رواية عيسى القائد الفصل الخامس عشر 15 بقلم آية محمد
رواية عيسى القائد البارت الخامس عشر
رواية عيسى القائد الجزء الخامس عشر
رواية عيسى القائد الحلقة الخامسة عشر
” دي حقيقـة يا فـندم، و زوجـي برا معايا.. الاستـاذ منتصـر عـلي إدريس “…
صـرخ مجدي يحـتد ويعترض غاضبـا:
” يعنـي اي؟! وامتي؟! وازاي من غير موافقتي، يا باشا مينفعش البنت البكـر تجـوز نفسها من غير ولي، مينفعش من غير موافقتي “..
أجابه قـاسم بغضب:
” وكذلك، أنت ملكش الحق إنك تجـوزهـا من غيـر موافقـتهـا يا مجـدي “..
قالت فردوس بهـدوء وثبـات:
” يا قـاسم بـاشـا، حضـرتك الراجل دا بقـالي كتيـر أوي معرفش عـنه اي حـاجة، وكمـان أنا أخويا الكبير هو اللي جـوزني بصفتـه المسؤل عني طبعـا بعد ما أبويا اتخلي عني.. فياريت القـانون يقول رأيه في حاجه زي دي، البنت اللي أبوها سابهـا وجالها اللي يطلبها في الحـلال تعمل اي!! “..
ألتفـت قاسم تجـاه مجـدي يقول بحده:
” اعتقد اني كـدا عملت اللي أنت كنت عـاوزة، برغم إنك متاخـد تلبس في القضيـة.. صدقني يا مجـدي لبـساك يعنـي لبسـاك، و بالمناسبـة.. أنا الشاهـد الأول علي عقد جـواز المدام فردوس و الأستاذ منتصـر “..
ابتسـم قاسم بإنتصـار وهـو يري نظرات مجـدي الغاضبـة، فها هي الثغرة الوحيـدة التي ظنهـا قد تُنجيـه عرضته لخطـر أكبـر، لم يظنه لن يتمكـن من إقناع فردوس بالشهادة لأجلـه، فبرغم كل شيئ هي الوحـيدة التي عاشت معه، لم يعرف أن ذلك السبب كان أقوي دافع لها للشهادة ضـده…
تحـركت فـردوس للخـارج لتجـد عيسـى ومنتصـر بإنتظـارها، نظرة سريعـة مرتبكـة تجـاه منتصـر ثم وجهت عيناها لعيسى تقـول بهدوء:
” الظابط عـاوزك جـوا يا عيسى”..
اومأ عيسـى برأسـه وتحـرك للداخل بينمـا هي اقتربت تجـلس مكـانه وبجـوارها يقف منتصـر يستند بظهـره علي الحائط، كل منهـا قد عاد لذلك اليوم من اسبوعين..
“نـاوي يجـوزها بكـرا.. وهو يقدر يعمـل كدا يا عيسـى، بس متقـلقش أنا كلمت قـاسم و هنتصرف في الموضوع”
” وإن معرفناش؟! و إن عمل كدا؟! ساعتهـا فردوس هتعـدي بنفس اللي حنـة مرت بيـه!! اللي أنا لحـد النهاردة مش عارف أثبت إنها كانت متجـوزة!! وساعتهـا لا هبقي عرفت أحمي دي ولا دي “…
” طيب إهدي، متفكرش بسلبيـه كدا و خليك عمـلي.. أنا عارف إنك خايف عليها بس أنت عيسى القائد و المره دي أنت موجود، متقارنهاش بحنة لأنك ساعتها مكنتش معاها “…
” جـواز فـردوس هـو الحـل الـوحيد، لازم تحط احتمالات كتيرة يا منتصـر، ما ممكن يهربـوا بكرا؟! يمكن يعـرفوا إننا وصلنا للي هيعملوه فيغيـروا المكـان!! ساعتهـا…
قاطـعه منتصـر بتعجب:
“أول مرة أشوفك خايف كـدا يا عيسـى!!! مالك دا إحنا عـدينا بأكتـر من كدا بكتـير”…
أجابه عيسـي بآسى:
” خايف عليهـا، أنا لا خايف من مجـدي ولا من عمـايلـه بس خايف تحصـل حاجه أكبر منـنا، متنسـاش إننا لسـه مش عارفيـن مين اللي معـاه المره دي، ما يمكـن حد أكبـر من ما متخيـلين و ساعتهـا تضيع بقي بـعد كدا دا، الحـل إني أجوزها فعـلا.. والنهـاردة”..
أقتـرب منتصـر يجـلس بجواره يسأله بتعجب:
” طب أنت عندك خطـة في دماغك؟! يعني ازاي هتجوزها النهـارده؟! مين طيب! “..
نظـر لـه عيسى ثم صمـت لدقائق حتي استـوعب منتصـر فصاح بحـده:
” أنا!!! بس أنا مش عاوز أتجـوز.. أنا بحب نسرين ومش هينفع يكـون في حيـاتي واحدة غيـرها، لو اتجـوزت أختك هظلمها يا عيسى “…
” وأنا مطـلبتش منك تتجـوزها يا منتصـر.. وممكن خلال الكام ساعـة الجاييـن نكتشف إن مفيش حـل تـاني و بردو مش هطـلب منك “..
تحـرك عيسـى بعيـدا عنه وظل منتصـر مكـانه حائرا، أي ساعـات قادمه؟! فها هي تقـترب من الثانيـة عشر، أعطـاه عيسى كـامل الحريـة ولكنه يشـعر بنفسـه مُقيـد، هو لـن يتركهـا لهم في النهاية ولكـن! الزواج منها؟!!
كـان عيسـى يُعـاني من كثـرة التفكيـر في تلك اللحـظة، يخشي الإخفـاق هذه المره، فبـرغم مروره بمواقف اكثر خطـورة و قضـايا أكثر تعقيـدا لكن عنـدما تعلق الأمر بعائلـه بات أكثـر صعـوبة، يخشي مجـهولا لا يعرفه، فماذا لو كـان ذلك الرجـل الذي يعمل مجدي لصالحه أكثر خطورة مما يتـوقع؟! ماذا لو تمكن حقا من أخذ فردوس!!!
أقترب منتصـر مجـددا، فهو لازال يـُريد المساعدة ولكـن ليس بهـذه الطريقـه.. قال عيسى بهدوء:
” سلـيم مغـاوري، واحد من أكبر تجـار المخـد’رات في البـلد، عارف ليـه لحد دلـوقتي محدش عـارف يعمـله حاجـه؟! بعـد ما قدرت أوصـله و أعرف مكـانه وكنا خلاص هنتحـرك لحـد ما عرفنـا إن بيسنـده حد تقيـل أوي في الداخليـه، قـاسم قـالي الناس دي فـوق القانـون و سحب نفسه من القضيـة “…
” سحب نفسه من القضيه ويعـني اي فوق القانـون؟!! “..
” خلينا واقعيـين يا منتصـر، في حـاجات كتيـر أكبر مننـا “…
” وأنت خـايف من بكرا علشان كـدا؟! عشان المـوضوع يخص أختك “..
أومـأ عيسـى برأسـه بتعـب ثـم وضـع وجـهه بيـن كفيـه، نـظر منتصـر له بإضطـراب ثم قـال بشرود:
” قـوم هات مأذون وأقنع أختك وتعـالا… “..
رفـع عيسى رأسه ينظر لـه بدهشـه ثم عبس وجـهه يقول بضيق:
” لا.. اطلب إيديهـا بأدب “..
تشنجـت ملامح منتصـر ولكنه وقـف يقـول بحده:
” بعد إذنك يا قـائد بطـلب منك إيد الآنسـة فردوس، ربة الصون والعفاف “..
سأله عيسى بحيره:
” هنلاقي مأذون فيـن دلـوقتي!!!! “…
عـودة للحاضر……
وقفـت فـردوس عنـدما رأت أبيهـا مجـددا، يأخذه العسـكري لداخل السجـن من جـديد، مر أمامهـا ينظـر لها ولمنتصـر بضـيق ثم ابتعـد عنهم وتخـلصوا أخيرا منـه ومن أفعاله التي كـادت تُحيـل حياتهـم لجحيـم…
قـال عيسى بهـدوء:
” كدا خـلاص.. يـلا بينـا يا منتصـر أنت هتتغـدي عندنا النهـاردة “…
” يـا ريت علشـان بطـني نشفت من أكـل الشـارع “..
ابتسـم عيسـى وتحـرك تاركـا الإثنـين خلفه فأشار لها منتصـر بصمت أن تتحـرك أمـامه فتحـركـت بالفعـل وهي تشعـر بالملل من ذلك الصامـت، الممل، المقيـت..
وكأنـه تزوج من أنثي الغـوريـلا الغليظـة فبـات يلعـن حظه!!
اعطـاه الرب فتـاة أيقـونه في الجمال مثلهـا هي، ألا يُقيم الليل ليحـمد ربه علي مثـل هذه النعمه؟! يا له من احمق…
هـكذا كـانت تُفكـر فردوس ولكـنها قالت ببلاهه:
” عاوزة مفتـاح شقتك “…
سألها منتصـر بتعجب:
” ليه!! “..
” كدا هبقي آجي اي وقت فاضية فيـه أعملك أكـل وأسيبهـولك في التلاجة “..
” لا شـكرا متتعبيش نفسك “..
” ولما تمـوت منـي بسبب قلـة الأكل أبقـي اترملت في أول عمري!! “….
أجابهـا بسخـرية:
” أنا بـاكل علفكـرا عـادي بس باكـل من بـرا “…
” وتتخـن بقي؟! و العضـلات دي تـروح والهيبـة تروح؟! يعنـي اي أنا ميفعـش جوزي ميبقاش رياضي ومهتم بنفسـه، أنا موافقتش عليك من فـراغ “..
” اه يعني أنتي واخـداني شكـل وجسم دا اي الإستغـلال دا!! “..
قالت ببـراءة:
” لا والله عيسى قـالي إنك طيب وغلبان فقولت اكسب فيك ثـواب “…
ضحـك منتصـر واتجـه يفتح لهـا الباب الخلفي للسيـارة فغمزته قائله بضحك:
” لا وجـنتل مان كمان “..
جـلست بالداخل فألتفت لهـا عيسي يقول بحنق:
” يا بت بطلي تدلقي عليـه خليكي تقيـله “..
” جـوزي يا عيسى هو حد غريب، بقـوله أروح أعمله كام أكل مش راضـي “…
” تروحي فين يا بت!! مكانش كتب كتاب يعني، لسه يا اختي فرحكم بعد سنـة ونص يعـني متخطيش باب بيته غير وقتهـا وبس “…
” هروح لما يكـون في الشـركة “..
” وأنا يعني مش واثق فيه!! أنا أقسم بالله ما واثق فيكي أنتي، اتهـدي وإتلمي يا فيفي ماشي!! ”
قالهـا بحده ففضلت الصمـت وإلتفـتت تبحث عن منتصـر الذي بقي بالخـارج يفحص إطـارات السيـارة ثم دلف وأخيرا يقـول بهدوء:
” الفردة اللي الناحية دي مهويـة شوية فنبقي نعملها في الطريق “..
أومـأ عيسـى برأسـه وتحـرك بالسـيارة ليعـود بهـا لمنزلـه وأخيرا بعـد إنتهاء كل تلك الأحداث القاسيـة…
………………………………..
” مـالك!! “..
سألها وهو يضـع حقيبتهـا بالداخل فاجـابته:
” مش حـاسـه إن ينـفع، أنا عارفـة إني فضلت في البيت دا كتيـر بس ساعتها كـان الوضع مختلف بالنسبـالي “..
” زيـن.. وأخيـرا بعـد شهور أهلك بـدأ يبـان عليهـم الراحـة و حياتهم بـدأت تستـقـر، بلاش نعمل اي تصـرف يطلع مننـا يخليهم يشكـوا فينا، عـامة أنا وأنتي مش هنفضـل لوحدنـا… تعـالي أدخلي بس في حد عـاوز أعرفك عليـه “..
تحـرك سليـم للداخـل يبحـث عنهـا، أختـه الوحيدة وأقـرب الأشخاص لـه فهي صديقتـه ومؤنستـه الوحيدة لسنـوات طفولتهـم وصباهـم…
خـرجت سلمي وهي تحمـل بيدها معلقـة الطـعام الكبيـرة فتركـتها علي الطـاولة وأقتـربت تـرحب ب زيـن:
” يا أهلا وسهـلا نـورتي بيـتك، اي القمـر دي يا سليـم وقعت واقف”..
قال سليم بهـدوء:
” دي سلمي اختي، جـوزها مسافـر شهـر هتفضـل فيه هنـا معـانا، بصـوا بقي أنتم الإتنين هتقعـدوا في الاوضة الكبيرة بتاعتي وأنا هنام في الأوضة الصغيـرة “..
احتجـت سلمي تقول بمزاح:
” إي دا هـو أنا جيـت أفرق الأحبـاب ولا اي؟!!! “..
قال سليـم بإبتسامة:
” لا طبعا محدش يقـدر بس علشان انا حاببكم تتعرفـوا علي بعـض.. بـلا بقي استعجـلي الغداء بالله جعان أوي ولسه هرجع المستشفي “..
” يا حبيبي الأكـل جاهز، أدخلي يا زيـن غيري هدومك هكون حطيته علي السفـرة وأنت خليك بقي بلبسك طـالما نازل تـاني بقي “..
أومـأ برأسـه ثم ارتمي بجـسده علي الأريكـه و تحـركـت زين للداخـل، جـلست علي الفراش بعدمـا اغلقت البـاب خلفهـا و بدأت في البكاء تُحـاول كتم صوتهـا لئلا يسمـعه ايا منهـما…
هي لا تـريد تلك الزيجـة أبدا، يبدو الأمر مريبـا بالنسبة لله ان تتضطـر للبقـاء مش شخص لا يُحبهـا أو تُحبـه، شخص تزوجـها شفقـة، تزوجـها ردا للمعـروف الذي قدمه والدها له ولأختـه..
أيـن فارس أحلامها الذي ستحيـا معه أجمـل قصة من قصص العشـق و يأتي ليأخذها من أبيـها، بفستان أبيض فخم و زفـاف كبيـر يجتمـع به كـل أحبتها، أين أحلامها، أين ذهبت وتبخـرت!! ولأجل ماذا!! لأجل ذنب لم تقتـرفه هي!!!
…………………………………………
” عيسـى عازم النهـاردة عريس أختـه، صحيح والله موضوع جـوازهم دا يخـلي الواحد يستعـد لأي حاجه ممكن تحصـل، ربنا يوضع في قلب كـل واحد فيهم الحب للتـاني، هو أبوها هيتحكـم عليها إمتي يا خالد!! “..
” مش عارف لسـه معاد القضيـة يا مـاما، بس يارب ياخد حكـم كبيـر، الراجل دا شيطـان “..
” واي شيطـان، مش كفايـة اللي اللي عمـله في أختهـا، لا كمـان عاوز يكسب من ورا التـانيـة هي كمان “…
قـالت والدته بآسى:
” والله ما حد صعبان عليـا في كل الحكايـة دي زيهـا يا حبة قلبـي، البت لسـه صغيـرة علي اللي هي فيـه دا، اتظلمـت معـاه وهي ملهاش ذنب، عارف البت حنة دي بتفكرني بمين؟! “..
أجابها بهدوء:
” ب نـور الله رحمهـا.. نفس هدوئهـا “..
” عشان كـدا بحـب اقعـد معاها، طول ما أنت في الشغـل وأبوك مع العمال في المكتبـه بخليهـا تطلع تقعـد معايا بتسـاعدني في عمايل الأكل “..
” طيب كـويس، أهو لاقيتـي حد يسليـكي، أنا أصلا هيبقي عندي زحمـة شوية في الشغل الفترة الجـاية وإحتمال أطبق يومين وتلاته في المستشفي “..
” ربنـا يقـويك يا حبيـبي يا رب، متقلقش انا بقعـد مع الست زينات شوية و مع البنات شـوية و حنـة بتطلع تقـعد معايا، هي لسه مرجعتش الشغـل، عيسى قالها ترتاح شوية وهو هيعرف يشغلها علطول “..
” أحسن خليها تـرتاح.. عمـلالنا غداء اي صحيح! هروح أنادي بابا من المكتبـه ونتغـدي عشان أرجع المستشفي “..
بالأسفـل دلـف عيسـى و خلفـه منتصـر وفردوس وألتفـوا جميهـم بعد دقـائق علي طاولـة الطـعام وبـدأت زيـنات كالعادة تضـع الطعام بكثرة أمام منتصـر:
” أنت وشك خاسس كدا ليـه؟! “…
” فين الخسسان دا يا طنط ما أنا زي الفـل أهو؟! “…
” وشك ممصـوص لا أنت مش عاجـبني “…
تنهـد منتصـر بتعـب، ربمـا بإمتنـان أيضا لإهتمـام الجميـع به خـلال الفترة الماضـيـة، وضعـت أمامـه فردوس بعض الطـعام تقول بضيق:
” عشان تسمع كـلامي “..
ابتسـم لها منتصـر يقـول بسخرية:
” والله أشك إنك أنتي اللي حطيتي الفكره دي في دماغها، أنا مش خاسس أنا باكل أصلا أكل مليان سعرات، مش عشان قاعد لـوحدي أبقي مباكلش، أساسا أنا باكـل مع عيسى في الشركة، اشمعنا هو مبتقولوش ليه كدا، أنتي اللي مسخـناهم عليا “..
كانت تجـلس بجـواره فأقتربت تهمس له:
” هتجيب المفتـاح ولا أسـرقه “..
أجابها بهمس:
” أقسم بالله أنا لولا عارف إن دماغك لاسعه لكنـت شكيت فيكي دلـوقتي، أنا أخاف علي نفسي منك “…
قالت بهدوء كأنها تطمئنه:
” لا متقلقـش خلي عندك ثقـة فيا، أوعي تخـاف علي نفسك وأنت معايا “…
ضحـك منتصـر بسخـرية ثم أكمـل طعامه تحت نـظرات عيسى الغاضبـه وإبتسـامة فردوس، شـردت بـه وهي تتذكر تلك الليله بكل تفصيـلة بها…
فـلاش باك…
” والله أبوك دا أعر حاجـة حصلت في حيـاتنا، عاوز يبيعني!! طب والله لأبيعه اللي قدامه واللي وراه “…
” اسكـتي ركزي في اللي بقوله… أنا دلوقتي شايف إنك لو اتجـوزتي هو مش هيقـدر ينفذ اللي في دماغك”..
” وماله يا اخويا بس هـلاقي منيـن عريس الساعه اتنين بليـل!! أنت فاكرني جورجيـنا “..
” مهـو.. إي رأيك في منتصـر “..
ضحكت تقـول بسخرية:
” وماله حـلو والله بس مش هيبلعـني دا لو عشت معاه في بيت واحد “..
” لا متقلقيش هو لو أخدتيه عليكي مش هيعملك حاجـة “..
أجابته بشرود:
” طب والله حـلو مش وحش، طول بعرض بعـضلات، ومعاه مسد’س هبقي أخده اتصـور بيـه، خلصانه يا أخويا أنا موافقـة “..
نـظر لها عيسـى بآسى ثم تحـرك سريعـا ليعـود للجميـع…
عودة للحاضـر..
بعـد جلسـة لطيفـة عائـليه تحـرك منتصـر وأخيـرا للخـارج فتحـركت هي لتـودعـه فألتفت يقول بهدوء:
” شكـرا علي الأكل يا فردوس تسلم إيدك “..
إبتسـمت له أيضـا وقبـل ان تتحدث أمسك بيدها ثم ترك لهـا نسخـة من مفتاح شقتـه يقول بهـدوء:
” أنا بكـون في الشغـل من الساعه 9 لحد الساعة 4.. مش عـاوز نكون هناك في نفس الوقت، مش علشان حاجه أنا مبيهمنيش كلام حد أنتي مراتي بس علـشان عيسى ميتضايقش “…
أومـأت له برأسهـا بـهدوء هذه المره ثم انتـظرت ذهابه وعادت للداخـل..
لم تنتـظر كثـيرا وتحـركت في اليـوم التـالي تجـاه منـزل منتصـر في تمـام الساعة الثانيـة عشر، وقفت بغرفـته تبحـث عن الشئ الوحيد الذي آتت لآجـله.. صورة لزوجته العزيزة، ظلت تبحـث بكل الغرفة ولم تجـد شيئا حتـي انتفضت علي صوته يأتي من الخلف:
” بتدوري علي اي!! “..
” أنت اي اللي جابك دلوقتي!! “..
” جـاي أعرف السبب الأساسي لإصرارك علي إنك تيجي هنـا، هي ماتت يا فردوس عـاوزة اي أنتي؟! “..
قالت بهـدوء وهي تتحرك تجـاهه:
” عاوزة أعـرف هي أحلي مني ولا لا.. عاوزة أعرف أنت حبيتهـا ليه عشان أعرف أخليك تحـبني “..
” أنا لو كنت شايف إن الجواز بيقوم علي الحب بس مكنتش عمري وافقت علي جوازنـا “..
” ليه؟! علشان مش هتحب واحدة غيرها صح!! “..
قـال منتصـر بتعب:
” نسـرين ميته من تـلات أسابيـع، لو لقيتيني قـدرت انسي البنت اللي حبيتها لسنين واتجـوزتها وعيشت معاها في البيت ده بالسهولة دي يبقي اتوقعي مني انسـاكي أنتي في غمضـة عيـن.. هي عارفه عني اللي أنتي مش عارفاه، هي اتقبلت فيا اللي أنتي عمرك ما هتتقبـليه “…
” خيـرني، قـولي وأنا هتقبـل زيهـا وزيادة، علشان هي حست مـعاك بالحب وأنا حسيت اللي أكتر من كدا، بالثقـة والأمان اللي عمري ما حسيـته من قبل ما اقابلك أنت وعيسى”..
قـال بسخريـة:
“هتتقبـلي فيـا اي!!
إني كنت مـدمن؟!
ولا أن أمي رقـاصة..
ولا إني مش عارف ميـن أبويا لحد النهاردة؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيسى القائد)