجلسة ودلفت إلي الداخل، نظر وليد إليها قائلاً بعد تفكير:
-بصي بقى، إنتِ إختيارك لمليكة كان غلط من الأول،مليكة دي واحدة هَبلة ولا بتعرف تحل ولا تربط
وأكمل بذكاء:
-إحنا سِكتنا مع طارق بس من غير ما تفاتحيه في بيع أسهم والكلام اللي هينرفزه ده، إحنا ندخل عليه بالعرض اللي جاي لك، إحنا بالمجهود وهو بإسم وملف شركته ونتقاسم الأرباح
وأسترسل بتعقل:
-وبكدة طارق هيوافق لأنه مش خسران حاجة،بالعكس ده هيكسب ملايين وهو قاعد مكانه
وأستطرد متسائلاً بترقب:
-ها،قولتي إيه؟
كانت تستمع إليه بإعجاب بطريقة تفكيرهُ وأردفت بإطراء:
-ده انتَ شكلك داهـ.ـية يا وليد، أنا موافقة طبعاً
وأكملت وهي تُشير إليه:
-كلم إنتَ طارق وحدد لنا معاه ميعاد في الشركة علشان نتكلم بحريتنا
أومأ لها بموافقة وتحرك مغادراً المنزل
❈-❈-❈
قبل موعد أذان المغرب بحوالي نصف ساعة
داخل حديقة رائف حيث تجمُع العائلة اليومي،بجانب أسرة حسن حضرت أيضاً عائلة سالم عُثمان التي دعتهم ثُريا للترحيب بأسرة حسن ولجمع شمل علياء بوالديها وشقيقاها
أعدت ثُريا وليمة ضخمة جهزت بها كُل ما لذ وطاب من الطعام وذلك كي تتناسب مع أذواق جميع الحضور، وطلبت من العاملات بمد طاولات بطول الحديقة بأكملها كي تحتوي ذاك العدد الكبير
حضر ياسين من عمله وقام بالترحاب بحفاوة بعائلة حسن وأيضاً عائلة مليكة التي سعدت كثيراً بإلتفاف جميع أحبتها من حولها،وما كان حال علياء ببعيداً عنها،فقد شعرت بإمتلاكها العالم أجمع بحضور عائلتها حيثُ كانت تشتاقُ إليهم كثيراً
وقف ياسين أمام سُهير وأحتضـ.ـنها ثم تحدث بترحاب:
-إزيك يا ماما، أخبارك إيه يا حبيبتي
فقد أصبحت علاقتـ.ـهُ بأسرة مليكة وطيدة للغاية وبات ينادي سُهير بأمي من شدة عِشقه الجارف لمليكة فؤادهُ
إنفرجت أسارير سُهير وأردفت قائلة بإبتسامة حنون:
-بخير يا إبني طول ما أنتَ ومليكة بخير
ثم تحرك إلي سالم وشريف وقام بالترحيب بكلاهما بإحتفاء
وبعد قليل إنطلق مدفع الإفطار
وقام المؤذن برفع الأذان،تحرك الرجال ليؤدوا صلاة المغرب، بعد الصلاة إلتف الجميع حول الطاولة، وتحدث حسن إلي ياسين متسائلاً:
-ليالي وسيلا أخبارهم إيه يا سيادة العميد؟
نظر لهُ ياسين وتحدث وهو يتناول طعامه:
-بخير يا عمي الحمد لله
ثم حول بصرهُ إلي إبتسام وأردف مرحبً بحفاوة:
-منورة إسكندرية كلها يا هانم
إبتسمت له بهدوء وأردفت بشكر:
-إسكندرية منورة بناسها يا سيادة العميد،مع إني زعلانة علشان كان نفسي أشوف مدام ليالي وسيلا
أجابها بهدوء:
-إن شاء الله هيكونوا موجودين علي العيد، وطبعاً حضرتك وعمي والشباب مشرفينا لحد العيد
ضحك حسن وتحدث موضحاً:
-عيد إيه بس اللي هنحضره هنا يا ياسين، ده أنا ورؤوف خطفنا الإسبوع ده من بُق الأسَد زى ما بيقولوا، إنتَ ناسي إننا في موسم والسياحة شغالة في أسوان
يعني مش هتحضر معايا العيد يا حسن ؟ كانت تلك جُملة حزينة نطقت بها ثُريا بصوت يملئ نبراته الشَجن
نظر بأسي لحال شقيقتهُ الحنون وتحدث بنبرة متفائلة كي يُراضيها:
