روايات

رواية العشق لعبة الشيطان الفصل الأول 1 بقلم جومانة

رواية العشق لعبة الشيطان الفصل الأول 1 بقلم جومانة

رواية العشق لعبة الشيطان الجزء الأول

رواية العشق لعبة الشيطان البارت الأول

العشق لعبة الشيطان
العشق لعبة الشيطان

رواية العشق لعبة الشيطان الحلقة الأولى

كان يجلس فوق مقعده في مكتبه داخل جهاز الأمن الوطني ومُمسكًا بين يديه ملفًا يحتوي على معلومات في غاية الأهمية بالنسبة إليه.
مرر عينيه على الصورة الشخصية الموجودة وهو يتفقدها لبضع دقائق، ثم مرر نظره على الاسم المُدون بجوار الصورة وقرأه بصوت خافت: حَلا أيوب عبد الرحيم، ثم بدأ في قراءة تلك المعلومات التي توجد بالملف، بعد مرور بعض الوقت أغلق الملف ووضعه فوق طاولة مكتبه.
ثم ابتسم تلك الابتسامة البسيطة وأردف : كنت حاسس أنك هي.
أغمض عينيه ثم سمح لعقله باسترجاع ما حدث معه منذ ذلك اللقاء الأول الذي جمع بينهما.
✓✓ فلاش باك flash back
– بعد أن انتهى من مهمة كان مُكلفًا بها عاد إلى الفيلا التي يقطن بها مع عائلته.
(داخل فيلا عائلة الأزلي)
دلف إلى داخل الفيلا فـ التقى في طريقه بمدبرة المنزل تلك السيدة الخمسينية التي تُدعى “نصرة” .
_مالك بيه، حمد الله على السلامة.
=الله يسلمك يا دادة.
ابتسمت إليه ثم تساءلت: تؤمرني بأي حاجة؟
_ لا، متشكر يا دادة… أنا حاليًا هروح أخد شاور سريع وأريح ساعتين وبعدها هروح أجيب “چوان” من المخيم.
– أومأت له بإيجاب، ثم وجدته يسألها عن تلك الممرضة الخاصة بالاعتناء بزوجته.
_ هي الممرضة الجديدة جات النهاردة؟
= أيوة جات في معادها بالظبط وموجودة في أوضة “ألين” هانم.
– همهم لها بإيجاب ثم أردف إليها: ماشي تمام يا دادة، تقدري تروحي أنتِ دلوقتي.
– أومأت له بإيجاب ثم انصرفت من أمامه، أما هو فتحرك إلى الدرجات الرخامية المؤدية إلى الطابق الثاني من الفيلا، قاصدًا التوجه إلى الغرفة الموجودة بداخلها زوجته المريضة “ألين”.
– وصل أمام الغرفة ومد يده إلى مقبض الباب وضغط عليه ليُفتح الباب بعدها وظهر من خلفه الغرفة المُجهزة بأحدث الأجهزة الطبية فهي تعتبر غرفة مُصغرة لغرفة عناية مركزة بأي مستشفى خاصة عالية المستوى.
– ترك مقبض الباب وتحرك بخطواته إلى الداخل ليجد تلك الممرضة تقف بجانب الفراش التي تتمدد عليه زوجته المريضة.
_ حالتها إيه؟ “تساءل بنبرة يتضح بها الحزن الشديد وهو يتأمل حالة زوجته وجسدها الذي بدأ في النحافة تدريجيًا بسبب سيطرة المرض عليه، فظهر ذلك من خلال التواء أصابع يديها وقدميها .
– استفاق على إجابة تلك الممرضة له: هي حاليًا كويسة بس للأسف مفيش أي جديد في حالتها.
– استنشق بعض الهواء وزفره ببطء، ثم اقترب من الفراش ووضع يده فوق رأسها وهو يداعب بأنامله خصلات شعرها ثم أردف إليها بنبرة حزينة: وحشتيني جدًا يا “ألين”، دُنيتي وحشة من غيرك، قومي يا حبيبتي متسبنيش فيها لوحدي أنا وابننا .
– ثم أخفض رأسه قليلًا وطبع بشفتيه قبلة لطيفة فوق جبينها، ثم استقام برأسه مرة أخرى ورمق تلك الممرضة وسألها: خليكِ معاها وخلي بالك منها كويس أوي.
_ حضرتك دي في عينيا “أردفت إليه بنبرة رسمية.
-أومأ لها ثم أخبرها بنبرة حادة: على فكرة أنا مشيت كذا ممرضة بسبب إهمالهم في رعايتها فخلي بالك أنتِ كمان لأنو أي تقصير منك اتجاهها هتحصليهم، مفهوم.
– للحظة شعرت بالخوف منه بسبب أسلوبه الحاد ولكن تغلبت على ذلك وأومأت له بإيجاب ثم أردفت إليه بنبرة رسمية: مفهوم حضرتك.
_ هي كلت ولا لسه؟ تساءل.
= أيوة حضرتك لسه حالًا.
– أومأ لها مطمئنًا بعد أن علم أنها تناولت طعامها؛ فهي تتغذى على السوائل التي تُنقل إليها عبر أنبوب المعدة.
-تحرك ليخرج من الغرفة، لكنه توقف واستدار إليها قائلًا: فكريني بـ اسمك كدة ؟؟
_ ابتسام … اسمي ابتسام حضرتك.
– أومأ لها ثم عاد برأسه للامام مرة أخرى و خرج من تلك الغرفة
– توجه إلى غرفته التي كان يشاركها مع زوجته سابقًا، والتي أصبحت الآن خاصة به وحده بعد مرض زوجته.
– دخل غرفته وبدأ في خلع ملابسه قبل أن يتوجه إلى الحمام للاستحمام.
– بعد قليل، خرج من الحمام وهو يلف منشفة بيضاء حول خصره ويمسح بأخرى صغيرة خصلات شعره.
– وضع المنشفة جانبًا واتجه إلى الخزانة ليأخذ ملابس داخلية قطنية وأخرى للبيت.
-خلع المنشفة الملتفة حول خصره وبدأ في ارتداء ملابسه، ثم بعد الانتهاء أمسك هاتفه وتوجه إلى الفراش ليستريح.
-بعد ساعتين، رن منبه هاتفه، فاضطر إلى الاستيقاظ رغم رغبته في الراحة.
بعد فترة، انتهى من ارتداء ملابسه وخرج من غرفته، نزل إلى الطابق الأول حيث التقى بزوجة عمه “مايسة” .
_ مَالِك، ازيك، رجعت بسرعة يعني من المأمورية بتاعتك، سألت بنبرة هادئة.
= انا كدا بحب أنجز اللي في أيدي بسرعة، مايسة هانم.
_ و دا اللي بيعجبني فيك انك عملى زيي بالظبط.
– نظر إلي الساعة الموجودة حول معصم يده ثم أردف : لازم أستأذن دلوقتي، يا مايسة هانم.”
_ اتفضل يا حبيبي.
– ابتسم لها ابتسامة خفيفة لم تصل إلى عينيه وتحرك مغادرًا الفيلا .
– أما هي فقامت بالنداء على مدبرة المنزل: نصرة.
_ تحت أمرك، مايسة هانم.
= احمد فين؟؟
_ كابتن أحمد خرج من الصبح.
= ايوة يعني خرج من الصبح راح فين؟
_ انا معرفش، ما أنتِ حضرتك عارفة محدش يعرف تحركات كابتن احمد هو مش بيعرف حد.
– التوى فمها ثم أردفت بنبرة منزعجة إلى نصرة: طيب خلاص، روحي شوفي شغلك.
لتنصرف الأخيرة من أمامها بينما أخذت هي تردد مع نفسها: الولد دا هيجنني في يوم من الأيام ، مش عامل حساب لـ حد وماشي مع نفسه .
– تحركت إلى الأعلى لغرفتها لترتاح قليلًا بعد يوم شاق في العمل بالشركة العائلية، حيث تشارك في إدارتها مع زوجها، رجل الأعمال البارز، عصام الأزلي.
– بينما مَالك، فقد استقل سيارته متجهًا إلى المخيم الذي أقامته المدرسة، حيث يدرس ابنه الصغير چوان. وفي طريقه، توقف أمام متجر ألعاب معروف لشراء لعبة للأولاد.
بعد قليل، وصل إلى المخيم وتوقف بسيارته عند البوابة.
نزل من السيارة متأكدًا من أخذ اللعبة التي اختارها لابنه.
سمح له حراس الأمن بالدخول بعد التعرف على هويته كوالد أحد الأطفال المشاركين.
تأمل المخيم ولاحظ أنه يقع في مكان جذاب محاط بمساحة خضراء واسعة، ومزين بخيم ملونة متعددة الألوان.
انتبه من شروده عندما اقتربت منه مديرة المدرسة، التي كان يعرفها من قبل، حيث حضرت لإلقاء خطاب بمناسبة اختتام المخيم التربوي والتعليمي الذي نظمته المدرسة
لـ تمكين طُلابها من كسب مهارات جديدة وصقل شخصياتهم المستقبلية.
اهلا اهلا ” مَالِك بيه ” نورت المخيم . هكذا رحبت به هذه السيدة الأربعينية الجميلة .
– ابتسم لها ابتسامه بسيطة ثم رد عليها : مُتشكر أستاذة ” راوية” .
_ اي اخبار “چوان ”
= هو تمام جدا أنا متأكدة انوا استفاد من الكامب يا مَالِك بيه ، و هتشوف حضرتك بنفسك الفرق
– حرك رأسه إليها ببطئ ثم اخذ يدعو أن يحدث هذا حقاً فهو جعل ابنه يلتحق بذلك المخيم حتي يستطيع التفاعل مع اقرانه و البُعد عن دائرة الانطواء التى تُحيط به .
تمام يا مدام راوية .. اومال فين چوان فين مش شايفه و……. ”
توقف مالك عن الكلام فجأة، عيناه اتسعتا من الدهشة وهو يراقب ابنه الصغير، الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، وهو برفقة فتاة يعلم أنها إحدى المشرفات بالمخيم.
استفاق من غمرة تحديقه على صوت السيدة “راوية” حينما توقف ابنه وتلك الفتاة أمامه.
_ أُعرّفك بالآنسة حَلا، الأخصائية الاجتماعية والمشرفة على الطلاب هنا”، قالت السيدة راوية مُضيفةً.
ألقى نظرة على السيدة دون أن يُعقب، ثم أعاد نظره إلى الفتاة مجددًا، يتأملها بعدم تصديق لما يرى، فهي نسخة طبق الأصل من زوجته “ألين”.. كأنهما نُسختان متطابقتان خرجتا من آلة نسخ الأوراق.. في اللحظة الأولى التي رآها، لم يستطع التمييز بينهما.
ظل يراقبها وكأن الوقت قد تجمد من حوله، وكأنه يحاول التحقق من أن ما يراه هو الواقع.
✓✓ بااااك back
– فَتح عينيه ثم وجد نفسه يبتسم تلقائيًا لأن آخر شيء قد رآه هو وجهها المُفضل له.
نهض من فوق مقعده ثم أخذ المفاتيح الخاصة به وتحرك لخارج غرفة مكتبه بل من جهاز الأمن الوطني بأكمله.
استقل سيارته مُقرِرًا الذهاب إلى المدرسة، التي يدرس فيها ابنه چوان والتي تعمل بها.
بعد مرور وقت، كان قد وصل إلى المدرسة، توقف بسيارته أمام بوابة المدرسة منتظرًا خروج ابنه فلقد انتهى الدوام الدراسي لليوم.
بعد مرور عدة دقائق، نزل من السيارة بعد أن وجد بوابة المدرسة تُفتح وتخرج منها الطلبة.
استند بجسده فوق غطاء السيارة، ثم اعتدل بجسده مرة أخرى وقام بالنداء على ابنه فانتبه له جوان وتحرك إليه وعلى وجهه ابتسامة طفولية جميلة.
انخفض بجسده وجلس كالقرفصاء وفتح ذراعيه لاستقبال چوان الذي هرول إليه مُسرعًا.
“بابا”، ناداه بنبرة طفولية جميلة.
“حبيب قلب بابا”، خرج چوان من حُضنه.
“كان حلو exam النهارده”.
أومأ له الصغير بإيجاب، فوجد والده يطرح عليه سؤالًا: “النهارده آخر يوم تقريبًا صح؟”
“أيوة، أجاب چوان ليردف والده بما أنها آخر يوم وأنا عارف إنك كنت شاطر وبتذاكر ومتأكد إنك هتجيب full mark، فأنا قررت أكافئك مكافأة صغننة كده وهي إننا نروح ‘ الملاهي اللي انت بتحبها وأخليك تلعب وتتفسح فيها زي ما أنت عايز”.
ابتسم چوان ابتسامة طفولية جميلة وهتف بنبرة سعيدة: “بجد شكرًا يا بابا، أنا بحبك أوي”، واقترب بشفتيه وقبّله قبلة رقيقة فوق وجنته اليمنى.
استقام بجسده بعد أن انتبه إلى تلك التي تخرج من بوابة المدرسة وتتوجه نحو الحافلة الموجودة أمام البوابة وتتحدث إلى سائق القافلة بينما الصغار يصعدون إلى القافلة.
– عاد بنظره مرة أخرى إلى چوان وأخبره: “أي رأيك، تحب ميس حلا تيجي معانا؟”
= “يا ريت يا بابا، أنا بحبها أوي أوي، بس هي ممكن مش توافق.”
– “متقلقش ، هي هتوافق.” أخبره بنبرة واثقة ثم أمسك بيده وتوجه نحوها بعد تأكده من انتهاء حديثها مع السائق وتقف بجانب باب الحافلة منتظرة اكتمال عدد الصغار بالحافلة
– توقفا أمامها ثم أردف مالك بنبرة هادئة: “ازيك، ميس حلا؟”
– ابتسمت إليه ابتسامة بسيطة وردت التحية: “الحمد لله يا مالك بيه.”
– ابتسم إليها ثم وجه نظره إلى الأسفل نحو ابنه وسأله: “يلا، قولها.”
– فعقدت حاجبيها ثم تساءلت: “يقولي على إيه؟”
– “ميس حلا، ممكن أطلب منك طلب؟”
– ابتسمت وأومأت له بإيجاب.
– “أنا عايز إنك تيجي معانا بكرة في مشوار، ممكن؟”
– عقدت حاجبيها ثم تساءلت: “مشوار إيه؟”
– “بابا بكرة هيخرجني وهنروح نتفسح في الملاهي وأنا طلبت من بابا إنك تبقى معايا، ممكن توافقي بليز؟”
تفاجأت من هذا الطلب كثيرًا، فهي لا تريد تحطيم قلب هذا الصغير الذي طالما شعرت بعاطفة جميلة نحوه، وشعرت أنه يحبها كثيرًا أيضًا، ولكنها لن تستطيع القبول.
– رفعت يدها ومسحت بأصابعها فوق خصلات شعره وأخبرته:چوان حبيبي، أنا مش هيـ…”
– قطع حديثها مالك الذي كان على يقين أنها سترفض طلب ابنه فتدخل سريعًا، فهو يريدها أن تقبل أن تتواجد معهم غدًا.
“أنا شايف إنك مش عارفة تاخدي قرار دلوقتي، فالأحسن إنك تفكري لما تروحي البيت ومتقلقيش، بكرة المشوار مش هياخد أكتر من ساعتين.”
أومأت ببطء ثم نظرت إلى الحافلة ووجدت العدد قد اكتمل وأيضًا قام السائق بالنداء عليها حتى يُخبرها أن تصعد في الحافلة فقد حان موعد المغادرة ولذلك ردت بإقتضاب: “تمام تمام، باي چوان.”
– ثم استدارت وصعدت بالحافلة مع طلابها الصغار.
– أما عن “مالك” الذي ابتسم ابتسامة خافتة وهو على يقين أنه سيستطيع أن يقوم بإقناعها بقبول طلب ابنه والذي كان مُراده هو في الأساس، وهو وجودها معه.
يلا يا حبيبي . قالها مخاطبا لإبنه و أمسك بيده و اتجها نحو سيارته .
*****
(مساءً )
{ غرفة حلا }
كانت تستند بظهرها على إطار سريرها الخشبي، داخل الغرفة التي تشاركها مع أختها الصغرى، فرح. بيدها هاتفها المحمول، مرتكزًا على أذنها اليمنى، تستمع إلى صوت صديقتها المنبعث من السماعة. لم تمضِ إلا لحظات على انتهاء المكالمة حتى اهتز الهاتف مجددًا برنين متواصل، يحمل رقمًا غير مسجل في قائمة جهات الاتصال. ترددت لبرهة قبل أن تقرر الإجابة.
الو … مين
= ازيك يا حلا
– هي قد سمعت تلك النبرة الرجولية من قبل
_ تمام ! مين
_ مَالك… مَالك الأَزلي .
= اه .. لو حضرتك متصل تعرف ردي على خروجة بكرا فأنا اسفه مش هقدر ، انا بحب چوان ومش عايزه ازعله بس مينفعش ، ف بعتذر ل حضرتك ، وحاليا مضطرة اقفل سـ..
_ قاطع حديثها بنبرة حادة : ثوانى أنتِ هتقفلي من غير ما تسمعيني انا عايز اقولك اي اظن دا يبقي عيب جدا
– صمتت ل ثوان بعد أن شعرت أنها كانت عديمة الذوق معه ثم أخبرته : sorry اتفضل حضرتك عايز تقول اي .
_ اللي انا عايز اوضحهولك اني مش عايزك معانا انا و جوان ل مجرد الفُسحة انا عايز اقولك على موضوع مهم كنت حابب اكلمك فيه .. فـ حتي لو مش موافقة علي الخروج معانا فأنا بردو هطلب منك معاد نتقابل فيه عشان عايزك في موضوع مهم زي ما قولتلك
أخذت تفكر، ما هو ذلك الشيء المهم؟ فتساءلت: “ويا ترى، إيه هو الموضوع المهم اللي حضرتك عايزني فيه؟”
– “الأول جاوبيني، هتيجي ولا لأ؟”
– “لا، لازم حضرتك تقولي الأول إيه الحاجة المهمة اللي عايزني فيها، ومن خلالها هقرر هاجي ولا لأ.”
– “مُصرة يعني..”
– همهمت له، فأكمل حديثه قائلًا: “عايزك في شغل، ومتسأليش شغل إيه، لأني مش هينفع أفهمك تفاصيل الشغل ونحكي فيه هنا على الفون. فلو مش هتيجي معانا بكرة، أوكي مفيش مشكلة، بس هطلب منك نحدد معاد ونتقابل عشان نتكلم في الشغل وتفاصيله.”
– صمتت لتفكر لبعض الدقائق. هي بالفعل تحتاج إلى عمل بجانب عملها في المدرسة، ولكن لم تجد العمل المناسب، فلعل ذلك العمل يكون مناسبًا لها.
– “موافقة، ماشي..”
– “تمام، أنا وجوان هنيجي ناخدك بالعربية. أنتِ ساكنة في *****؟”
– اندهشت قليلًا وأردفت إليه تلقائيًا: “إنت عرفت إزاي؟”
– ولم تمر ثانية واحدة حتى ضربت بيدها فوق جبهتها بسبب إحراجها، فهي قد نسيت للحظة بأنه عقيد، بالطبع يستطيع الحصول على أي معلومات عنها.
– أما هو، ففي تلك الثانية ابتسم ابتسامة خافتة بسبب سؤالها، ومن ثم أردف إليها: “أشوفك بكرة… مع السلامة.”
– “باي.” أردفت إليه بتلك الكلمة بنبرة خافتة ثم أنهت معه تلك المكالمة.
اليوم التالي )
وصل مَالك ” بسيارته إلى منطقة قريبة للمنطقة التى تسكن بها ” حَلا ” تنفيذا لاتفاقهما ليقوم باصطحابها هي و چوان الى مدينة الألعاب الشهيرة .
– دلف ثلاثتهم من البوابة ، وكان مَالك يُمسك يد ابنه اليُمنى و حَلا تُمسك ب يد چوان اليسرى ويكاد يخيل لمن يراهم هكذا أنهم عائلة سعيدة ! و هذا ما يتمناه مَالك فـهو يريدها قريبة منه بأي طريقة ممكنة حتى لو كان ذلك يعني استغلاله لمحبة و تَعلق ابنه الصغير بِها جدا، نظراً لأنها تشبه والدته المريضة .
وقفوا أمام عربة يُباع من خلالها حلوى والتى تُسمى بـ “غزل البنات ” .
عايز تلاتة، وجه حديثه للبائع ليقوم الأخير بتلبية طلبه بعد برهة . ففدم ” مَالك ” واحدة من الحلوى لـ ” حَلا ” وأثناء مدها يدها لتأخذ الحلوى منه تلامست اناملهما لتخجل هي دون أن تعلق بل اكتفت بشكره لترتسم ابتسامة لطيفة على محياه ثم تناول واحدة أخرى و مدها لـ ابنه الذي ابتسم إليه وهو يَشكره بطريقة لطيفة جدا ، أخذ هو آخر واحدة له ، و بدأوا يسيرون سوياً مجدداً وتوقفوا أمام أحد الأعاب التي أشار إليها چوان .
– بابا حابب أجرب دي .
ماشي خلص بس اللي في ايدك دي و بعدها نجربها كلنا ، ثم نظر إلى ” حَلا ” مستفهما ولا اي ؟
– لا .. ميرسي انا مش عايزة و…..
– قاطع مَالك حديثها قائلا : مش معقول تكونى في مدينة ألعاب زي دي ومتجربيش حاجة مش صح يا چوان .
– أومأ له چوان ثم وجه حديثه إليها : طيب بصي يا ميس لو انتى مش حابه اللعبة دي انتِ اختاري اي لعبة أنتِ حباها و نلعبها سوا بليز .
– أومات له بإيجاب ثم أخبرته : اوك ، ماشي
_ طيب يلا احنا نشحن الكارت دا ليك و تروح تجرب اللعبه دي و انا و ميس حَلا هنستناك لغايت ما تخلص الـ game ، ماشي .
– اومأ له الصغير ، ثم ذهبا معاً و جلبا تذكرة وبعد تقديمها للشاب المسئول عن تلك اللعبة ، انطلق چوان لـِ تجربة تِلك اللعبة .
عاد ” مَالك” إلى حَلا مرة اخرى ووقفا سوياً لـ مُتابعة چوان بأعينهما أثناء لعبه .
_ طبعا أنتِ عايزة تعرفي اي موضوع الشغل اللي كلمتك عنه !
= أيوة
– أومأ ثم أخرج من جيب بِنطاله هاتفه وبعد ثوانى مد هاتفه إليها فأمسكت بِه ، فـتوسعت عينيها مما تراه ، ثم وجهت نظرها نحو مَالك وهي تخبره بنبرة خافتة : مش معقول دي أنا ، مين دي ؟
– ثم عادت بِنظرها نحو تلك الصورة مُجدداً وهي تتفقد تلك الفتاة التي هي تُعتبر نُسخة منها ، لا يوجد بينهما اي اختلاف سوى بالمظهر الخارجي فزوجته محجبة عكسها هي .
– أستفاقت من تأملها على صوت ” مَالك ” وهو يُخبرها : دي ” ألين ” مراتي .
– نظرت له مرة اخرى دون أن تتفوه بكلمة ووجدته يُكمل حديثه : عرفتِ ليه كنت ببص لك أول مرة كتير لاني مكنتش مصدق اللي بشوفه ، حتي چوان بيحبك ومتعلق بيكِ لأنك شبهها !! مامته اللي اتحرم منها من يوم ما اتولد.
عقدت حاجبيها وتساءلت في نفسها، هل هذا يعني أن زوجته قد توفت؟ ولكنها لم تستطع أن تسأله ذلك . استفاقت من شرودها على مجيء چوان وحديث “مالك” معه.
– “حلوة اللعبة؟”
= “أه، حلوة أوي يا بابا، بس أنا عايز أجرب دي” وأشار إلى لعبة أخرى، فتحرك كل من مالك وحلا معه.
ذهب چوان لتجربة تلك اللعبة الجديدة بينما ظل مالك وحلا يستأنفان حديثهما.
– “أنا عارف إنك مشوشة ومش فاهمة أي علاقة الشغل اللي أنا عايزك فيه بإني قولتلك على مراتي.”
= “أنا فعلاً مش فاهمة، ممكن توضحلي؟”
– “أنا عايزك تكوني baby sitter جليسة أطفال لچوان.”
لمح الاستغراب يرتسم على ملامح وجهها ولكنه أكمل حديثه: “حلا، أنا ابني وحيد من ساعة ما اتولد وميعرفش يعني إيه أم، بالرغم من وجودي معاه بس مش قادر أعوض مكان مامته أبدًا مهما حاولت. بس لما شوفتك وشوفت قد إيه هو بيحبك ومتعلق بيكِ، قولت مفيش غيرك يقدر يملي المكان ده لچوان.”
وتابع حديثه بعد أن وجدها صامتة للحظة وترمقه بنظرة تحثه على الاسترسال: “أنا محتاج أوضحلك شوية أمور يمكن تفرق معاكِ في قرارك إنك توافقي على الشغل ده.”
استنشق بعض الهواء ثم زفره ببطء وأخبرها: “أنا وألين اتجوزنا وهي كانت صغيرة أوي، كان عندها 18 سنة، وبعد سنتين من جوازنا حملت في توأم، ولد وبنت. وجه معاد الولادة… وبعد الولادة مباشرةً، ‘ألين’ دخلت في غيبوبة وبنتي ‘نور’ عاشت كام ساعة واتوفت بسبب تسمم الحمل، و’چوان’ دخل الحضانة ناقص أكسجين وده سببله تشنجات في المخ. حاليًا بيتابع مع دكتور مخ وأعصاب، وكل كام يوم بيحصله تشنجات. وأنا والله ضايع ما بينها وبين ابني.”
كل ما أخبرها به جعلها تشعر بحزن عميق على ما حدث لزوجته وابنه الصغير، حتى إن عينيها امتلأت ببعض الدموع، فجاهدت نفسها حتى لا تجهش بالبكاء
استفاقت عندما عاد ذلك الصغير الجميل بعد أن انتهى من اللعب.
– “إيه أخبار الجيم، كان حلو؟” سألته.
فابتسم إليها ثم أخبرها بنبرة سعيدة: “أيوه، حلو أوي.”
– “إيه رأيك تاخد ريست دلوقتي ونجيب آيس كريم؟”
أومأ لها چوان بسعادة ثم أمسك بيد والده، ومد يده الأخرى لتمسك بها حلا، ثم تحركوا سويًا نحو عربة تبيع المثلجات.
اشترى مالك المثلجات وقدمها لهم، وبدأوا يتنقلون بخطى هادئة وهم يستمتعون بتناول المثلجات. بعد أن استمتعوا بوقتهم، أبدى چوان رغبته في أن يخوضوا جميعًا تجربة لعبة معينة. تُعرف هذه اللعبة باسم “عجلة فيرست” أو “دولاب الملاهي”، وهي من الألعاب الترفيهية التي تدور بالركاب ببطء من الأسفل إلى الأعلى في حركة دائرية، مما يوفر لهم متعة فريدة.
أثناء ممارستهم لتلك اللعبة، كان مالك يتأمل كل ما بها، وخصوصًا شعرها الطويل الذي اتضجع فيه الدجى. فقد كان يتطاير بفعل تيارات الهواء، مشكلًا مشهدًا في غاية اللطافة.
انتهوا من جولة المرح التي كانوا يمارسونها، ثم انطلقوا إلى خارج مدينة الألعاب. قام مالك بتوصيل چوان إلى الفيلا الخاصة بهم، ثم انطلق بالسيارة مرة أخرى وبرفقته “حلا” فقط.
“هي بقالها قد إيه في الغيبوبة؟” تساءلت حلا، فأجابها قائلًا: “سبع سنين.”
– “طب الدكاترة مقالوش إنه ممكن يكون في أمل لعلاجها؟” تساءلت مرة أخرى، فأجابها بنبرة تدل على يأسه: “من أول يوم قالوا مفيش علاج. قالوا الأمونيا أو تسمم الحمل أثر على المخ. هتفضل طول عمرها كده، تقعد سنة ولا عشرة، حسب ما تقعد، بس مفيش أي علاج هينفع معاها. بس برضو ميأستش وراسلت دكاترة أجانب، بس برضو قالوا مفيش أي أمل في حالتها، لأنهم قالوا لو كان فيه فص حتى موجود شغال، لكن الاتنين التانيين متأثرين بنسبة تسعة وتسعين في المية. بس أنا مقتنع إنه في يوم ربنا هيكرمني وتفوق بإذن الله.”
– أردفت إليه بنبرة داعمة: “بإذن الله ربنا يشفيها ويعافيها وهتفوق.”
– “إن شاء الله.” أردف إليها، ثم صمت لمدة دقيقة واحدة، ثم أخبرها قائلًا: “بالنسبة لمرتبك، أنا مستعد أديكي المرتب اللي يعجبك. معنديش مشكلة في الفلوس، لأن الأهم راحة وسعادة چوان بوجودك معاه. ومواعيد الشغل وأيام الإجازة برضو هنحدد كل حاجة، بس انتي تقوليلي عن قرارك بالموافقة.”
– “تمام يا مالك بيه، اديني النهارده أفكر وأظبط أموري، وبكره هرد عليك بقراري الأخير.”
– “أوك.”
– “هي الأستاذة راوية لما عرفتنا على بعض في المخيم قالت إنك عقيد، بس انت في الشرطة ولا في الجيش؟” تساءلت، فالتفت برأسه إليها أثناء قيادته ثم أجاب عليها مسرعًا: “في الأمن الوطني.”
– التفت فوجد عينيها تتسع مع انكماش ملامح وجهها قليلًا، ثم أردفت إليه بنبرة خافتة: “أمن.. الدولة؟ انت عقيد في أمن الدولة؟”
– ابتسم إليها حتى ظهرت أسنانه، ثم حرك رأسه إليها بإيجاب وأخبرها: “مالك اتخضيتي كده ليه؟ احنا ناس بنحمي البلد زي الشرطة وزي الجيش، احنا مش بعبع يعني.”
– “لا، مقصدش يعني، بس أنا كل فكرتي عنكو، عن الظباط هناك مش لطيفة خالص بسبب المسلسلات والأفلام.”
– “سيف الحديدي مش كده؟”
– ضحكت ضحكة خافتة بسبب أنه ذكر اسم تلك الشخصية التي جسدها الممثل ماجد المصري في مسلسل شهير يسمى “آدم”،
– “مفيش حد في مصر متفرجش عليه أظن؟” سألها، فأجابت بنبرة ضاحكة: “أيوة.”
– توقف بسيارته عند ذلك المكان القريب من منزلها، الذي التقى فيه صباحًا بها عندما أخذها ليذهبا إلى مدينة الألعاب.
– “تمام، بس هنا. شكرًا.”
– “هستنى ردك بكره.” أومأت له بإيجاب، ثم نزلت من السيارة واستدارت له برأسها وأردفت إليه: “سلام.”
– ابتسم إليها وأجاب: “سلام يا حلا.”
– استدارت برأسها مرة أخرى ثم بدأت تسير بخطوات شبه سريعة حتى تذهب إلى منزلها.
– أما هو، فتحرك بسيارته وعلى وجهه ابتسامة عريضة بسبب سعادته اليوم بقضائه يومًا ممتعًا بجانبها.
~~ دلفت إلى مَنزلها فـ وجدت والدها فـ اقتربت منه وجلست كالقرفصاء ثم امسكت يديه بين يديها وقَبلتهما سريعاً ثم أخبرته : تعرف انك بتوحشتني في الشوية اللي بغيب عنك فيهم .
– ابتسم إليها ابتسامة جميله مثل جَمال قلبه النقي واردف : وأنتِ كمان ، أنتِ نور البيت دا يا حَلا ياللي حليتي كل ايامي.
– قبّلت إحدى يديه مرة أخرى ثم أردفت: “أنت حبيبي يا أحلى بابا في الدنيا كلها.”
وجدت أختها الصغيرة “فرح” تخرج من الغرفة وجيب بنطالها يحتوي على هاتفها المتصل بسماعات أو ما يُطلق عليها “هاند فري” تتعلق بأذنيها.
– “إيه ده، حلا، أنتِ رجعتي؟ ما خدتش بالي، ما سمعتكيش.”
زفرت حلا ثم أخبرتها: “وهتسمعيني إزاي وأنتِ حاطة دي في ودانك؟”
ثم اقتربت منها حلا ونزعت عنها تلك السماعة وأخبرتها بنبرة خافتة حتى لا يسمع والدها: “هو أنا مش طلبت منك وقولتلك ما تحطيش الزفتة دي في ودانك طول ما أنا بره البيت؟ افرضي بابا كان عايز حاجة ونادى عليكِ، هتسمعيه إزاي؟ ها؟ أه، أديني بقولك مرة تانية، طول ما أنتِ بس مع بابا تخلي بالك منه والزفتة دي ما تتحطش تاني.”
أومأت لها “فرح” ولم تتفوه، فهي تحترم حلا كثيرًا لأنها أختها، بل تعتبرها والدتها الصغيرة، فهي من قامت بتربيتها بدلًا من والدتها المتوفاة.
– “أنا هروح أسخن الأكل.” أردفت فرح ثم تحركت نحو المطبخ.
أما “حلا” فتوجهت نحو غرفتها حتى تستطيع تغيير ملابسها وارتداء ملابس بيتية مريحة.
بعد مرور بعض الوقت، كانوا يتناولون طعامهم وسط جو مرح، وبعد مرور وقت ليس بقليل، قد حضر “تيمور”.
كان يسير نحو غرفته الخاصة ولكنه توقف عندما فُتح باب الغرفة المجاورة لغرفته وظهر من خلفه أخته الكبرى “حلا”.
أغلقت باب الغرفة خلفها ثم توقفت أمامه ولكنه أردف بنبرة مرحة قبل أن تردف إليه هي: “من غير ما تسألي السؤال المعتاد، أنا هعترفلك، بعد ما خلصت درس الإنجلش روحت كافيه أنا وصحابي واتفرجنا على الماتش و…”
قاطعت حديثه ثم سألته: “الماتش ده اللي معاده الساعة 8؟”
أومأ لها فأكملت حديثها: “اللي هو نفس معاد درس الكيميا؟”
أومأ لها بإيجاب ثم أغمض عينيه لثوانٍ وفتحهما مرة أخرى وابتسم إليها ابتسامة ساذجة.
– “أنت بتستعبط يا تيمور، صح؟ بقى ما تروحش الدرس عشان تحضر الماتش والكورة اللي لحست دماغك دي.” أردفت إليه بنبرة حادة.
اقترب منها وهو يردف إليها بنبرة هادئة حاول جعلها مرحة: “ما أنتِ عارفة أنا بحب الكورة ومقدرش أفوت أي ماتش غصب عني، أخوكِ مجنون كورة، أعمل إيه؟”
عقدت حاجبيها ونظرت له نظرة حادة ثم أخبرته: “مهما كان شغفك في حاجة، مينفعش تفضلها على الأولويات اللي عندك. يعني الماتش مش أهم من الدرس. أنت عارف أنك في سنة مصيرية، ثانوية عامة مينفعش تلعب وتهرج فيها.”
زفر بضيق شديد من حديثها هذا، فدائمًا هي تقوم بتوبيخه ومحاسبته بشدة عندما يفعل شيئًا يريده ولكنه يتعارض مع مصلحته من وجهة نظرها.
– “حلا، لو سمحتي، بطلتي تتهميني إني مهمل وبهرج وبلعب. أنتِ عارفة أني بذاكر وبحاول أعمل اللي عليا دايمًا. فمش عشان عملت حاجة بحبها تحسسيني إنها خلاص شِلت السنة كلها. ويا ستي ما تقلقيش، أنا الحصة الكيميا اللي ما حضرتهاش النهارده، بكرة هحضرها في مجموعة تانية هياخدوا نفس اللي إحنا المفروض كنا أخدناه النهارده. فكده تمام، استريحتي كده؟ ودلوقتي عن إذنك داخل أغير هدومي.”
لم يعطها فرصة للحديث وتوجه لغرفته، أما هي فزفرت بضيق مما يفعله. حقًا هي تخاف عليه كثيرًا، بل تعتبره ابنها الصغير وليس أخاها، فهي من كانت تساعد والدته المتوفاة السيدة “صفية” في تربيته
بعد عدة دقائق توجهت نحو غرفته وقامت بالطرق الباب فأذن لها بالدخول فتوجهت نحوه وجلست علي طرف الفِراش بجانبه: اي دا انت هتنام ؟ مش هتتعشى.
_ لاء . أجابها بإقتضاب.
– أمسكت إحدى يديه بين يديها ثم أخبرته: “تيمور، أنت عارف إني بحبك وبخاف عليك وعلى مصلحتك قد إيه، فمتزعلش مني وخليك عارف إنه مهما قولتلك فده عشان أنا عايزة أنبهك، مش بنظر عليك ولا بحاول أضايقك.”
– أومأ لها بإيجاب ثم أخبرها: “مش زعلان منك بس أنا ضايقت إنك شايفاني كده، شايفاني مش حاسس بالمسؤولية اللي عليا وده مش صح، أنا بذاكر وبتعب عشان أكون قد المسؤولية والثقة اللي مدهالي بابا وهو عارف إني إن شاء الله هشرفه وأجيب مجموع كبير.”
– ابتسمت إليه وأخبرته: “إن شاء الله.”
– ثم جذبته من يده حتى ينهض معها بينما كانت تخبره: “طيب يلا قوم معايا، ساعدني نسخن الأكل وتحكيلي بالمرة عن اللي حصل في الماتش.”
– نهض معها وتحرك معها إلى خارج غرفته، وبدأ بالحديث معها بحماس شديد وهو يخبرها ما حدث في المباراة وبدأ يسرد تفاصيل المباراة ومن كان سببًا في فوز الفريق الرياضي الذي هو يشجعه وعندما ذكر اسم ذلك اللاعب، شعرت هي بخفقات قلبها تزداد تلقائيًا ووجدت نفسها تبتسم وسألته: “يعني هو اللي جاب الجون بقى؟”
– “أيوه، أومال أنا بقولك إيه، ده لولا أحمد عصام عمل كده كنا اتعادلنا مع ولاد الهرمة دول.”
ضحكت بخفوت ثم أعطته طبق الطعام فتناوله منها واتجه خارج المطبخ نحو مائدة الطعام في الخارج .
**************************************
استلقت على فراشها، وأمسكت بجوالها لتفتح تطبيق إنستغرام الشهير. في خانة البحث، كتبت اسمه فظهر حسابه الرسمي. ضغطت على الحساب لتظهر صوره، فاختارت واحدة من الصور الجديدة له من مباراة اليوم على أرض الملعب، وهو يبتسم بفرح. ثم انتقلت إلى آخر صورة نشرها قبل ساعة، وهو في نادٍ ليلي برفقة عارضة الأزياء المعروفة بتسنيم حسني، وكان بعض أصدقائهما موجودين أيضًا.”
انتقلت لـصورة أخرى فـوجدته يحاوط كتف تلك الوقحة كما تطلق عليها لقربها الشديد منه ، لا تعلم لِما تشعر بغيظ شديد عندما تجده برفقة فتيات وبالأخص تلك العارضة التى تظهر معه كثيرا ولكنهما لم يصرحا بوجود اي علاقة رسمية بينهما.
“أغلقت هاتفها وأودعته إلى جانبها بغضب مكتوم، تائهة في تفسير سبب غيرتها الشديدة عليه، وكأنه حبيبها، بينما هو في الواقع لا يدري بوجودها أصلاً. ثم انفلتت منها ابتسامة ساخرة، مستهزئة بحالها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
( عند الساعة الرابعة فجرا )
“غادر أحمد الملهى الليلي وكانت تسنيم ترافقه. توجها معًا نحو سيارته بعد أن لاحظ أن حالتها لا تسمح لها بقيادة سيارتها.
بعد قليل، توقف أمام مبنى فخم يسكنه الأثرياء فقط.
خرج من السيارة، ثم توجه ليفتح الباب الآخر ومد يده لتسنيم، محتضنًا خصرها بينما وضعت هي يدها حول عنقه، وساعدها على المشي بسبب عدم توازنها نتيجة تناولها كمية كبيرة من الكحول.
أدخلها إلى المبنى وتوجها نحو المصعد. بعد دقيقتين، توقف المصعد وقاد أحمد تسنيم نحو باب شقته.
حاول فتح الباب ونجح في ذلك، ثم أدخلها إلى الداخل.
ألقى بجسدها فوق الأريكة الموجودة في الردهة وتوجه نحو المطبخ ليجلب لها كوبا من الماء إذ يساعد الماء على طرد السموم من الجسم وتسريع تنظيف الجسم من الكحول، وتقليل تشبع الدم بالكحول.
– أمسك بـزجاجة الماء و قام بسكب ما يحتاج منها في كوب زجاجي ، ثو أمسك به ليخرج من المطبخ متوجها إليها وقام بإعطائها إياه ، تحرك نحو المطبخ مرة أخرى حتي يصنع بعض القهوة لهما لـ تساعدهم علي الاستيقاظ قليلا من حالة السُكر تلك .
– كان يقف أمام موقد الغاز ” البوتاجاز ” مُنتظراً انتهاء غليان القهوة ولم يمر سوي دقيقة واحدة حتي شَعر بـ “تسنيم ” تحاوط كِتفيه بـ يديها و شفتيها عند أذنه اليُمنى ثم همست له بصوت خافت مثير : احمد .. انت واحشنى اوي .
– ثم بدأت في تقبيل ملتقي كتفه و عُنقه وهي مازالت تهمس: من آخر مرة كونا فيها مع بعض لغايت دلوقتي وانت كنت وحشنى ، و انت عارف اني بحبك اوي و مقدرش ابعد عنك كل دا .
~ إجل فـهما مُنذ مدة لم يمارسا اي علاقة حميمية مثلما اعتادا بسبب انشغاله في تدريباته الرياضيه لـ للمباراة ، الذي كان يستعد لها .
– لم يتحمل تلك القُبلات التى توزعها بشفتيها مع همسها بإحتياجها إليه فـ التفت اليها سريعاً وقام بمحاوطة رأسها و قَبلها قُبلة جامحة في شفتيها الممتلئة المُزينة باللون الاحمر المتوهج .
– ابتعد عنها بعد أن سمع صوت فوران القهوة فـ اطفأ الموقد
ثم نظر لها مرة أخرى بنظرة راغبة فـ بادلته بنظرة شهوانية أيضا فـابتسم لها وجذبها من خصرها و رفعها فـ التفت بساقيها حول خَصره ، فـ حملها مُمسكاً بفخذيها ثم وضعها فوق رخام المطبخ .
– حاوط رأسها بين يديه و اقترب بشفتيه من شفتيها راغباً في اقتناص بعض القُبلات الجامحة منها فـ استقبلت ذلك بكل ترحاب.
– بعد مرور بعض الدقائق علي تبادلهما لـتلك القبلات ابتعد عن شفتيها ثم انتقل لـ عُنقِها يُلثمه ببعض القبلات التي تتسم ببعض العنف قليلا .
– انتقل بِقُبلاته من عُنقِها الي ما يظهر من نهديها من ذلك الفستان الاسود المثير التى ترتديه هي ، فـ وجدها تضم رأسه لها اكثر وهي تُداعب خُصلات شعره .
_ بيبي . همست بنبرة خافتة مثيرة فـرفع رأسه ليجدها تنظر له بتلك العينين الناعستين المتقدتين بنار الرغبة فوجد نفسه كالمنوم مغناطسيا متأثرا بلون عينيها نادر الوجود
لم يحتج سوى لنظرة منها ليفهم احتياجها دون أن تحرك ساكنا فنزل على ركبتيه وفرق ركبتيها جاعلا إياها تغرق في بحر الإثارة لتجد نفسها بعد دقائق بعد تأن بأصوات دلالة على انسجامها التام معه.
بعد مرور بعض الوقت صدحت بصرخات معلنة عن بلوغها ذروتها فـاستقام وأسرعت تجذبه من ياقة قميصه بشدة و قَبلت شفتيه تلك الشفاه المؤذية.. بل شديدة الأذى.. التى تجعلك فريسة لارتكاب الخطايا..
علاوة على اكتنازهما النسبي مما يجعله فتنة وهو الرجل.
فصلت قُبلتهما ثم حركت يديها علي صدره نزولاً الي عضلات بطنه إلى أن وصلت لحدود حِزام بِنطاله .
– و ابتسمت إليه وهي تعض علي شفتيها فبادلها بإبتسامة ماكرة و التقط شفتيها مرة أخرى.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العشق لعبة الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى