رواية ما وراء الماضي الفصل الخامس عشر 15 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت الخامس عشر
رواية ما وراء الماضي الجزء الخامس عشر
رواية ما وراء الماضي الحلقة الخامسة عشر
بدأت بتول تحرك رأسها ببطئ شديد محاولة فتح عينيها بصعوبه نظرت حولها وجدت عدى ونغم وقمر ينظرون إليها بقلق بالغ وتذكرت مع حدث مع وليد حاولة القيام من على التخت بدموع قائله:
-وليد لازم اكون جنبه لازم اطمن عليه
منعها عدي سريعا وقال بصوت مختنق
-اهدي يا ماما بابا وليد كويس والله القلب رجع اشتغل تانى بس بمساعدة الاجهزه والدكتور قال لازم إجراء العمليه بكره بالكتير اوي
انهمرت الدموع على وجينتها وتحدثت من بين شهقاتها:
-اااه يا وليد معرفتش غلاوتك عندي غير دلوقتى أنا مقدرش اعيش من غيره أنا خايفه اوى عليه يا عدي
قبل رأسها بحب وقال:
-صدقينى ربنا كريم اوى ومش هيوجع قلوبنا عليه ابدا بس ادعيله انتى بس
ربتت قمر على يدها وتكلمت بصوت مختنق:
-وليد حنين اوى و عمله الطيب هيقعد ليه فى وقت زى ده واحنا ده اختبار من ربنا لينا بيشوفنا مؤمنين بى ولا لا هنرضى بحكمه وأمره ولا هنسيب شيطانه يتحكم فينا ونعترض، أنا عن نفسي راضيه بأمره وواثقه فى ربنا أنه هيرجعه لينا احسن من الاول
كانت بتول تستمع كلمات قمر والدموع تنهمر من عينيها تكلمت من بين شهقاتها :
-اللهم لا اعتراض على حكمك وامرك، يارب اشفي وليد ورجعه ليا فى اسرع وقت
نظر عدى إلى نغم وجدها واقفه متابعه ما يحدث بصمت والدموع تتسابق على وجينتها بغزارة اقترب منها وأمسك يدها وتكلم بصوت مختنق:
-تعالى معايا يا نغم.
تحركت معه فى صمت تام وخرجوا سويا من الغرفه.
كوب عدي وجه نغم بيديه ونظر بعينيها حتى يبث لها مدى قلقة عليها قائلا:
-نغم علشان خاطري اقوى أنا عارف أن كل ضربه اقوى من التانيه بس خليكى واثقه فى ربنا أنه هيجبرنا بعد الحزن ده وبابا وليد هيرجع لينا احسن من الاول والفرح هيرجع بيتنا بعد سنين طويله غاب عننا.
ارتمت نغم داخل أحضانه وتمسكت به بقوة وظلت تبكى حتى تقطعت أنفاسها وتكلمت من بين شهقاتها.
-أنا مش بلحق افرح يا عدي يعنى رجعت لحضنك ابلة نجلاء ماتت رجعت فى حضن ماما عمو وليد تعب وما بين الحياة والموت نفسي فرحه واحده بس تكمل للآخر.
ربت على ظهرها بحنو وتكلم بنبره هادئه.
-هيحصل صدقينى بكره الفرحه اللى هتحسي بيها هتعوضك عن كل الحزن والوجع اللى عشتيهم وحسيتي بيهم.
ابتعدت عن حضنه ونظرت له بأمتنان وقالت
-شكرا يا عدى من أول ما اتقابلنا وانت واقف جنبي حتى من قبل ما تعرف أن انا نغم بنت خالتك، أنت جميل اوى من جوه
ابتسم لها بحب وقال بنبره عاشقة
-ساعدك علشان كنت حاسس ان أعرفك نظرة عيونك كانت بتشدني ليكى وكنت حاسس ان شوفتهم قبل كده حسيت أنك بتاعتى وتخصينى أنا، و احساسي كان كله صح.
تنهدت بحب وتحدثت بنبرة قلقة.
-طيب يلا بينا ندخل عندهم
أومأ رأسه بالموافقه وعادوا مرة أخرى الغرفة.
………………………………………………….
عند فرح وزياد
كانت فرح منهارة من البكاء ولم يبالى زياد لدموعها أو كان يوهمها بذلك تمزق قلبه عندما استمع كلماتها تقول له:
-ليه عمل فيا كده انا حبيته بجد رغم كل التحذيرات منه إلا قلبى كان رافض يصدق ومتمسك بي، هو انا وحشه كده يا زياد
نظر الاتجاه الآخر وتكلم بصوت مختنق:
-الموضوع مش انك وحشه ولا حلوه الغلط فى الاختيار، ولو كنتى فكرتى شويه صح بدماغك كنتى هتشوفى الحقيقه كلها كاملة.
حركت رأسها بعدم اقتناع وقالت من بين شهقاتها:
-معرفتش اقسم بالله قلبى لغى مخي وبقى هو بياخد كل قراراته كنت شايفه ملاك كنت بستنى اللحظه اللى هشوفه فيها بفارغ الصبر، بس اللى كنت متأكده منه لو كان فكر يقرب مني مستحيل كنت هسمحله يعمل زى ما هو عايز ، أنا متربيه كويس يا زياد والله العظيم ما سمحتله يتخطي حدوده، مصدقنى يا زياد؟.
نظر لها بضيق وتكلم بصوت مختنق:
-مش هيفرق كتير إذا كنت مصدقك ولا لا، للاسف انتى دلوقتى ولا حاجه عندى مش اكتر من بنت خالتي، أتفضلى أمشي قدامي هوديكي المستشفى عندك امك وابوكي.
أمسكت يده بأسف وتحدثت بدموع
-أنا اسفه
أبعد يدها عنه بغضب وقال بعدم اهتمام
-اسفك مش هيرجع اللى كان يا فرح، اتفضلى أمشي.
وتحرك سريعا من أمامها وصعد السياره. جلس داخلها وظل صامتا منتظر صعودها
ظلت تنظر فرح له بدموع وصعدت بجواره على المقعد الأمامي للسيارة وظل نظرها معلق أمامها بصمت.
أدار زياد السياره وتحرك بها مسرعا متجهًا إلى المستشفي.
………………………………………………….
بعد انتهاء العمل بالشركه عند أيوب تحرك بأرهاق شديد وخرج من مكتبه اتجه إلى مكتب ابنته حور ودخل عليها وجدها نائمه على مكتبها نظر لها بنفاذ صبر وتكلم بغضب شديد قائلا.
-والله عال اوى جاية تنامي هنا، انتى امته هيكون عندك احساس بالمسؤوليه انا تعبت من الكلام.
انتفضت حور من مقعدها وابتلعت ريقها بصعوبه وقالت.
-ب ب بابا، احم ا ا انا اسفه والله بس مش عارفه نمت كده ازاى.
حرك رأسه بعدم رضا وقال.
-أنا بجد تعبت منك بحاول اعمل منك شخصيه عمليه ويعتمد عليها بس عمرك ما هتتغيرى واللى ببنى فيه سنين باستهتارك ده هضيعي فى غمضة عين.
قال كلامه وتحرك إلى الخارج تارك أياها فى ذهول من كلامه.
تجمعت الدموع فى عين حور وفى ذلك الوقت دخل انس ورأى دموعها تكلم بقلق بالغ وقال بتساءل
-حور مالك يا بت ما الصبح كنتى فرفوشه وبتهزرى
نظرت له بدموع وقالت
-بابا دخل عليا المكتب وشافنى وانا نايمه وسمعنى كلام صعب اوى، هو بابا بيكرهنى ليه يا انس
اتسعت عين انس بصدمه وتكلم بغضب وقال.
-انتى عبيطه يا بت، عم أيوب بيكرهك طيب ازاى، ده هو بيشتغل وبيضغط على نفسه وصحته علشان خاطرك انتى واخوكى زياد، عايز يكبر الشركه ويعلى اسمها علشانكم فى المستقبل، واذا كان بيتعصب عليكى دلوقتى ده لان عايز يعمل منك شخصيه عمليه يقدر يعتمد عليها وتحافظ على تعب السنين ده.
ثم ابتسم بأنكسار وتكلم بصوت مختنق:
-فيه غيرك بيتمنى أن ابوة يعمل نص اللى بيعمله عم أيوب معاكى، نفسه يحس الاهتمام من أبوه ويبقى باله مشغول بمستقبله، انتى فى نعمه يا حور حافظى عليها علشان احساس إهمال الاب وحش اوى.
شعرت بوجع انس فى حديثه نهضت من على مقعدها وجلست أمامه على المقعد الآخر وتكلمت بأبتسامه جميله وقالت.
-أنا فاهمه ومقدرة خوف بابا عليا وعلى شقى عمره يا انس، وفاهمه كلامك اوى بس صدقنى لا الاهتمام بيعجب ولا الإهمال بيعجب احنا كأبناء بنفضل متمردين على كل قرارات اهالينا لحد ما يجى وقت نحس قيمة اللى هما كانوا بيعملوا معانا، أما على الكلام اللى يخصك على عمو عامر، فأنا مش معاك أنا شايفه أن عمو عامر بيحبك انت وأميرة بس هو عايش حاليا فى نزوة محتاج توقف جنبه وتساعده أن يبعد عن الطريق ده تحسسه بوجودك تعرفه عواقب الطريق اللى ماشى فيه ده ايه، هو ده وقتك يا انس، زمان وانت صغير وبتغلط كنت بتلاقيه هو أول الناس اللى بتفهمك الصح وتاخد بأيدك لطريق ده دلوقتى حان وقتك ترد ليه الجميل وتعرفه الصح فين وتاخد بأيده، هو شيطانه مسيطر عليه لازم تساعده يتخلص من شيطانه ده.
تنهد بأرتياح وابتسم لها بأمتنان وقال:
-تعرفى أن انا محظوظ أن عندى اخت قمر كده طيب هحبك اكتر من كده ايه
تعالت ضحكاتها وقالت
-اقسم بالله لو زين كان هنا وسمعك بتقول كده كان علقك وبعدين انت زيك زي زياد وكتير اوى وقفت فى ضهرى ومازالت، احنا ربنا بيحبنا علشان خلقنا عيلة مترابطه بتحب الخير لبعضها.
تذكر رهف نهض سريعا وقال بضيق
-الله يخربيتك على يخربيت اليوم اللى بقينا فيه اخوات البت زمانها مشيت وانا كنت عايز اخدها مكان اعترف ليها بمشاعرى
نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل
-بت مين دى الله يحرقك؟
رد عليها وهو يتحرك بأتجاه الباب
-رهف يا اختى هموت عليها ربنا يحنن قلبها عليا
قال كلامه وخرج مسرعا إليها.
نظرت إلى أثره بسعادة وقالت
-ربنا يسعدك يا انوس يارب.
ثم استقامة اخذت شنطة يدها وغادرت الشركه.
………………………………………………….
وصل زين إلى المشفى عند والده وعلم بما حدث له جلس على المقعد بقلق شديد حتى رأى فرح تتحرك مع زياد إلى الداخل هب واقفا واقترب منها والشرار يتطاير من عينه قائلا:
-عجبك اللى بيحصل لابوكى بسببك، مبقاش أنا لو مكسرتش رقبتك يا فج**
وقف زياد أمامها كدرع حامي وتكلم بنبرة هادئه.
-اهدا يا زين اختك صغيره وهو ضحك على عقلها بكلمتين معسولين والحمدلله ربنا بعده عن طريقها خلاص.
تكلم بغضب وصوت مرتفع هز اركان المكان قائلا:
-بعد أيه، بعد ما ابوها اترمى فى المستشفى بسببها بعد الكل عرف انها واحده رخيصه وماشيه مع شاب فلاتي ده انتى القتل قليل عليكى والله.
كانت فرح منهارة من البكاء وفى ذلك الوقت خرج عدى ونغم على صوت زين
نظر لهم بعدم فهم وقال
-فيه ايه؟ وبتزعق لأختك ليه يا زين
تكلم بغضب شديد وقال
-فيه أن اختك واحده رخيصه واللى حصل لابوك ده بسببها زياد ابن خالتك شافها ماشيه مع واحد زباله وابوك لما عرف طب ساكت
نظرت نغم لهم بتوتر وقالت بتوضيح
-اهدا بس يا زين فرح عيله وأضحك عليها مينفعش اللى بتعمله ده.
تكلم بصراخ غاضب وقال
-محدش يقولى اهدا دى واحده فاج** كانت ماشيه مع واحد عايز يضحك عليها
وفى ذلك الوقت شعر بصفعه دوت على وجه اتسعت أعين الجميع مما حدث ووجهوا انظارهم إلى عدي الذى تحولت نظراته الغاضبه إلى زين وتكلم بتحذير
-كلمة زيادة على اختك هنسي انك اخويه واللى هعمله فيك مش هيعجبك انت غبى يالا دى اختنا لحمنا ازاى تقول عليها الكلام ده لما احنا نقول عليها كده الغريب يقول اااايه
ضغط زين على أسنانه بغضب وتكلم بصوت مختنق.
-انت بتمد ايدك عليا يا عدي انا ممكن ادفنك مكانك على حركه زى دى بس عارف انا مش هعمل كده لان المفروض انت قدوتنا وتعرف تحترم اخواتك إنما انك تمد ايدك على اخوك علشان عايز يربى أخته انت نزلت من نظرى للاسف
أنهى كلامه وخرج سريعا تاركًا المكان برمته
وأثناء خروجه تقابل مع حور التى حضرت لتو وعندما رأته بهذه الحاله صعدت معه السياره قبل أن يتحرك بها.
بالداخل ارتمت فرح داخل أحضان عدى وتمسكت به بقوة وظلت تبكى، وتحدثت من بين شهقاتها.
-أنا اسفه يا عدى مكنتش عايزه كل ده يحصل والله العظيم ما عملت حاجه غلط اسأل زياد حتى هو شاف كل حاجه.
ربت على ظهرها بحنو وتكلم بصوت مختنق.
-اهدى يا حبيبتى أنا واثق فيكى ومتأكد انك مستحيل تعملى كده لانك بنت رجاله ومتربيه على ايد رجاله، سيبك من كلام اخوكى الاهبل ده.
ابتعدت عن حضنه ونظرت له بدموع وقالت
-بس زين زعل منك بسببي، مكنتش عايزه يحصل كده، انا اسفه يا عدي.
كوب وجهها بين يديه ونظر لها نظره حنونه وقال
-ملكيش دعوة بزين أنا هعرف أراضيه اهم حاجه متقوليش لماما اللى حصل ده لأنها تعبت لما قلب بابا وقف وأغمى عليها ومش حمل ضغوطات تاني
اتسعت عين فرح بعدم تصديق وتكلمت بدموع
-بابا، بابا حصله ايه يا عدى
حرك رأسه حتى يطمئنها قائلا:
-ولا أى حاجه زى الفل دلوقتى وهيدخل بكره العمليات، اهدي يا حبيبتى.
كانت نغم تتابع عدي بحب وفخر وابتسمت له ابتسامه هادئه حتى تطمئنه أنها بجواره
وما على عدى غير أنه يرد لها الابتسامه بأبتسامه كلها شكر وامتنان على وجودها بجواره فى اصعب لحظاته.
………………………………………………….
خرج ريان من عمله بعد مرور يوم شاق بعد المشدات الصباحيه بينه وبين منى زوجته ظل يتجول بالشوارع دون أن يعلم إلى اين ذهبآ وفى لحظة تذكر بتول وحبه لها اللا محدود تعالت دقات قلبه كالطبول وتكلم بصوت مختنق.
-واخرت اللى احنا فيه ده ايه يا بتول لا انا قادر أعيش حياة طبيعيه زى أى حد ولا انتى قادره تنسينى وتحبى جوزك قد ما بتحبينى مشاعرنا مشتته وقلوبنا موجوعه بنعافر فى الدنيا حتى لما وصلنا لسنن ده.
ثم نظر أمامه بتوعد وقال
-لا يا بتول كفايه علينا فراق لحد كده لازم نوضع حد ونرجع لبعض بقى تعبنا خلااص.
أنهى كلامه وادار السياره وتحرك بها إلى المشفى وبعد وقت وقف بالسياره وترجل منها ودلف إلى الداخل بحث بعينه على بتول وقف أمامه “ايوب” بأستغراب وقال بتساءل:
-ريان! بتعمل ايه هنا ومال شكلك عامل كده؟!
نظر له بتوتر وقال بتساؤل:
-فين بتول يا ايوب؟
عقد بين حاجبيه بأستغراب وشعر بشئ ما سيحدث قائلا :
-وبتسأل على بتول ليه يا ريان؟
ثم تنهد بضيق وقال بنبره هادئه.
-ريان انسي بتول بقى بقالكم كام سنه بعاد عن بعض هى ليها بيتها وجوزها وعيالها وانت ليك بيتك ومراتك وبناتك عيش حياتك وشيلها من تفكيرك كفايه ظلم فى مراتك منى متستهلش منك كده.
تجمعت الدموع فى عينه وتحدث بوجع.
-مش قادر يا ايوب تعبت والله حاولت كتير بس مقدرتش كل دقه فى قلبى بدق بأسمها حاولت أبعدها عن تفكيرى بس كل ذكرى عشناها سوا بتعدى شريط قصاد عيونى وارجع افكر فيها من تانى حب بتول عامل شبه الإدمان المزمن اللى مستحيل صحبه يقدر يتعالج منه بيفضل مدمن لحد اخر نفس فيه.
ربت على ظهره بحنو وقال.
-عارف وحاسس بيك بس صدقنى يا أبن خالتى عمرك اللى فات راح هدر، الثمرة الوحيده اللى طرحت فيها هما بناتك غير كده كل حاجه ضاعة منك حتى حياتك، حاول تحافظ بقى على اللى جاى وميروحش هو كمان على الفاضى.
طأطأ رأسه إلى الأرض وتكلم بصوت منكسر.
-أنا طلقت منى يا أيوب.
اتسعت عين أيوب بصدمه وتكلم بعدم تصديق.
-طلقتها!! انت اتجننت يا ريان انتوا مش صغيرين على كده دول بناتكم عرايس ماشاءالله.
تكلم بصراخ وقال بدموع.
-اعمل ايه يا ايوب بحب بتول بحبها.
وفى هذه الاثناء استمعت بتول لما قاله أغلقت عينيها حتى تهدأ قليلا وتكلمت بغضب.
-ايه اللى انت بتقوله ده يا ريان انت اتجننت، ازاى تسمح لنفسك تقول حاجه زى كده، أنا على ذمة راجل تانى وفى ظروف ما يعلم بيها الا ربنا، لو سمحت امشى من هنا ومش عايزه اشوف وشك تانى وياريت تنسي أن كان فيه حد فى حياتك اسمه بتول لا سننا ولا حياتنا تنفع فى اللى بتفكر فيه ده.
قالت كلامها تاركه إياه الندم ينهش فى قلبه حتى فقد لذة الحياة.
نظر ريان إلى ايوب وخرج ويركض صعد سيارته وتحرك بها مسرعا وظل يسرع بها حتى انفلت منه زمام الأمور وانقلبت السياره غارقا فى دمائه مستسلمآ لعالم اخر.
………………………………………………….
تحرك زين بسيارته بغضب شديد ظل يتجول بالشوارع غير مبالي بوجود حور جانبه كسرت حور الصمت بتساؤل
-زين هو ايه اللى حصل وصلك للحاله دى.
وقف بالسياره مره واحده وعلق أنظاره أمامه وظل صامتا.
أمسكت حور يده متحدثه بترجى:
-زين بترجاك بلاش تقلقنى عليك اكتر من كده قولى ايه اللى حصل جوه عصبك بالشكل ده.
اخيرا تكلم زين بغضب شديد وقال
-عدى يضربنى أنا بالقلم علشان اتعصبت على اختى وبحاسبها على الغلط، انا هتجنن لو حد غيره عمل كده اقسم بالله كنت دفنته مكانه إنما هو مقدرتش اعمل حاجه وفى النفس الوقت نار جوايا ولو خرجتها هتدمر بلد بحالها.
نظرت له بأشفاق وتكلمت بنبره هادئه.
-اهدا يا حبيبى احنا كلنا عارفين عدى متعلق بفرح أخته ازاى وتلاقيك انت قولت كلام يوجعها علشان كده هو اتعصب عليك وعمل اللى عمله معاك ده مع أنه هو بيحبك انت كمان والله، معلش يا زين اعذره كلكم مضغوطين بسبب عمو وليد والحاله اللى هو فيها دى، انتوا دلوقتى المفروض تكونوا سند لبعض مش تعملوا اللى بتعملوا ده، اهدا كده وانا متأكده ان انت مش هتهون على عدى وهيجى يراضيك اول ما يشوفك.
نزلت دمعه من عينه مسحها سريعا وتكلم بوجع:
-مكنتش متخيل أن هيجى يوم وعدى يمد ايده عليا طول عمره كان هو الدرع الحامى ليا وبيمنع اى حد يقربلى يجى دلوقتى وهو اللى يضربنى، وأمته فى اكتر وقت محتاجه فيه.
حركت رأسها بدموع وقالت.
-علشان خاطرى متعملش فى نفسك كده قلبى مش قادر يستحمل يشوفك فى الحاله دى يا زين.
دموع حور زادت من ألامه احتضن وجهها بيده ونظر لها بعينيها وتكلم بنبره هادئه.
-أهدي يا حور علشان خاطرى انا مش حمل وجع تانى مش قادر اشوف دموعك دى، طيب بصى أنا علشان خاطرك ههدا وانتى علشان خاطرى تبطلى عياط ماشى.
اومأت رأسها بالموافقه ومسحت دموعها بظهر يدها وقالت
-ماشى موافقه بس اثبتلى انك خلاص مش مضايق
ابتسم على كلماتها واقترب منها ووضع قبله على وجينتها وقال:
-بيتهيألى مافيش إثبات اكتر من كده
احمرت وجينتها بخجل وقالت:
-ز ز زين أيه اللى انت عملته ده انت اتجننت
ابتسم لها بحب وقال بدعابه
-لا خالص انا عاقل جدا دلوقتى علشان لو فعلا اتجننت هنتمسك أنا وانتى بتهمة فعل فاضح فى الطريق العام.
جحظت عيناها بصدمه ووضعت يدها على وجهها بخجل وقالت بتلعثم.
-والله العظيم انت واحد قليل الادب وانا غلطانه أن ركبت معاك اصلا، اتفضل بقى أمشى علشان نرجع المستشفى زمان بابا وماما قالبين عليا الدنيا.
اومأ رأسه بالموافقه وابتسم لها ونظر أمامه وأدار السياره وتابع الطريق بقلب مفتور من شدة الوجع.
………………………………………………….
كانت تجلس هدي والدة عامر على الاريكه بأستمتاع بعد ترك اسيل المنزل لها وفى ذلك الوقت سمعت صوت دنيا تقول لها.
-سيدي يا سيدى على الروقان اوعدنا يارب
لم تصدق هدي ما سمعته بأذنيها نهضت سريعا ونظرت اتجاه الصوت ما أن رأت ابنتها دنيا ركضت إليها بدموع واحتنضتها بأشتياق مقبله كل انش فى وجهها قائله بدموع
-بنتي يا حبيبتى واحشتينى اوى انا مش مصدقه نفسى رجعتى مصر امته يا حبيبتى.
قبلة يدها بحب واحتضنتها بقوه وقالت بأشتياق.
-انتى اكتر يا حبيبتى واحشتينى اوى والله نزلت من الطياره عليكى على طول قولت اعملها مفاجئه ليكى، فين عامر واسيل والاولاد ؟!
تكلمت بضيق وقالت
-اخوكى فى الشغل لسه مجاش وآسيل طلقها داهيه لا ترجعها والاولاد معاها.
نظرت لها بصدمه وقالت بعدم تصديق
-عامر طلق اسيل!! ليه بس كده زعلتينى اوى والله يا ماما.
نظرت لها بعدم اهتمام وقالت
-وانتى ايه يزعلك بس دى هم وانزاح من على قلبى وقلب اخوكى سيبك من السيره الغم دى وخليني اسلم على اولادك ماشاءالله بقوا رجاله اهم.
نظرت دنيا لابنائها وحركت رأسها لهم حتى يقبلوا يد والدتها وبالفعل مال كل واحد منهما مقبلا يدها .
نظرت هدى لهم بأستغراب وقالت.
-يا اختى مال ابنك الصغير ده اخد نظام بره ومربي شعره ورابطه زى البنات كده
ابتسموا على كلمات هدى وتكلم بتوضيح.
-يا تيته ده استايل ملوش دعوة بره مصر ولا جوه بس انا حابب الشكل ده فيا علشان كده رابط شعرى بالطريقه دى، وبعدين ما مهاب مش مربى شعره ولا رابطه وعادي جدا لانه لايق عليه الاستايل ده.
نظرت هدى له بعدم اقتناع وقالت بتهكم.
-واضح أن عيشت بره نسيتكم يعنى ايه رجوله حتى شكلكم شبه بتوع بلاد بره اللى يشوفكم يقول عليكم اجانب.
نظرت دنيا لأولادها حتى يخرجوا ويتركوهم بمفردهم وبالفعل نفذوا ما تريد والدتهم
تكلمت دنيا بضيق وقالت.
-ماما يا حبيبتى بلاش طريقتك دى مع الاولاد الزمن اتغير وزمنا غير زمانهم انا مربياهم جدا وبنظره واحده منى بيفهموا عليا انا عايزه ايه رغم طولهم ده محدش فيهم يقدر يكسر كلمه ليا ولابوهم بس هما حرين فى طريقة لبسهم وشكلهم مدام ده مش هيضر الغير بحاجه احنا ما بينا حرية رأى ولو حد معترض على حاجه بنقعد مع بعض وكل واحد يقول وجهة نظره وفى الاخر الرأى الصح هو اللى هيمشى وبأقتناع.
حركت فمها بعدم رضا بما قالته دنيا وقالت
-ماشى يا بنتى انتوا حرين تعالى ادخلى زمان اخوكى عامر جاي.
ردت عليها سريعا وقالت
-لا مش هينفع هاخد الاولاد وهنروح نسلم على معاذ وعلى ايوب اخواتى وبعد كده هكلم اسيل واروح ازورها هى والاولاد وبكره أن شاءالله ابقى اجي متأخر يكون عامر وصل.
قبلت وجينتها وخرجت صعدت بالسياره وصعدوا ابنائها بالسياره وادار مهاب السياره واتجهوا إلى منزل معاذ.
………………………………………………….
عند عامر كان يجلس فى إحدى الشقق المشبوه وداخل أحضانه فتاة ترتدى ملابس فاضحه وفى يده يمسك بكأس الخمر ارتشفه على مره واحده بشراهة وتعالت ضحكاته وتكلم بسكر.
-الواحد مش عارف يعمل ايه ولا ايه كلكم هنا عايز اكلكم اكل، تيجى اسيل تشوف النسوان بجد مش صندل عايش معايا فى البيت.
ومال على هذه الفتاة بطريقه مقززة مما جعلها تتعالى ضحكاتها بمرقعه استقام فى وقفته بصعوبه و هو ممسك بيد هذه الفتاة وتحرك بتأرجح بأتجاه أحدى الغرف لكنه تفاجئ بأنس ابنه يقف أمامه وينظر له بتقزز تكلم بصوت مختنق وقال.
-عجبك منظرك كده وانت مدهول ومش قادر تصلب طولك، انت ايه يا شيخ مش همك سمعت اخوك ايوب وهو فى منصبه ده ولا منظرى قصاد صحابي وهما شايفين صورتك وانت فى أحضان بنت شمال شبه دى، طيب بنتك اميره لما يجى عريس ليها ويعرف أن ابوها سكري وبتاع نسوان هيعمل ايه ونقوله ايه، كفاااايه فضايح بقى ارحمنا يا شيخ
ثم أمسك ذراعه وارغمه على التحرك معه وقال بصوت غاضب.
-امشي معايا اروحك الفيلا مش هينفع تسوق العربيه وانت سكران بالشكل ده.
تحرك عامر بتأرجح وهو يضحك ببلهاء قائلا :
-انت جاى ورايا ليه اكيد امك اللى بعتتك ورايا هتموت من الغيظ علشان طلقتها، طيب انت عارف امك أنا شقطها من عمك ريان وهى معاه عملت معاها علاقه ولو محملتش فيك وقتها مكانش فيه حاجه هتتكشف وخلعت منها أنا اصلا مكنتش هتجوزها أصلها كانت واحده رخيصه وخاينه ولا عمرى آمنة ليها.
كان انس يستمع كلامه وقلبه ينفطر من الوجع كانت كل كلمه كخنجر يرشق بقلبه حقائق كان لا يريد سمعها ابدا كان يريد الاحتفاظ بصورة والدته كما رسمها فى مخيلته فرت دمعه من عين انس ازالها سريعا قبل أن يراها احد ساعد والده يصعد السياره ثم اغلق الباب وصعد هو الآخر أمام المقود نظر إلى والده وجده ذهب فى النوم تنهد بوجع وادار السياره واتجه به إلى المنزل.
………………………………………………….
فى صباح اليوم التالى
دخل وليد العمليات وبدأت ساعات الحسم فهو على المحك للمخاطره بحياته ظل الجميع ينتظروا بالغرفه بفارغ الصبر يدعون الله أن يعدى المحنه دى على خير ويأزروا بتول المنهاره من شدة القلق عليه.
وفى الجانب الآخر
وصل ريان وهو فاقد الحياة لا يشعر بشئ غير الهروب من هذه المشاعر المتضخمه داخل قلبه رافض الاستجابه لجميع المحاولات المستمدة لقلبه أمر الطبيب بسرعه ادخله غرفة العمليات لخطورة الحاله وإجراء عمليه خطيره فأصبح على المحك لفقد الحياة
عند بتول شعرت بدقات قلبها تتزايد بشكل غير طبيعى هى خائفه بالفعل على وليد لكنها تعلم هذه الدقه تخص ريان هى تشعر أنه بخطر ولكن عقلها يرفض ذلك وفى ذلك الوقت أعلن الهاتف الخاص بعدى عن وجود اتصال ما أن أجاب عليه حتى تغيرت ملامح وجه بحزن شديد
نظرت بتول له بترقب وفاجئه نطقت اسمه كأنها تحاول حفره داخل قلبها للاحتفاظ بى.
-رياااان
نظر لها عدى والدموع تتسابق على وجه قائلا بقلب مكسور……
متزامنا مع خروج الطبيب من عند وليد بوجه حزين وقال بأسف……..
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)