روايات

رواية في قبضة الأقدار الفصل الحادي والثمانون 81 بقلم نورهان آل عشري

موقع كتابك في سطور

رواية في قبضة الأقدار الفصل الحادي والثمانون 81 بقلم نورهان آل عشري

رواية في قبضة الأقدار الجزء الحادي والثمانون

رواية في قبضة الأقدار البارت الحادي والثمانون

في قبضة الأقدار
في قبضة الأقدار

رواية في قبضة الأقدار الحلقة الحادية والثمانون

الأنشودة الواحدة و الثلاثون 🎼 💗

بعض الحقائق قد تُنجينا و بعضها قد يودي بنا إلى الهاوية ، ونحن حائرون لا نعرف أي درب علينا المُضي به ؟ ، و كيف نمضي حاملين تلك الأثقال بقلوبنا ؟ فـ الأفواه مُكممة و الكلمات أغواها الصمت فتوارت خلف بهتانٍ مزعوم بأن غض البصر عن الظُلم نجاة منه ، و العقول وِجله أمام طُرقات تبدو مُوحشة ، مجهولة الأمد ، و مغبة الخطأ خسائرها فادحة ، فكيف ننجو بـ أرواحنا و قاطنيها من دوائر الغدر المغموسة بـ سموم لا ترياق لها ؟
10

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

اخترق الصوت خلوتهم فـ ارتعبت المرأة فنهرها الحارس قائلًا

_ لفي من الباب التاني بسرعه .

اطاعته بلهفة بينما هرول الحارث لرؤية مصدر ذلك الصوت و لكنه وجد قطة صغيرة قد أوقعت أحد أواني الزرع فتحطمت ولكن بالرغم من كل شيء أخذ يُمشط المكان بنظراته لمعرفة إن كان هناك أحد قد رآهم ام لا ليعود بنظراته إلى تلك المزهرية المُحطمة ليجذب انتباهه شيء لامع من بين حُطام الآنيه و الذي لم يكُن سوى قرط ماسي صغير وهذا يعني أن إمرأة كانت هنا ولكن من تلك المرأة ؟
7

_ انتوا مش هتكبروا أبدًا !

هكذا تحدث« سالم» غاضبًا فأجابه «مروان» بملل
3

_ والله قوله الكلام دا انا كنت قاعد في حالي قام زي الطور يجري ورايا ، و يقولي هخلص عليك . يرضيك يا كبير !
2

جن جنون «سليم» من كلماته و صاح غاضبًا

_ بقى انا جريت وراك من الباب للطاق كدا ! مش انت اللي لسانك فالت و لبستني في حيط !
10

«مروان» بجدية زائفة

_ يا عبيط افهم. دانا بعمل لمصلحتك .

«سليم» باستنكار

_ مصلحتي ! تخرب بيتي وتقولي مصلحتي !
5

ضاق ذرعًا من أولئك الحمقى فتركهم ليتوجه إلى الداخل ليُجيب على هاتفه بينما تابع «مروان» موضحًا

_ هي البت جنة مش المفروض عرفت قيمتك و ربنا هداها و بدأتوا صفحة جديدة ؟

«سليم» بجفاء

ـ مفروض طبعًا قبل ما تتنيل انت و تبوظ كل حاجه .

«مروان» بتوضيح

_ يا أبني و انت تضمن منين ان الكلام دا صح . انتوا اتصالحتوا بالليل ولا بالنهار ؟

تذكر «سليم» تلك الليلة الرائعة التي قضاها بين ذراعيها فلانت ملامحه و ارتسمت ابتسامة رائعة فوق شفتيه فصاح «مروان» قائلًا

_بدل ضحكت كدا يبقى بالليل.
19

زجره «سليم» قائلًا بجفاء

_ اتلم يا زفت انت.

_ يا ابني مش القصد . بس انا عارف الحريم ، و بعدين كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح . يبقى لازم يكون في اختبار قوي لمدى ثقتها فيك ، وانها فعلا اتغيرت و مش هتقعد تقرفنا كل شويه غضبانة . فاضيين احنا ؟
9

لوهلة اقنعه ذلك الوغد بوجهة نظره فأجابه «سليم» بتفكير

_ ايوا و بعدين هي لازم تكون عارفه اني عمري ما اعمل حاجه وحشة تغضب ربنا . الموقف كله كان غصب عني ، و مكنش في وقت حتى اعترض .

«مروان» باندفاع

ـ تعترض ايه انت تطول ؟
6

_ بس يا زفت انت.

تابع «مروان» إقناعه قائلًا

_ يا ابني مش القصد . بس انت راجل مُرزق حد يقول للرزق لا . واقف لا بيك ولا عليك لقيت واحد بيحط مزة في حضنك هتقوله لا !
5

«سليم» باحتقار

_ تصدق انك واد عينك زايغة و واطي و قال بتلوم على طارق ! انت يا ابني مش متجوز ؟
2

«مروان» باندفاع

_ والمصحف ما حصل . انا متجوز ! كان على عيني .
4

«سليم» بحنق

_ اومال سما دي تبقى ايه ؟

«مروان» بتهكم

_ تكفير ذنوب . أو تقدر تقول عملى الأسود في حياتي هي و عمتك.
10

«سليم» بتقريع

_ يا ابني افهم . سما بتمر بمرحلة صعبة هي و عمتك و شيرين .لازم تقف جنبها .

«مروان» بحنق

_ والمصحف هموت و اقف جنبها هي اللي مش راضيه يا بنتي انا جوزك . طب ابن خالك . طب سبيني اعمل اي منظر مفيش . عندك امبارح قعدت اطبطب و اهنهن و اسف على ناجى و على شجرة العيلة نفر نفر عشان خاطرها و ربنا هداها طلع النهار العفريت حضرتك و هوب سابتني و راحت تزور امها لوحدها . على الرغم أننا متفقين نروح سوى.

«سليم» بتفكير

_ هي سما تحسها غريبة فعلًا
3

«مروان» بحنق

_ غريبة و مُريبة و احتمال تكون ملبوسة كمان ماهو انا أصلي مّبخت .
4

لفت انتباهم «جوهرة» التي تقدمت إلى الداخل فاستفهم «سليم» قائلًا

_ هي ايه الدنيا ؟

«مروان» بسخرية

_ الدنيا خربانه . الست جوهرة عينها من الكبير ، و فرح بكرشها دا يا عيني مش عارفه تعمل ايه ولا ايه ؟
4

تنبه «سليم» كلماته فقال مصدومًا

_ بتقول ايه ؟

«مروان» بحنق

_ اللى سمعته. حركاتها و تلميحاتها مقفوشة اوي.

«سليم» بتحفز

_ دا حنا على كدا لازم ننبه سالم .

«مروان» بسخرية

_ سالم مين اللي تنبهه ؟ دا الباشا يا ابني . دا يطبقها و يحطها في جيبه الصغير هي و عشرين زيها .انا مش خايف غير على فرح . تحسها على اخرها ومش عايزة تبين ، و بتتعامل على أن المواضيع عادية .
8

«سليم» بتفكير

_ تفتكر فرح حست بحاجه ؟

_ حست ايه ؟ بقولك على آخرها . انا اللي مش مريحني أن البت دي نظراتها فيها غدر خايف تأذيها.
1

هكذا تحدث« مروان» لأول مرة بجدية تحمل طابع القلق الذي عرف طريقه الى صدر «سليم» الذي قال بتذمُر
1

_ بقولك ايه انت هتقلقني ليه !

«مروان» بتقريع

_ مالازم تقلق اومال انت عايش معانا جبلة ؟ ما كلنا قلقانين ، و بعدين الحكاية لسه مطولة ، وطول ماهي مخلصتش البت دي هتفضل هنا ، و أنا دي اكتر حاجة مخوفاني .
1

«سليم» بتفكير

_ يبقى كدا عنينا لازم تكون في وسط راسنا . دي كدا ناوية توسخ .

«مروان» بجمود

_ انا عيني عليها في كل مكان . ياخي دانا بفكر اروح ابات معاها في الأوضة .
9

قال جملته الأخيرة مازحًا فزجره «سليم» قائلًا

_ ياخي مبتكملش جملة مفيدة أبدًا .
2

«مروان» ساخرًا

_ طب خد واحدة مفيدة اهي . جالك الموت يا تارك الصلاة .
7

لم يفهم« سليم» معنى حديثه إلا حينما اتجه بعينيه إلى ما يناظره «مروان» فوجد «جنة» تتقدم تجاههم بخطٍ غاضبة و أعين ينبعث منها الشرر فاردف «مروان» بحماس

_ بص بقى يا ريس . سيبلي الطلعة دي وانا زي ما عكتها هصلحها .

«سليم» بحنق

_ تصلح ايه الله يخربيتك دي زي ما تكون جايه ترتكب جناية !

«مروان» بسخرية

_ بس متقاطعش. يالا انت اخلع وانا هفهمها.

_ اخلع ازاي يعني ؟

هكذا استفهم «سليم» بحنق فأجابه «مروان» بعُجالة

_ إعمل نفسك بتتكلم في الفون وابعد .

طاوعه« سليم» الذي لأول مرة يشعر بالخوف من مظهرها الذي يبدو و كأنها ستقيم القيامة احتجاجًا على ما حدث و على الرغم من عدم ثقته في ذلك الوغد الا انه يأمل أن يستطِع إصلاح الأمر
3

جن جنونها حين رأته يتحدث على الهاتف و يبتعد و ما أن أوشكت على ملاحقته حتى اوقفتها كلمات «مروان» المُعاتبة

_ دا كلام ؟ بقى المارون جلاسيه بتاع البيت يتحول لهولاكو كدا عشان سلومة الاقرع ؟
1

توقفت «جنة» قائلة باستنكار

_ هولاكو! مين هولاكو دا ؟

«مروان» بسخرية

_ و كمان جاهلة ؟ يا حظك المايل يا سليم .
1

«جنة» بغضب

_ بطل استظراف و حسابك معايا بعدين.

«مروان» بتهكم

_ ولا بعدين ولا قبلين . تعالي هنا بس عملالي فيها سبع رجالة في بعض وأنتِ لو حد نفخ فيكِ هتطيري كدا .
1

اقتربت منه حانقة والعبرات تكاد تنبثق من مقلتيها فتابع «مروان» قائلًا

_ من غير يمين يابنتي قولتله يا سلومة ما اجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما مسمعش كلامي .
4

برقت عينيها و تبدل الحزن الى الصدمة وهي تقول

ـ نهار اسود هما اجتمعوا فين ؟

«مروان» باندفاع

_ ايه دا هما اجتمعوا ؟
5

«جنة» بسخط

_ مش انت اللي لسه بتقول ؟

«مروان» باندفاع

_يادي النيلة يا مروان انت عايز تصلح بينهم . بقولك ايه انا مقولتش حاجه أنتِ اللي قولتي .
1

صاحت «جنة» بانفعال

_ مروان اتظبط معايا .

«مروان» بمهادنة

_ بقى دي آخرة تربيتي فيكِ ! كلمة تجيبك و كلمة توديكِ كدا ! معندكيش عقل ! بقى جوهرة الحلوة المسكرة هتبص لسلومة الاقرع بردو .
3

خرجت الكلمات منها مندفعة و هب القلب للدفاع عنه

_ و متبصش ليه هي تطول . هو في زي سليم !
2

«مروان» بتخابُث

_ ولما مفيش زي سليم ياختي مشحططاه وراكِ ليه ؟ هاه. الواد حليوة و جان و متريش
4

رفع رأسه للسماء قائلًا

_ سامحني يارب عالكذب دا .
7

ثم تابع بتقريع

_ تسبيه كدا فريسة للفتيات الحسنوات . دا بدل ما تتبتي فيه . عماله تمرمطي في اللي جيبينه اكمن حماتك هطلة فاكرة أن مفيش حد هيقفلك !
17

أوشكت على الحديث فلم يُمهلها بل صاح مُحذرًا

_ كل شويه تغضبيلنا بقى . فاضيين احنا . الست الصح متسبش بيت جوزها . اطردي في الشارع . هو ابن حلال و يستاهل انما أنتِ متخرجيش ، و بعدين ابننا ميتعيبش بقى .
3

«جنة» باندهاش
2

_ هو انت شويه تقول عنه كلام حلو و شويه تقول عنه كلام وحش . انا اخترت فيك .

«مروان» بجدية زائفة

_ ايوا يا بنتي ما هو ابننا بردك . اي نعم هو كشري ، و دمه يلطش ، و عصبي ، و على طول عاملنا المية و حداشر بتاعته دي ، و بوزه يقطع الخميرة من البيت بس ابننا . يعرنا . نرميه يعني !
5

_ اوف بقى . بس بردو انا هتشل ازاي يشيل البت دي ؟
2

مروان بجفاء

_ يابنتي حد يقول للنعمة لا ، و بعدين تعالي هنا . أنتِ كاشفة نفسك كدا ازاي ؟ مش مفروض تداري شويه يا هبلة . متبينيش للراجل انك بتغيري عليه عشان ميتمرعش عليكِ اتعلمي من اختك هتتجلط يا عيني و مش قادرة تفتح بقها .
6

«جنة» بتفكير

_ تصدق انت عندك حق . ايه دا لحظة واحدة مالها فرح ؟ بعد الشر عنها هو في حاجه انا معرفهاش ؟

«مروان» بتقريع

_ هو أنتِ بقيتي تعرفي حاجه ؟ بقيتي زي قلتك في البيت ، و دا مش عاجبني يا ام محمود . لازم لنا قاعدة . انجري روحي صالحي سلومة الأقرع و تعالي وانا احكيلك .
10

شعرت «جنة» بالحماس و الفضول لمعرفة ماذا حدث في غيابها فهتفت بلهفة

_ قشطة استناني .
6

«مروان» بتهكم

_ هجهز اللب و السوداني على ما تيجي .
10

اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً طيباً من رزقك. يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب.♥️
35

★★★★★★★★★

كانت تسير بخطٍ مُتعثرة و قلب ينتفض داخل صدرها الذي أخذت أنفاسه تتناحر و دقاته تتقاذف حتى تردد صداها في أذنها فلم تعرف كيف وصلت إلى غرفتها لترتمي فوق سريرها بتعب و إرهاق وكأنها كانت في سباق للعدو

، و الحقيقة أنها كانت تتسابق مع الزمن لتنجو فبعد ذلك المشهد الذي رأته شعرت بالذُعر يتملكها بطريقة غريبة فهي لا تسمع سوى جملة واحدة

_ دبة النملة توصله !

تلك الجملة أصابتها بالذُعر فمن هذا المقصود و لحساب من يعمل ذلك الحارس والسؤال الأصعب والأقسى هل نعمة خائنة ؟ أنتفض جسد «فرح» وهي تتخيل أن تكُن تلك المرأة التي من المُفترض أنها أكثر شخص موثوق في قاطني ذلك المنزل خائنة !
18

استنكر عقلها تلك الجملة و لم يقبل عقلها باحتمال أن تكُن فعلًا خائنة ، ولكن في تلك الأمور يحب أن تُنحي القلب جانبًا فالأمور مُعقدة و الخطأ عواقبه وخيمة وخسائره فادحة قد تكون أرواحًا لا ذنب لها .

شعرت بألم حاد في أسفل بطنها رُبما من فرط التوتر الذي وقعت تحت وطأته فما أن ضربت يدها تلك المزهرية بالخطأ حتى انتفض قلبها وهي تستمع لصوت أقدام ذلك الحارس تقترب لولا ذلك الحاجز الذي يفصل الزراعات عن بعضها والذي اختبأت خلفه لكان مصيرها مجهولًا الآن فلو كان فعلًا خائنًا لربما كان قتلها وخاصةً أن هذا الجزء من القصر لا يوجد به كاميرات مراقبة فهو خاص جدًا لكونه بجانب المسبح .

زفرت الهواء المكبوت بصدرها دفعة واحدة وأخذت تُحاول تنظيم أنفاسها الهاربة و لكن ذلك لم يكُن يكفي فقد شعرت بحاجتها لوجوده . تحتاج لأن تستشعر دفء ذراعيه و أمانها بداخله لذا تحاملت على آلامها و توجهت للأسفل تنوي الارتماء بين ذراعيه تنشد الراحة و الأمان .

_ طيب يا صفوت . انا كدا هغير البلان ، و بدل ما عمتي تيجي على هنا تطلع على اسماعيليه تقعد معاكوا يومين على ما نيجي احنا.

«صفوت» بتفكير

_ طب و هارون ؟

«سالم» بتهكم

_ دا واحد من العيلة . يعني لازم يكون موجود معانا في أي مكان .
1

زفر «صفوت» حانقًا

_ حاسبها كويس يا سالم ؟

«سالم» بخشونة

_ سيبها لربنا . ان شاء الله هتعدي . بس انت خلي عينك في وسط راسك .

_ متقلقش . انا ظبطت كل حاجه هنا .

طرق على باب الغرفة جعله يقوم بإنهاء المكالمة فقد توقع الشخص القادم و صحت توقعاته حين وجدها «جوهرة» التي أطلت عليه بجمالها البهي و خطواتها الرشيقة وهي تتهادى بمشيتها إلى أن وصلت إليه قائلة بنبرة جذابة

ـ كنت أود أن أقول صباح الخير ولكن يبدو أن الصباح بدأ عندك مُنذ زمن .
1

«سالم» باختصار

_ أجل . تفضلي .

تربعت على المقعد أمامه وعينيها لا تُفارقان خاصته لتقول بنبرة رفيعة

_ مابك؟ يبدو أنه لم يكُن صباحًا مُشرقًا بالنسبة لك ؟
1

«سالم» بلامُبالاة

_ لا . لمَ تظنين ذلك ؟

«جوهرة» بنبرة جذابة

_ يبدو على ملامحك الوجوم ، وعينيك ليست صافية هناك غيوم كثيرة في سمائها ، ولهذا اقول إن صباحك لم يكُن مُشرقًا .
1

باغتتها إجابته حين قال بفظاظة

_ تخمينك خاطيء ، فلا يوجد غيوم و ما شابه يبدو انكِ تُعانين من الفراغ هُنا فبدأت بتوهم بعض الأشياء.
1

اصابتها كلماته في الصميم فهو يُحقر من شأنها و شأن اهتمامها به لذا حاولت قمع غضبها و استغلال الأمر لصالحها لذا قلت بلهجة خافتة

_ لا . ليس الأمر كذلك بل أنا فقط مُهتمة بالأطمئنان عليك لا اكثر .
1

«سالم» بفظاظة

_ هذه الأمور من اختصاص زوجتي ، فاحذري قد تغضب منكِ و هنا ستكونين في مأزق كبير .
12

«جوهرة» بجرأة

_ و لما سأكون في مأزق ؟

«سالم» بلهجة جافة لم تخلو من التحذير

_ لأنني لن أسمح بذلك ، و لا أُحب أن يتعكر مزاجها لأجل تفاهات ، و الآن جوهرة هل لي أن أعلم ماهي خطتك التالية مع صديقك !
6

تجاهلت استفهامه و قالت بجرأة أضرمت نيران القلق بصدره

_ ألأنها تحمِل طفلك !
1

«سالم» بنبرة جافة و عينيه ارعدت سماءها بتحذير

_ لا . لأنها في المقام الأول زوجتي ، و أنا اُُقدرها كثيرًا ، و الآن لنعُد إلى موضوعنا الأساسي و الوحيد ، فأنا لست برجُل صبور. عليكِ أن تعرفي هذا .
1

تشكلت سحابة من الغضب في سماء عينيها التي دكنت جراء كلماته التي أضفت وقودًا فوق نيران الحقد بقلبها لتقول بنبرة ذات مغزى

_ نتشارك في تلك الصفة سيد سالم فأنا لست امرأة صبورة أيضًا كما أنني ماهرة في تحقيق أهدافي ، ولا أتنازل بسهولة .
5

ضيق ما بين حاجبيه قبل أن يقول بجفاء

_ ما الذي علي فهمه من حديثك هذا ؟

«جوهرة» بتخابُث

ـ اقصد أنني لن اترُك هارون الا بعد ما اُقنِعه بالحقيقة ، أليس هذا هو ما نتحدث عنه !
1

لم يرتح لمغزى كلماتها ولكنه اومأ برأسه قبل أن يقول باختصار

_ نعم .

«جوهرة» بنبرة لعوب

_ لهذا أخبرك أن تطمئِن ، فأنا وضعت الأمر برأسي و انتهى .

ضيق ما بين عينيه قبل أن ينصب عوده و هو يقول بجفاء

_ موعد الغداء اقترب هي لنذهب .

طاوعته بصمت و تقدمته وهي تحاول قمع نظراتها الشيطانية التي ما أن لمحت «فرح» تهبط الدرج حتى التمعت بخُبث وفجأة ارتمت فوق صدر «سالم» الذي كان خلفها وهي تصيح بألم زائف
3

_ اوه . قدمي.

لم يكُن أمامه مفر من إسنادها وهو يقول باستفهام
2

_ ماذا هُناك ؟

لم يكُن قد رأى« فرح» التي انتفضت كل خلية بصدرها ما أن شاهدت تلك المرأة تكاد تكون بين أحضان زوجها بتلك الطريقة فتيبست أقدامها غير قادرة على الحركة غافلة عن أعين يلتمع بهم المكر الذي يُنافي لهجتها حين تصنعت الألم قائلة
2

_ لقد التوى كاحلي بطريقة سيئة . من فضلك ساعدني .
1

زفر «سالم» حانقًا من هذا الموقف السيء ، وقام بامساك كفها و يده الأخرى على مقربة من خصرها دون أن يلمسها ، ولكنه فجأة استشعر وجودها ليرتفع برأسه يجدها تقف في منتصف الدرج بأعين يلتمع بهم الغضب الذي يُنافي وهن ملامحها فلعن داخله و إذا به يجدها تواصل هبوط الدرج لتتقدم نحوهم وعينيها و كأنها خاصمته فكانت مُسلطة على تلك التي تدعي الألم تُحاول الارتماء بثقلها فوقه على الرغم من شعورها بنفوره منها ولكن ذلك لم يردعها من التحدُث بنبرة خافته مغوية

_ أوه . أشعُر بألم كبير في كاحلي.

لم يكُن معها بل كانت جميع حواسه تتركز حول تلك التي أبت إعطاءه ولا نظرة واحدة من عينيها وبالمقابل اقتربت قائلة بنبرة مُتهكمة

_ ماذا حدث ؟ هل كُسِرت قدمك أم ماذا ؟

رفعت «جوهرة» رأسها و داخلها يشعر بسعادة عارمة فرغم هدوء اعصاب «فرح» إلا أن هناك نيران تنشب في غاباتها الخضراء لذا قالت بمكر أنثوي

_ لقد لويت كاحلي بطريقة سيئة . أخشى أن يكون هُناك كسر .

«فرح» بأسف زائف

_ اوه . عزيزتي . كم هو مؤسف ذلك ، ولكن الجيد بالأمر أن تتعلمي الا تنظُري للأعلى و إلا في المرة المقبلة قد تكسرين عُنقك .
12

حانت منها نظرة قاسية حدجته بها قبل أن تتراجع برأس مرفوع و بنيه شامخة تتوجه إلى الأعلى مما جعل الغضب يجتاحه كطوفان جعله يزمجر بصوت جهوري

_ نعمة.

هرولت« نعمة» إلى حيث يقف« سالم» الذي قال بجفاء وهو يتوجه إلى الأعلى

_ شوفيها مالها.
1

ما أن غادر حتى همهمت جوهرة بوعيد

_ سنرى أيتها العاهرة من منا ستكسُر عنقها في المرة القادمة ؟
6

بخطوات غاضبة توجه إلى غرفته ليجدها تقف أمام النافذة تُعطيه ظهرها على الرغم من أن باب الغرفة أصدر صوتًا عاليًا حين اغلقه ولكنها لم تلتفت لذا تقدم منها و هو يحاول تهدئة غضبه بشتى الطُرق ليقف خلفها مُباشرةً قائلًا بلهجة خشنة

_ فرح .

التفتت تناظره بصمت و ملامح هادئة تُنافي ذلك الغضب الهائل بغاباتها الزيتونية فلعن بداخله للمرة التي لا يعرف عددها فقد كان موقفًا مُريعًا بالنسبة له و تبريره لهو السخافة بعينها فقد كان الأمر برمته لا يليق به ولكنه لسوء حظه يمُس اغلى ما يمتلك لذا تجاهل كل شيء وقال بنبرة هادئة

_ الموقف اللي حصل تحت دا كان سيء انا عارف . بس أنتِ كمان عارفاني كويس .
1

«فرح» بجفاء

_ عرفاك ، و مش مستنيه منك تبرير . لإني عارفه أنه بردو ميلقش بيك ولا بيا .
1

امتدت انامله تلامس ملامحها بحنو تجلى في نبرته حين قال

_ انا عارف انك عاقلة و ذكية . بس بردو حقك عليا .
6

لامست كلماته قلبها ولكن كان التوقيت و توالي الأحداث وقعه سيء عليها إضافة إلى خوفها من كل ما يحدُث لذا قالت بلهجة جافة

_ مش معني اني ذكية و عاقله اني هسمح لموقف زي دا يتكرر تاني .

لم تُعجبه لهجتها ولكنه كان يُقظر غضبها لذا قال بجمود

ـ الموقف كان قضاء وقدر يا فرح .

«فرح» بجفاء

_ طب ياريت لما القضاء و القدر دا يحصل تاني متكونش انت موجود او حتى في الصورة . عشان مش ضامنة رد فعلي هيبقى عامل ازاي ؟
1

كان الغضب يموج بـ حدقتيها و يتجلى بوضوح فوق معالم وجهها لذا استمسك بآخر ذرات الصبر لديه وقال مُحاولًا انتزاعها من بين براثنه

_ أول مرة اشوفك وأنتِ غيرانه على فكرة !
1

حاولت التغلب على ألمها الجسدي و ذلك الوجع الذي ينغز بصدرها جراء صورة تلك الحقيرة وهي متعلقة بزوجها و قالت بجفاء

_ الموضوع مالوش علاقة بالغيرة . بس مش هسمح أبدًا بأن أي حاجه تقلل من احترامي . كمان انا لو هغير اغير من حد يكون ند ليا ، وانا مفيش واحدة تنفع تبقى ند ليا يا سالم يا وزان .
8

يبدو أن وقع الأمر هائلًا عليها للحد الذي جعله يتغاضى عن لهجتها و كلماتها الغاضبة و يقترب محاوطًا خصرها و يديه تُمسدان وجنتيها المُشتعلة وهو يقول بنبرة خشنة

_ انا اكتر واحد عارف الكلام دا . ماهو سالم الوزان لما اختار مختارش اي حد . اختار ست الحسن و الجمال .
2

رغبة عاتية في البُكاء اجتاحها و لكنها لن تبكي ، خاصةً أمامه بعد ذلك الموقف الذي انطبع في قلبها الذي نشب به القلق حوافره و قد أيقنت بأنها مُقدمة على معركة ضارية مع تلك المرأة فكل ما بها يُثير ريبتها وهي شبه مُتأكدة من أنها افتعلت تلك الواقعة ، و ما يُثير حنقها أنها تكاد تُجزم بأن زوجها يعلم ما يُحاك ضده فكيف يتعامل مع الأمر ؟ لا تكُن معهم حين يتحدثون و كبريائها يأبى أن تكُن متواجدة لألا تسمح لتلك الحقيرة بأن تشعر بغيرتها ولكنها غاضبة حد الألم لذا تراجعت من بين ذراعيه وهي تقول بجمود
1

_ هاخد شاور و اريح شويه على ما ييجي معاد الغدا .
3

انفلتت من بين ذراعيه ولم يوقفها فهي غاضبة وهو غاضب بل أكثر فهو يكاد يستشيط غضبًا من كل ما يحدُث وقد بدأت أعظم مخاوفه بالحدوث وهو لا يملُك أن يلومها أو حتى أن يُغير اي شيء في الوقت الراهن لذا ترك الغرفة بأكملها و غادر لتطلِق العنان لانهيارها فقامت بالارتماء فوق مخدعها تبكي حيرتها و غضبها و ألمها و كل شيء
7

أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ. -اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ)♥️
16

★★★★★★★★★★

_ ممكن اعرف بقى ايه اللي حصل بالتفصيل ؟

هكذا تحدثت «جنة» بنبرة خافتة يشوبها الحزن الذي جعله يقترب منها قائلًا بعتب

_ و هتصدقيني ولا هتتجنني زي ما عملتي من شويه ؟

«جنة» بخفوت

_ انا عمري ما كذبتك قبل كدا عشان اكذبك دلوقتي.

راق له هدوئها الممزوج بالحزن و أيضًا إجابتها التي اشعرته بالسعادة فاقترب منها قائلًا بنبرة خشنة

_ الموقف كله مكملش دقيقة . كنا فاكرين أنها بنت ناجي و كان مفروض نجيبها هنا . طارق طلع اوضتها و لقيته جايبها و جاي بحالتها دي . ملحقتش استوعب الصدمة سمعنا صوت هارون وعرفنا أن هو ابن عمتي همت مش هي . مكنش قدامنا وقت نفكر . اضطريت اخدها عـ العربية عشان طارق يستنى هارون فوق . دا كل اللي حصل .

كانت تعلم بأنه رجلًا صادقًا لا يُغريه الكذب ولو كان سيُنجيه لذا تجاهلت غيرتها و قالت بنبرة خافتة
4

_ تمام . حصل خير.

برقت عينيه وهو يستمع إلى إجابتها و قال بلهجة غير مُصدقة

_ أنتِ بتتكلمي بجد ؟ حصل خير فعلًا ولا انا سمعت غلط !
8

«جنة» بتعقُل

_ لا مسمعتش غلط . هعمل ايه يعني ؟ انت كنت مضطر و مكنش قدامك غير كدا ، وانا مينفعش احملك فوق طاقتك أو ألومك في حاجة خارجة عن إرادتك .
2

شعر في تلك اللحظة أن صغيرته نضجت حقًا و أنها قد تعلمت دروس الحياة جيدًا و قد انتابته سعادة قوية جعلته يقوم باحتواء كفها بين يديه واضعًا قبلة دافئة بين راحته وهو يقول بحنو
4

_ يسلملي العاقل . اللي مش عايز يحمل حبيبه فوق طاقته .
4

حاولت قمع ابتسامتها فلم تفلح فادارت وجهها للجهة الأخرى لـ تقول بخفوت

_ اومال فاكرني ست مفترية مثلًا ؟

أدارها لتقف بين يديه وهو يقول بنبرة عاشقة

_ أنتِ ست البنات كلهم .
1

غزى الخجل وجنتيها فـ أخفضت رأسها وهي تقول بخفوت

_ ست البنات مرة واحدة !
1

احتواها بين يديه وهو يقول بصدق اخترق أعماق قلبها

_ بقى متعرفيش انك في عيني ست البنات كلهم ! أنتِ اختصار لكل حاجه حلوة في حياتي يا جنتي .
10

ما أن أوشكت أن تُجيبه حتى آتاهم صوت صارخ من خلفهم

_ نهار اسود انتوا واقفين بتعملوا ايه لوحدكوا كدا من غير محرم ! عايزين تفضحونا ؟
6

استغفر «سليم» في سره وهو يغمض عينيه بغضب تجلى في لهجته حين قال

_ نفسي اخلص عليه .
4

قهقهت «جنة» بصخب على كلماته وهي تقول من بين ضحكاتها

_ يالهوي وهو البيت يبقى له طعم من غير مارو . لا يا سولي ملكش حق .
2

«سليم» مبهوتًا من ضحكتها الرائعة و ذلك اللفظ التحبُبي الذي نادته به

_ ايه ؟ قولتي ايه ؟

«جنة» بدلال
2

_ قولت سولي . بدلعك بلاش ؟

«سليم» بلهفة

_ بلاش ايه ؟ إياكِ تقوليلي حاجة تانية غيره . بس بلاش قدام كلب البحر دا . عشان هيسيحلنا عـ الفضائيات.
5

تقدم «مروان» منهم تزامنًا مع وصول سيارة «طارق» الذي كان يُقل «سما» إلى المنزل فاندفعت الأخيرة إلى الداخل بغضب فهتف «مروان» حانقًا

ـ اهي الأرملة السوداء بتاعتي شرفت اهي .
11

«سليم» بتشفي

_ والله تستاهلها . دي اللي هتطلع عليك القديم و الجديد.

«مروان» بسخط

_ ماهو اللي هتعمله فيا هطلعه عليكوا ، وحياة أمي لهتسبب في طلاقكوا كلكوا بس الصبر.
8

التفت إلى «سما» التي كانت تأخذ طريقها إلى باب القصر فصاح بغضب

_ أنتِ يا ولية واخدة في وشك وراحة فين ؟ ملكيش راجل يحكمك ! بت . أنتِ ياللي تتشكي في صوابع رجلك استني.
4

تقدم «طارق» منهم وهو يقول بحبور

_ اذيك يا جنة عاملة ايه ؟

«جنة» بلهجة ودودة

_ الحمد لله يا طارق انت عامل ايه ؟

_ الحمد لله. بنحاول نعيش زي البني آدمين ما انتِ شايفه اللي بيحصل .

هكذا تحدث «طارق» حانقًا فأجابته «جنة» بمواساة

_ معلش يا طارق . هنعمل ايه ؟ لازم نتحمل كلنا لحد ما الغمة دي تخلص . طمني على عمتو همت و شيرين ؟

«طارق» بخشونة

_ الحمد لله بخير ، و شيرين هناك معاها انا جيت اخدلها هدوم و شويه حاجات كدا لحد ما نشوف هنعمل ايه ؟

_ ربنا يعينك . خليك جنبها هي اكيد محتجالك الفترة دي .

طارق بحزن

_ الحقيقة هي محتجالنا كلنا يا جنة . شيرين حساسة اوي ، و موضوع الزفت دا عاملها عقدة لازم تحس أن الكل حواليها و بيحبوها.

«جنة» بلهفة

_ دا طبعًا . كلنا اخواتها ، و لازم نكون جنبها . اطمن انا هروح انا وسليم النهاردة أن شاء الله نطمن عليهم و هشوف لو فرح جت معانا .
2

ابتهج قلبه لحديثها فقال بلهجة مرحة

_ على فكرة البيت كان مضلم من غيرك ، و الواد دا كان دمه يلطش . اكسبي فينا ثواب ، و متقلبيش عليه تاني .
2

ابتسمت «جنة» بمرح قائلة

_ عشان خاطركوا بس . هاجي على نفسي .
1

قهقه الثلاثة فتوجه «طارق» للداخل فاعتقلت يد «سليم» خصرها و قال الأخير بوعيد

_ لا والله . بقى عشان خاطرهم هتيجي على نفسك !

«جنة» بمرح

_ ايوا اومال اسيب الناس تتظلم معاك يعني . بضحي اهو. انا اصلي شمعة تحترق من أجل الآخرين.
3

ضيق عينيه بمكر تجلى في نبرته حين قال

_ لا احنا نطلع نشوف موضوع الاحتراق دا فوق عشان دا موضوع خطير و في تضحيات عظيمة وانا عن نفسي راجل فدائي .
2

قهقهت على كلماته العابثة و توجه الثنائي إلى الداخل

اللّهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا، اللّهم قوّ إيماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على أعدائك أعداء الدين، اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان. اللهم ارحم آبائنا وأمهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وأدخلهم فسيح جناتك، وألحقنا بهما يا رب العالمين ♥️
22

★★★★★★★★★

هرول الثنائي إلى المشفى بعد مكالمة «منال» لهم والتي كانت تبكي بانهيار وهي تخبرهم عن نقل «رؤوف» إلى المشفى أثر إصابته بذبحة صدرية مُفاجئة فلم تحتمل «ساندي» التي أخذ جسدها يرتعش من فرط الصدمة و ربما الخوف فقام «عُدي» باحتوائها وهو يقول بنبرة جادة

_ اهدي. هيبقى كويس أن شاء الله . مفيش حاجه تخوف . قولي يارب .

اخذت عبراتها تتناثر بقوة فوق خديها وجسدها ازدادت رعشته فقام بهزها بقوة تجلت في نبرته وهو يقول

_ ساندي . اهدي ، و قولي يارب . سمعاني . قولي يارب.

خرجت الحروف مُبعثرة من بين شفاهها

_ ي. ا . ر. ب .

_ قوليها من قلبك . بصوت عالي .

هكذا حثها على التمسُك بحبال الإيمان القوية لتستمع إلى حديثه و تقول بنبرة يشوبها الثبات

_ يارب .

أخذ يوميء برأسه لتُعيدها مرارًا و تكرارً لتخرج الأخيرة من فمها بكل ما يعتمل بداخلها من وجع و سوء

_ يااااااااارب .

اخذها بين ذراعيه بقوة وهو يقول بلهجة مُطمأنة

_ أن شاء الله هيبقى كويس ، و كل حاجه هتتصلح . متخافيش.

ممتنة للقدر الذي جعلها بجانبه الآن فقد كانت تشعر بالخوف الذي يضرب سائر جسدها فيجعل رعشة قوية تجتاحه وهي غير قادرة على التحكُم بها لولا يديه الحانية التي تقبض بقوة على يديه من حين لآخر و كأنه يُخبرها أنه بجانبها فتهدأ و يسكُن جسدها إلى أن وصلا المشفى فما أن شاهدتهم «منال» حتى هرولت تحتضن «ساندي» وهي تقول بذُعر من بين عبراتها

_ الحقيني يا ساندي . ابوكي بيروح مننا .

رغمًا عنها و عن آلامها وجدت نفسها تعانقها بقوة وكأنها تُشاركها في حمل ذلك الثُقل الذي يكاد ينتزع الحياة من ملامحها وخرجت كلماتها مواسية لا تعلم من أين جاءت

_ أن شاء الله هيبقى كويس. بس أنتِ قولي يارب

كانت تُردد كلماته التي طمأنتها سابقًا لتفعل المثل مع والدتها التي أخذت تقول بتوسل

_ يارب اشفيه يارب .

كانت يديه الحانية تمُر فوق ظهرها و كأنه يبُثها طاقة كبيرة على المواصلة و البقاء صامدة وهي التي كانت هشة باستطاعة نسمة الهواء أن تُبعثرها لولاه تلك الصخرة التي حين تراجعت للخلف بكامل ثُقلها وجدتها تحتويها بجميع ما تحمل من أوزار وخطايا و آلام . كان هو الجدار و المُتكئ و السند الذي تحتاجه طوال حياتها ولكنها لم تكُن تُدرك قيمة ما لديها حتى اوشكت على فقده
2

فالحياة دائمًا تُعطينا الدروس على هيئة صفعات قاسية تترُك بصماتها في نفوس البشر التي لا تُدرِك حجم النعم إلا حين ترى النِقم حينئذ تتبدل رؤيتها للأمور ، و تنحصر أمانيها حول ما ظنته يومًا لا قيمة له ، ولكن بات الآن اقصى أمانيها دوامه .

خرج الطبيب من الغرفة فهرول «عُدي» إليه قائلًا بلهفة

_ طمنا يا دكتور حالته عاملة ايه ؟

_ الحمد لله قدرنا نسيطر على الموضوع بس لسه الخطر قائم . واضح أنه اتعرض لصدمة شديدة وهي اللي اتسببت في الذبحة اللي حصلتله.

لم يكد يُنهي جملته حتى جاء صوت من خلفهم

_ ايه يا جماعة طمنوني على رؤوف ؟

كان هذا صوت «مُنير» المُحامي الخاص بشركة «رؤوف» والذي أجابته «منال» باكية

ـ انت اللي مفروض تقولي رؤوف حصل معاه ايه يخليه يتصدم لدرجة أنه يجيله ذبحة صدرية يا منير ؟

استأذن الطبيب فأجابها منير بحزن

_ للأسف النهاردة رؤوف خسر أهم صفقة للشركة ، و بنسبة كبيرة هيعلن إفلاسه.

شهقات قويه خرجت من فم الأم وابنتها فاقترب «عُدي» يعانق حبيبته وهو يقول بنبرة جافة

_ ازاي دا يا متر ؟ عمو رؤوف من أكبر رجال الأعمال و ثروته تقدر بملايين فجأة كدا يوصل للإفلاس «منير» بجفاء

_ رؤوف بقاله فترة بيغرق و للأسف كان بيقاوح ، و مكنش بيسمع الكلام ، و عنده هو اللي وصله لحد كدا .

لم يرتح «عُدي» لهذا الرجُل لذا قال بنبرة يشوبها الوعيد

ـ لا الموضوع شكله كبير و عايزله قاعدة يا متر .نطمن على عمو رؤوف و هجيلك افهم منك كل حاجه .

«منير» بفظاظة

_ و تفهم مني بصفتك ايه ؟

«عُدي» بنبرة جافة حازمة

_ بصفتي جوز بنته الوحيدة .

اومأ «مُنير» بصمت و قد تنامى بداخله شعور بعدم الارتياح لهذا الشاب فقال بنبرة ودودة إلى «منال»

_ الف سلامه يا منال هانم لو احتاجتي اي حاجه كلميني.

اومأت «منال» بصمت فانصرف «مُنير» تحت أنظار« عُدي» الحارقة والتي تحولت إلى اللهفة ما أن رأى «ساندي» ترتجف بين يديه وهي تقول بأسى

_ يعني بابا خلاص . هيعلن إفلاسه ؟ كل اللي قعد يبنيه في سنين هيضيع في لحظة ! دا كل اللي كان بيمنعه أنه يلاحظ وجودي خلاص راح منه !

اسندها «عُدي» و قد شعر بمقدار الأسى في صوتها فاحتواها بضمة قويه و قد عزم أن يُبدد ذلك الحزن الكامن في عينيها بأي طريقة كانت

_ مفيش حاجة ضاعت . كل حاجه هتتحل خليكِ واثقة فيا .

همست بتوسل

_ عُدي . بابا خسر كل حاجه و اول اللي خسره انا .

_ مفيش الكلام دا . مفيش اي خساير . عايزك تثقي فيا. باباكِ هيقوم وهيبقى زي الفل و هياخدك في حضنه. في أحسن من كدا ؟

أغمضت عينيها وهي تتذكر اخر مرة عانقته بها فقد كانت مُنذ زمن بعيد ابعد من أن تتذكره فهبطت دمعة محرورة من عينيها لتلتفت و تضع رأسها فوق صدره وهي تقول بخفوت

_ متسبنيش يا عُدي. خليك جنبي .

«عُدي» بنبرة حنونه صادقة

_ جنبك لآخر العمر يا عمري ..
1

رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة لساني، يفقهوا قولي، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلاً، يا أرحم الراحمين. اللهم افتح علي فتوح عبادك العارفين، اللهم انقلني من حولي وقوتي وحفظي إلى حولك وقوتك وحفظك، اللهم اجعل لي من لدنك سلطانًا نصيراً♥️
19

★★★★★★★★★★

خيم الليل على تلك المزرعة التي سكن قاطنيها و خلدوا إلى النوم غافلين عن شياطين تتخذ من الليل ستار لـ أفعالها فقامت بالتسلل إلى المكان المنشود ليقوم أحد الرجال بالحفر يدويًا حتى وصل إلى كيس بلاستيكِ فقام بفتحه واستخرج حلقة من المفاتيح ليتوجه إلى الداخل بهدوء و يقوم بوضع إحداهما في قفل باب المطبخ الذي انفتح بسهولة ليُشير إلى الرجال خلفه بالتسلل حتى وصلوا إلى منتصف الصالة الكبيرة و بدأوا بالانتشار و أخذ أماكنهم ليتوجه كبيرهم إلى الأعلى و هو ينظر إلى الأبواب الموصدة ليجد ضالته في الباب الثالث كما أخبرته تلك المرأة فقام بالتسلل بخفة ليقوم بفتح الباب بهدوء متوجهًا إلى تلك النائمة بسلام فقام باستخراج أحد المناديل المُشبع بمُخدر قوي و بلمح البصر قام بجذب الغطاء و وضع المنديل فوق المرأة النائمة ليتفاجأ بأنها أحد العرائس !
1

صُعِق الرجُل حين لم يجد ضالته و شعر بأن هُناك شيء خاطيء ليتفاجأ بذلك النور الذي أُضيء في الغرفة و ضربة قوية فوق مؤخرة رأسه أفقدته الوعي في الحال .

_ صفوت بيه الأمور تحت السيطرة .
2

هكذا تحدث الحرس إلى «صفوت» الذي كان في طريقه إلى مدينة الإسماعيلية و معه كُلًا من« سهام» و «نجمة» و «حلا» و «نجيبة» التي كانت تنتفض من فرط الذُعر حين سمعت كلمات «صفوت» الغاضبة
4

_ بتقول ايه ؟ حرامية حاولوا يسرقوا البيت ؟ ازاي حصل الكلام دا ؟

صمت لثوان قبل أن يقول بغضب

_ طب كتفوهم و سلموهم للمديرية وانا هكلم الظابط حسام يعمل اللازم ، و هتابع معاكوا.

اغلق «صفوت» الهاتف فاندفعت «سهام» قائلة

_ في ايه يا صفوت و حرامية ايه ؟

«صفوت» بغضب

_ مُسجلين خطر هجموا على المزرعة بس الحراس مسكوهم ، و هيسلموهم للمُديرية عشان يحققوا معاهم و يعرفوا جايين من انهي داهية دول .

شهقات قويه خرجت من أفواه النساء فتابع «صفوت» حانقًا

_ هوصلكوا و ارجع اشوف الموضوع دا .

«سهام» بلهفة

_ طب وكتب الكتاب ؟ هتلحق ترجع ؟

«صفوت» بسخط

_ ما أنتِ شايفة يا سهام اللي حصل ؟ حد كان على باله أن في ناس تجيلها الجرأة تدخل بيتي بالطريقة دي ؟

تدخلت «نجمة» قائلة بذُعر

_ دول لازمن جلبهم ميت . طب و ليه يدخلوا بيتنا ؟ چايين عايزين ايه دول ؟

اندفعت «نجيبة» لتقول بلا إحتراز

_ أكيد چايين يسرجوا . اومال يعني هييچوا ليه ؟

«صفوت» بتهكم

_ و هو في حد عاقل يفكر يسرق بيت مدير الأمن بردو يا ست نجيبة ؟

شعرت بفداحة ما تفوهت فـ امتقع وجهها ولم تستطِع النُطق بأي شيء فتدخلت «سهام» قائلة

_ الحمد لله انك جت في بالك فكرة السفر بالليل دي ، و إلا كان زمانا موجودين و الحرامية دول هناك الحمد لله ربنا قدر و لطف .

«صفوت» بجمود

_ الحمد لله . فعلًا قدر و لطف .

كانت« حلا» مشغولة عن كل ما يدور حولها فلم تُشارِك بالحديث بل اكتفت بالصمت فقد كان الألم بقلبهاا يطغى على كل شيء للحد الذي جعلها تقاوم عبراتها بشتى الطُرق فكلما تذكرت ما حدث قبل ساعات من الآن يضيق صدرها و تتزايد الآلام به

عودة لوقتٍ سابق

_ بجولك ايه يا ياسين انا مش عاچبني اللي بتعمله مع مرتك دا .

هكذا تحدثت «تهاني» بغضب قابلة «ياسين» بنفاذ الصبر حين قال

_ بعمل ايه يا أمي ؟ مانا سبتها تروح معاهم على الرغم اني مش موافق اصلا أنها تسافر بس مردتش ازعلها .

«تهاني» بغضب

_ لهو انت بتتمنن عليها لما تخليها تروح بيت اهلها ؟ من ميتا وانت ظالم يا ولدي !

«ياسين» بغضب
2

_ انا مش ظالم يا امي . أنا من حقي احمي بيتي و احمي مراتي وابني من شر الناس دي. مشاكلهم مبتخلصش ، و أفلامهم كتير ، وانا مابحبش كدا ، و أظن ان دا من حقي .

«تهاني» بسخط

_ حجك مجولناش حاچة . بس هي فين حجها لما تبجى بتتجطف يا جلب امها عشان تزور أهلها . مفكر أن لو أهلها شيطاين هتجدر تمنعها عنهم ! البت معندهاش اغلى من أهلها يا ابني اسألني اني .

«ياسين» بعناد

_ و دا غلط . مفروض يبقى بيتها و حياتها و جوزها في المقام الأول.
2

صاحت «تهاني» بانفعال

_ ايوا دي صوح . بس بردو أهلها ليهم حج فيها ، و مش معنى انك مش طايج اخوها انك تمنعها عنهم و تاخدهم بذنبه. انت ناسي أننا لينا بنتين هناك ، و الناس مهيحوشوش بناتنا عنينا أبدًا . هما احسن منك ولا اي ؟
5

«ياسين» بانفعال

_ احنا اللي احسن منهم ، و بناتنا لما ييجوا عندنا بيزيدوا مبينقصوش . إنما مراتي لما تروح هناك انا مش ضامن ممكن يحصلها ايه ، و مع ذلك حطيت في بقي جزمة قديمة و سبتها تروح .
1

_ بعد اي ؟ بعد ما كسرت خاطرها و سبتها تروح أول مرة عند اهلها مع عمها ؟ بدل ما تعززها و تروح بنفسك توديها عندِيهم .

اغضبه حديثها الذي لامس بقعة الندم بقلبه ولكنه عاند قائلًا

_ تحمد ربنا اني وافقت انها تروح ،و على فكرة أنا بردو مش هروح اجبها لأني مش طايق اروح هناك . لما تبقى تزهق منهم و تعرف قيمة بيتها تبقى هي تيجي .
6

تفاجئت« تهاني» من حديث ولدها الذي جعلها تقول بغضب

_ و ماله يا دكتور . بس خليك كد كلامك بجى عشان اني بنفسي اللي لو لجيتها رايده ترچع هجعدها لحد ما تِعرِف أن الله حج و تفهم حجوج مرتك عليك ، و تشيل المخفي حازم ده من دماغك خالص .
3

لم تكُن تُريد الاستماع الى حديثهم حتى انها لعنت تلك الصدفة التي جعلتها تقف لتسمتع إلى كلماته القاسية التي على الرغم من تأثيرها المُريع عليها إلا أنها مدتها بقوة كبيرة جعلتها ترسم اجمل ابتسامتها وهي تودع الجميع وهي ترتدي قناع الفرح كونها ذاهبة لرؤيه عائلتها فحين عانقها «عبد الحميد» قائلًا بعتب

_اكده يا حلا فرحانه ولا اكننا حابسينك و بنعذبوكي هنا اياك ؟

حاولت إضفاء المرح على لهجتها و الشوق أيضًا حين قالت

_ والله أبدا يا بابا الحاج بس اهلي وحشوني اوي و بيتنا كمان . حاسة اني عايزة اطير و اروحلهم .

كانت تعلم أنها تُثير غضبه و قد كان هذا اقصى ما تتمناه في تلك اللحظة أن تُعاقبه على حديثه المُشين بحقها وحق عائلتها و قد كان هذا بداية الطريق لتعليمه آداب التعامل معهم في المستقبل
7

_ هتوحشينا يا بتي . اللي مصبرني أننا هناجابل في كتب الكتاب اخر السبوع أن شاء الله .

عانقتها «حلا» بحب كبير لتلك السيدة العظيمة التي لا تقبل في الحق لومة لائم و قالت بحب

_ وأنتِ والله هتوحشيني يا ماما حقك عليا والله . اصلا لما تيجي هخليكِ تقعدي معايا مش هسيبك تروحي .

«عبد الحميد» باندهاش

_ وه . ناوية تجعدي هناك على طول ولا اي ؟ لا اسمعي أما اجولك البيت مينفعش من غيرك ، و بعدين عايزين نچهزوا للبيه الصغير اللي مش مصدجين امتى يشرفنا ؟

تجاهلت استفهامه في البداية وقالت بمرح

_ والله يا بابا انا عن نفسي بتمنى ييجي النهاردة قبل بكرة حاسة اني تعبت وزهقت وانا لسه في الرابع .

تدخل «صفوت» الذي لاحظ حالة «ياسين» الجامدة .

_ أن شاء الله ييجي بالسلامة ، و تفرحوا بشوفته يا حاج عبد الحميد . مش يالا بقى يا حلا عشان نلحق نمسك الطريق في النور ؟

«حلا» بابتسامة تُخفي الكثير

ـ يالا يا عمو .

التفتت الى« ياسين» بنفس ابتسامتها المُشرقة لتقترب تعانقه بصورة خاطفة وهي تقول بمرح

_ خلي بالك من نفسك يا دكتور وقور . هتوحشني والله.

شعر بالاستخفاف والسخرية يقطران من بين كلماتها لذا قال بجفاء
3

_ خلي بالك من نفسك ، و من اللي في بطنك . مش هوصيكِ

«حلا» بمرح

_ فعلًا متوصنيش وفر توصياتك انا رايحه للدلع و الاهتمام كله . متقلقش . خلي بالك انت على نفسك .
1

عودة للوقت الحالي .

تعلم كم أغضبته و تنوي إغضابه أكثر من ذلك لكي يتعلم كيف يحترمها ويحترم أهلها و علاقتها بهم ، وإن كان خائفًا عليها كما يزعُم فلابد له من أن يعلم كيف يتعامل معها .
4

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ: عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ [مَا اسْتَعَاذَ بِكَ] [مِنْهُ] عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا ♥️
20

★★★★★★★★★

كان ينام كعادته فوق ذلك السرير المُهتريء فـ تفاجيء بصوت الباب يُفتح و إذا ب«جوهرة» تطِل منه فهتف بسخط

_ ما السوء الذي فعلته بحياتي حتى اراكِ دائمًا بوجهي ؟

«جوهرة» بسخط

_ انت ناكر للجميل اتعرف ذلك ؟

_ و أنتِ لعينة . ما الذي أتى بكِ ؟

«جوهرة» بنبرة حادة

_ أريد أن اجعلك تعرف الحقيقة ، فأنت صديقي ولا اقبل بأن أراك في هذا المكان أبدًا ، و والدتك التي تحتضر من اجلك …

قاطع حديثها صوت تكه الباب التي وصلت إلى مسامعهم فتقدمت وعلى وجهها ابتسامة لعوب تشبه لهجتها حين قالت

_ ما رأيك هل أنا بارعة في التمثيل ؟

«هارون» بسخرية

_ تُجيدين فعل كل ما هو سيء .

«جوهرة» بتذمُر

ـ أنت تظلمني !

_ هيا أخبريني ما الجديد ؟

«جوهرة» مُتصنعة الحزن

_ والدك حالته مثل ما هي ، و البرت غاضب للحد الذي يجعله يتأهب للهجوم على القصر بأي وقت .

انتفض «هارون» ذُعرًا ولكنه حاول الثبات قدر الإمكان فقال باستفهام

ـ هل ألبرت هنا ؟

«جوهرة» بترقب

_ نعم ، وهو ينوي الانتقام لصديقه .

حاول السيطرة على ما يعتريه من خوف وقال بجفاء

_ انا من يجب عليه الانتقام وليس هو . لذا أخبريه ألا يفعل شيء قبل أن أأمره.

«جوهرة» بقلة حيلة

_ لا املك سبيلًا معه وهو غاضب تعرفه جيدًا .

_ إذن اوصليني به .

_ لا يُمكن ذلك .

حاول قمع غضبه و خوفه بقدر الإمكان لتُتابع «جوهرة» بمكر

ـ ولكني أعتقد أنه سيبدأ بتلك المرأة والدتك المزعومة. تعرف فهي السبب بكل شيء حدث له منذ البداية .

كلماتها قذفت الرُعب بقلبه فـ تلاحقت أنفاسه رغمًا عنه و تولد بداخله طوفان من الغضب الذي جعله يُريد أن يفقع عيني تلك الحية التي تُتابع تأثير الحديث عليه بترقب تحفظ بدقة كل ما يمُر على ملامحه من انفعالات لذا حاول أن يكون ثابتًا حين قال

_ ليس الآن . هُناك الكثير مما يجب عليه فعله معها قبل أن تأتي تلك الخطوة .

«جوهرة» باستفهام

_ وهل قبلت أخيرًا أن تتخلص منها ؟

_ لا لم أقبل و لن افعل ، و طرق الانتقام لا تتلخص جميعا في الدماء . هُناك الكثير منها أشد وقعًا من ذلك .

زفر بقوة قبل أن يقول بلهجة آمرة

_ اخبري ألبرت بأن ينتظر و إلا سيجد نفسه في مواجهتي. أنا من سيأخُذ انتقامه من تلك العائلة ، و ليس هو او حتى والدي .

كانت لهجته يتضمن بها قدرًا كبيرًا من الشر ما جعلها تقول إلى« ناجي» الذي على الجهة الأخرى من الهاتف

_ لا يزال حاقدًا بل أكثر من ذلك ، فقد رأيت في عينيه نيرانًا هوجاء تنتظر الإذن لتحرِق الجميع.
2

«ناجي» بسعادة

_ يالها من أخبار مُفرحة ، فأنا أعلم هذا الداهية سالم . أنه قادر على أدارة العقول بطريقة لا تتخيلينها ، ولكن الآن أنا مُطمئن بأن سمومي لازالت تسري بشرايين هارون .
3

ودت لو أخبرته أنه يستطيع إدارة القلوب أيضًا ولكنها اكتفت قائلة بسخرية

_ اطمئن فـ تأثيرك أقوى من أن يُمحى بسهولة .

اللهم إنا نسألك التوبة دوامها، ونعوذ بك من المعصية وأسبابها، ونسألك أن تجعل آخر كلامنا لا إله إلا الله موقنين بها، وأخرجنا يا مولانا من الدنيا سالمين من وبالها، وأرحنا من الدنيا وهمومها إلي الجنة ونعيمها، والطف بنا لطف الحبيب في الشدائد ونزولها، يا رجاء المذنبين يا قابل التائبين يا راحم المساكين. ♥️
14

★★★★★★★★★

كانت تتلفت يمينًا و يسارًا وهي ترتعب من أن يتكرر ما حدث عُصر اليوم إلى أن وصلت إلى ذلك المكان المنشود فوجدت هذا الحارس يقف في انتظارها فهتفت بحنق

_ الله يخربيتك هتوديني في داهيه . عايز ايه ؟

الحارس بجفاء

_ الداهية هتاخدك فعلًا لو مسمعتيش الكلام . لازم تعرفي بنتك و بنتها قدام عنينا دايمًا و تحت أيدينا فاظبطي نفسك كدا أحسنلك .

«نعمة» بذعر
2

_ عايزين ايه المرة دي كمان ؟
6

الحارس بقسوة

_ تسمي فرح !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى