رواية ذاتي أين الفصل الثاني 2 بقلم ولاء عمر
رواية ذاتي أين الجزء الثاني
رواية ذاتي أين البارت الثاني
رواية ذاتي أين الحلقة الثانية
رد كريم :- مـ..ـمفيش يا بابا.. إحنا بس كنا بنتعشى وخلاص طالعين ننام.
– تمام، بكرا الساعة سبعة بالظبط إنت وأية ألاقيكم مستنييني وجاهزين.
هزينا رأسنا بمعنى آه وكلل واحد مننا طلع على أوضته من سُكات، وطلع ورانا سليم وهو ماسك الطاجن بتاعه بكل هدوء وطالع على شقته.
سليم هادي، بارد، ردود أفعاله تجاه أي حاجة باردة، باستثناء المرات اللي بنجتمع فيها مع بعض، ساعات بحس إن شخصية كل واحد مننا بتنمحي لحظة ظهور بابا، أو إنه يدينا الأوامر، تمردي الظاهر دايمًا بينمحي قدام بابا وماما.
دخلت الأوضة وأنا برفع إيدي وبقطع الصور اللي ملزقة على الحيطان ليها علاقة بالطب، صور كتيرة كان لازم تتحط للدكتورة في اوضتها صور تدل على إنها دكتورة.
قطعت الورق ورميته في الباسكت بعدها دخلت خدت دوش وطلعت سرحت شعري ونمت.
كالعادة صحيت على منبه صلاة الفجر، قومت صليت وقرأت الورد بتاعي وقراءة الأذكار، بالرغم من كلكيعة الأفكار والفروض اللي اتفرضت علينا من وإحنا صغيرين اللي كتير منها غريب، إلا إن بابا وماما زرعوا فينا إن الصلاة وبعدها تيجي أي حاجة تاني.
لبست ونزلت علشان الفطار، وآه هو بمواعيد.
من ضمن العادات الحلوة إن كلنا بنتلم على سفرة واحدة، وأنا وماما ومنه مرات سليم بنجهز الفطار اللي بيكون حاجات خفيفة ونقعد نفطر كلنا،هو آه في صمت مفيش حاجة تكسره عشان محدش مننا بيقدر يتكلم في وجود بابا إحترامًا ليه، لكن مؤخراً القاعدة اتكسرت ودا علشان سيليا الحفيدة المدللة عند جدها.
– صباح العسل على أحلى سيليا.
جريت عليه وحضنته وباسته من خده، وهي بتقوله بحروف مكسرة :- صباح العسل يا جدو.
علاقة بابا وسيليا حلوة، كنت أتمنى أعيشها في وقت من الأوقات، فطرنا وطلعنا علشان نمشي، أنا بتدرب في المستشفى هناك بصفتي دكتورة نساء وآه مش بنت الدكتور لأن بابا مبيحبش فكرة الوسائط.
بعد يوم مرهق وحالات ولادة مستعجلة، روحت قولت لبابا إني خلصت وماشية. بس هل روحت البيت؟. الحقيقة لاء، روحت على المطعم اللي شغالة فيه .
ملجأ الإنسان حيث الأماكن التي يجد بها ذاته وصبح هو. هو فقط، لا يهمه حينها أي مسميات أخرى. يكفي له أنه يفعل ما يحب.
عندي يقين كمان إن الواحد لما بيعمل حاجة بيحبها بيتحول لإنسان نشيط بيحب الحياة، حاسس إن دا مكانه، وإنه مرتاح، وتصبح الديار ديارك.
– شيف عُدي، أنا بعتذر لحضرتك على التأخير.
– هعذرك المرة دي علشان دي أول مرة تتأخري.
– شكراً لحضرتك.
شيف عُدى، الحقيقة إني معجبة بشخصيته جدًا، بحس إني المفروض أكن ليه الاحترام والفخر، شاب على مشارف التلاتينات مجتهد في شغله، صاحب المطعم دا وتلات مطاعم تاني يعتبروا من أشهر المطاعم في المنطقة والمناطق اللي حوالينا والناس بتيجي له من كل حتة، محبوب، في خلال الكام شهر اللي اشتغلتهم عنده بشوف اهتمامه بكل التفاصيل في المكان.
ـ شيف أية، ظبطي كمية الملح في الأكل قبل ما يطلع.
هزيت رأسي بتمام ووقفت أكمل، كنا كلنا بنتعاون علشان الطلبيات تطلع في وقتها، لا أخفيكم سرًا اتصاحبت في المكان على بنات بقوا أصحابي وخدت عليهم، بقيت أحسن إن ليا شخصية وليا رأي وفي حد يسمعني بعد إخواتي الولاد.
خلصت الشغل ورنيت على سليم يأخدني معاه، عدا عليا وخدني.
ـ سليم عارف بجد أنا ممتنة ليك إنك ساعدتني إني أقدر أشتغل حاجة أنا حباها.
اتنهد وبص ليا بابتسامة:- بحقق لك اللي نفسي ونفسك فيه، إحنا الإتنين بنتشارك في نفس الهواية، وأنا هنا بعوض اللي ما اتعملش معايا ليكي.
– روح يارب يديمك ليا ويبارك لي فيك.
سكتت علشان حبة وبعدها إتكلمت:- سليم، أنا خايفة لـَ في مرة ماما وبابا يعرفوا بالموضوع.
خد شهيق وزفير بصوت عالي وبعده قال:- سلمي أمرك لله ولستمتعي بالأيام دي يا أية.
عرفت إنه بيحاول يكتم حزنه، مشاعره، خوفه، زي كل مرة بحاول افتح معاه كلام، بحس فكرة إن سليم كان جنبهم من صغره أثرت قوي في شخصيته ، وردود أفعاله اللي بتبان هادية وباردة، الموضوع فعلاً مؤلم.
قليل لما كان بيحكي لي، لكني عرفت منه إن طفولته مكانش سلهة إطلاقًا، كانت عبارة عن أوامر من كلا الطرفين بابا وماما.
مكملتش تفكير وكنا وصلنا، ركن المكنة بتاعتة، وآه مكنة علشان هو بيحب سباقات الدراجات من صغره. دخلنا وماما كانت مستنيانا.
قاعدة ومربعة إيديها وبتبص لينا بنفاذ صبر ، قامت من مكانها وقربت مننا وهي منفعلة:- ممكن أعرف إتأخرتوا ليه؟
رديت عليها بسرعة وبنبرة باردة:- علشان العيادة كانت زحمة عند سليم.
قالت باتعراض:- أنا مش فاهمة أنتِ إيه اللي مخليكي تروحي تشتغلي معاه بعد المستشفى مع إنك ممكن تكملي اليوم وأهو تتعلموا خبرة أكتر.
– مش فارقة.
– أنتِ بنت قليلة الأدب.
– أنا ؟!!!
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذاتي أين)