روايات

رواية اصفاد مخملية الفصل التاسع 9 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية الفصل التاسع 9 بقلم شيماء الجندي

رواية اصفاد مخملية البارت التاسع

رواية اصفاد مخملية الجزء التاسع

اصفاد مخملية
اصفاد مخملية

رواية اصفاد مخملية الحلقة التاسعة

” ثقة ! ”
أغلقت الهاتف و وضعته فوق الفراش ثم رفعت يديها تزيح تلك الدمعات عن وجنتيها و انتصبت واقفة تتجه إلى الخارج بخطوات متزنة هادئة ، توقفت أمام تلك السيدة التى تبسمت لها بلطف و هدرت حين وجدتها تركت عزلتها و أطلت عليها أخيراً حيث التزمت تلك الغرفة منذ استضافتها لها :

– رنيم ! صباح الخير !!

هزت رأسها بالإيجاب و ابتسمت هامسة بصوت متحشرج بعض الشيئ :

– صباح النور !

حدقت “فريال” بوجهها لحظات قبل أن تهدر بهدوء :

– تحبي تفطري هنا ؟ و لا برا في ال. آآ

قاطع استرسالها بالحديث تلك الطرقات المتعجلة فوق باب المنزل ، اتسعت أعين “رنيم” وتشبثت بيدها فجأة تمنع اتجاهها ناحية الباب عقدت “فريال” حاجبيها و هدرت بلطف :

– متقلقيش ياحبيبتي مفيش حد يعرف إنك هنا ..

رفعت مقلتيها تنظر إلى “فرح” التي هرولت نحو والدتها بخطوات متعجلة ثم اندست داخل أحضانها تطوقها بذراعيها و تهتف بإشتياق غلف نبرتها :

– وحشتيني ..

عادت خطوات إلى الخلف تُفسح لهما المجال ثم رفعت يديها تلملم خصلاتها بهدوء حين وجدت “فريال” تعانقها بقوة و تهتف بضحكة صغيرة :

– و أنتِ كمان ياقلب ماما خضتينا يافرح حد يخبط كدا .. !!

انسلت من أحضانها تهتف وهي تمد يدها إلى تلك الضيفة المألوفة لها و هدرت بلطف :

– آسفة أنا بقالي فترة مشوفتش ماما مقصدش اخضك كدا ..

ابتسمت لها “رنيم” بشحوب واضح و صافحتها قائلة :

– حصل خير حمدلله على سلامتك ..

عقدت فريال حاجبيها باندهاش تقول بهدوء :

– هو فين تيم يافرح ! مش معاكِ ؟!!

هزت رأسها بالسلب تقول بحزن :

– لالا هو معايا .. بس معاه مكالمة عشان حب يطمن على أسيف و مرضيش نروح على هناك على طول قال أجي اشوفك و اسلم عليكِ الأول ..

راقبت “فريال” ملامحها بقلق واضح و همست بهدوء :

– غريبة كنت فاكرة هتروحوا ترتاحوا الأول !!

عقدت “فرح” حاجبيها ورددت بانزعاج طفيف :

– ومش هنرتاح هنا ولا إيه تيم أعصابه تعبانه من اللي حصل ياماما و أنا شايفة إن تفكيره كدا أحسن أنتِ على طول قلقانه منه كدا ؟!!

انسحب “رنيم” من النقاش الدائرة بين الأم و ابنتها تاركة لهم مساحتهم الخاصة حيث لاحظت انزعاج الابنه من حديث الأم القلق وفي الغالب تواجدها قد يُزيد من تحسسها لتلك اللحظات .. استمعت إلى “فريال” تنهرها بقلق :

– في إيه يافرح أنا مقولتش حاجه عن تيم .. ده غير إن حقه يزعل و أعصابه تتعب اللي اتوفت دي كانت بنت عمه الصغيرة .. ومراته الأولي !!

تعمدت تذكيرها بمبرر قلقها الواضح نحو ابنتها لقد أبدت الابنة توتر دائم من ذلك الأمر و طالما استمعت إلى بكائها المستمر خوفاً من عودة ذاك الرجل الذي سكن قلبها إلى زوجته الأولى فور أن أتمت علاجها .. حتى أنها أفصحت لها عن مدى تخوفها من تلك القصة قبل زواجها بفترة واضحة .. لقد ساءت حالتها مرات عدة حين ذُكر اسم “ندى” بأحاديث الأصدقاء و توقعاتهم بعودتها إلى زوجها الأول و ابن العم و إنهاء تلك الخصومات نظراً لقصة عشقهم المشهورة و أن العائلة لن تتركهم بذلك التوتر المستمر .. تحمل ابنتها الرعب داخل قلبها دوماً تجاه محبة زوجها الهادئ منذ خبر الوفاة !!

