روايات

رواية زهرة الأصلان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم يسر

رواية زهرة الأصلان البارت الثالث والعشرون

رواية زهرة الأصلان الجزء الثالث والعشرون

زهرة الأصلان
زهرة الأصلان

رواية زهرة الأصلان الحلقة الثالثة والعشرون

قبل قليل أمام منزل الحج قدرى :
صوت سيارة تقف أمام المنزل و لم تكن سوى
” سيارة سعاد قدرى و زوجها محسن ”
– محسن بعد ترجله من السيارة :
همى يا سوسو .. بسم الله .
– سعاد :
حاضر أهو .
“صوت محسن وسعاد داخل غرفة الاستقبال”
……….. السلام عليكم ……………………..
– الجميع ماعدا أصلان و زهرة :
و عليكم السلام .. حمدالله على السلامة .
شرعت سعاد و زوجها محسن فى السلام على الحاضرين ماعدا الجد الذى قاما بتقبيل يده وجبهته .. فسعاد هى الابنة الوحيدة للحج قدرى لها منزلة خاصة فى قلبه كذلك محسن الذى رأى فيه الحج قدرى من اللحظة الأولى التى قابله فيها متقدما لابنته ما لم يراه أحد .. حيث كان محسن من البلد لكن يتيم الأبوين ليس له أقارب يذكرون لكنه عزيز
النفس معتمدا على نفسه فى حياته و دراسته .. لذا وافق عليه الحج قدرى خاصة بعد أن استشف فيه الصدق و المروءة التى قلت فى زمنهم و كثر أشباه الرجال .. تزوجت سعاد فى منزل بسيط تحت اعتراض الجميع إلا هى و والدها .. و بالفعل أثبت محسن أنه على قدر المسؤولية و ارتقى بحياته هو و زوجته فى زمن بسيط حتى عرضت عليه وظيفة فى دولة الكويت الشقيقة لما عرف عنه من جدية و تفوق يصل للابداع فى عمله الهندسى .. و قد شجعه عليها الحج قدرى بعد أن عرض محسن عليه الأمر يستشيره بعد أن اعتبر نفسه ابنا لهذا الرجل الذى نصفه فى زمن لا ينصف فيه أحد أحد وشجعه عليها .. كذلك سعاد ذهبت معه لتكوين مستقبلهم وكانت آنذاك حاملا ببوسى .. و فى عدة سنوات تفوق محسن على نفسه فى تكوين حياة مرفهة لزوجته و ولديه و أثبت صحة رؤية الجد فيه .. كما أن محسن إنسان مستقيم جادا فى حياته إلا أنه يتصف بالمرح الشديد هو و زوجته و قد أورثا هذه الصفة ل بوسى و دودو .
قام أسامة بحمل حقائب عمته و زوجها إلى غرفتهم حيث اغتسلا و أبدلا ملابسهم الى جلباب بالنسبة لمحسن و عباءة منزلية لسعاد و نزلا إلى الأسفل حيث انضم محسن للرجال و اتجهت سعاد إلى المطبخ لمساعدة نعمة ابنة خالتها و صديقتها فى تحضير الغدا تاركتان خلفهما صفصف تنظر لهما بحقد لم تستطع التخلص منه على الرغم من مرور السنوات .. و فى المطبخ تبادلت سعاد التحية مع البنات فاطمة و ورد و سلمت سلاما حارا على أم أحمد التى تعمل فى منزل الحج قدرى من سنوات تعود إلى قبل زواج سعاد من محسن حيث كانت ابنة الخمسة عشر عاما .
– سعاد :
قوليلى يا نعمة .. مرات الأصلان عاملة
إيه معاكى ؟
تركت أم أحمد و فاطمة و ورد ما بأيديهم .. ينظرون لسعاد بصدمة و استنكار ناتج عن حبهم لتلك الزهرة .
– سعاد التى فاجأها ردة فعلهم :
إيه .. فى إيه ؟؟
– أم أحمد مدافعة عن زهرة :
هو فى زى زهرة ربنا يحميها لشبابها..
جمال وأخلاق .. ربنا يحرسها من العين .
– ورد مقاطعة أم أحمد :
و الله .. و الله يا ست سعاد عمرنا
ما شفنا منها حاجة وحشة .
– قاطعتها فاطمة :
و طيبة وحنينة معانا .
– ورد :
و على طول إيدها معانا فى الشغل ..
و تقولنا أنا أعدة فاضية نساعد بعض عشان
نخلص بسرعة و نستريح كلنا مرة واحدة .
– أم أحمد :
و عمرنا ما سمعنا منها كلمة وحشة .. و لا
طلعت منها العيبة .
” تنقل سعاد رأسها بينهن ببلاهة .. مما جعل السيدة نعمة تنفجر ضحكا على صديقتها ” .