-إن شآء الله هحاول أجي لك يا حبيبتي،ولو ظروف شُغلي منعتني هبعت لك رؤوف يجيبك إنتِ ومليكة والأولاد تقضوا معانا أجازة العيد كلها
علي ذِكر إسم رؤوف، إكفهرت ملامح وجه ياسين وحول بصرهُ سريعً إليه،وجدهُ بعالم أخر،فقد كان يجلس مقابلاً لتلك الرقيقة ويختلسان النظر من الحين للأخر مع أخذ الحيطة كي لا يلاحظهما الحضور،ولكن مع صَقر المخابرات لا شئ يبقى في الخفاء
شعر بالإستياء من ذاك الرؤوف الذي تجاوز الحَد وبدأ بتقـ.ـطيع الطعام بحِـ.ـدة مما أصدر ضجيجاً ناتجاً عن إحتـ.ـكاك الشوكة والسكين بالصَحن،شعرت به الجالسة بجواره فهمـ.ـست له بهدوء:
-مالك يا ياسين؟
أخرجه من حالته تلك صوتها الحنون فنظر إليها وتحدث بهدوء بعدما عاد لتوازنهُ:
-سلامتك يا قلبي
أمسـ.ـكت قطعة من اللحُوم بالشوكة والسكين ووضعتها أمامهُ قائلة بإبتسامة عذبة:
-كُل يا حبيبي
إبتسم بسعادة ونظر لها بعيناي تكاد تتأكلُ كُل إنشٍ بملامح وجهها
تحدثت ثُريا إلي عائلة سالم عثمان مرحبة بهم:
-نورتنا يا سالم بيه إنتَ وسُهير هانم
واسترسلت بإستفهام:
-مليكة كانت قالت لي إن الدكتور سيف هيجيب نُهي والأولاد وينزل مصر يحضر رمضان والعيد معاكم
تبسمت سُهير وأجابتها بملامح سيطرت عليها البهجة:
-إن شآء الله هييجي بعد يومين
وجهت منال حديثها إليها بإبتسامة مجاملة:
-يوصل بالسلامة يا مدام سُهير
أومأت لها سُهير بشكر وأردفت راقية:
-ربنا يبلغه السلامة يا حبيبتي
نظر ياسين إلي رؤوف وتحدث وهو يرمقهُ بنظرات مبهمة:
-منور يا باشمهندس رؤوف
إرتبك رؤوف وسحب بصرهُ الذي كان مصوباً بتركيز علي سارة ونظر إلي ياسين وتحدث بصوتٍ مُرتبكاً:
-ده نورك سيادة العميد
نظر عز إلي حسن وتحدث بجدية:
-أخبار السياحة في أسوان إيه يا حسن، إتحسنت بجد زي ما بنسمع كدة،ولا ده كلام جرايد؟
تحدث حسن:
-لا طبعاً مش كلام جرايد يا سيادة اللواء، السياحة إتحسنت جداً عن التلات سنين اللي فاتوا وخصوصاً الموسم ده
وتدخل عثمان وشريف وباقي الرجال في الحوار،
بعد إنتهاء الجميع من تناول الإفطار، جلس الرجال وبدأوا يتحدثون وأيضاً النساء اللواتي بدأن بالثرثرة المعتادة
❈-❈-❈
أما عن عُمر المغربي، دخل إلي جناحه الخاص، وجد لمار تجلس فوق المقعد المجاور للتخت، تتحدث عبر الهاتف لكنها سُرعان ما أغلقته عند دلوفه، سار بخطوات واسعة حتي وقف أمامها ومال علي وجنتها ووضع قُبـ.ـلة حنون وتحدث مستفسراً:
-كنتي بتكلمي مين يا بيبى؟
أجابتهُ بنبرة واثقة:
-دي سيرينا صاحبتي
واسترسلت وهي تُشير إليه وتدعوه للجلوس بالمقعد المجاور:
-إقعد يا عُمر، عاوزة أتكلم معاك شوية
وكعادته إنقاد لأوامرها وأطاعها ومال بجـ.ـسده ليجلس وتحدثت هي بنبرة عملية:
-أنا خليت وليد إتصل بطارق وأخد لنا منه ميعاد بكرة في الشركة،
واستطردت بملامح وجه جادة:
-عوزاك تكون موجود معانا وإحنا بنفاتح طارق
زفر بضيق وأردف قائلاً بتملل ونبرة متذمرة:
-وأنا قُلت لك فكك من الحوار الفاكس ده لأن طارق مستحيل يوافق عليه
واسترسل موضحاً بنبرة ساخرة:
-إذا كانت مليكة اللي عاملة زي القُطة المغمضة وملهاش في أي حاجة رفضت العرض،عاوزة طارق رجُل الأعمال المُحنَك يوافق؟!
إستشاط داخلها من ذاك المستهتر عديم الطموح لكنها وكعادتها إستطاعت كَبـ.ـح غضـ.ـبها وأظهرت عكسهُ حيث تحدثت قائلة بهدوء:
-ما تقلقش،وليد إداني فكرة كويسة غيرت بيها العرض
واسترسلت شارحة:
-إحنا مش هنشتري منه أسهم زي ما كُنا متفقين،أنا هخليه يكسب عشر أضعاف اللي بيكسبه من غير ما يفقد سهم واحد من شركته
وأستطردت وهي ترفع حاجبها له بتفاخر بذكائها:
-أظن كده مش هيكون له حجة علشان يرفض عَرضى
قطب جبينهُ بإستغراب وسألها:
-طب وإحنا كدة إيه اللي هنستفاده لما مش هنشتري الأسهم ؟!
أمـ.ـسكت كف يـ.ـده كي تستطيع السيطرة علي تفكيرهُ وتحدثت:
-مش مهم الإستفادة في الوقت الحالي يا عُمر، المهم إننا نحط رِجلنا ونثبتها جوة الشركة، وبعدها نفكر إزاي هنقدر نستفيد
رفع حاجبهُ الأيسر وسألها وهو ينظر إليها بتعجُب:
-أنا مش قادر أفهم إيه السّر ورا إصّرارك العجيب لدخولك شركة طارق بالذات؟!
قلبت عيناها بتملُل وأردفت قائلة بتأفُف:
-تاني يا عُمر! ما أنتَ سألتني السؤال ده قبل كدة وجاوبتك
واسترسلت بنبرة حادة:
-وقُلت لك إن المُورد طالب شركة تكون موجودة في السوق من مدة طويلة علشان تكون موثوق فيها من الجمارك
هتف سريعً متسائلاً بإستفسار:
-أيوا، السؤال ده بالذات اللي عاوز أعرف إجابته،هو ليه مُصِر علي إن يكون فيه ثقة بين الشركة وبين الجمارك؟
وأكمل متسائلاً بتشكيك:
-هو الراجل ده عاوز شركة تغطي علي شغل شِمال ومُخالف يا لمار؟
جحظت عيناها بذهول مُصطنع وتحدثت بنبرة حزينة:
-هى دي نظرتك ليا يا عُمر؟
معقولة تفكيرك يوصل بيك إني ممكن أشارك في حاجة تأذي حد من عيلتك؟
واسترسلت لإقناعه:
-طب ما أنا وإنتِ كمان أول الناس اللي هتتأذي لو كلامك ده طلع صح
أجابها وهو يُشدد من مـ.ـسكة يـ.ـدها كى لا تحزن:
-أكيد يا حبيبتي ما أقصدش المعني اللي وصل لك، أنا بس قلقان من الموضوع ومش مرتاح،وبقول خلينا في شُغلنا أحسن بدل الباشا الكبير ما يقلب علينا
واسترسل بقناعة ورضا نابعتان من بذرتهِ الطيبة:
-إحنا كويسين جداً في شُغلنا يا لومي،أنا في مُدة قصيرة إترقيت تلات مرات ومرتبي محدش في سِني يحلم بربعه،
وإنتِ كمان أثبتي كفائتك في الشركة وبقيتي مسؤلة العلاقات العامة
بطريقة عنيـ.ـفة جـ.ـذبت كف يـ.ـدها من ببن راحته، وهبت واقفة من مقعدها وتحدثت بإهانـ.ـة غير مباشرة وهي تنظر إليه وتحرك رأسها يميناً ويساراً في حركة إستسلامية يائسة:
-إنتَ مافيش فايدة فيك يا عُمر، هتفضل سلبي ومتواكل كدة لحد إمتي؟
واسترسلت كي تبث بداخلهُ روح الغيرة والحقد علي شقيقاه:
-مش شايفك إخواتك واللي وصلوا له؟
ياسين ومنصبه الكبير اللي وصل له، ولا المكافأت الخيالية اللي بتنزل عليه زى المطر من العمليات اللي بيقوم بيها في الجهاز
واستطردت بنبرة حَـ.ـادّة:
-ولا طارق والمكانة اللي شركته وصلت لها، دي حتي مليكة ثروتها هي وولادها بتزيد كل يوم مش كل شهر، كل واحد منهم عنده ماليته الخاصة بعيد عن أملاك العيلة
وسألتهُ بطريقة تهكمية:
– تقدر تقول لي إنتِ عملت إيه علشانا؟
رفعت كتفيها وتحدثت بإحباط:
-ولا حاجة.
تنهد بضيق ثم هتف بتَذْكير:
-أنا لا سلبي ولا معنديش طموح يا أستاذة،أنا كام مرة فاتحتك في إننا نفتح شركة إلكترونيات خاصة بينا وإنتِ رفضتي؟
واهو علي الأقل هنكون بنشتغل في مجالنا اللي بنفهم فيه،
ده غير إن الباشا وعدني إنه هيمول لنا تأسيس الشركة كهدية منه لينا
زفرت بضيق وهتفت بنبرة حـ.ـادّة:
-وأنا قُلت لك قبل كدة إني مش حابة أشتغل في مجال الإلكترونيات
واستطردت مفسرة:
-مش لاقية نفسي فيه يا عُمر
رفع حاجبهُ مستغرباً حديثها وسألها بتهكم:
-مش لاقية نفسك في مجال دراستك؟!
طب ولما إنتِ مش حابة المجال ومقررة إنك مش هتشتغلي فيه،كُنتي بتدرسيه ليه من الأول؟
أجابتهُ بتفسير:
– أنا مش أول ولا أخر حد يدرس حاجة وبعدين يكتشف إنه مش حابب يكمل في مجال شُغلها، عادي، ياما حصلت مع ناس كتير
ثم أنا حاسة إني هلاقي نفسي في مجال الإستيراد والتصدير أكتر،ده غير إن عرض الشركة الأوربية مُغري جداً، وبصراحة لو فوت الفرصة أبقي غبية
واسترسلت وهي ترفع قامتها بتعالى:
-وأنا عُمري ما كُنت غبية يا بيبى
تنهد بضيق وتحدث وهو يتحرك بإنسحاب مُخزي:
-إعملي اللي يريحك، بس أنا مش هروح معاكي عند طارق، أنا مش عاوز مشاكل مع الباشا
قال كلماتهُ وسار نحو الباب، خرج منهُ ثم أغلقهُ بحِـ.ـدة مما إستدعي غضـ.ـب تلك اللمار التي حدثت حالها وهي تدور حول نفسِها بإشتـ.ـعال:
-يا لك من أَرْعَن عديمُ المنفعة
وأسترسلت ساخرة من حالها:
-وماذا كُنتي تنتظرين من إبن أمِهِ أيتها الحمقاء
توقفت عن الحركة واستطردت بعدما إتخذت قرارها:
-من الآن فصاعد وجبَ عَليّ التصرُف بمفردي وعدم الإعتماد علي ذاك الإمعة عديمُ الفائدة
❈-❈-❈
كان يُسكنها داخل ضمـ.ـته، يحملها فوق سـ.ـاقيه ويلف ذراعيه حولها برعاية بين أحضـ.ـانه ويشدد عليها كمن يحمل رضيعهُ، دافـ.ـناً أنفهُ داخل خصلات شعرها يشتم رائحتهُ المِسكية بإنتشاء،ضيق إحدي عيناه بتفكُر وابتسم ثم وضع راحة يـ.ـدهُ علي أسفل بطـ.ـنها وتحـ.ـسسها بحنان ثم قرب فـ.ـمه بجانب أذنها وهـ.ـمـ.ـس:
-مِسك
إبتسمت وتمـ.ـسحت بوجنتها علي صَـ.ـدره كقطة سيامي ظنناً منها أنهُ يُشيد برائحة شَعر رأسها،فأعاد على مسامعها الكلمة مرةً آخري ناطقاً بتفسير:
-مِسك ياسين المغربي.
رفعت بصرها سريعاً تنظر عليه فأكمل هو بإبتسامة:
-مِسك يا مليكة،بنتي منك هيبقي إسمها من ريحتك، مِسك
لفت ذراعـ.ـيها حول عُنق زو جها وتحدث بدلال أثار ذلك العاشق:
-مِسك، حلو أوي يا ياسين
مال عليـ.ـها ووضع قُـ.ـبلةً شغوفة فوق شـ.ـفتاها ثم داعـ.ـب أنفهُ بأنفها وتحدث وهو يغمر لها بإحدي عيناه:
-هو إنتِ إزاي بتحلوي كل يوم عن اللي قبله كدة؟
ضحكت و رمت حالهـ.ـا داخل أحضـ.ـانه،ضلت ملتصـ.ـقة بصـ.ـدره لبعض الوقت،وفجأة تنهدت بصـ.ـدرٍ مهموم وأردفت بنبرة خافتة تُظهر مدي حُزنها:
-ياسين
أجابها مهمهماً بهيام:
-أممم
أخرجت تنهيدة حارة وتسائلت بصوتٍ يملؤه الغيرة والألـ.ـم:
-هو أنتَ وليالي
واسترسلت بحيرة ممزوجة بخجل:
-يعني،كان فيه وقت تكونوا مع بعض فيه، ولا
لم يدعها تُكمل حديثها لشعورهُ بوجـ.ـع روحها وتألـ.ـمها، أمـ.ـسك ذقنها ورفع وجهها لتواجههُ، نظر داخل عيناها الحزينة وتحدث بنبرة حنون:
-مش أنا قُلت لك قبل كدة ماتفكريش في الموضوع ده طالما بيضايقك؟
مالت رأسها وأردفت بوجـ.ـع:
-حاولت،والله حاولت،بس ماقدرتش،غصب عنى الغيرة بتقـ.ـتلني لما بتخيلك مع واحدة غيري
وأسترسلت موضحة:
-أنا عارفة إن أنا اللي دخيلة علي حياة ليالي ومش من حقي أعترض أو أغير،بس مش بقدر
وأستطردت قائلة بصـ.ـدرٍ مشتعـ.ـل:
-كل ما اتخيلك وإنتَ معاها ببقي هتجنن، وبقعد أسأل نفسي، ياتري بتكون معاها زي ما بتكون معايا،طب بتقول لها نفس كلام الغزل اللي بتقوله لي
وأكملت بضغف ونظرات تكاد تصـ.ـرخُ من شدة تألـ.ـمها:
-بتبص لها إزاي يا ياسين، بتقول لها يا حبيبي زي ما بتقول لي؟
زفر بضيق لأجلها وأردف قائلاً:
-أنا مش قُلت لك قبل كدة ماتخليش الأفكار السودة دي تسيطر علي عقلك وتشتتك
وأسترسل مفسراً:
-عاوزة تعرفي إيه أكتر من أني بحبك وبعشق التراب اللي بتمشي عليه؟
عاوزة أعرف هي إيه بالنسبة لك؟ سؤال غبى تفوهت به بألـ.ـم
أجابها سريعً:
-مراتي وأم أولادي وعشرة عُمري وبحترمها جداً
نطقت علي عُجالة بنظرات متوسلة:
-بس إنتَ مابتحبهاش،إنتَ عُمرك ما حبيت حد غيري يا ياسين، صح؟
إحتـ.ـدت ملامحهُ وهتف بنبرة غاضـ.ـبة لأجل الحالة التي وصلت لها، وأيضاً أراد ان يضع حَداً لها في الحديث عن ليالي، فحتي وإن لم يكُن يعشق ليالي فهي زو جتهُ ويحترمها ويكن لها مشاعر إيجابية كثيرة:
-مليكة،بلاش الإسلوب ده علشان ماتخلنيش أخد فكرة مش كويسة عنك،طول عُمرك وإنتِ التسامح والحب عنوانك،لو سيبتي نفسك ومشيتي في السكة دي هتخسري روحك النقية اللي كلنا عرفناكي وحبناكي بيها
وياريت ماتنسيش إن ليالي هي كمان مِراتي وليها عليا حقوق زيها زيك بالظبط،وأول حقوقها إني أحترمها واحافظ علي كرامتها وما أسمحش لأي حد إنه يقلل منها
وأستطرد بترسيخ:
-حتي لو كان الحد ده هى السِت اللي بعشقها وبتمني رضاها
قال كلماته وبكل هدوء أنزلها من أحضـ.ـانه وهب واقفً، أمـ.ـسك رداء النوم ( الروب) وقام بارتدائه، تناول علبة سجائرهُ الموضوعة فوق الكومود وتحرك إلي الشرفة،أخرج واحدة وقام بإشعالها ونفث دُخانها بعُـ.ـنف
تحركت هي الآخري وقامت بارتدائها للرداء وقامت بوضع غطاء الرأس وتحركت إليه،وقفت بجانبه،وضعت كف يـ.ـدها علي يـ.ـده المُمـ.ـسكة بسُور الشُرفة وتحدثت وهي تنظر لهُ بخجل:
-أنا أسفة يا ياسين،وأوعدك مش هتكلم تاني في الموضوع ده،
وأسترسلت بحُزن:
-شكلي إديت لنفسي حق ومساحة أكبر من اللي مسموح لي
زفر بضيق ونظر لها وتحدث بنبرة ملامة:
-يعني بعد كل اللي قُلته ده ومش قادرة تفهمي إني زعلان علشانك مش منك يا مليكة؟
نظرت له وامتلئت عيناها بالدموع وأنسحبت سريعاً إلي الداخل،لم يتحمل شجنها وقام سريعً بإطفاء السيجارة وتحرك خلفها للداخل
وجدها تجلس القُرفصاء فوق الأريكة ودموعها تسري فوق وجنتيها ، تحرك وجلس بجانبها وسحـ.ـبها داخل أحضـ.ـانه وتحدث:
-ليه مُصرة علي إنك تنكدي علينا في عز لحظات سعادتنا
أبعد وجهها وأمـ.ـسك ذقنها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها بهيام:
-يا مليكة أنا بموت فيكي ومابقتش بحـ.ـس بوجودي وإني عايش غير وأنا جوة حُضـ.ـنك،حتي عيوني مابقتش تشوف في الدنيا كلها غيرك، وأظن ده اللي يهمك في الموضوع كله
وأستطرد مناشداً إياها:
-ممكن علشان خاطري تريحي نفسك من العـ.ـذاب ده وتريحيني معاكِ
أومأت بطاعة وأبتسامة خفيفة بعدما شعرت بالإطمئنان والراحة جراء حديثهُ المريح لقلبها،فسـ.ـحبها من جديد لأحضـ.ـانه وتحدث وهو يُشدد من ضـ.ـمتها:
-ربنا يهديكي ليا يا قلب ياسين
تنفست براحة ودفـ.ـنت حالها داخل أحضـ.ـانه الدافئة مما جعلهُ يصل لقمة سعادته
بعد قليل،دخل الحمام وقام بأخذ حمامً دافئً تطهر به كي يستعد للصيام وصلاة الفجر،خرج وجدها تُحضر ثياباً من خزانتها للإستعداد لأخذ حمامها هي الآخري، قَبـ.ـل جبهتها ودخلت هي إلي الحمام
خرج إلي الشُرفة كي يُشعل سيجارة وجد رؤوف يتحرك بالحديقة ويهاتف أحدهم من خلال هاتفه ،نظر تلقائياً إلي شرفة غرفة سارة وجد الضوء شاعـ.ـلاً،إشـ.ـتعل داخلهُ وامتلئ بالغضـ.ـب وبلحظة كان يتحرك سريعاً نحو الدرج ومنه إلي الحديقة
أثناء ما كان هائـ.ـماً سارحاً في سماء العشق، يُحادث حبيبته الرقيقة التي تتَمـ.ـدَّد كالفراشة فوق تختها وتحادثهُ بنعومة وحالة من الهيام والغرام تُسيطر علي كيانها بالكامل،إرتعب جـ.ـسده وأهتز هاتفهُ من يده فجأة وكاد أن يسقط أرضاً، حينما وجد قبضة أحدهم قد وُضِعَت بحِدة وأعتصـ.ـرت كـ.ـتفه، إستدار سريعاً بعيناي مُتسعة ليكتشف من صاحب تلك القبضة الحـ.ـادّة،نظر إليه بذهول
من غيرهُ ذاك الياسين،أخذ نفساً ععميقاً لتهدأة حالة الزُعر التي أصابته ونظر له مضيقً عيناه وتسائل مستفسراً: -خير يا سيادة العميد، فيه حاجة؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب حائرة)