أكملت “فريال” حين وجدت تلك النظرات اللائمة تصرخ داخل مُقلتيها :

– فرح حبيبتي أنا مليش غيرك كفاية عليا خسارة أخوكِ الله برحمه مش عايزة أشوفك متعذبة !! أو خايفة و حياتك متهددة .. معرفش إيه اللي بيدور جواكِ لكن حاسة بغيرتك يافرح .. افتكري إنك مش مضطرة تدفعي تمن اختيارك يابنتي .. أنا معاكِ دايماا متظلميش نفسك ولا تيم بخوفك ده .. الجواز مبني على ثقة يابنتي …

حملت مقلتيها حزن و إرهاق و تشتت واضح و كافي بتلك اللحظات هدرت بصوت حزين :

– ماما أنا واثقة في تيم .. أنا مغيرتش منها وهي عايشة هغير بعد ما ماتت ؟!!

زفرت “فريال” أنفاسها بحزن شديد ثم همست بهدوء :

– دي مش غيرة يافرح .. أنتِ خايفة .. خايفة مكانك في قلبه يتغير .. !!!

تركتها بهدوء و عادت إلى ضيفتها فور أن أشعرتها أنها تعرت أمامها و زادت مخاوفها أن يلاحظ زوجها ذاك الرعب داخلها !! لقد أهلكت حالها بذاك العشق .. و قُضي الأمر !!!

انتفضت حين أحاط “تيم” كتفيها يهمس بهدوء عاقداً حاجبيه :

– فرح ! مالك ؟!

ابتسمت بهدوء و أدارت جسدها داخل أحضانه ثم أحاطت خصره بقوة تضم حالها إليه وتهمس بأذنه بهدوء فور أن أطلقت الهواء الساخن الممزوج بنكهة مخاوفها من رئتيها :

– أنا بحبك أوي ياتيم !!

ما كان منه سوى الابتسام بلطف و إحاطة جسدها يردد بحنو وكأنه استشعر تردد داخلها :

– وأنا كمان يافرح والله ..

أطبقت “فريال” جفنيها بحزن و هي تراقبهم من بعيد قبل أن تتجه أنظارها إلى “رنيم” التى ابتسمت لها بشحوب و بدأت بالعبث بملعقة الطعام بشرود ..

من بين نبرات الاحتياج و الألم نحاول انتشال تلك النبرة المعتدلة وتلك البسمة الهادئة التي تُخبر من حولنا أن جميع الأمور على مايرام .. وحين نخفق بذلك ليس بغرض الإعلان عن عمق الجراح بل هي مجرد نبرة خائنة رفضت الانصياع إلى أوامر العقل و قررت الإفصاح عن حالها دون مقدمات !!!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

ارتشف “تيم” قهوته ثم هدر يوجه حديثه إلى “رنيم” قائلاً :

– مدام رنيم ! أسيف كانت بتكلمني من شوية .. و فكرنا في حاجه أفضل من إنك تقعدي في البيت وفي نفس الوقت تشوفي ولادك بعيد عن القصر ..

تركت قدحها الخاص جانباً و حدقت به تتابع إكمال حديثه بإنصات حيث قال :

– أسيف قالتلي إنك كان ليكِ مرسمك الخاص و قولنا إن أيهم بعيد تماماً عن مرسم أسيف و مش ممكن يروح هناك منغير فهد حتى هو تفكيره بدأ يبعد أن أسيف تعرف عنك أي حاجه .. لو تروحي مثلاً تشغلي وقتك هناك وتشوفي ولادك اعتقد دا هيكون أفضل ..

نكست رأسها و هدرت بصوت يحاول الاعتدال قائلة :

– أنا مش هربانة منه أنا مش عايزة اشوفه قصادي و الفرق كبير ..

رفع “تيم” حاجبه و هدر بانزعاج طفيف :

– أنا بعتذر ليكِ بس اللي عرفت بيه إنك بتبعدي عنه و مش هكدب عليكِ فكرا إنك تتخلي عن ولادك بالشكل ده اآآ ..

قاطع حديثه اندفاعها واقفة تهدر بغضب و أعين مشتعلة :

– اتخلى عنهمممم !!!!! أنت بأي صفة وحق تحكم عليااا إني اتخليتتت !!! تعرف إيه عنييي أنتتت !! تعرف إيه عن اللي مريت بيه !!! أنتتت تعرف يعني إيه توهب لواحد حياتك وعمرك و تأمنه على نفسك و يطعنك في ضهرك !!!! تعرف يعني إيه تثق في حد و يطعنك بعيوبكككك لو كانت عيوب !!!! تعرف يعني إيه واحدة تثق فيك و تعتبرك سند و ضهر و أمااان و تكسر ضهرها قدام الدنيااا بذنب مش ذنبهاااا !!!! تعرف جوزييي سابنييي ليه !!! أنا واحدة آمنت لواحد واتهمها بالرخص و طعنها في شرفها وهي على ذمته مش بسسس كدااا لاااا ده مكنش بينه وبينها عشان تقدر تخبييي ده قصاد صاحبه و مستشفي كاملة بتتفرج عليه !!! وجاااي تقولييي اتخليتيييي !!! أنا هاخد ولاادي منه ومش هيشوف ولا وشي ولاا وشهم تاااني وهعرف اخد حقي أنا بعدت عشان أجمع أفكاري عشان اقدر اقف مش عشان اتخلى !!! كنت خايفة يأثر عليا في وقت ضعفي خصوصاً إنه عارف إني مليش غيره هو وولادي !! الضعف وحش وأحكام الناس عليك أوحش و وقوفك قصادي كأنك خالي من الذنوب أسوأ حاجه ممكن تعملها متقنعنيش إنك عمرك مااغلطت في حياتك عشان تقف تبقى قاضي و جلاد لياا !!!

انتظر إنتهاء انفجارها المتوقع به .. لقد أراد أن يُنهي صراعها الداخلي و يواجهها بنظرة العالم الخارجي لها إن واصلت ضعفها لكنه أخطأ !! لتُطلق هي قذائف الحقائق بوجهه و واجهته بحاله دون شعور أمام أسرة زوجته بل و الأسوأ أمام زوجته !!! يزداد الأمر تحسساً فيما بينهما بتلك الفترة !! هل بالفعل لم يُخطئ !!

انتفض واقفاً و هدر بهدوء :

– على العموم تواصلك مع أسيف أفضل مني أنا آسف لو كنت ضايقتك أو فهمتي قصدي غلط غرضي مصلحتك ومصلحة ولادك في الأول والآخر ..

توجه ناحية الخارج و ربتت “فرح” بلطف فوق كتف “رنيم” ثم انصرفت بهدوء دون حديث إلى أمها التي جلست تراقب انصراف زوج ابنتها بتوتر واضح .. اتجهت “رنيم” نحوها و هدرت بحزن :

– أنا محستش بنفسي .. ااا ..

قاطعتها “فريال” حين وقفت قائلة :

– حبيبتي أنتِ خرجتي اللي جواكِ و ده أحسن كتير من سكوتك كدا ..

تنهدت “رنيم” بحزن ثم جلست بهدوء فوق المقعد وشردت مرة أخرى بعالمها الخاص لتتركها “فريال” و داخلها قلق لا نهاية له لأجلها و أجل ابنتها فمن الواضح أن ذاك القصر لا يتوقف عن إثارة الضجيج !!

إلتزام الصمت أمر هين له لكنه لم يكُن هكذا لها تلك المرة .. لقد أثارت تلك الأم الباكية القلق والتوتر داخل قلبها وجاشت مراجلها لتهتف بتساؤل :

– هربت من كلامها ليه ؟!

عقد حاجبيه وقال بدهشة :

– بتكلميني أنا ياحبيبتي ؟!

رفعت حاجبها وابتسمت بحزن قائلة :

– يعني مفيش حد معانا تاني عشان أكلمه !!

وزع أنظاره نحو الطريق و نحوها و هو يردف بصوت أجش :

– كنت فاكر معاكِ مكالمة مش أكتر .. هربت من كلام مين بقاا !! قصدك عن الكلام اللي هي قالته ؟! المفروض إنك شايفاني هربت !! حلو من فضلك أنا مش عايز اتناقش دلوقت .. !!

طفح الكيل و صاحت به بغضب قائلة :

-يعني ايييه مش عااايز تتناااقش !!! هو أنا مش طرف في النقااش اللي أنت بتنهيه دااا !! أيوه هربتتت !! أنتت ندمااان و كلامهااا هزك و خوفك !!! خوفت ترجع القصر عشاان هي مش فيه !!

أغمض عينيه بقوة و هدر بهدوء :

– أنا مش الشخص اللي بيتعصب بسهولة !! و لا هتعرفي تخرجيني عن شعوري !! ولا مليون كلمة من اللي اتقالت تهزني !! ياريت يكون ثقتك في نفسك أعلى من كداا !!!

اتسعت عينيها و هدرت بغضب :

– أنااا معنديش ثقة في نفسييي !!! لااا بقااا اللي محتاج يزيد ثقتي فيك و في حبك اناااا مش واااثقة فيك ابدااا !!!

كادت تصطدم بالزجاج حين أوقف السيارة فجأة صارخاً :

– كفايااااا بقاااا عايزة تسمعييي إيه !!! ايوة اتهزيت من كلامهااا بس مش للسبب داااا و أنتِ بدل ما تسأليني عن السبب فرضتيه من نفسك أنا خوفتتتت !!!!

عقدت حاجبيها و تساءلت بصدمة :

– خوفت !!!

صاح بغضب :

طبعاااا خوفتتت !! خوفتتت لما شوفت نظرة القلق والتردد في عينك !!! انتييي على طول خايفة وأنا مش عاايز اعيد تجربتييي معاهااا أنا حبيتك زي ما أنتِ بعفويتك و حنيتك و عقلك و قلبك !!! ليه مش عايزة تحبيني زي ما اناااااا !!!!! خوفت أعيد تجربة كانت هتموت أقرب الناس لقلبي في يوم من الأيام !! عرفتي مين فينا عاوز يثق في التاني !!!!

راقبت تلاطم المشاعر داخل عينيه بسكون خارجي و اشتعال داخلي أصبح هاجسها الخاص مصدر خوف له تكاد تفنى تلك العلاقة هل يستحق ما تفعله الآن !! برغم ظنها أنها برعت بإخفاء ما يجيش داخل صدرها لكنه على يقين به .. بل و يواجهها الآن .. يخشى أن تتكرر خيبته الأولى بها !!!

هربت بعينيها منه و نظرت من الزجاج بعيداً عنه بهدوء ليطلق تنهيدة حارة ثم ينطلق مرة أخرى إلى القصر !!!

قد يبدُ الأمر من الخارج أنه على مايرام .. لكني لستُ على مايرام و لستُ ذاك الشخص الذي يصرخ بمشاعره لقوم من الأصنام .. لم ولن أؤمن يوماً بمشاركة الوجع .. لكني أؤمن أن حقي بتلك الحياة يُنتزع و بقوة فأنا لا أصلح أن أكون شكاء بكاء !!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

-***-

جلست فوق الأريكة تراقب حديثه تجاه الصغير الناقم على والده “أيهم” ابتسمت و هى تنصت إلى حديثه المشتت تجاه الصغير تكاد تُجزم أن داخله نيران تجاه صديقه الآن لقد أبرز “فهد” جانبه الهادئ تجاه الطفولة .. وكأنه يخبرها بشتى الطرق أن فاقد الشئ يعطيه و بشدة .. لقد عجزت هى عن استيعاب تشتت الصغير هكذا بالرغم من تشييدها علاقة قوية و تناثر الألفاظ التحببية فيما بينهما إلا أنه بالرغم من جراحه الغائرة انتبه إلى وحدة الصغير في غياب الأم و أيضاً الأب .. لقد مقتت ذاك الأيهم الآن !!

اتسعت عينيها حين وجدته فجأة يميل فوقها و يزيل عقدة ذراعيها ثم يتمدد فوق الأريكة و يدس رأسه داخل أحضانها نظرت حولها تبحث عن الصغير لكن الغرفة فارغة !! هل بالغت بشرودها إلى تلك الدرجة !!!! ابتسمت حيث رفع جسده قليلاً يهمس أمام شفتيها بهدوء :

– خرج راح لأخته .. مين واخد عقلك زعلك أوي كدا !

اعجبها ذاك الاهتمام الصارخ داخل مقلتيه لكنها لن تُعكر صفوه الآن بحديثها عن صديقه المثير لغضبها دوماً .. تبسمت وهدرت بلطف :

– محدش يقدر يزعلني و أنت معايا !!

ازدادت ابتسامتها اتساعاً حين صدحت ضحكاته الرجولية بالأجواء و اعتدل بجسده فوق الأريكة يجذب خصرها بقوة داخل أحضانه و يهدر عابثاً .. مداعباً فكها بحنو :

– دا احناا بقينا فهد اوييي في نفسناا !!

رفعت ذراعيها تُحيط عنقه و تضع قبلة صغيرة بجانب شفتيه هامسة له :

– ياريت ابقا في جمال قلب فهد !!

اتسعت عينيه و ردد بصدمة :

– أنتِ !!! لما ملاك زيك يتمنى كدا أنا أتمنى إيه ؟!!!

عقدت حاجبيها و رددت بانزعاج :

– الأطفال مش بتتشد لأي شخص يافهد .. الأطفال بتتشد للقلوب مش بيفرق معاها إلا قلب اللي قدامها وعمر مشدود ليك أكتر مني ؟! أنا عاوزة قلب فهد !!

دس يده داخل خصلاتها يجذب رأسها نحوه و زحفت شفتيه نحو نحرها يهدر بصوت أجش :

– قلب فهد ملكك من زمن يا روحه !!

وصل إلى شفتيها المبتسمة و أكمل عاقداً حاجبيه :

– عمر قرب مني بسببك كان بيخاف مني زي الكل .. !!

صمت ثوانٍ ثم هدر بحزن :

– يمكن عشان أنا فعلاً مش بعرف اتعامل مع أي حد .. مفيش غيرك اتطوع يعلمني اتعامل طبيعي إزاي .. ويمكن عشان كل اللي بتعلق بيه بيودعني فجأة !!

اعتدلت داخل أحضانه و أحاطت عنقه بقوة ثم قبلت خصلاته الناعمة ودست رأسها داخل تجويف عنقه تهمس له :

– انا بحبك أوي يافهد !! بلاش تتكلم كدا عشان بجد بخاف و قلبي بيوجعني .. !!

ضم جسدها بقوة إلى صدره ثم أغمض عينيه و بادلها الهمس قائلاً :

– و أنا بعشقك ياأنفاس فهد ..

تأملها لحظات قبل أن ينقض على شفتيها الوردية يلتهمها بقوة لكنه اعتدل بغضب حين تعالت طرقات فوق باب الغرفة ليعقد حاجبيه و يردف بتذمر :

– البواخة دي محصلتش من وقت سفر اللي في بالي !!!

انتفض واقفاً بفتور و اتجه ناحية الباب و قد تسللت ضحكاتها خلفه و استدار لها ليجدها تستقيم واقفة تُعيد هندام خصلاتها بهدوء و تنظر بفضول نحو الباب تنتظر رؤية الطارق المنتظر !!

هز رأسه بيأس ثم أكمل سيره نحو الباب ووقف خلفه يردف بصوت أجش :

– خي ..آآ أيهم !!!

رفع حاجبه و نظر إلى أسيف التي عقدت حاجبيها بدورها و ابتعلت رمقها تقترب منهما بخطوات وئيدة وتنظر إلى هيئته المشعثة و عينيه اللتان صارتا جمرات من لهب مشتعل اندهشت حين وجدته شبه يتخطى صديقه و يهدر بهدوء نسبي موجهاً حديثه لها قائلاً :

– أسيف أنا عارف إنها بتتواصل معاكِ حقيقي مش عايز غير إني اعرف هي بخير ولا لا !!

عقدت حاجبيها بغضب و أشاحت بوجهها بعيداً عنه تقول بهدوء في حين انضم إليها “فهد” صامت يراقب إنفعالاته نحو زوجته بتحفز واضح :

– أنا معرفش حاجه عن مراتك !!

أغمض عينيه الذابلتين و عاد خطوة إلى الخلف يستند إلى الحائط و يحجب وجهه بكفيه و قد علت وتيرة أنفاسه و كأنه يحاول عدم إفلات زمام غضبه مما دفعها للنظر إليه بتوتر ثم تزحزت نحو زوجها و تشبثت بذراعه اليسرى بقوة ليعقد حاجبيه و كاد يصرخ به لإخافتها هكذا لكن “أيهم” داهمه موجهاً حديثه له فور أن رأى خوفها قائلاً بغضب :

– لو أنت مكاني كنت هتستحمل إني أبعد عنك مراتك كداا ؟!!! مراتك مجرد إنها قلقت مني مسكت فيك .. رنيم فعلااا ملهاش غيري !!

ابتسم “فهد” بهدوء ومال برأسه جانباً يردف بعبث :

– أنت مين فهمك إننا مخبين عنك مراتك ؟!

أجابه بسخرية :

– أنت فاكرني غبي يافهد !! ومش ملاحظ إن عمر حاله بيتغير مليون درجة مجرد ما يخرج من عندكم !!!

أثار حنقها لتهدر بغضب وهي لازالت تلتصق بزوجها مخافة من تهور ذاك المجنون :

– ولما أنتتتت ملاحظ حالة عمر اوييي كداا حرمته منها ليه !!! مفتكرتششش كل دا وانتتت بتهينهااا قدامنا كلنااا هي فعلااا كااانت ملهاش غيرك لكن صدقني دلوقتتت تمنى تكون لغيرك عشان تخلص منك للأبد ولو فاكر إنها المفروض تمسك فيك ضعف وخوف تبقااا فعلاا مجنون أنا مسكت في فهد عشان هو أماني !! الأمان اللي هي فقدته معاك اللي أنت متعرفش عنه حاجه !! أنت فاكرنا مخبينها بجد عنك !!! هي اللي مش عايزاك تعرف عشان متشوفكش قدامهااا لأنها مش طيقاااك !!!!

حدق بها بهدوء ثم هدر بإرهاق :

– أنا محتاج اسمع الكلام دا منها هي !! منغير تدخلات من حد بينا !!

رفعت حاجبيها تحملق به بغضب و كادت تُجيبه لكن وضع فهد يده فوق يدها قائلاً بهدوء :

– خليك واثق أن محدش اتدخل من الأول بينكم و أنا قولتلك إنك هتندم في وقت مش هيفيدك بس تمام ماشي هنقولها دا لكن مش هينفع نقولك مكانها منغير اذنها كفاية أوي اللي حصلها منك مراتك وثقت في أسيف أتمنى تقدر ده !!

زفر الآخر أنفاسه ثم انصرف بهدوء تاركاً خلفه برهان أن الأمان و الثقة هما حجر الأساس لجميع العلاقات إن وُضع جيداً لن يهدد المبني إعصار الإنهيار !!!!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

أغلق فهد الباب ثم نظر إلى يدها التي تفلتها منه و جذبها فجأة إلى أحضانه لترتطم بصدره شاهقة بقوة و تتسع رماديتيها حين همس أمام شفتيها :

– أنتِ قولتي مسكتي في فهد ليه ؟!!

ابتسمت له و رفعت ذراعيها تُحيط عنقه هامسة بلطف بدلال أنثوي :

– مش فاكرة !!

عض بقوة فوق شفتيه و ابتسم لها يُبادلها همسها قائلاً :

– طيب تدفعي كام للي يفكرك بالتفصيل المُمل !!

قبلت صدغه و هي تهمس بجانب أذنه تاركة شفتيه العابثة تجوب جانب وجهها :

– معنديش غير قلب و أخده خلاص !!

صدحت ضحكاته الرجولية بالأجواء لتتبعها ضحكاتها حين همس و هو يحملها بين ذراعيه :

– قولتيلي عاوزة تبقي زي فهد أنتِ عدتيه بمراحل ياقلبه .. على العموم أنا محتاج اتأكد من صك الملكية بتاع قلبك ده .. أظن الحق ميزعلش حد !!

شددت من ذراعيها حول عنقه حين وضعها فوق الفراش وطل عليها يضع قُبلة خاطفة فوق شفتيها المبتسمة لتهمس له :

– تؤ ميزعلش أنا بحب الحق أوي !!!

أنهى تأمله لها حيث مال برأسه يلتهم شفتيها بقوة و أنامله العابثة تتعمد إشعاث خصلاتها الحريرية قبل أن يدس يده أسفل رأسها ليقربها منه بقوة هامساً من بين قبلاته :

– وأنا بعشقك أنتِ بكل تفاصيلك .. !!!