– السيدة نعمة ضاحكة :
مالك يا سوسو .. ساكتة كده ليه ؟
– سعاد :
هاه .. بسمع للجماهير .. إيه الشعر ده ..
للدرجادى يا نعمة ؟؟
– السيدة نعمة :
و أكتر والله يا سعاد .. حبيتها زى ما تكون
بنتى .. و كمان الوحيدة اللى بتحس بيا
من غير ما اتكلم .. على طول ملازمانى
مبتفارقنيش ابدا لحد ما أخدت عليها ..
عملالى حس والله .
– سعاد بصوت منخفض :
طاب و أصلان ؟
– انفجرت النساء بالمطبخ بالضحك على كلام
سعاد التى مازالت تنظر لهن ببلاهة .. ثم أكملت نعمة :
يوه .. بتموت فيه .. و هو كمان بيحبها
أوى .. روحه فيها يا حبة عينى .. و
بيخاف عليها أوى .
– سعاد بعدم فهم :
بيخاف عليها .. إزاى يعنى ؟
– السيدة نعمة :
أصلها صغيرة شوية .. ” ثم أكملت بعد
أن وجدت نظرات نعمة المستفهمة ”
.. أد بوسى و سوما .
لم تعلق سعاد و لكن لاحظت نعمة قلقها .. فاكملت أم أحمد نظرا لمكانتها عندهم :
متخفيش يا ست سعاد .. دا زهرة شيلاه
فى عينيها .. و مش مخليه فى جهدها
جهد .. حتى سى الأصلان بدأ يتغير
بقى بيضحك كتير وباله رايق على طول
و خصوصا لما تكون جنبه .
ثم انطلقت السيدات فى المطبخ يقصصن على سعاد قدرى الأحداث منذ مجيء زهرة للمنزل
و كأنهم كون جبهة الدفاع عنها بعد أن أحتلت تلك الصغيرة قلوبهن .. كل ذلك وسعاد لم تزد إلا تعجبا و لهفة لرؤية تلك الفتاة التى ألانت قلب أصلانهم .
استمرت الأحاديث المتبادلة فى غرفة الاستقبال مستمرة حتى طغى حضور الأصلان بهيبته وصخامته .. و دخل عليهم بملامح عكس ملامح دخوله .. القى السلام على الجميع و رحب بشكل خاص بزوج عمته .. كل ذلك تحت نظرات رائد للأصلان الذى يتضح عليه استحمامه حديثا و قد استشف العاشق حديث العهد ما قد يحدث بينهما فى تلك الأثناء .. بل نغزه قلبه بأنها لم تنل أى قسط من الراحة مما زاد ملامحه تجهما فى مقابل تورد و اشراق ملامح الأصلان و زاده كآبة فى مقابل سعادة ابن عمه الواضحة عليه .. لم يفق من سكرة أفكاره إلا بخروج الأصلان لمقابلة نفس الرجل الذى كان يتابع سير العمل مع أصلان صباحا بغرفة المكتب لملاقاته و على ما يبدو أنه غادر لإنهاء تنفيذ توصيات الأصلان ثم عاد له ثانية .. إلا أن الأصلان قبل خروجه توجه لسوما بالحديث والتى تجلس مجاورة ل سلوى و نانى وأسماء وسوما بالأضافة الشباب فى جهة مقابلة بعيد عن الجهة التى تضم الكبار
– أصلان :
سوما أطلعى لزهرة ساعديها .
– سوما التى فهمت على ابن عمها :
حاضر .
ثم انطلق الأصلان لوجهته .
قامت سوما من مكانها تحت نظرات الجميع .. فقالت لها بوسى تستوقفها بخفة دمها
– بوسى :
راحة فين يا سمسم .
– سوما بطيبتها :
طالعة لزهرة أساعدها .
– بوسى بنزق :
تساعديها فى إيه .. هو ده وقت تنضيف
– سوما :
تنضيف إيه يا هبلة .. أنا طالعلها اسرح
لها شعرها و أنشفه .. عشان مبتعرفش
تسرح لنفسها .. انتى شايفة شعرها طويل .
– بوسى بخفة دم :
أنتى بتقولى .. دا شعرها لحد هنا
” مشيرة لما يقرب من ركبتيها ”
أنا عارفة إيه ده عمرها ما قصته ..
بس إيه ده هى كل ما تستحمى تناديلك
تسرحلها شعرها.. ” صمتت قليلا ثم قالت
بابتسامة ” .. الله أنا طالعة اتفرج عليكو .
– سوما موضحة لبوسى وكأن لديها كل وقت العالم تحت سمع الجميع :
لأ .. مش كل مرة بساعدها .. دا بس لما
أصلان يكون مشغول و عنده حد زى
دلوقتى .. أما فى العادة هو اللى بيغسل
شعرها وبيسرحه ليها .
– بوسى بضحك :
اقسمى بالله .. طاب بس .. دا الواحد جاله
جفاف عاطفى منهم .. إيه قلة الأدب دى ..
يالا نطلع نساعدها .
– سوما التى أمسكت ذراع بوسى تستوقفها
بتوتر :
لأ لأ .. راحة فين .. أصلان مبيحبش حد
يدخل جناحه .. متعمليش مشاكل معاه
الله يخليكى .
– بوسى متخصرة لابنة خالها سوما :
اشمعنى أنتى بقى إن شاء الله .
– سوما :
أنا .. دى تالت مرة أطلع جناح الأصلان
.. مفيش حد بيقرب من الجناح أصلا ..
خليكى أنتى و أنا طالعة أساعدها و
هجيبها و آجى .. ثم انطلقت سوما فى جناح الأصلان .
أما بوسى فجلست خائبة و لم يعجبها ذلك .. إلى أن قاطع جو الأفكار التى ملئت الجو نانى بحقد
– نانى :
إيه الدلع ده ..دا على أساس مش عارفة
تسرح شعرها بنفسها .. لأ و عاوزة حد
يساعدها .. ليه أميرة ؟!
– أسماء التى رأت بوسى تتجه للخارج :
بوسى .. على فين ؟
– بوسى :
طالعة لزهرة .. أنتى صدقتى أنى مش هروح
اتفرج ” و غمزت لنانى ” على الأميرة .
تحت ابتسامة أسماء و سلوى ومنير .. و حقد نانى و غيرة رائد الذى يقول بنفسه أنه فعلا يحق لها أن تعامل كالأميرة .
فى جناح الأصلان :
بعد أن غادر الأصلان الجناح و ترك زهرته قامت هى بنزع منشفتها و رطبت جسدها و عطرته ثم استقامت للخزانة تتخير منها ما ترتديه .. فوقع اختيارها على فستانا محتشم باللون الأبيض يزينه نقوش بارزة باللون الرمادي الهادىء يصل طوله إلى الكاحل و أكمامه لبعد كوعها .. تتزين حوافه بالدانتيل الرمادى الهادىء المشابه للون الشال على أحد كتفيها
.. و قد انعكس بياض بشرتها على الفستان جعل حول زهرتنا هالة ملائكية .. كذلك تزينت ب دبلتها الذهبية الرقيقة و سلسال ناعم يحمل لفظ الجلالة هو المفضل لها فى ارتدائه منذ أن أهداه له أخيها عزيز قلبها طه .. و تركت شعرها على طوله .. و قد تفوقت على نفسها فى جمال و رقة و أنوثة مظهرها عن كل مرة .. تريد أن تحتل عيون و فكر حبيبها فكانت رائعة برقة و طاغية الأنوثة و خاصة بعد أن انساب قماش الفستان القطنى يحتضن جسدها الغض برقة .
” صوت طرقات هادئة على الباب وشت عن
صاحبتها و التى لم تكن إلا سوما ”
التى أظهرت رأسها من خلف الباب .. تبحث بعينيها عن صديقتها التى تتشابه معها فى الطبع الهادىء و وجدتها تقف أمام المرآة تنثر على نفسها من عطرها المميز .. ألتفتت لها زهرة فصدمت سوما من جمالها ثم ابتسمت لها بصدق .. فطالما تمتعت سوما بطيبة قلب شديدة جذبت لها زهرة من اللقاء الأول كذلك جذبت ذلك العاشق الصغير أسامة لها .. اقتربت سوما مبتسمة من رقة و براءة زهرة تمشط بعينيها ما ترتديه صديقتها و الذى لا يقترب من قريب أو بعيد من الغير مقبول و لكن على الرغم من ذلك كانت فتنة للأعين ..ثم شرعت سوما فى مساعدة زهرة التى تبادلها الابتسامة الصادقة .. وأثناء عمل سوما فتح الباب فجأة بشكل درامى و كأنه قبض على الفتاتان بوضع غير لائق .. ثم دخلت بوسى مبتسمة على شكلهما من الصدمة و قالت بفشخرة صاحبها رفعة حاجب مميزة منها
– بوسى لزهرة وسوما :
مساء الخير .. عاوزة اتفرج
و لم تنتظر الإجابة بل اتجهت بكل فخر إلى الفراش تجلس على حافته و تضع قدم فوق الأخرى .. فضحكت عليها الفتاتان ثم أكملت سوما ما كانت تفعله تراقبهما بوسى التى تتأمل زهرة بابتسامة فهى الفتاة التى استطاعت أخيرا خطف قلب وعقل أخيها الأصلان .. فلا تسعها الدنيا من الفرحة لأخيها بعد أن عوضه الله بتلك الفتاة الرقيقة الهادئة و التى تحمل عينيها عشق خالص خاص بأخيها و حده .. و سرعان ما عادت بوسى من شرودها و استقامت بجدية تساعد سوما فقد أعدت زهرة بمثابة أختها و جعلت سوما تستريح قليلا .. وأثناء تمشيطها لشعر زهرة تابعت إلقاء النكات و تقليد أسلوب زوجة عمها صفصف و تلك المدعية نانى التى لم تتقبلها أبدا مما جعل الفتيات يغرقن فى موجة من الضحك .
فى غرفة الجلوس :
استقام رائد من المجلس متحججا بعمل هاتف وهمى حتى لا تلحقه نانى و التى لم تنفك منذ مجيئها تلتصق به بشكل مبالغ كالعلكة و اتجه إلى الصالة فى مجلس بسيط مقابل للسلم المؤدى الى الطابق الثانى من المنزل .. فقد أراد الانفراد بنفسه قليلا بعيد عن كل هذه الأحداث المتلاحقة .. كذلك أراد قسطا من الراحة يدع فيه تعبيرات وجهه الحقيقية تظهر بعيد عن نظرات الجد و كلماته التى ليس لها معنى إلا أنه قد كشف شعوره الوليد تجاه تلك الزهرة التى كانت يجب أن تكون من نصيبه له وحده و لكن أهماله و تسليمه لزمام أهم الأمور فى حياته ليد والدته كما نبهه أخيه الأكبر من قبل كان سببا لذلك .. و لكنه ليس محظوظا كمنير ليقابل حبه الأول بل تركز كل اهتمامه على مستقبله العلمى الذى يعد بمثابة شغف له و نتيجة لذلك أراد كافة أمور حياته الأخرى متماشية مع طموحه العلمى بل و تدعمه كذلك لذا استبعد أمر زواجه من زهرة حينما أمر الجد بذلك بما أنه لا يتناسب مع طموحه كما أن كلام والدته عنها عندما ذهبت لخطبتها لم يساعد أيضا و كله يندرج تحت أنها فتاة دون المستوى .. و قد أوضح أن كلام والدته كله عار من الصحة لأنه من نظرة واحدة لتعبيرات أمه المصدومة علم أنها لم ترى زهرة من قبل و أنها أرادت فقط إبعاده عنها من أجل أن تزوجه من ابنة صديقتها و جعلت ابن عمه الأصلان يفوز بها بعد أن نفذ بشجاعة قرار الجد و لم يجبن مثله ففاز بالجائزة الكبرى .. و يا لها من جائزة ! فهو على استعداد أن ينحى مستقبله العلمى جانبا فى سبيل الفوز بها .. بل و لسخرية القدر لم يعد طموحه العلمى شغفه الأول بعد أن رأى تلك الجنية الصغيرة التى خطفت قلبه و عقله دون مجهود و دون أن توجه له كلمة واحدة حتى .. و أوقفت له أنفاسه برقتها .1
لحق منير أخيه الأصغر الصالة بعد أن استشعر توتره و شروده منذ وصولهم بل منذ رؤيته لتلك الزهرة زوجة أصلان .. و لم يحتاج منير لوقت لمعرفة السبب فالفتاة كملاك يمشى بينهم بل و يكاد يجزم أنه يستطيع أن يستشعر طعم المرارة فى حلق أخيه .. فلا سبيل المقارنة بينها وبين نانى و هو ما حذره منه مرارا و لكن لا فائدة من كل ذلك الآن .. فكما يقولون لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب .
– منير جالسا جانب أخيه الشارد :
رائد .. رائد .. أنت كويس ؟؟
– ألتفت له رائد بأعين أشتد إحمرارها و نفس مرهقة و لم يكلف نفسه بالرد على أخيه .. بل عاد لنفس جلسته الشاردة و يركز بصره على نقطة و همية فى الأرض لا يحيد عنها .
– منير الذى لم يعجبه حال أخيه .. كما خاف من مظهره .. فهو لم يراه بهذا الشكل من قبل .. كما لا يريد لفت الإنتباه له و خاصة انتباه الجد الذى لا تفوته فائتة .. فهو يريد لأخيه أن يفيق لنفسه فلا يفيد الندم بعد الآن .. كما أن الفتاة أصبحت زوجة لابن عمه .. أى أنه تعدى حدود المقبول بتصرفه الآن
– منير الذى اضطر للشد على ذراع أخيه حتى
يحصل على انتباهه :
رائد .. ملوش لازمة اللى أنت بتعمله ده
خلاص .. اللى حصل حصل .. أوم معايا
ندخل للناس الوقتى و بعد ما نروح
اسكندرية نتكلم لوحدنا .
– رائد :
………. ……….. …………. ………..
– منير كاذبا :
إيه اللى اتغير بس ؟؟ .. مش أنت كنت
جاى و عارف إنها مرات الأصلان ؟ ..
يبقى اتعامل عادى .
– رائد :
…… …….. ………. ……….. …….
-منير بحدة كاذبا حتى يفيق أخيه :
و لا عشان لاقيتها حلوة حبتين زعلت
.. بدأت تعيد حساباتك تانى .. لو ده
تفكيرك يبقى بلاش تعمل مشاكل ..
لإن أنت بس متفاجأ .
– رائد :
……… ……… ………. ……….
على الرغم إنه لم يرد إلا أنه يعرف فى
قرارة نفسه أن الأمر يتعدى مسألة الجمال
.. فمع أنها لم تبقى أمامه أكثر من ساعة
و لم توجه له حديث قط لكنها سببت له
زيادة فى نبضات خافقه بشكل لم يعهده
فى نفسه من قبل .
– منير مكملا حديثه دون اعتبار لصمت
أخيه :
استهدى بالله كده .. و ادخل أعد مع
جدك و خطيبتك اللى أنت اختارتها ..
و ابن عمك اللى عمره ما آذاك فى حاجة .
– رائد :
رفع بصره لأخيه و لكن قبل أن ينطق بشىء
.. يد وضعت على كتفه و لم تكن إلا ل
سعاد قدرى التى خرجت من المطبخ
لتجد منير ورائد يتحدثان بصوت منخفض
بتعبيرات جدية و منعزلين عن المجلس .
– سعاد :
ريرى و ميمى وحشتوني موت موت
.. و قبلت كل منهما عشر قبلات
على كل وجنة بشكل متتابع لإثارة حنقهم
كما تحب .
– منير الذى يكره هذا اللقب من عمته :
سوسو بلاش الاسم ده أبوس إيدك
أدام الناس .. هيبتنا هتروح .
– سعاد بمزاح :
بس أنا بحبهم .
– منير ضاحكا :
ما هو مش معقول نكون شحطين
طول بعرض و تقوليلنا ميمى و ريرى ..
أنا أرفض .
– رائد الذى اندمج معهما :
لأ .. و لا لو عرف أسامة أو محمد .. و
الأدهى بوسى لو سمعتك هتزفنا
بالإسمين دول .
– منير أكمل مجاريا أخيه :
تزفنا بس ؟ .. و هتشيرهم على الفيس
جنب صورنا و نروح ببلاش .
تبادل رائد ومنير التعليقات المضحكة مع عمتهما .. حتى توقفت سعاد قدرى عن ضحكها فجأة تابعة ذلك بخروج شهقة صغيرة منها و لكن سمعها رائد ومنير اللذان توقفت عن ضحكهما بالتبعية متعجبين من صمت عمتهما المفاجأ .. ركزت سعاد قدرى نظراتها على السلم المؤدى للطابق الثانى حيث تنزل بوسى و سوما مسرعتان تتهادى خلفهما جنية صغيرة ترتدى فستانا طويل لم يزيدها إلا جمالا باللون الأبيض و الرمادى الهادىء فجعلها شبيهة بالجنيات .. و قد تتبع منير و رائد نظراتها التى لم تكن موجهة إلا على خاطفة القلوب زهرة .. و التى جعلت كل ما سمعه رائد من منير كالسراب الذى لم يعد يتذكر منه شىء و لكن كل ما يدركه أن تلك الجنية الصغيرة له ولا شىء آخر يهم حتى لو خسر بعدها كل شىء .. أما الجنية الصغيرة فانكمشت خلف سوما وبوسى حينما رأت منير و رائد كذلك سعاد قدرى التى تراها لأول مرة .. و طبعا بوسى التى تولت مهمة حماية زهرة كحياة أو موت بالنسبة لها صرخت فى أمها :
– بوسى التى تختبىء زهرة خلفها بشكل
مضحك جعلها قابلة للأكل بالنسبة لسعاد
و رائد :
إيه يا أمه .. هدى اللعب شوية .
” ثم و جهت حديثها لزهرة ”
و أنتى تعالى متخفيش دى أمى ..
و دى زهرة يا أمه مرات الأصلان .
– سعاد بشهقة و قد ضربت يدها على صدرها
من المفاجأة :
يا لهوى زهرة .. دى زهرة مرات أصلان ؟!
– لم ترد زهرة التى رمشت بعينيها عدة مرات
و اصطبغت وجنتيها بالأحمر .
– بوسى :
أيوه هى .
بمجرد أن أكدت بوسى المعلومة لأمها التى اتخذت دور المحقق و انطلقت من كرسيها مسرعة لزهرة تتفحصها .. فهى حتى وقتها لا تصدق أن تلك القطة الصغيرة شديدة الجمال هى من أوقعت ابن أخيها .. بل لم تتخيل أن تكون تلك الفتاة هى من تحدثن عنها بالداخل
فلم يكن فى أقصى أحلامها أن يكون نصيب أصلان الذى رفض مرارا و تكرارا الزواج أن يكون كذلك أبدا .. فهى أحبتها منذ أن سمعت من الجميع بحسن أخلاقها و طيبة قلبها و حبها الشديد للأصلان و لكن أيضا زاد على ذلك كله جمال شكلها الملائكى وخجلها الشديد حتى منها .. فقد أصابت زوجة أخيها نعمة حينما قالت لها جميلة من الداخل والخارج ..
تاهت سعاد فى أفكارها غير مدركة أنها طوال ذلك الوقت تتفحص زهرة بعينين جاحظة و شكل مضحك آثار استغراب سوما و بوسى و خوف وخجل زهرة .. حتى فى النهاية تململت بوسى من طول تفحص أمها لزهرة و أشفقت على تلك التى مازالت تحتمى بها و تشد على ملابسها من الخلف1
– بوسى بتأفف :
إيه يا حاجة .. إنتى نمتى ولا إيه ؟! ..
رجلينا وجعتنا .
– سعاد بصدمة :
بت يا بوسى .. دى حقيقية و لا
جرافيك ؟!
– بوسى بحرج من والدتها :
يا أمة بلاش كده .. عيب .. البت خافت
منك .
-سعاد التى لم تلقى بالا لكلام إبنتها
و قد تحولت صدمتها لسعادة :
و دى نبوسها و لا نحضنها و لا ناكلها
و نخلص ؟!
تعالى يا رورو متخفيش .. مش الأصلان
برده بيقولك رورو .1
– اقتربت زهرة من سعاد بابتسامة واسعة لذكر عزيز قلبها و احتضنت سعاد قدرى التى على ما يبدو لا تختلف عن ابنتها فى خفة دمهم .. كل ذلك ويراقبهما منير بضحك على أسلوب عمته وابنتها و رائد الهائم بها كذلك أصلان الذى خرج من مكتبه و ودع ضيفه دون أن يشعر أى من الحاضرين بالصالة و خاصة عزيزة قلبه التى يبدو أنها أسقطتت عمته بحبها فهى مازالت تقبلها من مدة ليست كثيرة إلا أنها بالتأكيد أتعبت حبيبته كما أحرقت صدره فهو لا يحب أن تقترب قطته من أحد .
” اللهم صلى على النبى ”
قالها بدرامية محسن زوج سعاد الذى خرج لاستعجالهم بالغدا فوجد زوجته تحتضن فتاة لم يتضح شكلها إلا عندما أفلتتها من ذراعيها
– محسن بضحك :
مين الأجنبى ده؟!
– سعاد بفرحة :
دى رورو مرات الأصلان .
– محسن بفرحة للأصلان :
لأ .. احلفى كده
– بوسى معلقة :
مش هنخلص .. ” ثم وجهت حديثها
لزهرة ” أنا آسفة يا زهرة عيلتى و مش
هتبرى منهم على آخر الزمن .
– محسن موجها حديثه لسعاد التى انكمشت
زهرة بها من خجلها من محسن زوج سعاد
مما جعل سعاد تحتويها بحمية غريبة :
إيه يا محسن .. فسح كده شوية .. مالك
كبست كده ليه ؟! .. خوفت البت .
– محسن :
طاب و دى نتعامل معاها عادى ؟!
– بوسى بضحك :
لأ بالنسبة لك أنت يا حاج سلم من بعيد
.. لسببين أولا أصلان لو مديت إيدك ناحيتها
ممكن يعتدى عليك و أنت عضمتك كبيرة
و مش هتقدرله .. التانى أمى هتترمل .. و ده عيب فى حقك .. أوك .
– محسن مجاريا أبنته :
أوك .. ماشى ياحاج .. أزيك يا رورو
أنا عمك محسن أبو بوسى .
– ضحكت بوسى معلقة :
أيوه أنا متأكدة من المعلومة دى .. على
ضمانتى أنا سلمى .
سلمت زهرة بخفوت كعادتها .. ثم انطلق محسن للمطبخ فهو بمثابة أخ صغير السيدة نعمة طالبا منها الإسراع و عاد لمجلس الجد ثانية .. و انطلق أصلان بعدها حيث زهرة التى مازالت تتمسك بها سعاد و جذبها من يديها لأحضانه بعد أن نغزه قلبه لبعدها عنه .. تعلقت عينيها به و عينيه بها و قد ابتعد عن عمته وبوسى و سوما و كذلك رائد و منير قليلا يطمئن كعادته على صحتها بعد كل لقاء
يفقد فيه نفسه معها كذلك لشىء آخر تعلمه نفسه فهو لم يكتفى من حبيبته بعد غير آبه بالأعين التى تركزت عليهم ولكن لا تسمع آذانهم .. و التى لاحظها قبل أن ينطق بشىء مما جعله يحاوطها بذراعيه و يتجه بها لمكتبه تحت نظراتهم .. و فى مكتبه اغلق أصلان خلفه الباب ثم زاده بإغلاقه مرة بالمفتاح انتبه لها من سخر كل حواسه لاسنتاج ما يحدث داخلا عند العاشقين .. أما سعاد مازالت تتبعهم بنظراتها مبتسمة و فرحة لابن أخيها الذى كثيرا ما حزنت من أجله و لكنها أدركت أن رحمة الله قد شملته و أرسلت له تلك الفتاة تخفف عنه شقائه و تهدى اضطراب قلبه ..
ثم سرعان ما عادت لطبيعتها المرحة بعد أن خرجت نعمة من المطبخ و وقالت لها سعاد بصوت وصل للجميع ضاحكة بطيبة نية
– سعاد :
بقولك يا نعمة
– السيدة نعمة التى تعجبت من التجمع
الموجود بالصالة :
أيوه يا سعاد .
– سعاد التى أقتربت منها :
إبقى خلى أصلان يخف على البت
شوية .. أديكى شايفاها زى العصفورة
و ابنك أدها مرتين .
انفجرت سوما و بوسى بالضحك على كلام سعاد قدرى و لكن من الخجل كذلك منير .. أما رائد فقد توقفت حواسه من الصدمة .
– أجابت نعمة بتلقائية و كأنهم يتحدثون عن أحوال الطقس .. كذلك يبدو أن نعمة وسعاد
تتجاهلان و جود سوما و بوسى و رائد و منير :
لأ متخافيش .. هو أنا هبلة .. أنا بتلكك
بأى حاجة مرتين تلاتة فى الأسبوع ..
و بخليها تنام جنبى .. آه أمال إيه ..
و كأن أصلان بيتخانق و يهد الدنيا على
الموضوع ده .. بس خلاص شكله اتعود ..
و بقى يسكت .
– سعاد مندمجة معها فى الحديث :
جدعة يا نعمة .. ابنك لو كل يوم
هينام معاها هيفطسها .. أنا عارفة
بتستحمل تقله إزاى .
شهق الحاضرين لكلام سعاد و نعمة .. إلا أسامة الذى تابع آخر الحديث وقد شعر بغياب سوما و خرج باحثا عنها .. لكنه قال معلقا قبل أن يغادر المجلس مع سوما .
– أسامة موجها حديثه لنعمة :
الله حلو أوى تبادل المعلومات اللى
أنتوا عاملينه ده ؟ .. و يجى هنا السؤال
.. أصلان عارف بالحوار ده ؟ .. و لا
أناديه يشارك معاكوا .
– سعاد :
أوعى يا أسامة .. ثم ” ارتدت سعاد
وجه الجرو الحزين و بمسكنة زائفة ”
أنا همى إيه غير مصلحتهم .. البت هتخلص
فى إيده .
– أسامة موجها كلامه لمنير و رائد :
و أنتوا برده يهمكوا مصلحتهم ؟!
– صمت رائد حتى لا تفضحه مشاعره .. و أجاب منير بصدق ضاحكا :
و إحنا مالنا ؟؟ .. إحنا آعدين هنا من الأول
.. و هما اللى بيتكلموا جنبنا .
– همهم أسامة ثم قال ضاحكا قبل أن يغادر عائد للمجلس :
طاب على فكرة بقى .. أصلان مبقاش
يتخانق معاكى يا أمه .. لأنه بيخاد رورو
على جناحه بعد ما تناموا .. و أنتى نايمة فى
العسل يا نعمة .
– نعمة بصدمة ضربت على صدرها :
يا لهوى الواد بيستغفلنى ؟!!!!!!
عاد الجميع للضحك مرة أخرى ..
فى غرفة المكتب .. تستند زهرة على الحائط و يحاصرها الأصلان بجسده .. يقبل جبينها تارة و يتلمس شعرها تارة .. و عينيها تارة أخرى .. يشعر بالاكتفاء بمجرد وجودها فى حياته .. حتى الأشياء التى كانت مهمة له قبل أن يقابل قطته فقدت أهميتها بجانب وجودها معه .. فتبدلت أهتماماته و أولاوياته لتكون هى أول كل شىء .. قطته .. حبيبته .. زهرته .
– رورو .. تعبتك ؟
– زهرة التى ضمت رأسها لصدره و تتمسح به
برقة .. هزت رأسها الجهتين دلالة على
الرفض .. و أكملت مسح وجهها بصدره
برقة أذابت قلبه .
– رورو … حبيبتى … رورو
– رفعت وجهها له أخيرا .. بوجنتين حمراوتين
و أنفاس مضطربة و أعين زاد إشراقها
.. و همهمت برقة .
– لم يستطع معها إلا أن يضم شفتيها بين
شفتيه .. يقبلها برقة .. رقة شديدة ..
خطفت أنفاسهما .. يستعيدا أنفاسهما
.. و يعودا لقبلاتهما ثانية .. يزداد شغفا
و تزداد ضعفا .
– إلى أن فصلت هى قبلتهما و عادت لضم
نفسها لصدره .
– لم يعجبه فصل قبلاتهما .. فرفع وجهها
له ثانية و ألتهمه بالقبلات على مختلف
أجزائه .. و قد وضع ذراعيه أسفل ظهرها
يسندها بعد أن خارت قدميها .. سألها و هو
يقر واقع .. لسه مشبعتيش … زيى ؟! ..
زاد ضمها لأحضانه قائلا : أنا غلطان ..
كان المفروض اصبر شوية لحد الليل ..
بس مقدرتش حبيبى .. كنت هموت لو
مقربتش .. و يستمر فى تشديد ذراعيه
حولها و نشر قبلاته على وجهها إلا أن
أوقفه دموعها .. هدئها بزيادة ضمها ..
و أكمل قائلا : نصبر شوية ؟ .. و لكن
نظرة واحدة للساعة المعلقة على الحائط
المواجه لهم .. هدجت أنفاسها .. و جعلته
يشد على أسنانه .. حنقا من طول الوقت ..
و الظروف .. و الضيوف .. وكل شىء يقف
بينهما .
– تقلصت ملامحها بعد شعورها بألم نتيجة
لبعده عنها و عدم اكتفائها .. يسألها بقلق :
ألم .. حاسة بألم رورو ؟ .. هزت رأسها دلالة
على الموافقة .. و تقلصت ملامحها ثانية ..
مد يده و لمس بطنها برقة .. هنا رورو ..
نفت برأسها .. فأنزل موضع يديه قليلا ..
طاب هنا .. نفت برأسها ثانية و قد احمرت
وجنتيها قليلا .. فأنزل موضع يديه ثانية ..
هنا رورو ؟ .. و هزت رأسها بالموافقة ..
ثم ضمت رأسها لصدره بسرعة لدرجة
الاصطدام تخفى شعورها بالألم الذى يحوى
بباطنه لذة .. لكن هذا الذى لا يختلف حاله
عنها كثيرا أدرك حالها من شعورها بالذة
الشديدة المرافقة للألم و الناتجة عن عدم
اكتمال اتحادهما .
– فعمل على أن يهدىء نفسه معها قائلا :
نصبر شوية حبيبى همممم .. الساعة
اتنين .. ثم أمسك أحد يديها مقبلا لها
و أكمل يعد على أصابعها الرقيقة ..
نصبر بس خمس ساعات .. خمسة بس
.. بعدين هاخدك و نطلع جناحنا نسهر
هناك .. همممم .. و أكمل برقة .. ساعدينى
حبيبى .. هما خمسة بس .. و خلاص ..
وضمها لحضنه ثانية يستنشق رائحتها
و كأنه يتشبع منها قبل أن ينشغل بعائلته
.. هزت رأسها برقة موافقة ولم تنطق
سوى بموافقتها على ما يقوله كعادتها
دائما .
– استمر بإحتضانهما يهدىء مشاعرها و
مشاعره .. حتى هدأت أمواجهما العاصفة
.. و قبل جبينها برقة محاوطا لها بأحدى
ذراعيه ثم اتجها للخارج .
تحت مجموع من أزواج العيون المنتظرة لهم للبدء بالطعام بعد أن جهزت السفرة الكبيرة
الموجودة بالصالة بالطعام .. فأحمرت وجنتى زهرة للعيون المحدقة بهم ولم تبدأ بالطعام بعد .. بين فرحة ومتعجبةلحال الأصلان المختلف تماما .. و بين الحاقدة و بين المشتعلة غيرة .. و التى لم يهتم لها الأصلان و استمر بمحاوطة قطته بذراعيه حتى أجلسها بجانبه .. و مد يده ليقرب كرسيها لكرسيه فى حركة دالة على انتمائها له و أن مكانتها تمتد لمكانتها فلا يقربها أحد بضرر .. و بدء أصلان بالتسمية ثم تناول الطعام .. و تبعه الكل بعد إنتهاء العرض .
💥💥💥

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة الأصلان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى