روايات

رواية غفران هزمه العشق الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الفصل العشرون 20 بقلم نور زيزو

رواية غفران هزمه العشق الجزء العشرون

رواية غفران هزمه العشق البارت العشرون

غفران هزمه العشق
غفران هزمه العشق

رواية غفران هزمه العشق الحلقة العشرون

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل العشــــــرون ( 20 )
___ بعنــــوان ” عنــــــــــــاد قلبيــن” ___
نظرت ” قُسم” إلى “غفران” بإنبهار وهو جالسًا على السفرة يتناول الطعام مُحدثًا والدها فى الكثير، نبضات قلبها مُتسارعة عن المعتاد والتوتر جعل أطرافها ترتجف وما زالت لا تستوعب الأمر وأنه يجلس أمامها الآن وليس لخطبتها ،بل زوجًا لها فرفع “غفران” رأسه ببسمة خافتة فى وجه والدها ليُرى نظرة “قُسم” إليه مما جعلها تتنحنح خجلًا وتطأطأ رأسها للأسفل مُتحاشية النظر به، تبسم وهو يعلم أنها عنيدة لكنها تكن الحُب إليه ومهما نكرت الأمر عينيها تكذب هذا بلمعتها وبريق العشق الكامن بنظراتها، أنهوا تناول الطعام ودلف “غفران” مع “جميل” و”قاسم” إلى الصالون مُتحدثًا:-
_ أقعد يا عُمر، أنا إن شاء الله مش هرد لك كلمة يا عم جميل والفرح نخليه على نص السنة
_ والله ما هيفرق معايا هى كدة أو كدة بقت مراتك رسمي لكن كلام الناس وحش وأديك شوفت حازم ، أن أجي أقول أنها اتجوزت فى يوم وليلة هيبقي بنتي فيها حاجة
قالها “جميل” بنبرة جادة، هز “غفران” رأسه بالموافقة وقال بجدية:-
_ أنا هعمل كدة عشان راحتك، لكن أنا مراتي محدش يجرأ أنه يتكلم عليها كلمة واحدة أو يرفع عينيه فيها، قُسم مراتي وسامحني مش غرور منى لكن أنا مش أى حد عابر فى الشارع عشان الناس ترفع رأسهم فيه
دلفت “قُسم” إلى الصالون بصينية المشروبات لتسمع إلى حديثه فتبسمت بأريحية وقدمت له العصير، رفع “غفران” نظره بها ويدها ممدودة بكأس العصير نحوه وشرد بوجهها لقد تعب ومل من النظر لهؤلاء بوجههم الضبابية ويريد أن ينظر لها وحدها ما دامت هى الوجه الوحيد الذي يراه، تنحنح “جميل” بلطف من نظرتهما الطويلة بشرود أمام الجميع وقال:-
_ العصير يا قُسم
تنحنحت بحرج من والدها وانتبهت إلى نظرتهما لتقدم العصير إلى الجميع فقال “جميل” بلطف:-
_ لو عايز تتكلم معاها أدخلوا البلكونة هى مراتك
تنحنح “غفران” بهدوء وترك كوب العصير ثم خرج معها فوقفت فى البهو تقول:-
_ ثواني هجيب تليفوني من الأوضة، ممكن تدخل البلكونة وأنا هحصلك
دلفت إلى غرفتها تبحث عن الهاتف لتسمع صوته بتجاه الباب يقول بهدوء:-
_ أوضتك؟!
ألتفت إليه وأومأت بنعم فتقدم بخطواته إلى الداخل يتفحص غرفتها بنظراته وهى تنظر بوجهه، وصل أمامها ليحدق بها بشغف مُتأملًا ملامحها ثم قال:-
_ إنتِ جميلة أوى يا قُسم
طأطأت رأسها بخجل للأسفل حتى رأت يده تقترب من وجهها ليمسك ذقنها بأنامله ويرفع رأسها للأعلى فتسارعت نبضاتها بجنون من قُربه هكذا وبدأت أنفاسها تعلو شيئًا فشيءوتنتفض أمامه، لم يكن حال قلبه أقل منها فجن جنونه حقًا بوجودها ورؤيتها فنظر إلى عينيها شاردًا بجمالها الخلاب لتقول “قُسم” بنبرة خافتة من نظراته التى تلتهمها:-
_ غفران
_ عايز أضمك يا قُسم
قالها “غفران” بنبرة دافئة وعينيه تحدق بوجهها بشغف مُشتاقٍ إليها ويطلب أن يضُمها إلى صدره قبل أن يفعل وتغضب منه صارخة بوجهه فقالت بخجلًا:-
_ غفران
تسارعت نبضاته أكثر من لفظ أسمه من فمها فأخذ يدها بلطف حتى يتلاشي فجوة غضبها السريعة ورفعها بيده إلى صدره حتى أستقرت على قلبه لكي تشعر بنبضات هذا القلب السجين داخل قفصه الصدري لكنه صارخًا بجنون إليها، أنتفض جسدها بقشعريرة كهربائية باردة من شعورها بنبضات قلبه فسألت بتوتر وعقلها الصغير لا يُصدق أن هذا الرجل الجبلي ذو الشخصية الحادة والعقل المتمرد أحبها بهذا القدر:-
_ أنت حبتني أوى كدة؟
_ وألا مكنتش أتجوزت وأصرت على وجودك جنبي حتى لو بالغصب والقوة
رفعت رأسها عن قلبه إلى وجهه تحدق بعينيه العسليتين اللاتي تلمعن بقوة ببريق العشق وقبل قلبها بهذه اللحظة أن يسارع هذا القلب فى النبضات على من يجن جنونه أكثر بنيران الحُب المُلتهبة بداخلهما وأحمرت وجنتها أكثر ثم قالت بتلعثم:-
_ أمتى وأزاى؟ عملتها أزاى؟
لم يقبل بسماع شيء أخر منها هاربة من طلبه ليجذبها من ذراعها بقوة إلى صدره وطوقها بأحكام فحاولت مقاومته بعناد وهى تقول:-
_ غفران، أنا موافقتش … يا غفران هتفعسني
لم يجيب بكلماته، بل أجاب برأسه التى أنحنت تجاه رأسها ليضعها فوقها مُستكين بآمان وسلام فى هذا العناق، توقفت عن مقاومتها ويدها التى تدفعه فى خصره للبُعد توقفت تمامًا عندما شعرت برأسه تدفن فى رأسها وأنفاسها الدافئة تضرب عنقها فهدأت تمامًا رغم أنها لم تبادله العناق لكنها قبلت بالهدوء بين ذراعيه، ظل يخفيها بين ذراعيها لدقائق ومغمض العينين حتى تحدث بهمس قرب أذنها دون أن يحرك ساكنًا:-
_ سامحينى يا قُسم، أنا أسف لو فكرت أجبرك على الجواز منى بس أنا عاشق وشوفت العشق جواكِ لكنك عنيدة وبتحبي اللى حواليكِ أكثر من نفسك
ظل لثواني صامتًا منتظر جوابها أو قبولها للإعتذار رغم أنه لأول مرة يعتذر من أحد لكن جوابها لم يكون كلمات ، بل شعر بيدها الصغيرة تتسلل خلف ظهره تبادله العناق وتتشبث بخصره بأحكام وكأن هذه المتمردة العنيدة أعلنت عن استسلامها أمامه هذه المرة، مسح على رأسها بدلال وهمس من جديد قائلًا:-
_أسف
رفعت رأسها إليه لتتقابل عيونهم فى نظرة طويلة وما زالت أياديهم مُتشثبة بالأخر كما هما، نظر بعينيها الخضراء ووجنتها الجميلة بهذا النمش البني الذي يزيدها جمالًا، تبسمت بلطف وقالت:-
_ مسامحاك، عارف ليه؟
حرك رأسه لليمين بلطف مُستفهمٍ عن الجواب لتتابع حديثها بعد ان خرجت من بين ذراعيه لتقف أمامه بخفة:-
_ عشان الحياة مش على طول سالكة أياك فى عواقب وفى مشاكل وكلنا بنغلط، أنت قصاد غلطة واحدة عملت كتير يا غفران، لولاك كان زمان حازم زى ما بيقوله حاطط رأسي فى الطين سوا فى فرنسا أو هنا، عشان أتجوزتني بجد بموافقة بابا وحاولت تعمل دا عشاني رغم أن كان ممكن تتمسك بالورقة العرفي وهبقي مراتك بالقوة، عشان وقفت جنبي فى عز ما كنت ضعيفة وحمتني ، أنت ليكِ رصيد كبير أوى جوايا يخليني أغفر وأعدي غلطة أنت نفسك صلحتها لما أتجوزتني رسمي وبرضو عشان تحميني من كلام الناس وغل حازم
تبسم “غفران” بلطف على كلماتها وقال بدلال:-
_ إنتِ تستاهلي أكثر من كدة يا قُسم… تعالي
أخذها للخارج حين الطاولة الصغيرة الموجودة قُرب الباب التى وضع عليها الهدايا التى جلبها معه، جلب لها صندوق هدايا مربع وقال:-
_ أفتحيه
نظرت للصندوق بحيرة وفضول ثم قالت:-
_ دا عشاني
أومأ إليها بنعم فرفعت يدها إلى أذنها تضع خصلات شعرها خلفها بحيرة والفضول يقتلها ماذا جلب لها بداخل هذا الصندوق فقالت بعفوية:-
_ شيكولاتات
ضحك “غفران” وهو ينقر رأسها بأصبعه على أهتماماتها البسيطة وقال:-
_ كل اللى همك بطنك، أفتحي ومتخمنيش
تنحنحت بحرج وأخذت الصندوق إلى الشرفة معه وجلسوا سويًا على المقاعد والطاولة البلاستيكية الدائرية بالمنتصف فقالت بحماس:-
_ بسم الله
فتحت الصندوق ووجدته مُعبأة بالكثير من الكرات الصغيرة الملونة التى تخفي ما بجعبته فقالت بعفوية وضحكة لطيفة:-
_ أي كل دا
وضعت يدها أولًا لتخرج من داخله علبة قطيفة مستطيلة بحجم كتاب زرقاء اللون فرفعت رأسها إلى “غفران” وقد خمنت ما بداخل هذه العلبة ربما شبكتها وكان تخمينها صحيح لكنه مبالغ جدًا عما توقعت فوجود عقد من الألماظ على شكل ثعبان وبريقه يخطف النظر لم تراه مثله من قبل فقالت:-
_ غفران، دا شكله غالي أوى… خد رجعه أنا مش عايزاه
أعطته العلبة بخوف فدهش من رد فعلها وهى ترفض هديةمثله ليقول:-
_ أي دا؟ دا شبكتك
هزت رأسها بلا وقالت بخوف:-
_ قصدك دا موتي، أنت مُتخيل أنى هنا فى المنطقة دى هعرف ألبس شبكة زى دى، ولا صحابي بكرة لما يعرفوا أنى أتخطبت أو أتجوزت ويجوا ويسألوني عن الشبكة هعرف أوريها لحد، دا أنا أتخطف بسببها ، لا رجعها أنا شبكتي دبلة وخاتمين من عند بتاع الذهب يوم ما تحب تعلي أوى تجبلى غوشتين ثلاثة لكن ألماظ لا
ضحك عليها وعلى قلبها البريء وعينيها التى لا ترى من المال شيء ثم قال:-
_ شيليه وأبقي ألبسي لما تجي القصر، يلا طلعي الباقي
عقدت ذراعيها أمام صدرها بخوف وقالت:-
_ لا طبعًا لما أول حاجة طلع دا الباقي هيكون أي، أنت تأخد البوكس دا ترجعه وتجيبلى بوكس شيكولاتات أنا بحب بطني
ضحك بقوة على تذمر وهو لا يصدق وعقله لا يستوعب نقاء هذه الفتاة وبدأ هذا العقل يقارن تلقائيًا بينها وبين “كندا” التى تعشق الألماظ والمظاهر، نظرت لضحكته التى تراها لأول مرة بإشراق وأدخلت يدها مرة أخرى إلى البوكس وأخرجت علبة صغيرة لتفتحها وكان بداخلها مفتاح سيارة لتقول:-
_ عربية!!
_ أظن دى ضرورى عشان تيجي القصر وتعرفي تيجي لأهلك هنا
تركته جانبًا ووضعت يدها مرة أخرى لتخرج عبلة أخرى وكان بها قلادة فنظرت إليه بغضب ثم قالت:-
_ أنت فلوسك كتير مش عارف توديها فين، سلسلة وعقد هو أنا عندي رقبتين ومثلًا هلبس فيهم
وقف من مكانه ويده تأخذ القلادة منها ليجلس على ركبتيه أرضًا جوارها مما أدهش “قُسم” وهو ينحني إليها فى حين أن الجميع من ينحنوا له من الخوف، تبسم وهو يقترب منها ويضع القلادة فى عنقها وعيني “قُسم” لا تفارق وجهه من الدهشة ونبضاتها لم تهدأ أبدًا ليقول وهو يغلق القفل:-
_ السلسلة دى متتقلعش من رقبتك أبدًا يا قُسم، دا طلبي الوحيد منك
هزت رأسها بنعم ليبعد يديه عن عنقها مُتأملًا قلادتها الجميلة ثم قال:-
_ جميلة
تبسمت بخفة إليه وبدأت تخرج باقية الهداية فكان هناك علبة ساعات بها ساعتين رجالى وحريمي لهما وزجاجة عطر فرنسية مما جعلها تبتسم بفرحة وهى تتلاقي كل هذه الهدايا، غادر “غفران” مع أخته و”عُمر” وقبل أن يصعد بالسيارة رأي “حازم” يقف أمام محله فأقترب منه وهو يعرفه من ملابسه ليقول بهدوء:-
_ نصيحة مني إياك ترفع عينيك فى قُسم لأنك مش قدي، أو خلي النصيحة أنك تتعب نفسك وتدخل على النت مثلًا وتسأل مين غفران الحديدي؟ دا لو مش عايز تتعب نفسك وتسأل الناس من قلب الواقع
_ دا تهديد
قالها “حازم” ببرود شديد ثم تابع بعناد ولا مبالاة:-
_ طب أسمع بقي، قُسم دى حبيبتي وخطيبتي من وهى فى اللفة، ولا أنت ولا الكون كله تعرفه تأخدوها مني وألا….
مسك “غفران” فك فمه يمنعه من ابقية الحديث بغضب سافر حين تحدث عن زوجته وعينيه يتطاير منها الشر ثم قال بتهديد صريح بلا خوف:-
_ وألا…. لا عاش ولا كان ولا لسه أتخلق على وجه الأرض اللى يهدد غفران الحديدي أو يتحداه، فوق لنفسك يالا أنت مجرد حشرة أفعسها بأشارة منى … بلااش يا حلو تلعب فى عداد عمرك اللى قرب يوصل للنهاية وأسم قُسم ميجيش على لسانك مرة تانية وألا مش هتلحق تكمله
دفعه من وجهه بأشمئزاز وسار نحو السيارة وعيني “عُمر” تحدق بـ “حازم” واقفًا مُمسك بالباب الخلفي من أجل “غفران” حتى صعد بالسيارة، أغلق “عُمر” الباب ونظر إلى “حازم” بتحذير وعينيه ترسل رسالة واحدة ( ألا يلعب فى الجحيم وألا سيموت) ثم ألتف ليصعد إلى السيارة وأنطلقوا، مسك “حازم” وجهه بألم من قبضة “غفران” ثم قال:-
_ والله مبقاش حازم لو ما ندمت أنت وهى على اللى عملته وكل كلمة قُلتها …
__________________________
[[ قصـــر اللؤلـــؤ ]]
دلفت “رزان” إلى غرفة “نورهان” لتراها جالسة على مقعدها شاردة وعينيها تبكي دون أن تشعر بتساقط دموعها من ألم الماضي وذكرياته..
____ عــودة للمـــاضي ____
خرجت “نورهان” من غرفتها غاضبة ونيران تحرق صدرها من خيانة زوجها، جمعت حقيبة ملابسها لكى تغادر القصر رافضة خيانته بعد أن رأته فى أحضان امرأة أخرى فوقف “غفران” أمامها شاب عمره 19 عامًا وقال:-
_ أهدئي يا أمى وهو لما يجي أنا هتكلم معاه ، بس أرجوكِ متمشيش
دفعته بقوة بعيدًا عنها بأشمئزاز وغضب سافر يحتلها كارهة زوجها وحتى أولادها كرهتهما ما داموا يحملون دماء هذا الخائن ، لم يبالى “غفران” بشيء سوى إنهيار والدته وكسرة قلبها فأقرتب مرة أخرى منها يحاول مساندتها وقال بهدوء بعد أن مسك يدها يربت عليها:-
_ أرجوكِ يا أمى، أنا ابنك وفى ضهرك وسندك خليكي واللى عايزاه أنا هعملهوك أنا مش صغير ، بس خليكي ولو عايزني أمحي البنت دى من على وش الأرض هعمل كدة بس عشان خاطر متبكيش متستاهلش دموعك
صرخت بوجهه بانفعال وكسرة قلب فُتت لإشلاء من الخيانة:-
_ كذب، أنتِ مش ابني، أنت أبنه دمه النجس بيجري فى دمك وأنا بكرهك ، أنت زيه هتعيش زيه ، مالكوش أمان واللى يثق فيكم هتغدروا بيه، بكرة أنت كمان تكسر قلب واحدة ما أنتوا صنف خاين ….. ورحمة امي لأدفعه الثمن غالي على خيانته ليا … غور من وشي
دفعته بقوة دون أن تبالي بشيء ليسقط على الدرج حتى وصل للأسفل وأرتطمت مؤخرة رأسه بحافة الدرجة الرخامية بقوة وسالت الدماء بغزارة من رأسه مما أفزع “نورهان” وأخذت طفلها إلى المستشفي وأجري جراحة بالرأس ونتيجة أصابته ظل بالغيبوبة داخل المستشفي لمدة سنتين فاقدًا للوعي …
فاقت “نورهان” من شرودها حين ربتت “رزان” على كتفها بلطف لتجفف دموعها بحرج وقالت:-
_ فى حاجة يا رزان؟
_ كنت بستأذن حضرتك عشان أمشي
قالتها بلطف ثم تابعت الحديث بجدية:-
_ بس واضح أن حضرتك مش بخير تحبي أفضل هنا؟
_ لا مفيش داعي ، روحي إنتِ
قالتها “نورهان” بهدوء لتغادر “رزان” فخرجت “نورهان” إلى الشرفة ووقع نظرها على سيارة “غفران” يترجل من سيارته فقالت:-
_ يكفيني أنك بخير قصادي
لم تكن تهتم لفجوة الباردة التى بينها وبين ابنها وكونه لم يسامحها على خطأها رغم مرور السنين وتكتفي بكونه سالمًا أمامها، لكنها كانت جاهلة كل الجهل أن ابنها يعاني من دفعتها حتى الآن وبفضلها لم يتمكن من رؤية أحد طيلة هذه السنوات وبات مريضًا بالعمي بفضل والدته …
_______________________
أستيقظت “تيا” فجرًا بسبب ألم فى بطنها من الحمل فبدأت تنادي على زوجها تستنجد به:-
_ أنس… أنس
لم يكن بالجوار فلم يسمع صوتها واستغاثتها به، تحملت على نفسها وهى تأني من الوجع وتضع يدها أسفل بطنها من شدة الألم حتى وصلت إلى الأريكة التى به هاتفها وأتصلت على والدتها لكنها لم تجيب مرة وأخرى فلم يكن أمامها خيارًا سوى الأتصال بـ “غفران” ولم تتحمل أكثر وسقطت على الأرض بصرخة قوية سمعها “غفران” عبر الهاتف حين استقبل الأتصال ففزع وهو يقول:-
_ تيا …. تيا
لم يجد جوابًا بينما هى بدأت تلهث وتصرخ من الأرض وتتلوى بالأرض مما أفزع “غفران” أكثر وخرج ركضًا من غرفته إلى قصرها، دق الباب كثيرًا ولم يجد جواب من أحد فأمر رجاله بكسر الباب وبعدها صعد إلى غرفة أختاه ووجدها على الأرض ودماء كثيرة لوثت ملابسها فهرع نحوها يناديها:-
_ تيا … تيا
حملها على ذراعيه وغادر بها إلى أقرب مُستشفي فوقف أمام الغرفة ينتظر الطبيب مع “عُمر” الذي قال مُقاطعًا قلقه :-
_ أنس جه
رفع رأسه إلى الأعلى ليراه يأتى نحوه ركضًا وهو يقول بقلق:-
_ حصل أي
مسكه “غفران” من ملابسه بقوة وضرب ظهره بالحائط بأندفاع وهو يقول:-
_ كنت فين؟ كنت فين ومراتك بتموت ها؟ تيا لو جرالها حاجة روحك مش هتكفي يا أنس لأنها متساوش حاجة قصاد تيا واللى فى بطنها
أقترب “عُمر” يمسك قبضته بهدوء وهمس فى أذنيه:-
_ مش وقت يا مسيو غفران، المهم نطمن على مدام تيا واللى فى بطنها
أحتدت عيني “غفران” وأقترب “خطوة” نحو “أنس” أرعبه أكثر وهو يقول:-
_ اللى فى بطنها لو جراله حاجة متلومنيش يا أنس، أنا أختى أستنيت الحمل دا سنين ولو خسرته بسبب إهمالك مش هيكون خير ليك أبدًا
دفعه بقوة وأبتعد عنه من الغيظ حتى خرج الطبيب ليخبرهما بما توقعه “غفران” حين رأي الدماء ليقول:-
_ أنا أسف جدًا بس الطفل كان ميت فى بطنها لما جت ، ومحتاجة عملية تنضيف ضرورى
أغمض “غفران” عينيه بغضب ممزوج بالحزن وأومأ إليه بنعم ثم نظر إلى “أنس” نظرة مُرعبة حتى يستعد للجحيم ودفع ثمن خسارة أخته…..
__________________________
نزلت “قُسم” صباحًا مع والدتها بعد أن علمت بما حدث إلى “تيا” وقالت بهدوء:-
_ والله مش عارفة يا ماما، هم لسه فى المستشفي… الاوبر شكله مجاش ولا أي؟
أقترب “صابر” منها رجل خمسيني مُرتدي بدلة رسمية وقال:-
_ أتفضلي يا فندم
نظرت “قُسم” إليه بتعجب وقالت:-
_ أنا شوفتك قبل كدة
_ صابر يا هانم السواق الخصوصي لحضرتك
قالها بهدوء مع بسمة لطيفة فنظرت “قُسم” إلى “صفية” بحيرة فأشار بيده على السيارة وكانت سيارة ضخمة تكفي لإغلاق الشارع كاملًا رباعية الدفع باللون الأحمر من ماركة بي أم دبليو لتصعد بالسيارة وهى مُندهشة من فخامتها وظلت تتفحصها من الداخل لتقول بفضول:-
_ معلش هى العربية دى اسمها أي
أجابها “صابر” أثناء قيادته :-
_ bmw x7
فتحت هاتفها وكتبت اسم السيارة على جوجل لتصرخ بذعر من سعرها المُذكور وكانت تفوق العشر ملايين فقالت بذعر:-
_ بقولك أي ، أقف على جنب أنا عايزة مياه ابلع اللى شوفته
أوقف السيارة جانبًا وترجل يجلب لها زجاجة مياه ليرن هاتفها باسم “غفران” فأجبت عليه قائلة:-
_ اهلا الفانوس السحري
عقد حاجبيه بأستغراب من كلماتها بينما هو جالسًا جوار “تيا” فى غرفة المستشفي حتى تستيقظ ليقول:-
_ فانوس أي
_ ما هو لما تجيبلي عربية بـ 10 مليون جنيه تبقي فانوس سحري
تبسم بخفة رغم تعبه وهو لم ينام من الأمس ثم قال:-
_ تعيشي وتركبي يا قُسم
تبسمت “قُسم” على كلماته اللطيفة وقالت:-
_ طب كنت تجيب عربية أى كلام عشان لما أخبطها متزعلش على الفلوس
ضحك وهو يمطي جسده من التعب ثم قال:-
_ تعيشي وتركبي وتخبطي كمان، فداكِ
نظرت إلى والدتها بخجل ثم قالت بجدية:-
_ أنا فى الطريق أنا وماما جايين لتيا
أومأ إليها بنعم وظل يتحدث معها طويلًا حتى وصلت إلى المستشفي وأغلقت معه الخط، صعدت إلى الأعلي حيث غرفة “تيا” فدلفت والدتها أولًا وهى بالخلف ليسحبها “غفران” من يدها إلى الغرفة المجاورة فقلت بتذمر:-
_ أنت بتعمل أي؟
أغلق باب الغرفة بتسلل كاللصوص وضمها إليه بقوة فدُهشت من فعلته وقالت بغيظ:-
_ غفران حد يشوفنا
_ إنتِ مراتي يا قُسم على سُنة الله ورسوله
قالها بلطف وهو يضغط عليها بقوة وكاد أن يعتصر عظامها بين ذراعيه لتُتمتم بتذمر:-
_ دا على الورق بس وقدام الناس أنت خطيبي لسه وكمان أوعي تفتكر أن جوازك منى هيخليك تقربلي زى ما تحب أوعي تنسي أن فى زوجة أولانية فى حياتك وأنا مش هكون مراتك رسمي ألا لما أتاكد أنك مش ظالمة ولا كاسرها بسببي
أبعد عنها بصدمة ألجمته وهى تمنع القُرب منه وتضع “كندا” عقبة بينهما فقال بجدية:-
_ إنتِ واعية بتقولي أي يا قُسم؟
_ بقول أنى مش هقبل أني اظلم حد ولا أكون سعيدة على حساب واحدة تانية، هى نفسها فى حياتك من قبلي
قالتها بجدية صارمة فمسكها من ذراعها بقوة غاضبًا ليحذبها نحوه حتى أرتطمت بصدره من قوته وأبتلعت لعابها خوفًا من نظراته المُرعبة ليقول:-
_ متتحدنيش يا قُسم ، أنا لو عاوزك تكوني مراتي حالًا هعمل كدة، وعلاقتي بكندا متخصكيش لا من قريب ولا من بعيد وإياكِ تدخلي فيها وألا هتخسري كل حاجة إنتِ فاهمة
دفعته بقوة رغم خوفها من نبرته ونظرته لكنها لا تبالي بشيء وقالت بعنادً وتحدٍ أكثر:-
_ أعلى ما خيلك أركبه، أنا مبتهددش ولا أنا اللى أكسر قلب واحدة زي، أنا مراتك زى ما هى مراتك يا تعاملنا إحنا الإثنين بالعدل وزي ما بتعاملنة بحنية تعاملها بحنية يا أما تكون نجوم السماء أقربلك من أني أكون مراتك ويبقي لك حق فيا
ظل صامتًا مصدومًا من كلماتها وعرضها الغليظ وهى تساوي نفسها بـ “كندا” وتطلب العدل بينهما، تمتم بضيق شديد:-
_ على راحتك يا قُسم بس متزعليش وأستحملى
مر من جوارها لكي يغادر الغرفة مما أدهش “قُسم” ولم تتوقع أن يغادر تاركها وحدها هنا، لطالما كان عنيدًا بها وكل ما يريده يفعله أم الآن سلك طريق الهجر وكأنه قرر أن يضعها مع “كندا” فى الجحيم بدلًا أن يخرج “كندا” إلى الجنة معها …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران هزمه العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى