رواية شيطان امرأة (قشروان) الفصل الثاني 2 بقلم مريم اسماعيل
رواية شيطان امرأة (قشروان) الجزء الثاني
رواية شيطان امرأة (قشروان) البارت الثاني
رواية شيطان امرأة (قشروان) الحلقة الثانية
بعد مرور خمسة عشر عام ، كانت أحوال البلده ومن يقنتون بها تغير تماما لكن ليس للاحسن نهائيا ، فقد كان ياسين يتزوج كل فترة من بنت صغيره وكانت بعد فتره صغيره اقل من اسبوع تكون قد فارقت الحياة ، كيف ؟ ولماذا؟ لا احد لديه اجابه لهذا السؤال . أما يحيي كان لم يقبل علي الزواج يراه مشروع فاشل ، أما عبلة كانت كما هى تهرول وراء المال ليس إلا ، وتعامل مها بطريقه دونيه دائمه وكانت تبغضها بغضا شديدا ، أما زياد فتخرج من جامعه الحقوق ويعمل في مكتب محاماه بالقرب من البلده ، أما زين يدرس في اخر عام من كلية الطب ، تقريبا هم فقط من اتموا دراستهم في البلده ، كانوا جميع من في البلده يرون انهم فاقدين عقلهم لكي يستنزفوا كثير من المال لاجل ورقه ليس لها داع .
…… …………. ………………
في منزل حميده
كان الظلام دامس بالخارج والجميع نائمون ليستيقظوا علي صوت صراخ يعرفونه جيدا ، نعم هى مها تستغيث بهم لكي ينقذوها من براثين والدتها .
ليزمجر زين قائلا
” وبعدين بقي ، هي مرات خالى مش هترتاح غير لم اضربها .”
زياد بعقلانية
” مش وقته تعالى نلحق البت ، احسن تعنس ومتلقيش واحده تتجوزها .”
حميده داعيه
” ربنا يهديكى يا عبلة .”
كان صراخ مها عاليا وهى تنادى علي زين وعمتها بأعلى صوت لديها .
عبلة وهي واقفه بغضب وبيدها مقص وتتحدث بوعيد
” اصرخي من هنا للصبح ، ورحمه ابوكي لحسرك علي شعرك اللي فرحانه بيه ، يا حراميه .”
لتخرج مها من وراء خزانه متهالكه لتقول بقوة
” انا مش حراميه ، كنت عايزة بيضه ايه ماكلش .”
عبلة وهى تنقض عليها
” تاكلي ، أنا هاكلك شعرك دا ، البيض بقالى اسبوع احوش فيه تقومى تسرقيه .”
مها وهي تصرخ
” يالهووووى مسرقتش ، ولو قربتى لشعرى زين مش هيسكت .”
عبلة باستهزاء
” زين ، زين مين يا عنيا اتعدلى وهقصه وهتشوفي .”
قبل أن يصل المقص لشعر مها ، النائمه تحت أرجل عبله وتصرخ لكي تبتعد عبله عنها .
ليبعد زياد عبله عن مها ، لتهرول مها إلي احضان زين بسرعه البرق .
زين بحنان
” متخافيش يا مها أنا معاكي .”
ووجه حديثه لعبله بغضب
” زمان لم قصتيه أنا عدتها بمزاجي ، لكن المره دى انسي ،وايجار ارضك الموسم دا مش هطوليه .”
عبلة بتراجع
” انا كنت بخوفها ، ( وبزغر لمها ) صح يا مها .”
مها بسعادة هى تعى عشق والدتها للمال ة
” لا مش بتخوفينى ،وقلتي زين مين اللي هيلحقك .”
زياد بهدوء صارم
” خلصنا زين خد مها علشان امى تطمن عليها ، وزين قال كلمته يا مرات خالى مفيش ايجار .”
عبلة باستعطاف
” ما هى كسرت البيض ، اعمل ايه الييض بحوشه علشان ابيعه.”
زين بقرف
” بيض كل الضرب دا علشان بيض .”
مها يدموع
” مش بيض هي بيضه واحده .”
زين وهو يلثم مها علي رأسها
” معلش يا مها يلا علشان نرجع .”
وخرجوا الثلاث من السلم المشترك بين المنزلين ، لتنهض عبله بغضب وهى تتوعد لزين أن تنهيه وتسب هذا السلم الذي حاولت كثيرا أن تفصل بين المنزلين بحائط لكن لم تستطيع لوقوف حميده سابقا وزين حاليا .
…………..
في منزل حميده
كانت مها داخل احضان عمتها تغمرها بالحب والحنان
زياد وهو يهدء زين
” كفاية يا زين مها خايفه كفاية .”
زين وهو يسحبها من احضان والدته ويضمها ،
” انت مش هترجعي هناك تاني ، امي اتصرفي ، هو كل يوم والتاني ضرب ،وانا واقف متكتف .”
حميدة
” يا ابنى ، انت لسه اخر سنه في كليتك ، وهى يدوب اولى ثانوى ، اصلا كويس أن عبلة سمعت الكلام وسابتها تكمل دراستها .”
مها وهى تزيل دموعها
” بس انا مش عايزة ارجع هناك ، دى بتبهدلنى يا عمتى .”
” علي عيني يا قلب عمتك ، بس زمان لم خدتك راحت للشيطان اللي اسمه مرسي ، وحكم انك ترجعي ، ودول ناس ظلماه نعدى بس السنه دى زين يتخرج ونسافر كلنا من هنا .”
زياد
” انا كمان دا رأي ، اتخرج بس ونمشي كلنا من هنا ، كلها كام شهر ، ونرتاح من الهم دا. ”
وقطع حديثهم طرقات خفيفه علي الباب ليتحرك زياد ليري من .
وعاد بعد فترة ، وهو مكفهر الوجه ليبادر زين بحديثه
” مالك ، ومين اللي كان بيخبط في الوقت دا.”
زياد بسخط
” دا الشنطة بتاعته كل شهر ، متخيل أن بكيلو اللحمه بتاعه هنسي اختى وموتها علي ايده.”
زين مسرع
” انا هروح ليه ، اعرفه قيمته .”
حميدة بصرامة
هنعيده تانى ، مها وانتم بس اللي مهمين عندى ، والله في سماه لو متعدلتش يا زين هعرف اعدلك ، أنا مش هستني اخسرك انت كمان .”
مها برعب
” لا والنبي يا زين علشان خاطرى ، ملكش دعوة بيهم ، والنبي .”
زين وهو يحتضن حميدة و مها
” حاضر هسمع الكلام يا ست الكل ، خلاص بقي وشوفي حاجة للبت دى تاكلها، علشان لسه حسابها معايا كبير .”
انتفضت مها وهى تضع يدها في رسخها
” حساب ايه يا عنيا .”
زياد بملل
” لا مليش في الجو دا عندى مكحمه بدرى ، ودى سفر اكتر من ثلاث ساعات ، تصبحوا علي خير .”
ليغادر زياد ، وتتحرك حميده لتأتى بطعام ، لتتحرك مها مسرعه” أنا مش جعانه يا عمتو ، انت ناسيه اتعشيت معاكى.”
زين قطب جبينه مستغربا
” امال كنت بتاخدى البيض ليه .”
مها وهى تحرك شفتيها يمين ويسار
” بيض يا حسرة دا هى بيضه وملحقتش كمان اخدها .”
حميدة بنفاذ صبر
” بت اتعدلى وقولت ميه مره متعمليش الحركات دى ، خدتى البيضه ليه طالما مش جعانه .”
” بصراحه كنت هديها للبت همت بنت عم شلبي كانت بتعيط وانا مش معايا فلوس اجيب ليها حاجة ، فقولت بيضه هتفرحها خصوصا زمان كنت بشوف هنيه اختها بتديها بيض علي طول .”
” الله يرحمها ، وينتقم منه اللي وجع قلوب الناس وحرقاها علي عيالهم .”
زين
” لو كنت دخلت شرطة كنت قبضت عليه وريحت الدنيا من شره.”
” تانى يا زين اطفش من وشك علشان تبطل كلامك دا ، وهقولها تانى ياسين قوته في ابوه ويحيي ، ودول الشيطان نفسه يخاف منهم ، ادخل نام وانت تعالى نامى معايا .”
زين وهو يمسك يد مها” سبيها هقولها كلمتين بس وتحصلك .”
لتدخل حميده وتترك باب غرفتها مفتوح
زين بغضب مصطنع
” عدى غلطاتك غلطه غلطه.”
مها بعدم فهم ” غلط ايه ، أنا عملت حاجه .”
” يعني مش هتقولى ، طيب نبدا شعرك دا ناويه تلميه امتا ،ولا هيفضل مطلوق كدا محدش عارف يلمه ( كادت أن تتحدث ليوقفها بيده ويكمل حديثه ) امك فكته وماله داخلين بقالنا ساعه مفكرتيش تلميه ، وميه مره اقولك شعرك يفضل ملموم ، تانى حاجة الحركات اللي بتعمليه دى وطريقة كلامك ، اخر واهم حاجة اقترب منها بتحذير وأمسك اذنيها بيده قولت مفيش حلفان غير بمين .”
مها وهي. تتلوى وتحاول ازاحه يده
” غير بربنا ، خلاص معلش ، مش هتتكرر تانى .”
زين وهو يبتعد عنها
“مها أنا عايزك احسن واحده في الدنيا بلاش تقلدى البنات هنا ، احنا كلها شهور وهنمشي ، ولا انت مش عايزة بقي تبقي معايا علي طول ، واتجوز بنت تانيه .”
قال اخر جملة بخبث جلي
لترد مها عليه بغضب
” ابقي فكر كدا ، وأنا ابعتك لابويا .”
” بموت في غيرتك دى ، يا مجنونه بحبك ، اتجوز غيرك ازاى ، بس عايزك متروحيش ورا التيار اللي هنا ، احنا هنا بس لغاية لم نقدر نمشي ، اتفقنا يا مها .”
مها بدلال
” اتفقنا يا زين ، هدخل انام سلام.”
” لمي شعرك يا مها .”
قامت مها بإلمام خصلات شعرها الطويلة وشديده السواد وناعمه بشكل مبالغ فيه ، كانت عبلة تبغض مها بغضا مضاعفا بسبب خصلات شعرها التى تدل علي انوثتها الطاغيه التى تبرز ملامحها كأنها ابنه فوق العشرين .
……………….
في منزل المعلم مرسي علم الدين
دلف ياسين وهو يرتدى جلبابه و ليري يحيي جالس وفي يده حفنه من الأوراق .
” بتعمل ايه بره لغاية دلوقت يا ياسين .”
ياسين بملل
” انت عارف بلاش تسال ، ايه الورق دا. ”
” ورق محاصيل والمواشي ، شغل ملكش فيه ، انت تقبض وبس .”
” يحيي أنا عايز انزل الشغل معاك .”
“تنزل فين انت تعرف ايه عن شغلك ، انت اخرك تتجوز وبس ,يمكن تعمر في جوازه ، والشغل دا ليا .”
هب ياسين واقفا
” طول ما امك ورايا عمر ما في جوازه هتعمر معايا ، وهنزل الشغل ، أنا زهقت من القاعدة ، ودا طلب ابوك ولا نسيت .”
يحيي وهو يقف وويدور حول اخيه
” ياسين ، انت اخويا الصغير اللي بحبه عايزك تدلع وتبقي كويس وتعيش حياتك ، الشغل دا سيبه عليا بتطلب من المعلم ١٠٠ بديك ١٠٠٠ يبقي ليه تعب والشغل والقرف سيب وجع القلب ليا ، خد الصنف دا هيعجبك قوووى .”
واخرج من جيب جلبابه لفافه ، ليلتقطتها ياسين ويدخل جزء منها داخل فمه .
ليتدلى مرسي من غرفتها بالاعلى
” مالكم واقفين كدا ليه ، وانت ريحت نفسك لم وزعت اللحمه علي الناس هنقوم الصبح نلاقي الكلاب بتاكلها ، مفيش فايدة فيك .
” خلاص يا حاج ، سيبه علي راحته ، هو يعمل اللي يريحه .”
كان يحيي هو من تفوه بهذه العبارة وهو يمسك يد أخيه .
” اللي يريحك انت واخوك ، يلا ناموا مش عايزين وجع راس .”
يحيي وهو يعود لاوراقه
” عندى شوية حسابات ، اظبطها وبعدين انام .”
” انا طالع انام ، تعبت من اللف طول اليوم.”
” رجعت يا حبيب امك .”
تفوهت بها نرجس بحنان
” ايوه رجعت ، وهنام .”
صعد ياسين السلم ليحاول أن يريح ذهنه قليلا ، لتلتفت نرجس ل يحيي
” هو اخوك ماله يا يحيي .”
يحيي بلامباله
” كان بيكفر عن ذنوبه ، سيبك منه وخدى الحاج في ايدك ،علشان بكره هنسلم المحاصيل يوم طويل .”
ليصعدوا وتتغير ملامح يحيي وهو يهتف بغل
” قال ينزل الشغل قال ، بكره يشوف بنت وتعجبه ، الشغل دا بتاعى لوحدى .”
………………………….
في منزل مجدى اخ عبلة الوحيد ، ويقطن معه ابنته هاله وزوجها سامح ولديها طفل عمره ٤ سنوات يدعى ” عز ”
كان صوت الطرق علي الباب عاليا
هالة برعب
” مين بيخبط كدا .”
سامح وهو ويفرك اعينه بنوم
” تلاقيها عمتك ، هو في غيرها.”
فتح مجدى الباب ليري بالفعل عبلة واقفه امام المنزل .
“هتفضل واقف كدا ، وسع خلينى ادخل ، معايا لحمه انما ايه لسه طازة.”
سامح وهو يفتح عيونها علي اخرها
” لحمه منين دى .”
عبلة وهى تناول هالة الكيس بداخله قطع اللحم .
” هيكون منين المعلم ياسين ساب كيس لحميدة وكيس لشلبي ، والاتنين سابوه مرمى ، قال كدا بناتهم هترجع ، اه لو لقي طريقه واخلى المعلم ياسين يتجوز مها كنت عملتها ، بس اهو ادينا بناكل علي قفاهم ، سوى يا بت اللحمه واعملي صنيه فته كبيره .”
هالة بطوع وهى تتشمم اللحم
” من عنيا يا عمتى ، يا جلابه الهنا ، بس انسي حكايه مها وياسين انت عارفه لايمكن مها تكون من نصيبه ابدا .”
سامح وهو يحرك يده علي معدته بحركه دائريه
” بسرعه يا هالة احسن الواحد جاع .”
مجدى ” اقعدوا عقبال ما اللحم تستوى.”
ليغلق كل باب في البلده منهم علي حزنه ، ومنهم علي جشعه وطمعه ، ومنهم من يخطط ويحسب ، ومنهم من يحلم بالمستقبل القادم ، ويبقي السؤال هذه البلده هل يتغير حالها .
………………..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيطان امرأة (قشروان))