رواية اقتحمت حصوني الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ملك إبراهيم
رواية اقتحمت حصوني البارت الثاني والعشرون
رواية اقتحمت حصوني الجزء الثاني والعشرون
رواية اقتحمت حصوني الحلقة الثانية والعشرون
وضع رأسه فوق عجلة القيادة يفكر بتعب ، ماذا يفعل الان وكيف يحمي زوجته واصدقائه ، ثم رفع وجهه ينظر امامه بتفكير ثم اخذ هاتفه وأجرى مكالمة هامة و بعد انتهاء المكالمة فتح باب السيارة وترجل منها وهو يفكر فيما عليه فعله.
{صدح صوت هاتفه يعلن عن اتصال من فيروز}
نظر الى الهاتف بحزن وهو يفكر ماذا يفعل حتى يحميهم جميعًا ، يشعر بالمسؤلية الكبيرة اتجاههم ولم يجد امامه حل سوى ان يضحي بحياته من أجلهم.
ضغط على زر الرد ثم وضع الهاتف على اذنيه يسمع صوتها وهي تتحدث اليه بلهفة.
– أدهم طمني عليك وعلى الياس ، هو عامل ايه دلوقتي وليه مش بترد عليا من امبارح انا كنت هتجنن عليك
غمض عينيه يستمع الى صوتها ثم تحدث بهدوء.
– متقلقيش يا فيروز
تحدثت بدهشة بعد ان شعرت بحزنه الشديد الواضح على صوته.
– أدهم انت كويس ؟ الياس جراله حاجه ؟
اقترب أدهم من رجاله الواقفين امام المشفى ثم تحدث امامهم بحزن.
– الياس مات
صرخة فيروز وسقط الهاتف من يدها بصدمة.
نظر أدهم الى رجاله وتحدث معهم بحزن شديد.
– جهزوا مراسم الدفن لألياس وعايز الكل يحضر
حركوا رجاله رؤسهم بالايجاب وهم يخفضون وجوههم بحزن على الياس.
اتجه أدهم الى داخل المشفى وهو يتحدث بالهاتف مرة اخرى ، ثم اقترب من عمار ووقف امامه ينظر اليه بحزن.
نظر اليه عمار بدهشة ثم تحدث بفضول.
– أدهم في ايه
ثم اضاف بقلق.
– انت لسه قلقان على الياس ، متقلقش الياس…
قاطعه أدهم وهو يتحدث بقوة.
– الياس مات
نظر اليه عمار بصدمة ثم نظر خلفه اتجاه غرفة العناية المركزة وجد الاطباء يركضون اتجاه الغرفة وحالة من التوتر تسيطر على الجميع.
عاد عمار ببصره الى أدهم مرة اخرى ثم تحدث بزهول.
– الياس مات ازاي ، الدكتورة لسه مطمناني عليه ؟
حرك أدهم رأسه بأسف قائلاً.
– للأسف هي كانت بطمنك عشان حالة الانهيار الا انت كنت فيها
نظر اليه عمار بصدمة ثم تركه و ركض سريعًا الى غرفة العناية يصرخ بالجميع ويريد الدخول ، لكن العاملين بالمشفى وقفوا يمنعوه من الدخول بالقوة.
وقف أدهم يشاهد ما يحدث بقلب حزين على ما وصلوا اليه ، لكنه يفعل كل شئ من اجلهم.
صرخ عمار بقوة بأسم الياس وهو يقف على باب غرفة العناية ويمنعه العاملين بالمشفى من الدخول.
صرخ بانهيار على أدهم وطلب منه ان يفعل اي شئ.
اقترب منه أدهم وتحدث اليه بحزن.
– خلاص يا عمار ، كل الا بتعمله ده مش هيرجعه للحياة تاني
ثم اضاف بوجع.
– الياس مات وكل شئ انتهى خلاص
نظر اليه عمار بغضب قائلاً بقسوة.
– فعلا يا أدهم ، بموت الياس كل شئ بينا انتهى وكل واحد فينا بقى من طريق
ثم وقف امام أدهم بتحدي وهو يضيف بقوة.
– من النهاردة تنسى ان انت كان ليك صاحب اسمه عمار
ثم دفع أدهم في صدره بقوة ودخل في حالة انهيار شديد.
اقترب منه الاطباء والعاملين بالمشفى وحاولوا السيطرة عليه حتى اعطاه احد الاطباء حقنه مهدئه.
وقف أدهم يتابع ما يحدث مع صديقه بحزن شديد ، ثم اقترب منه مرة اخرى واعتذر منه قبل ان يأخذوه الاطباء الى احدى الغرف بعد ان غاب عن الوعي.
ثم نظر أدهم الى العاملين بالمشفى وتحدث معهم بعنف.
– جهزوا كل شئ عشان ننتهي من مراسم الدفن بسرعة قبل ما يفوق
ثم مسك هاتفه وبدأ يتحدث به مع عدة اشخاص في انتظار تجهيز جثمان الياس.
في منزل منير الكردي والد شادي.
هاتفه مدير مكتبه واخبره بوفاة الياس صديق أدهم الصياد المقرب واخبره بموعد الدفن .
اغلق منير الكردي هاتفه ثم ارتفع صوته وهو ينادي ابنه شادي سريعًا.
اقترب شادي من والده يتحدث بدهشة قائلاً.
– في ايه يا بابا ؟
تحدث منير الكردي بأمر.
– اجهز بسرعه يا شادي هنروح دلوقتي نحضر مراسم دفن الياس صديق أدهم الصياد
نظر شادي الي والده بصدمة ثم تحدث بزهول.
– الياس مات ازاي ؟!
تحدث والده بتأكيد.
– الموته الطبيعيه الا بيموتوها امثالهم
ثم اضاف وهو يتجه الى الاعلى لرتداء ملابسه الخاصة بالخروج.
– الا زي دول ملهمش موته تانية غير انهم بيموتوا مقتولين
ثم صعد الى الاعلى وترك شادي يقف ينظر امامه بزهول ، ثم اخذ هاتفه وقام بالاتصال على موني ليتأكد من صحة الخبر.
رواية اقتحمت حصوني بقلمي ملك إبراهيم.
في شقة الفتيات.
صدح صوت هاتف موني عاليًا بالغرفة.
فتحت عينيها واخذت الهاتف تنظر اليه ثم ضغطت على زر الرد ووضعت الهاتف فوق اذنها وهي نائمة.
تحدث معها شادي بصوت مرتفع غاضب.
– انتي فين يا موني ؟
تحدثت بنعاس.
– هكون فين يعني ، انا نايمة
تحدث شادي بغيظ.
– طبعا حضرتك نايمه ومتعرفيش حاجة عن موضوع الياس ؟
تحدثت موني بنعاس وهي تعتقد انه يتحدث عن علاقة ريم بالياس ، ثم تنهدت قائلة بملل.
– وانت هتستفاد ايه من موضوع الياس مع ريم !
تحدث شادي بدهشة.
– موضوع الياس مع ريم ايه ؟، هو انتي لسه متعرفيش ان الياس مات
شهقت بصدمة عند استماعها الى حديثه ثم جلست سريعا على الفراش تتحدث بصدمة.
– الياس مين الا مات يا شادي ؟!!
ثم اضافة بزهول.
– انت اتجننت !
تحدث شادي بتأكيد.
– الياس صديق أدهم الصياد مات النهاردة مقتول والخبر منتشر والدفن كمان شويه وانا وبابا رايحين دلوقتي
نظرت موني امامها بصدمة ثم هبت من فوق الفراش سريعاً وهي تحمل هاتفها بيدها ، ثم ركضت الى غرفة ريم وجدتها تجلس بغرفتها وبيدها الهاتف تحاول الاتصال باحد ويظهر على ملامحها القلق الشديد.
اقتربت منها موني بخطوات هادئة وهي تنظر اليها بترقب ثم جلست امامها فوق الفراش تتحدث معها بهدوء.
– ريم حبيبتي انتي قاعده كده ليه ؟
تحدثت ريم بقلق.
– مش عارفه يا موني الياس من بعد ما وصلني هنا امبارح وهو اختفى وتليفونه مقفول ومش عارفة اوصله وقلقانه عليه اوي
نظرت اليها موني بحزن ثم خفضت وجهها وهي تتحدث بصوت منخفض.
– متحاوليش تتصلي عليه تاني يا ريم ، لانه مش هيرد عليكي
نظرت اليها ريم بدهشة وتفاجأت بسقوط دمعة لأول مرة من عين موني ، ثم نظرت الى موني بقلق قائلة.
– يعني ايه الياس مش هيرد عليا يا موني ؟!
نظرت اليها موني بحزن ثم انسالت دموعها وهي تتحدث بصوت ضعيف.
– شادي لسه مكلمني يا ريم وقالي ان الياس
قالت موني جملتها ولم تكملها ثم انهارت في البكاء وهي تضيف.
– الياس مات
نظرت اليها ريم بصدمة، لا تستوعب ما قالته موني عن الياس ثم حركت رأسها بالرفض وهي تتحدث بصراخ.
– انتي بتهزري يا موني يا صح ؟!
حركت موني رأسها بحزن تأكد ما قالته لها ثم تحدثت.
– للأسف الخبر حقيقي يا ريم
نظرت اليها ريم بصدمه ثم نظرت الى الهاتف وهي تعاود الاتصال على الياس مرارًا وتكرارًا والدموع تنسال من عينيها وتصرخ بالهاتف تطالبه بان يرد عليها.
اقتربت منها موني واخذتها بداخل حضنها تحاول ان تهديها.
صرخة ريم بحضن موني ثم ابتعدت عنها سريعاً تريد الذهاب اليه وتسألها عن عنوان المشفى الموجود بها الان.
وقفت امامها موني تمنعها من الذهاب وتأكد لها انها لا تعلم اين هو الان وكل ما تعرفه ان الدفن بعد قليل.
توقفت ريم عن الحركة بعد ان شعرت ان حديث موني صحيح، ثم صرخة بقوة وهي تجثو على ركبتيها على الارض تنطق اسم الياس بصراخ ووجع ثم تحدثت بصراخ.
– كدب ، كل الا بيتقال ده كدب ، الياس لسه عايش مامتش ، انا حاسه بيه وقلبي بيقولي ان هو عايش ، انا سامعه صوته بينطق اسمي
ثم انهارت على الارض وهي تضيف بصراخ.
– انا عايزة اروحله دلوقتي ، ارجوكي يا موني وديني عنده
اقتربت منها موني وهي تحاول تهداتها وتربت على ظهرها قائلة.
– مينفعش الا انتي بتعمليه ده يا ريم ، هو مات خلاص ، ادعيله
نظرت اليها ريم بصدمة وحركت رأسها بعدم تصديق ، ثم وقفت من فوق الارض وركضت اتجاه باب الشقة حتى تذهب وتبحث عنه.
ركضت موني خلفها ، لكنها توقفت بصدمة بعد ان فتحت ريم باب الشقة وتفاجأت بمجموعة من الرجال الملثمين ويحملون اسلحه ويقفون امامها على باب الشقة.
تراجعت ريم خطوتين الى الخلف وهي تنظر اليهم بصدمة.
اقتربت موني من ريم وهي تنظر اليهم بهلع ثم تحدثت بخوف.
– انتوا مين وعايزين ايه ؟!
وقف احد الرجال امامهم وهو يحمل سلاحه ثم تحدث بصوت قوي.
– مين فيكم ريم ؟
نظرت اليهم ريم بهلع ، ثم ابتعدت موني عن ريم وهي تشير اتجاهها قائلة بهلع.
– هي دي ريم وانا مليش دعوة بأي حاجة
نظر الرجل الى ريم ثم رفع سلاحه وصوبه اتجاهها قائلاً.
– انتي ريم فعلاً ؟
نظرت اليه ريم بهلع ثم حركت رأسها بالايجاب.
ابتسم لها هذا الرجل ثم قام باطلاق رصاصة عليها.
سقط جسد ريم فور اصابتها وقبل ان تستوعب موني ما حدث وجدت من يأتي من خلفها ويقوم بوضع شئ به مخدر على وجهها وتسقط فوراً فاقدة الوعي.
اقترب الملثم من جسد ريم وطلب من رجاله ان يحملوها سريعاً ويأخذوها معهم بعد ان لطخوا مكانها على الارض بالدماء ومن نفس فصيلة دمائها وتركوا موني غائبة عن الوعي واغلقوا عليها باب الشقة وذهبوا سريعاً قبل ان يشعر بهم احد.
– عند فيروز بداخل القصر.
جلست تبكي وتقرأ القرآن وتدعي لألياس بالرحمة والمغفرة وتشعر بالخوف الشديد على أدهم.
اقتربت منها كريمة وجلست بجوارها تربت على كتفها وتتحدث معها بهدوء.
– حاولي تهدي شوية يا فيروز مينفعش كده
تحدثت فيروز ببكاء قائلة.
– صعبان عليا الياس اوي وريم كمان ، مش عارفة هتعمل ايه لما تعرف الخبر ده
ثم انهارت في البكاء وهي تضيف.
– وأدهم ، انا قلقانه عليه ومش بيرد عليا يطمني
تحدثت كريمة بحزن.
– هو زمانه مشغول دلوقتي ، الله يكون في عونه ، انتي متعرفيش هو كان بيحب الياس اد ايه ، وموته ده صدمة للكل
تحدثت فيروز بخوف.
– انا مش عارفة الياس مات ازي ، بس حاسه انه مات بسبب شغل أدهم
اخذتها كريمة بداخل حضنها تربت على ظهرها بحنان وهي تحاول ان تهديها وتطمنها على أدهم.
امام المقابر.
وقف أدهم وهو يرتدي نظارة سوداء يداري بها عينيه وهو يتابع دفن جثمان صديقه والجميع يقف حوله يتابعون بصمت.
اقترب منه مارك و روبيرتو ومد مارك يده له اولاً قائلاً بسخرية.
– موت صديقك اول ضريبة هتدفعها بعد ترقيتك للمنصب الجديد
نظر أدهم الى يديه ولم يمد يده يبادله السلام.
خفض مارك يده ثم انحني برأسه احتراماً له قائلاً.
– مبارك عليك تولي المنصب الجديد سيدي
نظر اليه أدهم بجمود من خلف نظارته السوداء ، ليبتعد عنه مارك ويقترب منه روبيرتو يتحدث وهو يمد يده له بالسلام.
– الرسالة فيها تنويه ان الا هيقرر مصير ماريا بعد قتلها لديفيد هيكون انت سيدي الجديد
تحدث معه أدهم بقوة وهو ينظر اليه بقسوة من خلف نظارته السوداء.
– انا مش بس هقرر مصير ماريا ، انا في ايدي اقرر مصيركم كلكم روبيرتو
انحنى روبيرتو برأسه باحترام قائلاً بتأكيد.
– اعلم سيدي وفي انتظار تقرير مصيري
ثم اعتدل في وقفته و ذهب من امامه.
نظر أدهم الى القبر بعد ان اغلقوه وحرك رأسه بالايجاب قائلاً.
– القدر الا بيحدد مصير كل واحد فينا
ثم تحرك متجهاً الى سيارته وخلفه رجاله ليعود الى المشفى مرة اخرى وينقل عمار الى القصر.
وقف شادي بجانب والده ينظر الى أدهم وهو يذهب وخلفه جيش من الرجال لحمايته ، يذهبون خلفه.
تحدث شادي مع والده بتوتر.
– شكل أدهم الصياد ، راجل مش سهل ابدًا
تحدث والده بقلق.
– عشان كده عايزك تخف لعب على فيروز شوية لاننا مش اده
تابع شادي ذهاب أدهم بسيارته وخلفه رجاله وهو يهمس بتأكيد.
– شكله فعلاً ملوش غالي ولا عزيز ، ده جه دفن صاحبه وماشي ولا كأن في حاجة حصلت ولا كأنه فقد انسان غالي عنده
تحدث والده بصوت منخفض.
– هو ده أدهم الصياد ومعروف عنه انه ملوش عزيز ومعندوش نقطة ضعف
حرك شادي رأسه بالايجاب وهو يذهب مع والده اتجاه سيارتهم.
وصل أدهم المشفى وجد عمار في حالة شديدة من الانهيار ويكسر في كل شئ بالغرفة الموجود بها ويمنعه العاملين بالمشفى من الخروج من الغرفة.
اقترب منه أدهم وتحدث معه بقوة.
– ملوش لازمة كل الا انت بتعمله ده يا عمار
تحدث معه عمار بصراخ.
– الياس فين يا أدهم ؟
تحدث أدهم بجمود.
– الياس اتكرم في مكانه خلاص يا عمار ومش محتاج مننا غير ندعيله
وقف عمار ينظر الى أدهم بصدمة ثم اقترب منه بخطوات هادئة يتحدث بعدم تصديق.
– يعني ايه ، يعني الياس مات بجد ، يعني دفنت جسمه في التراب وجاي واقف قدامي كده بكل برود
صرخ به أدهم قائلاً بصوت مرتفع استمع اليه كل من بالمشفى.
– هو انت ليه فاكر ان انا جماد ومش بحس ، يا اخي انا انسان زيي زيك بالظبط وموت الياس زي ما هو وجعك فهو قهرني وقلبي بينزف عليه دم قبل عيني
نظر اليه عمار بحزن ثم حرك رأسه قائلاً بقوة.
– يبقى تسيب الطريق الا انت ماشي فيه ده يا أدهم ونبدأ من الصفر في اي بلد تانية غير البلد دي
نظر أدهم امامه بجمود ثم تحدث بحزن.
– للأسف مش هينفع اسيب الطريق ده
نظر اليه عمار بصدمة قائلاً.
– حتى بعد الا حصل ل الياس وموته بسببك ؟
تحدث أدهم بجمود.
– مفيش حد بيموت بسبب حد ، كل واحد بيعيش على اد عمره وبس ، والياس عمره انتهى لحد هنا
نظر اليه عمار بصدمة ثم تحدث بقوة.
– يعني مش هتسيب الطريق ده وتيجي معايا ؟
تحدث أدهم بقوة.
– انا بقيت مكان ديفيد ومستحيل اتخلى عن المنصب الكبير ده
نظر اليه عمار بصدمة قائلاً.
– حتى وانت عارف انك كده بتعرض حياتنا كلنا للخطر بسبب المنصب ده
تحدث أدهم بتأكيد.
– انتوا هتبقوا في امان طول ما انا في المنصب ده
نظر عمار امامه بغضب ثم تحدث باصرار.
– وانا مش هرجع للطريق ده تاني يا أدهم ومن اللحظة دي ، انا في طريق وانت في طريق
نظر اليه أدهم بصدمة ثم ابتسم بهدوء قائلاً.
– وانا وعد مني احميك في اي مكان هتكون فيه حتى وانت بعيد عني
ثم ارتدى أدهم نظارته السوداء وخرج من غرفة المشفى ترك عمار يتابع خروجه بصدمه ، لا يصدق انهم يفترقان عن بعض لأول مرة في حياتهم منذ ان فتحوا عينيهم على هذه الدنيا ، ثم اقترب عمار من الفراش وجلس عليه وهو يشعر بقلبه يحترق على فقدان صديقه الياس ومفارقة صديقه وشقيقه الوحيد أدهم.
دخلت الطبيبة الغرفة تنظر الى عمار بحزن ثم تحدث بهدوء.
– البقاء لله
رفع عمار عينيه ينظر اليها ثم تحدث بجمود.
– ليه قولتيلي ان الياس بيتحسن وهو كان بيموت
تحدثت الطبيبة بحزن.
– هو فعلا كان بيتحسن ، بس انا برضه قولتلك ان حالته مش مستقرة
نظر اليها ثم خفض وجهه وهو يضع يديه فوق رأسه يفكر بتعب فيما عليه فعله الان ، ماذا يفعل والى اين يذهب ، ويفكر في فيروز ، كيف يتركها مع أدهم ، وهو يعلم جيداً ان وجودها معه سوف يعرض حياتها للخطر ويشعر بالمسؤلية اتجاهها ، ويعد حمايتها مسؤليته وواجب عليه و ردًا للجميل على كل شئ فعله له أستاذه.
ثم رفع وجهه وتحدث بتأكيد.
– انا مستحيل اسيبها معاه لحد ما يتسبب في موتها هي كمان
ثم وقف وتحدث مع الطبيبة بهدوء.
– انا لازم اخرج حالاً
ثم تركها واتجه الى باب الغرفة.
نطقت الطبيبة اسمه بهدوء.
– عماار
توقف عن السير ثم التفت ينظر اليها بدهشة.
اقتربت منه وعلى وجهها ابتسامة هادئة ثم تحدثت بتأكيد.
– خلي بالك من نفسك
نظر اليها بدهشة ثم حرك رأسه بالايجاب وتركها وخرج من الغرفة.
وقفت الطبيبة تبتسم بشرود وهي تهمس لنفسها بتأكيد.
– اكيد هنتقابل تاني عمار
في قصر أدهم.
عاد أدهم الى القصر وهو يشعر بالتعب الشديد.
ركضت اليه فيروز وهي تبكي وارتمت بداخل حضنه تتحدث ببكاء.
– ايه الا حصل يا أدهم ، والياس مات ازاي ؟
تحدث أدهم بتعب.
– انا مش قادر اتكلم دلوقتي يا فيروز
ابتعدت عنه وهي تنظر اليه بحزن ثم حركت رأسها بتفهم وتحدثت بهدوء.
– حاضر يا أدهم ، ارتاح انت دلوقتي ونتكلم بعدين
ثم اضافة بقلق.
– هو عمار فين دلوقتي ؟
تركها أدهم وصعد الدرج وهو يتحدث بتعب.
– قولتلك مش قادر اتكلم دلوقتي يا فيروز
وقفت فيروز تتابعه بحزن وهو يصعد الدرج.
اقتربت منها كريمة وتحدثت معها بهدوء وهي تربت على كتفها.
– معلش يا حبيبتي، هو اكيد راجع تعبان ولسه مصدوم من الا حصل
تحدثت فيروز بحزن.
– انا عارفة ومقدرة الا هو فيه ، ربنا يهديه ويريح قلبه يارب
ابتسمت لها كريمة وتحدثت معها بهدوء.
– اطلعي ارتاحي في اوضتك انتي كمان وبكره ان شاءالله هيكون احسن
حركت فيروز رأسها بالايجاب ثم صعدت هي الاخرى الى الاعلى واتجهت الى غرفتها حتى تتركه على راحته بغرفته.
بداخل شقة الفتيات.
فتحت موني عينيها وهي نائمة على الارض بعد ان قاموا الملثمين بتخديرها.
وضعت يديها فوق رأسها بتعب ، تحاول فتح عينيها بصعوبه ، ثم جلست على الارض وهي تضغط بيدها فوق مقدمة رأسها ، ثم فتحت عينيها و قابلت عينيها الدماء الملطخ على الارض.
صرخة بفزع وتراجعت بجسدها للخلف وهي تنظر الى الدماء بهلع ، ثم كتمت فمها بيدها وهي تتذكر ما حدث والملثمين عندما اطلقوا النار على ريم.
نطقت أسم ريم بخوف ورعب وهي تنظر الى دمائها وهي تغرق الارض ، ثم نظرت حولها بخوف تبحث بعينيه عن جسد ريم او عن الملثمين ، ثم وقفت وهي تنظر الى الدماء بهلع وتكتم انفاسها من شدة الخوف ثم بحثت عن هاتفها ووجدته واقع على الارض ، اخذته بلهفه تبحث عن اسم شادي ثم ضغطت على زر الاتصال.
عند شادي.
نظر الى الهاتف بملل وتجاهل الرد عليها.
حاولت موني الاتصال به مرارًا وتكرارًا وهو يتجاهل اتصالتها وبعد عدت محاولات منها رد عليها بملل.
– ايه يا موني خير ، مش فايقلك
تحدثت موني بصوت منخفض وهي تبكي.
– شادي الحقني ، في ناس اتهجموا علينا وقتلوا ريم وخدروني وانا فوقت دلوقتي لقيت نفسي في الشقة لوحدي و دم ريم مغرق الشقة وانا مرعوبة ومش عارفة اعمل ايه
هب شادي بفزع يتحدث معها بزهول.
– انتي بتقولي ايه، ريم مين الا اتقتلت ومين دول الا قتلوها وليه اصلا يقتلوها ؟!
تحدثت موني ببكاء.
– مش عارفة يا شادي وانا لوحدي في الشقة دلوقتي وخايفة اوي
تحدث شادي بتوتر.
– متخافيش يا موني وحاولي تكلمي الشرطة يجو يحموكي وكمان عشان يعرفوا مين الا قتلوا ريم
تحدثت موني بصدمة.
– شرطة ايه يا شادي الا اكلمهم انا خايفة
ثم اضافة برجاء.
– تعالى بسرعه يا شادي انا خايفة ومش عارفة اعمل ايه وانا لوحدي
تحدث شادي بنداله.
– معلش يا موني انتي عارفه ان انا مستحيل اسيبك لوحدك في موقف زي ده بس اعذريني ، انتي عارفة شرطة يعني سين وجيم واسمي لو اتذكر في قضية زي دي ، هيتسبب في مشاكل كتير لبابا في شغله
تحدثت موني بغضب وصراخ.
– يعني انت هتتخلى عني يا شادي وهتسيبني في المصيبة دي لوحدي ؟!
ثم اضافة بخوف.
– الناس الا قتلوا ريم مش بعيد يرجعوا يقتلوني ، لو انا بلغت عنهم
تحدث شادي بخوف.
– خلاص اعملي الا يريحك يا موني وانا مليش دعوة ولا ليا علاقة بيكي نهائي واي شئ كان بينا انتهى وعلاقتي بيكي متختطش حدود الزمالة
ثم اغلق شادي الهاتف سريعا ، حتى لا يترك لها مساحة للرد على حديثه.
نظرت موني الى الهاتف بصدمة ثم همست الى نفسها بلوم.
– انا السبب ، انا الا رخصت نفسي بالشكل ده…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اقتحمت حصوني)