رواية صعود امرأة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية طه
رواية صعود امرأة البارت الثالث والعشرون
رواية صعود امرأة الجزء الثالث والعشرون
رواية صعود امرأة الحلقة الثالثة والعشرون
في صباح هاديء في البيت الكبير، نجاة كانت قاعدة مع سعاد وفوزية. الجو كان فيه هدوء بس كان واضح إنه فيه حاجة شاغلة بال نجاة. فيصل، اللي كان واقف عند باب الصالة بيبص عليهم بابتسامة صغيرة، قال بصوت هادي: “نجاة… فكرتي في موضوع السفر؟”
نجاة رفعت راسها بتوتر، وقالت: “لا يا فيصل، إنت عارف إني مش بحب السفر، خاصة معاك… أقصد يعني مش متعودة.” خجلها كان باين في نظرتها وهي بتحاول ما تبصش في عينيه.
سعاد ضحكت بصوت عالي وقالت: “يا بنتي دا خطيبك يعني، مفيهاش حاجة إنك تروحي معاه. وبعدين دي فرصة تغيري جو، خصوصًا بعد اللي حصل الفترة اللي فاتت.”
فوزية هزت راسها بالموافقة: “أيوة يا بنتي، دايماً كده تخلي الحاجات البسيطة دي تأثر عليكِ. دا فيصل، والموضوع بسيط، هتروحي وتغيري جو.”
نجاة تنهدت: “ماشي يا خالتي، أنا فاهمة، بس الموضوع مش سهل عليا. مش متعودة أكون قريبة منه بالطريقة دي.”
فيصل قرب منها، وقعد على الكرسي جنبها، وقال بابتسامة: “بصراحة كنت مستنيك توافقي من غير ضغط، بس واضح إنك هتفضلي ترفضي لحد ما حد يقنعك غيري.”
نجاة ابتسمت بخجل، وقالت: “ماشي، هسافر… عشانكم.”
فيصل كان مبسوط من ردها وقال: “يبقى خلاص، السفر هيكون يوم السبت، جهزي حاجاتك.”
في صباح يوم السفر، الجو كان فيه حماس ممزوج بتوتر خفيف عند نجاة. البيت كله كان في حركة، سعاد كانت بتراجع حاجات وعد في الشنط، وفوزية كانت بتدي نجاة شوية نصايح: “متخافيش يا بنتي، إسكندرية جميلة وهتحبيها، وبعدين معاكِ وعد وفيصل، يعني مش هتكوني لوحدك.”
نجاة ابتسمت بخجل وقالت: “عارفة يا ستي، بس الموضوع غريب عليا، إني أسافر معاه، لسه بحاول أستوعب.”
فوزية ابتسمت بحنان وقالت: “دا خطيبك يا بنتي، عادي جدًا. خدي بالك من نفسك واستمتعي بالرحلة.”
وفيصل جه بالعربية قدام البيت. وعد كانت جاهزة، وطلعت تركب جنب أخوها زي كل سنة. نجاة كانت واقفة قدام الباب، مترددة، لكن فوزية وسعاد شجعوها وقالوا لها: “يلا يا بنتي، مفيش داعي للخوف.”
ركبت نجاة ورا في العربية، وكان الجو شوية مشحون بالصمت. وعد، وهي دايمًا المتفائلة، بدأت تتكلم بحماس: “يا سلام بقى لما نروح إسكندرية، هنعمل إيه أول ما نوصل؟ البحر طبعًا!”
فيصل ضحك وقال: “إنتي كل سنة نفس الكلام، البحر وبس؟”
وعد ردت بحماس: “طبعًا! وبعدين نجاة المرة دي معانا، هنعمل حاجات كتير مع بعض.”
نجاة ابتسمت وقالت: “أنا مش عارفة إذا كنت هعرف أستمتع زيكم، بس هنشوف.”
فيصل لفت راسه وقال بنبرة مطمئنة: “ما تقلقيش، هتنبسطي أكتر من اللي إنتي متوقعة.”
وبدأت وعد تتكلم بحماس: “فيصل، عايزين نروح أول حاجة المول اللي على البحر، نجيب حاجات جديدة لنجاة!”
فيصل كان سايق بابتسامة، وقال: “أنتي كل سنة عندك خطة جديدة. لكن ماشي، نشوف لما نوصل.”
نجاة كانت ساكتة طول الطريق تقريبًا، بتحاول تتعود على الجو اللي مش متعودة عليه. وعد لاحظت سكوتها وقالت: “إيه يا نجاة؟ ساكتة ليه؟ إسكندرية هتعجبك، صدقيني.”
