رواية ظلمها عشقا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايمي نور
رواية ظلمها عشقا البارت السابع والعشرون
رواية ظلمها عشقا الجزء السابع والعشرون
رواية ظلمها عشقا الحلقة السايعة والعشرون
فتح الباب لزوجته والتى هتفت به بقلق فور ان رأته امامها تسأله
:فى ايه يا مليجى .. وشقة مين دى!
اشار لها بالدخول بوجه شاحب ومرتبك يغلق الباب بعد دخولها ثم يتقدمها للداخل وهى تتبعه تعيد سؤاله مرة اخرى
: رد عليا يا مليجى .. خلعت قلبى من ساعة ما كلمتنى فى التليفون .. فى ايه رد عليا.
شهقت بمفاجأة بعد ان ادخلها الى مكان جلوس انور ظاظا وقد جلس فوق المقعد المواجه للباب مرحبا بها بصوت ساخر
:اهلا وسهلا .. نورتى شقتى المتواضعة يا ست كريمة.
التفت كريمة نحو زوجها تهتف به بغضب وحدة
: جايبنى هنا ليه يا مليجى .. ايه الحكاية بالظبط !؟
نهض انور عن مقعده يجيبها هو بعد ان نكس مليجى رأسه هربا منها قائلا بحزم
: انا هقولك يا ست كريمة بس عوزك كده تفتحى مخك معايا وتعرفى ان اللى هطلبه منك ده فيه مصلحتك ومصلحة جوزك قبل منى انا.
توترت ملامح كريمة ينهش الخوف صدرها لكنها تماسكت امامه تساله بحدة
: خير يا معلم عاوز منى ايه بالظبط؟
انور وقد احتقن وجهه بالغضب يفح من بين انفاسه
: بعد ما المحروسة بنت اخت جوزك بوظت كل ترتيب عملته وخططتله ولسه قاعدة فى بيت سبع الرجالة جوزها وعلى ذمته .. مبقاش ادامى خير حل واحد مكنتش احب اوصل له بس هعمل ايه مبقاش فيه ادامى غيره .. محدش هيقدر يعمله غيرك.
كريمة بخوف وتوجس
:واللى هو ايه يا معلم؟
ابتسم انور ببطء قائلا وعينيه تنطق بالكره والشراسة يسرع فى الحديث عن كل المطلوب منها للقيام به ، وقد وقفت كريمة تحت انظار مليجى المصدومة هادئة تستمع بتركيز وقد ظن انها ستقيم الدنيا وتقعدها حين تعرف بمخطط انور حتى وصل للجزء الخاص بأجرها تتبدل فى الحال تنطق عينيها بالجشع قائلة بحزم
:لا يا معلم لو عاوز كله يمشى مظبوط وزى ما تحب يبقى اخد اد المبلغ ده مرتين.
انفرجت ملامح انور بالسعادة لنجاحه فيما يريد هاتفا
: لا يا كريمة ليكى عندى اده تلات مرات بس اللى عاوزه يحصل.
كريمة وهى تومأ برأسها موافقة
: موافقة يا معلم .. شوف انت عاوز امتى وانا تحت امرك.
وقف مليجى يتابع ما يحدث وعينيه فوق زوجته بذهول وصدمة كأنه يراها لاول مرة فقد تصور جميع الاحتمالات وانها ستقوم برفض طلبه فى حين لم يستطع هو النطق به فى وجه هذا الطاغية وتزيح عن كاهله هذا العبء ، ولم يتخيل أبداً انها ستقوم بالموافقة دون لحظة تردد منها…
يتسأل بحزن ان كان هو المسئول عن ذلك التبديل فى حال زوجته بسبب ما عانته بسببه طوال سنين زواجهم من مر الحاجة حتى اصبحت لا تهتم بشيئ سوى نفسها وراحتها فقط مهما كانت النتائج.
*****************
دخل عادل للمكان وهو يشير لصالح بالنهوض قائلا بتعجل
: انت لسه عندك بتعمل ايه .. انا مش قلت تمشى من هنا حالا!
نهض صالح ببطء من مقعده قائلا بهدوء
: يابنى اهدى كده وفهمنى فى ايه.. انا مش فاهم منك حاجة ولا من مكالمتك.
زجره عادل بخشونة وقد احتقن وجهه بشدة
: يابنى مانا عرفتك كل حاجة فى التليفون … انت مش عاوز تسمع الكلام ليه … ولازم كل حاجة تعند فيها.
اقترب منه حسن يحاول تهدئته وقد لاحظ احتقان وجه صالح هو الاخر ليسرع قائلا
: براحة بس ياعادل .. وفهمنا ايه الحكاية.
التف اليه عادل صارخا بحنق
: الحكاية ان اخوك فى حد مبلغ عنه انه بيتاجر فى الحشيش وفى قوة من القسم طالعة على هنا علشان تفتش.
صاح حسن بصوت مذهول
: انت بتقول ايه … ومين ده اللى بلغ؟
صرخ عادل مرة اخرى ولكن هذه المرة بقلق واضطراب وهو يشير لصالح
:انتوا لسه هتسألوا .. يابنى اخلص وقوم .. كلها دقايق ويوصلوا على هنا.
جلس صالح فوق مقعده يريح ظهره للخلف قائلا بهدوء
:يا اهلا بالبوليس ورجالته .. بس انا مش عامل عاملة علشان اهرب منها.
هذه المرة من قام بالصراخ عليه هو حسن صائحا
: قوم يا صالح واسمع الكلام … البوليس مش هتحرك الا لو متأكد من البلاغ ومحدش عارف مش يمكن اللى بلغ ده حط ليك حاجة هنا ولا هنا.
عقد صالح حاجبيه بتفكير للحظة ظن عادل وحسن فيها اقتناع بحديثهم ولكن اتت كلماته التالية صادمة لهم حين قال بهدوء شديد
:برضه مش هتحرك من مكانى .. وزى ما تيجى.
صاح عادل بإحباط وهو يشد شعره من عند صديقه يقف هو وحسن يتطلعان الى بعضهم بقلة حيلة حتى صدح صوت السرينة الخاصة بالشرطة اعقبها دخول ضابط ومعه عدد من الرجال يسألهم بحزم
: مين فيكم صالح منصور الرفاعى.
اشار صالح الى نفسه يجيبه بهدوء ليتبع الضابط حديثه قائلا
: فى امر من النيابة بتفتيش شقتك والمغلق هنا كمان.
اقترب منه عادل متوجها بالحديث اليه قائلا
: انا عادل الحسينى محامى صالح ممكن اشوف اذن النيابة.
مد ضابط الشرطة يده اليه بورقة وهو يبتسم ابتسامة جانبية ساخرة
: لا واضح اوى انكم مستعدين والمحامى حاضر كمان … اتفضل يامتر الاذن اهو.
لم ينتظر انتهاء عادل من الاطلاع على الورقة التى بيده يأمر رجاله بالانتشار داخل المكان لتفتيشه بيما وقفوا هم فى انتظار انتهائهم وقد قلبوه رأسا على عقب حتى انتهوا اخيرا يتجمعوا مرة اخرى امامهم يهتف احدهم بصوت خشن غليظ
:مفيش حاجة يا باشا .. المكان كله نضيف.
عادل موجها حديثه الى الضابط
:يا باشا ده اكيد بلاغ كيدى..واكيد التحريات كانت فى صالح موكلى.
الضابط وهو يرمق صالح الواقف امامه بهدوء شديد من اعلاه لاسفله بتقيم
:والله يامتر كيدى مش كيدى..ده شغلنا ولازم نشوفه .. واظن ده ميضايقش حد لو موكلك زى ما بتقول نضيف.
ثم اشار الى صالح برأسه قائلا
:ادامى ياصالح علشان نشوف الشقة هى كمان.
وبالفعل توجه الجميع للمنزل وفى لحظات كانوا جميعا بالاعلى تفتح لهم فرح الباب شاهقة بفزع وعيون مصدومة وهى تتراجع للخلف تسأل صالح بخوف
:فى ايه يا صالح .. البوليس هنا ليه؟
لم يجيبها بل اشار لها برأسه نحو الخارج قائلا بحزم
: انزلى انتى يا فرح تحت ومتطلعيش الا ..
قاطعه الضابط قائلا بحزم هو الاخر
:محدش هيتحرك من هنا الا لما نخلص شغلنا.
ثم اشار لرجاله بالانتشار داخل الشقة بينما وقف صالح امامها يخفيها بجسده بحماية وقد تشبثت بظهر قميصه ، تراقب دخول هؤلاء الرجال فى انحاء الشقة تمر الدقائق بطيئة عليها حتى عاود الرجال التجمع أخيراً ويتم اخبار الضابط مجددا بعدم عثورهم على شيئ.
ليتجهم وجهه بشدة قبل ان يلتفت الى صالح قائلا
: الظاهر انه فعلا بلاغ كيدى .. بس احنا كان لازم نشوف شغلنا ونتأكد.
هز له صالح رأسه موافقا قائلا بهدوء
: طبعا يا باشا حقكم ومحدش يقدر يعترض عليه.
اومأ له الضابط ثم اشار لرجاله بالانصراف وفى الحال خلى المكان من وجودهم يتبعهم الضابط ومعه حسن وعادل ، والذى استوقفه صالح مناديا اياه قائلا له بحدة وغضب مكبوت
:عاوز اعرف مين اللى بلغ عنى .. اعمل اى حاجة يا عادل ومترجعش الا لما تعرف لى مين ابن ال*** ده.
اومأ له عادل موافقا ثم غادر المكان فوراً بينما وقف صالح فى وسط شقته بجسد متوتر مشدود عينيه تطلق شرارات الغضب ، تدور داخل عقله دوامة من الافكار حتى انتشلته من داخلها حين شعر بها تلقى بجسدها المرتعش بين ذراعيه هامسة بخوف وارتعاب
: فى ايه يا صالح .. فهمنى ايه اللى حصل .. انا خايفة.
شدد من ذراعيه حولها مقبلا رأسها بحنو قائلا بصوت حاول جعله هادئ غير مبالى برغم كل ما يعتمل بداخله فى تلك اللحظة
: متخفيش من حاجة طول ما جنبك .. وبعدين كل حاجة خلصت .. كل الحكاية حد من معلمين السوق بس حب يعمل لنا شوية دوشة ودربكة قبل ما ندخل على الشغلانة الجديدة معاه.
شددت من احتضانه اليها ترغب بأخفائه بين اضلعها وقد اثار بحديثه هذا خوفها اكثر ..
لا تستطيع ان تصدق ان من الممكن ان تصل منافسة عمل الى هذا الحد وقد كانت حقا كما يعلم هو ايضا هذا جيداً.
****ٌ***********
لطمت كريمة خدها وهى تصرخ بلوعة تخاطب زوحها على الطرف الاخر من الهاتف
: وسمعت كلامه .. ليه يا مليجى… طب كنت عرفنى قبل ما تعمل كده…
مليجى بصوت مرتعش مختنق
: كنت هعمل ايه يا كريمة .. هو قالى ان لازم حد يعمل البلاغ بأسمه علشان البوليس يتحرك بسرعة.
كريمة وهى تلطم خدها مرة اخرى باكية وهو يكمل حديثه غير عالم بحالها
:وبعدين انتى خايفة ليه .. انتى مش حطيتى الامانة زى ما قولتى لظاظا .. يبقى خلاص احنا فى السليم وكله….
صرخت كريمة به توقفه عن الحديث
: انا محطتش حاجة يا مليجى .. انا ضحكت على ظاظا و فهمته انى عملت اللى طلبه منى .. بس انا كنت ناوية من الاول اخد القرشين ومعاهم فلوس الحشيش وكان فى دماغى ان ادامى شوية عما البوليس يتحرك اكون انا ساعتها شوفت له بايعة … بس كله اتهد على دماغى ودلوقت هيتعرف ان انا اللى ورا الليلة .
انهارت قدمى مليجى يسألها بصوت مصدوم
:انت بتقولى ايه يابنت ال*** انتى … طب معرفتنيش ليه انك ناوية على كده.
صمت لحظة عاقد حاجبيه بشدة قبل ان تتسع بأدراك يصرخ بها موجها اليها عدد لا حصر له من السباب قائلا بعدها
: انتى كنتى ناوية تاخدى الفلوس لوحدك صح .. كنتى ناوية تسيبى الحارة كلها وتسبينى صح يا بنت ال****
صرخت به هى الاخرى تتحدث بحرقة والم
:اه يا مليجى كنت ناوية على كده.. كنت هاخد عيالى واسيب الحارة اللى بيتعايرهم فيها بأبوهم وعمايله وكفاية عليا وعليهم شقى وغلب لحد كده.. بس اهو كل حاجة ضاعت وزمان ظاظا عرف انى محطتش الحاجة وقليل اما قتلنى فيها .. ده غير صالح واللى هيعمله.
مليجى بصوت انهزامى يتخلله غصات البكاء
:ده كل اللى همك يا كريمة بعد كل العشرة دى عاوزة تسبينى وتاخدى منى عيالى.
فزت كريمة واقفة تصرخ له اوجاع سنين عشرتها له تفرغ من داخل جوفها كل ما ظلت تعانيه وتكتمه داخل صدرها من ذل المعيشة واهاانات لا حصر لها منه فى حقها وحق ابنائها
: عشرة ايه اللى بتكلمنى عنها… كانت فين عشرتك دى وانت كل يوم تصبحنى وتمسينى بعلقة ومشغلنى فى كل بيت شوية بلقمتى ولقمة عيالى .. شوف يا مليجى انا هاخد العيال وهمشى وكفاية عليا وعليهم لحد كده.
لم تجد اجابة من الطرف الاخر يسود الصمت التام لتهتف به برجاء كاد يتحول لصراخ
:اوعى يا مليجى تجيب سيرتى .. اوعى تعرف حد ولا تقول للبوليس ان انا اللى كنت هحط الحشيش لصالح فى شقته.
مرة اخرى لم تجد استجابة منه ولكنها لم تعير هذا الامر اهتماما هذه المرة .. بعد ان وجدت امامها سماح تقف بالباب وهى شاحبة شحوب الموتى وعينيها جاحظة من شدة صدمتها يتضح من ملامحها ان قد استمعت الى كل ماقالته لتسقط جالسة فوق الاريكة بعد ان هربت منها اعصابها ترتجف بشدة وقد اصبح امر زوجها وما حدث له اقل مخاوفها الان…….
فى اثناء ذلك كان انور ظاظا قد دخل المكان يهتف بمليجى الشاحب وعينيه تطلق شرارات الغضب والجنون
: طبعا بتكلم بنت ال**** مراتك صح .. ضحكتوا عليا يا مليجى ولبستنى انت والو*** مراتك العمة.
اخذ مليجى يهز رأسه بالنفى بحركات هسترية خائفة وقد سقط الهاتف من يده أرضاً متحطما يتراجع للخلف امام تقدم انور الهائج منه ، لكنه لم يتمكن من الهرب اكثر وقد اوقف الجدار تراجعه ليندفع نحوه انور كالوحش الهائج .. ينهال عليه بالضربات والركلات العنيفة حتى اسقطه أرضاً…
لكنه لم يكن قد اكتفى يكمل فوقه بالضربات حتى اصابه بطرف حذائه فى مقدمة رأسه بقوة جعلته ينزف بغزارة لم توقف انور بل زاده هايجا رؤيته للدم تزاد ضرباته وحشية وهو يصرخ كمن اصابه الجنون
:اه يا عيلة و**** مجاليش من وراها غير المصايب والهم .. ورحمة امى لدفعكم التمن غالى اووى واولكم بنت ال *** بنت اختك اللى ضعت بسببها.
استمر على ضربه ولكمه لميلجى حتى خارت قواه لينحنى عليه يمسك بشعره بين اصابعه بقسوة يرفع وجهه الغارق بدمائه نحوه قائلا بلهاث وشراسة
: قولى يابن ال*** مراتك عرفت صالح وقالت له كل حاجة مش كده؟
هز مليجى رأسه بصعوبة بالنفى يهمس باعياء
: لاا وحياتك يا برنس .. دى كانت ناوية تاخد الفلوس وتطفش بيها .. ده حتى كانت خايفة ان صالح يعرف انها ليها يد فى الحكاية.
ضيق انور نظراته فوقه بعدم تصديق للحظات كان مليجى فيها يتطلع اليه برجاء ان يصدقه لينفض رأسه بعيدا بعنف تأوه له مليجى بألم وانور ينهض على قدميه قائلا بتفكير
: يعنى كده صالح ميعرفش انى ليا دخل فى الموضوع…
مليجى بلهفة واعياء وهو يحاول النهوض على قدميه
: اه وحياتك يا برنس ما يعرف حاجة .. متخفش سرك فى بير.
التفت اليه انور وعينيه تلتمع بوحشية قائلا
: ولازم يفضل فى بير الا ورحمة امى اسلمك للبوليس بأيدى متنساش يابن ال**** ان البلاغ كان بأسمك انت .. فاهم يا مليجى ولاا اوضح اكتر.
احنى مليجى رأسه بخنوع تتساقط دموعه يئن جسده من شدة الالم لكنه لم يكن شيئ مقارنة بما ينهمر فوقه من مصائب لاحصر لها لن تنتهى أبداً.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظلمها عشقا)