رواية صعود امرأة الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية طه
رواية صعود امرأة البارت الثاني والعشرون
رواية صعود امرأة الجزء الثاني والعشرون
رواية صعود امرأة الحلقة الثانية والعشرون
تاني يوم، نجاة استيقظت وهي بتحس مكان الخاتم علشان تتأكد إن اللي حصل مبارح حقيقي مش حلم. لما حست بوجود الخاتمين فجأة احمر وشها خجل وحطت إيديها على عينيها وابتسمت ابتسامة كبيرة. كانت بترجع كلام فيصل ليها مبارح وهي مش مصدقة، وبتكلم مع نفسها:
نجاة: “هو اللي حصل دا حقيقي؟ كل دا يطلع منك يا فيصل؟ ازاي وامتى بس؟ مرة واحدة كدا؟ دا انت مطلعتش سهل خالص؟ ولا ليكون مش بيحبني وعمل كدا بس علشان يسكت الناس؟ والله يعملها، خصوصا لما كنت أفتح الكلام في الموضوع دا كان يقول لي هانت وخلاص وقريب الناس كلها هتسكت، يبقى هو عمل كدا علشان بس يسكتهم مش أكتر. يا لهوي، دا لو طلع صح أنا هعمل إيه دلوقتي بعد ما اتهمت وقلت له إني بحبه؟”
على دخول وعد عندها مهللة:
وعد: “يا عروسة… يا عروسة، اصحى يا عروسة… إيه دا؟ انتِ مالك كدا؟ أنا قلت هادخل عليكي ألاقِك مبسوطة وفرحانة مش منكدة كدا، في إيه؟”
نجاة: “والنبي يا وعد، سيبيني في حالي بالله عليكِ، أنا مش فايقة للروقانك دا والله.”
وعد: “يا ساتر عليكِ، مبتعرفيش تفرحي أبدا، يا بت نكدك دا هيطفش منك الواد، والواد بصراحة حنتل وطول وعرض، والكل هيموت عليه ويتخطف منك كدا…”
نجاة بغيره: “مين دول بقى اللي عينهم عليه وهيموتوا عليه كدا؟”
وعد بضحك: “الله، احنا طلعنا بنغير كمان، أمال إيه بقى؟ إيه لزوم وش الجبس دا…”
نجاة: “خايفة يا وعد، ارتاحي…”
وعد: “خايفة؟ خايفة من إيه يا نجاة؟”
نجاة: “ليكون فيصل عمل كدا بس علشان يسكت الناس وكلامهم مش علشان بيحبني ولا الحاجات دي لأنه كان دايماً يقولها كدا، هعمل اللي يسكتهم، وأهو عمل، وأنا زي الهبلة اعترفت بحبي، ومش عارفة أعمل إيه…”
وعد بتضحك: “انتِ المفاجأة ضربتلك دماغك وطيرت الجزء اللي فاضل فيه، صح؟ 😂”
نجاة: “بتضحكي وأنا في الحالة دي؟ تصدقي إنك عيلة رخمة وباردة ومش هتكلم معاكي تاني.”
وعد: “طب خلاص، مش هضحك، وخلينا نتكلم بالعقل علشان انتِ واحدة مش تعرفي تتنبسطي وتضحكي، ركزي معايا كدا، بصي، يا ستِ، هو لو بيعمل كدا، إيه لزمته؟ كل اللي حصل دا ما كان جاب الشبكة وعلق فرعين نور على الدوار وخلاص، صح؟”
“تانى حاجة، هو مش قاعد طول اليوم يقولك قد إيه هو بيحبك وعايزك وفرحان إنك هتكوني شريكته؟ ليه يقول كدا لو هو مش عايز يقول؟ وبعدين، انتِ نسيتِ لما رحنا القاعة وطلعنا الدور اللي فوق وجهزنا ولبسنا وميكاب وبتاع، الناس كلها كانت بتقولك إيه؟ “الأستاذ فيصل موصي على الأنسة نجاة جدا”، حصل ولا لا؟ ليه يعمل كدا لو هو مش عايز، وانبساطه بيكي وعينه اللي مش نزلت من عليكي، وكل دا، وفاجأة البوكيه وكل دا، مش بيحبك؟ أمال لو بيحبك هيعمل إيه… حرام عليكي يا شيخة، اضحكي خلي الفرح يدخل قلبك ونفرح.”
نجاة: “يعني هو بيحبني صدق، وكان يقصد كل اللي قاله وعمله مبارح…”
واحمر وجهها خجلاً.
وعد بضحك وهي تقرب منها: “آه يا بنتي، طبعًا بيحبك، وصدقيني لو مكنش بيحبك ما كانش هيتعب نفسه كده. فيصل مش من النوع اللي بيعمل حاجة علشان الناس، دا بيرد الناس في وشها ويمشي بكلمته. كفاية إن كل القاعة كانت بتقول كلامه كان طالع من قلبه، ماشي وراكي بنظراته طول الليل. إيه تاني عايزة علشان تصدقي؟”
نجاة، بخجل وهي تحط إيديها على خدها: “مش عارفة يا وعد… مش عارفة… أنا يمكن متعودة أخاف من الحاجات اللي بتفرحني. كل حاجة حلوة بحس إنها ممكن تختفي فجأة، زي ما حاجات كتير راحت مني قبل كده.”
وعد، وهي تقعد جنبها وتهديها: “ما تقلقيش يا نجاة، أنا فاهمة خوفك، بس المرة دي مختلفة. انتي شايفة إزاي فيصل كان مهتم بيكي، ومش ممكن يبقى كل دا مجرد كلام فاضي علشان يسكت الناس.”
نجاة بارتياح بسيط: “يعني انتِ شايفة إنه حقيقي؟”
وعد بابتسامة: “أيوه يا بنتي، ده حقيقي وزي ما الشمس بتشرق كل يوم، حب فيصل ليكي حقيقي. كفاية تفكير بقى وتعالي نفرح.”
نجاة بضحكة صغيرة: “طيب ماشي… هحاول.”
وعد: “يلا علشان الأستاذ مطلعني أنادي عليكي على الفطور علشان مش عايز يفطر من غيرك…”
نجاة بخجل: “يالهووي، لا، مش هنزل، أنا مكسوفة أنزل أصلاً وهو تحت، أنا مستنياة يمشي علشان أنزل، مش عارفة أوريه وشي بعد اللي قلته مبارح، والله ماقدر أنزل، لا مقدرش.”
وتجري على السرير وتغطي وشها من الخجل.
وعد بضحك: “يا أختي، عليكي، هو إنتِ قلتي حاجة عيب ولا حرام؟ وبعدين دا خطيبك وعادي يعني، نجاة، والله ما فيش حاجة، مش تكبري الموضوع أكده.”
نجاة: “لا، مقدرش والله أطلع فيه ولا في عيونه، وأخوكي، أنا عارفة هيعيد الكلام زي مبارح ويكسفني قدامكم كلكم، لا مقدرش.”
وعد: “وانتِ عرفتي منين إنه هيعيد الكلام ولا يقولك حاجة من دي؟ هينحرج من ستك وامي، يا بت، مش هيعملها.”
نجاة: “لا، بيعملها، بصي الفون، بعت كام رسالة من مبارح وبيقول إيه…”
تمسك وعد الفون وتلاقي رسائل من فيصل كلها غزل وحب وغرام.
وعد: “يالهووي، كل دا يطلع من فيصل؟ أمال عايش علينا الدور ليه إنه ملوش بالكلام دا ولا حاجة؟ يخربيتك يا نجاة، خليتي فيصل ينطق ويقول والله برافو عليكي.”
نجاة: “والله يا أختي، ما عملت حاجة، هو كده لوحده، دا خلاني أقفل الفون خالص من كتر منا، مش عارفة أرد عليه، وكسفني، تقوليلي انزل ليه؟ أخوكي طلع قليل الأدب يا وعد وبيقول كلام يكسف.”
وعد، وتعلو ضحكاتها: “قليل الأدب وبيكسفني، تعرفي لو سمع الكلام دي هيعمل فيكي إيه؟”
فيصل: “سمعت يا أختي، وهتشوفي هعمل فيها إيه…”
تنتفض نجاة وتغطي نفسها بفراش السرير وتدور على حجابها، ووعد تضحك على منظرها، وفيصل يرمقها بنظره يعني تخرج…
وعد: “طيب، أنا هنزل أجهز الفطور مع أمي تحت، وإنتِ يلا علشان الفطور ما يبرد.”
نجاة: “وعد، استني يا وعد، إنتِ يا بت…”
فيصل، بحب: “يبقى أنا قليل الأدب يا نجاة.”
نجاة بتوتر وخجل: “لا معاش، ولا كان اللي يقول عليك كده، إنت سيد الرجالة كلها.”
فيصل: “أمال إيه اللي أنا سمعته دا؟”
نجاة: “مش عليك، إنت حد تاني قليل الأدب كان في الفيلم مبارح اللي اتفرجنا عليه أنا ووعد.”
فيصل: “أمم، كان بيعمل إيه يعني علشان تقولي عليه كده؟”
نجاة، وهي تتهرب منه: “أنا نازلة أساعد خالتي سعاد في الفطور…”
ولكن استوقفها فيصل لما أمسك بيدها.
فيصل: “نجاة، أنا عايز أقولك حاجة…”
نجاة بتوتر وخجل: “حاجة؟ حاجة إيه يا أبي؟”
فيصل بحزم: “أبي ليه؟ مش كنا بطلناها، رجعنا ليها تاني ليه يعني، لما كنا قرايب عادي، ما كنتش تقوليها؟ ولما نتخطب تقوليها؟
نجاة: والله ماقصد، طلعت مني كده لوحدها، معلش سبني، أنا عايزة أنزل أساعد في الفطور.
فيصل: طيب، إنتِ مالك بترتعشي كده ليه؟ وبعدين هننزل نفطر، متقلقيش، مالك مستعجلة كده ليه؟ أنا لسه مقولتلكيش على اللي أنا عايزه.
نجاة: بصراحة كده، أنا مش متعودة على كده، والوضع دا موترني، ومش عارفة أقول إيه ولا أعمل إيه. بالله عليك، تسبني أنزل.
فيصل: إنتِ مكسوفة مني يا نجاة؟ ليه يعني، أول مرة أقف أتكلم معاكي لوحدنا؟
نجاة: والله يا فيصل، الموضوع موترني، وخلاني مش عارفة أتصرف. ممكن تسبني أنزل؟ مش قادرة أواجهك دلوقتي.
فيصل، وهو يحاول تهدئتها: متقلقيش يا نجاة، أنا عارف إن كل حاجة جديدة وممكن تكون مربكة. بس صدقيني، كل اللي في بالي هو إننا نكون مع بعض ونكون مبسوطين.
نجاة، بترجف: والله مش عارفة أقولك إيه… مش متعودة على الكلام ده.
فيصل، وهو يمسك بيدها: أنا مش عايزك تكوني متوترة. كل حاجة هتبقى تمام. خلينا نفطر مع بعض ونبدأ يومنا بشكل مريح. وإحنا مع بعض، كل حاجة هتكون أحسن.
نجاة، بخجل: طيب، هحاول.
فيصل، بابتسامة: تعالي نروح للفطور مع بعض. هنقعد ونضحك ونحكي، وهنبقى أحسن من كده.
نجاة، وهي تحاول تهدئ أعصابها: تمام، هروح. بس ممكن تشيل عينيك شوية لحد ما أتأكد إنني مش مكسوفة.
فيصل، بضحكة خفيفة: ماشي، هخليكِ تجهزي نفسك براحتك.
وعد، وهي تضحك: يلا يا نجاة، لازم نفطر قبل ما يبرد الفطور. وخليكِ مبسوطة، الموضوع كله حلو ومبشر.
نجاة، وهي تستعد للذهاب: شكراً يا وعد، هروح أساعدك في الفطور.
وعد، وهي تنزل: تمام، هكون مستنياك تحت. وفطارنا هيكون أحلى بوجودك.
وفي أثناء نزول نجاة، فيصل يظل يراقبها بابتسامة، مؤكدًا إنها مش لوحدها وإن كل حاجة بينهما هتبقى بخير.في صباح اليوم التالي، نجاة نزلت إلى المطبخ وهي لسه مش متعودة على الظهور بعد الأحداث اللي حصلت مبارح. كانت بتحاول تهدئ نفسها وتبقى طبيعية قد ما تقدر. في المطبخ، سعاد كانت بتحضر الفطور، ووعد كانت بتمشيها وتساعدها.
سعاد: “صباح الخير يا نجاة. إيه، مالك كده، ليه مكسوفة؟”
نجاة: “صباح الخير، خالتي. لا، مافيش حاجة، أنا بس لسه مفيش فيني، ولسة متعودة على الوضع الجديد.”
سعاد، ببتسامة: “ماشي، ما تخافيش. عادي، كل حاجة هتبقى كويسة. دلوقتي، شوفي الفطور، وحاولى تفرفشي شوية.”
وعد بتقرب من نجاة، وهي بتضحك: “يلا، شوفى الفطور، تحملى شوية، مش هتجيبي همومك في قلبك.”
نجاة، بترد بخجل: “طيب، هحاول. بس أنا لسه مش قادرة أتصرف كويس.”
فيصل دخل المطبخ، وكان لسه لابس بيجامة، وتبدو على وجهه علامات السعادة. نظر لنجاة بابتسامة.
فيصل: “صباح الخير يا نجاة. إنتِ لسه هنا؟”
نجاة، بتحاول تكون طبيعية: “صباح الخير، فيصل. آه، أنا نزلت أساعد في الفطور.”
فيصل، بضحكة خفيفة: “أوكي، حلو. يلا، نفطر ونبدأ يومنا. أنا مبسوط إنك معانا.”
نجاة، بترد بارتباك: “آه، إن شاء الله. أنا متشكرة على كل حاجة.”
سعاد، وهي تقدم الفطور: “خلاص، تفضلوا كلوا، والفطور طيب جداً. تحبوا حاجة تانية؟”
فيصل: “لا، كفاية كده. كله تمام.”
وعد، وهي تسحب كرسي وتدعو نجاة للجلوس: “يلا، تعالي قعدي. الفطور هيكون أحلى لما نكون كلنا مع بعض.”
نجاة، وهي تجلس: “طيب، شكراً. أنا حابة أبدأ اليوم بشكل هادي.”
فيصل، وهو يجلس بجانب نجاة: “أنا عارف إن الموضوع جديد عليكِ، بس حاولي تكوني مرتاحة. أنا هكون معاكِ طول الوقت.”
نجاة، وهي تحاول تهدئ نفسها: “شكراً، فيصل. أنا بس خايفة من اللي جاي، بس إن شاء الله الأمور تكون كويسة.”
فيصل، وهو يمسك بيدها: “لا تخافي، كل حاجة هتبقى تمام. إحنا مع بعض، وكل شيء هيكون أحسن.”
نجاة، بابتسامة خجولة: “أوكي، هحاول. شكراً لك على كل حاجة.”
وعد، بضحكة: “شوفوا، الفطور ده هيكون أحلى مع الضحك والمزاح. خلينا نفرح شوية.”
سعاد، وهي تضيف أطباق جديدة على الطاولة: “صحيح، كله بيمر بسرعة. الأهم إننا نكون مع بعض ونستمتع باللحظة.”
فيصل، وهو ينظر إلى نجاة بتفهم: “يلا، نبدأ الفطور وننسى أي حاجة مضايقتك. كل حاجة هتبقى كويسة.”
نجاة، وهي تبتسم بخجل: “شكراً، سأحاول أكون مرتاحة. وخلينا نبدأ الفطور.”
وفي اللحظة دي، الأجواء هدت وأصبح المطبخ مليان بالضحك والمزاح، ونجاة بدأت تحس براحة مع وجود فيصل وبقية العائلة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صعود امرأة)