نجاة ابتسمت بس بخجل، وقالت: “ممكن، بس حاسة إني مش عارفة أندمج معاكو زي ما إنتي متعودة.”
وعد ضحكت وقالت: “متخافيش، إحنا هنبسط جدًا، إنتي بس استرخي وسيبي الباقي عليا.”
فيصل، وهو مركز على الطريق، قال بنبرة مطمئنة: “أهم حاجة إنك تستمتعي وتسيبي القلق وراكِ.”
بعد ساعات من السفر، وصلوا لإسكندرية. الجو كان منعش، والبحر كان بيتراءى من بعيد بمنظر جميل. نجاة حسّت بشوية ارتياح وهي بتنزل من العربية، بتشم ريحة البحر لأول مرة بعد فترة طويلة.
وعد قالت بحماس: “يلا يا جماعة، نروح الكورنيش الأول، ناخد نفس عميق من هواء البحر النضيف!”
فيصل ضحك وقال: “طبعًا، الكورنيش أول حاجة.”
فضلوا يمشوا على الكورنيش، وعد كانت بتتكلم طول الوقت عن ذكرياتها مع فيصل كل سنة في نفس الوقت ده. نجاة كانت بتسمع ومش بتتكلم كتير، بس بدأت تحس بشوية راحة في الجو الجميل ده.
بعد ما خلصوا مشي، راحوا قعدوا في كافيه جنب البحر. وعد جابت قهوة لنجاة، وقالت لها: “خدي، ده هيخليكي تصحي شويتين.”
نجاة شربت قهوتها بابتسامة صغيرة: “شكراً يا وعد. الجو هنا فعلاً مختلف.”
وعد نظرت لها وقالت بلهجة خفيفة: “عارفة إني مش متعودة تشوفي الحاجات دي كتير، بس إنتي محتاجة تاخدي شوية راحة من اللي حصل الفترة اللي فاتت.”
نجاة نزلت نظرها وقالت: “كل حاجة حصلت بسرعة، أنا لسه بحاول أستوعب كل حاجة.”
وعد حاولت تخفف الجو وقالت: “إسكندرية هتساعدك، البحر دايمًا بيشيل الهموم. بلاش نضيع الوقت في التفكير في اللي فات.”
—
**المساء والهدوء**
في نهاية اليوم، رجعوا للشقة اللي كانت تطل على البحر. وعد وفيصل كانوا متفقين على إنه يبقى يوم هاديء، مفيهوش كتير من التحركات.
نجاة كانت قاعدة في البلكونة بتتأمل البحر، وهي بتحس بشوية هدوء داخلي. وعد جات قعدت جنبها وقالت: “بصي كده على البحر، تحسي إنه بيشيل معاه كل حاجة مضايقاكِ.”
نجاة ابتسمت وقالت: “معاكي حق، أول مرة أحس بالشعور ده.”
وعد استندت على الكرسي وقالت: “إيه أكتر حاجة نفسيك فيها دلوقتي؟”
نجاة فكرت شوية وقالت: “راحة… نفسي أعيش بدون خوف أو ضغط.”
وعد ردت بحنان: “هتوصلي، كل حاجة هتتصلح مع الوقت، فيصل هنا، وإحنا كلنا وراكِ”
فجأه سمعوا صوت خبط على الباب…
نجاة: بفرحه اكيد دا فيصل رجع..
وعد:ياسلام شوفو البت فرحانه ازاى
طيب ياختى روحى افتحى لحبيب القلب بتاعك …كملت كلامها ساخره انا عارفه ايه اللى جابنى معاكم..
راحت نجاة تفتح الباب على خجل..
نجاة: حمد الله على السلامه يافيصل..
فيصل بحب: الله يسلمك على فاكره انتى وحشتينى..
تحمر نجاة خجلا: شكرا
فيصل ساخرا: شكرا ..شكرا ايه هو انا جايبلكم البقاله مش كدا يانجاة الله يخليكى..
نجاة بخجل: حقك عليا والله ما اقصد بس مش متعوده ومعرفش اقول ايه وانت بتكسفنى يافيصل…
فيصل: بكسفك ايه يانجاة انا مقولتش غير وحشتينى وبعدين انا عايز اسمع منك اللى انتى حاسه بيه واللى قلبك يقول عليه انا موافق بيه بس اتكلمى حبا فى النبي…
ومسك ايديها وبص فى عيونها…
فيصل: بصى يانجاة انا زيك كدا تمام معرفش اى حاجه زلا كلام الحب دا وكنت طول الوقت بقول عليه كلام فاضي ومضيعه للوقت لحد ما احتليتى قلبي ومبقتش عارف ابعد عنك وبتوحشينى على طول طول ما انا شغل عمال ببص فى الساعه علشان اقول امتى اخلص الشغل وارجع واشوفك ومش مركز فى الشغل خالص كل الكلام دا انا فعلا حاسس بيه وعايز اسمع منك اللى انتى حاسه بيه ولا انتى لسه خايفه منى يانجاة المره الوحيده اللى عصبت وقسيت عليكى انا بندم عليها كل دقيقه وكل ما اشوفك خايفه كدا بس اعترفلك اعتراف يانجاة..
نجاة بخجل وراسها فى الارض: اعتراف ايه يافيصل..
فيصل: كنت غيران عليكى من المدرس والولد اخو صحبتك دا لما لاقيته فى البيت..
وعد:احم ..احم طب اعملوا حسابكم ان فى حد معاكم هنا …انا مش عارفه انا ايه اللى جابنى معاكم…
فيصل يضحك: طب يالمضه يلا اجهزوا علشان ننزل نتمشي ولا نقعد فى كافيه تحت شويه..
وعد بحماس: ايوا بقى اخويا العسل حالا هكون جاهزه …
وتمسك بيد نجاة وتسحبها على غرفتهما لتبديل ملابسهما…
بعد ما قعدوا في الكافيه وشربوا قهوتهم، الجو بدأ يهدى ونسيم البحر بقى أخف. فيصل قرر إنه يطلب منهم يرجعوا ع الشقة علشان يستريحوا بعد اليوم الطويل.
فيصل بص لنجاة وسألها: “إيه رأيك في الجو هنا؟ عجبك؟”
نجاة بتسمت بخجل وقالت: “آه الجو هادي وريحته حلوة، حسيته بيخفف من اللي جوايا شويه.”
فيصل برضه ابتسم وقال: “كويس، إسكندرية ليها طعم خاص، وعموماً أنتي معانا، مفيش داعي لأي خوف.”
وعد كانت متحمسة زي العادة، قالت بصوت عالي: “يلا نروح الشقة، نعمل عشا ونتفرج ع فيلم كده رومانسي، إيه رأيك يا نجاة؟”
نجاة ضحكت وقالت: “زي ما تحبي يا وعد، أنتي اللي دايمًا بتفكرينا بالحاجات دي.”
وصلوا الشقة، وكانت بتطل ع البحر، منظر كان يخطف القلب. وعد جرت على المطبخ تعمل عشا خفيف، أما نجاة، فضلت تقعد شوية في البلكونة. البحر كان بيخبط ع الصخور بهدوء، والليل كان نزل عليهم.
فيصل دخل ووقف وراها وقال بنبرة هادية: “الجو هنا مختلف، مش كده؟”
نجاة اتلفتت عليه وقالت: “آه، أحسن كتير من زحمة البلد.”
فيصل قعد جنبها، وهو ماسك كوباية الشاي اللي جابها من المطبخ وقال: “نجاة، عايز أقولك حاجة من زمان، بس كل مرة أقول أسيبها لوقتها… بس دلوقتي الوقت جه.”
نجاة حست قلبها دق بسرعة وقالت بخوف خفيف: “إيه يا فيصل؟ خير؟”
فيصل بصلها بحنان وقال: “إحنا خلاص بقينا قريبين من بعض، وخلاص أنتي خطيبتي، مفيش داعي إنك تخافي مني. عايزك تكوني مرتاحة، حتى لو الدنيا حواليكي متلخبطة.”
نجاة ابتسمت بخجل وقالت: “أنا مش خايفة منك يا فيصل، أنا بس لسه بحاول أتعود. الدنيا اتغيرت فجأة، وكل حاجة بقت سريعة.”
فيصل لمس إيدها بخفة وقال: “أنا معاكِ في كل خطوة، مهما كانت صعبة. مفيش حاجة هتحصل وإنتي لوحدك، فاهمة؟”
نجاة حسّت براحة لما سمعت كلامه، وبصتله وقالت: “أنا عارفة إنك معايا، وده اللي مخليني أقدر أتحمل.”
في اللحظة دي، وعد دخلت عليهم وقالت وهي بتحمل طبق العشا: “يا جماعة، الدنيا ع الشوية اللي عملتها، تيجوا تأكلوا ولا إيه؟”
بعد ما أكلوا، الكل كان قاعد في الريسبشن. وعد قررت إنها تشغل فيلم رومانسي خفيف، وكانت طول الوقت بتتحكّم في الريموت وكأنها اللي مخرجة الفيلم.
فيصل بص على نجاة اللي كانت قاعدة جنبه وسألها: “تحبي الأفلام دي؟ ولا إنتي مش من النوع ده؟”
نجاة ضحكت وقالت: “بصراحة، مش بتفرج عليها كتير، بس يعني مش وحشة.”
وعد تدخلت بسرعة وقالت: “لازم تشوفيها، دي بتفتح النفس على الحب، خليكي معانا في الجو ده، الدنيا محتاجة شوية رومانسية.”
فيصل ضحك وقال: “أهو، وعد مش هتسيبنا غير لما نخلص الفيلم.”
الفيلم كان شغال والكل كان مستمتع بالجو الهادي، بس نجاة كانت طول الوقت ساكتة وبتفكر في كلام فيصل، اللي حسسها إن الدنيا مش كلها ظلمة.
فيصل لاحظ إنها مش متفاعلة وقال لها بهدوء: “إيه؟ لسه بتفكري في اللي قولتهولك؟”
نجاة بصت له وقالت: “آه، بس عايزة أقولك حاجة.”
فيصل قرب منها وقال: “اتفضلي.”
نجاة أخدت نفس وقالت: “أنا مهما كان خايفة من اللي جاي، بس وجودك معايا بيهون كتير. يعني لو مكنتش موجود، معرفش كنت هبقى فين دلوقتي.”
فيصل حس بقلبه بينبض أسرع وقال: “طالما أنا موجود، إنتي مش هتكوني لوحدك أبداً.”
الليل كان هادي، بس بعد الفيلم الكل بدأ يروح عشان ينام. نجاة كانت نايمة في غرفتها، والليل كله كان ظلمة هادية. فجأة، تليفونها رن برسالة، فتحتها وهي لسه مش مستوعبة، وقرأت: “أنا مش قولتلك إن الدنيا دوارة؟”
نجاة قلبها وقع، صحيت من مكانها بسرعة وراحت لفيصل اللي كان لسه صاحي في أوضته. طرقت الباب وقالت بخوف: “فيصل، صحصح!”
فيصل فتح عينه بسرعة وقال: “إيه اللي حصل؟ في إيه؟”
نجاة ورته التليفون وقالت: “شوف دي… رسالة جاتلي دلوقتي.”
فيصل بصل الرسالة ووشه تغير تمامًا. قال بحدة: “إحنا لازم نكون حذرين، الموضوع مش طبيعي، وفيه حد بيلعب لعبة وسخة.”
نجاة كانت خايفة وقالت: “بس مين؟ ومش ليه؟”
فيصل كان بيحاول يهدى نفسه وقال: “هنعرف قريب. مش هنسيب حاجة تخلينا نرجع ورا.”
فيصل حاول يطمنها وهو ماسك إيدها وقال: “بصي، مفيش داعي للقلق دلوقتي، هنتعامل مع الموضوع، وأنا مش هسيبك لوحدك في حاجة.”
نجاة بصت له وقالت: “أنا مش عارفة هقدر أواجه اللي جاي إزاي.”
فيصل قال بنبرة حازمة: “هتقدري، متخافيش. طول ما أنا هنا، كل حاجة هتكون تحت السيطرة. بس أوعي تبين لأي حد إنك خايفة أو إن في حاجة غلط.”
تاني يوم الصبح، الكل كان بيتحضر ليوم جديد. وعد كانت نايمة لسه، وفيصل ونجاة قرروا ينزلوا يفطروا في مكان قريب. الجو كان هادي، بس نجاة كانت لسه متوترة.
فيصل لاحظ وقال: “إيه؟ لسه زعلانة؟”
نجاة بصت له وقالت: “مش عارفة، الرسالة دي عاملة زي كابوس، كل ما بفكر فيها بحس إني مخنوقة.”
فيصل قال لها بحزم: “متخافيش، الرسالة دي مجرد محاولة لزعزعة ثقتك، بس إحنا أقوى من كده بكتير.”
نجاة شربت شوية من الشاي وقالت: “طيب، بس إحنا هنعمل إيه؟ مش ممكن نسيب الموضوع يعدي كده.”
فيصل فكر شوية وقال: “لأ طبعاً، هنتصرف، بس لازم نكون حذرين جداً. وهنبدأ من دلوقتي ندور مين ورا الموضوع ده. وبعدين مش إحنا بس اللي اتغيرت حياتنا، الدنيا دوارة، وكل واحد بياخد نصيبه في الآخر.”
بعد ما رجعوا من الفطار، فضلوا يتكلموا في اللي هيعملوه بعد كده، وكان في نية إنهم يواجهوا أي خطر مع بعض. لكن جو إسكندرية كان بيشيل شوية من التوتر، والبحر كان دايمًا مصدر للراحة.
فيصل كان كل شوية يطمنها ويقول لها: “متخافيش، هتعدي على خير، وأهم حاجة نكون مع بعض في كل خطوة.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صعود امرأة)