هي صديق لا يخون ولا يهون .. لا يكل و لا يمل من سماعي .. صديق عاهدني كتم الأسرار و قد كان .. صديق استمع يوماً ما إلى أغلظ أيماني أنني لن أغفر يوماً ما و لم يستهزء بيّ حين عفوت مُخبراً إياه أني عجزت أن أكون مثلهم .. صديق لم يسخر من أفعالي و لم يسلبني ثقتي بحالي .. صديق قوي يُجيد الإحتواء رغم كونه مليئ بالهموم … و يُجيد الرفق بيّ رغم كوني بشر خطاء .. !!!

أصفاد_مُخملية
شيماء_الجندي

-***-

دلف “يوسف” إلى الغرفة ليبتسم فور أن رآها جالسة فوق الأريكة و تتناول حبات التوت بهدوء تام بل وترتدي قميصه الخاص بتبجحها المعتاد .. هكذا منذ ثلاث أيام تتجاهله عن عمد كعادتها حين يثير غضبها لكنها أيضاً بغضبها رحيمة القلب لم تحاول الترك أو الإبتعاد يوماً عنه !

جلس فوق المقعد فور أن حل أزرار القميص الخاص به و نزعه يُلقي به أرضاً عن عمد علها توبخه لكنها لم تكترث له نظرت إلى محل القميص بطرف عينها قبل أن تنظر إلى جهازها اللوحي مرة أخرى وتتابع مشاهده دون حديث ، استقام واقفاً و قد صدحت ضحكاته الرجولية بالأجواء يجلس أمامها فوق الأريكة و يغلق الجهاز تاركاً إياه فوق المنضدة و هدر مقترباً بجسده منها :

– طيب مخصماني و لابسة قميصي !!!

رفعت حاجبها وابتسمت باستفزاز وهي تحاول الابتعاد عنه :

– غسلت كل هدومي ومفيش غير ده روحت لبسته ..

اتسعت عينيه من مبررها الغير متوقع و هتف من بين ضحكاته :

– ااييييه !!! أنتِ مستوعبة قولتي إيه !!!

دحرجت عينيها بأنحاء الغرفة بتوتر و حاولت إخفاء بسمتها من حديثها الأخرق لكنه ابتسم و جذبها إلى أحضانه قائلاً بصوته الأجش :

– طيب انا ذنبي إيه في اللي حصل دلوقت أنا بفهمك إنه تحت ضغط لكن مش ببرر ليه اللي عمله !!

عقدت حاجبيها و قالت بغضب :

– عمله أسود على دماغه !! هو فاكر نفسه ميننن !!! يعني إيه يقولهااا كدااا !! و بمنتهي البجاحة متصل يقولك !! مستني منك تشجعه !!!!

نظر إليها بهدوء قبل أن يزفر أنفاسه بارهاق ويقول :

– رينااد محدش شجعه ومتقلقيش هناك فيه أسيف مرات فهد كرهته في حياته …

رفعت رأسها بشموخ تردد :

– أحسن يستاهل أنا عاوزة اتعرف على أسيف دي لو هنسافر فأنا هسافر عشان رنيم وأسيف بسسس !!

رفع حاجبه و أردف بعبث :

– لا والله !!!! يعني مش عشاني أنا !! على العموم أنا كبرت و مش حمل شغل العيال ده اعملي اللي تعمليه !!

عقدت حاجبيها بغضب و انتفضت تنقض فوق تصرخ باشتعال :

– يوسففففف !!!! مين اللي عيلة !!!!!!

أحاط جسدها ضاحكاً و صرخ بها :

– هتقعي يامجنونه !!! وبعدين إيه يوسف دييي !! طول مانا يوسف أنتِ عيلة !!

ابتسمت بعبث و أردفت بخبث :

– ياحراام مش عارف تقعد منغير حليوة !!!

أحاط خصرها بقوة و قرب شفتيها إليه يبادلها عبثها هادراً :

– بموت منغيرهاا !!

اتسعت حدقتيها و احتضنت عنقه تهمس بحزن شديد :

– حليوة !!! متقولش كدااا !! ده أنا هغرقك حليوة اليومين الجايين ..

استدار بها فوق الأريكة و قبل خدها برقة يهمس بحنو :

– كان هيحصل إيه لو كلمتيني كدا من يومها !! هونت عليكِ ٣ أيام ياقلب الحليوة ؟!

ابتسمت له تاركة يديه العابثة تحل أزرار قميصه عنها و همست وهي تحيط عنقه وتدس يديها الصغيرة داخل خصلاته تجذبه نحوها :

– عمرك ماتهون ياحليوة !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى