روايات

رواية شيطان امرأة (قشروان) الفصل الأول 1 بقلم مريم اسماعيل

رواية شيطان امرأة (قشروان) الفصل الأول 1 بقلم مريم اسماعيل

رواية شيطان امرأة (قشروان) الجزء الأول

رواية شيطان امرأة (قشروان) البارت الأول

شيطان امرأة (قشروان)
شيطان امرأة (قشروان)

رواية شيطان امرأة (قشروان) الحلقة الأولى

في قرية مطرفه في إحدى محافظات القاهرة
قرية من النظرة الاولى لم تصدق ان بها أُناس علي قيد الحياه ،البيوت اغلبها غير سوية البنيه ، لا يوجد مرافق كاملة ، لكن هم لم يشغل تفكيرهم التغير ، كل ما يشغل بالهم قوت يومهم ، اغنى اغنياء القرية من يملك منزلاً وبجانبه قطعه أرض ، وهنا نرى بيت عريق بها كافه الخدمات ولم لا هو بيت المعلم علم الدين ،كبير هذه القرية أو شيطانها الأكبر ، لندخل ونرى بيت متهالك وكل النساء يبكون ونرى بنت حزينه بفستان زفاف ابيض ومتمسكة بيد والدتها .
علشان خاطرى يا اما مش عايزة الجوازه دى .”
كانت نبره مها والذي غلبها الحزن والرجاء
حميدة والدتها
” علي عينى يا بنت قلبي ، بس هو دا حد يقدر يقوله لا ، دا ياسين علم الدين ، وأنت شايفه اخواتك صغيرين ، وابوكى من الفقر طفش .”
لتنكس مها رأسها بحزن ، ليأتى وقت رحيلها لتشعر أن هذا اخر لقاء ، بأخواتها .
” زياد زين ، خلو بالكم من امنا ، اوعاكم تزعلوها ، وروحوا المدرسة ، اياكم تناموا في الطريق وانتم رايحين .”
زياد الطفل ذو خمسة عشر عام
” راحه فين يا مها ، وبتعيطى ليه .”
مها وهى تمسح دموعها
” فين الدموع دى ، زياد انت هنا الكبير بعدى ، خلي بالك من ماما وزين ،ماشي .”
زين بحنق
” الراجل اللي بره دا مش هياخدك مننا أنا هخرج اضربه فى وشه .”
كانت لهجه صارمه تدل علي نمو عقلها وليس نموه الجسدى .
لتدخل في الحديث زوجة اخ حميده وهى تضرب زين علي مؤخرة راسه
” تضرب مين يا واد ، دا اختك اتفتح ليها طاقة القدر ، هتبقي مرات المعلم الصغير ، عارفه يا بت يا مها لو فى ايدى ابقي مكانك كنت بقيت .”
حميدة وهى تزيل دموعها
” واللي في بطنك دا هتوديه فين ، اختشي يا عبلة ، واعرفي بتقولى ايه .”
عبلة بإرتباك
” أنا بقول كدا بس علشان متخافش ، دا احنا هنقب علي وش الدنيا بسببها .”
دخل رجل منكس الرأس بحزن وهم بادياً علي وجه
عبد الحميد ” يلا يا بنتى ، المعلم بره والركايب جاهزة .”
مها وهى ترمى بنفسها
داخل أحضانه
” خالى هتوحشنى قوى .”
عبد الحميد بقلة حيلة
” حقك عليا يا غالية بس اعمل ايه المكتوب يا بنتى ، ودا مكتوب .”
مها وهى تزيل دموعها وتهم للخروج
” وأنا راضية بنصيبي يا خالى .”
خرجت مها لمصيرها الاسود ،لتتزوج بابن المعلم علم الدين الابن الاصغر ، عندما رآها مره واحدة قرر الزواج منها وهو لم يتعدى ٢٥ عام ، نهره والده كثيرا فهو كيف يزوج ابنه الاصغر قبل والده وذراعه الايمن يحيي ،لكن تدخل يحيي وقرر الوقوف بجانب أخيه الأصغر ووافق المعلم علم الدين بعد إلحاح شديد.
……………….
وصلت مها مع ياسين وخطت اولى خطواتها داخل الجحيم ،لترى امرأه تكسو ملامحها الغبطة والقسوة ، همس لها ياسين أن تنحي لتقبل يدها ، فنظرت له بصدمه لم تعى ما يطلبه ، وقبل الرفض كانت وقعت تحت رجلين نرجس بفضل خبطه عنيفه من يد المعلم علم الدين ، لترفع عيونها التى امتلئت بالدموع وتنظر لهم بقهر ،وهناةعلمت أن ايامها هنا جحيم ليس إلا .
نرجس بعصبيه غاضبه
” خد مراتك علي فوق ، ومن بكرة تكون تحت رجلى ،اوعى تخليها تعمل فيها عروسه سامع يا ابن بطنى .”
ياسين وهو يمسك طرف جلبابه بغضب
” سامع يا اما ، حاجة تانية .”
يحيي بهدوء
” امك خايفه عليك ، اطلع يلا .”
انحنى ياسين ليساعد مها علي الوقوف ، لتضربها نرجس بارجلها لتسقط ، وتحدثت بصوت غاضب .
” هتساعد مين يا واد فوق ، دى هنا خدامتك اخرها تحت رجلك ، فزى يا بت ،بلا هم .”
قامت مها وهى تساعد نفسها بنفسها ، وصعدت بجانب ياسين ، لتبدء حياتها .”
…….
علي الجانب الآخر
فى منزل حميدة ، كانت جالسه ةوهى تبكي بقوة وتختضن والديها ، ويحاول اخيها عبد الحميد ، مواساتها ، لكن اى كلام لم يطمئن قلبها علي ابنتها الوحيدة وقرة عينها .
عبلة بملل
” مالكم زى اللي مات ليكم ميت ، جرى إيه يا راجل عقل اختك البت اتفتح ليها ولينا طاقة القدر ، وهنعيش.”
زين بغضب
” واحنا ميتين ، لو كنت كبير مكنش خدها ابدا ، بس اوعدك يا اما هكبر وابقي كبير قوى ، وارجع مها .”
حميدة وهى تحضنه بقوة وتهمس لنفسها
” ترجع بنتى راحت قلبي بيقولى مش هشوفها تانى .”
بعد مده غادر عبد الحميد منزل اخته إلي منزله المنزلين بجوار بعضهم يفصلهم سلم داخلي ، لكن لكل منزل مدخل خاص .
عبلة بحنق
” بقولك ايه يا راجل اختك دي مهفوفه ، انت تفوت يومين وتروح للبت وتكلم جوزها في المهر والشبكة ، اختك قالت ايه مش عايزين ،انت اوعى تسكت اه حق البت برده ” كانت تتحدث بخبث واضح .”
ليزفر عبد الحميد
” اتخمدى يا وليه ونامى ، وطلعى اختى وعيالها من راسك اللي زى السم دى .”
عبلة بحده
” نعم أنا راسي سم ، اتلهى كدا أنت مش فاهم حاجة الدنيا دى تعشق القرش وبس معاك قرش تسوى قرش فهمت يا راجل .”
عبد الحميد بحنق
” نامى ناااامى ، وسبينى انام عندى شغل وطريق سفر ، كفاية أنا قرفت منك .”
…………………..
بعد اسبوع
كانت تعانى مها الامرين علي يد المعلم وزوجته وكان ياسين سلبيا لم يستطع الوقوف جوارها ، كانوا يرفضون محاولات حميدة لزياره ابنتها ، بدات علامات الولادة لدى عبلة ، لتهرول لها حميدة وتأتى بالدايه لتساعدها علي الولادة ، بينما يقف عبد الحميد وزياد وزين في الخارج وهم خائفون من صوت صراخ عبله ، لينقطع صراخها مره واحده ، ويسمعون بكاء طفل ، ليحتضن عبد الحميد الاولاد ، ولدت مرات خالكم ولدت ، ليدخل بسرعه والاولاد وراها ليري وجه زوجته عابس لينظر لهم باستفهام ،لتتقدم حميدة وهى تحمل الطفل في يدها .
” مبروك ما جالك يا اخويا بت زى فلقه القمر. ”
عبد الحميد حامدا ربه
” الحمد لله ، ربنا يخليكى يا بنتى .”
وظل يقبلها براحه وهى أغمضت عيونها ونامت ليضعها بجوار عبله ، لتهب به .
” ابعدها عنى ، بت ايه انا كنت عايزة ولد ، البت دى تعمل ايه .”
عبد الحميد مستغفرا
” استغفرى ربك يا وليه ، غيرنا مش طايل ظفرها .”
عبلة وهى تنام
” روح ارميها ليهم يمكن يدوك قرشين احسن منها .”
كانت يتجه عبد الحميد لضربها لتوقفه حميدة
” هتسميها ايه ويا اخويا.”
عبد الحميد
” هو في غير اسم الغالية ” مها ” طبعا .”
زين بفرحه
” الله مها رجعت تاني مع النونو دا ، انت بقي هحافظ عليكي أنا وزياد صح .”
ليقترب زياد من زين
” صح ، ونرجع مها الكبيرة كمان .”
قبل اي رد يستمعوا لصوت صرخات في الخارج ليخرجوا جميعا يروا صندوق خشبي امام المنزل يحمله عده رجال ، من رجال المعلم علم الدين
لينتفض قلب حميده وعبد الحميد
” هو في ايه ، مين في الصندوق دا .”
ليجيبها رجل بغلاظة
” دى بنتكم ربنا خد امانته ، ربنا يرحمها ، المعلم باعت القرشين دول وبيقول ادفنوها بمعرفتكم ، سلام عليكم .”
دفن من ، من في هذا الصندوق ، كيف لها أن تموت ، كيف ترحل من هذه الحياه ، مالذى عانته هذه الصغيره ، هل صعود روحها إلي بارئها ارحم بها من قلوب البشر ، لتخرج صرخه ملكومه من حميدة وهى تحاول اخراج ابنتها من الصندوق ليتجمع حوالها الناس يحاولون مواستها لكن هل اى كلام مهما كان قوته يواسيها علي فقدانها ابنتها الغاليه .
ليقوم عبد الحميد بجمع رجال البلده والصلاه عليها ودفنها ، لتنتهي حكاية مها ، لتبدء حكاية مها جديدة مها ولدت من رحم الالم والكره .
انتهى ايام العزاء وحاولت حميدة الصمود لأجل اولادها هم اخر ما تبقي لها في هذه الدنيا ، التى لم تدخل عليها السرور ولو مرة واحده ، لكن هى بكل ما اوتيت من قوة سوف تخرج لها والدين رجال يعتمد عليهم ، ليكونوا سندا لها .
كانت عائدة من قبر ابنتها لترى اخيها
” رايح فين يا اخويا .”
عبد الحميد بهم شديد
” مسافر الشغل مش بيرحم ، خلي بالك من البت الصغيرة ، احسن عبلة لو تطول تقتلها تعملها .”
حميدة بحزن
” ليه قولت البت رجعت في اسمها ولا ايه .” .عبد الحميد نافيا” لا ، دا حتي الشهادة طلعت واستلمتها اهي ، سميتها مها ، بس خوفت علي زعلك .”
حميدة بصبر
” دا مكتوب وربنا عوضنا ب مها بنتك ، بنتك بنتي يا اخويا ، مع أن ملوش لازمه السفر والشحططه ، عند اللي يسوى ومايسواش ، عندم قرطين ارض ياكلوك .”
عبد الحميد
” تقولى لمين بقى ، عبلة عاملة زى ماكنه فلوس ناقص تعبدها علشان ترتاح .”
” استغفر الله العظيم ، بصراحه لكانت ليك ولا من توبنا .”
” نصيب يا بنت امى وابويا ، متنسيش مها امانه هسالك عليها يوم الموقف العظيم .”
حميدة بقلق
” ليه بتقول كدا يا اخويا ، ربنا يطول عمرك وتجوزها ، واقولك هجوزها الواد زين .”
” احنا نطول ، بس تكبر بس وانا اجبها لباب البيت ، يلا العربيه جات مع السلامه هتوحشيني يا حميدة .”
” مع السلامه يا اخويا .”
كانت حميدة قلقه علي اخيها التى حولته زوجته الي جسد بلا روح لمجرد حفنه اوراق ، ونسيت كل شئ مقابل هذه الحفنه.
ليغادر عبد الحميد ليقابل مها لكي يرتحون من شرور الدنيا ، ويشتكون لربهم عما حدث معهم .
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)
ليدفن عبد الحميد وتظل وصيته للحفاظ علي ابنته تتردد داخل اذانها ، لتضمها بين احضانها ، وتوعدها أن تقوم بحميتها من كل سوء ، لكن السؤال هل تستطيع أن تحميها فعلا ، ام ستنجرف مها الي تيار الجحيم .
……………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيطان امرأة (قشروان))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى