رواية أكل الذئب زينب الفصل العاشر 10 بقلم أمل نصر
رواية أكل الذئب زينب البارت العاشر
رواية أكل الذئب زينب الجزء العاشر
رواية أكل الذئب زينب الحلقة العاشرة
مستندة بجذعها على قائم التخت ، تراقب استعداده للخروج وهو يتزين امام المراَه ويعدل من هيئته ليتلبس ثوب الهيبة والوقار من اجل حضور مؤتمر دعائي لأجل الترشيح للمجلس الموقر.
لقد مر شهر على زواجها به وقد استسلمت لقدرها ومسايرة الوضع القائم، ولكن الواقع مؤلمًا، مؤلما بشدة معاشرة رجل لا يلتفت سوى لشهواته، غير مراعيًا لها او احتوائها بما يهون عليها، بإصرار غير طبيعي منه على ان يفرض نفسه عليها، وكأنه لم يعرف من النساء غيرها.
تشعر وكأنها في كابوس دائم تتمنى الاستيقاظ منه، لا تصدق انها سوف ترتاح اليوم منه، سوف تنعم بالراحة بعيدا عن احضانه الخانقة ولمساته التى لا تتوقف.
– حلوة البدلة يا زينب.
هتف بها يخاطب انعكاسها في المراَة، لينتشلها من شرودها، وتنتبه جيدا للحلة التي يرتديها وتلك العباءة على الكتفين بهيئة راقية لا تليق بشخصيته العابثة التي تعرفها جيدًا، ولكنها لا تنكر أناقته:
– زينة وشيك طبعًا، أكيد دي ماركة صح؟
– صح
أومأ مرددًا بها، ثم تحرك من امام المراَة، لتجده جلس بجوارها على الفراش، يجذبها اليه فجأة، فصدر اعتراضها على الفور بإجفال:
– هتعمل ايه؟ مش بتجول انك ماشي.
ضحك بتسلية مقربًا وجهها منها:
– بصراحة لو عليا ما انزل ابدا ولا اسيبك، بس اعمل ايه بجى مضطر..
ظلت صامتة بتوجس، ليسترسل هو مداعبًا:
– هتوحشيني يا زينب الكام ساعة دول، لولا اهمية الترشيح عندي، والله ما كنت اتنازلت عن شهر عسل طويل في قرية سياحية ولا برا البلد حتى معاكي.
دار برأسها السؤال والحيرة التي اصبحت تطل بعيناها، لتبوح بما يدور داخلها:
– أكيد طبعا كنت بتعمل كدة مع كل النسوان اللي عرفتهم.
لم يتخلى عن عبثه، ليعلق بتسلية:
– يا عبيطة، هو انا كنت اتجوزت اساسا جبلك عشان اعمل شهر عسل ولا غيره، يا عسل انتي.
لم يترك لها فرصة لاستيعاب كلماته او مواصلة الجدال، وقد اقتطف ثغرها بقبلة شغوفة سحبت انفاسها كالعادة بضمة قوية جعلتها تأن بين يديه حتى أفلتها بصعوبة ، ليردد بأنفاس خشنة:
– دي حاجة كدة تصبيرة على ما ارجعلك،
نهض سريعًا بعد ذلك ليلحق بالسيارة التي كانت تنتظره في الأسفل، لتوصله مع جمع من اشقائه الآخرين ورجال من العائلة والمسؤولين عن حملته الى عدد من البلاد المجاورة وحضور المؤتمر الشعبي بواحدة منهم،
أما عنها فقد نهضت عن الفراش تتنفس براحة اشتاقت اليها ، لتتصل على صديقتها الوحيدة تطلب منها الحضور في التو واللحظة، تريد ان تستغل هذا الوقت في القيام ببعض الاشياء التي تستعيد بها نفسها وحريتها ولو لسويعات قليلة بعيدا عن حضوره الخانق.
❈-❈-❈
بعد قليل
كانت نورا متربعة على احدى مقاعد الصالون تشاهد معها على تلك الشاشة الكبيرة المعلقة على الحائط، احد الافلام الهندية التي تعشقها، وتتناول بشهية مفرطة كل ما تقع عينيها عليه من خيرات ارتصت امامها على الطاولة الزجاجية:
– يا لهوي على العز يا زوزو، كل دي اصناف انا معرفاش اسمها، بسم الله ما شاء الله يعني لا تفتكريني بحسد.
عارضتها زينب موبخة:
– بطلي هبل يا بت، وانا لو عارفاكي بتحسدي كنت جيتك ولا اتصلت بيكي اصلا، ثم يعني هتحسدي ايه؟ الهنا اللي صاحبتك عايشة فيه، اتنيلي، انا عندي ارجع على حصيرة بيتنا ولا الجعدة هنا.
سمعت منها ليفتر فاهها ببلاهة والطعام بفمها، ثم خرج ردها بعد لحظات بعتاب:
– وه، ما تجوليش كدة يا زينب لا ربنا يرفع منك النعمة، هو في واحدة في البلد كلها خدت حظك ما شاء الله يعني، عريس طول وعرض وشباب يفرح ، غني ومرشح لمجلس الشعب .
تطلعت اليها صامتة دون تعليق لتستدرك الأخرى وتلطف قائلة:
– انا عارفة انه اتجوزك غصب، بس برضو يا زينب ، كل العز اللي انتي فيه ده اللهم صلي ع النبي يعني، يخليكي تغيري رأيك، ولا عايزة تفهميني كمان انه مدلعكيش ولااا
قالت الأخيرة بغمزة فهمت عليها زينب، لتتنهد بيأس من اقناعها، رافضة اطلاعها على الصورة الحقيقية لما تعيشه، وفضلت تغير دفة الحديث الى المزاح، فلا فائدة من الكلام:
– انتي بت فتاية يا نورا، عيب تفتحي عينك يا ماما .
شهقت الاخيرة بشغف لتقترب منها تلح بقولها:
– يعني فيه اها، طب ما تحكي يا بت بلا عيب بلا زفت ، احكي يا زوزو شالله يرضى عنك.
خرج رد زينب بضجر، فهذا ما ينقصها:
– احكي ايه يا نورا ما تخليكي في طبق الكاجو اللي على حجرك ولا اتفرجي على شاروخان حبيبك في التليفزيون ولا اجولك انا هروح اجيبلك جاتوه شيكولاتة من التلاجة احسن، هيعجبك جوي.
قالتها ونهضت على الفور ، لتعلم نورا ان صديقتها ترواغها كي تتجنب اجابة اسئلتها، فتزفر بإحباط مرددة في اثرها:
– ماشي يا زينب هاتي الجاتوه اهو احسن من مفيش.
❈-❈-❈
قضت معها نصف اليوم تقريبا، لا يشبعن من السمر والتحدث في شتى المواضيع، دون كلل او ملل ، حتى أتى وقت ذهاب نورا، لتتشبث بها كالطفل الصغير:
– اجعدي معايا وكملي اليوم
– ايوة يا اختي عشان أبويا يدبحني ولا يمشيني من البيت
– هجيبك تسكني معايا.
– لا يا شيخة، على اساس اني لقيطة يعني، ولا بسة وهتربيها.
قالتها نورا بلهجة مرحة تسبقها بصوت مستنكر جعلها تضحك مقهقهة قبل ان تتوقف فجأة مع انتباهاها لمن فتح باب الجناح المقابل وقد سمع بعض من الحدث وضحكتها التي صدحت في أجواء الدرج الخالي.، لتسهم نظراتها نحوه بإجفال جعلها تغفل عن رأسها المكشوفة وقد كانت من دون حجاب، فتلكزها نورا وتنبهها بعيناها، مما جعلها تهرول سريعًا للداخل فخرجت به تلفه على عجالة، فوجدته على نفس وقفته، لم يتزحزح للأمام أو للخلف، فسارعت هي مبررة:
– معلش مكنتش اعرف انك جاعد، كنت فاكراك روحت مع ضاحي.
صمت محدقًا بها يومئ برأسه بصمت زادها اضطرابًا، حتى غيرت تعرفه على صديقتها:
– دي نورا بت الحج صديق، صاحبتي وساكنة في الشارع اللي ورانا بالظبط.
– اهلا يا نورا.
تمتم بها نحو الفتاة دون اهتمام ، لتقابل هي تحيته بلهفة مرددة:
-‘يا اهلا بيك يا حامد بيه، دا انا زميلتها من ابتدائي واكتر من الأخوات والله حتى اسألها.
اومأ بجلافة دون ان يلتف لها وقد تركزت ابصاره على زينب ليسألها:
– انا كمان كنت برا البلد بجضي مصالح، هو جوزك طلع الساعة كام؟
– الساعة تمانية الصبح
قالتها بعجالة تنقل بابصارها نحو صديقتها التي بدأت تشعر بالحرج لتضطر للأستأذان:
– طب انا ماشية بجى يا زينب ، هبجى اجي اطل عليكي تاني ان شاء الله.
لم تستطع زينب ان تمنعها هذه المرة، ولكن ظلت تتابع خروجها، وكأنها تود الركض خلفها واللحاق بها، قبل ان تلتف للرد على سؤاله:
– نزلتي لجدتك فضيلة؟
– هاا
قالتها بدون تركيز مما جعل ابتسامة عابثة تلوح على طرف ثغره، ولكنه كبت بصعوبة حتى لا يحرجها، وتابع يعيد عليها بسؤاله وقد اقترب بخطواته ليصبح مقابلا لها:
– بسألك عن الحجة فضيلة يا زينب ، هل نزلتي تطمني عليها ولا تقعدي معاها شوية؟
اربكها بشدة لتنفي بهز رأسها، مسبلة اهدابها عن مواجهة ثاقبتيه، لتبدو امامه كطفلة مذنبة ، فواصل ما بما يشبه التوبيخ:
– كان المفروض تنزليلها يا زينب انا برا البلد وجوزك كذلك، ودي حاجة مفيش اسهل منها .
بررت بما طرأ برأسها:
– مخدتش بالي ، لأن انا ما بنزلش اصلا من شجتي، وبرضك على حسب علمي، البيت مليان، اينعم هما عازلين قي شججهم بس برضك بيجوا يطلوا عليها.
صدر صوته بنبرة حازمة اجفلتها:
– ما تتكليش على عيال نبيهة وستهم، انا خليتهم في مبني لوحديهم عشان يفضل البيت هنا هادي بعيد عن الدوشة، اخرهم يجوا يطلوا وبعدها يرجعوا بيوتهم، يبجى انتي مسؤولة كدة عنها وعن كل صغيرة وكبيرة في البيت ومن واجبك تشوفيها ، تطمني عليها كل يوم وتشرفي على أحوال البيت.
ارتفعت عيناها الجميلة اليه تشير نحوها بسبابتها مرددة خلفه بعدم استيعاب:
– انا مسؤولة عن البيت هنا! ازاي يعني؟
صمت قليلًا وكأنه يتأملها وهذه الهالة الجاذبة بها، ولكن الحديث لم يحتمل فخرج رده :
– ازاي دي يفهمهالك جوزك، المهم تنزلي دلوك تراضي جدتك فضيلة واتغدي معانا بالمرة.
شرع بالذهاب وفور ان التف عنها ردت خلفه باعتراض:
– لكن انا شبعانة ومش عايزة اكل.
عقب دون ان يكلف نفسه عناء الالتفاف:
– انا جولت تراضيها يا زينب، يعني مش لازم تبجي جعانة عشان تأنسبها في الاكل………، متنسيش .
ختم بالأخيرة ليهبط الدرج، وقد لاح برأسه صورتها الاَن وهي حانقة بعد التوجيه لها بتعليماته، وهذه الاشياء المفاجئة، يعلم ان لها الحق، لكن من غيرها يستحق الاَن.
وصله صوت غلق الباب بعنف، ثم خطواتها وهي تهبط الدرج من خلفه، ليمط شفتاه بابتسامة جانبية وقد اسعده طاعتها.
❈-❈-❈
بعد قليل
على مائدة السفرة، اجتمع الاثنان مع المرأة العجوز والتي اشرق وجهها بفرحة لانضمام زينب معها لتناول الطعام، حتى اشعرت الاخيرة بتأنيب الضمير، لأنها بالفعل غفلت عن السؤال عنها، حتى الطعام لم تكن لها شهية به، وذلك لانها سبقتهما بتناوله مع صديقتها، لكن فضيلة لم تكف عن توجيه العتاب لها وهي تراها تتلاعب في طبقها :
– تاني هنبهك ع الوكل يا زينب، يا بتي لو مش عاجبك جولي ع اللي نفسك فيه متتكسفيش، كل اللي بيخدموا هنا تحت امرك.
تبسمت بحرج وقد التقت عينيها بذاك الذي كان يتناول الطعام بصمت ، لتبرر للمرأة:
– يا جدة مفيش داعي نتعب الناس، ما السفرة عليها خيرات ربنا، انا باكل اها.
قالتها ثم وضعت قطعة صغيرة من الدجاجة ثم تلوك بها داخل فمها حتى تصرف المرأة عنها ، وامامها من الناحية الأخرى حامد يأكل بشهية ذكرتها بزوجها العزيز، فهو الأخر اكثر نهمًا في كل شيء، انتفضت داخلها مع تذكره ، وقد عاهدت نفسها ان تريح عقلها منه اليوم بغيابه، لتعود عن شرودها، ولكن هذه المرة انتبهت على مرور احدى العاملات تقترب من المرأة لتضع امامها طبق ما ، وفور ان انتبهت زينب على محتواه، هلل وجهها بلهفة:
– دا رايب يا جدة، انتي بتاكلي رايب ع الغدا زي جدتي روحية الله يرحمها.
تبسمت العجوز بمودة توميء برأسها:
– وه يا زينب، لساكى فاكرة عوايد جدتك، روحية كانت بتحب العادة دي ع الوكل، وانا يعني لما تهفني نفسي بطلبه من البنتة، لو عايزة يجيبولك انتي كمان.
كانت اللهفة مرتسمة على ملامحها هي الدليل الكافي على رغبتها، ولكن التردد جعلها تتأخر لحظات، فجاء هتاف الاخر يجفلها بحزمه:
– بت يا وهيبة.
حينها اتت الخادمة سريعًا تلبي النداء، فوجه لها الأمر على الفور:
– هاتي طبق رايب لستك زينب، ومتنسيش بعد كدة تطلعيلها بواحد كل يوم.
اومأت الفتاة رأسها سريعا بطاعة لتجيب مطلبه، أمام دهشة زينب التي افتر فاهها بدهشة، لا تعلم ان كانت تشكره ام ماذا؟
ولكنه عاد يواصل طعامه، ثم يرفع عيناه فجأة يلتقط نظرتها بغموض يكسو ملامحه، فخجلت هي لتسبل اهدابها عنه، قبل ان تنتبه على قدوم الفتاة العاملة، تضع امامها طبقها، فتهللت اساريرها بفرحة لم تخفى على الاثنين، لتضع ملعقتها به وتتناول بتلذذ جعل فضيلة تعلق بحنين:
– الله يرحمك يا روحية، صحيح اللي خلف ما ماتش.
تبسمت ترفع ابصارها اليها ف اصطدمت بنظرة الاخر، وقد كان متابعًا ، ليدنو نحو طعامه بعد ذلك يلوكه ببطء وكأن عقله مشتتا بأمر ما.
ثم يتلقى فجأة اتصالا مفاجئا، لتعلم زينب بهوية المتصل فور ان اجابه:
– ايوة يا ضاحي عملت ايه عندك……… امممم،…… زين زين، انا كمان كلمت اخوك راجح وهو طمني ان البلد هناك ان شاءالله في إيدينا……. يا سيدي ربنا يوفقك…… مين؟……
انتقلت عيناه في الاخيرة نحوها قبل ان يجيب الاخر:
– ايوة هي جاعدة بتتغدى معانا…… حاضر.
قال الاخيرة ثم امتدت يداه نحوها بالهاتف:
– خدي يا زينب عايز يكلمك.
ابتلعت لتتناول الهاتف منه، تخفي بصعوبة ضيقها، امام الاثنان:
– الوو ايوة يا ضاحي،…….
وصلها الصوت الغاضب:
– من الصبح برن ما بتروديش ليه يا زينب، كدة من اول يوم اغيب فيه.
نهضت عن مقعدها، لتبتعد عنهما بمسافة كافية، حتى لا يصلهم الصوت المحتد، وتجيب بصوت خفيض حذر:
– اخوك هو اللي جالي انزل لجدتي فضيلة ووانسها يا ضاحي، والتلفون كان ع الكومدينو ونسيت اجيبه معايا، بس انت لو مش عايزني اجعد معاها، اطلع على طول ومنزلهاش تاني .
لانت حدته بعد كلماتها، وقد استوعب عذرها الان ثم يلطف بقوله:
– ماشي يا زينب ليكي عذرك المرة دي، المهم عملتي ايه النهاردة من غيري؟
ارتفع.طرف شفتها بعدم استيعاب ليخرج ردها بدهشة:
– ايه السؤال ده يا ضاحي؟ هو انت في إيه ولا في أيه؟
وصلها صوت الضحكة التي جلجلت في أسماعها ثم يقول:
– حتى لو مش فاضي يا زينب ، انا اعرف زين اخطف لي عشر دجايج بعيد عن الكل اناكفك فيهم، مش بجولك وحشتيني دا انا كمان……..
أكمل بعبارات وقحة، لتزفر هي شاعرة بالاختناق من اسلوبه واصراره المستفز كي تجاريه في مجونه، ضارباً بعرض الحائط رفضها له هو من الأساس، ولكنه لما قد يهتم مادام يحصل على ما يبتغيه منها دائمًا ان كان بالرضا استسلامًا أو بالجبر.
– قطعت فجأة استرساله لتنهي المكالمة الثقيلة:
– جدتي فضيلة بتسأل عليا، سلام بجى وروح انت شوف اللي وراك.
انهت على الفور دون انتظار اجابته، لتعود نحو الطاولة، فتعيد الى حامد هاتفه، والذي تركزت ابصاره بها، وكأنه يستشف حالتها .
لتجلس هي امام طبقها وقد ذهبت شهيتها، فتزيد عليها فضيلة بسجيتها :
– شوف الملعون يتصل عشان يكلمك ويطمن عليكي، ونسي جدته، اه يا بت عزيزة نسيتي الواد اسمه، والله دي عجوبة يا ولاد.
قالتها المرأة وصدرت ضحكتها ترن بصخب، ف استجابت لها زينب بابتسامة اغتصبتها بصعوبة. ولكن ملامحها الحزينة كانت ابلغ رد لهذا المتابع جوارهم بصمت، وكأنه علم ما بها.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أكل الذئب زينب)